الجمعة، 30 ديسمبر 2011

الإبداع والخلق والتدبير

الإبداع والخلق والتدبير
إن الله تعالى أوجد المخلوقات من العدم وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول هذا الأمر فقال : (كان الله ولم يكن معه شيء) متفق عليه، وأوجد الله الشيء من الشيء وهو الخلق كما خلق الله تعالى آدم من تراب وخلق الجان من مارج من نار، وخلق تعالى أجناساً وأنواعاً وجعل لكل جنس ونوع خواص، وجعل الخواص لا تنفك عما جعله الله بها وجعل للأشياء قوانين تحكمها والله يعطل بعض القوانين ليرى الناس أنه هو الذي أوجدها قادر على أن يوقفها مثل والله يأمر جنوده أن ينفذوا أمره ولله الأمر من قبل ومن بعد مثل معجزات الأنبياء وما نراه في الخوارق التي ذكرناها من قبل .
والله تعالى يلهم عباده مثل قصة خرق السفينة وإقامة الجدار وقتل الغلام، والوحي إلى الأنبياء والوحي الفطري إلى الأشياء.
وفي الكون عالم روحي يختلف عن العالم المادي تتمثل فيه المعاني بأجسام مناسبة لها في الصفة لحديث : (لما خلق الله الرحم قامت فقالت هذا مقام العائد بك من القطيعة) (إن سورة البقرة وسورة آل عمران تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أهلهما) (تجيء الأعمال فتجئ الصلاة ثم تجيء الصدقة ثم يجئ الصيام) الحديث (إن المعروف والمنكر لخليقتان تنصبان يوم القيامة فأما المعروف فيبشر أهله، وأما المنكر فيقول إليكم إليكم ، ولا يستطيعون له إلا لزوماً)، (إن الله يبعث الأيام يوم القيامة كهيئتها ويبعث الجمعة زهراء منيرة) (سيؤتى بالدينا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها).
روح النبي صلى الله عليه وسلم لديها خيالة روحية (سينما) ترى المعاني مجسدة تصور الأشياء قبل أن تقع لحديث : (هل ترون ما أرى ؟ فإني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر) وفي حديث الإسراء : (فإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران ، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال : أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات) ، وفي حديث صلاة الكسوف: (صورت لي الجنة والنار بيني وبين جدار القبلة فتناول عنقوداً من الجنة ، وأنه تكعكع (تأخر) من النار ، ورأى سارق الحجيج والمرأة التي حبست الهرة حتى ماتت ، ورأى المؤمنة التي سقت الكلب في الجنة) عالم الروح قريب من الروح دون مسافة أو زمن ، قال صلى الله عليه وسلم : (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، ثم أمر جبريل أن ينظر إليهما وقال : (ينزل البلاء فعلاجه الدعاء) (خلق الله العقل فقال له : أقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر) ( هذا كتابان من رب العالمين) الحديث (يؤتي بالموت كأنه كبش فيذبح بين الجنة والنار) وقال تعالى( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا) مريم: ١٧، الروح لها القدرة على التمثيل فتأخذ الصورة المناسبة لها كما يريد لها الله وحسب البرنامج الذي أودعه الله فيها أو صدر لها الأمر بأن تكون على شكل كذا فأهل النار لهم من الشكل ما ليس لأهل الجنة فالله يجعل المتكبرين كالنمل يدوسهم الناس والجن يتشكلون فإذا خضع للصورة فخضع لنظامها فإذا أخذ الجني شكل الأفعى يمكننا قتله. والكائنات الروحية موجودة في عالم الملكوت، فعالم الذر والبرزخ (القبر) وعالم الآخرة عالم ملكوتي (روحاني) وعالم النوم عالم روحاني فالأفعى في القبر والنوم تلدغ لدغاً روحياً والمعاني من عالم الروح فنحن نتمتع بالصور الجميلة في مخيلتنا وفي العمل الفني كما نتقزز من الصور القبيحة.
استفاض في الحديث أن جبريل عليه السلام كان يظهر للنبي صلى الله عليه وسلم ويقرأ عليه فيكلمه ولا يراه سائر الناس، وأن القبر يفسح سبعين ذراعاً في سبعين ذراعا أو يضم حتى تختلف أضلاع الميت، والملائكة يراها الميت لأنه في حالة روحية صرفة وتكفنه بحرير من عالم روحاني، والملائكة تضرب الميت بمطرقة من حديد العالم الروحاني ويصرخ صرخة روحية تسمعها الأرواح وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت الكافر في قبره. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الميت إذا أدخل القبر مثلت له الشمس عند غروبها فيجلس يمسح عينه ويقول (دعوني أصلي) فالروح تدرك مباشرة فهي ترى الله تعالى واستفاض في الحديث أن الله تعالى يتجلى (يظهر) بصور كثيرة لأهل الموقف وأن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على ربه وهو على كرسيه ، وأن الله تعالى يكلم الإنسان مباشرة.
وجاء في الحديث (إذا قضى الله تعالى الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الحق وهو العلي الكبير) وفي رواية : (إذا قضى الله أمراً سبح حملة العرش، ثم يسبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا ثم قال: الذين يلون حملة العرش لحملة العرش : ماذا قال ربكم؟ فيخيرونهم ماذا قال؟ فيخبر أهل السماء بعضهم بعضاً حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام من الليل فتوضأ وصلى ما قدر له أن يصلي فنعس في صلاته حتى استلقى فإذا بربه تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد فقال: لبيك رب ، قال : فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قال: لا أدري قالها ثلاثاً فرآه وضع كفه بين كتفه حتى وجد برد أنامله من قدميه فتجلى له كل شيء وعرف. فقال: يا محمد، قال: لبيك رب قال : فيما يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات قال: وما هن؟ قال: مشي الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء حين الكربات قال ثم فيم ؟ قال في الدرجات قال: وما هن؟ قال إطعام الطعام ولين الكلام ، والصلاة بالليل والناس نيام)(رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين) فالله تعالى يصدر الأوامر لكل شيء فيعطيه دون أن يشعر والله يبلغ جبريل الأمر فجبريل يبلغه الملائكة لحديث : (إن الله إذا أحب عبداً وما جبرائيل فقال : إني أحب فلان فأحبه جبرائيل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.
وإذا أبغض الله عبداً دعا جبرائيل فيقول : إني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبرائيل، ثم ينادي أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض) ،الكلام بين أهل السماء كلام روحي فإذا كنا نبعث رسائل إلى الجوالات فما بالك بالله الذي هو على كل شيء قدير وبكل شيء عليم ولا يعجزه شيء في السموات والأراضين.
أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في ابن آدم لمة ملك ولمة شيطان.ولمة الملك إيعاز بالخير ولمة الشيطان إيعاز بالشر. فالملائكة تبث رسائلها إلى الأرواح الطيبة تدعوها إلى فعل الخير والشياطين ترسل رسائلها إلى الأرواح برسائلها تدعوها إلى الشر والشيطان له حزب والله له حزب.
أوامر الله يبثها إلى الملائكة قال تعالى:(فيها يفرق كل أمر حكيم) الدخان: ٤، في ليلة القدر والله تعالى كل يوم في شأنه.
الأشياء عبارة عن شرائح يبرمجها الله برنامجاً خاصاً بها وقد يغير برنامجاً كما غير برنامج نار إبراهيم عليه السلام وكطيور إبراهيم الأربعة ونار موسى وعصى موسى ويد موسى وكذلك في كل المعجزات والكرامات فالأشياء جنود الله يأمرها فتنفذ والله ينزل السكينة على المؤمنين فالأرواح الطيبة تنزل إليها المعاني الطيبة من الملأ الأعلى ، والأرواح الخبيثة ينزل إليها المعاني الخبيثة من الشياطين توحي إليها المعاني الخبيثة والأرواح المؤمنة تطمئن إلى المعاني الطيبة فالأرواح الطيبة تبث إليها الملائكة رسائل تدلها على الخير وهذا ما يسمى بلمة الملك ، فالله يهئ للأشياء الأسباب لأنها جنوده.
الموت يحدث عند الأسباب ولكن خروج الروح يتم عن طريق نزع الملائكة الروح من الجسد حتى تبلغ الحلقوم ثم تخرج فالله جل في علاه يدبر الخلق ولكل نبأ مستقر لحديث : (إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة) ،(يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن) الرحمن: ٢٩ ، قال صلى الله عليه وسلم (بيده يرفع القسط ويخفضه) فما من حدث إلا وكان من حكمة الله أن يحدث والأمور تدبر بحكمة الله الصادرة، بمن يعرف علاقات الأحداث بعضها ببعض والإنسان لا يعلم إلا ظواهر الأمور فيحكم على العاجل دون الآجل فالله يعامل الناس برحمته لا بأعمالهم فهو سبحانه يضع الموازين القسط ويطلع على السر وأخفى لحديث: (ولن يدخل أحدكم الجنة عمله) (إنما أنت رفيق والطبيب الله) وإن مرد حقيقة الإنسان إلى الروح والروح أخفى الموجودات وهي أخفى الخفايا، وما البدن إلا مطية الروح وهي أقوى جنود الله فأرواح الملائكة لا تعصي الله ما أمرها وتفعل ما يأمرها الله وشياطين الجن والإنس تعودت معصية الله أما الإنسان فلديه استعداد للطاعة والمعصية، فالطاعة مجلبة للمتعة الروحية والمعصية مجلبة للضنك.
أما الحيوانات والنباتات والجمادات فلا تعصي أوامر الله التي فطرها عليها فهي تطيع أوامر الله الفطرية والإنسان قابل للإلهامات والعلوم وقابل للانحراف عن الفطرة ،(ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب) الحج: ١٨.
روح الأشياء مبرمجة على فطرة خاصة بها أما الإنسان له استعداد أن يحافظ على برنامج الفطرة وعلى تغيير الفطرة والإضافة إليها من المعارف المكتسبة أما البهائم فقد أوجب الله عليها نظاماً لا تستطيع عصيانه أما الإنسان فأرسل إليه الرسل ليضعوا له نظاماً أخلاقياً إن خالفه خسر الدنيا والآخرة.
صحة الأبدان بالغذاء الكامل وصحة الروح بالغذاء الإيماني فكلما زاد الإيمان ذاق حلاوة السعادة ، أما الروح إذا طاعة الله يشع منها نور السعادة وإذا عصته تشع منها ظلام التعاسة فالسعادة طاقة روحية ناجمة عن الطاعة والتعاسة طاقة روحية ناجمة عن المعصية والطاقات ترفع إلى الملأ الأعلى ولقد أخبر النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة ترفع أعمال بني آدم إلى الله تعالى والله يسألهم كيف تركتم عبادي ، وعمل النهار يرفع قبل عمل الليل، فالطاقات الروحية تنبعث من الكعبة وفي ليلة القدر والأيام المباركة وعبادة الله تفجر في الإنسان الطاقة الروحية وفعل الخير يبعث على السعادة والتعود على عصيان الله بفعل الشر يبعث على الشعور بالتعاسة لحديث : (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً ، فأي قلب أشربها نكتة فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين أبيض مثل الصفاة فلا تضره ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه). بؤرة الطاقة الروحية تجمع فتكون قوة مقاومة للطاقة السلبية فالطاقة السلبية توجه الإنسان إلى المعصية والطاعة تجلب السعادة (الطمأنينة) والمعصية تجلب القلق.
وذلك أن الطاقة الإيجابية تأتي من عمل الصالحات فكلما زاد عمل الخير زادت المكافأة بالسعادة فزاد عمل الخير فالفكر الخير يجلب السعادة والسعادة تشجع على زيادة عمل الخير، فالانشغال بالمعصية يمنع فعل الطاعة فالسعيد في دار السعادة في البرزخ والآخرة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر عذاب أمته في قبورهم. والنعيم يتحصل بتحقيق المتعة في نعيم القبر .
الإسلام
عندما درست القرآن الكريم وجدت أن القضية الكبرى عند الله هو الوقوف بين يديه للحساب عن أعمالنا في الحياة الدنيا ، والواجب الأكبر أن يتعرف الناس هذه القضية الكبرى وأسلوب الدعوة إلى الإسلام هو التذكير واعتمد الإسلام هذا الأسلوب لأن الله يريد بنا اليسر والإسلام يسر ، والقرآن هو الذكر أي النصيحة والتدبر والتعلم وتعليم الغير الإسلام يكون بالنصيحة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى:(ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) الأعراف: ١٥٧، وأسلوب الكتاب والسنة هو الإنذار والتبشير والتذكير والنصيحة، فالوحي يوجه الإنسان نحو الحقائق ، والقرآن يخبرنا أن الله يدبر الأمر ويفصل الآيات بمعنى أن القرآن يفسر نفسه بنفسه ونحن نفهم الكون المجهول بالكون المعلوم لأنه ليس في خلق الله من تفاوت.
القرآن يستدل على الوقائع غير المحسوسة بالوقائع المحسوسة والله خلق القوانين الغيبية في الطبيعة والقوانين الأخلاقية والجمالية في الروح ، والحقائق التي خلقها الله لا تغير حقائق الطبيعة وتكشفها العلوم الطبيعية ، والعلوم تعتمد على الاستنباط فنحن لا نستطيع أن نشاهد الحقائق بل نستنبطها بمشاهدة الأشياء الظاهرة والقرآن يشجع على الاستنباط.
الأنبياء أتوا بالإسلام وتاريخهم يسميه القرآن بأيام الله وهذا التاريخ يثبت أن الله خالق الكون والله أنزل آيات القرآن وخلق آيات الآفاق . والعلوم الطبيعية الحديثة تكشف آيات الله في الآفاق التي لا تتعارض مع آيات الله في الأنفس وآياته في القرآن . فالقوانين قواعد تنظم الظواهر الطبيعية والنفسية والشريعة هي القواعد التي تنظم السلوك البشري.
تاريخ الإسلام في السيرة والسنة النبوية هي القرآن التطبيقي لأن النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الذي يمشي على الأرض كما قالت عائشة رضي الله عنها (كان خلقه القرآن).
منذ أن خلق الله آدم عليه السلام إلى القرن السابع الميلادي ظل الأنبياء والرسل يدعون إلى الإسلام وكان الله تعالى يؤيدهم بالمعجزات لإثبات أن الإسلام وحي من الله تعالى إلى خاتم رسله صلى الله عليه وسلم وكانوا يبعثون إلى أقوامهم، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد بعث إلى العالمين الجن والإنس، والإسلام مسؤولية نشره على المسلمين أنفسهم في كل زمان ومكان وإذا ما حورب الإسلام وجب على المسلمين الدفاع عنه حتى تضع الحرب أوزارها ودولة الإسلام هي دولة الشورى والشريعة الإسلامية فقد أقام سليمان إمبراطورية الإسلام وقد سخر الله له الطبيعة والحيوانات والريح تجري بأمره ، كما سخر له الجن يبنون له ويصنعون وكان زمان سليمان الزمان الذي سخر فيه كل شيء.
ووصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى نهاية العالم في المعراج وقد أراه الله الغيب فرأى الجنة والنار وتاريخ أمته بطريقة لغى الله فيها الزمان والمكان بقدرة روحية فائقة.
يصف القرآن الشرك بالظلم العظيم والتوحيد بالحق.
وكان كلما عاد الشرك إلى قوم بعث فيهم رسولاً ليعيد لهم الإسلام من جديد، فكان الشرك هو تعظيم للطبيعة وتأليه الحكام وبعض البشر ، فأصبح الله في نظر المسلمين هو الحي القيوم الذي يدير الطبيعة بقوانينها والإنس والجن بالشريعة، الفلسفة المثالية أثبتت عقلياً أن في الإنسان روحاً فإن الروحي هي الجوهر ولها حواس تدرك بها الجانب غير المادي وكل الأشياء كانت في علم الله قبل أن يخلقها ، وجاءت الفلسفة المادية وأثبتت عقلياً بأن هناك عالم مادي يتكون من الاضطرابات التي لا تشاهد والفلسفة (الروحية) تقول بأن العقل وظيفته من وظائف الروح، وإن الروح هي الجوهر.
أثبت العلم الحديث أن الكون لا يتحرك تلقائياً بل الله يوجهه بكلماته وإنما أمرهم إذا أراد للشيء أن يقول له كن فيكون (كل يوم هو في شأن).
أثبت العلم الحديث : أن المادة والطاقة صورتان لحركة الموجود وتتغير صفات الشيء تبعاً لحركته من حيث الزيادة والنقصان ، وإن داخل كل ذرة ذرات تسمى الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات ـ ومكونات الذرة ليست جسماً صلباً بل هي تشبه النظام الشمسي تتحرك على مدارات معينة ، وهناك مسافات شاسعة بين جزئيات كل ذرة كالمسافات بين الشمس والسيارات التابعة لها ، ومادة الجزء المركزي من الذرة والنواة وبتحطيم النواة تتغير ماهية الذرة وتنتج الطاقة الذرية وهناك ذرات تظهر للوجود بسبب التفاعل بين ذرتين أو عند تعرض الذرة للإشعاع، وبذلك تنتهي فكرة المادية، إن الحقيقة النهائية روحية بل هو الروح تتحرك بحسب ما استودعها الله من المعاني والروح تحرك الأشياء والحركات هي كلمات الروح التي تخاطب بها الأشياء والكون يعتد على المعاني والحركات هي المباني التي تعبر بها عما تريد أن تقوله للأشياء كي توجه الأشياء والأشياء تتواصل بإطلاع كل منها على معلومات الأخرى فتتناسق الأدوار ، المادة تحطمت بتحطيم الذرة كما تمسح الكلمات وينطق الموجود بكلمات أخرى والكون تتبدل قوانينه وهي تختلف كما تختلف عادات وتقاليد الشعوب من بلد إلى بلد ومن منطقة إلى منطقة، وهناك غرابة في بعض الظواهر الطبيعية والاجتماعية كما أن الديدان فيها الضار والنافع مثل ديدان الإمعاء التي تقي الإنسان من أمراض الربو والحساسية كما نرى رؤوس الأطفال التي تتفصل بعدما كانتا في جسد واحد وكما نرى في القزامة المفرطة والطول المفرط والحفظ العجيب لدى بعض الأطفال وسرعة تعلمهم.
وكما نرى النبوغ في المعاقين ، وكما نرى في قدرة البعض في تحمل الجوع عن القدر المعتاد وكما نرى في التشابه التام في بعض التوائم في الشكل وتوافقهم في التفكير والتصرف وكما نرى بعض النساء يلدن قروداً وكما نرى في الضخامة الغريبة في بعض الناس ، وكما نرى السعادة بين الزوجين المتناقضين، وكما نرى في حملة الأثقال الفائقة وكما نرى شخصين في جسد واحد وكما نرى ولادة البعض بأرجل ثلاثة وكما نرى بمن يجر طائرة أو سيارة ضخمة وكما نرى قناة كاسيكوبر في أمريكا الجنوبية تسير في كل الاتجاهات ، وكما نرى في بعض سلوكيات غريبة وكما نرى من يكسر الحديد بيده وكما نرى فيمن ينجو من تحت الأنقاض بعد مدة طويلة ومن يشفى من غير دواء مادي ومن يتحمل الألم الشديد ومن يتلذذ بالألم ومن يحب من لا يحبه أو يؤذيه ، وكما نرى من جلود بشرية مطاطية، وكما نرى في بعض الناس من القدرة على تعلم الفاظ كثيرة، وكما نرى من قدرة سمك المبرد الذي يتحول من ذكر إلى أنثى ومن أنثى إلى ذكر ، وكما نرى في الغوص في الأعماق تحت الماء وكما نرى أن بعض الناس لا يتأذى من السموم وكولادة العجائز وكمن يحرك شعره في كل الاتجاهات وكمن يتدفأ بالجليد، ، وكما نرى ازدياد الذين يدخلون في الإسلام أفواجاً عندما يحارب الإسلام ، وكمن يقود دراجة وهو مغمض العينين وكمن يرى وهو مغمض العينين وكمن يحافظ على شبابه وهو كبير السن وكما نرى المشاعر النبيلة بين ومجموعات من فصائل حيوانية، وكتصادق الفأر والقط ويفسر ذلك كله ظهور لفظ الجلالة واسم النبي صلى الله عليه وسلم مكتوباً على جانبي السمكة وقد ظهر ذلك كثيراً مما ظهر عدم اختراق المصحف الشريف داخل النار.
كل الذي ذكرت دليل قاطع على أن الله يوجه مخلوقاته بكلمة كن التي تليق بقدرته سبحانه والحركة هي التي تعطي للمخلوقات صفاتها وحالاتها واختلافاتها كما أراد الله لها فالله يجعل القوانين تختلف عن المعتاد حتى لا يفتتن الناس بأن الأسباب هي التي تخلق ، المادة ليست هي الأسباب بدليل أن استئصال أجزاء من المخ لا يؤثر على مواصلة الحياة الدنيوية فالجسد أداة الروح ،والمادة بما فيها الجسد في المحصلة الأخيرة اهتزاز فالعناصر تختلف باختلاف الاهتزاز فالكون اهتزازه من 375 بليون إلى 750 بليون ذبذبة في الثانية وينشأ عن اختلاف الذبذبات الاختلاف في كل شيء فكل شيء له ذبذبة خاصة من أصغر ذرة إلى المجرة فالروح لا تتغير ولكنها تذبذب المادة وكل شيء يختلف اختلافاً تاماً عن غيره من حيث روحه وإنما التشابه والاختلاف يكون في التذبذب، والمخ يبث أمواج كهربائية بمعدل ألفين ذبذبة في الثانية والأفكار والمشاعر تختلف في ذبذباتها وذبذبات الصوت تردد بين 40 إلى ثلاثين ألف ذبذبة في الثانية وهي تسمع من أربعين هرتز إلى ثلاثين هرتز .
الضوء ذبذبته ما بين 400 بليون و 750 ذبذبة في الثانية وأعلى سرعته (300 ألف كم) في الساعة فالحواس تعكس هذه الذبذبات على المخ ثم تنتقل إلى الروح بلا تذبذب فتترجمها الروح على شكل أفكارا وشعور.
تبدأ الذبذبات من ستة آلاف ذبذبة في الثانية وتنتهي إلى (4) أمامها (21) صفراً من الذبذبات في الثانية وما نراه بنسبة 1 :10 مليون.
الخلايا والأشياء تتفاهم فيما بينها بلغة الذبذبات وكلما ارتفعت حرارة الذرات أسرعت وذبذبات الأشياء تختلف بحسب أطوالها والله قد يمكن البعض روحياً من التقاط ذبذبات زمنها صفر وحواس الروح تدرك بشكل روحي والروح هي التي تتحكم في أحوال وصفات الشيء بحسب الوحي الفطري كما أوحى ربك إلى النحل وهذا الوحي هو هداية الله لخلقه، فالإنسان قد يحافظ على الهدايا إذا اهتدى بالوحي، ففي الرؤيا الصادقة من الإنسان الصادق تدرك بحواس الروح، والروح تلتقط بالنور وطاقة النور خارج المكان والزمان فالوحي من خارج الزمان والمكان لأنها ليست مادة تخضع لقوانينها فالروح تبث رسائلها كيماوياً وكهربائياً والروح ليست كيماوية أو كهربية فالروح تتكلم بالكيماوي والكهربي لتخاطب الروحي بالخاطر فالروح تدرك فيما وراء المادة ويخبرها الله عن طريق ملك الرؤيا في الرؤيا الصادقة.
وفراسة الرجل الصالح فروح الأنبياء تقرأ لغة الأشياء كما قرأ سليمان لغة النملة والهدهد والأنبياء يقومون بالمعجزات اعتماداً على القوى الروحية وكذلك الكرامات.
الذكاء
إن فلاح الإنسان في سعادته في الدارين والسعادة تحتاج إلى الذكاء، والذكاء هو قدرة الإنسان على أن يتعامل مع مشاعره بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ولأصحابه ، والذكاء الدرجة العالية من التفكير والتفكير يقاس فلاحه بقدر ما يحقق لصاحبه من سعادة، والشقاء يعطل التفكير لدى صاحبه، فالسعادة تجعل صاحبها يمارس التفكير بفرح فهو يزداد ذكاء كلما جلب الذكاء سعادة لأنه كلما ازداد تعاسة زاد تفكيره ارتباكاً إلى أن يصل إلى درجة العجز أو الانهيار.
الذكي يعمل على زيادة ود الناس له ، وطاقة الود تنعش العقل فتجعله أنشط، والغضوب لا يتحكم في نفسه فيتخذ موقفاً عدائياً متسرعاً.
الذكاء يستعين بمعلومات الذاكرة وبناءً على تجربة التعامل يعرف الإنسان عفوياً كيف ينجذب ما يجلب له التعاسة ويسلك طريق السعادة بناءً على تجربته الماضية فهو من خلال ذلك تتنامى عنده تجارب السعادة.
إن معلومات الذاكرة هي التي توجهنا فكرياً وشعورياً، وتعديل المعلومات يعدل توجهنا، فنحن نبتعد عما يسبب لنا ألماً ونقترب مما يسبب لنا متغة فنحب ما يمتعنا ونكره ما يؤلمنا ويتعسنا ويسبب لنا الغم والهم.
وظيفة الروح التفكير والشعور والسلوك، فإذا فكرنا فيما يؤلمنا تأملنا وإذا فكرنا فيما يمتعنا شعرنا بالسعادة والسعادة الإقبال على ما يمتعنا.
كل فكرة (معلومة) تحمل شعور خاص بها فنحن عندما نفكر في آلامنا نتألم فالذي تخيل السقوط يشعر بألم السقوط فكل صورة لها شعور خاص بها، والسعيد تناسب مع أفكاره السعادة حيث يصرف ذهنه عما يتعسه ، فالعقل يضعف في حالة السخط ويقوى في حالة الرضى، والتجدد والجديد ينشط العملية العقلية والتجديد في الاكتشاف وتسخيره لجلب المتعة ، حقائق الطبيعة نكتشفها بالملاحظة والتجربة أما حقائق الغيب والقيم فيكشفها لنا الوحي ونحن لا نشاهد إلا 3% من الأشياء أما الباقي فنستنبطه ولا مجال للوصول إلى معايير متفق عليها للقانون إلا بالوحي، إن قوانين الطبيعة الروح وكلاهما حقائق أبدية أودعها الله الطبيعة والروح.
والذكاء يزداد بالملاحظة والتجربة وتجريب جميع المشاعر فالتعلم الذاتي ينمي الذكاء لا مجرد خزن المعلومات فحسب.
الذكاء يقوم على الاستدلال الذي يقوم على التحليل، والاستدلال يقوم على القياس فالتفكير فرض والحقيقة فرض ثابت بالملاحظة والتجربة إذا كان الفرض يتعلق بالطبيعة أما السلوك الإنساني يعاير بمدى نفعه
المرض النفسي
المريض نفسياً يشعر بأن غير طبيعي فيتولاه القلق وكلما ازداد قلقاً ازداد اضطراباً فيرى أن تفكيره غير منطقي وعدم ترابطه وتوقعه متوهماً كأن يرى الشيء أقصر أو أطول من حقيقته كأن يسمع الصوت مبالغاً فيه وقد يدرك شيئاً لا وجود له في الواقع وتضعف ذاكرته أو تتوجه إلى الذكريات المؤلمة وقد يصبح توجهه المكاني والزماني غير دقيق وتصبح مشاعره مبالغ فيها في الزيادة والنقصان ، ويضعف انتباهه وفي الفصام يفقد صاحبه الشعور فيصبح غير مبالي وتنتقل المشاعر من شعور إلى نقيضه دون مبرر من الواقع.
ويلاحظ على المريض النفسي أن لديه نشاط زائد أو كسل لما يلاحظ عليه من اللازمات في الحركات النمطية والتقليد الاضطراري والرقص الاضطراري والطاعة العمياء أو البحث.
ويلاحظ على المريض النفسي بطء الكلام عند المكتئب وسرعة الكلام عند المهووس ، ويلاحظ توقف الكلام فجأة والخلط في الجمل واستعمال الكلمات الغريبة، وغموض الكلام وعدم ترابطه منطقياً عند المنفصم والمكتئب.
أسباب الأمراض النفسية:
1. القسوة في الطفولة.
2. الصدمات العنيفة جداً في الطفولة.
3. التعرض للأذى بكثرة ممن يعيش معهم.
4. النظرة السيئة إلى النفس.
أنواع الأمراض النفسية:
1 – الهوس:
فرح لا مبرر له واقعياً ناتج من ثقة غير منطقية وهو عكس الأمراض الناتجة عن ألم إما خوف لا مبرر له أو حزن لا مبرر له والمهووس يعالج دوائياً بالمطمئنات الكبرى (ليتوم) وتعريفه بمرضه وإقناعه أنه مريض حتى يكف عن أعراضه.
2 – الاكتئاب:
هو حزن شديد لا مبرر له من الواقع وهو ينتج عن احتقار النفس لشعوره أنه مذنب وشعور أنه مذنب يجعله يحتقر نفسه ويقيس الناس على نفسه فيتشاءم ويلاحظ المكتئب ظهور بعض الأعراض التالية:
1. النوم المتقطع والاستيقاظ مبكراً.
2. فقدان الشهية.
3. الإمساك.
4. نقص الوزن.
5. فقدان الرغبة الجنسية.
6. انقطاع الحيض.
7. الرغبة في الانتحار لعدم تحمله الألم الشديد.
8. فقدان القدرة بالاستمتاع بالطيبات السانحة الحلال.
9. الأرق الليلي.
10. هلاوس سمعية وبصرية.
11. ضلالات الذنب أو الفقر أو العدم.
12. زيادة الحركة.
13. الشكوى من مرض عضوي وهمي.
وإذا صدق المكتئب هلاوسه وضلالاته فقد دخل في مرض الذهان.

علاجه:
يعالج الاكتئاب بمضادات الاكتئاب الحديثة والصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن بالنسبة للمسلم والتدريب على الاستقامة والتوبة حتى يعيد للنفس احترامها ، قال تعالى:( الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد: ٢٨،(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد من السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) الأنعام: ١٢٥،(ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين) الزخرف: ٣٦.
3 – القلق:
هو خوف شديد من المستقبل نتيجة التشاؤم الناتج عن قياس المستقبل على الماضي المؤلم وشعار القلق ليس في الإمكان غير مما كان فلذلك يشعر بالضيق ويسمى باللغة الدارجة (الضياق) والضيق ينتج من الفزع ، وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الانتباه والنسيان هرباً من تذكر الذكريات المؤلمة ، ويعرف القلق بالعبوس والارتعاش وشحوب الوجه والتعرق وجفاف الحلق والغثيان والإسهال وكثرة التبول والعجز الجنسي وتوقف الحيض والآلام المتنقلة والصداع ، وتوتر عضلات الجبهة ومؤخرة الرأس وخفقان القلب وزيادة التنفس والأرق والأحلام المزعجة والخوف الشديد من هذه الأعراض يحول القلق إلى اكتئاب لأن الحزن على النفس من هذه الأعراض يجعل الشخص يكتئب.
العلاج:
يعالج القلق بمضادات الاكتئاب (المطمئنات الصغرى) ومضادات الاكتئاب ، وإزالة أسباب القلق اجتماعياً وفكرياً والطمأنة الإيحائية والتدريب على الاسترخاء.
4 – الرهاب:
الرهاب خوف شديد من شيء معين لا يخيف وعلاجه علاج القلق وهو فعل ما يخيف لأنه ليس بخطر وكلما تكرر الفعل يخف حتى يتلاشى.
5 – الهستريا (التمثيل المرضي):
هي تمثيل المرض الذي يهرب به الشخص عن الخوف أو الذي يكسب به عطف الناس ويصحب هذا المرض فقدان للذاكرة والشرود الذهني عند أحداث معينة هي سبب المرض والعلاج هو مواجهة المواقف المسببة للمرض والاعتياد عليها إذا لم تكن ضارة والإيحاء المضاد وتعاطي مضادات الاكتئاب.
6 – الوسواس القهري:
هو أفكار أو أفعال أو دوافع أو مخاوف غير منطقية تفرض نفسها فرضاً قاهرة في تكرارها دون مبرر من الواقع ويعالج بالإصرار على مقاومتها وعدم الاستجابة لها وتناول عقارها المناسب من قبل الطبيب النفسي والاستعاذة بالله منها والدعاء عند حدوثها والتشاغل عنها حتى تكف.
7 – الذهان:
هو أفكار وأفعال ومشاعر لا صلة لها بالواقع يؤمن بها الشخص على أنها حقيقة ولا يستغربها صاحبها وهي تنتج من تعطل وظائف العقل فلا يستطيع المصاب بالذهان التفكير المنطقي حيث لا تترابط أفكاره منطقياً وليس لها مصادق من الواقع فهو يشعر أنه معصوم من الخطأ أو أنه متآمر عليه فهو يسمع من غير صوت ويرى ما لا وجود له من الواقع الخارجي فهو لا يبالي بالواقع ويفقد الإحساس به ، ويشعر بشعور من غير سبب بحيث يكتئب من غير سبب ويغضب من غير سبب وفقدان الاهتمام بأي شيء ولا يراعي الأخلاق وإهمال النفس والناس ونشاط لا داعي له وطاعة عمياء وحركات آلية من غير نية تتكرر من غير داعي.
سببه آلام شديدة وقسوة شديدة بلا رحمة وعلاجه تعاطي المطمئنات الكبرى والعلاج بالصدمة الكهربائية والتأهيل في المصحات.
المرض النفسي
المريض نفسياً يشعر بأن غير طبيعي فيتولاه القلق وكلما ازداد قلقاً ازداد اضطراباً فيرى أن تفكيره غير منطقي وعدم ترابطه وتوقعه متوهماً كأن يرى الشيء أقصر أو أطول من حقيقته كأن يسمع الصوت مبالغاً فيه وقد يدرك شيئاً لا وجود له في الواقع وتضعف ذاكرته أو تتوجه إلى الذكريات المؤلمة وقد يصبح توجهه المكاني والزماني غير دقيق وتصبح مشاعره مبالغ فيها في الزيادة والنقصان ، ويضعف انتباهه وفي الفصام يفقد صاحبه الشعور فيصبح غير مبالي وتنتقل المشاعر من شعور إلى نقيضه دون مبرر من الواقع.
ويلاحظ على المريض النفسي أن لديه نشاط زائد أو كسل لما يلاحظ عليه من اللازمات في الحركات النمطية والتقليد الاضطراري والرقص الاضطراري والطاعة العمياء أو البحث.
ويلاحظ على المريض النفسي بطء الكلام عند المكتئب وسرعة الكلام عند المهووس ، ويلاحظ توقف الكلام فجأة والخلط في الجمل واستعمال الكلمات الغريبة، وغموض الكلام وعدم ترابطه منطقياً عند المنفصم والمكتئب.
أسباب الأمراض النفسية:
1. القسوة في الطفولة.
2. الصدمات العنيفة جداً في الطفولة.
3. التعرض للأذى بكثرة ممن يعيش معهم.
4. النظرة السيئة إلى النفس.
أنواع الأمراض النفسية:
1 – الهوس:
فرح لا مبرر له واقعياً ناتج من ثقة غير منطقية وهو عكس الأمراض الناتجة عن ألم إما خوف لا مبرر له أو حزن لا مبرر له والمهووس يعالج دوائياً بالمطمئنات الكبرى (ليتوم) وتعريفه بمرضه وإقناعه أنه مريض حتى يكف عن أعراضه.
2 – الاكتئاب:
هو حزن شديد لا مبرر له من الواقع وهو ينتج عن احتقار النفس لشعوره أنه مذنب وشعور أنه مذنب يجعله يحتقر نفسه ويقيس الناس على نفسه فيتشاءم ويلاحظ المكتئب ظهور بعض الأعراض التالية:
1. النوم المتقطع والاستيقاظ مبكراً.
2. فقدان الشهية.
3. الإمساك.
4. نقص الوزن.
5. فقدان الرغبة الجنسية.
6. انقطاع الحيض.
7. الرغبة في الانتحار لعدم تحمله الألم الشديد.
8. فقدان القدرة بالاستمتاع بالطيبات السانحة الحلال.
9. الأرق الليلي.
10. هلاوس سمعية وبصرية.
11. ضلالات الذنب أو الفقر أو العدم.
12. زيادة الحركة.
13. الشكوى من مرض عضوي وهمي.
وإذا صدق المكتئب هلاوسه وضلالاته فقد دخل في مرض الذهان.

علاجه:
يعالج الاكتئاب بمضادات الاكتئاب الحديثة والصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن بالنسبة للمسلم والتدريب على الاستقامة والتوبة حتى يعيد للنفس احترامها ، قال تعالى:( الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد: ٢٨،(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد من السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) الأنعام: ١٢٥،(ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين) الزخرف: ٣٦.
3 – القلق:
هو خوف شديد من المستقبل نتيجة التشاؤم الناتج عن قياس المستقبل على الماضي المؤلم وشعار القلق ليس في الإمكان غير مما كان فلذلك يشعر بالضيق ويسمى باللغة الدارجة (الضياق) والضيق ينتج من الفزع ، وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الانتباه والنسيان هرباً من تذكر الذكريات المؤلمة ، ويعرف القلق بالعبوس والارتعاش وشحوب الوجه والتعرق وجفاف الحلق والغثيان والإسهال وكثرة التبول والعجز الجنسي وتوقف الحيض والآلام المتنقلة والصداع ، وتوتر عضلات الجبهة ومؤخرة الرأس وخفقان القلب وزيادة التنفس والأرق والأحلام المزعجة والخوف الشديد من هذه الأعراض يحول القلق إلى اكتئاب لأن الحزن على النفس من هذه الأعراض يجعل الشخص يكتئب.
العلاج:
يعالج القلق بمضادات الاكتئاب (المطمئنات الصغرى) ومضادات الاكتئاب ، وإزالة أسباب القلق اجتماعياً وفكرياً والطمأنة الإيحائية والتدريب على الاسترخاء.
4 – الرهاب:
الرهاب خوف شديد من شيء معين لا يخيف وعلاجه علاج القلق وهو فعل ما يخيف لأنه ليس بخطر وكلما تكرر الفعل يخف حتى يتلاشى.
5 – الهستريا (التمثيل المرضي):
هي تمثيل المرض الذي يهرب به الشخص عن الخوف أو الذي يكسب به عطف الناس ويصحب هذا المرض فقدان للذاكرة والشرود الذهني عند أحداث معينة هي سبب المرض والعلاج هو مواجهة المواقف المسببة للمرض والاعتياد عليها إذا لم تكن ضارة والإيحاء المضاد وتعاطي مضادات الاكتئاب.
6 – الوسواس القهري:
هو أفكار أو أفعال أو دوافع أو مخاوف غير منطقية تفرض نفسها فرضاً قاهرة في تكرارها دون مبرر من الواقع ويعالج بالإصرار على مقاومتها وعدم الاستجابة لها وتناول عقارها المناسب من قبل الطبيب النفسي والاستعاذة بالله منها والدعاء عند حدوثها والتشاغل عنها حتى تكف.
7 – الذهان:
هو أفكار وأفعال ومشاعر لا صلة لها بالواقع يؤمن بها الشخص على أنها حقيقة ولا يستغربها صاحبها وهي تنتج من تعطل وظائف العقل فلا يستطيع المصاب بالذهان التفكير المنطقي حيث لا تترابط أفكاره منطقياً وليس لها مصادق من الواقع فهو يشعر أنه معصوم من الخطأ أو أنه متآمر عليه فهو يسمع من غير صوت ويرى ما لا وجود له من الواقع الخارجي فهو لا يبالي بالواقع ويفقد الإحساس به ، ويشعر بشعور من غير سبب بحيث يكتئب من غير سبب ويغضب من غير سبب وفقدان الاهتمام بأي شيء ولا يراعي الأخلاق وإهمال النفس والناس ونشاط لا داعي له وطاعة عمياء وحركات آلية من غير نية تتكرر من غير داعي.
سببه آلام شديدة وقسوة شديدة بلا رحمة وعلاجه تعاطي المطمئنات الكبرى والعلاج بالصدمة الكهربائية والتأهيل في المصحات.
المرض النفسي
المريض نفسياً يشعر بأن غير طبيعي فيتولاه القلق وكلما ازداد قلقاً ازداد اضطراباً فيرى أن تفكيره غير منطقي وعدم ترابطه وتوقعه متوهماً كأن يرى الشيء أقصر أو أطول من حقيقته كأن يسمع الصوت مبالغاً فيه وقد يدرك شيئاً لا وجود له في الواقع وتضعف ذاكرته أو تتوجه إلى الذكريات المؤلمة وقد يصبح توجهه المكاني والزماني غير دقيق وتصبح مشاعره مبالغ فيها في الزيادة والنقصان ، ويضعف انتباهه وفي الفصام يفقد صاحبه الشعور فيصبح غير مبالي وتنتقل المشاعر من شعور إلى نقيضه دون مبرر من الواقع.
ويلاحظ على المريض النفسي أن لديه نشاط زائد أو كسل لما يلاحظ عليه من اللازمات في الحركات النمطية والتقليد الاضطراري والرقص الاضطراري والطاعة العمياء أو البحث.
ويلاحظ على المريض النفسي بطء الكلام عند المكتئب وسرعة الكلام عند المهووس ، ويلاحظ توقف الكلام فجأة والخلط في الجمل واستعمال الكلمات الغريبة، وغموض الكلام وعدم ترابطه منطقياً عند المنفصم والمكتئب.
أسباب الأمراض النفسية:
1. القسوة في الطفولة.
2. الصدمات العنيفة جداً في الطفولة.
3. التعرض للأذى بكثرة ممن يعيش معهم.
4. النظرة السيئة إلى النفس.
أنواع الأمراض النفسية:
1 – الهوس:
فرح لا مبرر له واقعياً ناتج من ثقة غير منطقية وهو عكس الأمراض الناتجة عن ألم إما خوف لا مبرر له أو حزن لا مبرر له والمهووس يعالج دوائياً بالمطمئنات الكبرى (ليتوم) وتعريفه بمرضه وإقناعه أنه مريض حتى يكف عن أعراضه.
2 – الاكتئاب:
هو حزن شديد لا مبرر له من الواقع وهو ينتج عن احتقار النفس لشعوره أنه مذنب وشعور أنه مذنب يجعله يحتقر نفسه ويقيس الناس على نفسه فيتشاءم ويلاحظ المكتئب ظهور بعض الأعراض التالية:
1. النوم المتقطع والاستيقاظ مبكراً.
2. فقدان الشهية.
3. الإمساك.
4. نقص الوزن.
5. فقدان الرغبة الجنسية.
6. انقطاع الحيض.
7. الرغبة في الانتحار لعدم تحمله الألم الشديد.
8. فقدان القدرة بالاستمتاع بالطيبات السانحة الحلال.
9. الأرق الليلي.
10. هلاوس سمعية وبصرية.
11. ضلالات الذنب أو الفقر أو العدم.
12. زيادة الحركة.
13. الشكوى من مرض عضوي وهمي.
وإذا صدق المكتئب هلاوسه وضلالاته فقد دخل في مرض الذهان.

علاجه:
يعالج الاكتئاب بمضادات الاكتئاب الحديثة والصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن بالنسبة للمسلم والتدريب على الاستقامة والتوبة حتى يعيد للنفس احترامها ، قال تعالى:( الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد: ٢٨،(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد من السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) الأنعام: ١٢٥،(ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين) الزخرف: ٣٦.
3 – القلق:
هو خوف شديد من المستقبل نتيجة التشاؤم الناتج عن قياس المستقبل على الماضي المؤلم وشعار القلق ليس في الإمكان غير مما كان فلذلك يشعر بالضيق ويسمى باللغة الدارجة (الضياق) والضيق ينتج من الفزع ، وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الانتباه والنسيان هرباً من تذكر الذكريات المؤلمة ، ويعرف القلق بالعبوس والارتعاش وشحوب الوجه والتعرق وجفاف الحلق والغثيان والإسهال وكثرة التبول والعجز الجنسي وتوقف الحيض والآلام المتنقلة والصداع ، وتوتر عضلات الجبهة ومؤخرة الرأس وخفقان القلب وزيادة التنفس والأرق والأحلام المزعجة والخوف الشديد من هذه الأعراض يحول القلق إلى اكتئاب لأن الحزن على النفس من هذه الأعراض يجعل الشخص يكتئب.
العلاج:
يعالج القلق بمضادات الاكتئاب (المطمئنات الصغرى) ومضادات الاكتئاب ، وإزالة أسباب القلق اجتماعياً وفكرياً والطمأنة الإيحائية والتدريب على الاسترخاء.
4 – الرهاب:
الرهاب خوف شديد من شيء معين لا يخيف وعلاجه علاج القلق وهو فعل ما يخيف لأنه ليس بخطر وكلما تكرر الفعل يخف حتى يتلاشى.
5 – الهستريا (التمثيل المرضي):
هي تمثيل المرض الذي يهرب به الشخص عن الخوف أو الذي يكسب به عطف الناس ويصحب هذا المرض فقدان للذاكرة والشرود الذهني عند أحداث معينة هي سبب المرض والعلاج هو مواجهة المواقف المسببة للمرض والاعتياد عليها إذا لم تكن ضارة والإيحاء المضاد وتعاطي مضادات الاكتئاب.
6 – الوسواس القهري:
هو أفكار أو أفعال أو دوافع أو مخاوف غير منطقية تفرض نفسها فرضاً قاهرة في تكرارها دون مبرر من الواقع ويعالج بالإصرار على مقاومتها وعدم الاستجابة لها وتناول عقارها المناسب من قبل الطبيب النفسي والاستعاذة بالله منها والدعاء عند حدوثها والتشاغل عنها حتى تكف.
7 – الذهان:
هو أفكار وأفعال ومشاعر لا صلة لها بالواقع يؤمن بها الشخص على أنها حقيقة ولا يستغربها صاحبها وهي تنتج من تعطل وظائف العقل فلا يستطيع المصاب بالذهان التفكير المنطقي حيث لا تترابط أفكاره منطقياً وليس لها مصادق من الواقع فهو يشعر أنه معصوم من الخطأ أو أنه متآمر عليه فهو يسمع من غير صوت ويرى ما لا وجود له من الواقع الخارجي فهو لا يبالي بالواقع ويفقد الإحساس به ، ويشعر بشعور من غير سبب بحيث يكتئب من غير سبب ويغضب من غير سبب وفقدان الاهتمام بأي شيء ولا يراعي الأخلاق وإهمال النفس والناس ونشاط لا داعي له وطاعة عمياء وحركات آلية من غير نية تتكرر من غير داعي.
سببه آلام شديدة وقسوة شديدة بلا رحمة وعلاجه تعاطي المطمئنات الكبرى والعلاج بالصدمة الكهربائية والتأهيل في المصحات.
السواء والانحراف
السواء مدى اقتراب الفرد أو ابتعاده عن المثل الأعلى (الكمال) والإنسان الكامل في كل شيء هو السوي والشخص الذي ينقص عن الكمال هو الشاذ، ويتفاوت الشذوذ مقداراً ونوعاً كل بحسب تمثله للمبادئ النموذجية وبحسب اقتدائه بالمثل الأعلى والمثل الأعلى هو الأسوة الحسنة والمثل الأعلى هو النبي صلى الله عليه وسلم ولله المثل الأعلى في السموات والأرض وليس كمثله شيء، والشاذ طبياً مريضاً لأن الشذوذ حالة مرضية عند الفرد تمثل خطراً على الفرد وعلى المجتمع ويجب التدخل لحماية الفرد أو حماية المجتمع منه والشواذ قلة قليلة، والشذوذ ناتج عن خلل نفسي وعضوي والخلل الخلقي مرض لأن الأخلاق فطرية ومتعلمة والثقافة هي الأخلاق والثقافة سيئة الخلق تعد ثقافة شاذة ومنحرفة في نظر الإسلام.
الإنسان كلما وافق الأخلاق فقد وافق الفطرة والإسلام هو الفطرة والبعد عن الفطرة تدور حيث دارت، قال صلى الله عليه وسلم : (من كانت الدنيا همة فرق الله عليه أمره ، وجعل فقرة بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له، ومن كانت الآخرة تنية، جمع الله له أمر عن وجعل غناه في قلبه، الدنيا وهي راغمة) صححه الألباني.
سمات الشخصية السليمة:
1. تلبية الحاجات بالحلال قال تعالى:(وابتغ فيما أتاك الله الدار الأخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) القصص: ٧٧،(فـأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) الروم: ٣٠.
2. القدرة على ود الناس والتعاون على البر والتقوى.
3. المصداقية: الصدق مع النفس ومع الناس وتطابق السلوك مع الإيمان
4. حب الخير تعبداً لله به.
الشخصية
الشخصية هي الصفات الغالبة على الشخص من الصفات العقلية والوجدانية والسلوكية والعقل يميز بمستوى الذكاء والإرادة ، والإرادة تبدأ بالنية والتحمس لتحقيقها ووقوع المراد فالناس بالنسبة لهذه الناحية إما من أولي العزم في الإقدام على الخير أو من الإتكاليين، وبالنسبة للوجدان إما ودود يحب للناس ما يحب لنفسه أو مؤثر لنفسه على الناس أو مؤثر للناس على نفسه فهو الكريم فمن كان من أولي العزم تجده يعتمد على نفسه فيما يستطيع فهو يزهد في الدنيا وفيما أيد الناس مؤمناً بأن له رسالة يؤديها وهي رسالة الإسلام عند المسلم يتعلمها ثم يطبقها وهو يستفيد من تجارب ماضية فيتعلم من الخطأ فلا يكرر فينمي ما تعلمه من حقائق ومن أخلاق وذوق جمالي ، وهو متفاءل لثقته بالله وصنبور على المكاره حليم على سوء من يتعامل معه عفو لمن أساء إليه ، وإرادة الإنسان هي معيار تميزه من الآخرين ومعيار تميز أخلاق الشخص فهو بحسب أخلاقه ، والأخلاق تنمو بعلم الشخص بالأخلاق وأخلاق المسلم بحسب تمسكه بشرع الله وشرع الله في أخلاقية التعامل مع الناس رجاء رضى الله بالتخلق بالحسن والبعد عن سوء الخلق.
النمو
مراحل النمو:
النمو تغيرات عقلية ووجدانية وعضوية تظهر في كل مرحلة من عمر الإنسان تظهر بشكل مطرد في بني آدم وهذه المراحل كالتالي:
1 – مرحلة الرضاعة:
والرضيع يظل رضيعاً حتى السنة الثانية من العمر والرضيع ضعيف لا يعتمد على نفسه في شيء حيث يعتمد على الكبار والتمثيل الغذائي عنده ضعيف فهو يتغذى على اللبن وهو ضعيف العظام والعضلات هش المفاصل وضعيف الانتباه كثير البكاء يصرخ من المفارقة وهو شديد التعلق والإقبال والالتصاق نجده يحب ويألف وهو لا يتحكم في تصرفاته ، ولا يتكلم ويبدأ في الكلام منذ السنة الثانية ويعبر عن حاجات آلامه من البكاء والجزع وبملامح الوجه وبالصوت والحركة والإشارة.
2 – مرحلة الحضانة:
تقع مرحلة الحضانة بين سن الثالثة والسادسة والطفل في هذه المرحلة متعلق بأمه وهو بذلك محتاج إلى حنانها لا يطيق عنها صبراً ويعتمد على الغير ويثق فيهم ويعتمد عليهم ويحب اللعب حباً جماً ويشارك الغير وجدانياً ويقلدهم سلوكياً وهو معاند يجب تملك الأشياء.
3 – مرحلة التمييز:
تقع المرحلة بين السادسة والخامسة عشر وتمتاز هذه المرحلة بالاعتماد على النفس فهو يصبر ويتحمل مسئولية نفسه في التمييز في التعرف على الخطأ والصواب والنافع والضار ولديه استعداد للتعلم الفكري والسلوكي وتعلم المهارات والخبرات ويبدأ الطفل في هذه المرحلة في الاستقراء والاستنباط وإدراك الفوارق والمقارنة والقدرة على الحفظ في هذه المرحلة قوية ويعتمد الطفل في هذه المرحلة في تعلم السلوك واكتساب العادات عن طريق التقليد ويتعلم المميز بالملاحظة والتجربة ويبدأ تعلم القراءة والكتابة وأساسيات علوم عصره على يد معلميه ويتعلم الأخلاق نظرياً وتطبيقاً على يد مأدبيه ويتعلم بعرض النماذج وضرب الأمثلة والقصص والتكرار والإقناع وغاية المؤدب أنه يكسبه الرقابة الذاتية والتوجيه الذاتي، والتعلم يعتمد على الإنصات لحفظ الألفاظ والمفاهيم والإقناع بالملاحظة والتجربة والبرهنة.
الدافع والحافز
الدافع : هو نقص يجعلنا نتألم وإزالة هذا النقص يجعلنا نشعر باللذة ، والحافز هو الشيء الذي يقدم لإشباع الحاجة الناقصة فالدافع هو المتعة والكابح هو الألم والخطر الدافع عقلياً المنفعة والكابح هو المضرة فالدافع هو حب الخير والكابح هو كره الشر فإذا تعرضنا للخطر ففنا وإذا تعرضنا للخير فرضاً، وإذا فعلنا الخير شعرنا بالرضى وإذا فعلنا الشر ندمنا.
الحافز هو الشيء النافع ، الدافع هو الهدف وهو المتعة أو النفع أو الخير، والخير هو الوسيلة النافعة، الهدف الأساسي للدوافع هو الحفاظة على الحياة وجعلها سعيدة فيما يرضي الله، والإنسان عضو في المجتمع لأنه يتعاون مع أفراد المجتمع لتحقيق المصالح المشتركة والمصالح المشتركة هي الحافز للتعاون والإنسان مفطور على الاهتمام بالنافع وهو عبارة عن المسلم إذا أراد به رضا الله والروح مفطورة على الاعتماد على الله والتطلع إلى الثواب على الخير والعقاب على الشر.
الإنسان إذا فعل الخير شعر بالرضا على النفس وإذا فعل الشر شعر بالندم لعدم الرضا عن النفس ، و الإنسان حسن الخلق هو الذي اعتاد فعل الخير وسيء الخلق هو من اعتاد الإضرار بالناس ولم يحبهم كما يحب لنفسه من الخير ناهيك عن أن يؤثر الناس على نفسه ولو كان به خصاصة ، فالمجرم من اعتاد فعل الشر ومات عنده لوم النفس على الشر، فالدافع إلى الخير يأتي من أمر النفس بفعل الخير والدافع إلى الشر ناجم عن عدم نهي النفس عن الإضرار بالآخرين فالخوف من الله تعالى يمنع المؤمن ارتكاب الضرر والرجاء في رضا الله تعالى يدفع المؤمن أن يكثر من فعل الخير ما استطاع إلى ذلك سبيل فهو يفرح بلقاء الله ويخشى عذابه.
العقل
يتعرف العقل على الأشياء عن طريق الإدراك الحسي ثم التصور ثم الفهم ثم التسجيل في الذاكرة فإذا ما مر الشيء تارة أخرى على العقل تعرف عليه عن طريق مطابقة الشيء على نسخته فالأشياء المشابه تعطى اسم واحد يدل عليها ويضع العقل قواعد للأحداث المتتابعة المطردة وهذه القواعد هي القوانين التي تحكم الحوادث.
الإحساس:
هي التعرف على الشيء عن طريق الحاسة والإحساس يسجل في الذاكرة وتعطي له اسم من أجل التفاهم عليه ونحن نتقي الإحساسات عن طريق قياس ما مر بنا بأنه مثل ما مر بالآخرين.
العين تدرك بالاهتزاز الضوئي عبر العصب البصري الذي ينقل الصورة إلى المخ ومن المخ إلى الروح لأن الصورة الروحية ليست صورة هندسية عبر العصب السمعي فالمخ فالروح، الإذن تدرك بالاهتزاز الضوئي والإحساس اللمسي يتم عن طريق الاهتزاز الحركي والإحساس الذوقي يتم عن طريق الاهتزاز الكيماوي ، وكل إحساس يمر يليف وتلتقي هذه الألياف في نقطة تعبر منها إلى الروح فتدرك هذه الأحاسيس إدراكاً واحداً في الروح فيدل الشيء المدرك فيتم التعرف على الشيء ثم يرسل إلى الذاكرة ، فالمعلومة التي تدل على الشيء تصبح معلومة داخل عقل الروح، والمعلومة تعاد مرة أخرى عن طريق التذكر وضد التذكر النسيان فالعقل إذا انتقل في معلومة لا يستطيع أن يتذكر فالماضي هي المعلومة القديمة والحاضر هو المعلومة عن الشيء الآن وهو حاضر أمام العقل والمستقبل هي المعلومة المنتظرة فالمعلومة يصاحبها شعور خاص يحضر معها عند التذكر.
الإدراك هو الانتباه والتذكر هو استرجاع انتبهنا إليه والتخيل هو المفهوم العام وهو جعل الأشياء عبارة عن فيئات والتعليل هو قولنا أن هذا الحدث يؤدي إلى ذلك الحدث ، ونحن نعمم المفهوم بالمقارنة فالمطرد هو الإحداث التي تحصل معاً وبذلك نتوقع ونفسر ونفهم ونتحكم.
النوم:
النوم ينجم من انقطاع المؤثرات الحسية الخارجية مما يجعل الروح تعمل مستقلة عن المخ فتصير إلى عالمها الروح فتحس بحواسها الخاصة الصرفة فترى العين نفسها فإن كانت نفس ظاهرة اتصلت بعالم الملكوت وإن كانت حبيبته اتصلت بعالم الشياطين.
الإحساس بالحواس البدنية حادثة مادية والإحساس خارج المادة إحساس روحي صرف.
الأحلام المزعجة أحلام شيطانية والأحلام المفرحة أحلام ملكوتية تتم عن طريق ملاك الرؤية لحديث : (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة) رواه الأربعة والرؤيا الصادقة تفسر تفسيراً مجازياً كما يفسر العمل الفني سواء كان مجسماً أو مسطحاً أو متحركاً أو كلامياً مثل الرؤى في سورة يوسف. أضغاث الأحلام هي أحلام غير منطقية أو مخيفة وهي من وسوسة الشياطين.
التفكير
التفكير هو افتراض فرض ثم البحث عن إثبات لصحته فنظل نشك في دليل صحته حتى يترجح لنا دليل من ضمن الأدلة المطروحة فإذا لم تثبت كل الأدلة المطروحة إلا دليل واحد وصلنا إلى درجة اليقين.
الشك هو حالة عدم الترجيح بين الفروض فتصبح هذه الفروض مرفوضة فإذا رفضت جميعاً شعرنا بالشك وإذا حج عليها جميعاً فرض واحد ولكننا لم نصل إلى دليل قاطع على صحته شعرنا بالظن وإذا توصلنا إلى دليل قاطع وصلنا الإيمان هدف التفكير التوصل إلى الحقيقة بإثبات الفرض وهدف العمل عمل الخير وهدف الفن التعبير البليغ الذي يجعلنا نتمتع بمشاعر الفنان التي يعبر عنها بالخيال التفكير هو النشاط العقلي لاكتشاف الحقيقة والمعرفة هي إدراك الحقيقة.
المعرفة:
هي القدرة على تذكر المعلومات التي تم تعليمها سابقاً من حقائق ونظريات وهذا حفظ معنوي وحفظ لفظي للمصطلحات والقوانين والتعريفات والقوانين والقواعد ، وهناك أمور يجب حفظها كالقرآن والمعرفة تقتضي الاستيعاب وهو القدرة إعادة صياغة المعرفة بالأسلوب الخاص بالشخص والاستيعاب كي يترسخ لا بد من تطبيقه والتطبيق يقتضي التحليل والتركيب والتقويم للمعرفة بالبرهنة على صحتها واستعمالها في مجال الخير والجمال المعرفة عبارة عن جمع للمعارف التي تأتي عن طريق الملاحظة والتجربة والقراءة المعرفة الخبرية معيار عن صدقها بالملاحظة والتجربة والمعارف السلوكية تصاغ على شكل أوامر أو نواهي فالأمر الواجب معيارها درجة النفع للشخص وللعامة والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة والنواهي معيارها معيار مدى الخطورة الخاصة والعامة وإزالة الخطورة مقدم على إزالة الخطورة الخاصة المعرفة التلقينية تبدأ السماع أو الملاحظة أو التجربة ثم الاقتناع ومعيار قوة الاقتناع قوة الدليل، والاقتناع التام هو الإيمان والإيمان يؤدي إلى التحمس إلى الكلام والتدريب والتطبيق، وإن كان الأمر أخلاقي فهو أمر يجب الانقياد له ومراقبة تطبيقه حتى يصبح عادة والرغبة هي التي تدفع إلى الانقياد والاقتناع هو الذي يدفع إلى الرغبة.
المعرفة استقبال للخطاب المعرفي بالانتباه
العادة
شروط العادة:
1. الاقتناع بما يعتاد عليه مما يجعل صاحبها راضٍ عنها.
2. التكرار.
كلما كان التعود في الصغر كان أرسخ ، والعادة الغالبة هي مفتاح شخصية الشخص فمن الناس من يميل إلى الإفراط في الشهوات لأنه لم يتعود ضبط نفسه، ومن الناس من يؤثر نفسه على الناس ومن الناس من يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه فالأناني يحسد الناس على ما آتاه الله من فضله وتكبر عليهم ولا يسأل عنهم إلا إذا احتاجهم ، والمهارة عادة فكرية سلوكية نأتيها عفوياً تلقائياً دون ما تفكير فالعادة لا جهد فيها ولا مشقة تحتاج إلى وقت قصير لإتيانها.
الإرادة
العقل : هو القدرة على الاختيار بين البديلات وتفضيل شيء على آخر عن اقتناع تام ثم الإقدام على تحقيقه هو الإرادة : بمعنى أن البديل يختار كهدف يراد تحقيقه وما يؤدي إلى تحقيقه هو الوسيلة والوسيلة محايدة بحسب كونها نستفيد منها أو تضرنا أو تنفع غيرنا. تبدأ الإرادة في التفكير المراد به وطريقة تنفيذه ، فالدافع إلى المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة هو (الهوى) ونيل المراد به يسبب لنا الفرح وتوقع أو رؤية الخطر يسبب لنا الخوف والاعتداء يسبب لنا الغضب ، وفوات المراد والمحبوب يسبب لنا الحزن.
الخوف شعور يسببه لنا خطر يوشك أن يقع والقلق توقع خطر ممكن الوقوع أما إذا كان الشعور لا مبرر له من الواقع والمنطق فهو شعور مرضي ، وتحمل الأذى من إنسان يسمى حلماً وتحمل الأذى مما لا دخل للإرادة فيه يسمى صبراً.
حب الشيء ناتج عما أعطانا إياه الشيء من متعة وعلى العكس من الحب الكره فحب الإنسان لأخيه الإنسان ناتج عن المعاملة الحسنة والكره ناتج عن المعاملة السيئة ، والحقد ناتج عن تعرضنا للإهانة ، والحسد ناتج من أن الحاسد يضايقه رؤية النعمة عند الغير لأنه لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، الحب يؤدي إلى اللطف في المعاملة والحقد يؤدي إلى القسوة في المعاملة وحبنا الجم لأفكار يجعلنا نتعصب لها.
المرض النفسي
مرض النفس هو برمجة خاطئة للذاكرة والعلاج هو سحب البرنامج الخاطئ أو تصحيحه إن أمكن وإدخال برنامج صحيح ، والبرنامج الخاطئ لا يخرب الذاكرة الفطرية، ولكن يجعل العقل لا يعمل أو يعمل بشكل غير صحيح ويعطي نتائج غير منطقية.
المرض مهما كان سببه لا يغير النظام الفطري للعقل الروحي ، والتأثير محصور في البرامج المستخدمة فقط.
إن البنى الأساسية لا تعطل الروح لا تتعطل ولا تتخرب بل يحدث تشويش واختلاط في التشغيل والبرمجة ويسبب الاضطراب البرمجة الخاطئة، والحل يحتاج إلى تحليل وإعادة التعليم الصحيح وبالتعلم السلوكي واستعمال الأدوية كمسكنات مؤقتة لمنع ظهور السلوك السيئ.
إن الآلام التي يتعرض لها الشخص هي التي تجعله يعزل نفسه حتى لا يتعرض لها تارة أخرى مما يجعله لا يرغب في الاستجابة لمن سبب له الآلام وفوت عليه المتعة ، والخطأ ناتج من أن المريض عمم صفة الشر على كل الناس وأنهم أعداؤه ويتآمرون عليه المرض ناتج عن استنتاج خاطئ قائم على معلومات غير صحيحة ، والسبب هو الشعور المؤلم كالحزن الشديد والخوف الشديد الذي يخفض الاهتمام بسبب سوء الإدراك.
خصائص الروح
1 – الروح هي الجوهر الإنساني أي الهوية والشخصية الإنسانية والبصمة الوجودية فالبصمة تميز الأشياء والروح هي البصمة الوجودية وتبدي هذه البصمة في التفكير (الذكاء) وطريقة الإدراك وطريقة التذكر ومحتوى المعلومات والخبرات في الذاكرة البعيدة (الخلد) وطريقة الانفعال.
نحن ندرك عن طريق حواسنا ونتذكر ونتعلم باستخدام الدماغ والقشرة الدماغية، ونتحرك ونكتسب المهارات الحركية باستعمال الجملة العصبية ولكن مميزات الشخصية تتكون وتبقى في الروح لا في الدماغ ولا في الجسد والدليل على ذلك ما يلي:
1. نقل الأعضاء (قلب ـ رئة ـ كبد ـ أرجل صناعية ـ طقوم عظمية من العظام) لا يغير شيئاً من الشخصية أو الهوية المستقلة للشخص (تمييز الأنا والوعي عن الغير).
2. إدراك الروح الموجات الصادرة من المخ لا تفهمه وذلك يشبه بث التلفاز فالطاقة اختلافها هو الذي يؤدي إلى اختلاف الأشياء فالطاقة المادية تتحول داخل الروح إلى طاقة خاصة بها تختلف من روح إلى أخرى فالطاقة المادية هي لغة الاتصال.
3. التخرب والمرض وتأثير الأدوية يصيب الخلايا الدماغية لا يصل إلى الروح لأنها جوهر يغير ولا يتغير والدليل على ذلك فناء الصفات والمكسبات الشخصية للإنسان مهما تقدم العمر وتلف الدماغ ومهما تبدلت الأعضاء وتلف جزء كبير من الدماغ والمشلول يرغب بالتخلص من العضو المشلول من جسده دون يرى ذلك نقصاً أو فناءً في ذاته.
4. بقاء الذاكرة والخبرات والتعلم.
5. توقف الوظائف النفسية توقفاً تاماً في التخدير والغيبوبة مع بقاء الوظائف الحيوية رغم توقف الوظائف النفسية لا تفنى هذه الوظائف بل تعود للظهور بكاملها عند الصحو من النوم أو التخدير أو الغيبوبة.
توقف القشرة الدماغية عن العمل مؤقتاً أثناء التخدير أو النوم أو الغيبوبة لا يفني الوظائف النفسية والمكتسبات وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على الموت لا يفني الوظائف النفسية والمكتسبات وذلك أن الروح تتوسل بالقشرة الدماغية في إظهار المكتسبات والوظائف النفسية وذلك لأن الروح (النفس) لها بقاء دائم مستقل عن البدن.
6. الروح عند الولادة لها قدرات فطرية غير متعلمة ، ثم يضاف إليها (دون تعديل أو نقص أو تغير وإنما إضافة فقط) يضاف إليها خبرات ومكتسبات في الوظائف النفسية بكاملها، إضافة إلى الذكريات والمعلومات المحفوظة في الذاكرة ، والمكتسبات تحفظها الروح في ذاكرتها لا في الجسد ولا في الدماغ فالدماغ يتوقف تطوره في السابعة من العمر، واكتساب الوظائف الروحية لا يتوقف حتى الموت الروح تضيف بالتعلم إلى القدرات الفطرية قدرات مكتسبة.
إن ضعف القدرات الاستقبالية (الحواسية والدماغية) يوقف الزيادة والإضافة في القدرات الروحية ففي الشيخوخة تجعلنا نشعر أننا شباب من حيث الطموح والأفكار ولكن أجسادنا لا تساعدنا.
إن عودة القدرات الاستقبالية الإرسالية (الدماغية والبدنية) إلى حالها بعد مرض ما (ينقل الأعضاء يعيد للروح قدرتها التطورية ونشاطها وطموحها).
نحن نملك جسد دنيوي وإذا متنا ملكنا جسداً برزخياً كشكل الطير في روح الشهداء ، كما جاء في الحديث الصحيح.
نحن نملك جسداً مؤقتاً له عمر محدد مهمته تلقي إرسال خبرات روحية تجعل الروح ناضجة وخبيرة وعندما يقوم بواجبه ويهرم ويفنى تبقى الروح محتفظة بما اكتسبته.
الروح تقوم بكل وظائفها دفعة واحدة فكل إنسان له روح تختلف عن إنسان آخر ، والبشر لهم أرواح تختلف عن أرواح الحيوانات ، وكل حيوان له روح تختلف عن أي حيوان آخر، والروح الحيوانية تختلف عن الروح النباتية حيث تملك وحيدات الخلية والفيروسات نوع بسيط جداً من الإدراك الذي يأخذ شكل الانجذاب الآلي نحو مكان التطفل في الجسم فكل شيء أوجد الله له وعي خاص به لأن الله أوحى إلى كل شيء فطرته التي تشكل قوانينه.
الأمراض:
المرض اختلال في وظيفة العضو في البداية ثم قد يتطور إلى اضطراب في بنية العضو كل ذلك يحدث بسبب نفسي أي بسبب اضطراب يصيب إحدى الوظائف النفسية ودون وجود سبب آخر ، فأسباب الأمراض المعروفة حتى الآن هي الأسباب التالية:
1. انتانات (جراثيم وفيروسات وفطور وطفيليات وديدان ...إلخ).
2. دخول مواد أجنبية عن الجسد مواد كيماوية وأدويته .. إلخ.
3. أسباب فيزيائية كالبرودة والحرارة والكهرباء ... إلخ.
4. اضطراب المناعة قبل الحساسية وأمراض المناعة الذاتية.
5. أمراض الشيخوخة لضعف الأنسجة والأعضاء مثل الروماتيزم والشيخوخة ... إلخ، وكل مرض ليس له سبب من الأسباب السابقة يعد مرضاً نفسياً، ومن الملاحظ عند الاستئصال والبتر لا تؤثر على النفس.
إن الاستئصال والبتر ونقل الأعضاء لا تؤثر على الوظائف النفسية وذلك يدل أن الوظيفة النفسية مستقلة عن العضو والروح تسكن الأعضاء فهي تسكن وتنكمش وتبتعد عن العضو عند استئصاله وتعود تنتشر إلى العفو المزروع وتسكن فيه ويتم التأثير بالاتصال المباشر بين الجزئ الروحي والعضو الذي تسكنه ، وهي تنتقل الرسائل بوساطة الجهاز العصبي والسيال القصبي يخاطب الأعضاء بواسطة الاهتزازات المختلفة.
الروح تسكن كل الجسد فالروح تدرك وتتذكر وتفكر وتتمتع والفكرة تدفع إلى المتعة والمتعة تحرك والفكرة هي تتابع بالشدة في أمواج الطاقة الروحية والطاقة الروحية تترجم كيماوياً وفيزيائياً وحيوياً، والروح تستعمل فوتونات الطاقة المادية.
خصائص الروح:
1. الثبات المطلق وعدم الفناء.
2. القابلية للنمو والزيادة والكبر والاكتساب.
3. ليس لها وزن وليس لها حجم ولا أبعاد وليس لها شحنة.
4. التوزع على كل الجسم.
5. لها قدرة على إصدار طاقة كهربائية أو حركة أو مغنطيسية تحرك الخلايا الدماغية المحركة أو تغير مسار الإشارة الكهربائية الدماغية.
6. لها قدرة على استيعاب المعلومات والخبرات والمهارات ، وهي متناهية الصغر ولها قدرة متناهية في الاتساع والامتداد والانتقال في أي شيء ، تملك الإرادة التي تنفذها بكل الوسائل والطاقة المادية متحيزة وهي تستعين بالطاقة المادة إذا أرادت التحيز والتكتل وأخذ الأبعاد والروح تتشكل في المادة هي تظهر لنا في الحياة الدنيا.
لا يوجد في الجملة العصبية أي موضع تشريحي محدد يمكن أن يعزى إليه القيام بالوظائف النفسية للإنسان ، ولا يوجد أي موضع تشريحي محدد للتفكير والإرادة وتخطيط السلوك والتفاعل الإمتاعي، والإدراك والتعرف لحفظ الذكريات.
العقل في الروح والعقل يقوم بعملية الإدراك وجمع المعلومات في الذاكرة والاستنباط والاستقراء من المعلومات والشعور والحياة كل وظائف روحية بدليل بقاء جامع وجود التخريب الجسدي والمرض وعملية البناء والهدم، والذاكرة والتعلم تحتفظ بها الروح ،والشعور تخزنه في الروح والشعور تبثه الروح عبر قنواتها الجسدية كما يضخ السائل داخل الأنابيب فانسداد الأنابيب يوقف تيار الوعي فلو كان الوعي يتحيز في المادة لسقط منها حين انحرافها فالخلايا الدماغية التي تستأصل وتخرب لا تعوض فوجود الوعي رغم ذهابه لدليل قاطع أن الوعي وظيفة روحية وما المادة إلا أدوات تنفيذ أوامر الروح (إن النفس لأمارة بالسوء)، إن الذي يفهم ويقرأ ليس النورونات التي تخربت بل الروح التي لا تخرب أبداً.
الوظائف النفسية لا تتخرب ولا تتعطل مهما تخرب من أنسجة الدماغ، وإن أي نقص في الوظائف ينجم عن تشوش أو تعطل المعلومات الواردة ، أو تشوش وتعطل تنفيذ الأمر والفكرة السلوكية أما الإدراك كتعرف وفهم ، والتفكير والتفاعل الإمتاعي.
الإرادة
الإرادة : هي تنفيذ ما اختاره العقل والاختيار تفضيل الوسائل بالنسبة للهدف المصطفى فالحاجة هدفها إتمام عناصر بدنية كالماء والغذاء، والحافز هو وسيلة تحقيق المتعة والإرادة عملية روحية بحتة فالإرادة أمر أو نهي والإرادة اتجاه إلى ما هو ممتع والكف كما هو مؤلم فنحن نحب المتعة ونكره الألم، والغضب احتجاج ضد تفويت المتعة والحزن شعور يعبر عن فقد المتعة والخوف شعور يحدث عند التعرض للخطر والغضب شعور يحدث من فكرة احتقار الآخر للذات والحب هو إنس بالمحبوب.
السرور هو الشعور الإيجابي والحزن هو الشعور السلبي فالسرور يسبب الحب والحزن يسبب الكره.
السرور يسبب الإقدام والحزن يسبب الإحجام ، والسرور يسبب الرضى والحزن يسبب السخط، والخوف يكون من توقع فوات المتعة أو توقع حدوث الألم.
الكلام (اللغة)
الكلام هو وسيلة الأفكار بين كائنين مثل الكلام البشري ولغة الإشارات عند الصم ولغة اللمس عند العميان ولغة الرقص في النحل.
وفي البشر والحيوانات تكون الفكرة في الوعي بدون لغة كالأطفال قبل التكلم فالحيوان كالطفل قبل التكلم لديه أفكار ليس لها ألفاظ ، وكل فكرة مكونة من عدة معانٍ (مفاهيم) وإن كل مفهوم يمكنه أن يستبدل برمز (صوتي : لغة منطوقة : (كلام) كما توجد لغة الإشارة ، ولغة حركية (الرقص) وإن التتابع الزمني للمرموز إليه ينوب عن تتابع المفاهيم المكونة للفكرة ونحن نخاطب الذات والمفاهيم ترمز للأشياء خارجنا والأفكار والمشاعر داخلنا وتنقل الأفكار من الإدراك إلى الذاكرة ومن الذاكرة إلى الوعي وهذه العملية عملية روحية خلقها الله في الروح والروح لغتها الاهتزازات بشتى أشكالها.
الكلام:
نحن نتعلم الكلام ونحن أطفال وآدم علمه الله اللغة، والكلام لغة ++ مسموعة ثانياً ثم نبدأ الاستماع وفهم ما نسمع.
يبدأ الطفل بإصدار أصوات لا معنى لها ثم يتعلم ربط اللفظ ++ بالتعرف على الشيء بالحواس لالتقاط صورة.. ثم يصبح التفاهم باللغة عن طريق الإنصات واللغة هي ارتباط الرموز بالمعاني وإذا ما مر الرمز على المخاطب تعرف على المعنى بالصورة المخزنة في الذاكرة عن مدلول الرمز واللغة لها 500 ألف كلمة وهذا القاموس يسجل بلغة روحية خاصة بشكل لفظي كما نتعلمه والرموز تتكون بشكل معجمي يمكننا الرجوع إليه متى أردنا ، وكذلك يسجل في الذاكرة النحوية بطريقة لا تختلط فيها الألفاظ ومعانيها فالنحو عبارة عن قوالب تصب فيها كلمات الجملة عن طريق التدريب بالمذاكرة والمراجعة.
إن تخريب الدماغ لا يفقد المصاب قدرته على بناء المعنى النحوي وربط الكلمات بمعانيها مما يدل على أن الكلام من وظائف الروح.
الروح
يتكون الكون من المادة والطاقة والروح ، المادة تؤلف بنية الكون والمادة تتكون من عناصر والعناصر تجتمع وتكون المركبات الكيماوية والمركبات الكيماوية تتركب وتكون المركبات العضوية والعنصر يتكون من ذرات والذرات تتركب من الجزيئيات الذرية.
الطاقة هي الحركة وأشكال الطاقة، الطاقة الحركية والطاقة الكهربية والطاقة المغناطيسية واجتماع الحركية والكهربية تكون الحرارة والضوء.
والطاقة الروحية تتبدى في الإدراك والتفكير والمشاعر والمشاعر إما لذة أو ألم ، والإرادة هي المحرك والمعلومات تكتسب بالتعلم ، والروح النباتية أبسط الأرواح ثم الروح الحيوانية ثم الإنسانية والإنسانية تمتاز بالتفكير الكلامي.
المادة هي الشكل الذي تتبدى فيه الروح ، والمادة توجد دائماً بشكل متحرك وحيوي و كهربي اومغنطة ضمن تركيب واحد ، ولا يوجد شيء بدون طاقة. ويوجد بالإضافة إلى ذلك أشكال من الطاقة بدون مادة كالتفكير والوعي والشعور والتصور والتخيل والإرادة والمتعة والتعلم ... إلخ.
المادة هي الشكل أو الصورة والصورة لها أبعاد وتتحرك في المكان وتتابع أحداثها في الزمان فالمادة لها شكل فيزيائي وكيميائي وشكل فراغي ، والطاقة الروحية يبثها قلب الروح و المادة تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة وهذا التحول يتحول في الشكل والحركة الحرة و هي حركة الروح، والمعلومات في عقل الروح ، والعقل هو الذي يبث المعاني والمادة هي المباني .
الروح : ذات لها صفات ووظائف، ووظائف الروح هي الإدراك والوعي والتفكير والتخيل والتصور والذكاء والمحاكمة واللذة (المتعة) والألم (العذاب) والتعلم والشعور والإرادة والسلوك والشخصية.و الإنسان كالحاسوب المدخلات (المعلومات) تدخل عن طريق الجسد والمعالجة (المقارنة والاستنتاج).
الجسد هو الشاشة التي تظهر معاني الروح عليها ، الجسد يقوم بإدخال المعلومات وإخراجها أما حفظها وتذكرها والربط فيما بينها والاستنتاج والشعور عمليات تقوم بها الروح، الحاسوب إذا خرب لا تخرب المعلومات فالجسد هو الحاسوب والمعلومات والمشاعر حالات روحية.
الإدراك : استقبال المعلومات بالحواس العصبية والإدراك العقلي إدراك روحي لأن الصورة المدركة عقلياً لا طول لها ولا عرض ولا ارتفاع وغير متحركة فهي إما حقيقة مطلقة أو وهم فهي تبقى بعد انهدام الخلايا وذهاب الجسد بذهاب ذراته كل عشرة سنين فالروح لا تتأثر بالمرض أو الأدوية أو الهرم، والدليل على استقلال الروح بقاء القرنية والكلية والقلب والرئتين والكبد والخلايا العصبية حية بعد الموت فالحياة غير الإنسانية تختلف لأن الروح لا تموت فالروح تدخل إلى الجسد فينفخ الملك المتخصص بذلك بعد 120 يوم بعد تكون الجنين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
الحياة المادية لا تحتاج الروح للاستمرار بل تحتاج إلى استمرار التفاعلات الحيوية (الاستقلاب ، الإطراح ، التنفس والتكاثر ، الاغتذاء ، الارتكاس) والحياة المادية كحياة النبات والحيوان الأعجم.
وتختلف الحياة الروحية عن الحياة المادية بالوظائف التالية:
1. الإدراك العقلي.
2. التفكير.
3. التصور.
4. التخيل.
5. الذكاء.
6. الإرادة (النية والقصد).
7. السلوك.
8. المتعة (اللذة السعادة).
9. الذاكرة الدائمة.
10. التعلم.
11. الشعور.

مراحل الإدراك:
1 – التحري : توجيه الحاسة.
2 – التمييز : فرز الصور المدركة بالصفات المختلفة والتمييز يحتاج إلى مقارنة لوضع المتشابهات في فئات على أساس من الصفات المشتركة والتميز على أساس من الصفات المختلفة.
3 – التعرف : مطابقة الصورة التي في الذاكرة مع الصورة المعاد إدراكها.
4 – التفسير بالتعرف على سبب المدرك.
المادة عبارة عن شريحة بمعلومات معينة وهو وحي الفطرة كما أوحى ربك إلى النحل.
لغة البرمجة هي الاهتزازات والسيالات العصبية تنقل هذه الاهتزازات التي تدركها الروح بحسب تعليم الله لها في الخلد (ذاكرة الفطرة ، ذاكرة الروح) أن الوعي والشعور يأتي من الروح والوعي خارج الزمان والمكان، والله تعالى يدرك في كل لحظة كل شيء ويعلمه قبل حدوثه أما الروح فلا تعلم إلا معلومة واحدة وتعلمها متتابعة في لحظات متتابعة ، المعلومات في ذاكرة الفطرة تخرج بحسب مناسباتها والمعلومات المكتسبة بالتعلم تكتسب بالتدرج ويقارن بين المعلومات القديمة والحديثة والاستنتاج فيها ، الإدراك الحسي يستقبل المعلومات من الخارج ، والمشاعر تدرك من الداخل وكذلك معلومات الذاكرة الفطرية والمكتسبة ، الوحي يستقبله قلب الروح بواسطة النفث في الروح (القلب).
قال تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ الشورى: ٥٢، وكذلك الرؤى الصادقة والمبشرات لحديث (لقد نفث جبريل في روعي أنه لا تموتن نفس إلا وقد استوفت رزقها وأجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب).
وقال صلى الله عليه وسلم(ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ) فالمعلومات الخارجية تأتي بالحواس الجسدية والمعلومات الروحية الباطنية تدرك بالبصيرة ، والإدراك غير الحسي الخارجي يدرك بالحواس الروحية التي تنشط عند بعض الناس.
التذكر:
التذكر هو القدرة الروحية على الاحتفاظ ، نسخة أو صورة عن الإدراكات المختلفة (الحواسية والجسمية والمكانية والزمانية والذاتية المشاعرية ، وعكس التذكر هو النسيان والنسيان عدم القدرة على استرجاع المعلومة وليس فقدها، الذكريات هي المعلومات المسجلة في ذاكرة الروح.
التفكير:
هو عملية فرض قانون وإثباته بالمعلومات وتطبيقه من أجل الفهم والتحكم والتوقع والتفسير (التعليل) هو معرفة العلة من المعلول من خلال القانون أو القاعدة المنطقية أو تحديد الوسيلة والهدف.
الدافع:
الدافع هو المتعة والدافع حصيلة التعلم فكل ما يمتعنا يدفعنا إلى القيام بتنفيذه وفكرة النفع هي التي تدفع عقل الإنسان أن يقدم إلى ما ينفعه أو ينفع غيره وفكرة النفع هي التي تخرج شعور الحب، والإنسان تتغير أخلاقه بقدر اهتمامه بإسعاد الآخرين الذي هو شرط في إسعاد النفس ، والقرار ينتج من الاقتناع بأن المعلومة صحيحة والتوسل بالوسائل لجلب النفع ودفع الضرر.
اضطرابات التفكير:
1. الهذيانات : هي اعتقادات يتمسك بها صاحبها رغم أن صاحبها يعلم أنها هذيانات ورغم سلامة العضوية وهذا يدل أن المرض عقلي صرف وصاحبها يغلب على قراره المتعة أو الدفاع عن المتعة والمحاكمة الخاطئة والتعلم الخاطئ.
2. القهر الوسواسي: هي أفكار أو دوافع أو تصورات تدخل الوعي رغم مقاومة صاحبها.
اضطراب العقل:
1. خروج الأفكار دفعة واحدة في الوعي بشكل متناقض.
2. فراغ الوعي من الأفكار.
3. بطء الأفكار وهو طبيعي عند التعب.
4. توقف الأفكار التام في مرض الفصام.
5. نقص الأفكار في مرض الهمود.
واضطراب الأفكار ليس سببه عضوي في المخ وسببه عدم تحقق المتعة وقلة الاهتمام والبلادة الفكرية والتعلم الخاطئ.
أشكال اضطراب الفكر:
1. تنقل الأفكار دون تسلسل منطقي ويسمى (طيران الأفكار).
2. الفكرة الثابتة التي لا تتغير بتغير الموقف.
3. الأفكار غير المترابطة منطقياً.
4. الاعتقاد بعدم ملكيته لأفكاره.
يلاحظ استمرار وظائف العقل بأعلى مستوياتها عند غياب أحد نصفي المخ ورغم ذلك يشعر صاحب هذا المخ بوحدة ذاته مما يدل على أن العقل لا ينشطر رغم انشطار المخ، إن ما يميز الشخص فعلاً عن غيره هو وجود الإرادة والقدرة على التعلم والروح هي التي تخرج المعلومات من الكمون إلى الظهور والدليل على ذلك أن الناس تظهر لهم الحقائق جلية كأنهم يتذكروها فلذلك يستعمل القرآن الكريم كلمة الذكر للتعبير عن التعقل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأفكار مبرمجة على الوظائف العقلية والمشاعر والاستعداد للسلوك الحسن والسيء وصفات النوع البشري وهذه الصبغة الفطرية أوجدها الله في روح الإنسان ، والمادة هي الوسيلة التي تعبر عنها بالاهتزاز الخاص .
وظيفة المخ إدخال المعلومات من الخارج وترجمتها فيزيائياً وكيماوياً، والمخ يجمع المعلومات من خارجه ويخرجها على شكل كلام أو فعل ثم يقوم العقل بالتحليل أو التصنيف واستخراج القواعد المتعلقة بتنظيم السلوك وتنظيم الحركات الطبيعية والأفكار المطابقة لقواعد الفطرة في الروح تشعرنا بالرضى والسرور كإشباع الحاجات مثل الارتواء بعد شرب الماء والشبع بعد تناول المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم، وإن شهوة الطعام والشراب والجنس وكل الشهوات إذا لم توافق الفطرة فإنها تؤدي إلى ألم الضمير مما يدل على أن الشهوة روحية فطرها الله تعالى على ذلك وهو ما يعبر عنه القرآن الكريم بالضنك (المعيشة الضنكة).
والاستمتاع بفعل الخير والمناظر الجميلة مبرمج في ذاكرة الفطرة الذي اسميها بالخلد والمتعة المعارضة للشرع متع منحرفة عن الفطرة لأن الفطرة شرع الله الباطن في الروح والشريعة شرع الله الظاهر لذا قال صلى الله عليه وسلم (استفتي قلبك وإن افتاك الناس أو أفتوك).
الحب السليم هو الحب في الله والبغض السليم البغض في الله، والرغبة الموافقة للشرع هي المتعة السليمة والألم السليم هو التألم من ترك ما يرضي الله أوفعل ما يسخط الله والمتعة السليمة هي الاستمتاع بالمتعة الحلال التي يراد بها وجه الله وأعلى المتع هي الاستشهاد في سبيل الله.
المتعة هي الدافع إلى الإقدام والألم هو الدافع إلى الإحجام فالسلوك الغذائي هدفه حفظ البقاء والجنس هدفه ابقاء البشر والسلوك المعرفي يدفعنا إليه الاستمتاع بكشف الحقيقة ، والسلوك الاجتماعي يدفعنا إليه الأنس بصحبة الإنسان الطيب والسلوك الروحي من ذكر ودعاء وصلاة وصيام وفعل للخير سواء كان خدمة أو دفع مال للمساهمة في الرخاء العام وحل المشاكل التي تمنع الرخاء العام.
السلوك العبادي الشعائري هو الذكر والدعاء وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والمشاركة في مشروع الرخاء العام بالمال والخدمة والمشورة وصوم رمضان وصيام التطوع والحج والعمرة ، والعبادة العقلية تعلم الإيمان والإسلام والإحسان.
وطرد الوساوس السيئة وإحلال محلها الأفكار الحقيقية ونوازع الخير والعبادة الوجدانية الحب في الله والبغض في الله والاستمتاع بالحلال والتقزز من الحرام وترك الواجبات والإنسان حر في المباح.
المتعة هي المحركة للأفكار والمشاعر والسلوك والإدراك هو الانتباه الاختياري والعاطفة هي توجيه الحب والكره فيما يرضي الله وتوجه ذلك إلى ما يسخطه هو الانحراف العاطفي.
الأفكار تعلم إما تعليم ذاتي أو تلقين والتعلم هو انتباه اختياري إلى ما نريد أن نتعلمه والغفلة هي مانع الانتباه ، والأفكار تولد المشاعر وتدفع إلى الإقدام أو الإحجام والمشاعر نتيجة إيجاد الأفكار أو المشاركة الشعورية ، والسلوك نتيجة الإسوة الحسنة أو السيئة والإبداع نتيجة الرغبة الشديدة وبذل قصارى الجهد ﭧ ﭨ ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ العنكبوت: ٦٩ والقول البليغ هو الذي يحثنا على معرفة الحقيقة وفعل الخير رجاء رضا الله والخوف من سخطه وفي ذاكرة الروح القواعد الفطرية : قواعد المنطق والرياضيات والأخلاق والجمال.
والمحب مفطور على إرضاء من يحب والبعد عن سخطه والمحبوب الحقيقي هو الله ومن تبع هداه لحديث (لا تصاحب إلا مؤمن ولا يأكل طعامك إلا تقي) وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله.
السلوك : دافعه اقتناع بالسلوك ومتعة تنتج من هذا الاقتناع ، والدوافع هي مجرد أسماء للمتعة ، والمتعة تجعلنا نبتعد عن الآلام والعذابات ، والحوافز هي وسائل تحقيق المتعة والنية توجه إلى وسائل المتعة والمفروض على الإنسان فطرياً إزالة الآلام والمضار وهي مقدمة على جلب المتع والمنافع ، والمنافع هي وسائل جلب المتعة.
المشاعر: إما متعة أو ألم فالسلوك إما اجتذاب متعة أو دفع ألم لذا كانت المتعة بكل أشكالها والخبرة في المتعة تجعلنا بالخبرة نفاضل بينها ، والتجربة في الألم تجعلنا نرتكتب أخفها إذا كنا لم نجد غير هذا السبيل ، فالإنسان يقلق بحسب ما يتوقعه من ألم ويفرح بما يتوقعه من متعة ويزهد في المتع الكمية ويرغب في المتع الحقيقية التي اقتنع بها بحسب تجربته.
دليلي على أن الشعور بالمتعة والألم روحي بقاء حسن المتعة والألم بعد استئصال أو قطع الفص الجبهي ولكن فقد درجته وشدته واهتمامنا به مما يدل أن الشعور موجود في الروح وليس الدماغ.
الدين والعقل
العقل يقتضي الإيمان بأن الله واحد أحد فرد صمد ليس كمثله شيء منفصل عن العالم الذي خلقه والتوحيد يقتضي استحقاق الله للعبادة وهو سبحانه الذي يعرفنا كيف نعبده بواسطة الوحي والعقل يقر بأن الله على كل شيء قدير فعله وقدرته دائمين في العالم مطلق المشيئة قادر على القيام بأي فعل يريده عليم بكل شيء عليم حكيم خبير يوجهنا بوحيه إلى ما هو خير لنا لأنه لو تركنا لأهوائنا لتصارع البشر .
العقل حجة لأن الله فطره على الإيمان به وعلى بديهيات الأخلاق مما هو الحال في القضايا الرياضية والهندسية والعقل في أساسه حكم على المتماثل وما التجربة إلا حكم على المتشابهات على بعضها ( حكم الأمثال فيما يجوز فيما لا يجوز واحد)
والله جل شأنه له ذات لا تشبه ذات المخلوقين وما دام له ذات لا تشبه المخلوقين إذن صفاته لا تشبه المخلوقين وله أفعال لا تشبه أفعال المخلوقين وأفعاله سبحانه أما تكوينية أو تشريعية والأفعال التكوينية تتعلق بحكمة الله والغاية من الخلق .
والغاية من الخلق هو عبادته وما من شيء إلا يسبحه ويعبده على الطريقة التي اقتضاها لعباده والرسالة جاءت لتعلمنا كيف نعبده وأن نعمل الخير إرضاء له سبحانه حتى ننال الجزاء الأوفى .
الدين يتعلق بالإيمان والإيمان بالله يقتضي الشعور بالإلزام الأخلاقي إرضاء الله والإلزام الأخلاقي يقتضي العقل والاختبار والبلوغ ومعرفة التكليف والقدرة على تنفيذه وهذا يقتضي الجزاء الذي يقتضي الإثابة على بالخير وبالعقاب على الشر وهذا لا يتحقق بشكل كامل إلا يوم القيامة .
وتعد قضايا الإسلام قضايا قام العقل على إثباتها بالأفكار الفطرية في العقل لأنها
الأخلاق والدين
الدين من الناحية السلوكية يقتضي معرفة ما ينبغي أن يفعل أي معرفة تقتضي الإلزام والإلزام يقتضي المسؤولية والمسؤولية تقتضي وحرية الإرادة وحرية الإرادة تقتضي الاقتناع بالفكر الذي يطالبنا بالقول والفعل والسكوت أو الكف عن العمل ( الترك) وهذا يقتضي الحكم بكون هذا الفعل واجب الفعل والوجب ملزم أي واجب الفعل أو محرم الفعل أي واجب الترك ووجوب الفعل يقتضي أن الفعل مفيد لأن الفعل يقتضي الأمر بالمفيد والتحريم يقتضي أنهي عن المضر (الشر) لأن الله ليس بظلام للعبيد وهذا ناتج من أن الله حرم على نفسه الظلم وهذا ما تقتضيه صفة الحكيم وفكرة الخير تقتضي الثواب على فعل الخير وفكرة الخير تقتضي ضدها الشر وفكرة الشر تقتضي العقاب على فعل الشر .وهذا ما يسمى بالجزاء والجزاء تقتضيه فكرة العدالة والله سبحانه عادل والعدالة تقتضي وجود شريعة تنظم علاقات البشر وما دامت الدنيا لا تتحقق فيها العدالة كاملة فلا بد من يوم للجزاء والجزاء يقتضي الحساب والحساب على من عمل على إسعاد البشرية رغبة في إرضاء بدار السعادة فأنت اعمل ما تستطيع والله يجازيك الله على قدر إمكانيتة في الجنة والله على كل شي قدير .
الجزاء من جنس العمل تسعد بإسعاد الناس وتشقى بإشاء الناس ( قاعدة المساواة) التكليف يقتضي ثبات تعاليم الرسالة لأن عدم الثبات يعني التناقض والعقل يأبى التناقض .
وأصل الرسالة عمل على إزالة الآلام وحل مشاكل الإنسان والمشاكل التي يتعرض لها الإنسان بفعله عن قصد يسأل عنها والتي خارج عن إرادته فإن الله يعوضه عنها يوم القيامة والإنسان مطالب بأن يغير الأوضاع السيئة بواسطة العلم وإيجاد إمكانيات الحلول بواسطة الاجتهاد العلمي ، والرسالة تطالب ببذل الجهد في جعل حياة الإنسان أكثر أمناً ورفاهية والرسالة تطلب برفع الآلام والتوترات وحل المشاكل بعهدة العلم ، والتي لا تستطيع رفعها أو حلها نجتهد علميا بحلها وهذه أخلاقية والرسالة الإسلامية والرسالة مهمتها علاج الشرور والأضرار والآلام والأوجاع والأخلاق من مقتضيات الإيمان بالله الرحمن الرحيم لأن صلى الله عليه وسلم صرح قائلا ( أنا نبي المرحمة) وهذه تقتضي جوهر رسالة الإسلام . وإن الإسلام له غاية واحدة في الحياة الدنيا هي إيصال الناس إلى الطمأنينة والسرور ﭧ ﭨ ﭽ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﭼ الرعد: ٢٨ ولحديث ( أفضل الأعمال إدخال السرور إلى قلب المؤمن ) والسرور ينتج عن مشاريع يخطط لها لإشباع حاجات البشر لتصبح الحياة أفضل رفاهية وأمنا .
الحرية في الإسلام أساس التعامل بين الأفراد والمجتمع على التعاون على البر والتقوى والتعاون على البر يعني إيجاد الخيرات ومنع الإثم والعدوان وهذه هي أخلاقية السياسة الإسلامية التي تقوم على التشاور في توفير الخير وإزالة الشر .
علم الكلام
وموضوع علم الكلام هو ذات الله عز وجل وصفاته (الممكنات) علم الكلام هو العلم الذي يبحث فيه عن ذات الله تعالى وصفاته وعن أحوال الممكنات في المبدأ والمعاد.
وهو يعرض التصورات الإسلامية كالملائكة والنبوة والمعجزة والحياة البرزخية والحياة الآخرة.
ومنهجه:
1. القياس: الحركة من الكليات إلى الجزئيات.
2. الاستقراء: الحركة من الجزئيات إلى الكليات.
3. التمثيل: الحركة من جزئي إلى جزئي.
وتنقسم الأدلة إلى التالي:
1. أدلة نقلية : (الكتاب والسنة).
2. الأدلة العقلية.
النهضة
إن نهضات عالمنا أبان المئة والخمسين عاماً الأخيرة سياسية أكثر منها نهضات إحياء ديني إذ كانت الرغبة في حل مشكلة التخلف والهيمنة الاستعمارية.
وفي الغرب كان هناك تطور علمي على العكس من ذلك العالم الإسلامي. وفي الغرب تمت معالجة مشكلة الفقر إلى حد ما ولم يحصل مثل ذلك في العالم الإسلامي.
وفي الغرب قامت ثورة صناعية وفي العالم الإسلامي لم يحدث مثل ذلك.
وفي الغرب هناك نظام اجتماعي وسياسي متطور وليس في العالم الإسلامي مثل ذلك.
والنهضة العربية كانت تريد أن تحل مشكلة التخلف والهيمنة الاستعمارية وتريد تطور علمي وحل مشكلة الفقر وتطور صناعي وإيجاد نظام سياسي تقوم على الديمقراطية وتكافؤ الفرص ودولة القانون ودولة المؤسسات والمجتمع المدني وتريد نظام اجتماعي يحقق العدالة الاجتماعية ويحافظ على حقوق الإنسان.
نادى الفكر النهضوي بالوحدة واعتماد المنهج العلمي في التفكير والأخذ بالعلوم الحديثة ومحاربة الأمية.
كان الفكر النهضوي يركز على الإصلاح السياسي والاجتماعي ولو تأملنا تجربة الإسلام التي قام بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بدؤا في تغيير بمواطن الناس لتغيير الظواهر الاجتماعية فتغير الواقع الاجتماعي له حسابات ومقدماته وأسبابه الخاصة ،’ ولن يحصل بمجرد تغيير باطن الناس ، فالنبي صلى الله عليه وسلم دخل معترك العمل السياسي كرجل سياسة بكل معنى الكلمة فأقام مشاريع سياسية على أساس التوحيد والتغيير في الباطن إنما يتغير في الثقافة التي يجب أن تكون ثقافة تدعوا إلى وضع برامج علمية ودراسات دقيقة وتحولات في التوجهات السياسية والاجتماعية والأخذ بأحدث ما وصل إليه علم الإدارة والسياسة والعلوم الإنسانية التي تساعدنا على إيجاد الإمكانيات المادية والمعنوية التي تكرم الإنسان أكثر وتحترمه أكثر وتجد حل لمشاكله العاقلة ليكون أكثر سعادة ورفاهية ويجب أن يكون ذلك بنية القربى إلى الله وطلب رضوانه يجب أن نحاول إيجاد مجتمع ديمقراطي وصحة عامة وعلوم عصرية واقتصاد صناعي وأن تدخل في المجتمع المعلومي الحديث وأن أحوج ما يحتاج مجتمعنا إلى العلوم العصرية لتخلق تغييرات اجتماعية لصالح الإنسان، نحن بحاجة إلى العلم والإدارة العلمية لا بد والأخذ بالعلوم لمكتسبات إنسانية حسنة، واقتباس نتائج العلوم التجريبية، والتنمية العلمية والاقتصادية تستلزم اقتصاد معاصر وثقافة معاصرة وإدارة حديثة.
المدنية لا تصنع بتهديم وشطب المدنية السابقة ، فكل مدنية انطلقت من حيث انتهت إليه المدنة السابقة ، وأضافت إليها إنجازات جديدة.
أظن أن أهم أزمات العالم الغربي اليوم نزعته الدنيوية، وافتقاره إلى القيم الإنسانية والنهضة الأوروبية قيمياً قامت على مفهوم (الحرية) التي استلزمت رقابة الشعب.
الإيمان وحرية الفكر والإرادة
التصور الإسلامي يقوم على فكرة الإيمان وفكرة الإيمان تستلزم فكرة الفلاح في الدنيا والآخرة.
أكد القرآن الكريم على فكرة الإيمان الذي يؤدي إلى العلاج وأكد على أولوية إدارة المؤمنين للمجتمع وقيادته والإيمان هو التصديق بوجود الله وتوحيده.
الأنبياء والرسل وخاتمهم النبي صلى الله عليه وسلم وعليه نزل الوحي في شكل الكتاب وسنة.
والإيمان يقتضي تعليم تعاليم الإسلام والاقتناع بها وتحويلها إلى سلوك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي على الأرض.
وتعاليم الإسلام هو عبارة عن تكاليف (واجبات) يجب أن تحقق كمشاريع على أرض الواقع وليس عبارة عن ترانيم تردد فقط.
وهذه التعاليم جعلها الله تتواءم مع بديهيات العقل الفطري وكون تعاليم الإسلام تكاليف يقتضي أن يكون الإنسان حر حتى يكون مسؤول والمسؤولية تقتضي الجزاء الذي يتكون من فرعين الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، والإنسان لا بد لكي يكون حراً من أن يكون عالم بالتكليف قادر على تنفيذه.
والإنسان لا يكون حر إن لم يأمر بقناعاته وينكر ما لا يقتنع به فإذا وصلت الأغلبية إلى قناعات وتحول الأغلبية هذه القناعات إلى مشاريع توفر مشاريع الرخاء بقدر الإمكانيات الإجتماعية .
فالإنسان مأمور بفطرته بالحفاظ على المصلحة العامة التي يخطط لها في مؤسسات.
التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره هو التصديق المنطقي بحقيقة خارجية وهو جزء من المعرفة بعالم الوجود والعمل بالتكاليف ، فالتصديق يتعلق بمواضيع الفلسفة النظرية والعملية والجانب العملي هو الأخلاق والنظر إلى ما ينبغي أن يفعل والجزء النظري منطقي وهو ما ينبغي أن يعرف.
الإيمان حالة تكتسب معرفياً بأعمال العقل والله وحده هو الذي يحدد ما ينبغي أن نؤمن به بواسطة الوحي لأنه أعلم بمن خلق.
الإيمان بالله يقتضي الإقرار بوجود الله ونحن نعرف ما يريد منا الله بالكتاب والسنة والإيمان بالكتاب والسنة يقتضي الإيمان بأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة بواسطة الوحي والوحي نزل مع جبريل وجبريل ملاك وهذا يقتضي الإيمان بالملائكة وجبريل نزل بالكتب بصحف إبراهيم وموسى والتوراة والإنجيل وخاتم الكتب القرآن الكريم.
الإيمان بالكتاب والسنة يقتضي التكليف والتكليف يقتضي التصديق بالفرائض والتصديق بالفرائض يستلزم أداءها.
الإيمان بالرسالة معرفة تنطوي على تكاليف والتكليف يقتضي حرية الفكر والإرادة لأن الإيمان بالرسالة يعني الاقتناع بتعاليم الإسلام والتعاليم الإسلامية منها معرفة إقرارية مثل الإقرار بتوحيد الله وبالنبوة والنبوة تتضمن العبادات والشريعة (القانون)، والرسالة تعاليم والتعاليم قضايا معرفية والقضايا المعرفية لا تتأتى إلا بالتحرر الفكري (لا إكراه في الدين) والتحرر الفكري يعني نبذ الإمعية لحديث (لا يكن أحدكم أمعة وإنكار الله على المشركين قولهم ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ الزخرف: ٢٣ الاقتناع يتنافى مع التقليد.
والاقتناع بتكاليف الرسالة يقتضي حرية التفكير والإرادة.
والتفكير يتنافى مع التقليد والإمعية والجبر والإكراه ومرجعيات القوة والاضطراب والفوضى الفكرية ، والعقل طلب للحرية والحرية تقتضي الوصول إلى الاقتناع وإذا اقتنعنا بوجود الله ووجود الله يقتضي وجود رسالة تطلب منا ما يريده الله وتنفيذ الرسالة يقتضي إقرار وطلب والطلب في الرسالة أمر بخير ونهي عن الشر .
الإيمان : علم بالوحي والاستنباط منه ، والعلم يتحصل عليه بواسطة الحس والتجربة كالعلوم التجريبية أو العلوم التطبيقية والعلوم التجريبية والإنسانية كعلم الاجتماع والنفس والاقتصاد وغيرها .أو بواسطة العقل كالمنطق والرياضيات والفلسفة وبواسطة التاريخ كعلم التاريخ والجغرافية واللغة وهذه العملية تتم بواسطة النقل .
التطور الحديث
شهدت الساحة الثقافية والفكرية الحياتية في العالم الغربي طوال القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين النهضة ، وتحديد الحياة العلمية الثقافية وحركة الإصلاح الديني وحركة التنوير والثورة الفرنسية الكبرى والثورة الأمريكية وارتقاء النزعة الرومانسية، والثورة الصناعية وتصاعد المد الوطني وانفراط الأمة المسيحية الواحدة إلى دول مسيحية أوروبية متعددة ، والتطورات العظيمة في العلوم الطبيعية الحديثة والتقانة والطب الحديث والتطور العظيم في العلوم الإنسانية وعلم المعرفة والفلسفة والإدارة ونضج المؤسسات الديمقراطية والتقدم في البرامج الصحية وظهور نظام التربية والتعليم الحديث وظهور حقوق الإنسان.
وكان أهم أفكار العصر الحرية والمشاركة السياسية والمساواة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتسخير الطبيعة لرفاهية الإنسان وأصبحت الطبيعة والتقانة محل العبيد وهو ما يسمى بالثورة الصناعية والحداثة قامت على الثورة الصناعية وثورة الاتصالات التي ألفت الواصل بين البشر وجعلت البشر يناقشون كل الأفكار القديمة بكل جرأة حتى أصبح العالم قرية صغيرة عالمية وأصبح كل إنسان مسؤول عن نفسه (على نفسه بصيرة) يستفتي قلبه وإن أفتاه الناس أو أفتوه، ومن الأفكار التي تعرضت للشك في الفيزياء مبدأ العلية مما سمح لفكرة الاختيار وحرية الإرادة، وفي علم الإنسان ثبت بأن الثقافة الاجتماعية (المعروف ـ العرف) ترجع إلى ردود فعل اجتماعية للإنسان، والعرف والقانون أساسه تعاقدي والدين والسياسة مسؤولية شخصية ومسؤولية اجتماعية فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية المتمثلة في حقوق الإنسان.
المنطق الصوري
المنطق الصوري لا يهتم بالواقع وإنما يهتم بتناسق الأفكار فيما بينها ذهنياً أما المنطق الحقيقي هو الذي يقيس صدق الفكر بمطابقته للواقع ويقاس صواب الأفكار بعدم تناقضها، والفكرة أساساً تصف الواقع أما الأخلاق تنشئ السلوك وتسخر الإمكانيات لخير الناس وهو ما يسميه القرآن عمل الصالحات فالأفكار في الذهن مجردة ولكنها تصف الواقع إذا كانت علمية أو تنشئ واقع لصالح الإنسان أكثر خير وأكثر جمالاً من ذي قبل فالأفكار إما تتعلق بالواقع فهي علمية أو لا تتعلق بالناحية العلمية فهي أفكار أخلاقية تتعلق بالواجب والواجب إلزام والإلزام يقتضي المسئولية عن فعل الخير و المسئولية تقتضي الجزاء على الخير خيراً وعلى الشر شراً ولما كان الجزاء لا يتحقق فيه العدالة في الحياة الدنيا فإن اتصاف الله بالكمال يقتضي اتصافه بالعدالة والعدالة تقتضي تشريع من قبل الله بواسطة الوحي والوحي يقتضي وجود رسول الله يمثل الوحي بسلوكه على أرض الواقع تتجسد فيه الأخلاق كمثل أعلى سيرة وأخلاقاً.

نظرية القيمة

مصدر القيم
مصدر القيم هو الشرع والإيمان بالشرع يجعلنا نحب الخير حبا جما ﭧ ﭨ ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ الحجرات: ٧.
الخير والشر :
الخير وهو المعروف والشر هو المنكر بالفطرة والشرع يدفع بالخير والإساءة الحسنى ﭧ ﭨ ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ فصلت: ٣٤
المسئولية :
هي صلاحية الإنسان بأن يكون مطالبا شرعا بالتزام المأمورات واجتناب المنهيات ومحاسبا عليها .
شروط المسئولية :
1-القدرة على أداء الفعل ( التمكين ) والقدرة تعني الاستطاعة والتمكين معناه أن يقوم الإنسان بما وهبه الله من قدرة بأن يقوم بأداء الأفعال بتلك القدرة التي خلقها الله وتهيئة كافة الأسباب المتاحة التي تعين الإنسان على أداء أفعاله على أكمل وجه إن أراد تلك أو أن يتقاعس في أدائها .
2-العلم بطبيعة الفعل ( التبين ) ﭧ ﭨ ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﭼ الإسراء: ١٥ 3-الإرادة إختيار الفعل (التبين) والإرادة النية القصد والإرادة تقتضي المراد ووسائل تنفيذه والإكراه والاطرار ما نعان للإرادة
المسئولية قبل كل شيء استعداد فطري على أن يلزم المرء نفسه أولا والقدرة على أن يفي بالتزامه والمسئولية تقتضي أن يحاسب الله عبده بنيته على الخير ويعاقبه على الشر وهذا يقتضي يوم الحساب وبما أن الدنيا ليست دار حساب ولا ثواب بل هي دار اختبار فالحساب ثم الجزاء لا يكون إلا يوم القيامة والمسئولية تكون عن القول والفعل يمر بالمراحل التالية :-
1- مرحلة الهم ( حديث النفس )|
2- مرحلة النية المؤكدة العزم
3- مرحلة أداء الفعل |( خروجه إلى حيز التنفيذ)
الجزاء
الإنسان مسؤول أي مطالب ( مكلف) ثم محاسب أي كلفه الله بقول الصدق والسكوت عن الكذب ومكلف بفعل الخير والكف عن فعل الشر ثم معرض للحساب وبعد الحساب يأتي الجزاء والجزاء هو نتيجة لازمة عن السلوك والذي قام به صاحبه بمحض اختياره خيرا كان أو شرا والجزاء مسألة منطقية ترتب الثواب علي الخير والعقاب على الشر فالجزاء العاجل في الدنيا والخير يجلب السعادة والشر يجلب الشقاوة والتعاسة فالإنسان إذا أدرك ذلك تاب والتوبة تأتي بعد الاعتراف بالذنب والندم يدفع إلى الإقلاع عن الذنب والإصلاح والتكفير عن الذنب .
والاعتداء على الآخرين يعطيهم الحق بالدفاع عن أنفسهم أمام القضاء الدنيوي والأخروي والعقوبة على فعل الشر والناس لهم الحق العفو أو المطالبة بالعقوبة .
السعادة
الإنسان بوصفه عاقلا يسعى إلى تحقيق السعادة لنفسه والسعادة إشباع الحاجات كما وكيفاً والعادة ضد الشقاوة والسعادة لا تتم إلا بالرضا التام بما نناله من الخير فاللذة جسدية والسعادة روحية والسعادة هي الخير ﭧ ﭨ ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ النحل: ٩٢
وما الحياة الطيبة إلا بالعمل الصالح وهي جزاء على الفعل الخير في الحياة الدنيا والبرزخ والآخرة والسعادة هي النعيم ﭧ ﭨ ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ الانفطار: ١٣ ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ هود: ١٠٥.
السعادة القناعة فإن غير القنوع لا يشبع قال صلى الله عليه وسلم : (من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيجت له الدنيا بحذافيرها) رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داود.
الإنسان لا يسعد إلا أن يكون آمناً ثم يكون معافاً وعنده حد الكفاية والإنسان لا يسعد إلا إذا آمن وعنده حد الكفاية والإنسان لا يسعد إلا إذا آمن بالله وأطمأن إلى قدره خيره وشره والإيمان باليوم الآخر.
السعادة حالة شعورية مصاحبة للنجاح في إنجاز عمل صالح ألزم الإنسان به نفسه أو التزم به من قبل غيره والسعادة ، تأتي من فعل الخير وترك الشر وهي تأتي من الإيمان بالله فلا تخاف رزق ولا سلطان أحد من الناس لحديث: (أزهد في الدنيا يحبك الله وأزهد فيما أيدي الناس يحبك الناس) فالذي لا يلتزم بالإسلام يشقى، والذي يلتزم بالإسلام يسعد فالذي يرضي الله يرضيه الله بكل شيء ويرضى عنه كل شيء ، والشقاء هو جزاء غضب الله تعالى عن بعض الناس فلا يشعرون بشيء فلا يقنعون بشيء ولذا كان دعاؤه صلى الله عليه وسلم (إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي).
السعادة شعور يعقب قيام الإنسان بما ألزمه الله به وهذا يقتضي الإيمان بالله والإيمان بالله يقتضي الوحي والوحي يقتضي الإيمان بالملائكة لأن جبريل أمين الوحي هو صاحب الوحي والوحي ينزل على الرسل والرسل وظيفتهم الدعوة إلى الإسلام والإسلام له كتب وآخر كتاب نزل على النبي صلى الله عليه وسلم والسنة حفظت في الكتب الصحاح والإسلام عقيدة وشريعة والإيمان بالإسلام يقتضي محاسبة الناس على تطبيقه يوم القيامة مما يستلزم الحساب يوم القيامة ثم الجزاء بالجنة أو النار بحسب العمل والمخلدون بالنار الكفار والمشركين والمنافقين أما العصاة فالله يعاقبهم بالنار ثم يخرجهم إلى الجنة.
والإسلام فرض علينا إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً والذكر والدعاء وهذه هي العبادات الشعائرية أما العبادات التعاملية فهي عمل الخير رغبة في رضا الله تعالى ، فالعبادة التعاملية هي عمل الصالحات والكف عن أذى الناس.
المصالح:
1 – حفظ الدين بنشره وتطبيعه عقلياً ووجداناً وعملاً وقولاً وتركاً ونشره بالدعوة بوسائل الإعلام الحديثة وعقلاً بتعليم الإسلام وتعلمه ووجداناً بحب الله ورسوله أكثر ممن سواهما.
وحب الناس كحب نفسك وإيثارهم على نفسك عندما تقوم بفرض الكفاية في المساهمة في صنع مجتمع الأمن والرخاء وقولاً الذكر والدعاء وقول الصدق وعدم الإيذاء بالقول بالقذف والافتراء والغيبة والنميمة ، وتركاً بترك الأذى والحفاظ على الدين بالدفاع عنه بعد تطبيقه بالقول والعمل والدفاع عنه بالسلاح إذا حرب بالسلاح.
2 – حفظ النفس:
تحفظ النفس بتعذيتها والحفاظ على سلامتها والدفاع الشرعي ضد من يهددها والتعاون على توفير الحاجات للجميع بأحدث الطرق العلمية والتقنية ومعاقبة قاتلها بالقصاص ومن أنقص منها عضواً أو اذهب منفعة من منافعها أو ضربها أو جرحها ويحافظ على النفس بالزواج وتسيير أمره نظاماً.

نظرية المعرفة

المعرفة
ليست المعارف البشرية يتم الحصول عليها بالتعليم أو بأي طريق آخر حيث بعضها موجود بشكل غريزي في الذات البشرية فالطفل لدى ولادته يتوجه فطريا إلى ثدي أمه دون سابق علم والإنسان يولد مجهزا بقواعد معرفيه فطرية أولية والتي تشكل الأساس الفكري التي ينبني عليها مختلف نظرياته العلمية الأخرى فجميع المعارف تحتاج إليها .
الإنسان يحتاج إلى اللغة والرموز في تفكيره ، واللغة تسبق الفكر . إننا عندما نريد أن ندرس بالتجربة فإننا نتعرض سلفا أن هذا البرهان علة لتلك الحقيقة ، والذي يدفعنا إلى البحث العلمي إيماننا أن هناك أسبابا معينة لكل حادث ، وأن ما نبحث عنه لن يكون صوابا وخطأ في آن واحد وذلك أن التقسيمين لا يمكن أن يجتمعا في الموضوع الواحد ذاته وفي نفس الوقت .
إننا عندما ما نقوم بأي عملية فكرية نحاول أن نصل إلى الأسباب التي تعطينا النتائج .
إن مبدأ عدم التناقض : ( النقيدان لا يجتمعان وهو الأساس الأول والعام البديهي هو أساس كل المعارف والعلوم) .
السببية
إن الاقتران بين ظاهرتين يعني أن إحداهما علة وسبب خاص في وجود الأخرى وهذا السبب قانون كوني يعطي النتيجة في كل وقت إذا توفرت الشروط الموضوعية لذلك السبب يعطي دائما النتيجة نفسها في كل زمان إذا تحققت الشروط الموضوعية لذلك .



الأخلاق
الأخلاق علم يوضح معنى الخير والشر ويبين ما ينبغي أن تكون معاملة الناس بعضهم مع بعض وهي علم معياري ينظر إلى ما ينبغي أن يفعل .
والخلق : عادة الإرادة بمعنى أن الإرادة إذا اعتادت سلوكا سمي خلق ويأتيه عفوا دون تكلف ويبحث علم الأخلاق في السلوك الخير والشرير والدين هو الأخلاق نفسها لحديث :( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواه أبو داود وأحمد ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) رواه أبو داود والترمذي وأحمد ( قل آمنت بالله ثم استقم ) رواه مسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد .وما الإسلام إلا دعوة إلى كمال الإيمان المؤدي إلى حسن الخلق وحسن الخلق هدفه سعادة الدارين والنية هي الدافع إلى حسن الخلق والنية القصوى إرادة وجه الله وابتغاء مرضاة الله .
الأفعال التي تقع في نطاق علم الأخلاق : الأفعال الإرادية الصادرة عن قصد واختيار وعلم بما نقوم بفعله وغرض الأخلاق في الإسلام ضمان السعادة والله يثيب على فعل الخير ويعاقب على فعل الشر في الآخرة والإنسان خلق ليعبد الله ويعمل الخير فالأخلاق تكليف بالعمل بما من شأنه السعادة والطمأنينة وتأنيب الضمير بسبب اقتراف الشر والشر ظلم يدمر الحياة الإنسانية ﭧ ﭨ ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ يونس: ١٣ ولقد غرس الله تعالى فينا حب الخير فالنزعة إلى الخير فطرية ﭧ ﭨ ﭽ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﭼ طه: ٥٠ ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ الشورى: ٥٢
الشرع يهدي إلى الأخلاق والسلوك الأخلاقي فطري وقد أمر به الشرع والنبي صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن ، والأخلاق إلزام بالفطرة والضمير اليقظ والعقل الراجح المنضبط بالشرع والرأي العام السوي المؤمن بالشرع حيث الإيمان دافع للالتزام الأخلاقي . ومصدر الالتزام هو الشرع والشرع يؤمن به العقل الصحيح الذي لم تفسده الأهواء والعقل توجهه الفطرة السليمة التي لم يغيرها انحراف والأخلاق مسئولية وحساب ﭧ ﭨ ﭽ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﭼ النجم: ٤١
الأخلاق هي الفضيلة والفاضل من يفضل الوسائل التي تأتي به من خير للناس والقيام بالخير هو الواجب .
الأخلاق السيئة نزعة الأتر (الأنانية – التي هي تفضيل النفس على من سواها الغير على النفس) .
مفهوم القيمة مرادف لمفهوم الفضيلة وقيمة العقل الحقيقة وقيمة الوجدان الجمال وقيمة السلوك الخير والقيمة غاية الوسيلة وهي رغبة الإنسان في اكتشاف الحقيقة والخير .
غاية العقل اكتشاف الحقيقة وغاية الإنسان العملية الخير وهي جلب السعادة في الدارين وغاية المشاعر الجمال . والقيمة لا تختلف باختلاف الزمان والمكان .
أنواع الموجودات
موجود خالق لا يسبقه العدم لأن العدم لا يخلق الموجود والخالق يخلق من العدم لأنه كان ولم يكن شيء معه وسيكون لا شيء معه و أشياء تنعدم وهي غير الأرواح تفنى صورتها الدنيوية لتدخل في الصورة البرزخية ثم الصورة الأخروية فالله يعطي الروح قدرة الخلق كما تحب فالله أزلي والروح ليست أزلية ولكنها أبدية والأشياء الأخرى تنعدم وقدرة الله على الخلق لا تتوقف أبداً
الفعل والعمل
الفعل حركة غير العاقل التي تربط بالنية إذا لا نية للجماد والحيوان والنبات يحكم بها على كون العمل خير أو شر حيث أن الفعل حركة محايدة يسيرها القانون الطبيعي أما العمل فهو حركة محايدة من عاقل بالغ مختار يتوجه بنية لخير الإنسان أو الأضرار به .
السلوك الإنساني يعتبر عملاً مسئولاً أمام الله إذا طابقت الإرادة الإنسانية أراد الله الشرعية والله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لأنه خالق القوانين والأفكار الفطرية في العقل و الوحي يؤكدها هذه الأفكار الفطرية التي يكفرها الإنسان أي يسترها حين يجحدها .
العقل
يعرف العقل الأشياء بواسطة المقارنة وعلى أساس المشابهات يمكنه أن يكون المفاهيم بحيث يقارن بين المعلوم والمجهول .
كل يشبه أي شيء بأنه موجود وكلما ازداد الشبه و اتسعت المعرفة.
والعلم والتقنية وسيلتا الحضارة لخلق الرفاهية الإنسانية أي تسخير العلم والتقنية لخير البشرية وذلك جعل الأخلاق هي الموجه للعلم والتقنية .
الفلسفة تنظر للإنسان كمواطن يسكن وطناً واحدا هو الكره الأرضية ويحمل جنسية واحدة وهي الإنسانية .
افتراض وجود العقل يستلزم وجود وعي الذات والذات كي تعي لا بد أ تكون موجودة وقد يكون الشيء ولا يعي وجوده ولا بد له من عقل يعي الذي خارجه والذي في داخله والوعي ينصب على ما نعيه والذي نعيه الأشياء خارجنا والمشاعر داخلنا ولا بد من نقل المعلومات باللغة فالاسم يدل على ذات عينية أو فكرة عن شيء أو قوانين تنظم الأشياء بعضها مع بعض.
يجب التعبير عن الأفكار باللغة والاسم بحد ذاته يشير إلى الجوهر والجوهر لا يخضع للامتداد وإلا كان خاضعا للتجزئة والجواهر عناصر الأشياء وهي ذرات الطبيعة الحقة وهي لا شكل لها وإلا كان ذلك مما يفترض القابلية للقسمة ولا يمكن للجواهر أن تخضع للتوالد ولا للفناء وهي فردية فلا تتماهى مع أخرى باعتبارها ماهية قائمة بذاتها .
الجوهر يتحرك حركة جوهرية مما يجعله بغير صورته (صفته) وهذه الصفات والحالات معلومات ( برامج وبرمجها الله في الجوهر) وهذه البرامج تشير إلى علاقة الجوهر الواحد بسائر الجواهر الأخرى في العالم تماما كالنقطة التي نجد فيها عدد لا حصر له من الزوايا فالله جعل الجواهر تعمل بالتوافق بعضها مع بعض فالله هو الذي برمج الجواهر فالله هو الذي خلق التناسق بين الجواهر . والله أوحي إلى الرسل بالإسلام كي يجعلوا غاية السياسة الرفاهية العامة .
العالم
يتكون العالم من أشياء ومن صور (هيئات) حالات الأشياء وصفاتها، تشكل الأشياء ( الجواهر) والتصور الذهني لهذه الأشياء وهو معناها في الذهن وحقيقتها في الأشياء خارج الإدراك سواء كان الإدراك الخارجي أو مشاعر . ويكون اللفظ حقيقي إذا تصور شيئاً موجودا فدلالة الكلمة تكون بإحالتها العينية .
مقدمة عامة
الفلسفة مرادفة في اللغة العربية لكلمة حكمة والذي يعمل في مجال الفلسفة يسمى فيلسوفا ويتميز الفيلسوف بجهده في البحث عن كل شكل من أشكال المعرفة وتراه يندهش للأشياء المألوفة فيجعل المألوف غريباً والغريب مألوفا .
المشكلات الفلسفية
العالم هل هو قديم أو حادث؟
الاتجاه المادي الصرف يرى أن العالم المادي أزلي أبدي بجواهره وأعراضه تسيره قوانين ذاتية آلية والعالم غير مخلوق ولا وجود للخالق أصلاً فلا شيء من العدم ويسمى الإتجاه المادي بالدهرية والزندقة وهذا الاتجاه يقول بالقدم الذاتي والزماني أما الاتجاه الثاني فيقول بالقدم الزماني والحدوث الذاتي أي أن الكون موجود مع الله تعالى وأما الاتجاه الثالث فيقول بالحدوث الذاتي والزماني أي أن الله خلق العالم من العدم فالله سابق للكون وخالقة وهو الذي أوجده بعد أن لم يكن شيئا مذكورا وهذا مذهب أهل الإبداع والاختراع والقائلين بالإيجاد المنفصل وبالخلق من العدم . والعالم هو ما سوى الله ذاته وصفاته والعالم حادث أي خلقه الله من العدم .
العالم حادث والحادث لا بد له من محدث ، وإنكار حدوث العالم يلزم عنه أنه لا صانع له .
إن الله خلق الكون من العدم والعدم ليس ذات فلو كان العدم ذات لأصبح نسخة من المادة القديمة والقديم لا يسبقه العدم والمعدوم ليس شيء ولا ذاتا ولا جوهرا ولا عرضا وفكرة العدم تفترض الزمان والزمان حادث والمحدث متقدم على الحادث وعلى الزمان والمكان وهما حادثان والله هو الأول ولم يكن معه شيء أي سبحانه كان ولا عالم معه ثم كان ومعه عالم .
العدم بالنسبة لإرادة الله ممكنا إذ لو كان ممتنعا لاستحال وجوده أصلا والعالم لم يزل ممكن الحدوث والله وحده هو واجب الوجود والعالم ممكن لا واجب ولا ممتع ومعنى ممكن أي أن الله على كل شيء قدير .

النفس الإنسانية
النفس هي الروح وهي الذات وهي مبدأ الحياة في الكائن الحي وهي الجوهر الفرد الكامل الذي ليس من شأنه إلا التذكر والتفكر والتميز .
والروح هي المبدأ الذي به نحيا وننمو والروح جوهر والمادة هي الأعراض . والأرواح خلقها الله من النور وهي الجوهر ولا تقبل التحلل والتبدل والتفرق .
الإنسان جوهر لأنه موصوف بالعلم والقدرة والتميز والتدبير والتصرف ومن كان كذلك كان جوهرا والجوهر لا يكون عرضا والجوهر هي الروح والروح منفصلة عن البدن ومتمايز عنه في وجودها
والروح مستقلة عن البدن ومرتبطة به والعقل والشعور وظيفتان للروح كما أن حركتها الجوهرية هي التي تسبب لها حالتها وصفتها .
أسبقية الروح على البدن
الروح جوهر وليس عرض فالجوهر هو ما خلقه الله ليبقى ولكنه لا يعود إلى العدم فالأعراض تعدم و هناك وجود لا يخلق وهو الله فهو الأول فلذا هو المبدي وهو الآخر فهو الآخر وليس بعده شيء ولا بد من وجوده لأنه قيوم الوجود بعد خلقه فالأرواح وجدت قبل الوجود المادي وتبقى بعد الفناء المادي للكون يوم القيامة .
ولما كان الروح جوهرا كاملا وكان اتصالها بالجسم اتصالا عرضيا وجب أن لا تموت يموت البدن لأن كل شيء يفسد بفساد شيء ينبغي أن يكون متعلقا نوعا من التعلق والروح منفصلة في وجودها عن النفس تماما الانفصال الروح جوهر والجوهر واحد وبسيط لا قسمة فيه ولا يعتريه فساد .
الروح تدرك أحوال نفسها وأفكارها المجردة وهي ليست من عالم الواقع المادي والموضوعي والروح لها ما يشبهها فلا تنسخ .
المعاد الأخروي
الخلاف في مسألة المعاد ليس في وجوده وإنما الخلاف في صفة المعاد الأخروي الذي يقتضيه تحقيق الإنصاف بين الناس في الحياة الآخرة الذي لا يتوفر في الحياة الدنيا .
الصفات
الصفات هي أعراض تطرأ على الذات لأن الصفة تقتضي الموصوف والصفة هي حالة من حالات الذات التي تبتدئ بها وفق فطرتها .
الصفات تختزل إلى صفتين رئيسيتين هي العلم والقدرة وهما صفتان ذاتيان وهي اعتبارات عقليه للذات القديمة والصفات لها وجود خارج الذهن والصفة عرض يعتري الموصوف فالعلم غير العالم وذلك أن الذات واحدة والصفات متعددة والذات لا تتعدد بتعدد الصفات .
الصفات إمكانيات تملكها الذات والصفات زائدة على الذات فإذا توقفت لا تعدم والصفات مغايرة للذات .
والصفات مختلفة عن بعضها البعض والصفات لا توجد منفصلة عن الذات . والصفة تقتضي موصوف لها فالذات قائمة بذاتها والصافات قائمة بها .
اختلاف الصفة عن الذات لا يعني اختلاف الذات لأن الذات إذا تغيرت أصبحت غير نفسها .
الذات غاية في البساطة مختلفة اختلافا مطلقا و غير منقسمة ليست مادة بل هي روح خالصة لها القدرة على اكتشاف ذاتها والأشياء من حولها.
واجب الوجود
هو الله الذي لا علة لوجوده وهو خالق الممكن والممكن ما لوجوده علة زائلة على ذاته كل ممكن زائدة على ذاته والكل ليس ممكن على معني أنه ليس له علة زائدة على وخارج عنه خارجة عنه الله و ذاته قبل المكان والزمان وهو سبحانه يعلم كل شيء في لحظة واحدة فالله لا يقاس بمخلوقاته والفرق بين صفات الله وصفات خلقه أن صفات الله ذاتية وصفات خلقه مخلوقه فلا يتشابه الخالق بلمخلوق لا تتقيد بمكان وزمان فهو يعلم كل شيء في لحظة واحدة دفعة واحدة فالله لا يقايس بمخلوقاته فهو متأخر عن المعلوم ومعلول عنه ، وعلم الله تام وعلم الإنسان ناقص وعلم الله شامل وعل الإنسان جزئي .
المذاهب الفلسفية
يقول المذهب المادي أن الروح صورة من صور المادة التي تتميز بالقوة والتنوع والحركة والحياة والتفكير و ليست المشاعر إلا وظائف الأعضاء والتفكير وظيفة المخ كما أن الذوق وظيفة اللسان فالمخ يفرز التفكير كما تفرز الكبد الصفراء وتهضم المعدة الغذاء والإنسان ليس إلا مجموعة أعصاب وما العقل إلا جسم منظور إليه من ناحية بعض وظائفه حيث كل شي في الوجود ويمكن تفسيره بالمادة والحركة فهما أوليتان أبديتان تتحكم فيهما قوانين ضرورية وليس للطبيعة غاية أو هدف تعمل على تحقيقه والدليل على ذلك أن التجربة لا تكشف عن وجود الجسم وأعضائه ووظائف أعضائه .
الإنسان يدرس دراسة معملية خاضعة للملاحظة والتجربة والإنسان مؤلف من جملة مواد جمعت وخلطت بعضها بالبعض الآخر بنسب صحيحة وطريقة دقيقة ويرى المذهب والروحي أن الإنسان روح لا توصف بشكل مادي وهو أكبر من حاصل مجموع أجزائه.
المذهب الروحي
المذهب الروحي يفسر الموجود بالروح وحدها وذلك المادة لا تفكر ولا تشعر والروح هي مصدر الظواهر المادية والبدنية ونحن ندرك طبيعة الأشياء بالحواس وإنما بالحواس وإنما تدركها بالتفكير المجرد وحده والإنسان يسلم فطريا بوجود شعوره وعقله والإنسان يسلم فطريا بوجود عالم معنوي سواء كان فكرا وشعور .
إن وحدة الظواهر النفسية تستلزم أن مصدرها الروح والروح مخلوقة كانت تتمتع بوجود سابق على وجودها في عالم الذر قال تعالى: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم : ألست بربكم . قالوا بلى شهدنا : أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) الأعراف 172 ( ولقد خلقناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا) الأعراف 11
الذات والصفات
الصفات الثبوتية معاني إضافية على الذات والصفات بعضها صفات ذاتية وهي الحياة وصفات علمية كالإدراك والسمع والبصر وصفات وجدانية كالحب والكره والغضب والحزن والفزع والخوف والصفات ليست عين الذات بل هي إمكانيات في الذات تتشكل بها الذات كالإرادة والكلام .
لا تكون الذات بغير صفات تتميز بها والذات جوهر والصفات هي الأعراض .
والذات كجوهر خلقها الله فألهمها فجورها وتقواها أي أعطاها الاستعداد للفجور والتقوى أي مخيرة وهي مخيرة لآن لديها عقل والعقل القدرة على الاختيار بين البديلات والذات من العالم والعالم ما سوى الله .
وذات الله أزلية كانت ولم يكن معها شيء لا يعني ثم ما زال يخلق وهو كل يوم في شأن فخلق خلق أبدي لا يفنى وهو الروح وما سواها يفنى وإذا فنيت الروح ثم أعادها فلم تكن نفسها فكل ما سوى الروح أعراض والأعراض تتبدل والروح لا تتبدل والله يوم القيامة يبدل الأشياء فتصبح في كون جديد .
الله خلق العالم من العدم فالله ليس سبب العالم بل خلقه لأنه خالق الأسباب ولا زال يخلقها ويبدلها ويغيرها بمشيئته والدليل على وجود الله مبدأ الحدوث والذي يقول أن العالم حادث لأن كل حادث له محدث والمحدث هو الله تعالى والله خلق الكون من العدم والعدم ليس ذاتاً والعدم معناه ليس شيئا ولا جوهرا ولا عرض والخلق اختراع المواد وصورها لأن القول بقدم العالم إنكار لمبدأ أن الله خالق كل شيء من العدم وهذا يقتضي نفي أزلية الكون كما تقتضي القول بأن العالم حادث خلقه الله من العدم خلقا مباشرا دون واسطة .
الزمان حادث والأسباب حوادث والحوادث خلقها الله ولا يمكنها أن تخلق شيئا إنما يرتبها أمور يرتبها الله على بعضها بعضا من أجل أن تتوقع الحوادث نتيجة بعضها بعضا .
خلق من خلق الله يمده ويقلصه لأنه خالقه والقوانين تختلف كما يريدها الله فكل شيء عند الله ممكن والإمكان ينافي الامتناع فالله لا يتصف بالعجز .
إن العالم لم يزل ممكن الحدوث وهذا يقتضي أن الحادث لم يكن قديما لأن القديم لا يحدثه شيء وهو الله وحده القديم الأزلي الأبدي وهو الذي خلق الزمان ويقف الزمان الدنيوي يوم القيامة .
الموضوع الفلسفي
تبحث الفلسفة في الموضوعات ذات الطابع الكلي والشمولي فموضوعها الأساس مطلق الوجود وأحكامه ويدور البحث الفلسفي في واقعية الوجود أي هل الأشياء لها حقيقة في الخارج – الحقائق – أم لا . أما العلم فيرصد الظواهر الطبيعية ويدرس أسبابها والعلاقات التي تربط مختلف أجزائها ، وتربطها بالظواهر الأخرى .
الفيلسوف يسأل هل للأشياء وجود واقعي ؟ في الخارج أم لا وهل وراء الأشياء وجود أعمق . الفلسفة تدرس الوجود الأعم : أعم من أن يكون ماديا هل هو وجود واجبا أم ممكنا أم قديما .
المنهج العلمي
يقوم المنهج العلمي على المنهج التجريبي ويقوم المنهج التجريبي على الخطوات التالية :- الملاحظة، الفرضية ، التجربة والقانون أو النظرية ويعتمد المنهج التجريبي على الاستقراء والاستقراء قائم على قاعدة عقلية : تشابه النتائج عند تشابه الأسباب ، أي النتائج المقدمات في صدقها أو كذبها لأن النتائج مستوعبة في المقدمات مثال المقدمة التي تقول ( كل إنسان عاقل تنطبق على كل الناس وذلك أن كل إنسان فرد يصدق عليه وصف العاقل .
هدف الفلسفة
هدف العلوم الطبيعية هو معرفة القوانين الطبيعية وتسخيرها لخدمة الإنسان ورفاهيته ، والهدف من الفلسفة الوصول للحقيقة الكلية للوجود . وذلك أن العلوم الطبيعية موضوعها البعد المادي من الإنسان فموضوعها البعد الروحي من الإنسان فلذلك تبحث في عالم الذر وعالم البرزخ والعالم الأخروي وليس في خلق الرحمن من تفاوت لأن خالقه الله وحده .
المسائل الفلسفية
تنتزع المسائل الفلسفية من مسائل العلوم أي يقوم العقل بتكوين مفهوم كلي لمجموعة من الأشياء بعد أن يميز بين صفاتها المشتركة ثم تنشي من هذه الصفات المشتركة مفهوما ذهنيا كليا يصدق على جميع هذه المجموعة فالإنسانية مفهوم منتزع من الصفات المشتركة التي تجمع بين أفراد البشر .
الفلسفة تحاول أن تنتقل من الأثر إلى المؤثر فالفلسفة تمثل البعد الأعمق للحقيقة العلمية وبالتالي تكون الفلسفة البعد المكمل للحقائق فالعلم والفلسفة يكونان صورة واحدة للعالم منسجمة متدرجة للحقيقة من المادي المحسوس إلى الباطن المجرد فالفلسفة تنتقل من الظاهر العلمي إلى الباطن الفلسفي .
الرؤية التكاملية بين العلم والفلسفة
الفلسفة تبدأ من حيث انتهى العلم فالفلسفة تكشف استقلالا تام عن الفكر فليس الفكر جزءاً من الواقعية المادية لهذا العالم والفكر ليس له تأثير في الواقع كما هو وقد يصعب التخلص من تأثيرات الواقع على المفكر والفكر مستقل عن الواقع وليس جزء منه ، والفكر ينطلق من المسلمات العقلية الضرورية للفكر .
المادة
يحول العلم المادة إلى طاقة مما جعل المادة لا تتصف بالصفة المادية كصفة جوهرية ذاتية بل هي صفة عرضية يكتسب فيها الجسم هذه الصفة في ظرف خاص ويمكن أن يفقدها في ظرف آخر .
المادية ليست صفة جوهرية للأشياء لا يمكن أن تنتزع من الشيء على الإطلاق يبقى ببقائها ويفنى بفنائها . وبناءا على ذلك فالمادية ليست صفة يتصف بها الموجود بل هي صفة عرضية .
أثبت العلم أن المركبات حالات عرضية للمادة لأنها تنحل إلى عناصر بسيطة وكذلك العناصر حالات عرضية للمادة لأنه يمكن تحويل العنصر إلى عنصر آخر وكذلك الطاقة حالة عرضية من حالات المادة العرضية وذلك لأن المادة تتحول من عنصر لآخر عندما تكون عنده على الأقل طاقة مساوية 02،1 ميقا الكترون فولت وهي تمثل كتلة الكترون والبوزيترون في حالة السكون.
الجزء
الأشياء مكونة من مادة وصورة فالمادة قابلة لأن تتعاقب عليها الصور بالتدريج والمادة محض الاستعداد والقابلية لتلقي الصورة التي تشكل .
تعريف المادة
المادة : جوهر قابل للصور والأعراض كالعجينة التي تقبل التشكل فالعجينة عند ما تشكل وتتغير أشكالها تظل عجينة فالعجينة لا ينقطع وجودها فيصبح وجودها السابق غير وجودها الحاضر والفترة التي تظل فيها الصورة تسمى حاضر وإذا تغيرت الصورة أو الحالة تسمى الحالة السابقة ماضي والصفة المنتظرة هي المستقبل .
الوجود مادة وصورة
المادة هي الجوهر و هي الموصوف والصورة هي الصفة فصورة المادة تظهر صورة محل صورة بحسب حركة المادة الجوهرية .
وما المادة إلا محض إمكانية للتشكل على شكل صورة . المادة حركة والحركة تغير والتغير هو الصورة التي تأخذها عند تحركها والشيء يتحدد من خلال الصورة التي يكون عليها الشيء عند التحرك .
الأشياء من حيث هي تسخير خير للإنسان أو شر وقبل تسخير الإنسان لها محايدة
الوجود مادة وصورة
المادة هي الجوهر و هي الموصوف والصورة هي الصفة فصورة المادة تظهر صورة محل صورة بحسب حركة المادة الجوهرية .
وما المادة إلا محض إمكانية للتشكل على شكل صورة . المادة حركة والحركة تغير والتغير هو الصورة التي تأخذها عند تحركها والشيء يتحدد من خلال الصورة التي يكون عليها الشيء عند التحرك .
الأشياء من حيث هي تسخير خير للإنسان أو شر وقبل تسخير الإنسان لها محايدة

النظرية التضايفة

نظرية الوجود
كل شيء من أجسام صغيرة غير قابلة للتجزئة والأجزاء هذه متشابهه من حيث مادتها ولكنها تختلف فيما بينها من حيث الشكل والوضع وهذه الأجزاء الصغيرة هي الجوهر وهو أصغر شيء في الوجود ولا يدخل في غيره فيه فوجوده كيفي وليس كمي فلا يزيد ولا ينقص ولا يضاف إلى غيره وهو المختلف الذي لا شبيه له ولا مثيل من حيث الفردانية والبصمية وقد خلقه الله ليؤدي وظيفة خاصة به .
ويتميز الجوهر بأنه ثابت وغير خاضع للتغير لأنه إذا تغير أصبح غير نفسه وإذا انفصل عن نفسه انعدم فالتغير لا يطرأ على مادته وإنما التغير يطرأ على صفاته (أعراضه) مثل الصلصال يتغير شكله وصورته ولا يصبح غير مادته التي هي الصلصال والحقيقة مطلقة لأنه يستحيل أن تتحول إلى وهم وهذا تناقض مرفوض عقلا بحسب فطرته .
أما حكم الأخلاق فهو تنفيذ الأمر الفطري فعل الخير للإنسان و عدم فعل الشر وذلك أن الإنسان مفطور على حب الخير لنفسه وإذا حسده فعل له الشر وكف عن فعل الخير له على الأقل .
كما أن الإنسان مفطور على حب الجمال لأنه يحب بفطرته الاستمتاع بالجمال .
الحقيقة هدف العقل والخير هدف العمل والجمال هدف الشعور .و العلم افتراض إما يثبته بالمطابقة بين التصور والوقع وإما عمل ينتظر منه أن يفيد الإنسان أو شيء يمتع الإنسان .