الاثنين، 9 يناير 2012

كليات عقلية ومفاهيم ومصطلحات فلسفية:
1 – الأحكام العقلية:
كل ما يتصوره العقل لا يخلو أن يكون واحداً من الأقسام الثلاثة التالية:
1. فإما أن يكون ممكن الوجود والعدم.
2. وإما أن يكون مستحيل الوجود.
3. وإما أن يكون واجب الوجود.
القسم الأول: ممكن الوجود والعدم عقلا ،وهذا القسم يسمى (الجائز) و(الممكن) عقلاً لأن وجوده أو عدمه ليس واجباً عقلاً ولا مستحيلاً.
فالوجود ممكن أن يكون على غير ما هو عليه لطلاقة قدرة الله على الخلق والإبداع وكذلك الوجود ممكن أن يكون على غير هذه الهيئة وبالصورة نفسها وبالصفات نفسها ،وكذلك البعث أمر ممكن عقلاً وليس مستحيلاً، كل موجود سوى الله تعالى فوجوده وصفاته ، وكذلك انعدامه وانعدام صفاته أمور ممكنة عقلا، وليس شيء منها في حكم العقل المجرد بواجب ولا مستحيل.
القسم الثاني: مستحيل الوجود عقلا، وهو ما يوجب العقل عدمه ولا يجيز إمكان وجوده في أية حالة من الحالات التي يتصورها الذهن والمستحيل عقلا، النقيضين في شيء واحد ومكان وزمان واحد، ويستحيل ترجيح أحد المساويين تساوياً تاماً إلا بمرجح، فإذا تقابلت قوتان متساويتان متكافئتان تماماً دون أي تفاضل بينهما فإنه لا يمكن رجحان أحدهما على الآخر دون مرجح، وتوقف الشيء على انعدام نفسه أمر مستحيل عقلاً، لما فيه من الدور السبقي مثل وجود شريك لله تعالى مكافئ له أمر مستحيل.
عقلا ، لا يمكن قبوله بحال من الأحوال، الدور مستحيل وهو توقف الشيء على نفسه أي يكون الشيء علة لنفسه أو بدون واسطة فالعلة تقتضي سبق المعلول ،ومن المستحيل أن يسبق الشيء نفسه فيكون هو ليس نفسه حين ينفصل عن نفسه فلا يصبح واحد.
فلا بد من أول ليس قبله شيء يأتي أول ليس قبله شيء من جنسه فيصبح ++ لخلفه ، البداهة تقول باستحالة تسلسل .
القسم الثالث : واجب الوجود عقلا وهو يوجب العقل وجوده ولا يجيز العقل فكان انعدامه في أية حالة من الحالات.
يجب الوجود المطلق هو الله جل وعلا الذي ليس كمثله شيء لأن العقل أول باستحالة عدمه لأنه مستحيل أن يكون العدم المطلق هو الأصل ضد الوجود إذ لو كان العدم المطلق هو الأصل لاستحال أن يتحول العدم بنفسه إلى وجود بما فيه من ذوات ،وصفات وقوى.
ويجب عقلا أن يكون للحادث الذي لم يكن موجوداً ثم وجد فعلاً محدث قد أحدثه وكان هو السبب في وجوده ومتى وجد المعلول وجب عقلا أن تكون علته قد وجدت ، ومتى وجد السبب وجب عقلا أن يكون سببه قد وجد ،وممكن الوجود ،والعدم إذا وجد فعلا وجب عقلا أن يكون له موجود قد أوجده، ورجح جانب وجوده على جانب عدمه ،ومتى رجح أحد المتساويين على الآخر وجب عقلا أن يكون له مرجح.
الأحكام العادية:
في الأحكام العادية لا نراقب ما يحكم به العقل بشكل مستقل، وإنما ننظر إلى النظام القائم بحسب العادة الجارية، فالممكن في العادة : هو كل أمر يصح أن يوجد ويصح ألا يوجد بحسب مجرى العادات لأننا نشاهد وجوده تارة وعدم وجوده تارة أخرى.
والمستحيل في العادة : هو كل أمر يخالف ++ المتبع باستمرار في نظام الكون كثيراً ما يكون المستحيل عادة هو نظام لم يظهر تخلفه في مألوف الناس.
واجب عادة : هو ضد المستحيل وهو موجود لم يلاحظ في العادة تخلفه كآثار تكون الجاذبية والواجب عادة هو ++ عقلا.
المقولات العشر:
المقولات جمع مقولة وسميت بذلك لأنها تقال لكي يعبر عنها بالقول.
المقولات هي الكليات التي يعبر عنها القول سلباً وإيجاباً ، ترجع إلى الأصول العشر:
الجوهر ، الكم ، الكيف ، المتى ، الوضع ، المالك ، الإضافة ، أن يفعل ، أن ينفعل.
1. الجوهر : وهو كل ما له وجود.
2. مستقل قائم بنفسه غير محتاج في وجوده إلى شيء آخر يقوم منه فهو يقوم بذاته كل الأرواح والأجسام.
أقسام الجوهر:
1. الجوهر الفرد : وهو الموجود الذي لا يقبل التجزئة لا في الواقع ولا في التصور، وهو في الحوادث الجزء الذي لا يتجزأ.
2. المجسم : وهو الموجود المركب من جوهرين فردين ويقبل التجزئة ،ولو في التصور الذهني فقط.
3. الغرض : وهو صفة من صفات الجوهر وتابعاً وجوده لوجود ، فالصفات تقوم في الجوهر وليس العكس.
والصفات هي كالكيفيات النفسية هي كيفيات الحي كالحياة والعلم والإرادة.
مقولات العرض تسع هي:
1. الكم (العدد) هو عرض من خصائصه أن يقبل التقدير والتجزئة فبالتقدير يمكن افتراض وحدات فيه متماثلة المقدار يتألف منها ، ويمكن ++ بوحدات ثابتة كالطول يقاس بالمتر أجزائه وأضعافه أو بأية وحدة قياسية، لمدة من الزمن تقاس بالدقائق ضعفها وأجزائها أو بطرفة عين أو بأي حدة قياسية زمنية ، وبالتجزئة ممكن ++ بالفعل أو بالتصور ، إلى أجزاء ألف منها وذلك بالتصنيف المتسلسل في أصغر جزء ممكن تصوره.
أقسام الكم:
1. الكم المتصل: وهو ما كانت أجزاؤه الوسطى حدوداً مشتركة كل منها النسبة إلى ما دون نهاية، وبالنسبة إلى ما فوقه بداية.
2. مقولة الكيف: الكيف يتناول الكيفيات المحسة والنفسانية والمختصة بالكميات والكيفيات الاستعدادية كقابلية التأثير والتأثر.
الكيف هو الهيئة القارة (أي المستقرة الثابتة) التي لا تقبل القسمة ،فمتى انقسمت تحولت إلى هيئتين مختلفين بخلاف مقولة الكم ، لا يرتبط تصورها بتصور شيء خارج منها، بخلاف مقولة المكان والزمان ، والملك والإضافة ، ولا تقتضي نسبة بعض أجزاء ما يتصف بها إلى بعض ، ولا إلى شيء خارج عنها.
بخلاف مقولة الوضع ، والكيفيات تتعلق بالأشكال ،والألوان ،والعرض ،والطول ،والغلظة ،والرفعة ،والشدة ،والنعومة ،والخشونة ،والبرودة ،والحرارة ،والصغر ،والكبر ،والليونة ،والصلابة ،والضخامة ،والضآلة ،والتأثر، والتأثير ،والكثرة ،والقلة ،والبعد ،والقرب ... إلخ.
3. مقولة المكان (الأين):
المكان هو إجابة المستفهم أين هو ؟ ،وهو الصفة التي تعرض للشيء باعتبار وجوده في المكان الذي هو فيه .
ومكان الشيء الحقيقي الذي جميع سطحه الباطن مماسا لجميع السطح الظاهر للشيء الحال ،فيه حتى لا يسع المكان غيره مهما كان كالهواء المحيط بالطائر، والماء في القارورة المملوءة المغلقة، ونحو ذلك ، والمكان غير الحقيقي ،وذلك إطلاق وجود الشيء ،فيه إطلاقاً يحتمل مشاركة غيره له ،فيه كان نقول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام أو في مكة أو في أرض الحجاز ، أو في جزيرة العرب .
مقولة الزمان (المتى):
الزمان مأخوذ من قول المستفهم عن زمان الشيء متى هو؟
وهو الصفة التي تعرض للشيء باعتبار وجوده في الزمان ، وزمان حدوث الشيء منه الحقيقي ،وهو المطابق كقولنا صمت يوم الخميس من نهار كذا، فالصيام مطابق للنهار وليس النهار زائد عليه، ولا يمنع في الزمان الحقيقي اشتراك أحداث لا نهاية لها فيه لأن الزمان الواحد يمر على كل الأحداث والموجودات التي تكون فيه بنسبة واحدة بخلاف المكان الواحد ،فهو قد يكون مملوءاً بالمجود فيه وخاصاً به، فلا يتصور أن يوجد فيه غيره ،والزمان غير الحقيقي هو الزمان غير المطابق كقولنا ولد الجنين في يوم كذا أو في شهر كذا أو في سنة كذا، مع أن الولادة حصلت في زمن يسير داخل زمان اليوم.
5 – مقولة الوضع:
هو حال الجسم بسبب نسبة أجزائه بعضها إلى بعض في الجهات ، فالجسم ينتقل في الأوضاع المختلفة، ولو لم يحدث فيه تغيير في الكيف كالإنسان يكون في وضع القيام فيتحول إلى وضع العقود، ثم إلى وضع الإتكاء ثم إلى وضع الاستلقاء. وهكذا يمكن تغييره في الأوضاع المختلفة إذ تختلف نسبة أجزائه إلى الجهات المختلفة، كما تختلف نسبة أجزائه بعضها إلى بعض قرباً وبعداً ويرافقه اختلاف نسبة هذه الأجزاء إلى الجهات ، كما في أوضاع القيام والعقود والاستلقاء والإتكاء.
6 -= مقولة الملك:
الملك هو هيئة تعرض للجسم بسبب جسم آخر، يحيط به أو بجزء منه، وينتقل بانتقاله كإهاب الحيوان والثوب للابسه ،والعمامة للرأس ،والسوار ،والخاتم ،والنعل، فهي تحيط بالجسم كله أو بعضه ،وتنتقل بانتقاله ،فنسبه الجسم إلى ما يحيط به ،وينتقل بانتقاله يدخل في مقولة الملك ،فيقال مثلاً: لابس ثوبه ، متعمم ،ومتحل بسوار ،ومتختم ،ومتنعل.
7 – مقولة الإضافة:
هي عرض يرتبط فهمه بفهم معنى آخر مثل الأبوة والبنوة ومثل معاني النسب مثل الأكبر ،والأصغر ،والمتساوي ،وكذلك سائر أفعال التفضيل ،وأفعال المشاركة ،ومثل رأس الشيء ووسطه، وجانبه ،ومثل العبودية ،والسيادة ،وكذلك سائر أوصاف المشاركة ،وهكذا كل ما يكون معناه مفهوماً بالقياس إلى غيره.
8 – مقولة التأثير (يفعل):
(أن يفعل) هو تأثير الجوهر في غيره تأثيراً غير قار الذات، فحالة ماداميؤثر، هو العرض المسمى (أن يفعل) ،وذلك مثل التسخين مادام المشي يسخن ، أما استعداد الشيء لأن يؤثر في غيره دون أن يكون مؤثراً بالفعل فهو من مقولة الكيف.
9 – مقولة أن ينفعل (التأثر):
(أن ينفعل) هو تأثر الشيء من غيره ما دام في حالة التأثير كالتسخين ما دام الشيء يسخن إما إذا استقر التأثر كحالة الخطب بعد أن يتم الاحتراق، فإنه لا يدخل تحت مقولة (أن ينفعل) ،وإنما يدخل في مقولة الكيف ،وكذلك الاستعداد للاحتراق قبل وقوعه هو من مقولة الكيف.
الماهية:
الوجود المنفرد الذي لا يقع فيه اشتراك، والهوية ما يمتاز عن الأغيار.
الهوية:
هي ما به يكون الشيء هو هو . مثال : الإنسان : حيوان ناطق ،فهذا تعريف كلي للإنسان، وهو الماهية.
أما الماهية فهو ما يتميز به الفرد عن جنسه كأن يكون عالم أو جاهل أو غاضب أسود أو أبيض ... إلخ.
وغير ذلك من صفات تمتيز الفرد عن سائر أفراد النوع وهذه الصفات عوارض الصفة العامة ماهية والصفة الخاصة هوية.
أقسام المعلوم:
المعلومات الذهنية تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ماله تحقق خارج الذهن ،وهو الموجود.
والموجود:
1. الأزلي : وهو ما ليس له أول لأنه لا يسبقه العدم.
2. الحادث: وهو ما له أول.
والحادث الجوهر ،وهو متحيز بالذات. والحادث العرض وهو الحال المتحيز بالذات.
الحادث المجرد : وهو ما ليس متحيز ولا حال في المحيز.
المعدوم: وهو ما ليس له تحقق خارج الذهن.
والمعدوم:
1. المعدوم المستحيل: وهو غير جائز الوجود.
2. العدوم الممكن : وهو جائز الوجود . ومما لا تحقق له في خارج الذهن مفهومات اعتبارية ذهنية توصف بها معلومات موجودة كمفهوم الوجود ،ومفهوم العدم ،ومفهوم العدم ،والحدوث، والبقاء ،والوجوب، والإمكان الاستحالة.
أقسام الأعراض:
1. أعراض وجودية ،وهي التي لها تحقق في الخارج.
2. أعراض اعتبارية، وهي التي لا تحقق لها خارج الذهن.
3. أعراض مشتركة وهي الحركة ،والسكون ،والاجتماع ،والافتراق.
السكون: وهو الذي مر عليه جزء من الزمان لم ينتقل من المكان الذي هو فيه.
الحركة : وهو الذي مر عليه جزء من الزمن، فانتقل من مكانه.
الاجتماع: التقاء جوهران لا يسمحان أن يتخلل بينهما جوهر ثالث.
الافتراق : جوهران لم يلتقيا وسمحا أن يتخللهما ثالث أو أكثر.
4 . أعراض الأشياء:
1. الحياة : وهي قوة تقتضي الحس، والحركة.
2. القدرة: وهي صفة وجودية تؤثر في الشيء على وفق الإرادة.
3. الإرادة : وهي صفة بها يرجح الفاعل فعل أو ترك ما هو قادر على فعله أو تركه.
4. الكراهية : وهو نفرة النفس من الشيء لاعتقاد أنه ضار أو قبيح.
5. الاعتقاد وهو الحكم الجازم القابل للتغير ، ويكون الاعتقاد صحيحاً ،ويكون فاسداً فالصحيح منه ما كان مطابقاً للواقع، والفاسد منه ما كان غير مطابق للواقع.
6. الظن: وهو ترجيح أحد طرفي النسبة الحكمية على الآخر إذا كان ظناً راجحاً وتتنازل درجات الظن حتى أدنى مستويات الوهم كما في الاستعمالات اللغوية.
7. التفكر: وهو عملية ذهنية تؤدي إلى علم أو اعتقاد أو ظن.
8. الألم: وهو إدراك ما ينفر منه الطبع.
9. اللذة : هي إدراك ما لا يلائم الطبع.
10. ومنها ما يلي:
الصحة ، المرض ، الفرح ، الحزن ، الخجل ، الوجل، الغضب ، الحب ، الرضا ، الرجاء ، الخوف ، وغير ذلك.
المطالب
1. هل؟ تستفهم عن أصل وجود الشيء أو وصف الشيء.
2. ما؟ تسأل عن تعريف الشيء أو تسأل عن معرفة ما يميز الشيء.
3. لم؟ تسأل عن العلة المؤثرة، وعن العلة الغائبة التي هي الهدف من الفعل.
4. كيف؟ تسأل عن حال الشيء.
5. متى؟ تسأل عن الزمان.
6. أين ؟ تسأل عن المكان.
7. كم؟ تسأل عن المقدار والعدد.
العلة والمعلول
كل حادث لم يكن ثم كان ولو في هيئته ،وصورته لا بد له من علة ،فاعلة وجدت له وتسمى العلة الفاعلة.
وحين تكون العلة الفاعلة ذات علم ،وإرادة ،واختيار حكيم فإنها توجد الحادث لغاية ،ولا توجد عبثاُ أي بلا غاية.
والغاية هي التي تحرك الإرادة لكي تحقق شيء ،والوسائل التي تحقق الغاية تسمي العلة المادية ،والشيء الذي يراد تحقيقه يتخذ صورة ،والصورة هي العلة الصورية.
مثال: السيارة قبل أن تخترع كانت هناك رغبة طي المسافة بسرعة هذه تسمى (العلة الغائية) ، والمواد اللازمة لصناعة السيارة التي لا نستطيع إيجاد المركبة بدونها أو بدون أمثالها هي (العلة المادية) ، والصورة الصناعية التي يجب أن تكون على وفقها أجزاء السيارة (مفردة ومركبة) تحقق الغاية من صنعها، والتي بدونها لا تستطيع السيارة تأدية الوظيفة المطلوبة منها هي (العلة الصورية لها).
فالغاية كانت أول الفكر رجاء ثم صارت آخر العمل واقعاً بعد أن تحقق وجود المصنوع من أجلها.
وحين نستخدم المصنوع بصورة عملية واقعية فنطوي المسافات نكون قد وصلنا فعلاً إلى الغاية المرجوة والمطلوبة أولاً، وكانت السيارة وسيلة لها.
الهيولي والصورة
تجرد الذهن الجسم من كل الصور الجسمانية حتى يرى المادة أو الجوهر غير متشكل بشكل منها، فيسمى ذلك (هيولي).
ويرى الشكل متجرداً من المادة أو الجوهر ،فيسمى ذلك (صورة).
ويجمع بين الهيولي، والصورة، فيشاهد في الذهن ،وفي الواقع معاً (جسماً) أي مادة متشكلة بالصورة التي تخيلها أو وجدها كذلك في الواقع.
مثال: الشمع الذائب قبل أن يتشكل في صورة مكعب يكون هيولي فإذا شكلناه على شكل مكعب يكون هيولي ،فإذا شكلناه على شكل مكعب فأصبح مكعب يسمى جسم ،وهذا الجسم هو جوهر أو مادة أي مادة الشمع، ،فالشمع والمكعب صورة وهيولي معاً فلا يمكن، فصل الشمع، وصورة المكعب ،وهو في حالة كونه مكعب.
الهيولي أي المادة أو الجوهر المتجرد من أي صورة جسمانية ،ويقبل الصور الجسمانية المختلفة في التخيل أو التصور الذهني وكذلك في الواقع.
ولا وجود للهيولي بالفعل إلا متشكلة بصورة ما من الصور الجسمانية، فلا تخلو هيولي في الواقع من صورة ما من الصور الجسمانية، والصورة في مقابل الهيولي هي الشكل الذي تكون عليه المادة أو الجوهر (الهيولي) ،وهي تلاحظ أو تتخيل في العقل منعزلة عن الهيولي،ولكن لا يتوجد في الواقع صورة دون هيولي ، أي دون مادة أو جوهر.
القواعد الأساسية للمعرفة
القاعدة الأولى: عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود . ،وبناء على هذه القاعدة لا يصح نفي الوجود إلا بعد ثبوت الإحاطة العلمية القطعية، فإذا بحثنا عن شيء فلم نجد فلا نقل أنه غير موجود بل نقل بحثينا فلم نجد،، فنحن في هذه الحالة نصف عجزنا فلا نفي بناء على عجزنا ،فالذي لا يستطيع أن يصعد القمة لا يقول ليس هناك قمة.
القاعدة الثانية: اللزوم من شيئين قد يكون من أحدهما للآخر دون العكس ،وقد يكون تلازما بينهما معاً.
أما التلازم بين الشيئين ،فنفى أحدهما يلزم منه نفي الآخر ،وإثبات أحدهما يلزم منه إثبات الآخر كالتلازم بين طلوع الشمس ،ووجود النهار ،فنفي الشمس يعني نفي للنهار ،وإثبات الشمس إثبات للنهار.
القاعدة الثالثة : نفي الأعم يستلزم نفي الأخص، ونفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم ، وإثبات الأعم لا يستلزم إثبات الأخص لكن إثبات الأخص يستلزم إثبات الأعم.
فالإنسان والحيوان نوع من أنواع الحيوان والحيوان جنس له فالإنسان إذن أخص من الحيوان ، والحيوان أعم من الإنسان.
فإذا قلنا لا إنسان في الدار فقد نفينا الأخص ،وهذا لا يمنع أن يكون في الدار حيوان.
وإذا قلنا ليس في الدار حيوان فيعني لا يوجد أي حيوان ومن ضمن الحيوانات الإنسان.
فإذا قلنا أن الأحياء الأرضية تحتاج إلى الغذاء فهذا قول عام يشمل الناس ،وسائر الحيوانات، فالقاعدة العامة الغذاء ضروري للحياة فكل هي تشمل ضرورة التغذي فالعام يدخل فيه الخاص فالعام كالقدر الأكبر يدخل فيه القدر الأصغر، والعكس ليس صحيح، فالإنسان نوع من جنس الحيوان يدخل مع الحيوان في كونه كائن حي ،ولكن يزيد الإنسان على الحيوان في كونه حيوان ناطق، فالزائد موجود في العام ناقص في الخاص.
القاعدة الرابعة: العلم يتبع المعلوم، وليس المعلوم هو الذي يتبع العلم.
ما هو قابل لأن يعلم يكون أولاً حقيقة في ذاته ثم يكون علم الإنسان به بعد ذلك، أما علم الله فهو أزلي بالنسبة لجميع الممكنات يعلمها جميعاً علماً أزلياً، وما شاء منها إيجاده يقضيه ،ويقدره قبل أن يوجد، ثم يكون وجوده على وفق قضائه ،وقدره ،وإرادته.
القاعدة الخامسة: ما هو ذاتي في الأعم هو ذاتي في الأخص، وليس كل ما هو ذاتي في الأخص هو ذاتي في الأعم الناطقية عنصر ذاتي في الإنسان ،ومقوم من مقوماته ،وهذا العنصر لا نجده في غير الإنسان من عموم الحيوان.
ويلحق بهذه القاعدة أن كل ما هو ركن في الأعم هو ركن في الأخص.
وقاعدة أن كل ما هو شرط للأعم هو شرط للأخص، لكن ليس كل ما هو ركن للأخص هو ركن للأعم ، فما هو شرط في المتقين هو شرط في الأبرار هو شرط في المحسنين، وليس كل ما هو شرط في الأبرار، والمحسنين هو شرط في المتقين، وليس كل ما هو شرط في المحسنين هو شرط في الأبرار لأن المحسنين أخص من الأبرار الذين هم أخص من المتقين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق