الخميس، 8 مارس 2012

المرأة في الشريعة الإسلامية
مبادئ الإسلام في المرأة:
تتلخص مبادئ الإسلام في المرأة في المبادئ التالية:
أولاً: إن المرأة إنسان كالرجل سواء بسواء قال صلى الله عليه وسلم : (إنما النساء شقائق الرجال) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيره.
ثانياً: المعصية وقعت من آدم ولم تقع من حواء ، قال تعالى : ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ طه: ١٢١.
ثالثاً: فهي في العمل كالرجل سواء بسواء ، قال تعالى: ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ النحل: ٩٧.
رابعاً: حارب الإسلام احتقار المرأة ومعاملتها معاملة غير إنسانية ، قال تعالى: ﭽﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ النحل: ٥٩.
قال تعالى: ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ التكوير: ٨ – ٩
خامساً: المرأة نظر إليها الإسلام كإنسان فالإسلام عموماً لا يفرق بين إنسانية الرجل والمرأة لضرورات في طبيعة المرأة وهذا التكريم يقتضي إعطاءها نفس الحقوق المعطاة للرجل وإعطاء الأهلية الكاملة كما للرجل في جميع التصرفات.
والمرأة لا تختلف عن الرجل شرعاً إلا في التالي:
1. في الشهادة قال تعالى: ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﭼ البقرة: ٢٨٢.
2. في الميراث.
يكون نصيب المرأة كالرجل كما في الأخوات لأم، فإن الواحدة منهن إذا انفردت تأخذ السدس كما يأخذ الأخ لأم إذا انفرد وإذ كانوا رجالاً ونساءً اثنين فأكثر فإنهم يشتركون جميعاً في الثلث ، للذكر مثل حظ الأنثى وقد يكون نصيبها مثل الذكر أو أقل منه كما في الأم مع الأب إذا كان للمتوفي أولاده فإن ترك معها ذكوراً فقط أو ذكوراً نساءً فقط كان لكل من الأب والأم السدس ويأخذ الأب بعد ذلك ما زاد من التركة عن السهام ، فمن مات عن بنت وزوجة وأم وأب كان للبنت النصف وهو اثنا عشر من أربعة وعشرين ، وللزوجة الثمن وهو ثلاثة ، وللأم السدس وهو أربعة ، وللأب السدس والباقي فيكون له خمسه.
وقد تأخذ المرأة نصف ما يأخذه الرجل وهو الأعم الأغلب وهو القاعدة العامة إلا ما ذكرناه وذلك معلل أنه ينفق على المرأة والرجل ينفق عليها.
4 – رئاسة الدولة:
ورد في هذه المسألة الحديث : (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) وورد هذا الحديث لأن العزى ولوا الرئاسة عليهم إحدى بنات كسرى بعد موته وهذا تنبأ وليس حكم والقرآن الكريم يساوي بين المرأة والرجل في المسائل القانونية والتصرفات والالتزامات والعقود ، قال تعالى: ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ التوبة: ٧١، والمرأة تساوي المرأة بالرجل في كل شئون الحياة وكل ما يتعلق بالمصلحة العامة.
ليس في الإسلام ما يمنع المرأة من توليها لكمال أهليتها وأن تنال نفس حقوق الرجل وتلتزم بنفس الواجبات بصفتها إنسان مثل الرجل.
5 – للرجل حق التعدد دون المرأة قال تعالى: ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ النساء: ٣.
ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ النساء: ١٢٩.
يستفاد من هاتين الآيتين التاليتين:
أ – إباحة تعدد الزوجات حتى الأربع ألا قر في (إنكحوا) يفيد الإباحة.
ب – العدل الواجب هو المساواة في الاتفاق وفي السكن والمبيت والعدل المستحيل هو المساواة في الحب.
6 – الطلاق بيد الرجل دون المرأة وللمرأة الخلع وطلب التطليق للضرر بحكم من القاضي.
مبادئ الطلاق
سلك الإسلام في حل المشاكل الزوجية الطرق التالية:
1. مسئولية كل منهما تجاه الآخر في حل مشاكلهما لحديث (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيته).
2. إذا بدأ الخلاف بينهما عليهما بالصبر ومحاولة تهدئة الأمور ، قال تعالى: ﭽ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ النساء: ١٩.
3. إذا خاف الزوجان شقاق بينهما فليبعثا حكم من أهل الزوجة وحكم من أهل الزوج فإذا لم يستطيع الحكمان أن يصلحا بينهما فللزوج أن يطلقها طلقة واحدة فتعتد في بيت الزوج مدة ثلاث حيضات فإن لم تحض تعتد بثلاث أشهر وإذا كانت حامل فأجلها أن تضع حملها ويشترط ألا يطلقها وهي حائض ولا في ظهر ما فيه.
للزوج أن يراجع زوجته في العدة فإذا انتهت العدة له أن يردها بعقدة جديدة ومهد جديد وعلى الزوج أن يتبع نفس الخطوات إلى أن يطلقها الثالثة التي تسمى البينونة الكبرى ولا يجوز لها أن ترجع إليه حتى تتزوج زوج آخر فيطلقها طلقة بائنة بينونة صغرى أو كبرى ، الطلاق كله رجعي إلا في الحالات الآتية:
1. الطلاق الثالث فإنه يقع بائناً فوراً.
2. الطلاق قبل الدخول.
3. (الخلع) الطلاق على مال.
4. التفريق للعلل الجنسية.
5. التفريق للشقاق بين الزوجين.
القرآن صريح في جعل الطلقات ثلاثاً لفسح المجال لعودة الصفاء بين الزوجين بعد الطلقة الأولى والطلقة الثانية ، قال تعالى: ﭽ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﭼ البقرة: ٢٢٩ ، ثم يقول بعد ذلك (فإن طلقها ) أي للمرة الثالثة فلا تحل بعد حتى ينكح زوجاً غيره.
والذي نستنتجه من ذلك أن الله لم يشرع الطلاق لبث الحياة الزوجية بثاً نهائياً وإنما جعله على مراحل وترك بين كل مرحلة وأخرى فرصة للمراجعة والمصالحة ، وهذا لا يتأتى مع إنفاذ الثلاث بلفظة واحدة.
وطلاق فاقد الوعي كالسكران وفاقد الرضى كالكره ، والمدهوش لا يقع وذلك لأن الأصل في صحة التصرفات كلها اكتمال الأهلية وتكتمل الأهلية بالعقل والبلوغ والرضى والعقل بفقدانه للتمييز والإكراه يفقد الرضى والغضب وفقدان الوعي يفقد التمييز والتمييز والرضى مناط المسئولية لأن النية يشترط فيها التمييز والرضى والبلوغ على اكتمال التمييز عند الإنسان.
الطلاق للغيبة
قال تعالى: ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭼ البقرة: ٢٣١، فالغيبة لا بد لها من عذر مقبول لا يصل يشترط فيها في العنية أن لا تكون لعذر مقبول ، إذ يكون ذلك دليلاً على قصده الإضرار بها فإن كان لعذر مقبول، كالغياب في خدمة العلم لا يحق لها طلب التفريق لأنه لم يقصد بغيابه الإضرار لها.
الطلاق لعدم الإنفاق
إذا كان معسراً فلا يجوز الإضرار به بتطليق امرأته عليه أما إذا كان غنياً فيرد عن ظلمه بإجباره بالإنفاق عليها ، قال تعالى: ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ الطلاق: ٧.
الطلاق للمرض
جواز طلب التفريق من كل عيب مستحكم سواء كان في الزوج أو الزوجة لأن العقد قد تم على أساس السلامة من العيوب فإذا انتفت السلامة فقد ثبت الخيار وذلك لمنع الضرر عن الرجل والمرأة على السواء وهذا متفق مع قواعد الشريعة ومقاصدها وحكمة التشريع من الزواج.
الطلاق للفرار من التوريث
إذا طلق المريض مرض الموت زوجته فراراً من توريثها ما لم تتزوج رجلاً آخر قبل وفاته فإنها ترثه معاملة له بعكس قصده.
صوت المرأة
القرآن أجاز سؤال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجاب رغم التغليظ في أمرهن حتى حرم عليهن ما لم يحرم على غيرهن ومع هذا قال تعالى: ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﭼ الأحزاب: ٥٣.
السؤال يقتضي جواباً وهو ما كانت تفعله أمهات المؤمنين حيث كن يفتين من استفتاهن ، ويرون الحديث لمن يريد أن يتحملها عنهن.
وقد كانت المرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم في حضرة الرجال ولم تجد في ذلك حرجاً ولا منعها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ردت المرأة على عمر رأيه وهو يخطب على المنبر فلم ينكر عليها وقال: (كل الناس أفقه من عمر) والفتاة ابنة الشيخ الكبير في سورة القصص يقول لموسى: ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﭼ القصص: ٢٥.
كما تحدثت إليه هي وأختها من قبل حين سألها : ﭽ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ القصص: ٢٣.
وحكى لنا القرآن الكريم ما جرى من حديث بين سليمان عليه السلام وملكة سبأ وما جرى من حديث بين بلقيس وقومها من الرجال ، وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ما ينسخه من شرعنا.
إنما المحرم الخضوع بالقول لقوله تعالى: ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ الأحزاب: ٣٢.
نظري الرجل إلى المرأة ونظر المرأة إلى الرجل
قال تعالى: ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﭼ النور: ٣١، ما ظهر منها من الزينة هو الوجه والكفان وقدميها، النظر المحرم هو النظر بتلذذ وشهوة ، والنظر إلى غير الزينة الظاهرة كالشعر والنحر والظهر والساقين والذراعين ونحوها حرام لغير المحرم بإجماع.
والمحرم يباح عند الضرورة أو الحاجة مثل الحاجة إلى العلاج والولادة ونحوها، والمباح يحرم عند حدوث الضرر منه ثابت بالبينات ولذا لوى النبي صلى الله عليه وسلم عنق ابن عمه الفضل بن العباس وحول وجهه عن النظر إلى المرأة الخشعمية في الحج وهي حلال . حين رآه يطيل النظر إليها وسأل العباس لماذا لويت عنق ابن عمك؟ قال (رأيت شاباً وشابة لم آمن الشيطان عليهما) والنظر كالعورة حرام بشهوة وبغير شهوة إلا إذا وقع ذلك فجأة بغير قصد ، قال جرير بن عبد الله : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال : (أصرف بصرك) رواه مسلم.
السوعتان عورة مغلظة حرم كشفها أو النظر إليها إلا في حالة الضرورة كالعلاج ونحوه وحتى إذا كانت مغطاة ولبس ما يشق عنها والفخذ عورة مخففة بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم حسر عن فخذه في بعض المواضع وهذا أقوى من القول من حديث : (الفخذ عورة فنظر المرأة والرجل إلى السوءتان حرام والنظر إلى غير العورة حلال فلا يجوز النظر بلذة) إلا نظر الرجل إلى زوجته والعكس صحيح لذا أمر الله المؤمنات أن يغضضن من أبصارهن كما أمر المؤمنين أن يغضو من أبصارهم سواء ، قال تعالى: ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ النور: ٣٠ – ٣١.
الغض من البصر : النظر بغير شهوة وغض البصر عدم النظر على الإطلاق، قد قص علينا القرآن الكريم قصة امرأة العزيز وهي تراوده عن نفسها حيث قالت له : ﭽ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭼ يوسف: ٢٣.
كما قص علينا قصة نسوة المدينة حينما رأين سوف عليه السلام لأول مرة: ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ يوسف: ٣١ – ٣٢، هذه الفتنة العظيمة لم تستدعي أن يعطي الرجل وجهه كما أن الخشعمية وقد كانت غير حاجة وفتنت الفضل بن العباس حيث دار النبي صلى الله عليه وسلم وجهه عنها ثلاث مرات ولم يأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تغطي وجهها.
إلقاء السلام على النساء
النصوص عامة تقال بالمذكر والمذكر يتصل المؤنث والمرأة لا تخرج عن كونها كالرجل إلا بدليل قطعي صحيح صريح كما هو شرط الاستدلال.
قال تعالى: ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﭼ النساء: ٨٦.
ففي صحيح البخاري : أن أم هانئ ابنة أبي طالب ـ ابنة عمه ـ قالت : ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عام الفتح فوجدته يغسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه قال : (من هذه؟) فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال : (مرحباً أم هانئ) الحديث وقد رواه مسلم أيضاً فهو حديث متفق عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عائشة ، هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، قالت: وعليه السلام ورحمة الله ).
وتجوز عيادة المرأة للرجل فقد أعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد من الأنصار كما روى البخاري ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما دخلت عليهما عائشة رضي الله عنها فقال: يا أبت كيف تجدك ؟ ويا بلال كيف تجدك ) الحديث رواه البخاري.
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها : (لعلك أردت الحج ، قالت : والله لا أجدني إلا وجعة فقال لها : (حجي واشترطي) رواه الشيخان.
مصافحة الرجل للمرأة
هناك قاعدة تقول .. ترك النبي للشيء يدل على الإباحة ولا يدل على التحريم كما أن التحريم لا يثبت إلا بدليل قطعي لا شبهة فيه.
روى البخاري في كتاب الأدب من صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت وفي رواية أحمد عن أنس أيضاً قال : (إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجئ فتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت وأخرجه ابن ماجه أيضاً.
وجاء في الصحيحن والسنن عن أنس أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ـ من القيلولة ـ عند خالته خالة أنس أم حرام بنت ملحان زوج عبادة بن الصامت ونام عندها واضعاً رأسه في حجرها وجعلت تفلي رأسه ) إلخ ما جاء في الحديث أن خصائص النبي صلى الله عليه وسلم لا تثبت بالاحتمال وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم دليل على الخصوصية.
إن مجرد الملامسة ليس حراماً إلا إذا كانت ملامسة يقصد بها الاستمتاع الجنسي.
عمل المرأة
المرأة إنسان كالرجل هي منه وهو منها كما قال تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭼ آل عمران: ١٩٥، ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﭼ النحل: ٩٧، ويشترط في خروج المرأة للعمل الشروط التالية:
1. أن يكون العمل مباحاً.
2. أن تكون متحجبة لا يظهر منها إلا وجهها وكفيها وألا تحاول أن تثير جنسياً ، قال تعالى: ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﭼ النور: ٣١ ، ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﭼ النور: ٣١ ، ﭽ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ الأحزاب: ٣٢.
الذي يثار دون أن يعمل ضميره فإنه مريض.

النقاب
المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها وقدميها والدليل قوله تعالى: ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ النور: ٣١ ، قال عامة الصحابة : الكحل والخاتم والمراد مواضعهما ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المحرمة عن لبس القفازين والنقاب ) روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تلبس المحرمة النقاب ولا القفارين.
قال تعالى: ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﭼ النور: ٣١ ، الخمر جمع خمار ، وهو غطاء الرأس والجيوب جمع جيب وهو فتحة الصدر من القميص ونحوه ، فأمر المؤمنات أن يسدلن خمرهن على الصدور فلو كان ستر الوجه واجباً لصرحت به الآية فأمرت بضرب الخمر على الوجوه كما صرحت بضربها على الجيوب.
أمر الله تعالى بالضرب بالخمار على الجيوب وهذا نص على ستر العورة والعنق والصدر وفيه نص على إباحة كشف الوجه لا يمكن غير ذلك أصلاً. لو كانت الوجوه كلها مستورة وكان كل النساء منقبات فما الداعي إلى الغض من الإبصار؟ وماذا عسى أن تراه الأبصار إذا لم تكن الوجود سافرة يمكن أن تفتن.
قال تعالى: ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ الأحزاب: ٥٢.
من المستحيل أن يعجب الإنسان بالحسن من غير رؤية وتدل النصوص والوقائع الكثيرة على أن عامة النساء في عصر النبوة لم يكن منقبات إلا ما ندر بل كن سافرات الوجوه.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته فأتى زينت ـ زوجه ـ وهي تمعس منيئة ـ أي تدبغ أديماً ـ فقضى حاجته وقال : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن ذلك يرد ما نفسه) رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
روى النسائي أن امرأة من خشعم استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والفضل بن العباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الفضل يلتفت وكانت امرأة حسناء ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحول وجه الفضل من الشق الآخر.
فلو كان الوجه عورة لما أقرها النبي صلى الله عليه وسلم على كشفه بحضرة الناس ولأمرها أن تغطي وجهها ولو كان وجهها مغطى ما عرف ابن عباس حسناء أم شوهاء.
وهذا الحديث يستدل به على اختصاص آية الحجاب ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﭼ الأحزاب: ٥٣ ، بأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن لأن قصة الفضل بن العباس في حجة الوداع وآية الحجاب في نكاح زينب في السنة الخامسة من الهجرة.
روى أبو داود إن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها أم خلاد وهي منتقبة تسأل عن ابنها وهو مقتول فقال لها بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة ؟ فقالت: إن أرزا ابني فلن أرزا حيائي.
تعجب الصحابة من أنها منتقبة يدل على النقاب أمر غير سائد في ثقافة الصحابة.
المرأة تزوج نفسها
الصغيرة لا يجوز أن يعقد عليها لأنها ليست مكلفة قال صلى الله عليه وسلم : (الأيم أحق بنفسها من وليها) يعم كل ولي.
قال صلى الله عليه وسلم : (البكر تستأذن)، الاستئثار والاستئذان يشيران إلى أن زوج المرأة بإرادتها لأنها إنسان والإنسان لا يرتب تصرفه أو عقدها أثراً شرعياً إلا بالأهلية والرضى.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة أحاديث توجب استئثار الفتاة أو استئذانها عند زواجها فلا تتزوج بغير رضاها ولو كان الذي يزوجها إياها، قال صلى الله عليه وسلم (لا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا: كيف إذنها ؟ قال (إن تسكت) . (البكر تستأذن في نفسها، وإذنها صمتها) . (الثيب أحق بنفسها ، والبكر يستأذنها أبوها).
وفي السنن أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم، (دخلت فتاة على عائشة فقالت : إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع لي ++ وأنا كارهة قالت عائشة : اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأرسل إلى أبيها فدعاه فجعل الأمر إليها، فقالت : يا رسول الله قد أجرت ما صبغ إلي ، ولكن أردت أن يعلم الناس أن ليس للآباء من الأمر شيء ) أرادت هذه الفتاة أن توعي النساء بما جعل الله لهن الشارع من الحق في أنفسهن ولا دخل لأحد في تزويجهن بغير رضاهن.
والبنت قد تزوجت بغير إذنها وأبطل النبي العقد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لم ير للمتحابين مثل النكاح) ذكره الألباني في الصحيح.
الضرب
لقد عرف من سيرته الثابتة صلى الله عليه وسلم أنه لم يضرب امرأة ولا خادماً ولا دابة في حياته ، قال صلى الله عليه وسلم : (لن يضرب خياراً) ومفهومه أن الذين يضربون هم الأشرار من الناس من ذا الذي يقبل أن يكون منهم).
وهذا الحديث ضد الذين يصرون على التربية بالضرب، حقاً أنهم قوم يجهلون والرسول صلى الله عليه وسلم خدمه أنس عشر سنين ولم ضربه ولم يقل له أف ولم يسأله عن شيء فعله لم فعله؟ ولا لشيء لم يفعله لم لم تفعله؟
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (الرفق لا يأتي إلا بخير لم يكن الرفق في شيء إلا زانه ولم يخلو من شيء إلا شانه؟
الإسلام دين السلام والمحبة والرفق وليس دين التخويف والإكراه.
قال تعالى: ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ النساء: ١٩.

المرأة والوظيفة العامة
الناظر في أدلة الكتاب والسنة أن الخطاب موجه فيهما عامة للجنسين إلا اقتضته الفطرة في التمييز بين الزوجين فللمرأة أحكامها الخاصة بالحيض والنفاس والاستحاضة والحمل والولادة والإرضاع والحضانة ونحوها.
قال تعالى: ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ التوبة: ٧١ ، والرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أنه قال : (الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم) لم يجعل ذلك مقصوراً على الرجال وحدهم.
ما دام من حق المرأة أن تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فلا يوجد دليل صحيح صريح يمنع من توليها الولاية العامة (الوظيفة العامة) والأصل في أمور العادات والمعاملات الإباحة إلا ما جاء في منعه نص صحيح صريح وما يقال من أن السوابق التاريخية لم تعرف دخول المرأة في الوظائف العامة فهذا لي
مشاركة المرأة في المجتمع







((مشاركة المرأة للرجل))
هناك نصوص من الكتاب والسنة الصحيحة الصريحة متواترة معنويا تدل دلالة قاطعة على أن المرأة شاركت في العصر النبوي وعصر الصحابة والتابعية وتابعيهم بإحسان على أن المرأة قد شاركت في المجتمع الإسلامي في ملا يخدش حشمتها وحيأها
أولا الكتاب :
1- قوله تعالى في سورة النور الآية : ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﭼ النور: ٣١
وضمير الموجود في (منها)عائد على الزينة وهي المقصودة وهي الجمال الجسدي لأن منها عائد على المرأة ولم يعد على ثيابها لأن ثيابها مذكر وليس مؤنث.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير الآية :(أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب مالا يمكن إخفاؤه هو الوجه والكفين ).
2- قوله تعالى ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ الأحزاب: ٥٩ وذكر الآلباني في كتابه جلباب المرأة المسلمة أن سبب نزول الأية هو أن النساء كن إذا غطين رؤوسهن بالخمر يسدلنها خلفهن كما تصنع النبط فتبقى الأعناق والنحور بادية فأمر الله بضرب الخمر على الجيوب ليستر الأعناق والنحور .
ثانيا السنة :
1- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال :( شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ,ثم قام متوكئا على بلال ,فأمر بتقوى الله ,وحث على طاعته , ووعظ الناس وذكرهم ,ثم مضى حتى أتى النساء , فوعظهن , وذكرهن ,فقال : تصدقن .فان أكثر كن حطب جهنم فقالت امرأة من سطة النساء , سفعاء الخدين فقالت لم يا رسول الله , قال لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير . قال فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقراطهن وخواتيمهن ) سطة أي ( جالسة في وسطهن ) ,سفعاء الجذين أي ( فيها تغير وسواد).
2- عن ابن عباس رضي الله عنه ( عن الفضل بن عباس ):-
(أن امرأة من خشعم استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع }يوم النحر{ ,والفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم ,(وكان الفضل رجلا وضيئا.. فوقف النبى صلى الله عليه وسلم للناس يفتيهم ) الحديث
(فأخذ الفضل بن عباس يلتفت اليها ,وكانت امرأة حسناء ,(وفي رواية :وضيئة , وفي رواية : فطفق الفضل ينظر اليها ,وأعجبه حسنها ) (وتنظر اليه )فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدقن الفضل ,نحو وجهه من الشق الاخر
(فكنت أنظر إليها ,فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلب وجهي عن وجهها ,ثم أعدت النظر فقلب وجهي عن وجهها ,حتى فعل ذلك ثلاثا وأنا لا انتهى .
وروى هذه القصة علي بن أبى طالب رضي الله عنه وذكر أن الاستفتاء عند المنحر بعد ما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد : ( فقال له العباس : يا رسول الله لم لويت عنق ابن عمك.قال : رأيت شابا وشابة فلم امن من الشيطان عليهما ,
3- عن سهل بن سعد رضي الله عنه : ( أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو في المسجد ) فقالت :يارسول الله جئت لأهب لك نفسي ,(فصعد النظر إليها وصوبه ,ثم طأطأ رأسه ,فلما رأت المرأة أنه لم يقصد فيها شيئا جلست ,الحديث
4- عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كن نساء المؤمنات يشهدن مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمورطهن ثم ينقلن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفن من الغلس ) أخرجه الشيخان . ووجه الاستدلال بها هو قولها : ( لا يعرفن من الغلس ) أى لولا الغلس لعرفن , وانما يعرف النساء من وجوههن وهى مكشوفه .ووجدت رواية صريحة في ذلك بلفظ : ( وما يعرف بعضنا وجوه بعض )
5- عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنه: ( أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة) وفي رواية : أخر ثلاث تطليقات ) , وهو غائب .. فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له .. فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك , ثم قال : تلك امرأة يغشاها أصحابى اعتدى عند ابن أم مكتوم , فأنه رجل أعمى تضعين ثيابك ( عنده ) , وفي رواية : انتقلي الى أم شريك – وأم شريك امرأة غنية من الانصار , عظيمة النفقة في سبيل الله , ينزل عليها الضيفان –فقالت سأفعل ,فقال : لا تفعلى , إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان ,فانى أكره أن يسقط خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقك , فيرى القوم منك بعض ما تكرهين , ولكن انتقلى إلى ابن عمك عبد الله بن أم مكتوم ( الأعمى) ,فانك إذا وضعت خمارك لم يرك ,فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي ينادي :الصلاة جامعة فخرجت إلي المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما قضى صلاته جلس على المنبر , فقال : انى والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبه ولكن جمعتكم لأن تميما الدارى كان رجلا نصرانيا ,فجاء فبايع وأسلم وحدثنى حديثا وافق الذى كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ....) الحديث .
وهذه القصه وقعت في أخر حياته صلى الله عليه وسلم ووجه دلاله الحديث على ان الوجه ليس بعوره وجواز الاختلاط لان النبى صلى الله عليه وسلم أذن لها بالاختلاط مع ابن عمها عبد الله بن أم مكتوم وهو ليس بمحرم , وبين الحديث أن المرأة اذا لم تكشف عن رأسها وعن ساقها جاز لها الاختلاط . وقد ثبت في ترجمه تميم أنه أسلم سنه تسع فدل ذلك على تأخر القصة عن ايه الحجاب فالحديث نص على أن الوجه ليس بعورة وأن المرأة اذا كانت على مرأى من الرجال فهى مختلطة بهم .
6- عن ابن عباس رضي الله عنهما :( قيل له شهدت العيد مع النبى صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم, ولولا مكانى من الصغر ما شهدته, حتى أتى العلم عند دار كثير بن الصلت , فصلى ( قال : فنزل نبى الله صلى الله عليه وسلم كأنى أنظر اليه حين يجلس الرجال بيده, ثم قبل يشقهم ) , ثم أتى النساء ومعه بلال , فقال : ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ الممتحنة: ١٢ فتلى الاية حتى فرغ منها , ثم قال حين فرغ منها : أنتن على ذلك فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن : نعم يانبى الله قال فوعظهن , وذكرهن , أمرهن بالصدقة , (قال : بسط بلال ثوبه ,ثم قال : هلم لكن , فداكن أبى وأمى ) ,فرأيتهن يهوين بأيديهن يقدفنه ( وفي رواية : فجعلن يلقين الفتخ والخواتم ) في ثوب بلال ,ثم انطلق وهو وبلال الى بيته )
7- عن سبيعة بنت الحارث : ( أنها كانت تحت سعد بن خولة , فتوفي عنها في حجة الوداع , وكان بدريا , فوضعت حملها قبل أن ينقضى أربعة أشهر وعشر من وفاته , فلقيها أبو السنابل بن بعكك حين تحلت من نفاسها , وقد اكتحلت ( واختضبت وتهيأت ) فقال لها : اربعى على نفسك – أو نحو هذا – لعلك تريدين النكاح ؟ انها أربعة أشهر وعشر من وفاة زوجك , وقالت : فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم فذكرت ما قال أبو السنابل بن بعكك , فقال : قد حللت حين وضعت , والحديث صريح الدلاله على أن الكفين ليسا من العورة في عرف نساء الصحابة وكذا الوجه أو العينين والا لما جاز لسبيعة رضي الله عنها أن تظهر ذلك أمام أبو السنابل ولا سيما وقد خطبها فلم ترضه , وهذا يدل على انها قد خالطته .2
8- عن عائشة رضي الله عنها : (أن امرأة أتت النبى صلى الله عليه وسلم ولم تكن مختضبة , فلم يبايعها حتى اختضبت )
9- وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( كانت امرأة تصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس , ( قال ابن عباس الا والله مارأيت مثلها قط ) فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يرها , ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر , فاذا ركع نظر من تحت ابطيه وجافى يديه , فأنزل الله تعالى ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ الحجر: ٢٤
10- عن عطاء بن أبى رباح قال لى ابن عباس : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنه ؟ قلت : بلى . قال : هذه المرأه السوداء , أتت النبى صلى الله عليه وسلم قالت : انى أصرع ,وانى أنكشف ,فأدع الله لى .قال : (ان شئت صبرت ولك الجنة ,وان شئت دعوت الله أن يعافيك), فقالت أصبر ,فقالت :انى أتكشف , فأدع الله لى أن لا أنكشف , فدعا لها .
11- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته ,فأتى سودة وهى تضع طيبا وعندها نساء فأخلينه , فقضى حاجته , ثم قال : ( أينما رجل رأى امرأة تعجبه , فليقم الى أهله , فانما معها مثل الذى معها )
12- عن عبدالله بن محمد عن امرأة منهم قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا اكل بشمالى , وكنت امرأة عسرى فضرب يدى , فسقطت اللقمة , فقال: ولا تأكلى بشمالك وقد جعل الله تبارك وتعالى لك يمينا )
13- عن ثوبان رضي الله عنه قال :جاءت بنت هبيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في يدها فتخ من ذهب ( أي خواتيم كبار ) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضرب يدها بعصية معه يقول : ( أيسرك أن يجعل الله في يدك خواتيم من نار ؟!...)
14- عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت :
خرجت سودة لحاجتها ليلا بعدما ضرب عليهن الحجاب قالت امرأة تفرع النساء جسيمة , فوافقها عمر فأبصرها , فناداها : ياسودة أنك والله ما تخفين علينا , اذا خرجت فأنظرى كيف تخرجين , أو تصفين , فأنكفت فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وانه ليتعشى فأخبرته بما قال لها عمر , وان في يده لعرقا , فأوحى الله اليه , ثم رفع عنه , وان العرق لفي يده فقال : لقد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن .
15- عن سهل بن سعد قال :
لما عرس أبو أسيد الساعدى دعا النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما صنع لهم طعاما ولا قرب اليهم الا امرأته أم أسيد بلت تمرات في ثور من حجارة من الليل فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام أماثته له فسقته متحفه فذلك
16- عن سهل بن سعد قال :
كانت فينا امرأة تجعل على أربعة في مزرعة لها سلقا فكانت اذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السلق فيجعله في قدر ثم تجعل عليها قبضة من شعير تطحنها , فتكون أصول السلق عرقه ,وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلم عليها , فتقرب ذلك الطعام الينافنلعقه وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك , أخرجه البخاري وقد بوب البخاري في صحيحه باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال , والحديث صريح في جواز مخالطة الرجال النساء والنظر إليهن .
17- عن أبى هريرة رضي الله عنه :
أن رجلا أتى النبى صلى الله عليه وسلم , فبعث الى نسائه ,فقلن :ما معنا الا الماء ,فقال صلى الله عليه وسلم من يضم أو يضيف هذا ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا ,فأنطلق به الى امرأته فقال أكرمى ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت ما عندنا الا قوت صبياني فقال : هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك فأطفأه فجعلا يريانه انهما يأكلان فباتا طاويين فلما أصبح عدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما فانزل الله ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﭼ الحشر: ٩
18- عن عائشة رضي الله عنها : أنها قالت :-
( لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما قالت : فدخلت عليهما فقلت : ياأبت كيف تجدك ويابلال كيف تجدك :قالت فجئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ) اخرجه البخاري وبوب عليه بقوله ( باب عيادة النساء لرجال) قال:- (وعادت ام الدرداء رجلا من اهل المسجد من الانصار) , وهذا صريح في وقوع الاختلاط في عمل الصحابة
19- عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندى جاريتان تغنيان بغناء بعاث فأضطجع على الفراش-الحديث )
20- عن الربيع بنت معود رضي الله عنها أنها قالت :
دخل علي النبى صلى الله عليه وسلم غداة بنى علي فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويريات يضربن بالدفة يندبن من قتل من ابائهن يوم بدر حتى قالت جارية : وفينا نبى يعلم ما في الغد, فقال النبى صلى الله عليه وسلم :- لا تقولى هكذا وقولى ماكنت تقولين ) والحديث صريح في جواز الاختلاط وجواز دخول الرجل على المرأة متى كان معها غيرها من النساء وفيه جواز استماع الرجل لغناء النساء وضربهن بالدف .
21- عن سالم بن سريح أبى النعمان قال :
سمعت أم صبية الجهنية تقول ربما أختلفت يدى بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من اناء واحد , ,وأم صبية ليست من محارمه صلى الله عليه وسلم والحديث صريح في جواز الاختلاط وجواز وضوء الرجال مع غير محارمهم من النساء , ولا يلزم منه رؤيه ما لا يجوز من المرأة ويشهد لذلك ما رواه ابن عمر قال : ( كان الرجال والنساء يتوضأون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا
والحديث صريح في جواز الاختلاط عموما .وانه ليس من خصوصياته صلى الله عليه وسلم .وفي رواية بلفظ أنه أى ابن عمر أبصر الى النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتطهرون والنساء معهم الرجال والنساء من اناء واحد كلهم يتطهر منه , والمعنى في هذه الالفاظ واحد وكلها صريح في جواز الاختلاط عموما .
22- عن الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها قالت :
كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسقى القوم ونخدمهم ونرد الجرحى والقتلى الى المدينة , والحديث صريح في جواز خروج المرأة في الغزو لخدمة القوم ومداوتهم ورد الجرحى والقتلى .
23- عن أبى هريرة رضي الله عنه:
أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد فتفقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له انها ماتت قال : أفهلا آذنتمونى فآتى قبرها ,فصلى عليها, والحديث صريح في جواز عمل المرأة في المسجد ونحوه .
24- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
جاءت امرأة من الأنصار الى النبى صلى الله عليه وسلم فخلا بها فقال: -(والله انكن لأحب الناس الى ) وقوله : (لأحب الناس الى ) يعنى الأنصار , وقد بوب عليه البخاري رحمه الله بقوله ( باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس ) قال الحافظ ابن حجر : أى لا يخلو بها بحيث تحتجب أشخاصها عنهم بل بحيث لا يسمعون كلامهما اذا كان بما يخافت به كالشىء الذى تستحى المرأة من ذكره بين الناس .والحديث صريح في جواز الخلوة بالمرأة عند الناس وكل خلوة تنتفي فيها التهمة لا يتحقق فيها االنهي وانما المحرم ما تحققت فيه التهمة فقط .
25- عن عائشة رضي الله عنها في قصة الافك قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يعذرنى من رجل بلغنى أذاه في أهلى فوالله ما علمت على أهلى الا خيرا , وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا , وما كان يدخل على أهلى الا معى .. الحديث , وهو صريح في جواز الاختلاط وجواز دخول الرجل على المرأة اذا كان زوحها معها .
26- عن عبدالله بن عمرو بن العاص :-
أن نفرا من بنى هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق على رسول الله صلى اله عليه وسلم وقال : لم أر الا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال : ألا يدخلن رجل بعد يومى هذا على مغيبه الا ومعه رجل أو اثنان , والحديث صريح في جواز الاختلاط .
27- عن اسحاق بن عبدالله بن أبى طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عباده بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تفلى رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أستيقظ وهو يضحك قالت فقلت : وما يضحكك يارسول الله ؟ قال : أناس من أمتى عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون ثبج البحر .. الحديث , والحديث صريح في جواز فلي المرأة الرجل ونحوه كالحلق وقص الشعر , وقصة أم حرام هذه وقعت بعد نزول اية الحجاب وبعد حجة الوداع كما حكاه ابن حجر في الفتح في شرح كتاب الاستئذان .
28- عن أبى موسى الاشعرى رضي الله عنه قال :
قدمت على رسول الله صلى الله عليه سلم وهو بالبطحاء فقال : ( أحججت )؟ قلت : نعم , قال : ( بما أهللت ) قلت : لبيك باهلال كأهلال النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( أحسنت انطلق فطف بالبيت وبالصفا والمروة , ثم أتيت امرأة من نساء بنى قيس ففلت رأسى ثم أهللت باالحج .... الحديث ) وهذا الفعل من أبو موسى يشعر بان الامر لم يكن يستخفى به بل حدث به دون تكبر ونقل أبى موسى رضي الله عنه وفهمهه يصرح بأن فلي المرأة للرجل ليس بخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم .
29- عن أم عطية رضي الله عنها قالت :
بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا : أن لا يشركن بالله شيئا , ونهانا عن النياحة فقبضت امرأة يدها فقالت أسعدتنى فلانة أريد أن أجزيها . فما قال النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فأنطلقت ورجعت فبايعها , والحديث صريحفي جواز المصافحة , وهذا لا يعارض قول عائشة رضي الله عنها( ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة الا امرأة يملكها) والاثبات مقدم على النفي و عن فاطمة بنت عتبة رضي الله عنها : فكف النبى صلى الله عليه وسلم يده وكفت يده صححه الذهبى .
30- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
( كانت الأمة من اماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت ) . وليس بين الأمة والحرة فرق في الأختلاط والمصافحة ونحوهما .
31- عن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما قالت :
( تزوجنى الزبير وماله من الأرض من مال ولا مملوك ... الحديث لطوله وفيه قالت : لقينى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوي ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال ( اخ اخ ) ليحملنى خلفه فأستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى أستحييت فمضى فجئت الزبير فقلت لقينى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب فأستحييت منه وعرفت غيرتك فقال والله لحملك النوي كان أشد علي من ركوبك معه فقلت حتى أرسل لأبو بكر بعد ذلك بخادم تكفينى سياسة الفرس فكأنما أعتقتنى , والحديث صريح في جواز ركوب المرأة مع الرجل في وسيلة المواصلات والأختلاط .
أعلم عزيزى القارىء أن القائلين بتحريم الاختلاط لم يتمسكوا الا بأحاديث ضعيفة لا يجوز الاحتجاج بها بها أما الأحاديث الصحيحة فتدل على جواز الأختلاط لا على تحريمه كما زعموا والحق الخالص أنه لم يقم دليل في غير تهمة والأصل في المسكوت عنه الاباحة فكيف بما وردت فيه النصوص بالجواز وانما قال بتحريم الاختلاط من قال متوسعا في العمل بقاعدة سد الذرائع وبأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ولم يلتفت القائلون بمنع الاختلاط الى الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على جواز الاختلاط في غير تهمة . وتحريم الاختلاط غلو في الدين .
أما القول بتحريم الاختلاط لفساد الزمان فيرد عليه قوله تعالى ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ الحجرات: ١٦ ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ البقرة: ١٤٠
32- عن قيس بن أبي حازم قال :
( (دخلت أنا وأبى على أبى بكر رضي الله عنه واذا هو رجل أبيض نحيف الجسم عنده أسماء بنت عميس تدب عنه , وهي }امرأة بيضاء { موشومة اليدين كانوا وشموها في الجاهلية نحو وشم البربر , فعرض عليه فرسان فرضيها ,فحملنى على أحدهما , وحمل على الأخر , .
33- عن أبى السليل قال :
جاءت ابنة أبى ذر وعليها مجنبتا صوف , سفعاء الخدين , ومعها قفة لها , فمثلت بين يديه ,وعنده أصحابه ,فقالت :ياأبتاه !زعم الحراثون والزراعون أن أقلسك هذه بهرجة ! فقال : يابنية !ضعيها ,فان أباك أصبح بحمد الله ما يملك من صفراء ولا بيضاء الا أقلس هذه .
34- عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال :
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا ,اذ أقبلت فاطمة رحمها الله , فوقفت بين يديه , فنظرت اليها وقد ذهب الدم من وجهها ,فقال :أدني يافاطمة .فدنت حتى قامت بين يديه فرفع يده فوضعها على صدرها موضع القلادة وفرج بين أصابعه , ثم قال (اللهم مشبع الجاعة ,ورافع الوضيعة ,لا تجع فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم .
35- عن قبيصة بن جابر قال :
( كنا نشارك المرأة في السورة من القرآن نتعلمها , فأنطلقت مع عجوز من بنى أسد الى ابن مسعود ( في بيته ) في ثلاث نفر , فرأى جبينها يبرق فقال : أتحلقينه ؟ فغضبت , وقالت : التي تحلق جبينها امرأتك قال : فأدخل عليها , فان كانت تفعله فهى منى بريئة , فأنطلقت ثم جاءت , فقالت :لا والله ما رأيتها تفعله ,فقال عبدالله بن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لعن الله الواشمات والمستوشمات ......)الخ .
36- عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وهو بالربذة , وعنده امرأة سوداء مسبغة ...قال :فقال : ( ألا تنظرون الى ما تأمرني به هذه السوداء .....)
37- وفي تاريخ ابن عساكر وفي قصة صلب ابن الزبير أن أمه ( أسماء بنت أبى بكر ) جاءت مسفرة الوجه مبتسمة .
38- عن أنس قال :
دخلت على عمر بن الخطاب أمة كان يعرفها لبعض المهاجرين أو الأنصار , وعليها جلباب متعنقة به فسألها : عتقت ؟ قالت : لا . قال : فما بال الجلباب ؟! ضعية عن رأسك , انما الجلباب على الحرائر من نساء المؤمنين , فتلكأت , فقام اليها بالذرة فضرب رأسها حتى ألقته عن رأسها ,
39- عن عمر بن محمد أن أباه حدثه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل :
أن أروى خاصمته في بعض داره , فقال : دعوها وأباها , فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه , طوقه الله في سبع أرضين يوم القيامة) اللهم ان كانت كاذبة , فأعم بصرها , وأجعل قبرها في دارها . قال فرأيتها عمياء تلتمس الجدر تقول : أصابتنى دعوة سعيد بن زيد . فبينما هى تمشى في الدار , مرت على بئر في الدار , فوقعت فيها فكانت قبرها ) .
40- عن عطاء بن أبى رباح قال :
رأيت عائشة رضي الله عنها تفتل القلائد للغنم تساق معها هديا
41- عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال :
أرسلنى علي بن الحسين الى الربيع بنت معوذ أسألها عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عندها فأثبتتها , فأخرجت الي اناء يكون مدا...فقالت : بهذا كنت أخرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم للوضوء .... الحديث ,
42-عن عروة بن عبدالله بن قشر :
أنه دخل على فاطمة بنت على بن أبى طالب رضي الله عنه , قال : فرأيت في يدها مسكا غلاظا في كل يد اثنتين اثنتين . قال : ورأيت في يدها خاتما ... الخ .
43- عن عيسى بن عثمان قال :
كنت عند فاطمة بنت على , فجاء رجل يثنى على أبيها عندها فأخذت رمادا فسفت في وجهه .
44- عن يحي بن أبي سليم قال : رأيت سمراء بنت نهيك – وكانت قد أدركت النبى صلى الله عليه وسلم – عليها درع غليظ , وخمار غليظ – بيدها سوط , تؤدب الناس , وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر , .
45- عن ميمون – وهوابن مهران – قال : دخلت على أم الدرداء فرأيتها مختمرة بخمار صفيق , قد ضربت على حجابها . قال وكان فيه فقر , فوصلته بسير . قال وما دخلت في ساعة صلاة الا وجدتها مصلية (صححه الآلباني في جلباب المراة المسلمة ).
46- عن معاوية رضي الله عنه :
دخلت مع أبى على أبى بكر رضي الله عنه فرأيت أسماء قائمة على رأسه بيضاء , ورأيت أبا بكر رضي الله عنه أبيض نحيفا ,
47- عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال :-
(جاءت امرأة الى سمرة بن جندب فذكرت أن زوجها لا يصل اليها فسأله الرجل , فأنكر ذلك , وكتب فيه الى معاوية رضي الله عنه , قال فكتب : أن زوجه امرأة من بيت المال لها حظ من جمال ودين . قال ففعل ... قال : وجاءت امرأة متقنعة ... )
أمهات المؤمنين والاختلاط
أعلم عزيزى القارىء أن الأختلاط مباح والمباح لا يعاقب على فعله ولا على تركه كما أن ستر الوجه والكفين مباح أما نساء النبي صلي الله عليه وسلم يجب عليهن ستر الوجه والكفين وهذا من خصوصيتهن والخاص لا يعمم , والمجتمع المسلم منذ عهد النبي صلي الله عليه وسلم كان يعتبر ستر الوجه والكفين مباح والدليل قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( لا تتنقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ) .
(والقفاز ) ما تلبسه المرأة في يدها فتغطى كفيها والساعد أحيانا من البرد أو عند معاناة الشيء كغزل أو نحوه , وهو لليد كالخف أو الجورب للرجل والنقاب : الخمار الذي يشد على الأنف أو تحت المحاجر والنصوص متضافرة عن أن نساء النبي صلي الله عليه وسلم كن يحتجبن حتي في وجوههن واليك بعض الأحاديث والأثار التي تؤيد ذلك .
1- عن عائشة قالت :( خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفي على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب , فقال : ياسودة أما والله ما تخفين علينا , فأنظري كيف تخرجين , قالت : فانكفأت راجعة , ورسول الله صلي الله عليه وسلم في بيتي , وانه ليتعشى في يده عرق ( هو العظم اذا أخذ منه معظم اللحم , فدخلت عليه , فقالت : يارسول الله انى خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر : كذا وكذا , قالت : فأوحي الله اليه , ثم رفع عنه , وان العرق في يده , فقال : انه أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن ) .
2- وعنها أيضا في حديث قصة الأفك قالت :
بينما أنا جالسة في منزلي , غلبتني عيني فنمت , وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش , فأدلج فأصبح عند منزلي فأري سواد فأتاني فعرفني حين رآني , وكان يراني قبل الحجاب , فأستيقظت باسترجاعه حين عرفني , فخمرت ( وفي رواية فسترت وجهي بجلبابي ....) الحديث .
3- عن أنس في قصة غزوة خبير واصطفائه صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه قال : (فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ولم يعرس بها , فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج , وضع رسول الله صلي الله عليه وسلم رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه ,فأبت ,ووضعت ركبتها على فخذه ,وسترها رسول الله صلي الله عليه وسلم وحملها وراءه , وجعل رداءه على ظهرها ووجها ثم شده من تحت رجلها , وتحمل بها , وجعلها بمنزلة نسائه , .
4- عن عائشة قالت :
(كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلي الله عليه وسلم محرمات , فاذا حاذوا بنا أسدلت أحدنا جلبابها من رأسها على وجهها , فاذا جاوزونا كشفناه )
5- عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
(كنا نغطي وجوهنا من الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الأحرام ) أخرجه الحاكم وقال : .
شروط الاختلاط
يشترط في الاختلاط الشروط التالية :
الشرط الأول :
أن تستر المرأة بدنها الا وجهها وكفيها والدليل ما جاء في كتاب جلباب المرأة المسلمة للألباني من أن عبدالله بن عباس ومن معه من الصحابة والتابعين والمفسرينيرون ان الوجه والكفين ليسا بعورتان والأحاديث التي سبق أن مرت بنا تدل علي أن ما ظهر من المرأة في الأية هو الوجه والكفين , وهذا يفسر الادناء بوضع الخمار علي الرأس دون ستر الوجه .
الشرط الثاني :
عدم ابداء الزينة في الثياب الظاهرة اذا كانت الزينة تلفت أنظار الرجال لقوله تعالى : ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ النور: ٣١ وقول الله تعالي ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭼ الأحزاب: ٣٣
قال صلي الله عليه وسلم (طيب النساء ما طهر لونه وخفي ريحه)
الآثار الثابتة التالية : صحيحة صححها الالبانبي في كتاب جلباب المراة المسلمة
1- عن ابراهيم –وهو النحفي- :
انه كان يدخل مع علقمة والأسود على أزواج النبي صلي الله عليه وسلم فيراهن في اللحف الحمر .
2- عن ابن أبي مليكه قال : رأيت على أم سلمة درعا وملحفة مصبغتين بالعصفر .
3- عن القاسم – وهو ابن محمد بن أبي بكر الصديق – أن عائشة كانت تلبس الثياب المعصفرة وهي محرمة .
وفي رواية عن القاسم :
أن عائشة كانت تلبس الثياب الموردة بالعصفرة وهي محرمة .
4- عن هشام عن فاطمة بنت المنذر:
أن أسماء كانت تلبس المعصفر وهي محرمة .
5- عن سعيد بن جبير:
أنه رأي بعض أزواجه النبي صلي الله عليه وسلم تطوف بالبيت وعليها ثياب معصفرة الشرط الثالث :
أن يكون الثوب صفيقا لا يشف ولا يصف والدليل قوله صلي الله عليه وسلم : (سيكون في أخر أمتي نساء كاسيات عاريات , على رؤسهن كأسنمة البخت , ألعنوهن فانهن ملعونات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ,وان ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) .
عن أم علقمة بن أبي علقمة قالت :
( رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها , فشقته عليها , وقالت أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ؟ ثم دعت بخمار فكستها .
عن هشام بن عروة :
( أن المنذر بن الزبير قدم من العراق , فأرسل الي أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعد ما كف بصرها , قال : فلمستها بيدها ثم قالت : أف , ردوا عليه كسوته , قال : فشق ذلك عليه , وقال: ياأمة انه لا يشف . قالت : انها لا تشف , فانها تصف )
عن عبدالله بن أبي سلمة : ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الناس القباطي ثم قال : تدرعها نساؤكم , فقال رجل : ياأمير المؤمنين قد ألبستها امرأتي , فأقبلت في البيت وأدبرت فلم أره يشف . فقال عمر : ان لم يشف , فانه يصف ) .
قالت سمية : ( دخلت على عائشة وعليها ثياب من هذه السيد الصفاق ودرع وخمار ونقبة قد لونت بشيء من عصفر )
الشرط الرابع :
( أن يكون الثوب فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من الجسم )
1- عن أسامة بن زيد قال : ( كساني رسول الله صلي الله عليه وسلم قبطية كتفية – مما أهدها له دحية الكلبي, فكسوتها امرأتي , فقال مالك لم تلبسي القبطية؟ قلت كسوتها امرأتي,فقال امرها فتجعل تحتها غلالة , فانى أخاف أن تصف حجم عظامها
2- قالت عائشة رضي الله عنها : ( لابد للمرأة من ثلاث أثواب تصلي فيهن : درع وجلباب وخمار , وكانت عائشة تحل ازارها فتجلبب به ,
3- عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم قالت : ( ياأسماء اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء , أن يطرح علي المرأة الثوب فيصفها , فقالت أسماء : ياأبنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة , فحنتها , ثم طرحت عليها ثوبا , فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله , تعرف به المرأة من الرجل فاذا مت أنا فغسليني أنت وعلي , ولا يدخل علي أحد , فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله عنهما ) .
الشرط الخامس :
( أن لا يكون مبخرا ولا معطرا )
1- عن أبي موسي الأشعري قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا من ريحها , فهي زانية ) .
2- عن زينب الثقفية أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
( اذا خرجت احداكن الي المسجد فلا تقربن طيبا) .
3-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( ايما امرأة أصابت بخورا , فلا تشهد معنا العشاء الأخير )
4- عن موسى بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن امرأة مرت تعصف ريحها , فقال : ياأمة الجبار .أالمسجد تريدين ؟ قالت : نعم , قال : وله تطيبت , قالت : نعم , قال: فأرجعي وأغتسلي فانى سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( ما من امرأة تخرج الي المسجد تعصف ريحها فلا يقبل الله منها صلاة حتى ترجع الي بيتها فتغتسل ) .
الشرط السادس :
( أن لا يشبه الثوب لباس الرجال )
لما ورد من الأحاديث الصحيحة في لعن التي تتشبه بالرجل في اللباس أو غيره واليك بعض منها :
1- عن أبي هرير ة رضي الله عنه قال :
( لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة , والمرأة تلبس لبسة الرجل ) .
2- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
( ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال ) .
3- عن ابن عباس رضي الله قال :
( لعن النبي صلي الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء , وقال أخروجهم من بيوتكم . قال : فأخرج النبي صلي الله عليه وسلم فلانا وأخرج عمر فلانا ) .
4- عن عبدالله بن عمررضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( ثلاث لا ينظر الله اليهم يوم القيامة , العاق والديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال والديوث ) .
5- عن ابن أبي مليكة – واسمه عبدالله بن عبيد الله – قال :
(قيل لعائشة رضي الله عنها : ان المرأة تلبس النعل ؟ فقالت : لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم الرجلة من النساء ) .
وهذه الأحاديث صريحة في تحريم تشبه النساء بالرجال وعلى العكس .
الشرط السابع :
( أن لا تلبس المرأة المسلمة لباس الكفار والمشركين اذ يجب على المراة المسلمة ان تلبس زيا يميزها كامراة مسلمة )
1- عن عبدالله بن عمر و بن العاص رضي الله عنه قال :
رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال : ان هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها , .
2- عن علي رضي الله عنه رفعه :
( اياكم ولبوس الرهبان فانه من تزيا بهم أو تشبه فليس منى )
أخرجه الطبراني في الأوسط بسند لا بأس به كذا في الفتح .
3- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال :
( خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال : يامعشر الأنصار حمروا وصفروا , وخالفوا أهل الكتاب . قال : فقلنا : يا رسول الله ان أهل الكتاب يتسرولون ولا يتأزرون . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا تسرولوا وأتزروا وخالفوا أهل الكتاب , قال : فقلنا يا رسول الله ان أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون . قال : فتخففوا وأنتعلوا وخالفوا أهل الكتاب . قال : فقلنا : يارسول الله ان أهل الكتاب يقصون عثانيهم ويوفرون سبالهم , قال صلي الله عليه وسلم : قصوا سبالكم ووفروا عتانينكم , وخالفوا أهل الكتاب , .
4- عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( خالفوا المشركين , احفوا الشوارب وأوفروا اللحي ). .
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :( جزوا الشوارب وأوفروا اللحي , وخالفوا المجوس ) .
6- وعنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم : ( ان اليهود والنصاري لا يصبغون فخالفوهم ) .
7- وعنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم :( غيروا الشيب , ولا تشبهوا باليهود ولا النصاري )
8- عن ابن عباس قال : ( وكان النبي صلي الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه , وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم , وكان المشركون يفرقون رؤوسهم فسدل النبي صلي الله عليه وسلم ناصيته , ثم فرق بعد
الشرط الثامن :
( أن لا يكون لباس شهرة )
لباس الشهرة : كل ثوب يقصد به الاشتهار بين الناس . والشهرة ظهور الشيء , والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم ليلفت أنظار الناس اليه ويختال عليهم بالعجب والتكبر .
للاحاديث الآتية :-
1- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا ) .
والي هنا ينتهي بنا الكلام علي الشروط الواجب تحققها في ثوب المرأة المسلمة وملائمتها وخلاصة ذلك :
أن يكون ساترا لجميع بدنها , الا وجهها وكفيها , وأن لا تكون زينة في نفسه , ولا شفافا , ولا ضيقا يصف بدنها , ولا مطبقا ولا مشابها للباس الرجال ولباس الكفار ولا ثوب شهرة وهذه شروط الاختلاط بالاضافة الي شرط براءة الاختلاط من التهمة.

الاختلاط والحجاب والخلوة:
الحجاب بالمفهوم الصحيح هو أن لا تظهر المرأة إلا وجههاوكفيها والاختلاط الجائز أن تكون المرأة مع الرجل في مكان لاريبة فيه دون خلوة تحدثه وتتعامل معه في حدود المباح وأن تكون محتشمة لا يرى منها إلا وجهها وكفاها. أما الخلوة فهي أن تكون المرأة مع الرجل للتلذذ الجنسي والمرأة تعد مختلطة بالرجل اختلاطا محرما إذا كان اختلاطها من أجل الزنا أو في حالة تعاون على جريمة والاختلاط حرام مع المرأة والمرأة والرجل والرجل إذا كان معاً لممارسة الجنس أو لارتكاب جريمة حتى لو كانت المرأة مع محرم وذلك في النظرة إلى الاختلاط ، قال  : « لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم » متفق عليه ، « ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما » متفق عليه .

لم يأمر النبي  الخشعمية بتغطية وجهها أو الانصراف عنها رغم أن ذلك حصل بحضرة النبي  ويؤيد ذلك نزول فاطمة بنت قيس بإذن النبي  في دار ابن أم مكتوم الأعمى وهي ستراه حتماً.
ولحديث: « لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان » رواه مسلم ورجل أو رجلان يمنع وقوع المكروه. أما إذ الرجل والرجلان يريدان إيقاع المكروه فإن الاختلاط يحرم .
ووجود المرأة والرجل مع الرجل في حالة تعامل بريء حلال والاختلاط في الأماكن العامة في المساجد والمدارس ومناسك الحج ، ومكاتب العمل، والمواصلات العامة والمرافق العامة والزيارات العائلية والاحتفال البريء والمناسبات الاجتماعية والأفراح والمتنزهات وفي ميادين الحرب مباح .
والاختلاط البريء مباح بالشروط التالية:
1- أن لا يكون الرجل في خلوة مع المرأة يمكن أن يقع فيها الزنا.
2- أن لا يكون في مكان للدعارة أو شرب محرم أو ارتكاب جريمة.
3- أن تلبس المرأة لبساً لا يبين إلا وجهها وكفيها وأن لا تتعطر بعطر نفاذ.
4- أن لا تتغنج في الكلام أو تقول قولا حراماً أو تفعل فعلاً حراماً أو تكون في مكان فيه منكر . أما إذا عملت المرأة في مكان لا شبهة فيه وكان عملها مباح فإنه يجوز لها الاختلاط ما دامت تلتزم بالزي الشرعي.
الاختلاط في عهد الرسول :
1- الاختلاط في المسجد:
قال  : « إذا استأذنت امرأة أحدكم فلا يمنعها » رواه مسلم.
قال  : « إذا استأذنتكم نساؤكم بالليل إلى المساجد فأذنوا لهن ولا تمنعوا إماء الله مساجد الله » متفق عليه قال  : « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها » رواه أحمد.
2- الاختلاط في المدارس والجامعات:
كان رسول الله  يلقي دروس الإسلام على الرجال والنساء في المسجد النبوي وكان هو المدرسة : روى مسلم واحمد وابوداود « ان رسول الله  صلى ثم أقبل بوجهه وقال مجالسكم هل منكم الرجل إذا أتى أهله وأغلق بابه ، وأرخى ستره ثم يخرج فيحدث فيقول فعلت بأهلي كذا وكذا ؟ فسكتوا فأقبل على النساء فقال: هل منكن من يتحدث ؟ فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها، وتطاولت ليراها رسول الله  ويسمع كلامها... فقالت: أي والله إنهم يتحدثون فقال رسول الله  : هل تدرون ما مثل من فعل ذلك ، إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضى حاجته منها والناس ينظرون ».
عن الشفاء بنت عبدالله قالت: « دخل علي النبي  وأنا عند حفصة ، فقال لي : ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة » رواه أبوداوود ـ رقية النملة الخط.
ولقد كان من الصحابيات من تخصصن في رواية الحديث يأتينهن الرجال لأخذ الحديث منهن وقد جاء في كتاب الطبقات الكبرى أن عددهن نيف وسبع مئة . وجاء في كتاب « طبقات الشافعية » أن تليمذاته بضع وثمانون امرأة يقول الذهبي وما علمت من النساء من اتهمت ولا من تركوها.
ولقد خصص البخاري في صحيحه باباً بعنوان « ما ستدركته عائشة على الصاحبة » .
ما مر آنفاً دليل صحيح صريح على ان المرأة كانت تعلم الرجال والعكس.
3- الاختلاط في أماكن العمل:
ولقد تواتر في كتب السيرة والتاريخ اختلاط الرجال بالنساء ولقد كان عرفا في الجاهلية واستمر هذا العرف في الاسلام وقد كانت خديجة امرأة تاجرة وكانت الصحابيات ينزلن إلى الأسواق مع الرجال للبيع والشراء والتجارة وكانت زوجات النبي  يشترين ما يحتاجهن من السوق.
4- الاختلاط في الزيارات:
جاء في الصحيح أنه كان للنبي  جاراً فارسياً وكان ماهراً في الطبخ وكان قد جاء للنبي  يدعوه لتناول الطعام في بيته فقال النبي  : وهذه مشيراً إلى عائشة رضي الله عنها فقال الفارسي: لا ، فقال وهذه ، فقال: لا ، فقال: لا، وذهب الفارسي ثم عاد يدعو النبي فقال الرسول وهذه ، قال: نعم فقام النبي  وعائشة يتدافعان حتى أتيا بيت الفارسي » رواه مسلم والنسائي كان النساء يجلسون مع الرسول  .
عن حذيفة رضي الله عنه قال: « كنا إذا حضرنا مع النبي طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله  فيضع وإنا حضرنا معه طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله  بيدها وقال: « إن الشيطان يستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه وأنه جاء بهذه الجارية فأخذت بيدها ، ثم ذكر اسم الله وأكل فأكل البقية » رواه مسلم.
5- الاختلاط في الحفلات:
جاء في صحيح مسلم : « كان الأحباش يزفنون « يرقصون » في يوم العيد في المسجد وكانت عائشة تضع رأسها على منكبه وهي تنظر إليهم ثم انصرفت » .
عن عائشة رضي الله عنها قالت أن أبا بكر رضي الله عنه وعندها رسول الله  في يوم عيد وعندها جاريتان يغنيان بغناء بعاث فقال أبو بكر رضي الله عنه: أمزمارة الشيطان عند رسول الله فأقبل عليه رسول الله فقال رسول الله  فلكل قوم عيد وهذا عيدنا » رواه الشيخان والنسائي وابن ماجه .
عن الربيع بنت معوذ بن عفراءقالت: جاء النبي  حين بنى علي فدخل وجلس على الفراش فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف وقالت: إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال: دعي هذا وعودي إلى الذي كنت تقولين » رواه البخاري.
جاء في صحيح مسلم « أن عمر استأذن على رسول الله  وكان عنده نساء من قريش يكلمن رسول الله  عالية أصواتهن فلما دخل عمر بادرن إلى الحجاب فقال عمر : أي عدوات أنفسكن أ تهبنني ولا تهبن رسول الله ، قلن: أنت رجل فظ غليظ »
1. « عن عائشة رضي الله عنهاأنها زفت قريبة لها إلى أنصاري فقال النبي  : يا عائشة ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو وفي رواية : أهديتم الفتاة قالت: نعم قال: أرسلتم معها من يغني، قالت : لا قال: إن الأنصار قوم فيهم غزل فلو بعثتم معها جارية تضرب الدف وتغني » رواه أحمد والبخاري، قال  : « فصل الحلال والحرام في الزواج الدف والصوت » رواه الخمسة
6 .اختلاط المرأة المسلمة في الحياة العامة:
قالت أسماء بنت أبي بكر : جاءني رجل فقال: يا أم عبدالله إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك . فقالت إني أن رخصت لك أبى ذلك الزبير فتعال فاطلب إلى الزبير شاهد فجاء فقال: يا أم عبدالله .. إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك فقالت : مالك بالمدينة إلا داري : فقال لها الزبير: مالك أن تمنعي رجلاً فقيراً يبيع فكان يبيع إلى أن كسب » رواه مسلم .
المرأة كالرجل مخاطبة بتعاليم الإسلام كالرجل تماماً إلا في الأمور التي تختلف فيها المرأة عن الرجل جسدياً كالحيض والنفاس والحمل والولادة وما يترتب عليها من جعل المرأة وظيفتها الأولى الاهتمام بتربية النشأ وهذه أهم وظيفة في الحياة لأن صنع الإنسان أفضل من صنع الأشياء ويجب على الدولة المسلمة أن تراعي ذلك فتعطيها إجازة ولادة براتب، والإسلام راعى ذلك فجعل الرجل ينفق عليها ولذا جعل ميراثها على النصف من ميراث الرجل، والمرأة شهادتها على النصف من الرجل وجعل الطلاق بيد الرجل وجعل لها الخلع وجعل رئيس الدولة رجل.
6- سلام الرجل على المرأة :
عن أسماء بنت يزيدقالت: « مر بنا رسول الله  فسلم علينا » رواه ابن ماجه .
7- الاختلاط في المشفي:
ولقد جاء في كتب السيرة أن سعد بن معاذ سيد الأنصار لما أصيب بسهم يوم الخندق قال رسول الله  انقلوه إلى خيمة رفيدة وقد صحبت رفيدة الرسول  في كل غزواته الاختلاط في العمل السياسي والإداري والقيادي
العمل السياسي هو التصرفات على مقتضى المصلحة العامة وهو جائز للمرأة لقوله تعالى : ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﭼ التوبة: ٧١ والحديث : « من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم » رواه البيهقي ولقدبايعت نسيبة بنت كعب المازنية وأسماء بنت عمر السلمية النبى صلى الله عليه وسلم مع واحد وسبعين رجلاً.
ولقد أشارت أم سلمة على الرسول بحلق رأسه في صلح الحديبية حتى يقتدي به القوم فيحلقوا مثله ففعلوا كما روى الشيخان.
يجوز للمرأة أن تتقلد الوظيفة العامة لما لها الحق في الولاية العامة إذا كانت لها أهل ، والدليل:
أولاً: قال تعالى : ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ التوبة: ٧١وهذه الآية المحكمة تدل على أن الرجال والنساء شركاء في سياسة المجتمع والمرأة كالرجل الولاية العامة والدين كله أمر بمعروف ونهي عن المنكر والسلطة التشريعية والتنفيذية ليست إلا أوامر بالمعروف ونواه عن المنكر.
ثانياً: بيعة النساء للنبي  كبيعة الرجال
قال تعالى : ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ الممتحنة: ١٢ ولقد روى البخاري في صحيحه أن النبي  كان يتعهد بيعة النساء أيام الأعياد.
ثالثاً: قال  لأم هاني: لقد أجرنا من أجرت يا أم هاني ، مما يدل على جواز أن تمثل جماعة المسلمين.
رابعاً: روت المرأة الأحاديث ووضعت النسخة الوحيدة من المصحف الشريف عند أم المؤمنين حفصة وبقيت عندها مدة خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهم مما يدل على جدارة المرأة في الإسلام.
خامساً: سمع الله تعالى المرأة.
سادساً: كانت المرأة تدلي بصوتها في اختيار الخلفاء الراشدين بل كانت تشترك في المعركة الانتخابية ولقد كانت عائشة رضي الله عنها بمثابة رئيسة حزب معارض في عهد عثمان ثم عهد علي .
سابعاً: شاركت المرأة في كل المجالات في السلم والحرب.
ثامناً: كانت المرأة مفتية وراوية حديث وكانت تخطب الرجال في المساجد تعلمهم شؤون دينهم ودنياهم وهذا يقابل في عصرنا التدريس في الجامعات والتشريع في اللجان ومجلس الشورى.
تاسعاً:شاركت المرأة في ميادين السياسة في بيعة الخليفة وفي نقد سياسته وفي توجيه النصح له.
عاشراً: قالت تعالى ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ الحجرات: ١٣ ، الله تعالى خلقنا من آدم وحواء وجعلنا شعوباً وقبائل وكان الغرض من هذا التنوع الجنسي والاجتماعي هو التعارف أي يستفيد كل من الذكر والأنثى معرفياً كما تستفيد الجماعات بعضاً من بعض علمياوالناس يتفاضلون بإرادتهم وجه الله بعملهم الخير.
والتعامل بين البشرية الذي يتم بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة والرجل والمرأة إنما يبدأ بالتعارف ثم التعامل وإنما تحصل المشاكل بتقديم التعامل على التعارف والتعامل بسوء الخلق حيث لا يعطى للكرامة أي اعتبار عند المعاملة، والتعامل السيئ يصدر ممن لا يرى للمرأة كرامة بحيث يعاملها كوسيلة للمتعة ويعاملها كوسيلة للدعاية وللدعارة ومعاملة الإنسان لأخيه كوسيلة هو السبب الرئيس في كل المشاكل التي يتعرض لها الناس أفراد وجماعات.
نظرة الرجل إلى المرأة مجرد أداة للمتعة تجعله يعاملها بسوء.. أما إذا نظر إليها كإنسان يصرف النظر عن النوع الجنسي فإنه يتعامل معها تعامل لائق بالإنسان كإنسان.
وحب المرأة للرجل وحب الرجل للمرأة طاقة عاطفية، وتخضع للتوجيه العقلي فهي تتأثر بحسب نظرة كل واحد منها للآخر قال  : « لم يَر للمتحبين إلا النكاح » رواه مسلم.
ليس الاختلاط متناقض مع الحجاب ما دام الحجاب يعني أن لا يرى من المرأة إلا وجهها وكفيها وأن يكون ثوبها لا يصف ولا يشف وأن يكون كلامها مؤدباً لا غنج فيه وما دامت المرأة لا تثير الرجل جنسياً وكل امرئ بما كسب رهين والله يحاسب الناس يوم القيامة بحسب نياتهم لأن الأعمال بالنيات وكل امرئ ما نوى.
الحجاب لا يعني حبس النساء في البيوت ومنعهن مزاولة اعمالهن الحلال
الأمر بالقرار في البيوت :
الأمر بالقرار في البيوت للنساء إنما خوطب به نساء النبي لقوله تعالى: ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ الأحزاب: ٣٢
ولقد اقترن الأمر بالقرار في البيوت بالاستئذان قبل الدخول.
عمل المرأة:
يباح للمرأة في العمل ما يباح للرجل بغير تمييز، ولها كالرجل أن تخرج إلى ما يخرج إليه الرجل لأن المحرمات والفرائض مخاطب بها الناس دون تفريق بينهم على أساس الجنس.
لقد شاركت المرأة المسلمة في عهد النبي في كل شؤون الحياة في وعلى رأس تلك المشاركات الاجتماعية مع الرجل بيعة العقبة التي هي العقد الاجتماعي الذي أسس المجتمع الإسلامي ودولته وأكبر منصب في المجتمع المسلم منصب الفتوى نالته المرأة وقد تصدرته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
س بدليل شرعي على المنع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق