الخميس، 8 مارس 2012

تابع تأملات في سور القرآن

سورة الشعراء
توضح السورة في مستهلها أن القرآن واضح، ولكن الناس يعرضون عن حقائقه، ولو أراد الله أن يؤمنوا به لأمن الجميع، ولكن الله ترك للناس الاختيار، فأعرضَ قوم فرعون وقوم إبراهيم وقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط، وأصحاب الأيكة. والقرآن نزل به جبريل من الله تعالى بلسان عربي مبين.
والقرآن يتضمن الإسلام الذي بُعث به كل الرسل، والقرآن ليس تنزيل شياطين وليس من تأليف الشعراء الذين يهيمُون في كل واد ويقولون ما لا يفعلون، والشعراء الفطاحل أسلموا، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم بوجود التوراة كتاب نزل من عند الله.
سورة النمل
تقرر السورة أن القرآن من لدن حكيم عليم أوحي علىالنبي صلى الله عليه و سلم هدى وبشرى للمؤمنين ونذيراً للكافرين.
ويتميز المؤمنون بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان باليوم الآخر. أما الكافرون فيغترون بأعمالهم ولا يؤمنون باليوم الآخر. وللمؤمنين الجنة وللكافرين النار. وتشير السورة إلى أخبار الرسل وأقوامهم، فموسى أعطاه الله آيات منها أن يده تخرج من جيبه بيضاء من غير سوء، وتحول العصا عنده إلى ثعبان، وفلق البحر بعصاه، ومن معجزاته الطوفان، والقمل، والضفادع، والدم، والطمسة، والجندب.
وفي السورة أن داوود وسليمان أعطاهما الله علماً. وذكرت السورة حكاية الهدهد واكتشاف مملكة سبأ وإسلام ملكة سبأ بلقيس، ومجيء عرشها، وإرسال صالح إلى ثمود بشيراً ونذيراً، وأن النبي صلى الله عليه و سلم يدعو إلى الإسلام دين خالق السموات والأرض، والله إله في الأرض وفي السماء. وتطلب السورة من المؤمنين التضرع إلى الله بالدعاء لأنه يستجيب دعاء المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
وفي السورة أن رحمة الله تتجلى في الريح، وليس ذلك على الله بعزيز إذ أنه يُبدئ الخلق ويعيده ، ورحمته تتجلى في رزقه لعباده من السماء والأرض، وأن علم الله واسع إذ يعلم الغيب الذي لا يعلمه غيره، والكفار لجهلهم بعلم الله يجادلون في نعمه وفيما يتعلق بالآخرة.. وهؤلاء مجرمون عاقبتهم العذاب الأليم.

سورة القصص
تشير السورة إلى قصة موسى وفرعون وعلو فرعون في الأرض، واستضعافه لبني إسرائيل، وتشير إلى ولادة موسى عليه السلام، وهربه من مصر إلى مدين. وإقامته عند شعيب وتزوجه إحدى بناته، وخدمته له عشر سنوات، ثم مغادرته مدين ورؤيته النار، وإرساله إلى فرعون، وعودته إلى مصر التي هرب منها.. ومرافقة أخيه هارون له. ومواجهة فرعون والسحرة، وخروج موسى عليه السلام بقومه من مصر بمعجزة، وإغراق فرعون، وتشير السورة إلى أن موسى بُعث بعد هلاك القرون الأولى لكفرها، وقد أعطى الله النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ليعلم الإسلام، وأن من النصارى من آمن بالإسلام، وأن الله يرث الأرض ومن عليها، ولا يهلك القرى حتى يبعث في أمها « مكة »، رسولاً يتلو عليهم آياته ليكفوا عن الشرك، فإن لم يكفوا فإن آلهتهم تتبرأ منهم يوم لا ينفع الندم. وتذكر السورة قصة قارون ، وهو وزير فرعون الذي ولاه على قومه فظلمهم وغل أموالهم حتى اكتظت خزائنه بها، وكان يظن أنه نال ثرواته باجتهاده، وبنى قارون القصور فخسف الله به وبداره الأرض عقوبة له على جبروته وطغيانه، ولقد اعتبر بذلك المعتبرون ولله حكمة في بسط الرزق للبعض وقبضه عن الآخرين.
تبين السورة أن الله جعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً وأنه يضاعف الحسنات والسيئات ويعاقب على السيئة بمثلها، وأن الله سوف يرد النبي صلى الله عليه و سلم إلى معادٍ، أي إلى مكة المكرمة وكان ذلك يوم فتح مكة.
سورة العنكبوت
في مستهل السورة امتحن الله من يعلن الإيمان في مكة كما امتحن السابقين ليعرف الصادق من الكاذب، والمجاهد إنما يجاهد لنفسه، ومن يؤمن ويعمل الصالحات يكفر الله عنه سيئاته، ويجزيه بأحسن ما كان من عمله، والله غني عن العالمين، والله سميع عليم.
وفي السورة أن الكفار يُغرون المؤمنين بالكفر بحجة أنهم يحملون عنهم خطاياهم إذا اتبعوهم، وهذا ليس صحيحاً فكل إنسان يتحمل تبعات ذنبه، والمضلون يحملون أثقالاً فوق أثقالهم، يحملون ذنوبهم وذنوب من يقلدهم، ومن يقلدهم لا يُعفى من العقاب.. المؤمنون يواجهون تجارب مختلفة لا بد من تجاوزها بالثبات على الإخلاص إن كانوا مؤمنين حقاً. وقد تكون المواجهة مع الآباء والأمهات، ومع ذلك لابد من الإخلاص لله، فالله فوق كل المقارنات، والمنافقون والمضلون يوجدون في كل العصور وينبغي تمييز صفاتهم لنفيها عن السلوك الإيماني المخلص. وتصور السورة صبر نوح على قومه 950 سنة ثم إنقاذه ومن آمن معه، وإهلاك الكافرين. وتصور وقفة إبراهيم عليه السلام ضد أوثان قومه وهجرته من بينهم. وتورد السورة ملامح من قصص الأنبياء لوط وشعيب وهود وصالح، وموسى مع فرعون وزيريه قارون وهامان، وتذكر عقاب أقوامهم. وفي السورة ترسيخ لقواعد الدعوة وواجب النبي صلى الله عليه و سلم في أن يتلو القرآن ويأمر بالصلاة الناهية عن الفحشاء والمنكر، وذكر لله دائماً، ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، والصبر والتوكل على الله، رازق كل دابة وخالق كل الخلق ومحي الأرض بعد موتها، وتقرر السورة وعد الله للذين جاهدوا في الله بأن يهديهم الله إلى الإسلام.
سورة الروم
تشير السورة إلى غلبة الروم على الفرس بعد غلبة الفرس للروم... وبدأت السورة بـ « ا ل م » . وتحثُ السورة على تذكر ما هو مطلق دائم الحدوث في كل الأجيال، كالموت والحياة والتذكرة والتأمل في واقع الإنسان والطبيعة. وتحث السورة على التفكير في الأنفس وفي الطبيعة وفي الذين سبقوا كعاد وثمود مثلاً. ولقد عاقب الله المستهزئين بآياته الله فأزالهم من الأرض، وأتى بقوم آخرين، وذلك هين عليه سبحانه. وعندما يعاقب الله المشركين لا ينفع الآلهة المزعومة شركاؤهم، ويتحسرون عندما يرون فوز المؤمنين في روضة يحبرون، أي يسرون بالنعيم.
وتبين السورة أن من الواجب تسبيح الله مساء صباح وحمده ظهراً وعشيا، وتورد السورة بعضاً من آيات الله مثل إحياء الأرض بعد موتها، وبعث الموتى وإخراج الحي من الميت والميت من الحي وخلق الإنسان من تراب، وخلق الأزواج من الأنفس، وخلق المودة والرحمة والسكينة بين الزوجين، واختلاف ألسنة الناس وألوانهم، ونظام منامهم وسعيهم، ومن الآيات خلق السموات والأرض وإرسال البرق والمطر، وقيام كل أولئك بأمره.
تشير السورة إلى أنه من الظلم إتباع ميول النفس التي تخالف الشرع كالميل إلى الشرك. فالله يذكر الناس بالشدة والرخاء وأخذ العبرة من أوضاع الناس المختلفة كالربا والبخل والضلال والشرك والفساد والتذكير بهلاك الكفار وتنظيم المعاملة، كإعطاء حق ذي القربى والمسكين وابن السبيل، وإيتاء الزكاة، والأمر بالتوجه نحو الإسلام من قبل أن يأتي يوم الحساب، وإرسال الرياح وإرسال الرسل.
سورة لقمان
تقرر السورة أن في القرآن هدى ورحمة لمن يحسنون ويلتزمون بالصلاة والزكاة، والإيمان بالآخرة، وأن المحسنين يتأملون في خلق الله، سماء وأرضاً وماء ونباتاً، فهم يؤمنون ويعملون الصالحات ولهم في الآخرة الخلود في جنات النعيم.
وعلى العكس من المحسنين الذين يشترون لهو الحديث، ليضلوا عن الإسلام، والله غني عمن يكفر، والمفروض الشكر لا الكفر. ولقمان يوصي بالتوحيد، وبالإحسان إلى الوالدين واتباع الإسلام، والإيمان بالعودة إلى الله وإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على المصائب، والابتعاد عن التكبر والاختيال وعن الفرح بالحياة والتفاخر كما يدعو، إلى التواضع والغض من الصوت المنكر.
وتشير السورة إلى أن الله هو الغني الحميد، سخر ما في السموات وما في الأرض للناس وأسبغ غليهم نعمه، ظاهرةً وباطنة ومع ذلك ، فإن بعضهم يقلد آباءه الهالكين ويجادل في الله بغير علم ولا هدى، ولا كتاب منير. يجادلون في علم الله، وما الخلق والبعث في قدرة الله إلا كخلق نفس واحدة بتسخير كل شيء.
أما الذين يجحدون بآيات الله فهم كافرون وغدارون لا يستحقون الأسى عليهم، وإلى الله مرجعهم يتمتعون قليلاً في الدنيا يتباهون بأعمالهم ثم يحاسبون يوم القيامة. وتحض السورة الناس على التقوى وأن يخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً، وألا يغتروا بالحياة الدنيا وتضليل الشيطان لهم ، فالله وحده أحق أن يتبع فوعده حق، وبيده المصير، ومفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو سبحانه.
سورة السجدة
تبدأ السورة بـ « ا ل م » ، القرآن تنزيل من رب العالمين وهو الحق من الله لينذر به، وأساسيات الإنذار هي: الدعوة إلى الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، عالم الغيب والشهادة، الذيﭧ ﭨ ﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ السجدة: ٥ خالق الإنسان بدءاً من طين.
والله هو الخالق العزيز الرحيم، لا ولي ولا شفيع غيره سبحانه، يميتهم ويبعثهم يوم الحساب، فيدخل المؤمنين جنات المأوى، ويذيق الكافرين عذاب النار. وهذه الصورة من الإنذار التي في القرآن توجد في التوراة وهي الإنذار بالآيات الطبيعية والإنسانية والتي تبدت في مصير الأمم السابقة.
سورة الأحزاب
وفيها أن المشركين اتخذوا من دون الله آلهة لتقربهم إلى زُلفى، وأن الله جعل في كل إنسان قلباً واحداً. وأبطلت السورة الظهار والتبني، وقررت صفة نساء النبي صلى الله عليه و سلم كأمهات للمؤمنين. وتذكر السورة بنعمة الله على المسلمين أي نصرهم في«غزوة الأحزاب» بجنود لم يروها وبالريح بعد أن أحاط بهم الأحزاب حتى شعروا بالضيق والحرج الشديد وزلزلوا زلزالاً شديداً.
وأخبرت هزيمة هزيمة المنافقين الذين شككوا في وعد الله وصدقه. وتوجه السورة النصح إلى نساء النبي صلى الله عليه و سلم وتحذرهن من السيئات، لأن عقوبتها تضاعف لهن كما يضاعف لهن الأجر، فهن لسن كبقية النساء، وطالبتهن السورة بقول المعروف وعدم الخضوع بالقول « أي ترقيق الحديث مع الرجال » كي لا يطمع الذي في قلبه مرض، وأن يقرن في بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأن يقمن الصلاة ويؤتين الزكاة ويطعن الله ورسوله، ويذكرن ما يتلى في بيوتهن من القرآن والسنة، حيث يريد الله لأهل البيت الطهارة.
وتورد السورة أن الله قد أعد مغفرة وأجراً عظيماً لمن يتصف بالصفات العشر التالية:
1- الطاعة.
2- مداومة الطاعة.
3- الصدق.
4- الصبر.
5- الخشوع.
6- التصدق.
7- الصيام.
8- العفة.
9- الذكر.
10- الإيمان.
وتحث السورة على ذكر الله وتسبيحه وتنهى عن طاعة الكافرين والمنافقين والمنافقين، وتقرر السورة أن المطلقة المدخول بها لا عدة لها ولها نصف المهر
وتحدد السورة أيضاً ما أحلَّ الله للنبي من النساء فقد أُحلَّت له زوجاته اللاتي أعطاهن مهورهن وما ملكت يمينه، وبنات عمه وبنات خالاته اللات هاجرن معه، وامرأة مؤمنة وهبت نفسها له إن أراد أن يتزوجها.
وفي السورة إن الله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه و سلم، وعلى المؤمنين أن يصلوا عليه. وتنهى السورة عن أذية المؤمنين والمؤمنات والافتراء عليهم ﭧ ﭨ ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ الأحزاب: ٥٨ وتأمر السورة النساء بارتداء الجلابيب « الساترة » حتى يعرفن فلا يؤذين، وتشير السورة إلى أن الساعة علمها عند الله وأن الذين يطيعون ساداتهم بالباطل يعُذبون وتنهى السورة عن التشبه بالذين آذوا موسى وبرأه الله منهم وجعله وجيهاً عنده، وتأمر بالتقوى وبالقول السديد وطاعة الله والرسول صلى الله عليه و سلم وبذلك تقبل الأعمال وتغفر الذنوب. وتذكر السورة بتحمل المسؤولية حتى تبرر العقوبة، والله يقبل توبة التائب.
سورة سبأ
بداية السورة أن لله الحمد مالك كل شيء والعالم بكل شيء، فعجيب تكذيب الكافرين بقيام الساعة والحساب.. ولو شاء الله لخسف بهم الأرض أو أسقط عليهم كسفاً من السماء.
وفي السورة أن الله سخر لداوود ولسليمان الجبال والحديد والطير والريح والجن. وعندما توفي سليمان عليه السلام وكان متكئاً على عصاه، وظل على حاله هذه طويلاً ثم خرّ بعد أن أكلت الأرضة العصا. ولو كانت الجن تعلم الغيب لعلموا بموته.
وتذكر السورة بقصة سبأ وهي قبيلة في اليمن كان في مساكنهم دلالة على قدرة الله تعالى، وكان لهم بستانان عن يمين وعن شمال: ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ سبأ: ١٥ فأعرضوا عن الإسلام. فعاقبهم الله بسيل العرم وبدلهم بجنتيهم جنتين ذواتي (أُكُلٍ خَمْطٍ)، وهو نبات كريه الرائحة مر الطعم، (وَأَثْلٍ) وشيء من سدر قليل، ذلك عقاباً لهم على كفرهم، وجعل الله لهم قرى آمنة فيها بيوت متصلة يرى بعضهم بعضاً. فكان أن عاقبهم الله بكفرهم وبددوا وحدتهم وشتت شملهم بالسفر الطويل، وتقرر السورة أن الرسول صلى الله عليه و سلم بشير ونذير للناس كافة، وتشير إلى أن الآلهة لا تملك مثقال ذرة في السموات والأرض والله وحده الرازق وهو وحده القادر على حشرهم لمعاد يوم لا يستأخرون عنه ساعة ولا يتقدمون، وفي ذلك اليوم يتلاوم المستكبرون ومن استضعفوهم، عندئذ لا ينفع مال ولا بنون للنجاة من العذاب. ولا منجاة من العذاب إلا باتباع تعاليم الإسلام.
سورة فاطر
تبدأ السورة بالحمدلله ثم تعرض آيات الخالق المدبر، الذي خلق السموات والأرض ، وجعل الملائكة رسلاً ذوي أجنحة ، وتدبيره لا يرد، إذا فتح أبواب الرحمة للناس لا يغلقها أحد، وإذا أغلقها لا يفتحها أحد وهو ذو العزة والحكمة والمنعم على الناس بخلقهم ورزقهم، وتعليمهم ومعاداة الشيطان وأكد لهم البعث، والبعث مشاهد في بعث التراب حياً وقدرة الله تتبدى في خلق آدم من تراب ثم خلق ذريته من نطفة، وما يلي ذلك من تعمير وموت. وتتبدى قدرة الله في الماء الحلو والمالح، وحركة الشمس والقمر والليل والنهار. وتبين السورة أن العزة في الإيمان، فالكلام الطيب والعمل الصالح يصعد إلى الله، والإيمان يؤدي إلى المغفرة والأجر الكبير، والكفر يؤدي إلى الذل والعذاب، فالناس بالخيار بين الإيمان والكفر.
وفي السورة أن النبي صلى الله عليه و سلم بشير ومنذر وإن كُذَّب فقد كذبت الرسل من قبل، وأن الناس فقراء إلى الله والله هو الغني الحميد، فهو القادر على الإفناء وإبداع كون جديد، وليعرف الناس الإسلام ورسول الإسلام، وكل يُجازى بحسب موقفه من الإسلام، ولا أحد يُسأل عن عمل غيره.
وفي السورة أيضاً أن الله جعل من الماء كل شيء حي، مما يؤكد لهم عظمة الله، ويجعلهم يتلون كتاب الله ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقوا. والله يصطفي من عباده ما يشاء، فقد اصطفى النبي صلى الله عليه و سلم واصطفى القرآن المصدق لما جاء به الرسل من قبل، والناس بالنسبة للإسلام: مقصر، وهو ظالم لنفسه في تقصيره، لأنه يقصر في حق نفسه، والمعتدل العامل على قدر إمكانياته، والسابق بالخيرات الجامع بين العِلم والعمل بإذن الله، والكافرون لهم نار جهنم.
وتبين السورة أن الله عالم غيب السموات والأرض، والعالم بذات الصدور. جعل الناس خلائف في الأرض اختباراً منه، فمن كفر فعليه كفره، وأن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا وليس لسنة الله تبديل أو تحويل. وإنَّ الله يؤخر الناس إلى أجل مسمى لأنه لو أخذهم بأعمالهم وحاسبهم عليها في الدنيا لما ترك على ظهر الأرض من دابة.
سورة يس
سورة « يس » تؤكد رسالة الإسلام وعناد الغافلين. وتبدأ السورة بالقسم بالقرآن الحكيم، وأن النبي صلى الله عليه و سلم من المرسلين، وأن القرآن تنزيل العزيز الحكيم لينذر قوماً غافلين، وأن الإنذار ينفع من اتبع تعاليم الإسلام وخشي الرحمن بالغيب. والذي خَشِيَ الرحمن بالغيب له مغفرة من الله وأجر كريم، وأنَّ عمل الإنسان مكتوب في اللوح المحفوظ، والله يحيى الموتى ويكافئ المؤمنين بالجنة.
وتذكّر السورة بأهل القرية التي جاءها المرسلون. وفي السورة تحسر على العباد المستهزئين برسلهم، وأن الاستهزاء بالرسل سبب هلاك القرون، وسوف يبعثون ليحاسبوا مثل الأرض الميتة المحياة بالمطر، وقدرة الله تتبدى في الليل والنهار والشمس والقمر، وأن الإعراض عن التأمل في آيات الله الكونية يدفع إلى عدم الإنفاق إرضاء الله، ويجعلهم يسألون عن القيامة فسوف يندمون عندما ينفخ في الصور على ما فرّطوا في جنب الله.
وتعرض السورة صور السعادة لدى أهل الجنة وصور الشقاء لدى أهل النار، وتشير إلى المعمَّرين الذين ضعفوا من بعد قوة.
وتتعرض السورة لمنكري البعث، وكيف أن الله يجعل من الشَّجر الأخضر وقوداً للنار، وأن أمر الله نافذ فإذا أراد شيئاً فإنَّما يقول له كن فيكون.
سورة الصافات
مطلع السورة أن الله الواحد هو رب السموات والأرض وما بينهما، ورب المشارق وأن الملائكة بأنواعهم يوحدون الله، ومن آيات الله السماء الدنيا المزينة بالكواكب المحفوظة من الشياطين.
ومن غير المنطقي أن يشرك الناس بالله ويسخروا من الإسلام وينكروا البعث، فالنار لهم والجنة للمؤمنين غير الموحَّدين الذين لا يستكبرون.
وتشير السورة إلى من ضل واستكبر، كقوم نوح قوم إبراهيم الذي أتى ربه بقلب سليم، ووهبه الله إسماعيل وإسحاق وذرية صالحة. وتشير السورة إلى قوم موسى وهارون وإلياس ولوط ويونس. وقد أهلك الله تلك الأقوام إلا من كان منهم صالحاً، ونجا الله الرسل ومن معهم، وتذكر السورة افتراء المشركين بقولهم: إنَّ لله البنات ولهم البنون، وأن الملائكة إناث، وكان المشركون يَدَّعون أنهم سوف يؤمنون إذا أنزل عليهم كتاب، ولما نزل القرآن كفروا به، وسوف يعذبهم الله، والله كتب أنه سوف ينصر المسلمين المتبعين للرسل. وتكرر السورة أخبار الرسل، وتقرر عاقبة الكافرين.
سورة ص
تشير السورة إلى القسم المؤكد بان القرآن ذي الذكر، وتؤكد صدق النبي صلى الله عليه وسلم وتشير إلى استكبار الكافرين مع ما ذُكروا به من أجيال أهلكت بسبب استكبارها على الرسل، كقوم نوح وعاد وفرعون وثمود وقوم لوط، وأنَّ أصحاب الأيكة يتعجبون أن جاءهم منذر منهم يدعوهم إلى الإله الواحد بذكر منزل، ويتعصبون لأصنامهم ويتهمون النبي صلى الله عليه و سلم بالسحر والكذب والافتراء، لأن ميلهم إلى التقليد صرفهم عن الذكر الحكيم. وهؤلاء ليس عندهم خزائن رحمة العزيز الوهاب، وليس لهم ملك السموات والأرض وما بينهما. إن هم إلا جند مهزوم كمن سبقهم من المكذبين. وتحث السورة على الصبر وتذكر بداوود ذي القوة، وسليمان وما أوتي من ملك عريض، وتذكر السورة أيوب ذا الصبر، وإبراهيم وإسحاق، ويعقوب، أصحاب القوة والبصائر في الدين، وإسماعيل واليسع وذا الكفل.. وكل من الأخيار، وأن للمتقين حسن المآب جنات عدن خالدين فيها، وللطاغين شر مآب، جهنم يعيشون فيها عيشة تخاصم وعذاب. وفي السورة قل يا محمد إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار. رب السماوات ورب الأرض وما بينهما العزيز الغفار.. وفيها: « قل يا محمد هو نبأ عظيم ، أنتم عنه معرضون أيها الكافرون .. ما كان لي من علم » ، ﭧ ﭨ ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ ص: ٧٠ وتوضح السورة قصة خلق آدم وتمرد إبليس على أمر ربه.
إن الله يقص على نبيه صلى الله عليه و سلم قصة الملائكة: الذين أخبرهم الله بخلق آدم من طين، وأمرهم بالسجود فسجدوا، أما إبليس فأبى واستكبر فطرده الله من رحمته وأنذره إلى يوم يبعثون وهدد إبليس بإغواء البشر إلا عباد الله المخلصين، ووعد الله إبليس وأتباعه بجهنم. ﭧ ﭨ ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ ص: ٨٦ ﭧ ﭨ ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ ص: ٨٧ ﭧ ﭨ ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭼ ص: ٨٨
سورة الزمر
موضوع السورة الزمر، والزمر جمع زمرة، وهي الجماعة. سميت بهذا الاسم إشارة إلى الجماعة البشرية ففيها زمرة تساق إلى جهنم، وزمر تساق إلى الجنة، وتؤكد السورة أن الكتاب تنزيل من الله العزيز الحكيم، وأنه أنزل عليه صلى الله عليه و سلم لإظهار الإسلام. وتأمر السورة بالإخلاص لله، فالله خلق السموات والأرض والطبيعة جميعاً، وخلق الناس من نفس واحدة وخلق لهم الأنعام ومنحهم القدرة على الشكر والكفر. ومنهم من اتخذ بعضهم أولياء من دون الله، ليقربوهم إلى الله، وقال بعضهم اتخذ الله ولداً.. وجعلوا لله أنداداً وهؤلاء إلى النار أما زمر المؤمنين الشاكرين فمصيرهم الجنة.
وللذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة، وأرض الله واسعة لتحقيق المشروع الإحساني. والمحسنون يتجنبون ما يدعو إليه الشيطان، ويوحدون الله ويتبعون أحسن القول، وجزاء المحسنين غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار ذلك وعد الله للمتقين والله لا يخلف وعده. وللذين أساؤوا في هذه الدنيا سيئة، وفي الآخرة: خسروا أنفسهم وأهليهم، لهم من فوقهم ظلل من النار، ومن تحتهم ظلل، وحقت عليهم كلمة العذاب. ومثل المسلم كمثل عبد له سيد واحد، فهو مرتاح البال، ومثل المشرك مثل عبد يملكه شركاء فهو بينهم قلق لأنه في تناقض لتناقض مايطلبه الأسياد، ومثل الحياة الدنيا مثل نبات سقي من الينابيع فأخضر ثم اصفرَّ ثم مات، ومثل من شرح الله صدره للإسلام كمثل الذي يمشي في نور، وتآمر السورة المسلمين باتباع أحسن ما يُنزل عليهم قبل أن يعذّبوا، كما عذب أولئك المجرمون، والله عزيز غالب على أمره ومنتقم من أعدائه وسوف يعرف أعداء الله أنهم مغلوبون في عدائهم للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن الشفاعة لله جميعاً وإليه المرجع في الموتة الصغرى والكبرى، وأن المتحدّين للشفعاء سوف يندمون إذا ما عذبوا ويتمنون الفداء بأموالهم وبكل ما في الأرض ومثله معه، وأن الإنسان يتضرع بالدعاء حال الضرر وعند النعمة يبطر، فإذا جاء العذاب تحسر على ما فرط في حق الله، ويتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيصلح من أمره.
وفي السورة أن اليأس لا مبرر له لأن الله يغفر الذنوب جميعاً، وتصور السورة النفس البشرية في ضعفها وتجبرها، وفي بأسها ويشتهونها، ويعاملها الله بالترغيب والترهيب، وتصور السورة الجنة وهي تستقبل زمر المؤمنين، والنار وهي تستقبل زمر الكافرين، وتذكر العرش والملائكة والنبين والشهداء في ذلك اليوم المشرق بنور الله.
سورة غافر
مطلع السورة يبدأ بـ « حم » إن القرآن تنزيل من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وهو الله رفيع الدرجات، ذو العرش، يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ، لينذر يوم التلاق، وكان الإنذار مهمة الرسل.
وتقرر السورة أن رسالة الرسل هي الإسلام، ويحض الإسلام على التأمل في الكون كالسماء والأرض ومظاهرهما. كخلق الإنسان، تكوناً وولادة وموتاً وتذكر إن قدرة الله مطلقة، وإذا قضى أمراً فإنما يقول له ﭧ ﭨ ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ غافر: ٦٨ والله بقدرته يثيب المحسنين ويعاقبُ المسيئين، وتلك ﭧ ﭨ ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ غافر: ٨٥ فيجب أن يتذكر الناس ويصٌدقوا.
سورة فصلت
القرآن كتاب منزل من الرحمن الرحيم ، فصلت آياته بلسان عربي لأناس يعرفون اللغة العربية جيداً، والذين آمنوا بالقرآن وصدّقوه وعملوا الصالحات وفق تعاليمه أولئك لهم أجر لا ينقطع في الدنيا والآخرة، والذين عارضوا القرآن سيعاقبون كما عوقبت عاد وثمود.
وفي السورة أن القرآن الكريم ليس كتاب باطل، وهو كتاب هدى وشفاء للذين آمنوا . أما الذين لم يتقيدوا بالقرآن فسيلقون جَزَاء أعمالهم والله ذو مغفرة وذو عقاب أليم.
سورة الشورى
في السورة أن الله هو منزل الوحي وهو العزيز الحكيم. له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم. ويخاطب الله جل وعلا الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله: حم عسق. ويقول له ﭧ ﭨ ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ الشورى: ٣ ﭧ ﭨ ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ الشورى: ٧ ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ الشورى: ٥٢ - ٥٣
إن القرآن وحي يحي قلوب المصدقين به، وينزّل العاملين بموجبه روضات الجنان، ولهم ما يشاؤون عند ربهم، وذلك هو الفضل الكبير الذي يبشر به مبلغ القرآن ، كما بشر به الرسل السابقين الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، ويجتنبون كبائر الإثم والفواحش والذين إذا غضبوا هم يعفون، أولئك هم الذين استجابوا لله وأقاموا الصلاة، وأمرهم شورى بينهم ، وينفقون مما رزقهم الله، وهم يأبون الظلم والظلمة، وهم ذوو إرادة قوية يتصفون بالصبر والحلم، وأولئك لهم أجر عظيم. والذين أعرضوا عن القرآن فالله يحاسبهم ويعاقبهم . وما على الرسول إلا البلاغ، ولا يتبع أهواء الناس ولا يطلب على عمله إلا المودة في القربى، ومن يحسن يزده الله حسناً، إن الله غفور شكور.
سورة الزخرف
حم والكتاب المبين، إن الله جعله قرآناً عربياً لعله يفهم، وإنه في اللوح المحفوظ لدى الله العلي الحكيم، وإنَّ من الجهل اعتبار الملائكة بنات الله، وأن يعبد الكفار الأصنام، تقليداً لآبائهم بعدما بشروا بما هو أهدى، وبعدما عرفوا بخالق السموات والأرض، ومحي التراب بالماء، ومسخر السفن والأنعام للناس، ليذكروا نعمة الله عليهم ويقولوا: ﭧ ﭨ ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ الزخرف: ١٣ - ١٤ غير أنهم كابروا وكفروا بنعمة التسخير، ونسوا أنَّ مرجعهم إلى الله، وكذلك فعل الكفرة من الأولين الذين استهزءوا بهم، واغتروا بقوتهم، فأهلكهم الله وكانوا أشد بطشاً من أمة محمد وتلك عاقبة المكذبين.
وتذكر السورة بإبراهيم عليه السلام الذي تبرأ من قومه الضالين ، حيث أنه كان حنيفاً مسلماً يبتغي رضى الله. وتريد السورة منَّا أن نعتبر بقصة فرعون وقومه المتكبَّرين، ويجب ألاَّ يُجادلوا في عيسى بن مريم وهو مثل لبني إسرائيل، أيقترحون على الله أن ينزل القرآن على رجل من الوجهاء الأثرياء من أهل مكة أو أهل الطائف. إن الإنسان لا يُقيّم بما يملك ولا يُقيّم بالزخرف، ولولا مراعاة الله لأحوال الناس لجعل للكافرين بيوتاً سقوفها ومصاعدها من فضة ومزينة السرر والأبواب، أو جعلها مذهبة وإن كان ذلك فهو للناس فتنة ومتاع قليل وتقرر السورة أن الغرض من الدنيا هو أن نستغلها للحصول على السعادة في الآخرة. والتمسك بتعاليم الإسلام، وبعبادة الله الذي هو في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم، وعنده علم الساعة وإليه يرجع العباد، والجنة جعلت للمتقين، وجهنم جعلت للمجرمين، وعلينا أن نتذكر ذلك قبل فوات الفرصة.
سورة الدخان
تبدأ السورة بـ « حم » والكتاب المبين، إن الله أنزل القرآن في ليلة مباركة لينذر به، وفي هذه الليلة المباركة يُفرق الله كل أمر حكيم.. وأمراً من عند الله إنه مرسل المرسلين، رحمة منه إنَّ الله هو السميع العليم، رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم أيها الناس موقنين بالإسلام.
وتقرر السورة ألا إله إلا هو رب الأولين والآخرين، ورب السموات والأرض وما بينهما، وبرغم ذلك يشك به الكافرون ويلعبون، فكيف يكون حالهمﭧ ﭨ ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ الدخان: ١٠ يغشى الناس هذا عذاب أليم، ويقولون ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنين. ثم تولوا « أي عن الرسول صلى الله عليه و سلم » ، وقالوا معلم مجنون. لقد فتن قوم فرعون فأغرقوا ﭧ ﭨ ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ الدخان: ٢٩
والسورة تعظ بقوم تبع، وتوضح استهزاء الله بالمتكبر على العذاب بقوله جل وعلا: ﭧ ﭨ ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ الدخان: ٤٩ إن الله خلق السموات والأرض بالحق، ويسَّرَ الله القرآن باللغة العربية لغة النبي صلى الله عليه و سلم، لعل الناس يفهمونه، وميقات الناس يوم الفصل، والله ما خلق الناس عبثا وإنما لتطبيق الإسلام والعمل على نشره والدعاية له.
سورة الجاثية
بعد القسم « حم » تقرر السورة أن القرآن تنزيل من الله العزيز الحكيم، وأن السموات والأرض وخلق الإنسان والدواب واختلاف الليل والنهار وحياة الأرض بالماء وتصريف الرياح آيات لقوم يستخدمون عقلهم، والقرآن دعوة لاستخدام العقل في قراءة الكون، فإذا لم يتعرفوا على الحقائق بهذه القراءة فإنهم لن يصلوا إلى حقيقة الإسلام. ورسالة الإسلام غرضها تحقيق مشروع الرحمة على الأرض،والله سخر البحر للإنسان ليعرف الإنسان أن الأشياء وسائل لخدمته تستوجب الشكر عليها لا السخرية والاستكبار، ومن أجل ذلك جعل الله البعث كي يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة. أما المستكبرون من بني إسرائيل، فأولئك خاسرون إذا ما حوسبوا، والحساب أساسه المسئولية الفردية، والسجود لا يكون إلا لله فلا تعظيم إلا الله ولذلك تجثو له الأمم يوم القيامة.

سورة الأحقاف
حم ، القرآن تنزيل من الله العزيز الحكيم، والكون من خلق العزيز الحكيم، السماوات والأرض، وما بينهما، خلقها بالحق، وأجل مسمى.
وأرسل الرسل تذكرة وإنذاراً، فأعرض المعرضون، وقالوا سحر، واتخذوا آلهة من دون الله . أو قالوا: هو كتاب مفترى.
أما الذين قالوا: ﭧ ﭨ ﭽ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﭼ الأحقاف: ١٣ - ١٤ لأنهم صدقوا بالقرآن. والقرآن والتوراة هدفهما تحقيق مشروع الرحمة على الأرض، لإصلاح الإنسان وجعله يتوب إذا أذنب والدعوة إلى التعامل مع الناس ولاسيما الوالدين بإحسان، وتقرر السورة عمومية رسالة الإسلام باعتباره الدين المختار للجن والإنس.
سميت هذه السورة بسورة الأحقاف ليعتبر الناس بسكان الأحقاف من قوم عاد، الذين استكبروا وكذبوا فأهلكهم الله بريح عاتية، وهكذا يفعل الله بالمكذبين المتكبرين، والإسلام يحتاج قوة إرادة.
سورة محمد
السورة تقارن بين الذين كفروا والذين آمنوا، فالذين كفروا وصدوا عن الإسلام واتبعوا الباطل يضاعف لهم العذاب، ويُقتلون في الحرب أو يؤسرون أو يطلق سراحهم، أو تؤخذ منهم الفدية مقابل إطلاق السراح. ولو شاء الله لانتقم منهم بغير قتال، ولكن الله شاء أن يختبر الناس في الحياة الدنيا. أما أعمال الذين آمنوا فهي وفق شرع الله ,إذا ما اخطؤوا غفر الله لهم، ويجعل الله بالهم مسروراً جزاء بما عملوا من الصالحات، ولإيمانهم بالقرآن وهو الحق من ربهم، ولاتباعهم لشريعة الله ولقتالهم من يحارب الإسلام، وشهداء هذه الحرب مأواهم الجنة ولهم السعادة في الدنيا والآخرة، ولهم النصر والغلبة على الذين يحاربون الإسلام أما الكافرون فلهم التعاسة لكرههم للإسلام ولعدم اعتبارهم بالذين من أمثالهم من القرون الأولى كقوم هود وقوم لوط. والكفار كالأنعام هدفهم التمتع في الدنيا دون الآخرة، وزُيَّن لهم سوء عملهم فاتبعوا أهواءهم، ويعتزون بالإثم وهم لا يعقلون ، فلهم عذاب النار. وكفار أمة محمد أضعف.
وتؤكد السورة أن الله إله واحد، وتدعو المسلمين للاستغفار ـ إذا أذنبوا ـ وليجاهدوا فلا يكونوا جبناء ولا منافقين ولا مرتدين، والكارهون للقرآن هم الجبناء والمفسدون والمنافقون، والمخالِفُون لرسول الله لن يضروا الله شيئاً، وعلى المؤمنين الالتزام بتعاليم الإسلام والبذل في سبيل الله ، ولا يجوز للمسلمين أن يهنوا فهم الأعلون بالإسلام، وبالدفاع عنه ضد أعدائه. والمسلم مسؤول في الحياة الدنيا لأنه ملتزم بتعاليم الإسلام، وحياة المسلم جادة وليست حياة لعب.

سورة الفتح
.
تؤكد هذه السورة حتمية النصر للإسلام، وأنَّ الله قد غفر للنبي صلى الله عليه و سلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر وذلك بعد تمام نعمته عليه، ويهديه إلى الإسلام، والله نصر النبي صلى الله عليه و سلم نصراً عزيزاً، والله ينزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم، ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليماً حكيما، والمؤمنون والمؤمنات يدخلهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار، ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً.
وفي السورة أن الله أرسل النبي صلى الله عليه و سلم شاهداً ومبشراً ونذيراً، ليؤمن الناس بالله ورسوله صلى الله عليه و سلم، وليعزروه أي يقووه وليوقروه، ويسبحوا الله بكرة وأصيلا.
والصحابة رضوان الله عليهم أكدوا ولاءهم لهذا الدين بالمبايعة، أما المعادون للدين فيعتذرون عند دعوتهم لمناصرة الدين، مثل الأعراب من بني أسلم وجهينة ومزينة وغفار، فهم لم ينفروا عام الحديبية معتذرين بأموالهم وأهليهم وهؤلاء يجب ألا يستفيدوا من أموال الدولة الإسلامية لتقاعسهم عن خدمة المجتمع المسلم. وتقدر السورة أعذار بعض المسلمين، ويعفون من المهمة الوطنية الإسلامية ، العاجز والمقعد والأعمى والأعرج والمريض . وفي السورة أن النصر للإسلام ﭧ ﭨ ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ الفتح: ٢٨ شهد على صدق ذلك محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم،ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ الفتح: ٢٩ .
سورة الحجرات
تقرر السورة أن الكلمة النافذة هي لله وللرسول صلى الله عليه و سلم ، فلا يبت في أمر يخالف الكتاب والسنة، وأنه يجب التأدب مع النبي صلى الله عليه و سلم حيث لا يجوز رفع الصوت عنده إذ ليس من الأدب.
وتبين السورة أنَّ من الأدب عدم السخرية بالناس، ولا يجوز التنادي بألقاب السوء،ويجب اجتناب سوء الظن، كما نهى عن التجسس والغيبة والتحدث في أعراض وعيوب الناس، حيث أن ذلك أشبه ما يكون بأكل لحم الموتى.
وتقرر السورة واحداً من أهم دعائم الإسلام وهو أن البشرية أسرة واحدة، أبوها آدم وأمها حواء، وإن كانوا شعوباً وقبائل، والمفروض أن يتعارفوا وإنما تتميز الشعوب والقبائل بقدر تطبيقها للإسلام، وبجهادها من أجل إعلاء الإسلام بالنفس والمال.
سورة ق
تبدأ السورة بالقسم بـ « ق » والقرآن المجيد، أي الشريف ، وأن الكفار قد عجبوا من مجيء النبي صلى الله عليه و سلم منذراً، كما وأنهم في عجب من بعث الإنسان بعد أن يصبح تراباً.
وتشير السورة إلى تعجب الكفار من القرآن، وتأمر بالصبر على تنفيذ غايات الدعوة بالتذكير لا بالتسلط والإجبار.
ولإقناع الناس بالإسلام تحض السورة الناس على التأمل في الكون، والتأمل في البعث، والذي هو أشبه ما يكون بإحياء البلدة الميتة بالمطر، وتحذر السورة من التكذيب بالتذكير بأقوام كذبوا الإسلام فأهلكهم الله مثل قوم نوح، وأصحاب الرس، وثمود، وعاد، وفرعون وقوم لوط، وأصحاب الأيكة « أي قوم شعيب » ، وقوم تبع.
وتقرر السورة سهولة الخلق على الله، إذ خلق الإنسان ابتداءً من العدم، والإعادة أيسر عليه . والله خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، والله أقرب إليه « بعلمه وقدرته » من حبل الوريد. وإذا جاءت سكرة الموت ونفخ في الصور فذلك يوم الوعيد، أي يوم القيامة ويوم الحساب. وفي ذلك اليوم يجئ الناس وكل واحد منهم معه سائق، وشهيد « قرين » ، وتنكشف الحقائق للناس فيقول القرين لكل واحد منهم هذا ما لدي عتيد، أي ما مرّ بك من تجارب وأعمال فسوف تراه.
ويدخل النار كل كفار عنيد، مناع للخير معتدٍ مرتاب، مشرك بالله. وتدنو الجنة لكل أواب ، حفيظ، سليم القلب؛ يخشى الرحمن بالغيب وهو حافظ له سبحانه.
والذي يدخل الجنة من هؤلاء يخلد فيها، والله يعطيه من النعيم بلاحدود. إن الله قد أهلك الأمم التي هي أشد من أمة محمد، وينتفع من القرآن من ينتبه له ويفهم ما فيه.
والله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما تعب من ذلك ، وتدعو السورة الدعاة للصبر، كما صبر النبي صلى الله عليه و سلم في الدعوة إلى الإسلام، وعلينا أن ننتظر يوم ينادي المنادي من مكان قريب للبعث، والله يحيى ويميت وإليه المصير. وما على الدعاة إلا التذكير بالقرآن من يخاف يوم الحساب، لا بالتسلط والقهر.
سورة الذاريات
موضوع سورة الذاريات هو التذكير بأنباء الأمم السابقة لأمة محمد صلى الله عليه و سلم والتَّنبيه إلى غاية الوجود وهو عبادة الله.
وتؤكد السورة على صدق وعد الله بقيام الساعة، والاستدلال على وجود الخالق. والله أقسم في هذه السورة بالرياح التي تذرو التراب، وأقسم بالسحب التي تحمل أثقال الأمطار، وأقسم بالسفن الجاريات بيسر على الماء، وأقسم بالملائكة التي تقسم الأمطار والأرزاق وغيرها. أقسم الله بكل ذلك للتأكيد على صحة وعده بحصول القيامة والجزاء فيها.
وقد أقسم بالسماء ذات « الحبك »، أي الطرائق والمسالك والدروب على كذب و إنكار الدعوة إلى الإسلام من قبل الكفار، إذ يدعون أنه صلى الله عليه و سلم ساحر أو شاعر أو كاهن ليصرفوا الناس عن أن يقتنعوا بالإسلام. وتخبر السورة بأن مصير المنكرين المكذبين ليوم القيامة هو النار، والمتقون ثوابهم جنات وعيون، لأنهم استنفدوا عمرهم فيما يرضي الله ، واستدلوا على صحة الدين بالحقائق الكونية.
ثم يقسم الله بالسماء والأرض أنَّ ما أنزل حق كما ينطق الإنسان بلسانه وهو يعرف أنه ينطق، وتستعرض السورة القصص، والآيات الكونية التي تؤكد ذلك، مثل: قصة إبراهيم، وقصة لوط، وقصة هود، وقصة صالح، وقصة نوح الَّتي فيها آيات للموقنين.
سورة الطور
يقسم الله بحبل الطور على أن القيامة آتية، وأن العذاب واقع ولا مانع له، وتبين السورة تبدل الأحوال، ومن هول يوم القيامة أن تضطرب السماء وتسير الجبال، ويحاسب الكفار والمؤمنون. ويُعاقب المكذبون بالنبي صلى الله عليه و سلم وبالقرآن وبالجنة. وتشير السورة إلى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر بالله تعالى وينذر من عذاب يوم القيامة، ويتحمل بصبر حكم الله وما يلقاه من مجادلات المشركين وتكذيبهم وإيذائهم، ويذكرهم بيوم الصعقة، ويعرض عن أذاهم ويطيع أمر ربه صابراً عابداً له سبحانه.. كما فعل المرسلون قبله دفاعاً عن الإسلام.
سورة النجم
أقسم الله بالنجم الغارب على أن النبي صلى الله عليه و سلم صادق، فدينه الإسلام وحي يُوحى تلقاه من جبريل عليه السلام الشديد القوي، رآه النبي صلى الله عليه و سلم وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا منه جبريل عليه السلام، فصدق النبي صلى الله عليه و سلم رؤية جبريل عليه السلام لأنها رؤية يقينيَّيةٌ لا شك فيها.
رأى النبي صلى الله عليه و سلم جبريل في الأفق الأعلى عند سدرة المنتهى، وهي من آيات الله الكبرى فعجباً لمن يشكك في ذلك، وعجيب أمر المشركين يتشككون في هذا ولا يرتابون في أصنامهم، وفي قولهم أن الملائكة بنات الله. والملائكة لا تغني شفاعتهم إلا بإذن من الله ورضي، والذين لا يؤمنون بالآخرة ويسمون الملائكة تسمية الأنثى فقولهم محض افتراء، لا دليل عليه، والله يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بالإعراض عن أعداء الإسلام ويدعوه للاعتماد على الذي يملك ما في السموات والأرض ويعلم المهتدي المحسن والضال المسيء. وتصف السورة المحسنين بأنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ما عدا صغائر الذنوب، وتقرر أن الله واسع المغفرة، يجزي المحسنين جزاءً حسناً.
أما المضلون المسيئون فيجزيهم بما عملوا، ومثل عاد وثمود وقوم نوح وأصحاب الأيكة وقوم نوح عبدوا وداً وسواعاً ويغوث ويعوق، ونسرا، فحذرهم نوح ودعاهم إلى عبادة الله ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، فما ازدادوا إلا عناداً، فدعا عليهم فأهلكهم الله بالطوفان، ونجا ومن كان معه في السفينة، وأنه سبحانه أهوى المؤتفكات. والمؤتفكات هي قرى قوم لوط التي ائتفكت بأهلها أي انقلبت بهم.
تؤنب السورة المعرض عن الإسلام المنصرف بجهالة كأنما يعلم الغيب، وتقرر أنه ما من نفس تحمل إثم غيرها، وليس للإنسان إلا ما سعى وعليه يجزى ، وأن إلى الله الرجعى، وهو سبحانه الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، وخلق الإنسان من نطفة تمنى، وهو المحي بعد الموت، وهو رب الشعرى ومهلك من مضى، وأن الله رب الشعرى وخالق كل شيء، وهو الذي يعطي وهو الذي يغني وله ما في السموات وما في الأرض، وإليه المنتهى، ويجازي المسيء بما عمل من إساءة، ويكافئ المحسن بالحسنى. وأن النبي صلى الله عليه و سلمنذير مثل الرسل الذين أنذروا أقوامهم، فلم يؤمنوا فأهلكهم الله كقوم هود، وصالح، ولوط ونوح، وموسى.
وفي السورة إنذار باقتراب الآزفة « القيامة »، التي لا يعلم وقت وقوعها إلا الله ، فعجباً للمشركين ينكرون ذلك ويلهون ويضحكون ولا يبكون، وذلك يوجب الإعراض عن المتعلقين بالدنيا المعرضين عن ذكر الله، وكان حري بهم عبادة الله والسجود له و ترك الظنون والشرك، فالظنون ليست مصدراً لمعرفة الحقيقة.
سورة القمر
تصور سورة القمر إعراض الكافرين عن الإسلام، برغم ما يراه المعرضون من الحقائق التي تثبت صدق الإسلام، فحتى لو اقتربت الساعة ، وانشق القمر يقولون: هذا سحر مستمر، ويعرضون عن النبي صلى الله عليه و سلم فهم يكذبونه صلى الله عليه و سلم ويتبعون أهواءهم.
وهؤلاء يجب الإعراض عنهم، فعقابهم في يوم عسير كقوم نوح، وقوم عاد.. وثمود، وقوم صالح.. وقوم لوط وآل فرعون.
وبين كل نبأ ونبأ في السورة هذه الآية ﭧ ﭨ ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ القمر: ١٧ فالمكذبون أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر. وسوف يهزم جمع المكذبين في الحياة الدنيا، والساعة موعدهم في الآخرة، يوم يسحبون على وجوههم في السعير.
أما المؤمنون فهم: ﭧ ﭨ ﭽ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ القمر: ٥٤ - ٥٥ تلك حكمة الله حيث أن أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون كلمح البصر، وأن الله يسجل كل شيء في اللوح المحفوظ.
سورة الرحمن
مطلع السورة الرحمن ، علم القرآن ، خلق الإنسان ، علمه البيان ، ومن آيات الله تسخير الشمس والقمر، وسجود الشجر والنجم « النبات الذي لا ساق له » ورفع السماء ووضع الميزان، وهو الشريعة الإسلامية العادلة، وتسخير الأرض للأنام، ووجود الفاكهة والنخل والقمح والشعير والريحان، فبأي آلاء « نعم » ربكم أيها الإنس والجن تكذبان؟ خلق آدم من طين يابس وخلق الجان من دخان صاف، والله رب المشرقين ورب المغربين ، يجمع مياه البحرين الحلو والمالح فلا يختلطان، ومنهما يستخرج اللؤلؤ « الدر الكبير »، والمرجان « الدر الصغير »، وعلى البحرين تجري السفن كالجبال.
يفنى كل شيء ولا يبقى إلا الله ذو الجلال والإكرام، يسأله من في السموات والأرض، فيستجيب لكل ذي حاجة ، وهو كل يوم سبحانه في شأن فهو يجدد في خلقه، والله يوم القيامة يحاسب الجن والإنس، فلا يستطيع أحد الهرب، ولو هرب رسل الله عليه شواظاً من نار ونحاس، فلا أحد يغلب الله تعالى بعصيانه واستكباره، وإذا قامت القيامة تنشق السماء، وتصبح حمراء كوردة دائبة أو كالعهن، فيومئذ يعرف المجرمون والمحسنون فيلقى المجرمون في جهنم، أما من خاف مقام ربه فله جنتان، وفي الجنتين جنتان خضروات تفوران فيهما عينان ، وفيهما فاكهة ونخل ورمان، وعذارى خيرات حسان، وحياة سعيدة ، فتبارك الله ذو الجلال والإكرام.
سورة الواقعة
تصور سورة الواقعة يوم القيامة ومصير الناس فيها. فعندما تقوم القيامة يرفع الله أقواماً ويخفض أقواماً، فقوم مصيرهم النار، وقوم مصيرهم الجنة ، وقوم يقفون على الأعراف بين الجنة والنار، تساوي حسناتهم سيئاتهم. هذه حقيقة المصير الإنساني، مؤمنون في الجنة وكافرون في النار، وأناس تساوت حسناتهم على الأعراف.
سورة الحديد
تبدأ بتقرير حقيقة تسبيح ما في السموات والأرض لله العزيز الحكيم، الذي له ملك السموات والأرض يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم، وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهو مع خلقه أينما كانوا « بعلمه »، هو بما يعملون بصير، له ملك السموات والأرض وإليه ترجع الأمور. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور. وتأمر السورة بالإيمان بالله ورسوله، والوحي الذي يهدي الناس إلى الحقيقة. يهدف الإسلام إلى تحقيق الرحمة في المجتمع، إذا توفر حاجات أفراد المجتمع بالإنفاق، فالذي ينفق في العسر أفضل من الإنفاق في اليسر، فالإنفاق قبل فتح مكة ليس كالإنفاق بعده، والسورة تحض على المنفق الحسن الذي يُشبع حاجات المجتمع المسلم، وهذا الإنفاق يضاعف أجره يوم يشع نور المؤمنين بين أيديهم، ويبشرهم الله بجنات الخلود، إذ يضرب الله بين المؤمنين بسور له باب ، باطنه فيه الرحمة ، وظاهره من قبله العذاب، ويأوي الكفار والمنافقون إلى النار فبئس المصير.
تحض السورة على الخشوع، وتنبه على قدرة الله على الإحياء بعد الموت، وترغب في بالتصدق والإيمان والتسابق إلى المغفرة والجنة، وتحذر من الحياة الدنيا لأنها متاع الغرور، وتحث السورة المؤمنين على ألا يحزنوا على ما فاتهم ولا يفرحوا بما أوتوا لأن كل ذلك مسطور سلفاً في اللوح المحفوظ. وتحذر السورة من الصفات التي لا يحبها الله وهي: الإعجاب بالنفس، والفخر، والبخل ، والتعويق عن البذل.
ولقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب بما فيها من عدالة لتطبق على الجميع «إقامة العدل»، وأنزل الله الحديد ليستخدم في نصرة الإسلام، وأرسل الله الرسل على التوالي فكان أقوامهم مؤمنون وآخرون فاسقون. وتأمر السورة بالإيمان بالله ورسوله والتقوى ليكون للمؤمنين حظَّان علىرحمة الله ، وليجعل الله لهم نوراً يمشون به وستراً لعيوبهم وذنوبهم، ويعفو عنهم فلا يعذبهم والله غفور رحيم، فهو المتفضل يؤتي فضله من يشاء، ولا يتحكَّم أهل الكتاب ولا غيرهم في فضل الله، والله ذو الفضل العظيم.
سورة المجادلة
نزلت سورة المجادلة بعد سورة المنافقين وآياتها اثنتان وعشرون آية. وتخبر السورة أن الله قد سمع قول التي تجادل النبي صلى الله عليه و سلم في زوجها، وهي « خولة بنت ثعلبة »، وزوجها « أوس بن الصامت » وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاور الزوجين، وهو سميع بصير. وفي السورة إلغاء للظهار وتشريع التكفير بتحرير الرقبة، فإن لم يستطع المظاهر العتق فعليه صيام شهرين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
وتشير السورة إلى أدب النجوى ، فلا يجوز التناجي بالإثم والعدوان ولكن تجوز النجوى بالبر والتقوى، وتأمر السورة بالتفسح في المجالس.
وتقسم السورة الناس في المجتمع إلى حزبين، حزب الشيطان الخاسر المعادي للمجتمع المسلم، وحزب الله المنتصر المفلح.
سورة الحشر
فاتحة السورة وخاتمتها تقرران أن العزة والحكمة لله، وأن ما في السموات وما في الأرض يسبحون لله العزيز الحكيم.
وفي سورة الحشر تنزيه لله العزيز الحكيم، ﭧ ﭨ ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ الحشر: ٢ أي في أول جمع لبني النضير في جزيرة العرب. وتذكر السورة أن حصونهم لم تمنعهم، فقد خربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين. وأجلوا من ديارهم.
ثم تشير السورة إلى تقسيم ما أفاء الله على المؤمنين من أموال الكفار، فالفيء لله « المصلحة العامة » وللرسول، ولقرابة الرسول ، واليتامى ، والمساكين ، وابن السبيل، وللفقراء المهاجرين.. والله يسلط رسله على من يشاء.
تأمر السورة المؤمنين بالتقوى واتَّباع الإسلام ليكونوا من الفائزين بالجنة، وتقرر أنه لا إله إلا الله ، عالم الغيب والشهادة .. له الأسماء الحسنى فليدعو بها ويسبحوا مع الكائنات وهو العزيز الحكيم.

سورة الممتحنة
تأمر السورة بمقاطعة الأهل المعادين للإسلام، وإبراهيم عليه السلام قدوة في ذلك، فقد تبرأ من أهله الكفار وتبرأ من وثنيتهم.
والنساء الكفارات يمتحن فإن كن مؤمنات يجوز الزواج بهن وإيتاؤهنَّ مهورهن، فلا يجوز الاحتفاظ بالزوجات المشركات.
وتبايع النساء المؤمنات الله على التوحيد والالتزام بتعاليم الإسلام فلا يشركن، ولا يسرقن، ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن، ولا يأتين ببهتان يفترينه، ولا يعصين الرسول في معروف.
وتنهى السورة عن محبة من غضب الله عليهم فقد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور.
سورة الصف
سميت بسورة الصف لقوله: ﭧ ﭨ ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ الصف: ٤ وفي السورة: إخبار بتسبيح المخلوقات لله العزيز الحكيم.. ولوم لمن يقولون ما لا يفعلون من المؤمنين، لأن ذلك يوجب مقت الله، والمقت: أشد البغض. وذكرت السورة بمن آذوا موسى عليه السلام، وبمن كذبوا عيسى عليه السلام وقد صدق من قبل وبشر بأحمد صلى الله عليه و سلم والقرآن.. وأكد لهم أن الله يتم نوره ولو كره المشركون.. ويدلهم على التجارة الرابحة، المنجية من العذاب والتي تقوم على الأمور التالية:
1- الإيمان بالله ورسوله.
2- الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس.
وثمرة هذه التجارة غفران الذنوب، وجنة تجري من تحتها الأنهار.. ومساكن طيبة في جنات عدن أي دار الإقامة الدائمة.
والربح في هذه التجارة نصرُ من الله وفتحُ قريب. والمطلوب من المسلمين أن يكونوا أنصار الله، كما كان حواريو عيسى عليه السلام أنصاراً له.
سورة الجمعة
أخذت التسمية من قوله تعالى : ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ الجمعة: ٩ - ١٠ وتخبر السورة عمَّن يسبحون الله، الملك، القدوس، العزيز ، الحكيم.
وأنه هو ﭧ ﭨ ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭼ الجمعة: ٢ وذلك فضله على من يشاء...، كما تفضل من قبل على اليهود، بالتوراة.. لكن ﭧ ﭨ ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ الجمعة: ٥
وهم لن يتمنوا الموت ولو ادعوا أنهم أولياء الله من دون الناس... والله عالم الغيب والشهادة ينبئ الذين هادوا يوم القيامة بما كانوا يعملون. وفي السورة دعوة للمؤمنين لحضور صلاة الجمعة، وأمر بترك البيع والتجارة عند سماع النداء لحين انتهاء الصلاة، حيث أن ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة وهو خير الرازقين.
سورة المنافقين
وتبين السورة أن المنافقين يظهرون الطاعة والتعاون ويبطنون المخالفة والكيد
تحض السورة على الاجتهاد في ذكر الله، وعلى الإنفاق في مجالات المصلحة العامة، وكما تحض على الإيمان بحتمية الموت.
سورة التغابن
أخذت التسمية من الآية: ﭧ ﭨ ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﭼ التغابن: ٩ والتغابن: هو التغالب، إذا غلب بعضهم بعضاً ، ويقصد بيوم التغابن في السورة يوم القيامة الذي يغلب فيه المؤمنون الكفار، إذ يسعد الكفار في الدنيا ويشقون في الآخرة، أما المؤمنون فلا يشقون يوم القيامة.
وفي السورة أن لله الملك والحمد، والقدرة ، وله يسبح ما في السموات وما في الأرض، وأنه خلق الناس منهم الكافر، ومنهم المؤمن، وخلق الأرض والسموات، ويعلم ما في صدور الناس وما في الآفاق. وتذكّر السورة بالأمم السابقة إذ كّذبوا وأنكروا البعث فعوقبوا. ويجب على المؤمنين أن يؤمنوا بالله ورسوله والقرآن. ويوم التغابن يفوز المؤمنون بالخلود في الجنة، ويخسر الكفار أنفسهم بخلودهم في النار. وتحذر السورة المؤمنين من فتنة الأهل والأولاد والأموال فيما يغضب الله، والله يختبر المؤمنين بأهلهم وأموالهم، وعلى المؤمنين أن يتقوا الله بإنفاق الأموال. وعلى المؤمنين أن يعلموا أنه ما من مصيبة إلا بإذن الله، وأن من يؤمن بالله يهدي قلبه ، والله بكل شيء عليم.. وتأمر السورة بطاعة الله الرسول، فإن توليتم ، فإنما على الرسول البلاغ المبين ، والله لا إله إلا هو، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.
سورة الطلاق
تهدف هذه السورة إلى تنظيم الطلاق، حيث تطلق الزوجة لعدة محددة الأجل، ولا يجوز إخراج المعتدة من البيت إلا إذا أتت بفاحشة مبينة، وإذ انتهت العدة فللزوج الخيار بين الإبقاء على العلاقة الزوجية أو إنهائها، ويشهد على الطلاق ذوا عدل منكم.
وتحدد السورة عدة المطلقة في المحيض وهي ثلاثة أشهر، واللاتي لم يحضن وأولات الأحمال عدتهن أن يضعن حملهن. وفي السورة أن من يتَّقى الله يكفر الله عنه سيئاته ويعظم له أجراً. وتأمر السورة بإسكان الزوجات من حيث سكن الأزواج من وجدهم، أي بقدر الاستطاعة، وبعدم ماضاراتهن للتضييق عليهن، وإن كن أولات أحمال ينفق عليهن حتى يضعن حملهن، فإن أرضهن للزوج فيؤتين من أجورهن، وائتمروا بينكم بمعروف، وإن إختلفتم فسترضع له أخرى، ولينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه ـ فلينفق مما أتاه الله ، لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها، سيجعل الله بعد عسر يسراً.
وتذكر السورة بالقرى التي عصت أمر ربها، وأعرضت عن الإسلام
فعذبها الله، فذاقت عاقبة أمرها ليتقوا الله ويتبعوا الإسلام كي يخرجوا من الظلمات إلى النور ويدخلهم الله جنة النعيم.
وفي السورة ذكر الله ﭧ ﭨ ﭽ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﭼ الطلاق: ١٢
سورة التحريم
يا أيها النبي لما تمنع نفسك عن الحلال الذي أحله الله لك تبتغي إرضاء زوجاتك وشرعت الصورة كفارة اليمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ولقد أسر النبي إلى بعض أجوازه حديثا فلما أخبرها بما أفشت من الحديث قالت من أخبرك بهذا قال أخبرني به الله العليم الخبير سبب نزول سورة التحريم كما تذكلر التفاسير أن حفصة رأت النبي صلى الله عليه و سلم عند مارية في يوم عائشة وطلبت من حفصة أن تكتم السر لكنها باحت به لعائشة فهجر النبي نساءه شهرا فنزلت سورة التحريم تنهاه عن ما أحل الله له وتلوم عائشة وحفصة وتأمر السورة وأن الجزاء الجنة جناة تجري من تحتها اللأنهار والكفار يوم القيامة لا يعذرون وتأمر السورة بجهاد الذين كانوا يحاربون النبي وتذكر السورة النساء بعدالة يوم القيامة وشريعة الله لا تحابي أحدا فلقد أهلك الله إمرأة نوح إمرأة لوط لكفرهما ونجى إمرأة فرعون وكافأ مريم لحسن خلقها وعفتها سورة الملك
آيات سورة الملك ثلاثون آية، تؤكد قدرة الله وملكه المطلقين، وتصف مصير الكفار والمؤمنين يوم الدين، والسورة تدعو بزيادة الخير ونموه والله بيده الملك ، وهو على كل شيء قدير.
وتبين السورة مظاهر قدرة الله في خلق السموات السبع،وتزيين السماء الدنيا بمصابيح، وتحصينها بما يصد الشياطين ، وتهيئة السعير لعذاب الشياطين، وتبين السورة أيضاً مظاهر قدرته سبحانه مثل خلق الحياة والموت ليختبر الناس بما يميز بين من يحسنون عملا ومن يسيئون، وقد أعد الله المغفرة والأجر الكريم والجنة للمحسنين، وأعد عذاب جهنم وغيظها للمسيئين.
وتبين السورة بعض أشكال الإساءة من المشركين إلى النبي صلى الله عليه و سلم في مكة، فقد آذوه صلى الله عليه و سلم بكلامهم، إذا كانوا يتهامسون لئلا يسمع ذلك صلى الله عليه و سلم وكانوا يستعجلون وعد الله،
وفي السورة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان ينذرهم ويذكرهم، وأن الله يعلم السر والجهر، والله خلقهم وذلل لهم الأرض ليمشوا في مناكبها، فليأكلوا من رزقه، وينتظروا العودة إليه، ويتأملوا في آياته مثل الطيور الطائرة التي يمسكها الرحمن في الجو، والإنسان له حواس مميزة، وخشية الله القادر ذي القوى المطلقة، فهل يأمن الذين كفروا أن تُخسف بهم الأرض.. أو يرسل الله عليهم حاصباً ، وهل يأمنون أن تبتلع الأرض ماءهم؟ وهل يأمنون مجيء يوم العذاب؟ فلا جند يدفع عنهم الموت إذا ما حل، فلم النفور والغرور...؟
وفي السورة أن النبي صلى الله عليه و سلم يذكر بالرحمن ويتوكل عليه، ويؤكد للناس، ﭧ ﭨ ﭽ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﭼ الملك: ٢٦ ، وأن الملك والدين لله.
سورة القلم
في سورة القلم تسجيل لنجاح النبي صلى الله عليه و سلم ودفاع عنه ومدح لخلقه، وتوجيه لمسيرته وطمأنته، وتهديد للمكذبين، وفيها أن الرسول صلى الله عليه و سلم أهل لنعمة ربه لأنه على خلق عظيم، ولقد بشر بالأجر المستمر، وبشر تابعوه بجنات النعيم، وما عليه إلا الطاعة والصبر، على المعارضين للإسلام، فالمعارضون حلافون بالكذب نمامون وعدوانيون.. وبعضهم غليظ القلب مظنون في نسبه إلى أبيه.
وتبين السورة بأن المعارضين سوف يؤدبون كما تأدب أصحاب البستان الذين ورثوه عن أبيهم، وكان أبوهم يحسن إلى الفقراء والمساكين، فيتصدق عليهم من ثمره وقت حصاده. أما الورثة فإنهم يقطعون الثمر مبكراً حتى لا يتصدقوا على الفقراء والمساكين، وقد جاءهم طائف ليلاً فأهلك الثمر، فتلاوموا ودعوا الله أن يبدلهم بخير مما فقدوه...
وتشير السورة إلى العذاب الذي عاقب الله به المفترين بقوتهم وبما يملكون ... وعذاب الآخرة أكبر.. فهل يتعظ المكذبون بالإسلام، وتنهى السورة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم والدعاة إلى الإسلام كصاحب ـ الحوت يونس عليه السلام ـ الذي لم يصبر على دعوة قومه إلى الإسلام، لولا أن تداركته رحمة الله فعاد إلى قومه فدعاهم وصبر عليهم فاهتدوا.
إن الله أختار النبي صلى الله عليه و سلم للدعوة باسمه، فقبل الرسول صلى الله عليه و سلم أمر ربه بخلق عظيم كي يؤدي رسالة الإسلام.

سورة الحاقة
آياتها اثنتان وخمسون، تصور الجزاء في الدنيا لأقوام كذبوا رسلهم، كثمود ، وعاد قوم فرعون، ومن قبلهم، وقوم لوط، والمؤتفكات. وقد جوزي هؤلاء بأنواع من الهلاك، إلا من اتّبع الرسل فأناجهم الله مع رسلهم بأنواع من النجاة، كحملهم بالسفينة فوق الطوفان: ﭧ ﭨ ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ الحاقة: ١١ - ١٢.
والحاقة هي الساعة، وسميت بالحاقة لأن وقوعها حقيقة يتحقق فيها ما وعد الله من حقائق اليوم الآخر. وتقوم الساعة بنفخة الصور فتدك الأرض والجبال، وتنشق السماء ويظهر الملائكة على أرجائها،ويحمل عرش ربك يومئذ فوقهم ثمانية، ويعرض الناس، ﭧ ﭨ ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ الحاقة: ١٩
ﭧ ﭨ ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ الحاقة: ٢١ ﭧ ﭨ ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﭼ الحاقة: ٢٥، ﭧ ﭨ ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﭼ الحاقة: ٢٨ - ٢٩ (إذ أنه كان لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين ، لذلك يقيد بسلسلة طولها: سبعون ذراعاً ثم يرمى في جهنم، وتقسم السورة بما يبصر الناس وبما لا يبصرون على أن القرآن قول رسول كريم، لا قول شاعر ولا كاهن، وأنه تنزيل من رب العالمين.. تذكرة للمتقين، وحسرة على الكفار، وإنه لحق اليقين.. فسبح باسم ربك العظيم.
سورة المعارج
وسورة تصور عذاب الكفار يوم القيامة. وتذكر أسباب النجاة من ذلك العذاب، وتقسم برب المشارق والمغارب على أن الله قادر على استبدال المشركين بخير منهم وأنهم يبعثون يوم القيامة أدلاه.
ومطلع السورة: سأل سائل هل العذاب واقع؟
أجل إنَّه حقيقة وليس له دافع عن الكفار، وهو من الله ذي المعارج، تعرج الملائكة والروح « جبريل » إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلاً يا محمد، إنهم يرونه بعيداً ويراه الله قريباً، وفي ذلك اليوم ينشغل كل إنسان بنفسه ، ولا ينجو من النار سوى المؤمنين بيوم الدين، يوم الجزاء، الذين يعملون بما يوجبه الإيمان من صلاة ، وزكاة، وعفة، وأمانة ، و وفاء.
سورة نوح
في السورة دعوة نوح عليه السلام قومه إلى الإسلام.. فلقد أرسل الله نوحاً لينذر قومه من قبل أن يأتيهم العذاب فدعاهم إلى عبادة الله واستغفاره، و حمده على نعمه من ماء وبنين وأموال ولم يؤمنوا إذا أطاعوا زعماءهم المتكبرين وعبدوا أصنامهم وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً، فدعا نوح على قومه بالهلاك كي لا يضلوا عباد الله ، ويلدوا فجرة كفرة.. واستغفر لنفسه ولوالديه ولمن دخل بيته مؤمناً، وللمؤمنين وللمؤمنات، فاستجاب الله دعوته، فأغرق قومه ثم ادخلوا ناراً، فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً.
سورة الجن
أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه و سلم : أن نفراً من الجن استمعوا إلى القرآن ، فقالوا: ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ الجن: ١ واهتدوا به إلى طريق الرشاد، فآمنوا ، وأخلصوا لله الأحد، المنزه عن الزوجة والولد، ويخبر الجن المؤمنون بعد استماعهم إلى القرآن أن سفيههم ـ إبليس ـ ، كان يقول على الله كذباً، وهم ما كانوا يظنون أن أحداً من الجن والإنس يكذب على الله، وأنَّ رجالاً من الإنس كانوا يستجيرون برجال من الجن، فيرهق بعضهم بعضاً، وأنهم مثل الإنس، ظنوا أن لن يبعث الله أحداً، وأنهم لمسوا السماء فوجدوها ملئت حرساً شديداً وشهباً تمنع تجسس الجن على الملائكة، وأنهم لا يعرفون ماذا أراد الله بأهل الأرض، خيراً أم شراً؟. والذي يعرفونه أن منهم الصالحون ودون ذلك.. وأنهم كانوا طرائق مختلفة وعرفوا عجزهم بالنسبة لله .. فلم سمعوا الهادي محمد صلى الله عليه و سلم آمنوا به وأسلموا، لأن الإيمان أمان من الخوف، والظالمون منهم كانوا لجهنم حطباً، والعذاب لمن يُعرض عن ذكر الله، والمساجد لله الأحد، وعندما قام عبد الله أي محمد صلى الله عليه و سلم يدعو الله تعجب الكفار واجتمعوا عليه. وكما أمر الله النبي صلى الله عليه و سلم أن ينقل خبر استماع الجن إلى القرآن، أمره الله أن يخبر الإنس بأنه يدعو إلى الله ولا يشرك به أحدا، فلا مجير له منه ، وأنه صلى الله عليه و سلم لا يملك نفعاً ولا ضراً سوى إبلاغ تعاليم الإسلام، ومن يعصِ الله ورسوله فله جهنم خالداً فيها، ولا يعرف أحد متى هذا الوعد، والله عالم الغيب ولا يطلع على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول، ويكلف الله ملائكة تتبع أعمال الرسل، ليعلم أن رسالاته قد بُلّغت ويحيط بما لدى رسله ، ويحصى كل شيء عدداً.
سورة المزمل
يأمر الله تعالى النبي صلى الله عليه و سلم أن يتهجد ليلاً إلا قليلاً، لأن له في النهار سبحاً طويلاً... إن غاية القيام ذكر الله بترتيل القرآن.
يجب أن يكون اسم الله حاضراً في الذاكرة، ولا يجب أن يشغل الرسول صلى الله عليه و سلم باله باعتراض المكذبين للإسلام، فلهم حسابهم ﭧ ﭨ ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ المزمل: ١٤ ويكون للكافرين طعام ذو غضة ويقيد ون بقيود ثقيلة .. فلا ملجأ لهم حينئذ كما حدث لفرعون فأخذ أخذاً وخيما.
وفي السورة إنباء بأخبار بانشقاق السماء يوم القيامة، ويحصل وعد الله، وتقرير بأن القرآن تذكرة بالإسلام المقرب إلى الله، والله يأمر بقراءة ما تيسر من القرآن، مع مراعاة أحوال الناس من مرض أو سفر أو قتال.
وقد أمر الله بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وبإقراض الله بالإنفاق في سبيله، والاستغفار، وفي سورة المزمل منهج لإعداد الذات ليلاً ونهاراً، في الليل قراءة ما تيسر من القرآن، وفي النهار العمل وفي كليهما ذكرٌ لله.
سورة المدثر
المدثر من يلبس دثاراً فوق ردائه الملامس لبدنه، المزمل هو المتلحف بثيابه عموماً. وتأمر السورة النبي صلى الله عليه و سلم بالإنذار بما علمه الله وهو ما يحتاج إلى تكبير الله بعد تطهير الثياب، وهجر كل ما يؤدي إلى العذاب، ويكون الإنذار والتبليغ دون منة أو استكثار فيها مع الصبر على طاعة الله.
وتنذر السورة باليوم العسير على الكفار المعرضين عن الإسلام، ومن يصفون القرآن بالسحر فهؤلاء سوف يصلون سقر التي عليها تسعة عشر من ملائكة العذاب. وفي السورة مبدأ المسؤولية الفردية حيث أن كل نفس رهينة بعملها، إذا ما نقر بالناقور في اليوم العسير، إذ يسأل أصحاب اليمين أهل الجنان عن سبب دخول المجرمين في سفر، ويبين المجرمون السبب: بأنهم لم يكونوا من المصلين ، ولم يكونوا يطعمون المسكين... وكانوا يخوضون مع الخائضين.. وكانوا يكذبون بيوم الدين.
وهذه الأسباب الأربعة هي أسباب دخولهم النار، حيث مارسوا الكفر في حياتهم ولم يتوبوا عنه، لذلك لا تنفعهم شفاعة الشافعين.
سورة القيامة
يقسم الهي بيوم القيامة وبنفس الإنسان اللوامة التي تلومه على تقصيره مع ربه، وتقرر أن الله قادر على جمع عظام الإنسان بعد الموت، وعلى خلق أصابع الإنسان بكل ما فيها من بصمات، فيجب على الإنسان عدم الاستمرار في الفجور؟ ولم يسأل عن موعد يوم القيامة؟ عند فزع البصر، وخسوف القمر واجتماعه مع الشمس، حيث لا مهرب من قدرة الله وعذابه، وحيث ينبأ الإنسان بأعماله ويشهد على نفسه ويلقى جزاء عليها، فينضر الله وجهه وينظر إلى ربه إن كانت أعماله خيرة، ويعبس وجهه ويرتعب إن كانت أعماله سيئة.
وبين القرآن في السورة للإنسان مراحل حياته، منذ أن كان نطفة إلى طور الموت .. ثم البعث .. والحساب.
سورة الإنسان
تذكر السورة ببداية الإنسان، إذ أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا، فقد كان الإنسان عدماً ثم خلقه وصوَّره وجعل منه ذرية ، ومنحه الحواس وقدرة التمييز، وجعله مختاراً فإما شاكراً لله أو كافراً بنعمته ثم تصور السورة ما أعد الله للكفار من سلاسل لأقدامهم، وقيود لأعناقهم، ونار مستعرة.
وتصور السورة مصير الشاكرين الأبرار، أي المحبين للخير، وهو سعادة المصير، جزاء لهم، وكان سعيهم مشكورا. أنزل الله القرآن على النبي صلى الله عليه و سلم ، وأمره بالصبر لحكم ربه، وبذكر اسم ربه، بكرة واصيلا، والتهجد له ليلاً وتسبيحه طويلاً.. ونهاه عن إطاعة الآثم والكفور « الجاحد »، لأن هؤلاء يحبون العاجلة، ويغفلون عن متطلبات الخلود في الجنة، والله خلقهم وإذا شاء بدل أمثالهم تبديلا.
وفي السورة يأمر الله رسوله صلى الله عليه و سلم بالصبر لحكم ربه، وبالتذكير به لتطبيق تعاليم الإسلام لمن يشاء، وما يشاء الإنسان إلا أن يشاء الرحمن، وإن الله كان عليماً حكيماً، يدخل من يشاء في رحمته، والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً.
سورة المرسلات
تؤكد سورة المرسلات وقوع ما وعد الله به عباده يوم القيامة، إذ تحضر الرسل للشهادة على أقوامهم. وفي هذا اليوم يطمس نور النجوم، وتشقق السماء وتنشق الجبال، ويهلك المكذبون بالقرآن كما هلك المكذبون الأولون. ويُذكَر المكذبون المجرمون بما كان من خلق الله للإنسان.. والأرض.. ثم يؤمرون بالانطلاق إلى جهنم التي كانوا بها يكذبون، حيث لا ظل فيها إلا ظلاً من لهب، ذا ثلاث شعب، وناراً ترمي بشرر كالجبال والقصور في الضخامة.
وفي يوم الفصل يجمع الله الأولين والآخرين، يجزى المحسنون المتقون بنعيم الجنة، بما فيه من ظلال وعيون وفاكهة مما يشتهي أهل الجنة، ويتمتعون في أكلهم وشربهم.
أما المكذبون المجرمون، فيعرفون عجزهم عن الكيد للمؤمنين ، ويعرفون عاقبة العصيان والكفر بالقرآن فهم يعذبون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، فقد ضاعت عليهم فرصة النطق بالاعتذار في الحياة الدنيا، وتقرر السورة أن يوم الفصل مؤكد الوقوع، كما يؤكد القسم في أول السورة بالملائكة المرسلات، لتبليغ الإسلام.
سورة النبأ
آيات سورة النبأ أربعون آية، تصور تساؤل المشركين عن البعث الذي ينذر به صلى الله عليه و سلم، وتصور قدرة الله وما فيها من الآيات البيَّنات حيث الأرض ممهدة، والسماء فوقها، فيها سراج وهاج، أنزل الله منها على العباد ماءً ثجاجاً منهمراً، والمخلوقات أزواج تسير بنظام كوني ثابت، فالليل لباس، والنهار معاش، وتصور السورة يوم الفصل يوم ينفخ في الصور، وتفتح أبواب السماء، وتسير الجبال ويجيء الناس أفواجاً فمنهم من يدخل النار، لأنه كذب بآيات الله ومنهم من يفوز بالجنة، لأنه صدق وأتقى، وفي ذلك اليوم الحق.. ﭧ ﭨ ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ النبأ: ٣٨
وتقرر السورة رسالة النبي صلى الله عليه و سلم وبأنه ينذر بيوم الفصل ويطبق تعاليم الإسلام من يشاء فالإسلام سبيل الله الذي بيده الملك والدين.
سورة النازعات
آيات سورة النازعات ست وأربعون آية وتبدأ السورة بقسم يصور عمل الملائكة وهي تنزع أرواح الكفار، أو عملها وهي تخرج أرواح المؤمنين ، ثم تسوق الأرواح الكافرة إلى جهنم وتسوق الأرواح المؤمنة إلى الجنة، وتدبر أمر عقاب الأولى، وثواب الثانية.
وهذا القسم، لا يصور عمل الملائكة فحسب، بل يؤكد حقيقة قيام القيامة يوم ترجف الراجفة وترجف قلوب الكفار، وتخشع أبصارهم.. وتذكّر السورة بقصة موسى وفرعون عبرة لمن يخشى، ثم تختم بذكر المصير يوم القيامة « الطامة الكبرى » عندئذ يتذكر الإنسان ما سعى، فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى .. فإن الجنة هي المأوى.
وتختم السورة بتقرير أن علم الساعة عند الله، وما على الرسول إلا إنذار من يخشى الساعة، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها.
سورة عبس
في سورة عبس درس في الإقبال والإعراض عن الإسلام. وتحكي السورة عن ابن أم كلثوم رضي الله وأرضاه وكان رجلاً أعمى، جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم وكان النبي صلى الله عليه و سلم مشغولاً بدعوة نفرٍ من زعماء قريش. ويقول الصحابي الجليل للرسول صلى الله عليه و سلم علمني مما علمك الله، و هو رضي الله عنه أعمى لم يرَ انشغال النبي صلى الله عليه و سلم عنه بدعوة كبار قريش، فكره النبي صلى الله عليه و سلم ذلك منه فنزلت سورة عبس.
وتصور السورة الأعمى مقبلاً على النبي صلى الله عليه و سلم والرسول عابس مدبُر عنه، إن الدعوة إلى الإسلام لا تكون بالإلحاح وإنما تقوم على الإقناع فالإيمان يمكن التوصل إليه بالتأمل في خلق الإنسان، وإذا آمن أعد نفسه للساعة أي القيامة. وقد خلق الله الإنسان من نطفة ويُسر له سبل الحياة كما يُسّر للممات. العجيب أن الإنسان يعرض عن تعاليم الإسلام برغم العبر الكثيرة وفيها طعامه الذي يأكله، فالأرض تروى بالماء وتشقق عن النبات، كالعنب والرطب، والزيتون والنخل والبساتين المثمرة، والمروج المعشبة وكل ذلك ليتمتع الإنسان في الحياة.
وفي يوم القيامة ينشغل الإنسان بنفسه ويفر من أخيه وأمه وأبيه ومن صاحبته وبنيه، والناجون في ذلك اليوم وجوههم ضاحكة مستبشرة، أما الهالكون فوجوههم مغبرة مرهقة لأنهم كانوا كفرة فجرة جحدوا نعم الله، ولم يؤمنوا بالله فكانوا كفرة فهم لم يتذكروا الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة بأيدي سفرة ، كرام برر، من الملائكة والرسل ومنهم النبي الخاتم ×.
سورة التكوير
في سورة التكوير تأكيد على صدق النبي صلى الله عليه و سلم فيما يبلغه من قرآن منزل عليه بواسطة جبريل عليه السلام. وهو الرسول الكريم ، ذو قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين ، وهو صلى الله عليه و سلم ليس بمجنون حاشاه صلى الله عليه و سلم ولا بخيل ، فقد رأى وسمع من أنباء الغيب، فهو صلى الله عليه و سلم يُذكر من شاء أن يطبق تعاليم الإسلام، فإن كل نفس ستعلم ما أحضرت يوم القيامة. والسورة تصور أحوال القيامة حيث الشمس مكورة والنجوم مظلمة، والجبال مسيرة، والنُّوق العشار معطلة، والوحوش محشورة، والنفوس مزوجة ، والمؤودة مسؤول عن سبب قتلها، وصحف الأعمال منشورة، والسماء مكشوطة، أي مقلوعة ومزالة، والجحيم مسعرة، أي موقدة بشدة، والجنة مزينة، عندئذ تعلم كل نفس ما أحضرت، ويقسم الله بالكواكب الجاريات وبالليل والصباح. وتقرر السورة أن القرآن قول رسول كريم وذكر للعالمين فعلى المؤمنين أن يتعلموا من القرآن لأنه قول رسول كريم، وما هو بقول شيطان رجيم كما يدَّعون.
سورة الانفطار
آيات سورة الانفطار تسع عشرة آية تصور مشهد القيامة، يوم تنشق فيها السماء ، وتتساقط الكواكب متفرقة، وتُفجَّرُ البحار فتصبح بحراً واحداً، وتبعثر القبور، فيقلب ترابها، ويخرج من فيها. وعندئذ تعلم كل نفس ما قدمت في حياتها من أعمال، وما أخرت. ثم تخاطب السورة الإنسان وتؤنبه على جرائته على عصيان ربه الكريم وقد خلقه تفضلاً منه سبحانه، فمن اغتراره بالدنيا يكذب بيوم الدين.. فتكتب الحفظة من الملائكة تكذيبه، فيعاقب يوم القيامة بالنار لفجوره، ويوم القيامة لا تملك نفس لنفس شيئاً، والأمر يؤمئذ لله وكما يأمر الله بمعاقبة الفجار يأمره سبحانه بمكافأة الأبرار فيدخلهم الجنة.
سورة المطففين
تنذر السورة من يبخسون الناس حقوقهم ويخسرون الميزان بالعذاب الشديد يوم البعث والحساب.
وتبين السورة كتاب الفجار المكذبين بيوم الدين بأنه مسطور في سجين ، ومصير الفجار النار التي كانوا بها يكذبون والأبرار كتابهم في عليين. ويشهد عليه المقربون ومقر الأبرار في نعيم، وبأن الفجار في الدنيا يضحكون من الأبرار، وكانوا من قبل يتغامزون عليهم عندما يمرون، وكانوا يتمتعون باحتقارهم قائلين ﭧ ﭨ ﭽ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﭼ المطففين: ٣٢ كأنهم كلفوا بالحكم على أعمالهم.
أما في الآخرة فقد جاء دور الأبرار، ليضحكوا من الفجار.. ﭧ ﭨ ﭽ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﭼ المطففين: ٣٤ ﭧ ﭨ ﭽ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﭼ المطففين: ٢٣ ﭧ ﭨ ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭼ المطففين: ٣٦ أي جوزي الكفار بعملهم.
سورة الانشقاق
آيات سورة الانشقاق خمس وعشرون آية. السورة تصور ما تصوره سورة الانفطار بعبارات أخرى، فالإنسان يكدح إلى ربه كدحاً فيلاقيه يوم تنشق السماء وتنقاد لربها، يوم تسوى الأرض وتلقي ما في جوفها وتهرع إلى ربها.. وجدير بها وبالسماء أن تنقادا إليه فعجباً للإنسان الذي لا ينقاد لربه.
وتبين السورة حال الإنسان إذ يلاقي ربه يؤمئذ، ﭧ ﭨ ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ الانشقاق: ٧ - ١٢
وتؤكد السورة أن المجرمين من الشدة في حال بعد حال لأنهم يكذبون بالقرآن ، ويضمرون العداء للإسلام ، وتؤكد عذاب المكذبين وحسن ثواب المؤمنين... الذين يؤمنون ويعملون الصالحات، فلهم ثواب مستمر لا ينقطع. ﭧ ﭨ ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ الانشقاق: ١٦ - ١٩ الشفق حمرة الأفق بعد الغروب ووسق الليل هو ما يجمعه ويستره، واتساق القمر هو اكتماله. وكما تتحول أحوال الشمس بالغروب تتحول أحوال المغترين بالدنيا. وكما تتحول أحوال القمر بالاكتمال تتحول أحوال المؤمنين لما هو أفضل.
سورة البروج
تشير سورة البروج إلى عناد المرتابين وطمئنت الرسول حديث الجنود، فرعون وثمود فقد كذبوا موسى وهوداً، لكن الله أهلكهم ونصر رسوليه عليهما السلام، حيث أن الله محيط بالكافرين. ومشهد أصاحب الأخدود،« وهو الشق في الأرض » ، ويروى أنه لما تنصرّ أهل نجران، غزاهم ذو نواس اليهودي، ملك حمير.. فأحرقهم في الأخاديد من لم يرتد عن نصرانيته التي اعتنقها. وتبين السورة مصير هؤلاء القتلة المعتدون وهو عذاب جهنم، وعذاب الحريق.. لأنهم نقموا من المؤمنين الذين آمنوا بالله العزيز الحميد، مالك السموات والأرض وهو على كل شهيد، يبدئ الخلق ويعيده، فعال لما يريد، يبطش بالكافرين بطشاً شديداً، ويكافئ المؤمنين بالفوز العظيم. جنات تجري من تحتها الأنهار. ويقسم الله جل وعلا في السورة بالسماء ذات البروج التي تدخل فيها الشمس فتحدث الفصول الأربعة، وباليوم الموعود يوم القيامة، وبمن يشهد في ذلك اليوم من الخلائق، وبما يحصل فيه من العجائب فيجب أن يصدق الإنسان بالقرآن.

سورة الطارق
سورة الطارق تؤكد حقيقة الإنسان ومصيره والإنسان الذي خلق من ماء دافق، ويبعث بعد الموت في يوم تختبر فيه السرائر بالحساب، وبأن على كل نفس حافظ أي رقيب. ويؤكد ذلك بالقسم بالسماء، ونجمة الصبح التي تثقب الظلام.
وتقرر السورة أن القرآن.. قول فصل، يفصل بين الحق والباطل، وهي حقيقة تؤكدها السورة بالقسم بالسماء التي تدور كواكبها، وبالأرض التي تنشق عن نباتاتها. الكافرون يكيدون للإسلام بتكذيب القرآن كدعاية مضادة والله يبطل المخططات المضادة للإسلام، فينتقم من هؤلاء.
سورة الأعلى
تأمر السورة النبي صلى الله عليه و سلم بالتسبيح باسم ربه الأعلى، والتسبيح يعني التنزيه عن النقص « والقصور »، فهو الذي خلق كل شيء ، وسوى خلقه، وقدره بمقادرير حكمته، وهداه في مسيرته، وفي العشب مشهد من مشاهد تقدير الله جل شأنه، فقد أنبته من الأرض لتأكله المواشي.
لقد وعد الله النبي صلى الله عليه و سلم بالقراءة، وأمره بتبليغ تعاليم الإسلام. وتأمر السورة النبي صلى الله عليه و سلم بالتذكير بالقرآن، فيخبره أن الأشقى لا يتذكر، ومصيره النار الكبرى، حيث لا يموت فيها ولا يحيى، والخاشي لله يتذكر، ويتزكى، ويذكر اسم ربه ويصلي . والناس منهم من يؤثر الحياة الدنيا، والآخرة خير من الدنيا وأبقى، وبيان حال النوعين قد ورد في الكتب السابقة، وهي صحف إبراهيم وموسى.

سورة الغاشية
تبين السورة حال الناس يوم القيامة حيث تغشى الشدائد الناس، فيذل الله الكفار ويعز المؤمنين .. وتذكر السورة بقدرة الله، وإعجازه في خلق الإبل ورفع السماء وتسطيح الأرض « وهي كرة » ونصب الجبال، وبأن الرسول صلى الله عليه وسلم مذكر ولا يتسلط على أحد ممن يذكّرهم فإلى الله إيابهم، وعليه حسابهم، وهو يعذب المتولين الكفار ذلك هو المصير.. وتلك طريقة التذكير ونهج الدعوة إلى الله.
سورة الفجر
في السورة يُقسم الله جل وعلا بالفجر، والليالي العشر « العشرة الأخيرة من رمضان » والعدد الفردي والزوجي لعل ذا عقل يعتبر بهذه الشواهد العظيمة.
وتنبئ السورة عن إخبار عاد وثمود، وفرعون لتنبيه ذوي العقول إلى قدرة الله وحده، وإلى نصرة رسوله، والله بالمرصاد، يراقب أعمال عباده. وهو مستوٍ على عرشه. والإنسان المختبر بالنعمة والإكرام، يقول ﭧ ﭨ ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ الفجر: ١٥ والإنسان المختبر بقلة الرزق،يقول: ﭧ ﭨ ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ الفجر: ١٦ إن سبب الإهانة والضيق في الواقع هو تقصير الإنسان بعدم إكرام اليتيم، وعدم الحض على إطعام المسكين، وأكل المواريث بلا مبالاة، وحب المال بشراهة. ورغم ذلك فإن الله بالمرصاد، يتولى يوم القيامة، عذاب الإنسان وثوابه، تصور الصورة الكون يوم القيامة مشاهد الأرض وهي مدكوكة على شكل سهول، والملائكة مصفوفة، وجهنم حاضرة، وتذكر الإنسان يوم لا تنفع الذكرى ويمينيه لو أنه قدم في الدنيا عملاً صالحاً لحياته الآخرة فلا يعذب أحد أكثر منه، أما النفس المؤمنة فهي مطمئنة راضية مرضية، وتدخل مع عباد الله الصالحين جنة الخلد.
سورة البلد
تصور سورة البلد حال الإنسان في مسيرته في مكابده الحياة منذ خلقه فالإنسان مهيأ للخير كما هو مهيأ للشر، والأحرى به أن يشكر الذي جعل له عينين ولساناً وشفتين، بدلاً من أن يفتخر بقدرته وماله وعلى الإنسان أن يقتحم العقبة، أي العائق المانع من دخول الجنة، بتحرير العبد وإطعام اليتيم والجائع وإطعام من لا يملك شيئاً، بما يجعل أفراد المجتمع غير محتاجين ويجعل الإنسان مؤمناً إيماناً عملياً متواصياً بالصبر والرحمة. والمتحلي بهذه الصفات، يقتحم العقبة، أي الطريق الصعب في الجبل، يعني جبل الحياة الدنيا، ويكون من أصحاب الميمنة. أما الذين كفروا بآيات الله ، فهم أصحاب المشأمة أي الشؤم والخسران، تطبق عليهم النار.
سورة الشمس
تصور سورة الشمس مشهداً مظلماً رسمته ثمود بمخالفة نبيها فأهلكها الله. وهذا المشهد المظلم يتكرر لكل نفس خائبة دساها صاحبها أي وأدها بالجهالة والعصيان. وتفلح نفس الإنسان إذا ما زكاها، أي طهرها مما يغضب الله. والمصيران حتميان في كل زمان يؤكد ذلك قسم الله بالشمس والقمر والنهار والليل والسماء والأرض والنفس وخالقها، وما يتعلق بكل ذلك من نظام وممارسات.
سورة الليل
تؤكد سورة الليل أن سعي الناس مختلف ومن يصدق منهم بالكلمة الحسنى، ويتق الله، وينفق من ماله لوجه ربه الأعلى يوفق للطريقة اليسرى ويرضى، ومن لا يصدق ولا ينفق، فيوجه للطريقة العسرى، ويصلى النار، ولا يغني عنه ماله بعد هلاكه وموته. وهذه الحقيقة تؤكدها السورة بقسم الله تعالى، بالليل والنهار وخلق الإنسان.. كما تؤكد الإنذار والملك، فالآخرة والأولى لله، وما على الرسل إلا بيان طريق الهدى، والتحذير من النار، فماذا يصنع الأتقى وماذا يصنع الأشقى؟!.
سورة الفجر
أقسم الله في سورة الفجر بالضحى وسكون الليل بأنه لم يقطع الوحي عن النبي× مودعاً أو مبغضاً، والآخرة خير وأبقى، وأن الله سوف يعطيه حتى يرضى. وتذكر السورة النبي بأنه كان يتيماً فجعل الله له مأوى، وكان فقيراً ذا عيال فأغناه عن الحاجة، وكان ضالاً فهداه بالإسلام. وتنهى السورة عن قهر اليتيم وعن نهر السائل، وتأمر بالتحدث عن نعم الله.
سورة الشرح
شرح الله صدر النبي صلى الله عليه و سلم بالإسلام، ووضع عن كاهله أحمال التفكير لما هو أقوم، ورفع ذكره، فجعله رسولاً كريماً على خلق عظيم. وتشير السورة إلى أن الدعوة إلى الإسلام فيها عسر ويسر ، لكن اليسر دائماً يلي العسر، لذا فلا بد من المجاهدة لهداية الناس. وفي السورة أن الإنسان مطالب أن يحمل نفسه أولاً على الإسلام ثم يحاول أن يقنع الآخرين أن يحملوا أنفسهم على الإسلام.
سورة التين
يقسم الله بالتين والزيتون وبطور سينين، وبالبلد الأمين على أنه خلق الإنسان في أحسن تقويم، ويستمر كذلك إذا آمن وعمل الصالحات فأجره مضطرد غير مقطوع. أما إذا لم يؤمن، ولم يعمل الصالحات فإنه يرد إلى أسفل سافلين، ويحط إلى عذاب جهنم.
سورة العلق
تخاطب السورة النبي صلى الله عليه وسلم أن يا محمد ﭧ ﭨ ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ العلق: ١ - ٣ ولا تطع كل من يعارض الإسلام ، بل نفذ تعاليم الإسلام، فربك هو الأكرم الذي خلقك وعلم بالقلم، أي تعلم علم ما يكتب، وتعلم كل علم متوفر لخدمة الإسلام.
سورة القدر
أن الله أنزل القرآن في ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، تنزل فيها الملائكة وجبريل بإذن من الله بكل أمر. وليلة القدر ليلة سلام حتى مطلع الفجر.
سورة البينة
تقرر السورة حقيقة وهي ﭧ ﭨ ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ البينة: ١ - ٢ فلما جاء الإسلام تفرقوا وما أمروا في الإسلام إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة.
والكفار مصيرهم جهنم خالدين فيها، وأولئك هم شر البرية ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، يجازيهم الله بجنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه.
سورة الزلزلة
تبين السورة بعض أحوال يوم القيامة، حيث تضطرب الأرض بشدة ، فتخرج ما في بطنها فيقول الإنسان ما للأرض؟!!. فتجيبه الأرض: بأن ربك أوحى إليَّ أن أكون على هذه الحال التي ترى. فيومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليُروا أعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يراه، ومن يعمل مثقال ذرة شريره.
سورة العاديات
تؤكد سورة العاديات حال الإنسان من ربح وخسارة، فالإنسان جحود لنعمة ربه ، محب للمال، وهو يشهد بذلك على نفسه.. والله خبير بما في صدور الناس. ويعرف الناس ذلك عندما يبعث ما في القبور، ويحصل ما في الصدور، أي يوم تقوم القيامة . وتؤكد السورة هذا بالقسم بالخيل الراكضة وصوت أنفاسها، والشرر المتطاير من حوافرها، وهي تغير صبحاً فتثير غباراً، وتتوسط به جمعاً من الأعداء. وفي القسم بالخيل تأكيد لكفر الإنسان بنعم الله عليه وتذكيره بيوم الاختبار « يوم القيامة » .
سورة القارعة
سورة القارعة تغري بالطاعة وتحذر من العصيان. والقارعة هي ما يقرع الناس بالفزع الشديد من الحوادث، في يوم ينتشر الناس فيه كالفراش، وتصير فيه الجبال كالصوف.
وفي ذلك اليوم توزن الأعمال: فمن أصبحت أعماله الصالحة أكثر من أعماله الطالحة أصبح في عيشة راضية في الجنة، ومن تكون أعماله الطالحة أكثر من الصالحة ألقي في الهاوية « جهنم » .
سورة التكاثر
يتلهي الناس بالتكاثر من الأولاد وعدد الأفراد حتى يزورون المقابر بالموت، وعند البعث يرون الجحيم ويسألون عن النعيم، فإن التكاثر ليس من النعيم في شيء فكل ما يلهي عن ذكر الله ليس نعيماً.
سورة العصر
أقسم الله بالعصر « الدهر » بأن الإنسان خاسر، ما لم يؤمن بالله ويعمل الصالحات ويوصي بتعاليم الإسلام ويصبر على تطبيق الإسلام في الحياة وينشر تعاليمه علماً وقدوة.
سورة الهمزة
تصور السورة أناساً ليسوا على خلق الإسلام، إذ يؤذون الناس بالهمز واللمز وهمهم جمع المال، ظناً منهم أن المال هو وسيلة الخلود والإنسان بهذا هالك معذب لا محاله إذ يرمى في الحطمة نار الله المؤقدة التي تطلع على الأفئدة، وتوصد على أهلها فتقفل حيث يكونون في عمد ممددة في النار الموقدة الموصدة.
سورة الفيل
تحكي سورة الفيل عن الملك اليمني « أبرهه » ، الذي عزم على هدم الكعبة المشرفة ليصرف الناس عنها إلى كنيسته التي بناها في صنعاء، ولكن الله جعل كيده في تضليل، وأرسل عليه وعلى جيشه أسراباً من الطيور تقذفهم بحجارة ثاقبة، فأهلكتهم وجعلتهم كورق شجر مأكول.
سورة قريش
قد ألفت قريش رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، وقد رزقها الله ما يدفع عنها الجوع والحاجة، وأنعم عليها بما يدفع عنها الخوف. ولهذا كان حري بهم أن يعبدوه حيث أنه هو الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، شكراً له سبحانه على نعمة الإيلاف.
سورة الماعون
من مقتضى الإيمان رعاية اليتيم والحض على طعام المسكين ، فالويل للمصلي الساهي عن صلاته والذي يرائي بها، ولا يعاون الناس على الخير. إن الصلاة تقتضي إخلاصها لله، والتعاون على إنشاء مشاريع الخير في المجتمع المسلم.

سورة الكوثر
في سورة الكوثر تقريع للإنسان الجاحد لنعمة ربه الذي يكره الرسول صلى الله عليه و سلم فهذا « الشانئ » الكاره هو الذي يبتره الله من الدنيا فلا يبقى له أثر من الخير يذكر به. أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو موصول الذكر لما جاء به من الإسلام ، والشكر لله يقتضي الذكر والصلاة والنحر يوم النحر من الأضحى ، وتقرر السورة أن كاره النبي صلى الله عليه و سلم والذي جاء به هو الذي لا يبقى له أثر في التاريخ.
سورة الكافرون
قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ، فالكافرون لا يعبدون الله فكل له دينه الخاص به.
سورة النصر
إذا جاءكم أيها المسلمون نصر الله، ودخل كثير من الناس في الإسلام فعليكم بتسبيح الله واستغفاره. حيث إن التسبيح والاستغفار من دواعي قبول التوبة.

سورة المسد
خسر أبو لهب فإن ماله لن يغني عنه، لأنه سوف يصلى ناراً ذات لهب وامرأته حاملة الحطب التي تربط في جيدها حبلاً من مسد.
سورة الإخلاص
تأمر السورة الرسول صلى الله عليه و سلم وكل مؤمن أن يقول الله أحد : لا مثيل له
الله الصمد: الذي تلجأ إليه الخلائق وتقصده لإشباع حاجاتها.
لم يلد : ليس له ولد.
ولم يولد: ليس له أب.
ولم يكن له كفواً : لا يوجد له مثيل أو شبيه.
سورة الفلق
قل أيها النبي وكل مسلم: ألجا إلى رب الفلق: أي خالق كل مخلوق، ومالك الوقاية والحماية من شر مخلوقاته، كيفما ظهر ذلك الشر سواء بصورة حاسد يتمنى زوال النعمة عمن أنعم الله عليه ، أو بصورة ساحر يعقد عقداً وينفخ فيها ليغير وضعاً ما، أو بصورة ليل شديد الظلام ، فرب الفلق ملاذ يقي اللاجئ إليه من كل شر، ومن الظلام والسحر والحسد.
سورة الناس
قل أيها النبي وكل مسلم : أعوذ « ألجا » إلى رب الناس إله الناس، واستعين به أن يجنبني شر الوسواس الخناس « الشيطان » الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة « الجن »، ومن الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق