الجمعة، 30 ديسمبر 2011

الروح
يتكون الكون من المادة والطاقة والروح ، المادة تؤلف بنية الكون والمادة تتكون من عناصر والعناصر تجتمع وتكون المركبات الكيماوية والمركبات الكيماوية تتركب وتكون المركبات العضوية والعنصر يتكون من ذرات والذرات تتركب من الجزيئيات الذرية.
الطاقة هي الحركة وأشكال الطاقة، الطاقة الحركية والطاقة الكهربية والطاقة المغناطيسية واجتماع الحركية والكهربية تكون الحرارة والضوء.
والطاقة الروحية تتبدى في الإدراك والتفكير والمشاعر والمشاعر إما لذة أو ألم ، والإرادة هي المحرك والمعلومات تكتسب بالتعلم ، والروح النباتية أبسط الأرواح ثم الروح الحيوانية ثم الإنسانية والإنسانية تمتاز بالتفكير الكلامي.
المادة هي الشكل الذي تتبدى فيه الروح ، والمادة توجد دائماً بشكل متحرك وحيوي و كهربي اومغنطة ضمن تركيب واحد ، ولا يوجد شيء بدون طاقة. ويوجد بالإضافة إلى ذلك أشكال من الطاقة بدون مادة كالتفكير والوعي والشعور والتصور والتخيل والإرادة والمتعة والتعلم ... إلخ.
المادة هي الشكل أو الصورة والصورة لها أبعاد وتتحرك في المكان وتتابع أحداثها في الزمان فالمادة لها شكل فيزيائي وكيميائي وشكل فراغي ، والطاقة الروحية يبثها قلب الروح و المادة تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة وهذا التحول يتحول في الشكل والحركة الحرة و هي حركة الروح، والمعلومات في عقل الروح ، والعقل هو الذي يبث المعاني والمادة هي المباني .
الروح : ذات لها صفات ووظائف، ووظائف الروح هي الإدراك والوعي والتفكير والتخيل والتصور والذكاء والمحاكمة واللذة (المتعة) والألم (العذاب) والتعلم والشعور والإرادة والسلوك والشخصية.و الإنسان كالحاسوب المدخلات (المعلومات) تدخل عن طريق الجسد والمعالجة (المقارنة والاستنتاج).
الجسد هو الشاشة التي تظهر معاني الروح عليها ، الجسد يقوم بإدخال المعلومات وإخراجها أما حفظها وتذكرها والربط فيما بينها والاستنتاج والشعور عمليات تقوم بها الروح، الحاسوب إذا خرب لا تخرب المعلومات فالجسد هو الحاسوب والمعلومات والمشاعر حالات روحية.
الإدراك : استقبال المعلومات بالحواس العصبية والإدراك العقلي إدراك روحي لأن الصورة المدركة عقلياً لا طول لها ولا عرض ولا ارتفاع وغير متحركة فهي إما حقيقة مطلقة أو وهم فهي تبقى بعد انهدام الخلايا وذهاب الجسد بذهاب ذراته كل عشرة سنين فالروح لا تتأثر بالمرض أو الأدوية أو الهرم، والدليل على استقلال الروح بقاء القرنية والكلية والقلب والرئتين والكبد والخلايا العصبية حية بعد الموت فالحياة غير الإنسانية تختلف لأن الروح لا تموت فالروح تدخل إلى الجسد فينفخ الملك المتخصص بذلك بعد 120 يوم بعد تكون الجنين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
الحياة المادية لا تحتاج الروح للاستمرار بل تحتاج إلى استمرار التفاعلات الحيوية (الاستقلاب ، الإطراح ، التنفس والتكاثر ، الاغتذاء ، الارتكاس) والحياة المادية كحياة النبات والحيوان الأعجم.
وتختلف الحياة الروحية عن الحياة المادية بالوظائف التالية:
1. الإدراك العقلي.
2. التفكير.
3. التصور.
4. التخيل.
5. الذكاء.
6. الإرادة (النية والقصد).
7. السلوك.
8. المتعة (اللذة السعادة).
9. الذاكرة الدائمة.
10. التعلم.
11. الشعور.

مراحل الإدراك:
1 – التحري : توجيه الحاسة.
2 – التمييز : فرز الصور المدركة بالصفات المختلفة والتمييز يحتاج إلى مقارنة لوضع المتشابهات في فئات على أساس من الصفات المشتركة والتميز على أساس من الصفات المختلفة.
3 – التعرف : مطابقة الصورة التي في الذاكرة مع الصورة المعاد إدراكها.
4 – التفسير بالتعرف على سبب المدرك.
المادة عبارة عن شريحة بمعلومات معينة وهو وحي الفطرة كما أوحى ربك إلى النحل.
لغة البرمجة هي الاهتزازات والسيالات العصبية تنقل هذه الاهتزازات التي تدركها الروح بحسب تعليم الله لها في الخلد (ذاكرة الفطرة ، ذاكرة الروح) أن الوعي والشعور يأتي من الروح والوعي خارج الزمان والمكان، والله تعالى يدرك في كل لحظة كل شيء ويعلمه قبل حدوثه أما الروح فلا تعلم إلا معلومة واحدة وتعلمها متتابعة في لحظات متتابعة ، المعلومات في ذاكرة الفطرة تخرج بحسب مناسباتها والمعلومات المكتسبة بالتعلم تكتسب بالتدرج ويقارن بين المعلومات القديمة والحديثة والاستنتاج فيها ، الإدراك الحسي يستقبل المعلومات من الخارج ، والمشاعر تدرك من الداخل وكذلك معلومات الذاكرة الفطرية والمكتسبة ، الوحي يستقبله قلب الروح بواسطة النفث في الروح (القلب).
قال تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ الشورى: ٥٢، وكذلك الرؤى الصادقة والمبشرات لحديث (لقد نفث جبريل في روعي أنه لا تموتن نفس إلا وقد استوفت رزقها وأجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب).
وقال صلى الله عليه وسلم(ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ) فالمعلومات الخارجية تأتي بالحواس الجسدية والمعلومات الروحية الباطنية تدرك بالبصيرة ، والإدراك غير الحسي الخارجي يدرك بالحواس الروحية التي تنشط عند بعض الناس.
التذكر:
التذكر هو القدرة الروحية على الاحتفاظ ، نسخة أو صورة عن الإدراكات المختلفة (الحواسية والجسمية والمكانية والزمانية والذاتية المشاعرية ، وعكس التذكر هو النسيان والنسيان عدم القدرة على استرجاع المعلومة وليس فقدها، الذكريات هي المعلومات المسجلة في ذاكرة الروح.
التفكير:
هو عملية فرض قانون وإثباته بالمعلومات وتطبيقه من أجل الفهم والتحكم والتوقع والتفسير (التعليل) هو معرفة العلة من المعلول من خلال القانون أو القاعدة المنطقية أو تحديد الوسيلة والهدف.
الدافع:
الدافع هو المتعة والدافع حصيلة التعلم فكل ما يمتعنا يدفعنا إلى القيام بتنفيذه وفكرة النفع هي التي تدفع عقل الإنسان أن يقدم إلى ما ينفعه أو ينفع غيره وفكرة النفع هي التي تخرج شعور الحب، والإنسان تتغير أخلاقه بقدر اهتمامه بإسعاد الآخرين الذي هو شرط في إسعاد النفس ، والقرار ينتج من الاقتناع بأن المعلومة صحيحة والتوسل بالوسائل لجلب النفع ودفع الضرر.
اضطرابات التفكير:
1. الهذيانات : هي اعتقادات يتمسك بها صاحبها رغم أن صاحبها يعلم أنها هذيانات ورغم سلامة العضوية وهذا يدل أن المرض عقلي صرف وصاحبها يغلب على قراره المتعة أو الدفاع عن المتعة والمحاكمة الخاطئة والتعلم الخاطئ.
2. القهر الوسواسي: هي أفكار أو دوافع أو تصورات تدخل الوعي رغم مقاومة صاحبها.
اضطراب العقل:
1. خروج الأفكار دفعة واحدة في الوعي بشكل متناقض.
2. فراغ الوعي من الأفكار.
3. بطء الأفكار وهو طبيعي عند التعب.
4. توقف الأفكار التام في مرض الفصام.
5. نقص الأفكار في مرض الهمود.
واضطراب الأفكار ليس سببه عضوي في المخ وسببه عدم تحقق المتعة وقلة الاهتمام والبلادة الفكرية والتعلم الخاطئ.
أشكال اضطراب الفكر:
1. تنقل الأفكار دون تسلسل منطقي ويسمى (طيران الأفكار).
2. الفكرة الثابتة التي لا تتغير بتغير الموقف.
3. الأفكار غير المترابطة منطقياً.
4. الاعتقاد بعدم ملكيته لأفكاره.
يلاحظ استمرار وظائف العقل بأعلى مستوياتها عند غياب أحد نصفي المخ ورغم ذلك يشعر صاحب هذا المخ بوحدة ذاته مما يدل على أن العقل لا ينشطر رغم انشطار المخ، إن ما يميز الشخص فعلاً عن غيره هو وجود الإرادة والقدرة على التعلم والروح هي التي تخرج المعلومات من الكمون إلى الظهور والدليل على ذلك أن الناس تظهر لهم الحقائق جلية كأنهم يتذكروها فلذلك يستعمل القرآن الكريم كلمة الذكر للتعبير عن التعقل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأفكار مبرمجة على الوظائف العقلية والمشاعر والاستعداد للسلوك الحسن والسيء وصفات النوع البشري وهذه الصبغة الفطرية أوجدها الله في روح الإنسان ، والمادة هي الوسيلة التي تعبر عنها بالاهتزاز الخاص .
وظيفة المخ إدخال المعلومات من الخارج وترجمتها فيزيائياً وكيماوياً، والمخ يجمع المعلومات من خارجه ويخرجها على شكل كلام أو فعل ثم يقوم العقل بالتحليل أو التصنيف واستخراج القواعد المتعلقة بتنظيم السلوك وتنظيم الحركات الطبيعية والأفكار المطابقة لقواعد الفطرة في الروح تشعرنا بالرضى والسرور كإشباع الحاجات مثل الارتواء بعد شرب الماء والشبع بعد تناول المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم، وإن شهوة الطعام والشراب والجنس وكل الشهوات إذا لم توافق الفطرة فإنها تؤدي إلى ألم الضمير مما يدل على أن الشهوة روحية فطرها الله تعالى على ذلك وهو ما يعبر عنه القرآن الكريم بالضنك (المعيشة الضنكة).
والاستمتاع بفعل الخير والمناظر الجميلة مبرمج في ذاكرة الفطرة الذي اسميها بالخلد والمتعة المعارضة للشرع متع منحرفة عن الفطرة لأن الفطرة شرع الله الباطن في الروح والشريعة شرع الله الظاهر لذا قال صلى الله عليه وسلم (استفتي قلبك وإن افتاك الناس أو أفتوك).
الحب السليم هو الحب في الله والبغض السليم البغض في الله، والرغبة الموافقة للشرع هي المتعة السليمة والألم السليم هو التألم من ترك ما يرضي الله أوفعل ما يسخط الله والمتعة السليمة هي الاستمتاع بالمتعة الحلال التي يراد بها وجه الله وأعلى المتع هي الاستشهاد في سبيل الله.
المتعة هي الدافع إلى الإقدام والألم هو الدافع إلى الإحجام فالسلوك الغذائي هدفه حفظ البقاء والجنس هدفه ابقاء البشر والسلوك المعرفي يدفعنا إليه الاستمتاع بكشف الحقيقة ، والسلوك الاجتماعي يدفعنا إليه الأنس بصحبة الإنسان الطيب والسلوك الروحي من ذكر ودعاء وصلاة وصيام وفعل للخير سواء كان خدمة أو دفع مال للمساهمة في الرخاء العام وحل المشاكل التي تمنع الرخاء العام.
السلوك العبادي الشعائري هو الذكر والدعاء وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والمشاركة في مشروع الرخاء العام بالمال والخدمة والمشورة وصوم رمضان وصيام التطوع والحج والعمرة ، والعبادة العقلية تعلم الإيمان والإسلام والإحسان.
وطرد الوساوس السيئة وإحلال محلها الأفكار الحقيقية ونوازع الخير والعبادة الوجدانية الحب في الله والبغض في الله والاستمتاع بالحلال والتقزز من الحرام وترك الواجبات والإنسان حر في المباح.
المتعة هي المحركة للأفكار والمشاعر والسلوك والإدراك هو الانتباه الاختياري والعاطفة هي توجيه الحب والكره فيما يرضي الله وتوجه ذلك إلى ما يسخطه هو الانحراف العاطفي.
الأفكار تعلم إما تعليم ذاتي أو تلقين والتعلم هو انتباه اختياري إلى ما نريد أن نتعلمه والغفلة هي مانع الانتباه ، والأفكار تولد المشاعر وتدفع إلى الإقدام أو الإحجام والمشاعر نتيجة إيجاد الأفكار أو المشاركة الشعورية ، والسلوك نتيجة الإسوة الحسنة أو السيئة والإبداع نتيجة الرغبة الشديدة وبذل قصارى الجهد ﭧ ﭨ ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ العنكبوت: ٦٩ والقول البليغ هو الذي يحثنا على معرفة الحقيقة وفعل الخير رجاء رضا الله والخوف من سخطه وفي ذاكرة الروح القواعد الفطرية : قواعد المنطق والرياضيات والأخلاق والجمال.
والمحب مفطور على إرضاء من يحب والبعد عن سخطه والمحبوب الحقيقي هو الله ومن تبع هداه لحديث (لا تصاحب إلا مؤمن ولا يأكل طعامك إلا تقي) وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله.
السلوك : دافعه اقتناع بالسلوك ومتعة تنتج من هذا الاقتناع ، والدوافع هي مجرد أسماء للمتعة ، والمتعة تجعلنا نبتعد عن الآلام والعذابات ، والحوافز هي وسائل تحقيق المتعة والنية توجه إلى وسائل المتعة والمفروض على الإنسان فطرياً إزالة الآلام والمضار وهي مقدمة على جلب المتع والمنافع ، والمنافع هي وسائل جلب المتعة.
المشاعر: إما متعة أو ألم فالسلوك إما اجتذاب متعة أو دفع ألم لذا كانت المتعة بكل أشكالها والخبرة في المتعة تجعلنا بالخبرة نفاضل بينها ، والتجربة في الألم تجعلنا نرتكتب أخفها إذا كنا لم نجد غير هذا السبيل ، فالإنسان يقلق بحسب ما يتوقعه من ألم ويفرح بما يتوقعه من متعة ويزهد في المتع الكمية ويرغب في المتع الحقيقية التي اقتنع بها بحسب تجربته.
دليلي على أن الشعور بالمتعة والألم روحي بقاء حسن المتعة والألم بعد استئصال أو قطع الفص الجبهي ولكن فقد درجته وشدته واهتمامنا به مما يدل أن الشعور موجود في الروح وليس الدماغ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق