الاثنين، 9 يناير 2012

النهضة
إن نهضات عالمنا أبان المئة والخمسين عاماً الأخيرة سياسية أكثر منها نهضات إحياء ديني إذ كانت الرغبة في حل مشكلة التخلف ،والهيمنة الاستعمارية.
وفي الغرب كان هناك تطور علمي على العكس من ذلك العالم الإسلامي. وفي الغرب تمت معالجة مشكلة الفقر إلى حد ما ولم يحصل مثل ذلك في العالم الإسلامي.
وفي الغرب قامت ثورة صناعية ،وفي العالم الإسلامي لم يحدث مثل ذلك.
وفي الغرب هناك نظام اجتماعي وسياسي متطور ،وليس في العالم الإسلامي مثل ذلك.
والنهضة العربية كانت تريد أن تحل مشكلة التخلف ،والهيمنة الاستعمارية ،وتريد تطور علمي وحل مشكلة الفقر وتطور صناعي وإيجاد نظام سياسي تقوم على الديمقراطية وتكافؤ الفرص ودولة القانون ،ودولة المؤسسات والمجتمع المدني وتريد نظام اجتماعي يحقق العدالة الاجتماعية ويحافظ على حقوق الإنسان.
نادى الفكر النهضوي بالوحدة ،واعتماد المنهج العلمي في التفكير والأخذ بالعلوم الحديثة ومحاربة الأمية.
كان الفكر النهضوي يركز على الإصلاح السياسي والاجتماعي ولو تأملنا تجربة الإسلام التي قام بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بدؤا في تغيير بمواطن الناس لتغيير الظواهر الاجتماعية فتغير الواقع الاجتماعي له حسابات ومقدماته وأسبابه الخاصة ،’ ولن يحصل بمجرد تغيير باطن الناس ، فالنبي صلى الله عليه وسلم دخل معترك العمل السياسي كرجل سياسة بكل معنى الكلمة فأقام مشاريع سياسية على أساس التوحيد ،والتغيير في الباطن إنما يتغير في الثقافة التي يجب أن تكون ثقافة تدعوا إلى وضع برامج علمية ودراسات دقيقة وتحولات في التوجهات السياسية والاجتماعية والأخذ بأحدث ما وصل إليه علم الإدارة والسياسة ،والعلوم الإنسانية التي تساعدنا على إيجاد الإمكانيات المادية والمعنوية التي تكرم الإنسان أكثر وتحترمه أكثر وتجد حل لمشاكله العاقلة ليكون أكثر سعادة ورفاهية ويجب أن يكون ذلك بنية القربى إلى الله وطلب رضوانه يجب أن نحاول إيجاد مجتمع ديمقراطي وصحة عامة وعلوم عصرية ،واقتصاد صناعي وأن تدخل في المجتمع المعلومي الحديث وأن أحوج ما يحتاج مجتمعنا إلى العلوم العصرية لتخلق تغييرات اجتماعية لصالح الإنسان، نحن بحاجة إلى العلم والإدارة العلمية لا بد، والأخذ بالعلوم لمكتسبات إنسانية حسنة، واقتباس نتائج العلوم التجريبية، والتنمية العلمية والاقتصادية تستلزم اقتصاد معاصر وثقافة معاصرة وإدارة حديثة.
المدنية لا تصنع بتهديم وشطب المدنية السابقة ، فكل مدنية انطلقت من حيث انتهت إليه المدنة السابقة ، وأضافت إليها إنجازات جديدة.
أظن أن أهم أزمات العالم الغربي اليوم نزعته الدنيوية، وافتقاره إلى القيم الإنسانية والنهضة الأوروبية قيمياً قامت على مفهوم (الحرية) التي استلزمت رقابة الشعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق