الاثنين، 9 يناير 2012

السيرة اليسيرة
مولده صلى الله عليه وسلم :
ولدعام الفيل في الثاني عشر من ربيع الاول يوم الأثنين
إرضاعه :
أرضعته ثويبة عتيقة أبي لهب ،أعتقها حين بشرته بولادته صلى الله عليه وسلم ثم أرضعته حليمة السعدية .
حضانته :
حضنت بركة أم أيمن النبي صلى الله عليه وسلم بعد آمنة بنت وهب ،وكانت أم أيمن (داية)
النبي صلى الله عليه وسلم .
مات جده عبد المطلب كافله وله ثمان سنين ،وكفله أبو طالب ،واسمه عبد مناف ، وكان عبدالمطلب أوصاه بذلك لكونه شقيق عبدالله .
بعثته :
ولم بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة بعثه الله رحمة للعالمين يوم الأثنين في ربيع الأول إحدى وأربعين من عام الفيل ،ونزل عليه جبريل عليه السلام في غار حراء بسورة العلق ثم ذهب الى خديجة رضي الله عنها ،فقال لها زملوني :فقالت خديجة : كلا ،أبشر ، فوالله لايخزيك الله أبدأ ، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث ،وتحمل الكل ،وتقري الضيف ،وتعين على نوائب الحق . ثم انطلقت الى ورقة بن نوفل بن أسد عبدالعزى بن قصي وهوابن عم خديجة أخي أبيها وهو نصراني وكان شيخ كبير أعمى وكان يقرأ التوراة والانجيل بالعبرية فقالت له خديجة رضي الله عنها : أي عم ،اسمع من ابن أخيك ،فقال له ورقة :ماذاترى ؟ فأخبره صلى الله عليه وسلم بما رأى ،فقال له ورقة :هذا الناموس الذي أنزل على موسى ،ياليتني فيها جذعا،ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك ،فقال صلى الله عليه وسلم :أو مخرجي هم ؟ فقال ورقة : نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا .
كان أول من آمن به من العالمين خديجة بنت خويلد وهي أول من آمن به من النساء أيضاوأول من آمن من الذكور أبوبكر الصديق رضي الله عنه وهو آمن بعد خديجة رضي الله عنها ، ومن الصبيان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ومن الموالي زيد ومن العبيد بلال رضي الله عنهم .
وظلت الدعوة سرا ثلاث سنوات وفي السنة الرابعة نزل عليه (فاصدع باتؤمر) ،لم يعترض عليه المشركين حتى نادى بنبذ الشرك بالله وكان ذلك في السنة الرابعة من البعثة ومنع بأبي طالب وبني هاشم غير أبي لهب وبني المطلب .
وكان صلى الله عليه وسلم يطوف على الناس في منازلهم يقول (يأيها الناس إن الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ،وأبو لهب وراءه يقولوا : (يأيها الناس إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم ) .
وسألوه صلى الله عليه وسلم : إن كنت تطلب الشرف فينا فنحن نسودك علينا ، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا ،وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا قد غلب عليك بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مابي ماتقولون ،ولكن الله بعثني رسولا ،وأنزل علي كتابا ،وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا ،فبلغتكم رسالة ربي ،ونصحت لكم ،فإن تقبلوا من ماجئتكم به فهو حظكم من الدنيا وألاخرة، إن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ) .
هجرته صلى الله عليه وسلم:
ثم أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في الهجرة الى الحبشة وذلك في رجب سنة خمس من البعثة .
فلما رأت قريش إستقرارهم في الحبشة وأمنهم أرسلوا عمرو بن العاص ، وعبدالله بن أبي ربيعة بهدايا وتحف من بلادهم الى النجاشي وكان معهم عمارة بن الوليد ،ليردهم الى قومهم ،فأبى ذلك وردهم خائبين بهديتهم .
وكما رأت قريش عزة النبي صلى الله عليه وسلم ببعثته وفشوا الاسلام في القبائل وأجمعوا على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم ،فبلغ أبا طالب فجمع بني هاشم وبني المطلب فأدخلو النبي صلى الله عليه وسلم شعبهم ليمنعوه ممن أراد قتله ،فأجابوه كفارهم ،فلما رأت قريش ذلك
اجتمعوا و قرروا أن يكتبوا كتابا ينص على ألايناكحوا اليهم ولا يشترا منهم شيئا ولا يبتاعوا منهم ولايقبلوا منهم صلحا أبدا حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل .
وكتب هذا الكتاب منصور بن عكرمة –وقيل بغيض بن عامر – فشلت يده وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة في أول محرم سنة سبع من البعثة ،فأنحازبنو هاشم وبنو المطلب الى أبي طالب فدخلوا معه شعبه فأقامو على ذلك ثلاث سنين .
وقدم نفر من مهاجرة الحبشة حين قرأ صلى الله عليه وسلم والنجم إذاهوى حتى بلغ السجدة فسجد المشركون ظنا منهم أنهم أسلموا .
ثم هاجر المسلمون الهجرة الثانية الى أرض الحبشة وعدتهم ثلاث وثمانون رجلا وكان عمار بن ياسر منهم وثمانية عشرة امرأة وكان معهم عبيدالله بن جحش مع امرأته حبيبة بنت أبي سفيان ،فتنصر هناك ثم توفي نصرانيا ،وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان سنة سبع من الهجرة الى المدينة وهي بالحبشة .
وخرج أبوبكر الصديق رضي الله عنه مهاجرا الى الحبشة حتى بلغ برك الغماد – موضع وراء مكة – ورجع في جوار سيد القارة ،مالك بن الدغنة يعبد ربه في داره وأبتنى مسجدا بفناء داره ،وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه ،وكان أبوبكر رجلا بكاءا لا يملك عينه إذاقرأ القرآن .
فأ فزع ذلك أشراف قريش من المشركين فقالوا لابن الدغنة : إنا قد خشينا أن يفتن نسائنا وأبنائنا، فأنهه ،فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل ،وإن أبى الا أن بعلن فسله أن يرداليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ،فقال أبوبكر لابن الدغنة : فإني أرد اليك جوارك وأرضى بجوار الله .
ثم قام رجال قي نقض الصحيفة ،فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على أن ألارضة أكلت جميع مافيها من القطيعة والظلم ،فلم تدع الا اسم الله فقط فلما أنزلت لتمزق وجدت كما قال صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في السنة العاشرة من البعثة .
ولما أتت عليه صلى الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما مات عمه أبوطالب وله سبع وثمانون سنة ،وبعد وفاة أبي طالب بخمسة في رمضان بعد البعثة بعشر سنين التحقت خديجة رضي الله عنها بالرفيق الأعلى ،وسمي هذا العام بعام الحزن .
وأقامت خديجة رضي الله عنها وأرضاها مع النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة ،ثم بعد أيام من وفاة خديجة رضي الله عنها تزوج صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة ثم خرج صلى الله عليه وسلم الى الطائف بعد وفاة خديجة رضي الله عنها بثلاث أشهر في أيام بقين من شوال سنة عشر من البعثة لما ناله من قريش بعد موت أبي طالب ،وكان معه زيد بن حارثه فأقام بها شهرا يدعو ثقيف الى الله تعالى فلم يجيبوه وأغروا به سفهائهم وعبيدهم يسبونه .
ولما انصرف صلى الله عليه وسلم عن أهل الطائف ،مر في طريقه بعتبة بن شيبة وهما في حائط لهما ،فلما رأيا مالقي تحركت له رحمتهما ،فبعثا له مع عداس النصراني – غلامهما- قطف عنب ،فلما وضع صلى الله عليه وسلم يده في القطف قال :بسم الله ثم أكل ، فنظر عداس الى وجهه صلى الله عليه وسلم ثم قال : إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة ،فقال له :رسول الله صلى الله عليه وسلم :من أي البلاد أنت ،وما دينك ؟ قال: نصراني من نينوها.فقال :من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ قال :وما يدريك ؟قال : إنه أخي وهو نبي مثلي ،فأكب عداس على يديه ورأسه ورجليه يقبلها وأسلم .
ولما نزل نخلة صرف الله اليه سبعة من جن نصيبيين - مدينة بالشام - وكان صلى الله عليه وسلم قد قام في جوف الليل يصلي فاستمعوا له وهو يقرأ سورة الجن .
وفي طريقه صلى الله عليه وسلم دعا : ( اللهم اشكوا اليك ضعف قوتي ،وقلة حيلتي ،وهواني على الناس ،يا أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ،وانت رب المستضعفين الى من تكلني الى عدو بعيد يتجهمني أم الى صديق قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبانا علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ،أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة ،أن ينزل بي غضبك ،أويحل بي سخطك ،لك العتبى حتى ترضى ،ولا حول ولا قوة إلا بك ).
ولما كان في شهر ربيع الأول أسري بروحه وجسده يقظة من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ،ثم عرج به من المسجد الأقصى الى فوق سبع سموات ،ورأى ربه بعين رأسه ،وأوحى الله اليه ما أوحى ،وفرض عليه الخمس الصلوات ثم انصرف في ليلته الى مكة .
وصدقه أبوبكر رضي الله عنه والذين آمنوا لما أخبروا بالأسراء والمعراج ،وكذبه الكفار وأستو صفوه المسجد الأقصى فمثله الله له ، فجعل ينظر اليه ويصفه .
ولما أراد الله تعالى إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم وإنجاز وعده له ، خرج صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقي فيه الأنصار الأوس والخزرج ،فعرض نفسه صلى الله عليه وسلم على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم ،فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج فقال لهم : من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج ،قال :أفلا تجلسون أكلمكم ؟ قالوا : بلى ،فجلسوا معه فدعاهم وعرض عليهم الاسلام وتلا عليهم القرآن ،والذي دعاهم الى الاستجابة أن اليهود إذكان بينهم شحناء قالوا :قد أطل زمان نبي فنقتلكم به فلما كلمهم صلى الله عليه وسلم عرفوا البعث ، فقال بعضهم لبعض : لا تسبقنا اليهود اليه ،فأجابوه الى ما دعاهم اليه ، وصدقوه وقبلوا منه ماعرض عليهم من الإسلام فأسلم منهم ستة نفر كلهم من الخزرج وهم : أبو أمامة ، أسعدبن زراره ،وعوف بن الحارث بن رفاعة ،وهوابن عفراء ،ورافع بن مالك بن العجلان ، وقطبة بن عامر بن حديدة ، وعقبة بن عامر بن نابي ،وجاسر بن عبدالله بن رئاب ،وليس جابر بن عبدالله بن حرام ،وانصرفوا الى المدينة ،ولم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلما كان العام المقبل لقيه إثنا عشر رجلا في العقبة الثانية ،فيهم خمسة من الستة المذكورين ،وهم أبو أمامة ،وعوف بن عفراء ، ورافع بن مالك بن العجلان ، وقطبة بن عامر بن حديدة ، وعقبة بن عامر بن نابي ، ولم يكن فيهم عبد الله ابن رئاب ، والسبعة تتمة ألاثنى عشر وهم : معاذ بن حارث بن رفاعة وهو ابن عفراء أخو عوف المذكور ، وذكوان بن عبد قيس الزرقي ،ورحل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة فسكنها معه فهو مهاجري أنصاري قتل يوم أحد ،وعبادة بن الصامت بن قيس ، وأبو عبد الرحمن ، يزيد بن ثعلبة البلوي ،والعباس بن عبادة بن وهؤلاء من الخزرج .
ومن الأوس رجلان وهما : أبو الهيثم ابن التيهان ،من بني عبد الأشهل ،وعويم بن ساعدة ، فأسلموا وبايعوا على بيعة النساء ، أي وفق بيعتهم التي نزلت في فتح مكة وهي : أن لا تشرك بالله شيئا ، ولا تسرق ، ولا تزني ، ولا تقتل أولا دنا ،ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ، والسمع والطاعة في اليسر والعسر ،والمنشط والمكره ، وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ،وأن نقول بالحق حيث كنا لا نخاف في الله لومة لائم ،قال صلى الله عليه وسلم : ( فلإن وفيتم فكم الجنة ،ومن غش من ذلك شيئا كان أمره الى الله إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه ولم يفرض يومئذ القتال .)
ثم إنصرف الى المدينة فأظهر الله الإسلام ،وكان أسعد بن زراره يجمع بالمدينة من أسلم وكتبت الأوس والخزرج الى النبي صلى الله عليه وسلم ابعث الينا من يقرئنا القران ،فبعث اليهم مصعب بن عمير. فأسلم على يد مصعب بن عمير خلق كبير من الأنصار ،وأسلم في جماعتهم سعدبن معاذ، وأسيد بن حضير ، وأسلم بإسلامهم جميع بني عبد الأشهل في يوم واحد حاشا الأصيرم ، وهو عمير بن ثابت بن وقش ،فإنه تإخر إسلامه الى يوم أحد فأسلم واستشهد ولم يسجد لله سجدة واحدة ،وأخبر رسول الله أنه من أهل الجنة ، ولم يكن من بني عبد الأشهل منافق فقد أسلموا قاطبة وأعلنوا إسلامهم .
ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الثالثة في العام المقبل في ذي الحجة أوسط أيام التشريق منهم سبعون رجلا ،وكانت أول أية نزلت في الأذن بالقتال قوله تعالى : ( أذن للذين يقاتلون ...) سورة الحج 39 ونقب عليهم إثنى عشر نقيبا ، وحضر العباس العقبة تللك الليلة متوثقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومؤكدا على أهل يثرب .
ولما تمت البيعة ليلة العقبة سرا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه بالهجرة الى المدينة فخرجوا إرسالا ،وانتظر أن يؤذن له بالخروج ،فكان أول من هاجر أبوسلمه بن عبد الأسد فبل بيعة العقبة بسنة ، قدم من الحبشة لمكة ،فأذوه أهلها وبلغه إسلام من أسلم من الأنصار فخرج اليهم . ثم عامر بن عقبة ،وامراته ليلى ،ثم عبدالله ابن جحش ،ثم المسلمون إرسالا ، ثم عمر بن الخطاب وأخوه زيد ،وعباس بن أبي ربيعة في عشرين راكبا ،فقدموا المدينة فنزلوا في العوالي ثم خرج عثمان بن عفان ، حت لم يبق معه صلى الله عليه وسلم إلا علي بن أبي طالب ، وأبوبكر الصديق رضي الله عنهم جميعا ، وكان الصديق رضي الله كثيرا ما كان يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فيقول له : لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا فيطمع الصديق رضي الله عنه أن يكون هو .
ثم اجتمع قريش في دار الندوة فاجتمع رأيهم على قتله وتفرقوا على ذلك ،ثم أتى جبريل عليه السلام فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت عليه ،فلما كان من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبوا عليه ، فأمر صلى الله عليه وسلم عليا أن ينام على فراشه الذي يبيت عليه ، وغطى ببرد أخضر ،ثم خرج صلى الله عليه وسلم وأخذ الله على أبصارهم فلم يره أحد منهم ،ونثر على رؤسهم جميعا التراب وهو يتلو سورة ياسين الى قوله تعالى : ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) ثم انصرف حيث أراد .
فأتاهم ممن لم يكن معهم فقال : ماتنظرون هاهنا ؟ قالوا : محمدا ، قال : قد خيبكم الله ، قد والله خرج محمد عليكم ،ثم ما ترم منكم رجلا إلا وضع على رأسه التراب وأنطلق لحاجته ،أفما ترون مابكم ؟ فوضع كل رجل يده على رأسه ،فإذاعليه تراب ،فما أصاب رجلا حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا ، وفي هذ انزل قوله تعالى : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا لثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ) سورة الأنفال اية 30 .
ثم أذن الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في الهجرة بقوله تعالى : ( وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ) سورة الاسراء أية ،وكان خروجه الى المدينة يوم الإثنين .ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر رضي الله عنه بغار ثور وكان مكثه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار ثلاث أيام وكان يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر ،وهو غلام ثقف ، فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت معهم ليجلب لهم الأخبار حتى يظلم الليل فيأتيهما ،ويرعى عليهم عامر بن فهيرة – مولى أبي بكر – منحة من غنم ،فيرحمها عليهما حتى تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل ، وهو لبن منحتها ، يفعل ذلك في كل ليلة من الليالي الثلاث ، واستأجر عبدالله بن الأريقط دليلا ، وهو كافر ،ولم يعرف له إسلام ، فدفعا اليه راحلتهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال ،فأتاهما براحلتهما صبح ثلاث ، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم على طريق السواحل ،فمرروا بقديد على أم معبدعاتكه بنت خاله الخزاعية وكانت برزة تحتبي بفناء القبة ،ثم تسقي وتطعم ، فحلب النبي صلى الله عليه وسلم شاتها التي لم يكن بها لبن فمسح على ضرعها فأدرت لبنا ثم تعرض له بقديد سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي فبكى أبوبكر وقال يارسول الله أتينا ،قال : كلا ودعا صلى الله عليه وسلم فساحت قوائم الفرس ثم طلب الإمان وقال : وقال أعلم أنكما دعوتما علي، فدعو لي ولكما أن أرد الناس عنكما ولا أضركما . ولما سمع المسلمون بخروجه صلى الله عليه وسلم من مكة فكانوا يفرون كل غداة ينتظرونه حتى الظهيرة ،فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا إنتظارهم ، فلما أووا الى بيوتهم فنادى يهود من أطم بأعلى صوته يابني قيلة هذا جدكم قد أقبل فخرجوا بني قيلة - الأوس والخزرج- سراحا بسلاحا فقتلوه ، فنزل بقباء على بني عمرو بن عوف وقام أبوبكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا ،فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحي أبوبكر ،حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبوبكر حتى ظلل بردائه النبي فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك .
وأقام علي رضي الله عنه بمكة بعد مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ثم أدركه بقباء يوم الإثنين سابع عشر ربيع أول ، وكانت مدة مقامه مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم .
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتاريخ فكتب من حين الهجرة ، وأقام صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف أربع عشرة ليلة ،وأسس مسجد قباء وهو أول مسجد بني في الاسلام ثم خرج من قباء صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة حين إرتفع النهار ، فإدركته الجمعة في بني سالم ، فصلاها بمن كان معه وهم في بطن واد رانو ، واسم المسجد (الغبيب ) وسمي بمسجد الجمعة ، وركب صلى الله عليه وسلم على راحلته بعد الجمعة متوجها الى المدينة ، وكان كل ما مر على دار من دور الأنصار يدعونه الى المقام عندهم يارسول الله هلم الى القوة والمنعة ، فيقول خلوا سبيلها فإنها مأمورة ، ثم بركت على باب أبي أيوب الأنصاري ثم ثارت منه ثم بركت في بركها الأول ونزل عنها صلى الله عليه وسلم وقال :( هذا المنزل إن شاء الله)
واحتمل أبو أيوب رحله وأدخله في بيته ومعه زيد بن حارثة ،وقام عند أبي أيوب الأنصاري سبعة أشهر الى صفر من السنة الثانية ، وكان يصلي حين أدركته الصلاة ، ولما أراد صلى الله عليه وسلم بناء المسجد قال : يا بني النجار تأمنوني بحائطكم ، قالوا لا تطلب ثمنه إلا الى الله فأبى ذلك صلى الله عليه وسلم وابتاعها بعشرة دنانير أداها من مال أبي بكر رضي الله عنه ، وكان قد خرج بماله كله .
وجعلت القبلة للقدس ، وجعل له ثلاثة أبواب : باب في مؤخره ، وباب رحمة والباب الذي يدخل منه ،وجعل طوله وعرضه مئة ذراع ،وأساسه ثلاثة أذرع ، وبنى بيوتا من اللبن وسقفها من جذوع النخل والجريد ولما فرغ من البناء بنى لعائشة في البيت الذي يليه شارعا الى المسجد ،وجعل سودة بنت زمعة في البيت الأخر الذي يليه الى الباب الذي على آل عثمان ،ثم تحول صلى الله عليه وسلم من دار أبي أيوب الى مساكنه التي بناها .
وكان قد أرسل زيد بن حارثه وأبا رافع مولاه الى مكة ، فقدما بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعه واسامة بن زيد وأم أيمن ، وخرج عبدالله بن أبي بكر معهم بعيال أبيه ، وكان في المسجد موضع مظلل يأوي اليه المساكين ، يسمى بالصفة ، وكان صلى الله عليه وسلم يدعوهم بالليل فيفرقهم على أصحابه ،ويتعشى طائفة منهم معه صلى الله عليه وسلم ، وكان صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة الى جذع في المسجد قائما ، فقال : إن القيام قد شق علي فصنع له المنبر ،ولما كان بعد قدومه بخمسة أشهر آخى صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ،وكانوا تسعين رجلا من كل طائفة خمسة واربعون على الحق والمواساة والتوارث وكانوا كذلك الى أن نزل بقديد قوله تعالى : (وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ) وبنى بعائشة على رأس تسعة أشهر .
الأذان :
كان بلال ينادي الصلاة جامعه ،وشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فيما يجمعهم به للصلاة وكان ذلك في الثانية من الهجرة فقال بعضهم : ناقوس كناقوس النصارى ، وقال آخرون : بوق كبوق اليهود ، وقال بعضهم : بل نوقد نارا نرفعها فإذارأها الناس أقبلوا الى الصلاة ، فرأى عبدالله بن زيد بن ثعلبة بن عبدربه في منامه رجلا فعلمه الأذان والإقامة ، فلما أصبح عبدالله أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما رأى
مغازيه وبعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم :
أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال بقوله تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير) سورة الحج أية 39 .
وكان عدد مغازيه التي خرج بها بنفسه سبعا وعشرين ، وقاتل في تسع منها بنفسه صلى الله عليه وسلم وهي : بدر وأحد والمراسيع ، وقريظة وخيبر وحنين ، والطائف ، وهذا على قول من قال : فتحت مكة عنوة . وكانت يراياه التي بعث فيها سبع واربعين سرية ، والسرية التي تخرج ليلا ، والسارية التي تخرج نهارا ،والسرية قطعت من الجيش تخرج منه وتعود اليه ،وهي مئة الى خمس مئة ، فما زاد على خمس مئة يقال له منسر، فاذازاد على الثلاث مئة سمي جيشا ، وما بينهما يسمى هبطة، فإذازاد على أربعة آلاف سمي جحفلا, والخميس الجيش العظيم ، وما افترق من السرية بعثا، والكتيبة ما اجتمع ولم ينتشر .
1- وكان أول بعوثه صلى الله عليه وسلم على رأس سبعة أشهر في رمضان فخرجوا يتعرضون عيرا لقريش ، فيها أبو جهل قليه في ثلاث مئة راكب خلف سيف البحر من ناحية العيص ، فلما تصافوا حجربينهم مجدي بن عمر والجهني ، وكان صلى الله عليه وسلم قد عقد لواء ابيض واللواء العلم الذي يحمل في الحرب ، يعرف به موضع صاحب الجيش ، وقد حمله أمير الجيش ، ويدفعه الى مقدمة المعسكر .
2- سرية عبيدة بن الحارث الى بطن رابغ في شوال على رأس سنة ثمانية أشهر في ستين رجلا ،وعقد لواء أبيض حمله مسطح بن أثاثة ،يلقى أبا سفيان بن حرب ، وكان على المشركين مكرز بن حفص ، ولم يكن بينهم قتال ، الا سعد بن أبي وقاص رمى بسهم ، فكان أول سهم في الاسلام .
3- سرية سعد بن أبي وقاص الى الخرار وهو واد بالحجاز يصب على الجحفة ، وكان ذلك في ذي العقدة على رأس تسعة أشهر ،وعقد لواء أبيض حمله المقاد بن عمرو في عشرين رجلا ،يعترض عيرا لقريش ، فخرجوا على أقدامهم فصبحوها صبح خامسة فوجدوا العير قد مرت بالأمس.
4- غزوة ودان وهي الأبواء وهي أول المغازي فخرج صلى الله عليه وسلم في صفر على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمة المدينة يريد قريشا في ستين رجلا وحمل الواء حمزة بن عبدالمطلب ،فكانت الموادعة – أي المصالحة – على أن بني ضمرة لا يغزونه ولا يكثرون عليه جمعا ولايصيبون عليه عدوا، واستعمل على المدينة سعد بن عبادة .
5- غزوة بواط وهي الغزوة الثانية التي غزاها صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول ،على رأس ثلاثة عشرا شهرا من الهجرة ، حتى بلغها من ناحية رضوى في مئتين من أصحابه ، يعترض عيرا لقريش فيهم أمية بن خلف الجمحي وأستعمل على المدينة السائب بن مظعون ،وخرج ولم يلق كيدا .
6- غزوة العشيرة ونسبت الى المكان وهو بني مدلج بينبع ،وخلرج اليها صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى على رأس ستة عشر شهرا من الهجرة في خمسين ومئة رجل ،ومعهم ثلاثون بعيرا يتعقبونها ، وحمل اللواء – وكان أبيض – عمه حمزة بن عبد المطلب يريد عير قريش التي صدرت من مكة الى الشام للتجارة ، فخرج اليها ليغنمها فوجدها قد مضت ،ووادع بني مدلج من كنانة ، وكانت نسخة الموادعة : (بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لبني ضمرة ، فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم ، وأن لهم النصرعلى من رامهم أن لايحاربوا في دين الله ،قابل بحر صوفه ، وأن النبي إذادعاهم أجابوه ، عليهم ذمة الله ورسوله).واستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد .
7- غزوة بد الأولى وهي بعد العشيرة بعشر أيام حيث غار كرز بن جابر الفهري على سرج المدينة ، فخرج صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ سفوان – موضع من ناحية بدر- ، ففاته كرز بن جابر .
8- سرية أمير المؤمنين عبدالله بن جحش رضي الله عنه في رجب على رأس سبعة عشر شهرا، وكان معه ثمانية من المهاجرين ونزل الى نخلة في ليل وهذه النخلة بين مكة والطائف في رجب يترصد قريش ، فمرت بهم عيرهم تحمل الزبيب وأدما من الطائف،فيها عمروبن الحضرمي ، فتشاور المسلمون وقالوا : نحن في آخر يوم في رجب ،فإن قتلناهم هتكنا حرمة الشهر، وإن تركناهم الليلة ، دخلوا حرمة مكة ، فأجمعوا على قتلهم فقتلوا عمرو ، وأستأسروا عثمان بن عبدالله والحكيم بن كيسان ،وهرب من هرب ،وكانت أول غنيمة في الإسلام ،فقسمها بن جحش ،وعزل الخمس من ذلك قبل أن يفرض .ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال : (ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام ) فأخر الأسيرين والغنيمة حتى رجع من بدر فقسمها مع غنائمها ،وتكلمت قريش أن محمد سفك الدماء وأخذ المال فأنزل الله قوله تعالى : ( يسألونك عن السهر الحرام قتال فيه..) سورة البقرة الأية 217 ،وبعثت قريش الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء الأسرين وهما عثمان بن عبدالله والحكيم بن كيسان فقادهما صلى الله عليه وسلم ، فأما الحكم أسلم وحسن إسلامه، وأقام عند رسول الله حتى قتل في بئر معونة شهيدا ، واما عثمان فلحق بمكة وعاش بها كافرا .
ثم تحولت الى القبلة الى الكعبة ،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الى بيت المقدس بالمدينة ستة عشر شهرا وكانت الصلاة صلاة العصر ، وأما أهل قباء فلم يبلغهم الخبر الى صلاة الفجر من اليوم الثاني وكان التحويل في مسجد القبلتين المعروف بهذا الاسم بالمدينة ،ثم فرض رمضان بعدما تحولت القبلة الى الكعبة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدمه صلى الله عليه وسلم .
وزكاة الفطر قبل العيدين بيومين ومقدارها : أن يخرج عن الصغير والكبير والحر والعبد والذكر والانثى صاع من زبيب أوصاع من تمر وقد فرضت معها زكاة الأموال.
9- غزوة بدر الكبرى وكان الخروج اليها يوم السبت لثني عشر خلت من رمضان على رأس تسعة عشر شهرا ، واستخلف أبى لبابة الأنصاري ، وخرج معه الأنصار ، وام تكن قبل ذلك خرجت معه ، وكان عدة من خرج معه ثلاث مئه وخمسة ، وثمانية لم يحضروها ، إنما ضرب لهم بسهم وأخبرهم فكانوا كمن حضرها ، وكان معه ثلاث أفراس ( يعزجه) فرس المقداد و( اليعسوف ) فرس الزبير ،وفرس الزبير،ولم يكن لهم خيلا يومئذ غير هذه ، وكان معهم سبعون بعيرا ،وكان المشركون ألفا ، وكان قتالهم يوم الأثنين لعشرة خلت من رمضان ، وكانت من غير قصد من المسلمين اليها ولا ميعاد كما قال تعالى : ( ولو تواعدتم لا ختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ) سورة الأنفال 42 الأية . وإنما قصد المسلمون التعرض لعير قريش ، وذلك أن أبا سفيان كان بالشام في ثلاثين راكبا منهم عمروبن الحامي ، فأقبلوا في قافلة عظيمة ، فيها أموال قريش ، حتى إذاكانوا قريبا من فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، فندب أصحابه اليهم وأخبرهم بكثرة المال وقلة العدو ، وقال : هذه عير قريش فيها أموال فخرجوا اليها ، لعل الله أن ينفلكموها) ، فلما علم أبا سفيان بسيرة صلى الله عليه وسلم استأجرضمضم بن عمرو الغفاري،فققرأن يأتي قريشا بمكة فيستفزهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لعيرهم في أصحابه ونهض ألف ولم يتخلف أحد من أشراف قريش إلا أبا لهب ، وبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الروحاء، فأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوه عن عيرهم ، فسار النبي صلى الله عليه وسلم في طلب العير ، أوحرب النفير قال : ( إن وعدكم إحدى الطائفتين إما العير وإما قريش ) وكانت العير أحب اليهم فقام أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأحسن وقام عمر فأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يارسول الله امض لما أمرك الله به فنحن معك ،والله لا نقول لك كما قال بنو اسرائيل لموسى : (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انامعكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا برك الغماد –مدينة في الحبشة - لجلدنا نعك من دونه حتى تبلغه ،فقال صلى الله عليه وسلم:( خيرا ،ودعا له بخير ) فقال له سعدبن معاذ : والله انك لتريدنا يارسول الله قال : أجل ، قال : قد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا إذ ماجئت نه هو الحق ، أعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فمض يارسول الله لما أردت ، فوالذي بعثك بالحق لواستعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك ماتخلف منا رجل واحد ،وما نكره أن تلقى بنا عدونا ،إنا لنصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل يريك ماتقربه عينك ،فسر بنا على بركة الله تعالى ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : سيروا على بركة الله تعالى وابشروا ،فإنالله قد وعدني احدى الطائفتين ، والله لكأني أنظر الآن الى مصارع القوم . ثم ارتحل قريبا من بدر ونزلت قريش بالعدوة القصوى من الوادي ، ونزل المسلمون على كثيب أعفر تسوخ فيه الاقدام وحوافر الدواب ، وسبقهم المشركون الى ماء بدر فاحرزوه وحفروا القلب لأنفسهم ،واصبح المسلمون بعضهم محدث ،وبعضهم جنب ، ،واصابهم الظمأ وهم لا يصلون الى الماء ، فارسل الله عليهم المطر سال منه الوادي فشرب المسلمون ، واغتسلوا ، وتوضؤا وسقوا الركاب وملؤ الاسقية وأطفا الغبار ولبد الارض حتى ثبتت عليها الأقدام ،وطابت أنفسهم وزالت عنهم وسوسة الشيطان فأنزل تعالى : ( وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان ويثبت به الأقدام ) الاية . وبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش فكان فيه ،ثم خرج عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ،ودعا الى المبارزة فخرج فتية من الانصار وهم : عوف ومعاذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ،وعبدالله بن رواحة فقالوا من انتم ؟ فقالوا :رهط من الانصار ،فقالوا مالنا بكم من حاجة ثم نادى مناديهم يامحمد ، اخرج لنا اكفاءنا من قومنا فقال صلى الله عليه وسلم قم عبية بن الحارث ،قم ياحمزة ،قم ياعلي ،فلما قاموا ودنوا منهم قالوا :من انتم ؟ فسموا لهم فقالوا : نعم اكفاء كرام ، فبارز عبيدة – وكان أسن القوم – عتبة بن ربيعة ،وبارز حمزة شيبة بن ربيعة ،وبارز علي الوليد بن عتبة، فقتل علي الوليد وقتل حمزة شيبة بن ربيعة ،ولما التقى الجمعان رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين بمف من الحصباء ، وقال شاهت الوجوه ، فلم يبق مشركا الا دخل في عينيه ومنخريه منها شيء وقتل الله من قتل من صناديد قريش ، واسر من اسر من اشرافهم ، ولما فرغ صلى الله عليه وسلم دفن بنته رقية فقعد على قبرها ودمعت عيناه ، وقال : ( ايكم لم يقارف الليلة فقال ابو طلحة انا فامره ان بنزلها قبرها ، وكان عثمان رقية زوجته فضؤب له صلى الله عليه وسلم بسهم واجره ، ثم أقبل صلى الله عليه وسلم فقفل الى المدينة ومعه الاسرى من المشركين ،واحتمل النفل الذي اصيب منهم ، وجعل عليه عبدالله بن كعب من بني مازن ، فلما خرج من مضيق ثم مضى صلى الله عليه وسلم حتى قدم المدينة قبل الاسرى بيوم فلما قدموا فرقهم بين اصحابه وقال استوصوا بهم خيرا .
ولا قدم أبوسفيان بن الحارث من بدر بمكة ساله ابولهب عن خبر قريش فقال : والله ما هو الا ان لقينا القوم فمنحناهم اكتافنا يقتلوننا كيف شاؤا .
10- غزوة قرقرة الكدر : في أول صلاة الفطر فأقام بها صلى الله عليه وسلم ثلاثا فلم يلق احد وكانت غيبته خمس عشرة ليله .
11- سرية سالم بن عامر : الى ابي عفك اليهودي ، وكان شيخا كبيرا وقد بلغ عشرين ومئة سنة وكان يحرض على النبي صلى الله عليه وسلم ،ويقول فيه الشعر ، فأقبل اليه سالم ووضع سيفه على كبده ثم أعتمد عليه حتى خش في الفراش اليه ناس ممن هم على قوله فأدخلوه منزله فقتل ، وكانت هذه السرية في شوال على راس عشرين شهرا من الهجرة .
12- غزوة بني القينقاع : كانت يوم السبت نصف شوال على راس عشؤين شهر من الهجرة وكان سببها نقض بني قينقاع العهد فحاربهم صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في شوال فحاصرهم خمس عشر يوما الى بداية ذي العقدة ، وكان اللواء بيد حمزة فنزلوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ينزلوا عن أموالهم فأمر صلى الله عليه وسلم المنذر بن قدامة بتكتيفهم ، والح عبدالله بن سلول على رسول الله من اجلهم فأمر صلى الله عليه وسلم أن يجلوا وتركهم القتل فلحقوا باذرعات ، وغنم من حصنهم سلاحا وآلة كثيرة ، وكانت بنو قينقاع حلفاء عبدالله بن سلول ، وعبادة بن الصامت ، فتبرأعبادة منهم ، فقال يارسول الله : اتبرأ الى الله ورسوله من حلفهم ، واتولى الله ورسوله والمؤمنين ، وابرا من حلف الكفار وولايتهم فأنزل الله قول تعالى : ( يايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ) الى قوله ( فإنحزب الله هم الغالبون ) سورة المائدة أية 51 .
13- غزوة السويق : في ذي الحجة ، يوم الاحد لخمس خلون منها على راس اثنين وعشرين شهرا من الهجرة ،وسميت بهذا الاسم لأن همان اكثر زاد المشركين وغنمه المسلمون ، واستخلف أبا لبابة ، وكان سببها ا ن ابا سفيان حين رجع بالعير من بدر الى مكة نذر ان لا يمس النساء والدهن حتى يغزو النبي صلى الله عليه وسلم فخرج في مئتين راكب من قريش فلما اتى العريض حرقوا النخل وقتلوا رجلا من الانصار فقفل راجعا وخرج صلى الله عليه وسلم في طلبهم في مئتين من المهاجرين والانصار وجعل أبوسفيان واصحابه يلقون حرب السويق وهي عامة أزوادهم فيأخذها المسلمون ، ولم يلحقهم صلى الله عليه وسلم ورجع الى المدينة وكانت غيبته خمسة أيام . وفي ذي الحجة صلى رسول الله صلاة العيد وامر بالاضحية ، وفيها مات عثمان بن مظعون ، وفي شوال ولد عبدالله بن الزبير ، وفي هذه السنة بنى علي بفاطمة رضي الله عنهم وهي ابنة خمسة عشرا وخمسة أشهر .
14- سرية محمد بن مسلمة واربعة معه الى كعب بن الاشرف اليهودي ، لاربع عشرة ليلة مضت من ربيع الاول ، على راس خمس وعشرين شهرا من الهجرة ، فاجمع في قتله محمد بن مسلمة وأبونائله وسلكان بن سلامة ،وكان أخا كعب من الرضاعة ، وعبادبن بشر ، والحارث بن اوس بن معاذ ، وابوعبس بن جبر وهؤلاء الخمسة من الاوس .
15- غزوة غطفان وهي غزوة ذي أمر : وكانت لثنتي عشر مضت من ربيع الاول على راس خمس وعشرين شهر من الهجرة ، وسببها اغارة جمعا من بني ثعلبة ، فخرج المسلمون في أربعمائة وخمسين فارسا ، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان فلما سمعوا بعضهم فروا الى رؤس الجبال فأصابوا منهم حبان بن ثعلبة فادخل على رسول الله فدعاه الى الاسلام ،فاسلم وضمه الى بلال ، فنزل المطر فأمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبيه ، ونشرهما على الشجرة ليجفا ، واضطجع تحتها ، فقالوا الدغثور عليك به فقام على رأسه فقال : من يمنعك مني اليوم فقال صلى الله عليه وسلم : الله ، فوقع السيف من يده ، فاخذه صلى الله عليه وسلم فقال : من يمنعك مني ؟ قال :لا احد ، وانا اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله ، ثم اتى قومه فدعاهم الى الاسلام ، وانزل الله تعالى قوله تعالى : ( يايها الذين اذكروا نعمة الله عليكم ...) الاية سورة المائدة . ولم يلق كيدا ، وكانت غيبته احدى عشر يوما .
16- غزوة بحران : وتسمى غزوة بني سليم من ناحية الفرع وسببها تجمع بني سليم ، فخرج في ثلاثمائة رجل فتفرقوا في مياههم فرجع ولم يلق كيدا ، وقد استعمل على المدينة ابن ام مكتوم ، وكانت غيبته عشر ليال .
17- سرية زيد بن حارثه الى القرد : وسببها أن قريشا خافوا من طرقهم الى الشام فسلكوا طريق العراق ،فخرج منهم تجار فيهم ابوسفيان بن حرب ومعهم فضة كثيرة فبعثه صلى الله عليه وسلم في مئة راكب يعترض عيرا لقريش فيها صفوان بن امية وحويطب بن عبد العزى ،فاصابوا مال كثير وآنية فضة ، فأصابوها وقدموا بالعير على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ الخمس قيمة خمس وعشرين ألف درهم .
18- غزوة أحد : وكانت في شهر شوال سنة ثلاث يوم السبت لاحدى عشر يوما مضت منه ، وسببها انتقاما مما حدث في بدر وجاء العباس بن عبدالمطلب بكتاب يخبر فيه صلى الله عليه وسلم بخبر اجتماع قريش لحرب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد راى في ليلة الجمعة رؤيا فلما اصبح قال : اني والله قد رايت خيرا ، رايت بقرا تذبح ،ورايت في ذباب سيفي ثلما ، ورايتا ني اخذت يدي في درع حصينة ، فاما البقر فناس من اصحابي يقتلون ، واما الثلم الذي رايت في سيفي فهو رجل من اهل بيتي يقتل ) رواه مسلم .وصلى عليه الصلاة والسلام بالناس بالجمعه فو عظهم وامرهم بالتهيؤ لعدوهم والصبر على ملاقاته وبشرهم بالنصر، ثم صلى بالناس العصر وقد حشدوا ، وحضر اهل العوالي ثم دخل بيته ومعه الصديق وعمر رضي الله عنهما ، وصف الناس ينتظرون خروجه صلى الله عليه وسلم ، وعقد صلى الله عليه وسلم ثلاثة ألوية : لواء بيد أسيد بن حضير ،ولواء للمهاجرين بيد علي بن أبي طالب ، ولواء للخزرج بيد الحباب بن المنذر ، وفي المسلمين مئة دارع ، واستعما على المدينة على ابن ام مكتوم ، وعلى الحرس تلك الليلة نحند بن مسلمة ، وادلج صلى الله عليه وسلم في السحر ، وكان قد رد جماعة من المسلمين لصغرهم ، وكان المسلمون ألف ، ونزل صلى الله عليه وسلم بأحد ورجع عنه عبدالله بن سلول في ثلاث مئة ممن تبعه من قومه ،وصف المسلمون بأصل أحد ، وصف المشركون .....وجعل الرماة خمسون فوق احد واوصاهم الا ينزلوا منه حتى يرسل اليهم وكانوا بقيادة عبدالله بن جبير ، فانتصروا فولا الكفار لا يلوون على شيىء ونساؤهم يدعون بالويل وصعد خالد بالمشركين فوق فاخذوا يقتلون بالمسلمين وذلك ان الرماة نزلوا لاخذ الغنائم ، وقد استشهد من المسلمين سبعون ،وقتل من المشركين ثلاثة وعشرون وقتل صلى الله عليه وسلم بيد ابي بن خلف .
19- غزوة حمراء الاسد : وكانت صبيحة يوم الاحد لست عشر مضت من شوال على راس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة لطلب عدوهم بالامس واذن مؤذن الا يخرج معنا الا من شهد احد، واقام صلى الله عليه وسلم بها يوم الاثنين والثلاثاء والاربعاء ، ثم رجع الى المدينة يوم الجمعة وقدر خمسا، وظفر صلى الله عليه وسلم بمعاوية بن المغيرة بن أبي العاص فامر بضرب عنقه وحرمت الحمر في شوال سنة أربع من الهجرة ، وولد الحسن بن علي في هذه السنة .
20- سرية عبدالله بن عبد الاسد : أول محرم على راس خمس وثلاثين شهرا من الهجرة ، الى جبل قطن بناحية فيد ، ومعه مئة وخمسون رجلا من الانصار والمهاجرين ، لطلب طلحة وسلمة ابني خويلد ، فلم يجدهما ، ووجدوا ابلا وشاء فاغار عليهما ولم يلق كيدا.
21- سرية عبدالله بن انيس وحده :يوم الاثنين لخمس خلون من محرم على راس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة ، الى سفيان بن خالد الهذلي بعرنة – وادي بعرفة – ولا بلغه النبي صلى الله عليه وسلم جمع الجموع لحربه ، فلما وصل اليه قال له : من الرجل ؟ قال : من بني خزاعة ،سمعت بجمعكم لمحمد فجئتك لأكوم معك قال : أجل فمشى معه ساعة ، ثم اغتره وقتله ، فكان يسير بالليل ويتوارى بالنهار ، حتى قدم المدينة ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( أفلح الوجه ) قال : قد افلح وجهك يارسول الله ، ووضع رأسه بين يديه ، وكانت غيبته ثمان عشرة ليله ، وقدم يوم السبت لسبع بقين من محرم .
22- سرية عاصم بن ثابت : في صفر على راس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة الى الرجيع – اسم ماء لهذيل بين مكة وعسفان بناحية الحجاز- وكانت الواقعة بالقرب منه فسميت به ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رهط من عضل الفارة فقالوا يارسول الله : ان فينا اسلاما ، فابعث معنا نفرا من اصحابك يفقهوننا ، فبعث منهم ستة من اصحابه وامر صلى الله عليه وسلم على القوم عاصم بن ثابت فخرجوا مع القوم حتى أتوا على الرجيع ، غدروا بهم وهم في رحالهم وغشوهم بالسيوف ، فلما ارادوا الدفاع عن انفسهم قالوا لهم : لا نريد قتالكم ، ولكم لنصيب بكم شيئا من اهل مكة ، لكم عهد الله وميثاقه ان نقتلكم فابوا ، فاما مرثد وخالد وعاصم فقالوا والله لا نقبل من مشرك عهدا ، فقاتلوا حتى قتلوا ، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ، ونزل اليهم على العهد والميثاق خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة ، وعبد الله بن طارق ، فانطلقوا بهما فباعوهما بمكة قتلهما بمكة .
23- غزوة بني النضير : وكانت في ربيع الاول سنة اربع من الهجرة ، أعتق عامر بن الطفيل عمرو بن أميه لما قتل هل بئر معونة عن رقبة لأمه ، فخرج عمرو الى المدينة فصادف رجلين من بني عامر معها عقد وميثاق من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلم عمرو ،فقال لهما عمرو من انتم ، قالوا : من بني عامر قتركهما حتى ناما فقتلهما ، وظن انه ظفر ببعض ثأر اصحابه فاخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له : لقد قتلت قتيلين لأدينهما ،ثم خرج صلى الله عليه وسلم الى بني النضير يستعين بهم في ديتهما للجوار الذي صلى الله عليه وسلم عقده لهما ، وكان بين بني النظير وبين بني عامر عقد وحلف فلما اتاهم صلى الله عليه وسلم يستعين بهم في ديتهما قالوا : يا ابا القاسم معينك على ما احببت مما استعنت بنا عليه ، ثم جاربعضه ببعض ، فقالوا : انكم لن تجدوه على مثل هذا الحال ، وكان صلى الله عليه وسلم الى جنب جدار من بيوتهم ، وقالوا : من رجل يعلوا على هذا البيت فيلقي صخرة عليه فيقتله ويرحنا منه ؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب ، فقال : انا لذلك ، فصعد ليلقي عليه الصخرة ورسول الله في نفر من اصحابه فيهم ابوبكر وعمر وعلي رضي الله عنهم ، فقال سلام بن مشكم لا تفعلوا والله ليخبرن بما هممتم وانه لنقض للعهد الذي بننا وبينه ، فأوحى الله الى نبيه صلى الله عليه وسلم بما أراد القوم فقام صلى الله عليه وسلم يظهر أنه يقضي حاجته ، وترك الصحابة في مجلسهم ، ورجع مسرعا الى المدينة ،واستبطأ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فقاموا في طلبه حتى انتهوا اليه فأخبرهم الخبر بما ارادت اليهود من الغدر به ونزل في ذلك قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذاهم قوم أن يبسطوا اليكم ايديهم ) سورة المائدة آية 211. واستعمل على المدينة ابن ام مكتوم ،ثم سار بالناس ثم نزل بهم فحاصرهم ستة ايام فتحصنوا منه في الحصون قطع النخل وحرقها وخرب منازلهم ، فنادوه وقالوا :قد كنت تنهى عن الفساد ،فكيف تفعل ذلك ؟. ثم بعث صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة: اخرجوا وقد أحلتكم منكم ضربت عنقه ، وارسل اليهم عبدالله ابن ابي بأن معه ألفين من قومه من العرب وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان فطمع حيي فيما قاله ، فأرسل الى رسول الله : إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع مابدا لك فسار اليهم صلى الله عليه وسلم فصلى العصر بفناء بني النضير ، وعلي يحمل الراية ، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قاموا على حصونهم ، ومعهم النبل والحجارة،و وأعتزلهم من من أبي ولم يمنعهم ، وكذلك حلفاؤهم من غطفان ، فيئسوا من نصرهم فحاصرهم صلى الله عليه وسلموقطع نخلهم ، وقال لهم : اخرجوا منها ولكم دماؤكم وما حملت الابل الا (الحلقة – والدرع )فنزلت يهود على ذلك فحاصرهم خمسة عشر عشر يوما فكانوا يخرجون بيوتهم بأيديهم ، ثم أجلاهم عن المدينة ،وولى اخراجهم محمدبن مسلمة ، وحملوا النساء والصبيان ، وقبض صلى الله عليه وسلم الأموال ووجد من الحلقة خمسين درعا وخمسين بيضه،وثلاثمائة واربعين سيفا .
24- غزوة ذات الرقاع : وهي بعد بني النضيرسنة أربع من الهجرة في شهر ربيع الآخر ، وسميت بهذا الرقاع لأنهم كانوا يعصبون أرجلهم بالرقاع ( الخرق ) وسبب هذه الغزوة بني محارب وبني ثعلبة من غطفان في نجد فخرج في أربعمائة فلم يجد في محالهم الا نسوة فأخذهن وكانت غنيمته .
25- غزوة بدر الصغرى (بدر الموعد) : وكانت في شعبان بعد ذات الرقاع ، فلما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة ذات الرقاع أفام بها من جمادى الأولى الى الى آخر رجب ، ثم خرج في شعبان الى بدر لميعاد أبوسفيان وكانت في ذي القعدة ، وميعاد ابوسفيان هوقوله في يوم أحد : الموعدبيننا وبينكم بدر العام القابل فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه قولوا له : ( نعم ،هوبيننا وبينكم موعد) فخرج صلى الله عليه وسلم ومعه ألف وخمسمائة من اصحابه ، وعشرة أفراس واستخلف على المدينة عبدالله بن رواحة ،فأقاموا على بدر ينتظرون أبا سفيان ، وخرج أبوسفيان حتى نزل مجنه من ناحية الظهران ثم بداله الرجوع فقال :يامعشر قريش ،انه لا يصلحكم الا عام خصيب ، ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن ، وان عامكم هذا عام جدب ، ، واني راجع فارجعوا ، فرجعوا فسماهم اهل مكة يقولون : انما خرجتم تشربون السويق ، واقام صلى الله عليه وسلم ببدر ثمانية أيام ، وباعوا ما معهم ،فربحوالدرهم درهمين .
26- غزوة دومة الجندل : وكانت في شهر ربيع الاول على راس تسعة واربعين شهرا من الهجرة ، وكان سببها تاديبا على ظلم من مربهم ، فخرج صلى الله عليه وسلم لخمسة أيام بقين من شهر ربيع الاول ، في ألف من الصحابة ، فكان يسير بالليل ويكم بالنهار ، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة ، فلما وصلها لم يجد الا الانعام فهجم عليه وعلى رعاتها فأصاب من اصاب وهرب من هرب ، وشاع الخبر في أهل الدومة فتفرقوا ، ونزل صلى الله عليه وسلم بساحتهم ،واقام بها أياما ، وبث السرايا ورجعوا سالمين ، ودخل المدينة في العشرين من ربيع الأخر .
27- غزوة بني المصطلق ( غزوة المريسيع) : والمريسيع ماء لبني خزاعة ، والمصطلق لقب جزيمة بن سعد بن عمر وبطن من خزاعة وكانت ليومين خلت من شعبان سنة خمس للهجرة ، وسببها ان رئيسهم الحارث بن ابي ضرار سارقي قومه ومن قدر عليه من العرب ،فدعاهم الى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابوه ، وتهيؤ للمسير معه اليه ، فبعث صلى الله عليه وسلم بريدة بن الحصيب الاسلمي ليتأكد فلقي الحارث وكلمه ورجع الى النبي صلى الله عليه وسلم ،وخرج من المدينة مستخلفا عليه زيد بن حارثه ،وقادوا الخيل ، وكانت ثلاثين فرسا وخرجت عائشة وام سلمة ،ولما عرف الحارث ومن معه فتفرق عنهم من كان معهم من العرب ولما وصل المريسيع صف أصحابه ودفع الراية المهاجرين الى ابي بكر ،وراية الانصار الى سعد بن عبادة فتراموا بالنبل ساعة ثم أمرهم صلى الله عليه وسلم بأن يحملوا عليهم حملة رجل واحد، فقتلواعشرة واسرى سائرهم ، وسبوا النساء والرجال والذرية والنعم ، وقتل من المسلمين رجل واحد ، وفي هذه الغزوة حصلت قصة الافك ، وفيها قال ابن ابي : لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعزمنها الاذل ، فسمعه زيد بن الارقم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فأرسل الى ابن ابي واصحابه فحلفوا ماقالوا فأنزل الله قوله تعالى : ( إذاجاءك المنافقون ) فقال له صلى الله عليه وسلم : ان الله قد صدقك .وكانت الغيبة ثمانية وعشرين يوما .
28- غزوة الخندق : كانت في شوال سنة خمس للهجرة ، والاحزاب هم قريش وغطفان واليهود ومن معهم ، وخرج رسول الله ومن معه من المسلمين جاعلين أظهرهم الى سلع ، وكانوا ثلاثة الآف فضرب هناك معسكره ، والخندق بينهم وبين القوم ،وكان لواء المهاجرين بيد زيد بن حارثه ، ولواء الانصار بيد سعد بن عبادة ، وكان صلى الله عليه وسلم يبعث الحرس الى المدينة الى خوفا من بني قريظة ، وانصرف رسول الله من غزوة الخندق يوم الاربعا لسبع ايام بقين من ذي القعدة ، وكان قد اقام بالخندق خمسة وعشرون يوما ،وقال صلى الله عليه وسلم : ( لن 21 قريش بعد عامنا هذا ) .
29- غزوة بني قريظة : لما دخل صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاربعاء هو واصحابه ، ووضع السلاح فجاءه جبريل عليه السلام فقال له : ان يأمرك يامحمد بالمسير الى بني قريظة فاني عامد اليهم فمزلزل بهم . فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا فاذن بالناس ومن كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر الا في بني قريظة ، واستعمل على المدينة ابن ام مكتوم ، وكان عدد المسلمين ثلاثة الآف والخيل ستة وثلاثون فرسا ، وذذلك يوم الاربعاء لسبع بقين من ذي الحجة ، ولما اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم فحكم فيهم سعد بن معاذ القتل للرجال وتقسم الاموال وسبي الذراري والنساء ،فقال ر : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة ) وكان المقاتلين من بن بني قريظة اربعمائة مقاتل ، وانصرف صلى الله عليه وسلم الخميس لسبع أيام ، وامر صلى الله عليه وسلم بني قريظة فادخلوا المدينة وحفر لهم اخدود في السوق ، وجلس معه أصحابه ،واخرجوا اليه وضرب اعناقهم . واصطفى صلى الله عليه وسلم ريحانة فتزوجها ، وامر بالغنيمة فجمعت واخرج الخمس من المتاع والسبي ، ثم امر بالباقي فبيع فيمن يريد ،وقسمه بين المسلمين ، فكانت على ثلاث الآف واثنتين وسبعين سهما للفرس سهمان ولصاحبه سهم ، وصار الخمس الى محمية بن جبرالزبيدي ، فكان صلى الله عليه وسلم يعتق منه ويهب ، ويخدم منه من اراد ، وكذلك صنع مما صار اليه من الرثة –وهو السقط من المتاع - .
30- سرية محمدبن مسلمة : كانت الى القرطاء بطن من بني بكر بن كلاب وهم ينزلون ناحية ضربة بالبكرات لعشر ايام خلون من المحرم سنة ستة على راس تسعة وخمسين شهرا من الهجرة ، وبغثع في ثلاثين راكبا ، فلما اغار عليهم هربوا جميعا .
31- غزوة بني لحيان في ربيع الاول سنة خمس من الهجرة ، وجد صلى الله عليه وسلم على عاصم بن ثابت واصحابه وجدا شديدا ، فأظهر انه يريد الشام ويمكر في مئتي رجلا ومعهم عشلرون فرسا ، واستخلف على المدينة عبدالله ابن ام مكتوم ، فاسرع في السير حتى انتهى الى بطن غران – واد بين أمج وعسفان فسمعت به بنوا لحيان ، فهربوا في رؤس الجبال يوما يبعثه السرايا في كل ناحية ثم خرج حتى اتى عسفان ، فبعث ابا بكر في عشر فوارس لتسمع به قريش فيدعوهم، واتو كراع الغميم ، ثم رجعوا ولم يلق احدا ، وانصرف صلى الله عليه وسلم الى المدينة ولم يلق كيدا وهو يقول : ( آيبون تائبون ان شاء الله لربنا حامدون ) وغاب عن المدينة أربعة عشر يوما .
32- غزوة الغابة ( بذي قرد ) : وذي قرد هو ماء على من بريد المديسة وكانت في ربيع الاول سنة ست للهجرة قبل الحديبية ، وسببها أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون لقحة ترعى الغابة ، وكان ابوذر فيها فاغار عليهم عيينه بن حصن الفزاري ليلة الاربعاء في اربعين فارسا فاستاقوها وقتلوا بن ابي ذر ، ونودي يا خيل الله اركبي ، وكان اول من مانودي بها ، ركب صلى الله عليه وسلم في خمس مئة ، واستخلف على المدينة ابن ام مكتوم ،وعقد اللواء للمقداد بن عمرو ولواء في رمحه ، وقال له امض حتى تلحقك الخيول ، وانا على اثرك ، فادرك اخريات العدو ، وقتل ابوقتادة مسعدة فاعطاه صلى الله عليه وسلم فرسه وسلاحه ، وقتل عكاشة بن محصن أبان بن عمرو ، وقتل من المسلمين محرز بن فضله قتله مسعدة، ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس والخيول عشاء ، وذهب الصؤيخ الى بني عمرو بن عوف فجاءت الامداد فلم تزل الخيل تاتي والرجال على اقدام وعلى الابل حتى انتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي قرد فاستنقدوا عشر لقاح ، وصلى رسول الله بذي قرد صلاة الخوف ، واقام يوم وليلة ورجع ، وقد غاب خمس ايام وقسم كل مئة من اصحابه جزورا ينحرونها .
33- سرية عكاشة بن محصن الاسدي : وكانت الى غمر بن مرزوق وهوماء لبني اسد في شهر ربيع الاول سنة ستة من الهجرة ،في اربعين رجلا ، فخرج سريعا فهربوا فنزلوا علياء بلادهم ، فأصابوا مئتي بعير وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلقوا كيدا.
34- سرية أبي محمد بن مسلمة الى ذي القصة : وذي القصة موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا ، في شهر ربيع الاول سنة ستة من الهجرة ، ومعه عشرة الى بني ثعلبة ،فورد عليهم وهم مئة رجل فتراموا ساعة من الليل ثم حملت الاعراب عليهم بالرماح ، وجرد من ثيابهم ، فمر رجل من المسلمين لمحمد بن مسلمة حتى ورد المدينة ، فبعث صلى الله عليه وسلم اباعبيدة عامر بن الجراح في ربيع الاخر في اربعين رجلا الى مصارعهم ، فاغاروا عليهم فاعجوهم هربا من الجبال ، واصاب رجلا واحدا فاسلم وتركه ، وقسم مابقي عليهم ،
35- سرية زيد بن حارثه الاولى الى بني سليم بالحموم ويقال الحموح ، ناحية نخل من المدينة على اربع اميالا في شهر ربيع الاول سنة ست في ربيع الأخر ، فاصابوا امراة من مزينة يقال لها حليمة فدلتهم على محله من محال بني سليم واصابوا نعما وشاء ، واسرى فكان فيهم زوج حليمة المزينة ، فلما قفل زيد بما اصاب ، وهب صلى الله عليه وسلم للمزينة نفسها وزوجها .
36- سرية زيد بن حارثه الثانية الى العيص في جمادى الاولى سنة ستة ومعه سبعون راكبا ، وكما بلغه صلى الله عليه وسلم ان عيرا لقريش قد اقبلت من الشام ان يتعرض لها ، فاخذها وما فيها ، واخذ فضة كبيرة لصفوان بن اميه ، واسرى منهم ناسا ، منهم ابو العصي بن الربيع ن وقدم بهم الى المدينة ، فاجارته زوجته زينب ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ونادت في الناس حين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ،اني قد اجرت ابا العاص، فقال صلى الله عليه وسلم : ( ماعلمت بشيء من هذا ، واخبرنا من اجرت ) ورد عليه ما اخذ منه ، وكانت هاجرته وتركته على شركة وردها صلى الله عليه وسلم بعد سنتين.
37- سرية زيد الثالثة : الى الطرف وهو ماء ، على ستة وثلاثين من المدينة في جمادى الاخرة سنة ستة من الهجرة ، فخرج الى بني ثعلبة في خمسة عشر جلا ، فأصاب نعما وشاء ، وهربت الاعراب وصبح زيد بالنعم بالمدينة وهي عشرين بعيرا ، ولم يلق كيدا ، وغاب اربعة ايام .
38- سرية زيد الرابعة : الى حسمى وراء وادي الرى ، وكانت في جمادى الاخرة سنة ستة من الهجرة ، وسببها انه اقبل دحية بن حذيفة الكلبي من عند قيصر ، وقد اجره وكساه ، فلقيه الهنيد في ناس من جذام من حسمى فقطعوا عليه الطريق ، فسمع بذلك نفر من بني الغبيب ففروا اليهم فاستنقذوا الدحية متاعه ، وقدم دحية الى رسول الله فاخبه بذلك ، فبعث زيد بن حارثه وخمسمائة رجل ، ورد معه دحية ، فكان زيد يسير بالليل ويكمن بالنهار ، فأقبل بهم حتى هجموا مع الصبح على القوم فأغاروا عليهم فقتلوا فيهم فاوجعوا ، وقتلوا الهنيد وابنه ، واغاروا على ماشيتهم ونعمهم ونسائهم ، فاخذوا من النعم الف شاة ، ومئة من النساء والصبيان ، وبعث صلى الله عليه وسلم عليا الى زيد بن حارثه بامره ان يخلي بينهم وبين حرمهم واموالهم فرد عليهم .
39- سرية زيد الخامسة : الى وادي القرى في رجب سنة ستة من الهجرة .
40- سرية عبدالرحمن بن عوف الى دومة الجندل ، في شهر شعبان سنة ستة من الهجرة فسار اليه ومكث فيها ثلاثة ايام يدعوهم الى الاسلام فاسلم الاصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا ، وكان رئيسهم ، واسلم معه ناس كثير من قومه ، واقام من اقام على اعفاء الجزية ، وتزوج عبدالرحمن تماضر بنت الاصبغ وقدم بها الى المدينة فولدت له ابا سلمة .
41- سرية علي بن ابي طالب في شعبان سنة ستة من الهجرة ، ومعه مئة رجل الى بني سعد بن بكر ، وذلك لما بلغه صلى الله عليه وسلم انهم جميعا يريدون ان يمدوا يهود خيبر ، فأغاروا عليهم بالفحم بين فدك وخيبر ، فاخذوا خمسائة بعير والفي شاة ،وهربت بنوسعد ، وقدم علي ومن معه المدينة ولم يلقوا كيدا .
42- سرية زيد بن حارثه السادسة : الى ام قرفة فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزارية بناحية وادي القرى على سبعة ايام من المدينة ، في رمضان سنة ستة من الهجرة ، وكان سببها ان زيد بن حارثه خرج في تجارة الى الشام ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلما مان بوادي القرى لقيه ناس من فزاره من بني بدر فضربوه وضربوا اصحابه واخذوا ما كان معهم ، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فبعثهم اليهم فكمن هو واصحابه في النهار وساروا بالليل ، ثم صبحهم فكبروا ، واحاطوا بالحاضر واخذوا ام قرفة وكانت ملكة ، واخذوا ابنتها جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر ، وعمد قيس الى قرفة وهي عجوز كبيرة ، فقتلها قتلا عنيفا ، وربط في رجليه حبلا ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعها . وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك ، فقرع باب النبي صلى الله عليه وسلم فقام اليه عريانا يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله ، وسأله فأخبره بما اظفره الله به .
43- سرية عبدالله بن عتيك لقتل ابي رافع عبدالله ، وكانت في رمضان سنة ستة من الهجرة ،وارسل معه اربعة وهم : عبد الله ابن انس ، وابا قتادة والاسود بن خزاعي ومسعود ، فذهبوا الى خيبر فكمنوا فلما هدأت الرحل جاؤا الى منزله فصعدوا درجة له ، وقدموا عبدالله ابن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية فاستفتح وقال جئت ابا رافع بهدية ففتحتها له امراته ، فلما رات السلاح ارادت ان تصيح فاشار اليها بالسيف فسكنت ، فدخلوا عليه فما عرفوه الا ببياضه ، فقتلوه باسيافهم .
44- سرية ابن رواحه الى بن سلام : وسببها انه لما قتل ابورافع سلام بن ابي الحقيق ، امرت يهود عليه اسيرا فسار في غطفان وغيرهم يجمعهم لحرب النبي صلى الله عليه وسلم فندب صلى الله عليه وسلم الناس فنتدب له ثلاثون رجلا فبعث اليهم عبدالله بن رواحة ، فقدموا عليه وقالوا : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا اليك لتخرج اليه يستعملك على خيبر ويحسن اليك فطمع في ذلك فخرج معه ثلاثون رجلا من اليهود مع كل رجل رديف من المسلمين ،حتى إذاكان بقرقرة ضربه عبدالله بن انيس ، وكان في السرية بسيفه فسقط من بعيره ومالوا على اصحابه فقتلوهم غير رجل لم يصب من المسلمين احد ، ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : ( قد نجاكم الله من القوم الظالمين).
45- سرية كرر الى العرنيين حي من قضاعه ، جاء ناس من عكل عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالاسلام فقالوا يانبي الله : انا كنا اهل ضرع ولم نكن اهل ريف، واستوخموا المدينة ، فامر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع ، وامرهم ان يخرجوا فيه وشربوا من البانها وابوالها ، فانطلقوا حتى إذاكانوا ناحية الحرة ، كفروا بعد اسلامهم ، وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فبعث الطلب في اثارهم ، فامر بهم فسمروا أعينهم وقطعوا ايديهم ، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم ، وكانت السرية عشرين فارسا من الانصار .
46- سرية عمرو بن اميه الضمري الى ابي سفيان بن حرب بمكة لانه ارسل للنبي صلى الله عليه وسلم من يقتله غدرا ، فاقبل الرجل ومعه خنجرا لقتاله صلى الله عليه وسلم فلما راه النبي صلى الله عليه وسلم قال : ان هذا يريد غدرا ، فجذبه اسيد بن حضير بداخلة ازاره ، فإذابالخنجر فسقط في يده ، فاخبره عليه الصلاة والسلام بخبره وخلى سبيله صلى الله عليه وسلم ، ثم بعث عمرو بن اميه يطوف بالبيت ليلا فراه معاوية بن ابي سفيان ، فأخبرقريشا بمكانه ، فخافوه وطلبوه ، وكان فاتكا في الجاهلية ، فحشد له اهل مكة ،وتجمعوا له ، فهرب عمرو وسلمة ، فلقي عمرو عبدالله بن مالك التميمي فقتله ، وقتل اخر ، ولقي رسولين لقريش بعثهما يتجسسان الخبر ، فقتل احدهما واسر الاخر ، وقدم به المدينة فجعل عمرو يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره و صلى الله عليه وسلم يضحك .
47- صلح الحديبية : خرج صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين اولا ذي القعدة سنة ست من الهجرة للعمرة ، واخرج معه زوجته ا مسلمة في الف واربعمائة ، واستخلف على المدينة بن ام مكتوم ، ولم يخرج معه الا سلاح المسافر والسيوف في القرب وسار حتى كان بالثنية التي يهبط منها بركت راحلته ، فقالو الناس : خلأت القصواء خلات القصواء ، فقال صلى الله عليه وسلم : ما خلات القصواء ، وماذاك لها بخلق ، ولكنه حبسها حابس الفيل، ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا يسالوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا اعطيتهم اياها ) ، ثم زجرها فوثبت فعدل عنهم حتى نزل باقصى الحديبية على قليل الماء - حفرة – يتبرضه الناس تبرضا أي ياخذونه قليلا فلم يلبثه الناس حتى نزحوه ، وشكي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ، ثم امرهم ان يجعلوه فيه ، فوالله مازال يجيش لهم لهم بالري حتى صدروا عنه ، فبينما هم كذلك اذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة ، فقال اني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا حي الحديبية ومعهم العوذ والمطافيل ، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال صلى الله عليه وسلم : ( انا لم نجيء لقتال احد ، ولكنا جئنا معتمرين ) ، وان قريشا فقد نهكتكم الحرب واضرب بهم ، فإنشاءوا ماددتهم مدة ويخلون بيني وبين الناس ، فإن اظهر فإنشاءوا ان يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا ،والا فقد جمعواوان هم ابو ، فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على هذا حتى تنفرد سالفتي ، ولينظرن الله امره فقال بديل سابلغهم ماتقول ، فاخبرهم فدعت قريشا سهيل بن عمرو فقالت اذهب الى هذا الرجل فصالحه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد ارادت الصلح حيث بعثت هذا ، فلما انتهى الى النبي صلى الله عليه وسلم جرى بينهما القول حتى وقع بينهما الصلح على ان توضع الحرب بيينهم عشر سنين ، وان يامن بعضهم بعضا ، ولن يرجع عنهم عامهم هذا ، وان لايدخل البيت الا العام المقبل ثلاثة ايام ولا يدخلوها الا بجلباب السلاح والقراب وبما فيه، وبعث صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه فحبسة قريش عثمان عندها ، فبلغ صلى الله عليه وسلم ان عثمان قد قتل ، فدعا الناس الى بيعة الرضوان تحت الشجرة على الا يفروا ، ولما سمع المشركون بذلك خافوا وبعثوا عثمان وجماعه من المسلمين معه ، وفي هذه البيعة نزل قوله تعالى : ( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم ) سورة الفتح اية 10 ، وحلق الناس مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحروا هداهم بالحديبية ، واقام صلى الله عليه وسلم بالحديبية عشرين يوما ثم قفل فأنزل الله ( انا فتحنا لك فتحا مبينا ) ونزلت اية تحريم الخمر في عام الفتح قبل الفتح .
48- غزوة خيبر : خرج اليها صلى الله عليه وسلم في بقية شهر محرم سنة سبع من للهجرة ، فحاصرها بضع عشرة ليلة ، الى ان فتحها وفي هذه الغزوة تزوج صلى الله عليه وسلم صفية وحرم لحوم الحمر الاهلية والإنسية ورخص في الخيل ، وسمت النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت الحارث امراة سلام بن مكشم .
49- سرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى تربه في شعبان سنة سبع للهجرة ، ومعه ثلاثون رجلا ، وخرج معه دليل من بني هلال فكان يسير في الليل ويكمن في النهار ، فاتى الخبر الى هؤلاء فهربوا ، وجاء عمر بن الخطاب الى محالهم فلم يلق منهم احد، فانصرف راجعا الى المدينة .
50- سرية ابي بكر الصديق رضي الله عنه الى بني كلاب بنجد ناحية ضربة سنة سبع للهجرة ، فسبى منهم جماعة وقتل اخرين .
51- سرية غالب بن عبدالله الليثي الى المضعة بناحية نجد من المدينة في شهر رمضان سنة سبع للهجرة في مئتين وثلاثون رجلا ، فهجموا عليهم في وسط حالهم ، فقتلوا من اشراف قومهم ، واستاقوا نعما وشاء الى المدينة ، وفي هذه السرية قتل اسامة زيد نهيك بن مرداس بعد ان قال : لا اله الا الله ، فقال رسول الله : فألا شققت عن قلبه فتعلم اصادق هو ام كاذب ؟ فقال أسامة : لا اقاتل احدا يشهد ان لا اله الا الله .
52- سرية بشير بن سعد الانصاري الى ارض غطفان في شوال سنة سبع من الهجرة ، وبعث معه ثلاث مئة رجل ، لجمع تجمعوا للإغارة على المدينة فساروا ليلا وكمنوا نهارا ، فلما بلغهم مسير بشير هربوا ، واصاب لهم نعما كثيرة فغنمها ، واسر رجلين وقدم بهما الى المدينة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلما.
53- عمرة القضاء : وسميت بهذا الاسم لانه قاضى فيها قريش ولذلك تسمى عمرة القضية ، وخرج معه من المسلمين الفا واستخلف على المدينة ابا رهم الغفاري ، وساق صلى الله عليه وسلم ستين بدنه وحمل السلاح ، والبيض والدرع والرماح ، وقاد مئة فرس ، فلما انتهى الى ذي حليفة ، قدم الخيل امامه ، عليها محمد بن مسلمة ، وقدم السلاح واستعمل عليه بشير بن سعد ، واحرم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون يلبون معه ، ومضى محمد بن مسلمة في الخيل الى مر الظهران، فوجد بها نفرا من قريش فسألوه فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح هذا المنزل غدا ان شاء الله تعالى، فاتوا قريش فاخبروهم ففزعوا ،ونزل صلى الله عليه وسلم ببحر الظهران وقدم السلاح الى بطن يأجج وخلف عليه اوس بن خولي الانصاري ، في مئتي رجل ، وخرجت قريش الى رؤوس الجبال ، وقدم صلى الله عليه وسلم الهدي امامه ، فحبس بذي طوى ، وخرج صلى الله عليه وسلم على راحلته القصواء والمسلمون موشحون سيوفهم ومحذقون برسول الله صلى الله عليه وسلم يلبون ، فدخل من الثنية التي تطلعه على الحجون وابن رواحة اخذ بزمام راحلته ،ولم يزل صلى الله عليه وسلم يلبي حتى استلم الركن بمحجنه مضطبعا بثوبه وطاف على راحلته ، والمسلمون يطوفون معه وقد اضطبعا بثيابهم، ثم طاف صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة على راحلته فلما كان الطواف السابع عند فراغه _ وقد وقف الهدي عند المروة – قال هذا منحر ، وكل فجاج مكة منحر ، فنحر عند المروة ، وحلق هناك ، وكذلك فعل المسلمون ، وامر صلى الله عليه وسلم ناسا منهم أن يذهبوا الى اصحابهم ببطن يأجج ، فيقيمون على السلاح ، وياتي الاخرون ليقظوا نسكهم ففعلوا ، واقام صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث ايام ، فخرج صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تناديه : ياعم ياعم ، فتناولها علي فاخذ بيدها وقال لفاطمة دونك ابنة عمك ، فحملتها فاختصم قيها علي وزيد وجعفر ، قال علي : أنا اخذتها وهي بنت عمي ،وقال جعفر : وهي كذلك بنت عمي ، وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة اخي ، فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال : ( الخالة بمنزلة الام ) رواه البخاري في كتاب المغازي . وكذلك تزويج ميمونه وهومحرم وبنى بها وهي حلال رواه البخاري في كتاب المغازي .
54- سرية غالب بن عبدالله الليثي الى بني الملوح في صفر سنة سبع من الهجرة فغنم ،وفي هذا الشهر قدم خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وعمروبن العاص، فاسلموا .
55- سرية غالب الثانية الى مصاب اصحاب بشير بن سعد بفدك في صفر سنة ثمان للهجرة ومعه مئتا رجل فاغاروا عليهم صباحا وقتل منهم قتلى واصابوا نعما .
56- سرية شجاع بن وهب الاسدي الى بني عامر في شهر ربيع الاول سنة ثمان للهجرة ، ومعه اربعة وعشرون رجلا الى جمع من هوازن ، وامره ان يغير عليهم فكان يسير في الليل ويكمن في النهار ، حتى صبحهم فاصابوا نعما وشاء ، واستاقوا ذلك حتى قدموا المدينة وكانت غيبتهم خمس عشرة يوما ، واقتسموا الغنيمة ، وكانت سهامهم خمسة عشر بعيرا وعدلوا البعير بعشرة من الغنم .
57- سرية كعب بن عمير الغفاري : الى ذات اطلاع وراء ذات القرى ، في ربيع الاول سنة ثمان في خمسة عشر رجلا فساروا حتى انتهوا الى ذات اطلاع ، فوجدوا جمعا كثيرا فقاتلهم الصحابة اشد قتال حتى قتلوا وفلت منهم رجل جريح في القتلى فلما برد عليه الليل تحامل حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره الخبر ، فشق عليه ذلك ،وهم بالبعث اليه فبلغه انهم ساروا الى موضع اخر فتركهم .
58- غزوة مؤته : ارسل الحارث بن عمير الازدي بكتاب الى ملك بصرى من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما نزل مؤته عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقتله ، ولم يقتل لرسول الرسول صلى الله عليه وسلم غيره ، فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثه في ثلاثة آلاف مقاتل وقال : ان قتل جعفر بن ابي طالب فعبدالله بن رواحه فإن قتل فليرتض المسلمون برجل من بينهم يجعلونه عليهم ، وخرج مشيعا لهم حتى إذابلغ ثنية الوداع وقف يودعهم فلما ساروا نادى المسلمون دفع عنكم وردكم صالحين غانمين ، فقال بن رواحة : لكنني اسال الرحمن مغفرة ... وضربة ذات فرغ تقذف الزبد .
فلما فصلوا من المدينة سمع العدو بمسيرهم ، فجمعوا لهم وقام شرحبيل بن عمرو فجمع اكثر من مئة الف ، وقدم الطلائع امامه ، ونزل المسلمون معان ، وبلغ الناس كثرة العدو وتجمعهم ، وانه قبل ان ينزل بأرض البلقاء في مئة الف من المشركين ، فاقاموا يومين لينظروا في امرهم ، وقالوا نكتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر فشجعهم عبدالله بن رواحه على المضي فمضوا الى مؤته ووافاهم المشركون فجاء منهم مالا قبل لاحد بد من العدو والعدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب ، والتقى الجمعان فقاتل الامراء على ارجلهم ، فاخذ اللواء زيدبن حارثه فقاتل وقاتل المسلمون معه على صفوفهم حتى قتل طعنا بالرماح ،ثم اخذ اللواء جعفر فنزل عن فرسه الشقراء وقاتل حتى قتل ضربه رجل من الروم فقطعه الى نصفين ، ثم اخذ الى اللواء عبدالله بن رواحة فقاتل حتى قتل ، فاخذ اللواء ابن اقدم العجلاني ، الى ان اصطلح الناس على خالد بن الوليد ، فاخذ اللواء وانكشف الناس فكانت الهزيمة فتبعهم المشركون فقتل من قتل من المسلمين ورفعت الارض للنبي صلى الله عليه وسلم حتى نظر الى معترك القوم .
59- سرية عمرو بن العاص الى ذات السلاسل وسميت بذات السلاسل لان بها ماء يقال له ذات السلسل وراء ذات القرى من المدينة ، وكانت في جمادى الاخرة سنة ثمان للهجرة ، سببها انه بلغه صلى الله عليه وسلم ان جمعا من قضاعة قد تجمعوا للإغارة ، فعقد له لواء ابيض وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاث مئة من المهاجرين والانصار ومعهم ثلاثون فرنسا ، فساروا ليلا وكمنوا نهارا ، فلما قرب منهم بلغه ان لهم جمعا كبيرا ، فبعث رافع بن مكيث الجهني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمدوه فبعث اليه ابا عبيدة بن الجراح وعقد له لواء وبعث معه مئتين من المهاجرين والانصار وفيهم ابا بكر وعمر رضي الله عنهم ، وامره ان يلحق بعمرو ، وان يكونا جميعا ولا يختلفا ، فاراد ابا عبيدة ان يؤم الناس فقال عمرو : انما قدمت علي مددا ، وانا الامير فاطاع له بذلك ابو عبيدة وكان عمرو يصلي بالناس ، وسار حتى وصل الى بلي وعذرة ، فحمل عليهم المسلمون ، فهربوا في البلاد وتفرقوا .
60- سرية ابي عبيد بن الجراح : بعث معه صلى الله عليه وسلم ثلاث مئة ، وكان فيهم عمربن الخطاب رضي الله عنه يلتقي عيرا اللى ارض جهينة ، ولم يقتلوا احدا ، واقاموا نصف شهر في مكان واحد .
61- سرية ابي قتادة بن ربعي الانصاري الى خضرة وهي ارض محارب بنجد في شعبان سنة ثمان من الهجرة ، وبعث نعه خمسة عشر رجلا الى غطفان فقتل من اشرف منهم ، وسبى سبيا كثيرا ، واستاق النعم ، وكانت الابل مئتي بعير ، والغنم الفي شاه ، وكانت غيبتهم عشرة ايام .
62- سرية ابي قتادة الثانية الى بطن اضم فيما بين ذي قشب وذي المروة في اول شهر رمضان سنة ثمان للهجرة ، ولما هم صلى الله عليه وسلم ان يغزوا اهل مكة بعث ابا قتادة في ثمانية نفر سرية الى بطن اضم ثم توجه النبي صلى الله عليه وسلم الى تلك الناحية فلقوا عامر بن الاضبط ، فسلم عليهم بتحية الاسلام ، فقتله محلم بن جثامة ، فانزل الله تعالى : ( ولا تقولوا لم القى السلام لست مؤمنا ) سورة النساء ،الى اخر الاية 254 ، فجاء محلم بن جثامة في بردين فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر له، فقال صلى الله عليه وسلم : لا غفر الله لك ، فقام يلتقي دموعه ببردته ، فما مضت له سابعة حتى مات ، فلفظته الارض ثم عادوا به فلفظته الارض ، فلما غلب قومه عمدوا الى سدين فسطحوه ثم وضعوا عليه الحجارة حتى وارووه ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ان الارض يقبل من هو شر من صاحبكم ، ولكن الله يريد أن يعظكم ) .
63- فتح مكة : قاتلت بني بكر خزاعة ، فجاؤ عمرو بن سالم الخزاعي في اربعين رجلا راكبا من خزاعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصرونه ، وقدم ابوسفيان بن حرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يسال ان يجدد العهد ويزيد في المدة ،فانصرف الى مكة ،فكتب حاطب كتابا وارسله الى مكة يخبربذلك فاطلع الله تعالى على نبيه على ذلك فقال صلى الله عليه وسلم لعلي والمقداد : انطلقوا حتى تاتوا روضة فإن بها ضعينة نعها كتاب فخذوه منها ، فلما ادركوها قالوا : اخرجي الكتاب قالت : ما معي ، قالوا لتخرجن الكتاب ، أو لتلقين الثياب فاخرجته من عقاصها فاتوا به صلى الله عليه وسلم فإذافيه خبر الخروج الى مكة فلما ساله صلى الله عليه وسلم ياحاطب ما هذا ؟ فبرر له انه خاف تضره قريش وليس هو صاحب مكانه فيهم ، فقال صلى الله عليه وسلم اما انه قد صدقكم ، فقال عمر دعني اضرب عنقه هذا المنافق يارسول الله فقال : انه شهد بدرا،وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر فقال : اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم . فانزل الله قوله تعالى : ( يأيه الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم ..) سورة الممتحنة اية 1 . فبعث صلى الله عليه وسلم من حوله من العرب فمن وفاه بالمدينة ومنهم من لحقه بالطريق فكانوا عشرة آلاف ولم بلغ الكديد ، افطر فافطروا حتى نهاية الشهر فعقد الالوية بقديد والرايات دفعها الى القبائل ثم مر ببحر الظهران عشاء ، فامر الصحابة بايقاد عشرة الاف نار، ولم يبلغ قريش بسيرهم ، ولما علموا ارسلوا ابوسفيان لياخذ لهم الامان فقبض على ابو سفيان ومن معه الحرس فاتوا بهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم ابوسفيان ن فلما كان من الغد من يوم الفتح قام صلى الله عليه وسلم خطيبا بالناس ، فحمد الله واثنى عليه بما هو اهله ثم قال : ايها الناس ،ان الله حرم مكة يوم خلق السموات والارض فهي حرام ، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الاخر ، ان يسفك بها دما ، او يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص بقتال رسول الله فيها فقولوا ان الله اذن لرسوله ، ولم ياذن لكم ، وانما احلت لي ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالامس ، فل يبلغ الشاهد الغائب ثم قال : ( يا معشر قريش ماترون اني فاعل فيكم ، قالوا خيرا ، اخ كريم وابن اخ كريم ، قال : اذهبوا فانتم الطلقاء ) .
64- سرية عمرو بن العاص الى سواع صنم هذيل في شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة حين فتح مكة .
65- سرية سعد بن يزيد الاشهلي الى مناف صنم للأوس الخزرج وكانت في شهر رمضان حين فتح مكة فخرج في عشرين فارسا حتى انتهوا اليها فهدموها راجعين الى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك لست بقين من رمضان .
66- سرية خالد بن الوليد الى بني جزيمة ، قبيلة من عبد قيس في شوال سنة ثمان من الهجرة ( الغميصاء ) بعثه صلى الله عليه وسلم لما رجع من هدم العزى ، وهو في مكة وبعث معه ثلاثمائة وخمسين رجلا ، داعيا الى الاسلام لا مقاتلا فلما انتهى اليهم ، قال : ما انتم قالوا : مسلمين قد اسلمنا وصدقنا بمحمد وبنينا المساجد في ساحاتنا .
67- غزوة حنين ( غزوة هوازن ) : لما فرغ صلى الله عليه وسلم من فتح مكة وتمهيدها ، اتفقت أشراف هوازن وثقيف بعضهم الى بعض لمحاربة المسلمين ، وكان رئيسهم مالك بن عوف النصري ، فخرج اليهم صلى الله عليه وسلم يوم السبت من شوال في لثنا عشر الفا من المسلمين ، عشرة آلاف من المدينة والفان من اسلم من اهل مكة ، واستعمل صلى الله عليه وسلم عتاب بن اسيد وخرج معه صلى الله عليه وسلم ثمانون من المشركين منهم صفوان بن اميه ، وكان صلى الله عليه وسلم استعار منه مئة درع باداتها ، فوصل الى حنينب ، ليلة الثلاثاء اعشر ليال خلون من شوال في بداية المعركة لم يثبت معه صلى الله عليه وسلم الا العباس بن عبدالمطلب ، وعلي بن ابي طالب ، والفضل بن العباس وابوسفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وابوبكر وعمر واسامة بن زيد في اناس من اهل بيته ، والعباس آخذ بلجام بغلته يكفها مخافة أن تقبل أن تقبل الى العدو لأنه صلى الله عليه وسلم كان يتقدم نحو العدو وابوسفيان بن الحارث آخذ بركابه وجعل صلى الله عليه وسلم يقول للعباس : يامعشر الانصار يا اصحاب السمرة ، فجعل ينادي مرة ثانية يا اصحاب السمرة ، ونادى يا اصحاب سورة البقرة ، وكان العباس رجلا صيتا فلما سمع المسلمون نداء العباس اقبلوا سراعا ، وامرهم صلى الله عليه وسلم ان يصدقوا الحملة ، فاقتتلوا مع الكفار فاشرف النبي صلى الله عليه وسلم فنظر الى قتالهم فقال : الان حمي الوطيس ، واخذ يرميهم بالحصى قائلا لهم شاهت الوجوه ، فملأ اعين القوم ، وكانت الملائكة تقاتل مع المسلمين ، وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب العدو ، فانتهى بعضهم الى الطائف ، وبعضهم نحو نخله ، وبعضهم الى اوطاس ، واستشهد من المسلمين أربعة ، وقتل من المشركين اكثر من سبعين .
68- سرية ابي عامر الاشعري وهوعم ابي موسى الاشعري بعثه صلى الله عليه وسلم حين فرغ من حنين في طلب الفارين من هوازن وهو واد من ديار هوازن ، فلم قتل خلفه ابو موسى الاشعري فقاتلهم حتى فتح الله عليه ، وكان في السبي الشيماء ، اخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة .
69- سرية الطفيل بن عمرو الدوسي الى ذي الكفين صنم من خشب كان لعمرو بن 34في شوال لما اراد السير الى الطائف ليهدمه ويوافيه بالطائف فخرج سريعا الى فهدمه وجعل يحش النار في وجهه ويحرقه ويقول : الكفين لست من عبادك ..ميلادنا اقدم من ميلادك.. الى حشوت النار في فؤادك . وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا ، فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم بالطائف بعد مقدمه ايام ، وقدم معه اربعة من المسلمين .
70- غزوة الطائف : حاصرها صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر يوما ونصب عليهم المنجنيق وهو اول منجنيق رمى به في الاسلام ، ولم يؤذن له صلى الله عليه وسلم في فتح الطائف، فامر عمر بالخطاب فاذن في الناس بالرحيل ، فضج الناس من ذلك ، وقالوا نرحل ولم نفتح الطائف ، فقال صلى الله عليه وسلم : فاغدوا على القتال فغدو ا فاصاب المسلمين ، جراحات فقال صلى الله عليه وسلم : انا قافلون ان شاء الله تعالى فسروا بذلك واذعنوا وجعلوا يرحلون ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فلما ارتحلوا قال : آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون .
71- بعث عيينه بن حصن الفزاري الى بني تميم بالسقاية وهي أرض بني تميم ،في محرم سنة تسع للهجرة في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجري ولا انصاري ،وكانو يسيرون ليلا ويكمنوا نهارا ،فهجم عليهم في صحراء ، ودخلوا وسرحوا مواشيهم ، فلما راو الجمع ولوا واخذوا منهم احد عشر رجلا ،ووجدوا في المحلة احدى عشرة امراة وثلاثين سبيا ،فقدم منهم عشرة من رؤسائهم فجاؤا الى باب النبي صلى الله عليه وسلم فنادوا يامحمد اخرج الينا فخرج صلى الله عليه وسلم واقام بلال الصلاة ،وتعلقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكلمونه فوقف معهم ثم مضى فصلى الظهر ثم جلس في صحن المسجد ، ونزل فيهم قوله تعالى : ( ان الذين ينادونك من وراء الحجرات) ورد صلى الله عليه وسلم عليهم الاسرى والسبي ..
72- بعث الوليد بن عقبة بن ابي معيط الى بني المصطلق من خزاعة يصدقهم ، وكانت ، وكانت بينه وبينهم عداوة في الجاهلية ، وكانوا قد أسلموا وبنوا المساجد ، فلما سمعوا بدنوا الوليد خرج منهم عشرون رجلا يتلقونه بالحزن والغم وا فرحا به وتعظيما لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فظن انهم يريدون قتله فرجع من الطريق قبل ان يصلوا اليه ، واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انهم بقوه بالسلاح يحلون بينهم وبين الصدقة ، فهم صلى الله عليه وسلم ان يبعث اليهم من يغزوهم ، وبلغ ذلك القوم ، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم الخبر الصحيح فانزل الله عليه قوله تعالى : ( يأيها الذين أمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..) سورة الحجرات .فقرأ عليهم صلى الله عليه وسلم القران ، وبعث معهم عباد بن بشر ياخذ صدقات اموالهم ويعلمهم شرائعهم الاسلام ويقرئهم القران .
73- سرية قطبة بن عامربن حديدة الى خثعم من مزنه سنة تسع من الهجرة وبعث معه عشرين رجلا ، وامر ان يشن الغارة عليهم فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثر الجرحى من الفريقين ، وقتل قطبة من قتل ، وساقوا الغنم والشاء والنساء الى المدينة وكانت سهما منهم اربعة ابعرة ، والبعير يعدل بعشر من الغنم بعد ان اخرج الخمس .
74- سرية علقة بن مجزر المدلجي الى الطائف من الحبشة في ربيع الاول سنة تسع من الهجرة .
75- سرية علي بن ابي طالب الى الغلص وهو صنم طيئ ليهدمه في ربيع الاول سنة تسع من الهجرة ، وبعث معه مئة وخمسين رجلا من الانصارعلى مئة بعي وخمسين فرسا ،فهدمه وغنم سبيا ونعما وشاء.
76- سرية عكاشة بن محصن الى الحباب أرض بلي عذرة .
77-غزوة تبوك وسببها أنه بلغه صلى الله عليه وسلم من الانباط الذين يقدمون بالزيت من الشام الى المدينة ان الروم تجمعت بالشام مع هرقل ، فندب صلى الله عليه وسلم الى الخروج ، واعلمهم بالمكان الذي يريد ليتاهبها لذلك ، زكان عثمان قد جهزعيرا الى الشام فقال يارسول الله : هذه مئتا بعير بأغنامها واحلابها ، ومئتا اوقية يعني من ذهب فقال صلى الله عليه وسلم : ما ضر عثمان ماعمل بعدها . ولم تأهب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافقون ( الا تنفروا في الحر ) التوبة أية 81 . وارسل صلى الله عليه وسلم وقبائل العرب يستنفرهم ، وجاء البكاؤون يستحملونه فقال لهم صلى الله عليه وسلم لا اجد ما احملكم عليه ( تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدون ماينفقون ) التوبة أية 92 .واستخلف على المدينة محمدبن مسلمة ، وامر لكل بطن من الانصار والقبائل من العرب ان يتخذوا لواء وراية ، وكان معه ثلاثون الفا ، وكانت الخيل عشرة آلاف فرسا ، ولما انتهى الى تبوك ، اتاه صاحب ابل فصالحه واعطاه الجزية ، واتاه اهل جرباء واذرح فأعطوه الجزية وكتب لهم كتابا ، ووجد هرقل بحمص ،فارسل خالدبن الوليد الى اكيدر بن عبدالملك النصراني ، وكان ملكا عظيما بدومة الجندل ، في اربعمائة وعشرين سرية وقال له صلى الله عليه وسلم : انك تجده ليلا يصيد البقر ، فانتهى اليه خالد ، وقد خرج من حصنه في ليلة مقمرة الى بقر يطاردها واخوه حسان ، وهرب من كان معه ودخل الحصن ثم اجار خالد اكيدر من القتل حتى ياتي به صلى الله عليه وسلم ان يفتح له دومة الجندل ، ففعل فصالحه على الفا بعير وثلاثمائة فرسا واربع مئة درع واربع مئة رمح. وفي هذه الغزوة كتب صلى الله عليه وسلم كتابا في تبوك الى هرقل يدعوه الى الإسلام فقارب الاجابة ولم يجب . ثم انصرف صلى الله عليه وسلم الى من تبوك بعد ان اقام عشرين يوما يصلي ركعتين ، ولم يلق كيدا وبنى في طريقه مساجد ، واقبل صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذي أوان واوحى الله اليه بخبر مسجد ضرار قال تعالى : ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا ) التوبة 107 ، ولم اشرف على المدينة . قال : هذا طابة وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه ، وجاء صلى الله عليه وسلم المخلفون عنده فحلفوا له فعذرهم واستغفرلهم وارجأ امر كعب بن مالك ، وهلال بن امية ، وسرارة بن الربيع ، حتى نزلت توبتهم : (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إذاضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (117-118) .ولما قدم صلى الله عليه وسلم من تبوك وجد عويمر العجلاني ، امراته حبلى فلاعن صلى الله عليه وسلم بينهما

حجة ابي بكر رضي الله عنه
حج ابو بكر في الناس سنة تسع ، وكان معه ثلاثمائة رجل من المدينة وعشرون بدنه ، ثم اردف صلى الله عليه وسلم بعلي بن ابي طالب وامر ان يؤذن ببراءة ، فاذن ببراءة في منى ، وان لا يحج بعدالعام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريانا فأنزل الله تعالى : ( يأيها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ) التوبة 28 الاية ، وفي هذه السنة مات عبدالله بن ابي بن سلول فجاء ابنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه ليكفن اباه ، فأعطاه ، ثم سأله أن يصلي عليه قفام ليصلي عليه ، فأخذ عمر بثوبه وقال يارسول الله : تصلي وقد نهاك الله ان لا تصلي عليه ، فقال : انما خيرني الله عزوجل: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) سورة التوبة ، وسأزيد على السبعين فصلى عليه الصلاة والسلام فأنزل الله عزوجل : (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) سورة التوبة ، وفي هذه السنة آلى من نسائه صلى الله عليه وسلم شهرا ، وجحش – أي خدش- وجلس في مشربة له درجها من جذوع ، فأتاه اصحابه يعودونه فصلى بهم جالسا ، وهم قيام فلما سلم قال : انما جعل الامام ليؤتم به فإذاصلى قائما فصلوا قياما ، وإذاصلى قاعدا فصلوا قعودا ، ولا تركعوا حتى يركع ، ولا ترفعوا حتى يرفع ) ونزل لتسع وعشرين فقالوا : يارسول الله انك آليت شهرا ، فقال : ان الشهر تسع وعشرون يوما .
ثم بعث معاذ الى اليمن قبل حجة الوداع كل واحد على مخلاف واليمن مخلافات ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ) وقال لمعاذ رضي الله عنه : ( انك ستأتي قوما اهل كتاب ، فإذاجئتهم فأدعهم الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله فان ، هم اطاعوا لك بذلك فأخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم ان الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذمن أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فان هم اطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم اموالهم ، واتق دعوة الظلموم ، فانه ليس بينها وبين الله حجاب ) .
وكانت جهة معاذ العليا صوب عدن ، وكان من عمله الجند ، ولديها مسجد مشهور ، وكانت جهة ابي موسى الى السفلى . ثم ارسل خالد بن الوليد قبل حجة الوداع أيضا في شهر ربيع الاول سنة عشر من الهجرة ، ثم ارسل علي بن ابي طالب الى اليمن في شهر رمضان سنة عشر من المهجرة ، وعقد له لواء وعمه بيده ، فخرج في ثلاثمائة ، ففرق أصحابه فأتوا بنهب وغنائم ونساء ، واطفال ونعم وشاء وغير ذلك ، ثم لقي جمعهم فدعاهم الى السلام فأبوا ، ورموت بالنبل ، ثم حمل عليهم علي رضي الله عنهم وأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا ، فتفرقوا وانهزموا ، فكشف عن طلبهم ثم دعاهم الى السلام فأسرعوا واجابوا ، وبايعه نفر من من رؤسائهم على الاسلام وقالوا : نحن على من ورائنا من قومنا ، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله ، ثم قفل فوافى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قد قدمها للحج سنة عشر من الهجرة ، ثم حج حجة الوداع أو حجة الاسلام او حجة البلاغ ، وكره بن عباس ان يقال : حجة البلاغ .
وكان صلى الله عليه وسلم قد اقام بالمدينة يضحي كل عام ويغزو المغازي ، فلما كان في ذي القعدة سنة عشر من الهجرة ، اجمع على الخروج الى الحج فتجهز وامر الناس بالجهاز له ولم يحج غيرها ، فخرج صلى الله عليه وسلم من المدينة يوم السبت لخمس بقين منذي القعدة : وكان خروجه من المدينة بين الظهر والعصر فصلى الظهر بالمدينة أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ، وكان دخوله مكه صباحا،وخرج معه مئة الف واربعة عشرا الفا .
78-سرية اسامة بن زيد بن حارثه الى اهل السراة ناحية بالبلقاء ، وكانت يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفرسنة احدى عشر من الهجرة ، وهي اخر سرية جهزها النبي صلى الله عليه وسلم ، واول شيء جهزه ابو بكر رضي الله عنه لغزو الروم ، فكان قتل ابيه زيد رضي الله عنه ، فلما كان يوم الاربعاء بدأ رسول الله وجعه فأصابه صداع وحمى ، فلما أصبح يوم الخميس ، عقد لأسمة لواء بيده فخرج بلوائه معقود فدفعه الى بريدة الاسلمي ، وعسكر بالجرف ،فلم يبقى احد من وجوه المهاجرين والانصار الا انتدب ، وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهم ، فتلكم قوم فقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين ؟ فخرج صلى الله عليه وسلم وقد عصب راسه وعليه قطيفة ، فصعد المنبر ، فحمد الله واثنى عليه ماهو اهله ثم قال : ( اما بعد ، أيها الناس ، ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي لأسامة فقد طعنتم في امارتي اباه من قبله ، وايم الله ان كان للإمارة خليقا ، وان ابنه من بعده لخليق للأمارة ، وان كان لمن احب الناس الي ، فاستوصوا به خيرا ، فإنه من خيركم )ثم نزل عن المنبر فدخل بيته ، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الاول سنة احدى عشر من الهجرة،وجاء من يخرج مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخرجون بالجرف، فلما كان يوم الاحد اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه ، فدخل اسامة من عسكره والنبي صلى الله عليه وسلم مغمور ، وهواليوم الذي ولد فيه ، فطأطأ اسامه فقبله ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يديه الى السماء ثم يضعها على اسامة يدعوا له ، ورجع اسامة ، ثم دخل يوم الاثنين واصبح صلى الله عليه وسلم مفيقا، فودعه اسامة وخرج الى المعسكر ، فأمر الناس بالرحيل ، فبينما يريد الركوب إذارسول امه ام ايمن قد جاء يقول : ان رسول صلى الله عليه وسلم يموت ، فأقبل هو وعمر وابوعبيدة فتوفي صلى الله عليه وسلم حين زاغت الشمس لأثنى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم دخل من عسكر بالجرف الى المدينة، ودخل بريدة بلواء أسامة معقودا حتى اتى به باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرزه عند بابه ، فلما بويع ابو بكر الصديق رضي الله عنه أمر بريدا ان يذهب باللواء الى بيت اسامة ليمضي لوجهته ،فمضى به الى معسكرهم الاول ، وخرج اسامة أول ربيع الاخر سنة احدى عشرة من الهجرة الى اهل إبني، فشن عليهم الغارة ،فقتل من اشرف له ، وسبى من قدر عليه ، ، وحرق منازلهم ونخلهم ، وقتل قاتل ابيه في الغارة ، ثم رجع الى المدينة ، ولم يصب احدمن المسلمين ، وخرج أبو بكر في المهاجرين واهل المدينة يتلقونه بفرح وسرور .
أولاده صلى الله عليه وسلم
أولاده ستة : القاسم وابراهيم ، واربع من البنات : زينب ورقية ،وأم كلثوم وفاطمة وكلهن هاجرن معه .
1-القاسم : أول ولد له صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبه كان يكنى وعاش سنتين .
2- زينب : وهي أكبر بناته صلى الله عليه وسلم ولدت في سنة ثلاثين من عمره صلى الله عليه وسلم ، وادركت الاسلام وهاجرت ، وماتت سنة ثمان من الهجرة عند زوجها بن خالتها ابي العاص لقيط ، وكانت هاجرت قبله وتركته على شركه وردها صلى الله عليه وسلم عليه بالنكاح الاول ، بعد سنتين ، وولدت له عليل مات صغيرا ، وقد ناهز الحلم ، وكان رديف النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح ، وولدت له ايضا أمامة التي حملها صلاة الصبح على عاتقه ، وكان إذاركع وضعها وإذارفع رأسه من السجود أعادها وتزوجها علي بن ابي طالب بعد وفاة فاطمة رضي الله عنهم .
3-رقية : ولدت سنة ثلاثين من عمره صلى الله عليه وسلم ، وكانت تحت عتبة بن ابي لهب واختها ام كلثوم تحت اخيه ، فلما نزل قوله تعالى : ( تبت يدا ابي لهب وتب ) سورة المسد، قال لهما أبوهما رأسي من رأسكما لإن لم تفارقا ابنتا محمد ، ففارقهما ولم يكونا دخلا بهما ، فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكه وهاجر بها الهجرتين الى الحبشة ، وكانت ذات جمال رائع ، وكان قد تزوجها في الجاهلية ، وتوفيت والنبي صلى الله عليه وسلم ببدر .
4- أم كلثوم : كانت تحت عتبة بن ابي لهب ، ولما توفيت رقية خطب عثمان ابنة عمر حفصة فرده ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ياعمر : أدلك على خير لك من عثمان وادل عثمان على خير له منك ؟ قال : نعم يا رسول الله ، فقال : تزوجني ابنتك ، وأزوج عثمان بنتي ، وكان تزويج عثمان بأم كلثوم سنة ثلاث من الهجرة وماتت أم كلثوم سنة تسع من الهجرة ، وصلى عليها صلى الله عليه وسلم ،ونزل في حفرتها علي الفضل واسامة بن زيد ، وجلس صلى الله عليه وسلم على القبر وعيناه تذرفان ، قال : هل فيكم احد لم يفارق الليلة فقال : أبو طلحة :أنا ، فقال : انزل قبرها فنزل ) وغسلتها أسماء بنت عميس ، وصفية بنت المطلب ، وشهدت ام عطية غسلها ، وروت قوله صلى الله عليه وسلم : ( اغسلنها ثلاثا أو اخمسا أو سبعا ،او اكثر من ذلك ، وان رأيتن ذلك بماء وسدر ، واجعلن في الاخرة كافور ، فان فرغتن فآذنني ، فلما فرغنا آذناه ،فألقى الينا حقوة وقال : أشعرنها اياها ، قالت :ومشطناها ثلاثة قرون والقيناها خلفها )، فالحقوة هي الازار ، والشعار الذي يلي الجسد، ومافوقه الدثار .
5-فاطمة : ولدت سنة احدى وأربعين من مولده صلى الله عليه وسلم، وتزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهم في السنة الثانية للهجرة ، وتوفيت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، وأولاده حسنا وحسينا ومحسنا ، محسن فقد مات صغيرا ، وأم كلثوم وزينب، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبق له ذرية أحفاد ، ولكن له أسباط من ذرية فاطمة ، فهم ليسوا من ذريته فالذرية لا تكون الا من الاباء لأن الاسرة في الاباء أبوية وليست أموية .
6- ابراهيم : فهو ولد مارية القبطية ، وولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة ، ولدفي الغالية وكانت سلمى زوج أبي رافع مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قابلته ، فبشر ابورافع النبي صلى الله عليه وسلم فوهب له عبدا ، وعنق عنه يوم السابع بكبشين ، وحلق رأسه أبوهند ، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم ابراهيم قبل السابع وتصدق بزنة شعره ورقا على المسكين ، ودفنوا شعره في الارض ، وتوفي وله سبعون يوما ، وحمل على سرير صغير ، وصلى عليه صلى الله عليه وسلم وتوفي ربيع الاول يوم الثلاثاء لعشر خلون منه ، وغسله أبوبردة ، ونزل قبره الفضل وأسامة ، والنبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر ورش قبره وعلم بعلامة وهو أول قبر رش ، وقد أعطاه أم سيف وبقي عندها الى أن توفي .
أزواجه الطاهرات رضوان الله عليهم
1- خديجة : أمها فاطمة بنت زائدة الأصم وكانت تدعى في الجاهلية ( الطاهرة ) وكانت تحت أبي هالة النباش بن أبي زرارة فولدت له هذا وهاله ثم تزوجها عتيق بن عائد المخزومي فولدت له جارية اسنها ( هند) ثم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره أربعون سنة ،وكان سنه خمس وعشرين سنة ،وكانت عرضت نفسها عليه فذكر ذلك لأعمامه فخرج معه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها اليه فتزوجها صلى الله عليه وسلم وأصدقها عشرين بكرة ،وقد كانت خديجة رضي الله عنها أول من آمن من الناس ، وماتت بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين .
2- سودة بنت زمعة رضي الله عنها : وأمها الشموس بنت قيس ، فأسلمت قديما ، وكانت تحت ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو أخوسهل بن عمرو وأسلم معها قديما ، وهاجرا جميعا الى الحبشة الهجرة الثانية ، فلما قدم مكة مات ، وتزوجها صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة قبل أن يعقد على عائشة ، ولما كبرت سودة أراد طلاقها ،فسألته أن لا يفعل وجعلت يومها لعائشة فأمسكها وتوفيت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين من الهجرة .
3- عائشة رضي الله عنها : أمها ام رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن مالك بن كنانة ، فكانت مسماة على جبير بن مطعم ، فخطبها النبي صلى الله عليه وسلم وأصدقها بأربع مئة درهم ، وتزوجها بمكة في شوال سنة اثنتين من الهجرة ، على رأس ثمانية أشهر ولها تسع سنين ، وكانت مدة مقامه تسع سنين ومات عنها ولها ثمانية عشر ، وكانت فقيهه عالمة بالحديث وبأيام العرب وأشعارهم وكانت فصيحة ، وهي البكر الوحيدة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لها ليلتين : ليلتها وليلة سودة بنت زمعه ، لأن وهب ليلتها لما كبرت لها ، ونسائه ليلة ليلة ، وكان يدور على نسائه ويختم بعائشة ، وتوفت رضي الله عنها بالمدينة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان ،سنة ثمان وخمسين من الهجرة ، وكانت عائشة تكنى بأم عبدالله بن الزبير بن اختها ،فقد تفل صلى الله عليه وسلم في فيه لما ولد ، وقال لعائشة : ( هوعبدالله وأنت أم عبدالله ) وما زلت تكنى به .
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: وأنها زينب بنت مظعون فأسلمت وهاجرت وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس بن حذافة السهمي ، هاجرت معه ، ومات عنها بعد غزوة بدر ، فلما تأيمت ذكرها عمر رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه وعلى عثمان رضي الله عنه فلم يجباه الى زواجها ، فخطبها صلى الله عليه وسلم فأنكحه إياه في سنة ثلاث من الهجرة ، وطلقها تطليقة واحدة ثم راجعها ، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين ، وماتت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية وعمرها ستين سنة .
5- أم سلمة (هند) رضي الله عنها ، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة ، وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد ، وكانت هي وزوجها أول من هاجر الى أرض الحبشة ، فولدت له بها زينب ، وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة ، وماتت أم سلمة رضي الله عنها سنة أربع من الهجرة .
6- أم حبيبة ، رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنها ، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أميه ، عمة عثمان بن عفان ، فكانت تحت عبدالله بن جحش ، وهاجر بها الى أرض الحبشة الهجرة الثانية ، ثم تنصر وارتد عن اٌلإسلام ومات هناك ، وثبتت أم حبيبة على الإسلام وعقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم بأرض الحبشة سنة ست ، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين .
7- زينب بنت جحش رضي الله عنها : وأمها أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم فكان النبي صلى الله عليه وسلم زوجها من زيد بن حارثه ، فمكثت عنده ثم طلقها ، فلما انقضت عدتها منه قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثه: ( اذهب فاذكرني لها ) فذهب اليها فجعل ظهره الى الباب فقال : يازينب 44 رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك ، فقالت : ما كانت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عزوجل ، فقامت الى مسجد لها فأنزل الله تعالى : ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ) سورة الأحزاب أية 37 فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن ، وقال المنافقون: حرم محمد نساء الولد ، وقد تزوج امرأة ابنه ، فأنزل الله تعالى : ( ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ) سورة الأحزاب أية 40 ، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم خمس من الهجرة ، وماتت بالمدينة سنة عشرين .
8- زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية رضي الله عنها ، وكانت تدعى في الجاهلية أم المساكين، لإطعامها إياهم ، فكانت تحت عبدالله بن جحش وقتل عنها يوم أحد ،فتزوجها صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث ولم تلبث عنده إلا شهرين وتوفيت في حياته .
9- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها ، وأنها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير ، فتزوجها صلى الله عليه وسلم في لما كان في مكة معتمرا سنة سبع بعد غزوة خيبر ، وكانت أختها أم الفضل لبابة الكبرى تحت العباس بن عبدالمطلب ، وأختها لأمها أسماء بنت عميس تحت حمزة ، وجعلت أمرها الى العباس فأنكحها النبي صلى الله عليه وسلم وهو حلال ثم خرج بها الى السرف وابتنى بها فيه ، وكانت ميمونة رضي الله عنها قبل عند أبي رهم بن عبدالعزى ، وتوفيت بسرف في الموضع الذي بنى بها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة إحدى وخمسين .
10-جويرية بنت الحارث بن أب ضرار ، فكانت تحت مسافح بن صفوان المصطلقي ، وكانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري في غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس فكاتبتها على نفسها ، ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله أنا جويرية بنت الحارث ،وكان من أمري مالا يخفى عليك ، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس ، وإني كاتبت نفسي ، فجئت أسألك كتابتي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فهل لك الى ما هو خير) قالت : وماهو يارسول الله : ( أودي عنك كتابتك وأتزوجك ، قالت : فعلت ، فتسامع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية ، فأرسلوا مافي أيديهم من السبي ، فأعتقوهم وقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت ابنة عشرين سنة ، وتوفيت وعمرها خمس وستون سنة في ربيع الأول خمسين .
11-صفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبه بن عبيد من بني اسرائيل ، من سبط هارون بن عمران عليه السلام وأمها ضرة بنت شموءل ، فكانت تحت كنانة بن أبي الحقيق فقتل يوم خيبر في المحرم سنة سبع من الهجرة وماتت في رمضان سنة خمسين في زمن معاوية رضي الله عنه .
سرارية الطاهرات صلى الله عليه وسلم
1- مارية القبطية بنت شمعون اهداها القوقس القبطي صاحب مصر الإسنكدرية ، واهدى معها أختها سيرين ، وخصيبا يقال له : مأبور ، وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا من قياطي مصر ،وبغلة شهباء وهي (دلدل ) وحمار أشهدويعفور ، وعسلا من عسل بنها ،ووهب صلى الله عليه وسلم سيرين لحسان بن ثابت وهي أم عبدالرحمن بن حسان ، ومارية أم ابراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم ،وماتت رضي الله عنها في خلافة عمر سنة ست عشرة ودفنت في البقيع .
2- ريحانة بنت شمعون من بني قريظة وماتت قبل وفاته مرجعة من حجة الوداع سنة عشر من الهجرة ، ودفنت بالبقيع ، ووطئها النبي صلى الله عليه وسلم بملك اليمين .
3- أخرى وهبتها له زينب بنت جحش .
4- أصابها في بعض السبي .
أعمامه صلى الله عليه وسلم
كان له صلى الله عليه وسلم اثنى عشر عما بنو عبد المطلب ، أبوه – عبدالله –ثالث عشرهم الحارث ، وأبوطالب ، واسمه عبد مناف ، والزبير ، ويكنى أبا الحارث ،وحمزة ، وأبو لهب واسمه عبدالعزى ، والغيداق ، والمقوم ،وضرار ،والعباس ،وقثم ، وعبد الكعبة ،وحجل ويسمى المغيرة .
حمزة : أمه هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة ، ويكنى أبا عمارة ، وأبا يعلى ،كنيتان له بابنيه عمارة ويعلى،وكان يدعى أسد الله ، وأسد رسول الله ، وأول راية عقدها رسول صلى الله عليه وسلم ، وأسلم في الثانية من النبوة وأستشهد يوم أحد على يد وحشي .
العباس : كنيته أبو الفضل ، وأمه نتله بنت جناب بن كلب بن النمر بن قاسط وكان العباس جميلا وسيما أبيض له ضفيرتان ، معتدلا ، وولد قبل عام الفيل ثلاث سنين ، وكان رئيسا في قريش وإليه عمارة المسجد الحرم ، وكان يكتم إسلامه ،وتوفي في خلافة عثمان قبل استشهاده بسنتين بالمدينة يوم الجمعة لإثنتي عشرة خلت من رجب ودفن بالبقيع .
عماته صلى الله عليه وسلم
عماته صلى الله عليه وسلم بنات عبدالمطلب بن هاشم ست : عاتكة ،أحميمة ،والبيضاء وهي أم حكيم ، وبرة وصفية ، وأروى .
عاتكة أسلمت وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائد فتكون شقيقة عبدالله أبي النبي صلى الله عليه وسلم وأبي طالب والزبير وعبد الكعبة .
أما أروى أسلمت ، فأمها صفية بنت جندب ، فهي شقيقة الحارث بن عبدالمطلب ،وكانت تحت عمير بن وهب بن عبدالدار بن قصي ،فولدت له طليبا ثم خلفه عليها كلدة بن عبد مناف بن عبدالدار ، وأسلم طليب وكان سبب في إسلامه أمه .
وأما أم حكيم البيضاء فهي شقيقة عبدالله أبي النبي صلى الله عليه وسلم ،وأما برة فأمها فاطمة أيضا ، وكانت عند أبي رهم بن عبد العزى العامري ، ثم خلفه عليها عبد الأسد بن هلال المخزومي ، فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد الذي كانت عنده أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما أحميمة فأمها فاطمة ، وكانت تحت جحش بن رئاب .
جداته من أبيه صلى الله عليه وسلم
1- أم عبدالله أبيه فاطمة بنت عمرو قرشية مخزومية .
2- أم عبدالمطلب سلمى بنت عمرو نجارية .
3- أم هاشم عاتكه بنت فالج سليمية .
4- أم قصي فاطمة بنت سعد أزديه .
5- أم كلاب : فعم بنت سرير كنانية .
6- أم مرة : وحشية بنت شيبان فهريه.
7- أم كعب سلمى بنت محارب فهرية.
8- أم لؤي : وحشية بنت مدلج كنانية .
9-أم غالب : سلمى بنت سعد هذلية .
10-أم فهر : جندله بنت الحارث جرهمية .
11-أم مالك :هندبنت عدوان قيسية .
12-أم النضر :برة بنت مرة مرية .
جداته من أمه صلى الله عليه وسلم
1- أم آمنة بنت وهب : برة بنت عبدالعزى قرشية .
2- أم أبيها وهب عاتكة بنت الأوقص قرشية .
3- وأم برة هي أم حبيبة أم سقيان بنت أسد قرشية .
4- أم حبيب وهي برة بنت عوف لحيانية هذلية .
5- أم برة بنت عوف : قلابه بنت الحارث ثقفية
أذن في كل قبيلة من قبائل العرب له صلى الله عليه وسلم قرابة قبلية .
أخوته من الرضاعة صلى الله عليه وسلم
1- حمزة وابوسلمة بن عبد الأسد أرضعته معه صلى الله عليه وسلم ثويبة جارية أبي لهب بلبن ابنها مسروح بن ثويبة .
2- أبوسفيان بن الحارث بن عبدالمطلب أرضعته صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية ،وعبدالله وآسية وجذامة وتعرف –بالشيماء- للثلاثة أولاد حليمة السعدية .
وأما أمه من الرضاعة فحليمة السعدية بنت أبي دؤيب من هوازن وهي أرضعته حتى أكملت رضاعته ، وجاءته صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقام اليها وبسط رداءه لها ، فجلست عليه ،وكذا ثويبة جارية أبي لهب أيضا وقد أسلمتا وأسلم زوج حليمة ، وكانت ثويبة تدخل عليه صلى الله عليه وسلم بعد أن تزوج خديجة فكانت تكرمها ، وأعتقها أبولهب ، وكان صلى الله عليه وسلم يبعث إليها من المدينة بكسوة حتى ماتت بعد فتح خيبر.
وكانت حاضنته أم أيمن وهي بركة بنت ثعلبة بن محصن بن مالك تزوجها زيد بعد عبيد فولدت له أسامة ،وهاجرة الهجرتين الى الحبشة والى المدينة وكانت الشيماء بنت حليمة السعدية حضنته أيضا ، وكانت أم أيمن لعبدالله بن عبدالمطلب فورثها النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول صلى الله عليه وسلم : ( أم أيمن أمي بعد أمي )
خدمه صلى الله عليه وسلم
1- صاحب وضوءه : ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه.
2- صاحب الوسادة والسواك والنعلين والطهور،وكان إذا قام صلى الله عليه وسلم ألبسه نعليه وإذا جلس حملها في ذراعية حتى يقوم ، وهو عبدالله بن مسعودرضي الله عنه .
3- صاحب بغلته يقود به صلى الله عليه وسلم في الأسفار وهو عقبة بن عامر الجهني .
4- ابن أم أيمن صاحب مطهرته .
5- صاحب راحلته وهوأسلع بن شريك .
6- أنس بن مالك خدمه عشر سنين .
7- 49الأعناق بين بيديه علي بن أبي طالب ، والزبيربن عوام، والمقداد بن عمر ،ومحمد بن مسلمة ،وعاصم بن ثابت بن أبي الأفلح ، والضحاك بن سفيان ، وصاحب الشرطة قيس بن سعد بن عبادة بين يديه .
وخدمه من النساء : أم أيمن والدة أسامة بن زيد بن ثابت، وخولة جدة حفص ،وسلمى أم رافع زوج أبي رافع ، وميمونة بنت سعد ، وأم عياش مولاة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم .
مواليه ثلاثة وأربعين وإماؤه إحدى عشرة .
مكاتبة الملوك والأمراء
1- كتب الى النجاشي أصحمة بت الأبجر مع عمرو بن أميه الضمري في آخر سنة ست فأسلم .
2- كتب الى كسرى ( ملك فارس ) مع عبدالله بن حذافة السهمي فدفعه السهمي الى البحرين ،فلما قرئ على كسر مزقه فلما بلغ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مزق الله ملكه ).فقتله شيروه ابنه وأخذ الملك لنفسه ، وكان ذلك في ليلة الثلاثاء لعشر خلت من جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة وكان ذلك سبب في إسلام باذان معه من أهل فارس باليمن .
3- كتب الى قيصر (ملك الروم ) وأسمه هرقل ، وأرسل اليه الكتاب مع دحية الكلبي رضي الله عنه فلما قرأه قال : فمازلت موقنا بأمر رسول الله أنه سيظهر حتى دخل الإسلام .
4- كتب الى المقوس (ملك مصر) بعث صلى الله عليه وسلم الكتاب مع حاطب بن أبي بلتعه ، فلم يسلم ،وبعث الى النبي صلى الله عليه وسلم بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وهما : مارية وسيرين والبغلة دلدل .
5- كتب الى هوذة بن علي ( صاحب اليمامة ) وبعث الكتاب سليط بن عمرو العامري ،فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل له بعض الأمر كي يتبعه فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبره هذا قال : ( لو سألني سيابةمن الأرض ،فلما انصرف صلى الله عليه وسلم من الفتح جاءه جبريل عليه السلام وأخبره أن هوذة مات فقال صلى الله عليه وسلم : ( سيخرج بها كذاب يتنبأ يقتل بعدي ) فقال قائل : يارسول الله من يقتله ؟ فقال : ( أنت وأصحابك ) فكان كذلك .
6- كتب الحارث الغساني ( صاحب دمشق ) وحمل كتاب شجاع بن وهب من بني الأسد بن خزيمة ، ولما بلغه الكتاب قال : من ينزع ملكي مني ؟ أنا سائر اليه ، ولم يسلم
7- كتب الى المنذر بن ساوي (حاكم البحرين ) بعث اليه العلاء بن الحضرمي بالكتاب ،فكتب الى النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما بعد ، يارسول الله ،فإني قرأت كتابك على أهل البحرين ، فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ،ودخل فيه ،ومنهم من كرهه ، وبأرضي مجوس ويهود، فأحدث إلي في ذلك أمرك) فكتب اليه صلى الله عليه وسلم يعرض عليه البقاء على عمله أن أسلم ،ومن أقام على اليهودية والمجوسية فعليه الجزية .
8- كتب الى ملك عمان جيفر وأخيه عبد ابني الجلندي ، وحمل الكتاب اليه عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فأسلم هو وأخوه وخلى بين عمرو الصدقة والحكم فيما بينهم ، وكان عونا على من خالفه .
كتبه الشرعية
1- كتب الصدقات الذي كان عند أبي بكر ، فكتبه أبو بكر لأنس رضي الله عنهم لما وجهه الى البحرين ، ولفظه في البخاري وأبي داوود .
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين التي أمر الله بها ورسوله ،فمن سألها من المسلمين على وجهها فليعطها ، ومن سئل فوقها لم يعط، في أربع وعشرين من الإبل فما دونها الغنم في كل خمس شاة ، فإذا بلغت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها ابنة مخاض أنثى ، فإن لم تكن فيها ابنة مخاض فابن لبون ذكر ، فإذا بلغت ستة وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها ابنة لبون ، فإذا بلغت ستة وأربعين إلى ستين ففيها حقة طروقة الحمل ، فإذا بلغت إحدى وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة ، فإذا بلغت ستة وسبعين إلى تسعين ففيها ابنتا لبون ، فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الحمل ، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين ابنة لبون ، وفي كل خمسين حقة ، ومن لم يكن له إلا أربع من الإبل فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربها ، ، فإذا بلغت خمسا من الإبل ففيها شاة ، قال : ومن بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليس عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن استيسرتا ، أو عشرين درهما ، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده الحقة وعنده جذعة فإنها تقبل منه الجذعة ، ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ، ومن بلغت صدقته الحقة وليست عنده إلا ابنة لبون فإنها تقبل منه ابنة لبون ويعطي معها شاتين أو عشرين درهما ، ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ، ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ، ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده وعنده بنت مخاض فإنها تقبل منه ابنة مخاض ويعطي معها عشرين درهما أو شاتين ، وصدقة الغنم في سائمتها ، فإذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة ففيها شاة ، فإذا زادت على عشرين ومائة إلى أن تبلغ مائتين ففيها شاتان ، فإذا زادت على المائتين إلى ثلاثمائة ففيها ثلاث شياة ، فإذا زادت الغنم على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة ، ولا يخرج في الصدقة هرمة ، ولا ذات عوار ، ولا تيس الغنم إلا أن يشاء المصدق ، فإذا كانت سائمة للرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها ، وفي الرقة ربع العشر ، فإذا لم يكن مال إلا تسعين ومائة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها
2- كتابه صلى الله عليه وسلم الى أهل اليمن روى أبوحاتم في صحيحه عن أبي بكر بن محمد عن أبيه عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الى أهل اليمن وكان في كتابه : ( إن من اعتبط مؤمنا فلاعن بينة فإنه قود إلا أن يرضى أولياء المقتول ، وأن الرجل يقتل بالمرأة،وفي نفس الدية من الإبل، وعلى أهل الذهب ألف دينا ، وفي الأنف إذا أوعب ففيه الديه مئة الإبل ، وفي الأسنان الدية ،وفي الشفتين الدية ،وفي البيضيتين الديه ، وفي الذكرالديه ، وفي الصلب الديه ، وفي العينين الديه ،وفي الرجل الواحدة نصف الديه ،وفي المأمومة ثلث الدية ، وفي الجائفة ثلث الدية ، وفي المنقلة خمس عشرة من الإبل ، وفي كل إصبع من أصابع اليد والرجل عشر من الإبل ،وفي السن خمس الإبل )وفي رواية مالك : وفي العين خمسون ،وفي اليد خمسون ، وفي الرجل خمسون وفي الموضحة خمس من الإبل .
مؤذنوه صلى الله عليه وسلم
1-بلال بن رباح رضي الله عنه ، وأمه حمامه ،مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ،وهو أول من أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤذن بعده لأحد من الخلفاء إلاأن عمر رضي الله عنه لما قدم الشام ،حين فتحها أذن بلال فتذكر الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتوفي رضي الله عنه وأرضاه سنة سبع عشرة بدار ياباب كيسان .
2-سعدبن عائد أذن للنبي صلى الله عليه وسلمبقباء ، وهومولى عمار ،وبقي الى ولاية الحجاز على الحجاج ، وذلك سنة أربع وسبعين .
3-وأبومحذورة واسمه أوس الجمحي المكي أبو معير ومات سنة تسع وخمسين للهجرة بمكة .
4-عمروبن أم مكتوم رضي الله عنه القرشي الأعمى .
أما بلال رضي الله عنه لايرجع الأذان ويفرد الإقامة ، وابن محذورة يرجع الأذان ويفرد الاقامة ،وفي ذلك اختلاف تنوع لا اختلاف تعارض .
شعراؤه صلى الله عليه وسلم
كعب بن مالك ،وعبدالله بن رواحه الخزرجي الأنصاري ، وحسان بن ثابت بن المنذر بن عمر بن حرام الأنصاري دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( اللهم أيده بروح القدس )رواه البخاري .وعاش مئة وعشرين سنة ،ستين في الجاهلية وستين في الإسلام ،وكذا عاش أبوه ثابت ، وجده المنذر وجد أبيه حرام وكل منهم عاش مئة وعشرين سنة ، وتوفي حسان سنة أربع وخمسين للهجرة .

خطيبه صلى الله عليه وسلم
وكان خطيبه صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس وهوخزرجي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وكان خطيبه وخطيب الأنصار،وأستشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة من الهجرة .
حداته صلى الله عليه وسلم
1- عبدالله بن رواحه حادي النبي صلى الله عليه وسلم .
2- عامر بن الأكوع ،وهوعم سلمة بن الأكوع وأستشهد يوم خيبر.
3- أنشجة ، العبد الأسود ، وكان حسن الحداء يحدوا للنساء ،وقد كان يحدو وينشر القريض والرجز ،وقال له صلى الله عليه وسلم : ( عبد رويدك رفقا بالقوارير ) أي النساء .
4- البراء بن مالك حادي الرجال رضي الله عنهم .
آلات حربه صلى الله عليه وسلم
كان له تسعة سيوف :
1- مأثور : وهو أول سيف ملكه وقدم به من المدينة في الهجرة .
2- ذو الفقار لأن في وسطه فقرات وصار اليه يوم بدر ،وكان للعاصي بن منبه ، وكان هذا السيف لا يفارقه في كل حرب يشهدها ، وكانت قائمته وقبعيته وحلقته ،وذوابته وبكراته ونعله من فضة .
3- القلعي أصابه من قلع موضع بالبادية.
4- البتار أي القاطع .
5- الحتف وهو الموت .
6- المخذم وهو القاطع .
7- الرسوب : أي يمضي في الضربة ويغيب فيها ،ورسب أي ذهب الى أسفل وثبت والرسوب من الفلس صنم كان لطيء.
8- القضيب .
9- السيف العضب .
أدرعه صلى الله عليه وسلم
كانت أدرعه سبعة أدرع :
1- ذات الفضول : لطولها أرسل بها سعد بن عبادة حين سار الى بدر ، وكانت من حديد وهي التي رهنها عند أبي الشحم اليهودي على شعير ،وكان ثلاثين صاعا وكان الدين الى سنة .
2- ذات الوشاح .
3- ذات الحواشي .
4- السعديه وهي درع عكبر القنبقاعي .
5- فضة هي والسعديه أصابها من بني قينقاع .
6- البتراء لقصرها .
7- الخرنق : باسم ولد الأرنب ،وكان عليه صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان ،ذات الفضول وفضة،وكان عليه صلى الله عليه وسلم يوم حنين درعان : ذات الفضول والسعديه .
أقواسه صلى الله عليه وسلم
1- الزوراء .
2- الروحاء من ثلاث من سلاح بني قينقاع .
3- الصفراء .
4- شوحط .
5- الكتوم قسرت يوم أحد فأخذها قتادة النعمان.
6- السداد .
وكانت له جعبة تدعى الكافور ،وكانت له منطقة من أديم فيها ثلاث حلق من فضة ،والأبزيم من فضة ،والطرف من فضة .
أتراسه صلى الله عليه وسلم
1- الزلوق يزلق عنه السلاح .
2- الفتق .
أرماحه صلى الله عليه وسلم
1- المثوي لأنه يثبت المطعون فيه ومن الثوي الإقامه.
2- المثنى .
3- النبعة .
4- البيضاء .
حربته صلى الله عليه وسلم
وكانت له حربة تسمى البضاء وأخرى تسمى العنزة وهي حربة صغيرة شبه العكاز وكانت متركزة أمامه ويصلي إليها.
مغفره صلى الله عليه وسلم
كان له مغفر من حديد يسمى السبوغ ،وآخر يسمى الموشح .
فسطاطه صلى الله عليه وسلم
كان له فسطاط يسمى الكن
محجنه صلى الله عليه وسلم
وكان له محجن قدر ذراع يمشي ويركب به يسمى الممشوق ،ويعلق بين يديه على بعيره .
قدحه صلى الله عليه وسلم
كان له قدح يسمى الريان زآخر يسمى مغيثا، وآخر مضبب بسلسلة من عقد في ثلاث مواضع وآخر من عيدان وآخر من زجاج .
قضيبه صلى الله عليه وسلم
كان له قضيب من الشوحط يسمى الممشون .
مخصرته صلى الله عليه وسلم
كانت له مخصرة تسمى العرجون.
ركوته صلى الله عليه وسلم
وكانت له ركوة تسمى الصادرة.
مخضبه صلى الله عليه وسلم
كان له مخضب من نحاس .
مغتسله صلى الله عليه وسلم
كان له مغتسل من صفر .
مدهنه صلى الله عليه وسلم وأدواته الخاصة .
كان له مدهن وربعة اسنكدرية يجعل فيها المرآة ،ومشط من عاج وهو الذبل ، والمكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثا في كل عين،وكان له في الربعة أيضا المقراض والسواك ،وهذه الربعة أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية مع مارية أم إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم ، وقطيفة وسرير وقوائمه من ساج ، وفراش من أدم حشوة ليف ،وخاتم من حديد ملوي بفضة ،وخاتم فضه وفصه منه يجعله في يمينه ، وكان أولا في يمينه ثم حوله الى يساره منقوش عليه محمدرسول الله ،وأهدى له النجاشي خفين ساذجين فلبسهما،وكانت له جباب يلبسهن في الحرب ،جبة سندس أخضر ،وجبة طياليسية ،وعمامة يقال لها السحاب ،وأخرى سوداء ،وكانت عنده قصعة تسمى الفراء بأربح حلق وصاع ،ومد .
خيله صلى الله عليه وسلم
1-السكب وهوأول فرس ملكه ،اشتراه صلى الله عليه وسلم بعشرة أواق ، وكان أغر محجلا طلق اليمين ثمينا أدهم.
2-المرتجز وكان أبيض وهوالذي شهد له فيه خزيمة بن ثابت فجعل شهادته بشهادة رجلين .
3-الظرب أهداه له فروة بن عمرو الجذامي .
4-اللحيف أهداه له ربيعة بن البراء.
5-اللزاز أهداه له المقوقس .
6-الورد أهداه له تميم الداري فأعطاه عمر فحمل عليه في سبيل الله ثم وجده يباع برخص فقال لا تشتروه.
7-سبحه شقراء إشتراها من أعرابي من جهينه بعشر من الإبل .

بغاله صلى الله عليه وسلم
وكان له من البغال :
1-دلدل شهباء أهداها له المقوقس.
2-فضة أهدها له فروة بن عمروالجذامي .
وأخرى أهداها له ابن العلماء صاحب إبله ،وأخرى من دومة الجندل ،وأخرى من عند النجاشي.
حميره صلى الله عليه وسلم
وكان له من الحمير :
1- عفير أهداه له المقوقس .
2- يعفور أهداه له فروة بن عمرو ،وأعطى سعد النبي صلى الله عليه وسلم حمارا فركبه .
لقاحه صلى الله عليه وسلم
وكان له من اللقاح :
1- القصواء وهي التي هاجر إليها.
2- العضباء .
3- الجدعاء .
4- جمل غنمه يوم بدرلأبي جهل في أنفه برة من فضة ،فأهداه يوم الحديبية ليغيظ بذلك المشركين وكانت له خمسة وأربعون لقحه أرسل بها اليه سعدبن عبادة:منها أطلال ،وأطراف ،وبردة ،وبركة والبغوم والحناءة ورمزة،والرباء ،والسعدية وسقيا والسمراءوالشقراء وعجرة ،والعريش وغوته ، وقصر ومروة مهرة وورته ،وكانت له مئة شاه ،وكانت له ستة أعنز منائح ترعاهن أم أيمن.




الوفود التي وفدت اليه صلى الله عليه وسلم
1-وفد هوازن وفد في شوال الى جعرانه.
2-وفد ثقيف بعد قدومه من تبوك .
3-وفدعبدقيس من البحرين ،وكان لعبد قيس وفدتان أحدهما قبل الفتح سنة خمس للهجرة وكانت ثانيها في سنة الوفود .
4-وفد بني حنيفية فيهم مسليمة الكذاب.
5-وفدة كندة .
6-الأشقريون وأهل اليمن .
7-وفد همدان .
8-وفد دوس وكان قدومهم عليه صلى الله عليه وسلم بخيبر .
9-وفد نصارى نجران .
10-قدم عليه فروة بن عمروالجذامي ملك الروم .
11-قدم عليه ضمام بن ثعلبه بعثه بنوسعد بكر .
12-وفد نجيب ساقوا معهم صدفات أموالهم فسر بهم صلى الله عليه وسلم وأكرم منزلهم .
13-وفد بهراء من اليمن .
14-وفدوعذرةفي صفر سنة تسع من الهجرة وكانوا اثنى عشر رجلا.
15-وفد بلي فأسلموا.
16-وفد خولان في شعبان سنة عشر من الهجرة .
17-وفد محارب عام حجة الوداع ،وكانوا أغلظ العرب أيام عرضه على القبائل .
18-وفد صداء في سنة ثمان وذلك لما انصرف من الجعرانه بعث قيس بن سعد بن عبادة في أربعمائة ،وأمره أن يطأ ناحية من اليمن فيها صداء،فقدم رجل منهم علم بالبعث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله :أردد الجيش ،وأنا لك بقومي فرد قيسا،ورجع الصدائي الى قومه فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا منهم فبايعوه على الإسلام ورجعوا الى قومهم ففشا فيهم الإسلام ،فوافى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم مئة رجل في حجة الوداع .
19-وفدغسان في شهر رمضان سنة عشر من الهجره،وكانوا ثلاثة نفرفأسلموا وأجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجوائز وانصرفوا راجعين .
20-وفد سدمان في شوال سنة عشرمن الهجرة.
21-وفد بني عبس .
22-وفد غامد سنة عشر للهجرة وكانوا عشرة فأقروا بالإسلام .
23-وفد الأزد .
24-وفد بني المنتفق .
25- وفد النخع وهم آخر الوفود قدوما على النبي صلى الله عليه وسلم وكان قدومهم في نصف المحرم سنة إحدى عشة للهجرة في مئتي رجل فنزلوا دار الأضياف .
صفاته البدنية صلى الله عليه وسلم
1- رأسه عظيم الهامة .
2- جبهته مستديره .
3- عينيه : عظيم العينين أهذب الأشفارمسرب العين بحمره .
4- جبينه واضح .
5- فهمه ضليع .
6- ضخم الكراديس (رؤوس العطام ) كالركبتين والمنكبين .
7- دقيق العرنين ، أي أعلى الأنف .
8- كفه أشثن الكفين أي : غليظ أصابعها.
9- قدمه شثن القدمين : أي غليظ أصابعها .
10-الى الطول أقرب .
11-شعره الى شحمة إذنيه متوسط الجعودة وكان يقص شاربه .
12-مشيه : إذا مشى تكفأ تكفيا ،كأنما ينحط من صبب ، وكان أصحابه يمشون بين يديه وهو خلفهم .
13-لونه :أزهر وفي بياضه حمرة .
14-طيب ريح العرق .
طعامه صلى الله عليه وسلم
1- الثريد .
2- الحزيرة (العصيدة )
3- التمر بالزبد .
4- يأكل فاكهة بلد .
5- الدباء.
وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعق أصابعه إذا فرغ ،وإذا وضع يده يسمي الله تعالى ،وإذا فرغ حمدالله تعالى .


شربه صلى الله عليه وسلم
كان يتعذب الماء يحب الماء العذب الحلو،ويشرب النبيذ قبل ثلاث أيام ، وإذا أكل عند قوم دعا لهم .

لباسه صلى الله عليه وسلم
كان ينوع في اللباس كان قميصه أكمامه الى الرسغ،وكان ذيل قميصه وردائه الى أنصاف الساق ،وكان إذا أعتم سدل ،أهدى النجاشي للنبي صلى الله عليه وسلم خفين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما ، وكان له قبلان ، وفراشه ماتدعو اليه الضرورة قطيفة مثنية .
نومه صلى الله عليه وسلم
كان ينام أول في الليل ،ويستيقظ أول النصف الثاني ، فيقوم فيستاك ويتوضأ،وإذا جاء النوم نام وإذا وجد نشاط واصل نشاطه ،وكان ينام على جنبه الأيمن ،ذاكرا الله تعالى حتى تغلبه عينيه ،غير ممتليء البطن من الطعام ، وكان ينام على النطع تارة وعلى الفراش تارة ،وعلى الحصير تارة وعلى الأرض تارة وكان فراشه أدما حشوة وليف ،وكان له ما ينام فيه وإذا أخذ مضجعه ،ووضع كفه تحت خده الأيمن وقال : ( ربي قني عذابك يوم تبعث عبادك ) وفي رواية (يوم تجمع عبادك ).
دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم
1- أنه كان أميا صلى الله عليه وسلم .
2- القرآن العظيم .
3- تسبيح الطعام والحصا في كفه صلى الله عليه وسلم
4- تسليم الحجر عليه قال صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا في مكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن .
5- حنين الجذع شوقا اليه .
6- نبع الماء من مواطن عدة .
7- تفجير الماء ببركته ودعائه في عين تبوك .
8- تكثير الطعام القليل ببركته ودعائه في غزوة الخندق.
9- الإسراء والمعراج إسراء واحد بحجمه والباقي بروحه .

طبه الروحاني صلى الله عليه وسلم
1- الإستعاذة من الشياطين ، لقوله تعالى : ( وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين ) .
2- الرقية قال عوف بن مالك : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يارسول الله كبف ترى في ذلك ؟ فقال أعرضوا علي رقياكم ، لا بأس بالرقى إذا لم تكن فيه شر ) رواه مسلم في صحيحه .
3- كان يقول عند الكرب : ( لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم ) رواه البخاري .
الرقية :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من إشتكى منكم شيئا فليقل : ربنا الذي في السماء تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض ،كما رحتك في السماء ،فأجعل رحمتك في الأرض، واغفرلنا حوبنا وخطايانا ،أنت رب الطيبين أنزل رحمة من عندك ،وشفاء من شفائك على هذا الوجه فيبرأ بإذن الله ) رواه أبو داوود .
ذكر الوقاية :
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهوالسميع العليم ) ثلاث مرات حين يمسي لم تصبه فجأة بلاءحتى يصبح ،ومن قالها حين يصبح لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي )رواه أبوداوود .

الرؤيا
قال صلى الله عليه وسلم : ( ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ) رواه ابن ماجه وأحمد ،(ولم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا )رواه أحمد ، ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله ،فليحمد الله عليها ،ويتحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ، ولا يذكره فإنها لا تضره ) رواه البخاري .
ومن مرائيه شربه اللبن وتعبيره بالعلم ، ورؤيته القميص وتعبيره بالدين ، ورؤيته المرأة السوداء الثائرة الرأس،وتعبيرها بنقل وباء المدينة الى الجحفة ،ورؤيته سيفا يهزه ،وتعبيره أوله بما أصيب به في أحد ،ورؤياه أنه أتى برطب فأوله بالرفعة في الدنيا والعاقبة قي الأخرة قال صلى الله عليه وسلم : ( بينما أنا نائم رأيتني على قليب وعليها دلو ، فنزعت منها ماشاء ،ثم أخذها بن أبي قحافة فنزع منه ذنوبا أوذنوبين ، وفي نزعه ضعف ،والله يغفر له ثم استحالة غربا فأخذها عمربن الخطاب ، فلم أرى عبقريا من الناس ينزع نزع ابن الخطاب حينما ضرب الناس بعطن ) وعبقري القوم أي سيدهم .

الغيب
قال تعالى : ( عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أحد إلا من إرتضى من رسول ) الجن 26-27.
وكذلك قوله تعالى : (غلبت الروم ) (ووعدالله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم ) النور أية 55،وقوله (وهوالذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) التوبة أية 23.
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قدرفع لي الدنيا ،فأنا أنظر إاليها والى ما هو كائن فيها الى يوم القيامه ، كما أنظر الى كفي هذه ) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ، وقد نعى النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي للناس في اليوم الذي مات ،وخرج بهم الى المصلى وصف بهم وصلى عليه وكبر أربع تكبيرات )متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ،وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لنتفقن كنوزهما في سبيل الله ) متفق عليه ،ولما رجع المشركون يوم الأحزاب قال صلى الله عليه وسلم : ( الأن نغزوهم ولا يغزونا )فلم بفر صلى الله عليه وسلم بعدها ،(وإذا أصيب جعفر فعبدالله بن رواحه ) ، (وزويت لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها ) ،وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنك أول أهلي لحوقا بي ) رواه البخاري . قال لعلي رضي الله عنه : ( أتدري من أشقى الأخرين ،قال رسول الله أعلم قال : قاتلك ) رواه أحمد ،وقال صلى الله عليه وسلم : (أما إنك ستلي أمر أمتي كم بعدي فإذا كان ذلك ، فأقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم ) قال معاوية رضي الله عنه فما زلت أرجوها حتى قمت مقامي هذا رواه ابن عساكر ، وروى ابن عساكر أيضا من حديث عروة بن رويم مرفوعا : ( لن يغلب معاوية أبدا وإن عليا قال يوم صفين : لوذكرت هذا الحديث ماقاتلت معاوية ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( يقتل هذا مظلوما )وأشار الى عثمان رضي الله عنه رواه البغوي في المصابيح الحسان ، وقال أسامة بن زيد : ( أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أطم من آطام المدينة ثم قال : هل ترون ما أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر ) رواه مسلم ،وقال الحسن : ( لما كان يوم الحرة قتل أهلي ،حتى لايكاد ينفلت منهم أحد )رواه البيهقي ، وقال أنس رضي الله عنه : ( قتل يوم الحرة سبعمائة رجل من خملة القرآن ،منهم ثلاثمائة من الصحابة ،وذلك في خلافة يزيد )رواه البيهقي ، قال مغيرة : ( انتهب أبو مسلم بن عقبة المدينة ثلاث أيام وأفتض فيها ألف عذراء )رواه البيهقي ، وقال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى وهوقاعدعلى قف بئر أريس لما طرق عثمان الباب : ( ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ) رواه أحمد ،وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة تمر رجل فقال : تقتل فيها هذا يومئذ ظلما قال ابن عمر فإذاهو عثمان ) رواه أحمد بسند صحيح .
وأخبر صلى الله عليه وسلم بوقعة الجمل وصفين وقتال عائشة والزبير عليا كما أخرجه الحاكم وصححه البيهقي عن أم سلمة قالت : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين ، فضحكت عائشة فقال : أنظري ياحميراء أن تكوني أنت ) قم الى التفت الى علي فقا له : (إن ولدت من أمرها شيئا فأرفق بها )،وعن ابن عباس مرفوعا (أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج حتى تنحها كلاب الحواب ،ويقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعدما كادت ) رواه البزاز وأبو نعيم ، وأخرج الحاكم وصححه البيهقي عن أبي الأسود قال : شهدت الزبير خرج يريد عليا فقال علي : أنشدك الله ،هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوا تقاتله وانت له ظالم فمضى الزبير منصرفا ،وفي رواية أبي يعلى والبيهقي : بلى ولكن نسيت ) وقال صلى الله عليه وسلم في الحسن بن علي رضي الله عنهما (إن ابني هذا سيدا يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) رواه البخاري ،وأخبر صلى الله عليه وسلم بقتل الحسن بالخف، وأخرج بيده تربة وقال فيها مضجعه ) رواه البغوي ، وقال صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس : ( تعيش حميدا ) رواه الحاكم وصححه والبيهقي وأبونعيم فقتل يوم مسيلمة الكذاب باليمامة ،قال صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن الزبير : ( ويل لك من الناس ،وويل من الناس )ذكره أبونعيم في الحلية ،وابن عساكر في تاريخه وبن كثير في البداية وفي كنز العمال.فكان من أمره مع الحجاج ماكان .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا الدين بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافا ورحمة ، ثم يكون ملكا عضوا ثم يكون سلطانا وجبرية ) ( الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ،ثم ملك بعد ذلك ) ،وأخرج بن نعيم عن ابن عباس أن أم الفضل مرت به صلى الله عليه وسلم فقال : (إنك حامل بغلام فإذا ولدتيه فأتيني به ، قالت فلما ولدته أتيته به فأذن في إذننه اليمنى وأقام في إذنه اليسرى وألباه من ريقه وسماه عبدالله ، وقال :إذهبي بأبي الخلفاء فأخبرت العباس فأتاه فذكر له ذلك فقال هو ما أخبرتك ) وأخرج أبويعلى عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيخ والقيصوم ) وأخبر بأن طائفة من أمته لا يزالون ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ويبعث الله الى هذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها )، وأخبر صلى الله عليه وسلم عن الخوارج قال أبوسعيد الخدري رضي الله عنه : ( بينما نحن ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة ، فقال : يارسول الله اعدل ، فقال : ) ويلك من يعدل إن لم أعدل ، خبت وخسرت إن لم أعدل ) فقال عمر : يارسول الله دعني أضرب عنقه ،فقال صلى الله عليه وسلم : دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم،ويقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ،يمرقون من الإسلام كما يمرق الإسلام السهم من الرمية ،رآيتهم أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البضعة ،يخرجوم على حين فرقة من الناس ) رواه البخاري ،وقال أبوسعيد : فأشهد أني سمعت صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي قاتلهم وأنا معه ، وأمربذلك الرجل فألتمسفوجد فأتي به ، حتى نظرت اليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته ،وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالرافضة عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يكون في أمتي قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام ) الحديث في دلائل النبوة .
وضؤه صلى الله عليه وسلم
توضأمرة مره ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا،وغسل يديه ثلاثا فتمضمض واستنشق ،ثم غسل يديه الى المرفقين ، ثم مسح رأسه فأقبل بيديه وأدبر ثم غسل رجليه الى الكعبين ،وتوضأ فحسر العمامة عن رأسه ومسح مقدم رأسه .
المسح على الخفين
المسح على الخفين متواتر حتى بلغ رواته الثمانين .
التيمم
التيمم ثابت بالكتاب والسنة ولذا كان الإجماع عليه صراحة الكتاب والسنة فيه ، قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إني أجنبت فلم أصب الماء ، فقال عمار لعمر : أما تذكر أنا كنا في سفر أناوأنت ، فأما أنت لم تصل ، وأما أنا فتمعكت فصليت ، فذكرت ذلك صلى الله عليه وسلم فقال: إنما يكفيك هكذا ، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه ) متفق عليه .
الغسل
الغسل من الجنابة واجب لقوله تعالى : ( وإن كنتم جنبا فاطهروا ) سورة المائدة أية 6.
وقوله : (ولاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ) النساء أية 43 ، ويجب إغتسال الحائض والنفساء لقوله تعالى : ( ولا تقربوهن حتى يطهرن )سورة البقرة أية 222.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على نسائه بغسل واحد ) رواه مسلم . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الإغتسال يتوضأ وضؤه للصلاة غير رجليه ويغسل فرجه وما أصابه من الأذى ، ثم يفيض عليه الماء ثم ينحني رجليه فيغسلهما، كما روى البخاري في غسله صلى الله عليه وسلم وكان يثلث في الغسل ويخلل شعر رأسه ، وإذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه .


أوقات الصلاة :
كانت صلاة جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم الصبيحة التي فرضت فيها الصلاة ،وقدفرضت الصلاة خمسافي المعراج ،ونزل جبريل عليه السلام وقت الظهر فنودي بأصحابه صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة ، فاجتمعوا وصلى جبريل عليه السلام وبأصحابه ، فصلى الظهر حين زالت الشمس وكان ظل كل شيء مثله ، فصلى العصر حين صارظل كل شيء مثليه ،وصلى المغرب حين غربت الشمس وصلى العشاء حين غرب الشفق ،وصلى الفجر حين إنشق الفجر وامتد الفجر وقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بعدما صلى به الصلوات في يومين : مابين الصلاتين وقت ، أي وقت بداية أي صلاة نهاية التي قبلها .
صفة صلاته صلى الله عليه وسلم
وإذا قال المؤذن قدقامت الصلاة قال صلى الله عليه وسلم : ( أقامها الله وأدامها ) ، وكان يفتتح الصلاة بالتكبير ، ولم ينقل أحد أنه تلفظ بالنية ،وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام الى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو إذنيه ثم يكبر،وإذارفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، وإذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحادي منكبيه كما صنع حين افتتح ،وكان يكبرفي كل خفض ورفع ،وكان يضع يديه اليمنى على اليسرى ،وكان يسكت بين التكبير والقراءة إسكاته.
وقالت عائشة رضي الله عنها إذا إفتتح الصلاة قال : ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) رواه الترمذي وأبو داوود . وكان يسر بالبسملة أكثر مما يجهربها ،ويقرأ بعد ذكر الإستفتاح الفاتحة وإذا قال( ولا الضالين ) جهر بآمين وقال صلى الله عليه وسلم : ( لاصلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب ) ثم يقرأ ماتيسر من القرآن ،ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه ،ثم يعتدل فلا يصوب رأسه ولا يقنع ،،وكان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ،وفي سجوده سبحان ربي الأعلى ،وكان إذا إستوى قائما،قال : ربنا ولك الحمد أوربنا لك الحمد ،وكان إذارفع رأسه من الركوع قال : اللهم ربنا ولك الحمد ،ملأ السموات وملأ الأرض وملأماشئت من شيء بعد ،أهل الثناء والمجد،أحق ماقال عبد وكلنا لك عبد اللهم لامانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) رواه مسلم .وإذا إنتهى من ذكر قيامه عن الركوع يكبر، ويخر ساجد ،وأحيانا يرفع يديه وأحيانا لايرفع يديه وكان يضع يديه قبل ركبتيه ثم جبهته وأنفه وقال : ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : الجبهة واليدين والركبتين وأطراف القدمين ) متفق عليه .
(وكان إذا سجد فرج بين يديه ،حتى يبدو بياض إبطه ) متفق عليه .
وكان يقول في سجوده : ( اللهم اغفر ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره علانيته وسره ) وقالت عائشة رضي الله عنها : ( فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش ،فألتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهوفي السجود وهما منصوبتان ،وهويقول: ( اللهم إني أعوذبرضاك من سخطك وبمعافتك من عقوبتك ،وأعوذبك منك ، لاأحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) رواه مسلم .
وكان يرفع رأسه من السجود مكبرا غير رافع يديه ، ثم يجلس على رجله اليسرى وينصب اليمنى وكان يجلس للإستراحه جلسه خفيفة بحيث تسكن جوارحه ، ثم يقوم الى الركعة الثانية كما في صحيح البخاري وغيره ،وكان يقول في الجلوس بين السجدتين : ( اللهم اغفرلي وأرحمني واهدني وعافني وارزقني ) وكان إذا جلس للتشهد يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى) رواه مسلم وهذا الجلوس في التشهد الأخير ،وفي التشهد يضع يديه على ركبتيه ويرفع أصبعه اليمنى التي تلي الإبهام ويدعو بها ،واليد اليسرى على ركبته باسطها عليها ،،وكان يشير بها ولا يحركها أو حلق حلقة ثم رفع أصبعه ويحركها ويدعو بها ،وكان يستقبل القبلة في رفع يديه وركوعه وفي سجوده وفي التشهد ،ويستقبل بأصابع رجليه القبلة في سجوده ،وكان صلى الله عليه وسلم يتشهد دائما في الجلسة الأخيرة ويعلم أصحابه أن يقولوا : ( التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله السلام عليك أيه النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباده الصالحين ،أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) رواه مسلم . أويقول : ( التحيات لله والصلوات الطيبات ، السلام عليك أيه النبي ورحمة الله وبركاته ،السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله ) ويقول : ( اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) وكان يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب ،وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ،وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات وأعوذبك من المأثم والمغرم ) وكان يقول بين التشهد والتسليم : ( اللهم أغفرلي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ،وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ،أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت ،وكان فعله الراتب التسليم عن اليمين ثم الشمال حتى يرى بياضه والتسليم الراتب: السلام عليكم ورحمة الله ،السلام عليكم ورحمة الله ،وروى ذلك خمس عشر صحابيا ،وكان إذا قام في الصلاة طأطأرأسه ،،وكان يؤم الناس وهو حامل أمامة،وكان يصلي فيجيء الحسن أو الحسين فيركب ظهره، وكان يطيل السجدة كراهية أن يلقيه عن ظهره ،وكان يرد السلام بالإشارة على من يسلم عليه وهوفي الصلاة وكان يلتفت في صلاته ، وكان يصلي فعرض له الشيطان ليقطع عليه صلاته فأخذ وخنقه حتى سال لعابه على يديه ، وكان يغمض عينيه في صلاته لما مرضت عليه في صلاته ، وكانت صلاته متوسطة ،وقنت النبي صلى الله عليه وسلم وترك ، وكان تركه للقنوت أكثر من ،إنما كان يقنت عند النوازل ولم يكن القنوت مختصا بالفجر والمغرب ذكره البخاري في صحيحه عن أنس وذكره مسلم عن البراء ، وصح عن أبي هريرة أنه قال : ( والله لأنا أقربكم صلاة من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان يقنت في الركعة الأخيرة من الصبح بعدما يقول : سمع الله لمن حمده ، وقال أنس : (مازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا ) وقال ابن الصلاح : قد حكم بصحته غير واحد من الحفاظ منهم الحاكم والبيهقي ،وقال ابن عباس رضي الله عنهما : (كان صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الصبح وفي وتر الليل بهؤلاء الكلمات : اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيماأعطيت، وقني شرما قضيت، إنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت)). أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر فذكره ،وإسنادهم صحيح قال البيهقي : ( قد صح أن تعليم هذا الدعاء وقع لقنوت صلاة الصبح وقنوت الفجر ) وفي لفظ وفي لفظ النسائي : ( وصلى الله على النبي ) سند صحيح ولا قنوت لغير وتر وفجر إلا لنازلة ،وقال أبو هريرة : ( جهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،بالقنوت في النازلة )رواه البخاري.
سجود السهو
سجود السهو سجدتين قبل السلام وبعده لفعل النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم إذاعدد الفعل دل ذلك على الاختيار
ماكان يقوله بعد إنصرافه من الصلاة
وجلوسه وسرعة انفتاله بعدها
وكان إذا انصرف من صلاته إستغفرثلاثا وقال : ( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذاالجلال والإكرام ) وكان إذا صلى أقبل على أصحابه ، فقد كان يسرع الإنفتال إلى المأمومين ،وكان ينفتل عن يمينه وعن شماله وقال : ( يامعاذ والله إني أحبك ،فلاتدع دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داوود والنسائي . وكان حين تقوم الصلاة في المسجد إذا رآهم قليلا جلس وإذا رآهم جماعة صلى ،وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام عبدالله بن عباس عن يساره ، فأخذه بيده من وراء ظهره الى الشق الأيمن ) متفق عليه ،وسقط عن فرس فخدش شقه الأيمن فدخلوا عليه يعودوه فحضرت الصلاة ، فصلوا وراءه قعودا ،فلما قضى الصلاة قال :إنما جعل الإمام ليؤتم به ،فإذا ركع ...حتى قال وإذاصلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعين وإذا صلى قائما فصلوا قياما) متفق عليه ،وقد صلى في مرض وفاته جالسا والناس خلفه قياما ولم يأمرهم بالقعود ) وإنما يؤخذ بالأحر .
صلاة الجمعة
قال صلى الله عليه وسلم : (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدموفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولاتقوم الساعة إلا في يوم الجمعة )رواه مسلم .وقال : ( نحن الأخرون السابقون يوم القيامه ،بيد أنهم أوتو الكتاب من قبلنا ، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لناتبع : اليهود غدا ،والنصارى بعد غد ) رواه البخاري .روى ابن حاتم عن السدي التصريح بأنه فرض عليهم يوم الجمعه بعينه فأبو ولفظه : ( إن الله تعالى فرض على اليهود الجمعه فأبوا وقالوا : ياموسى ،اجعل لنا السبت فجعل لهم )، وكان صلى الله عليه وسلم (يصلي الجمعه حين تميل الشمس ) رواه البخاري،وإذا اشتد في البرد بكر في الصلاة وإذا اشتد في الحر أبرد في الصلاة يعني الجمعة فكان يصلي ويقيل بعدها .
وخطبة الجمعه شرط في إنعقاد الصلاة ،ولا تصح الصلاة إلا بها ، ولم يكن يؤذن في زمانه على المنار وإنما كان بلال يؤذن وحده بين يديه إذا جلس على المنبر ،وإذا صعد المنبر سلم ثم جلس ثم يؤذن المؤذن الأذان بين يدي المنبر بذلك جرى التوارت ،ولم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الأذان ،وروى النسائي : كان بلال يؤذن إذا جلس النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فإذا نزل أقام ، فأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه بالأذان الأول والناس أخذوا بفعل عثمان إذ ذاك لكونه كان حينئذ خليفة مطاع الأمر وأول جمعة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في بني سالم بن عوف ،في بطن واد لهم ،فخطبهم وهي أول خطبة خطبها في المدينة،وكان يخطب متوكئا على قوس أوعصا ،وكان إذاخطب في الحرب توكأ على قوس ، وإذا خطب الجمعه خطب على عصا ) رواه أبو داوود.
وكان إذا صعد المنبرسلم رواه ابن ماجه ،وكان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما رواه مسلم ،وكان إذا خطب أحمرت عيناه وعلا صوته وأشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش ،بقوله:صبحكم ومساكم ، ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ، ويقول : ( أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله ،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ثم يقول : ( أولى بكل مؤمن من نفسه ،ومن ترك مالا فلأهله ،ومن تلرك دينا أو ضياعا فإلي وعلي) رواه النسائي ومسلم . أي ماله يورثه ،ودينه يسدد من مصلحة الزكاة إن لم يستطع ، وكان يخطب الناس بحمد الله ويثني عليه وبما هوأهله ثم يقول : ( من يهدالله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،و خير الحديث كتاب الله ،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وكان إذا خطب يوم الجمعه يقول بعدأن يحمدالله ويصلي على أنبيائه : ( أيها الناس إن لكم معالم فأنتهوا الى معالمكم وإن لكم نهاية فانتبهوا الى نهايتكم ،وإن العبد المؤمن بين مخافتين أجل قد مضى لا يدري مالله قاض فيه ،وبين أجل قد بقي لا يدري مالله صانع فيه ،فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ،ومن دنياه لآخرته ،ومن الشبيبة قبل الكبر ،ومن الحياة قبل الممات ،والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب ،وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة والنار ،أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ) وخطب يوما فقال : ( ألا إن الدنيا عرض حاضر ،يأكل منها البر والفاجر، وألا إن الأخرة آجل صادق يقضي فيها ملك قادر ،ألا وإن الخير كله بحذافير الجنة ،وألا إن الشر كله بحذافيره في النار ، ألا فأعلموا وأنتم من الله على حذر ،وأعلموا أنكم معرضون على أعمالكم ، فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره ) رواه الشافعي وعند أبي نعيم في الحلية نحوه .
ودخل سليك الغطفاني على النبي صلى الله عليه فقال له : صليت ؟قال : لا ،قال :قم فاركع ركعتين )متفق عليه ، وكانت صلاته صلى الله عليه الجمعه قصدا وخطبته قصدا رواه مسلم والترمذي من رواية جابربن سمره زاد رحمة في رواية أبي داوود يقرأ بأيات من القرآن ويذكر الناس ولا يطيل الموعظة يوم الجمعه ،وإنما هي كلمات يسيرات ،وخطب وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه ) رواه مسلم .
وكان إذا اجتمع الناس خرج إليهم وحده ،وإذا دخل المسجد سلم عليهم ثم جلس ،ويأخذ بلال في الأذان فإذا فرغ منه قام فخطب من غير فصل بين الأذان والخطبة ،وإنما كان يعتمد على قوس أوعصا قبل أن يتخذ المنبر ،وكان يأمر الناس بالدنو منه ،وبأمرهم بالإنصات وكان يقرأ بسورة الجمعه في الركعه الأولى وبالمنافقين بالركعه الثانية ،) رواه مسلم ، وكان يقرأ في الجمعه والعيدين سورة الأعلى والغاشية .
وقال جابر بن عبدالله : ( مضت السنة أن في كل ثلاثين إماما وفي كل اربعين فما فوق ذلك جمعه )رواه الدارقطني والجمع يشترط فيه الجمع الكثير .
تهجد النبي صلى الله عليه
1- ست ركعات ،يسلم من كل ركعتين،ثم يوتر بثلاث كما في حديث ابن عباس عند مسلم .
2- أنه كان بفتتح صلاته بركعتين خفيفتين ثم يتم ورده أحدى عشرةركعة يسلم من كل ركعتين ويوتر بركعة رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.
3- ثلاث عشرة كذلك رواه مسلم من حديث زيد بن خالد الجهني .
4- ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ،ثم يوتر بخمس سردا متواليه ،لا يجلس إلا في أخرهن رواه الشيخان من حديث ابن عباس .
5- تسع ركعات ،لايجلس فيها إلا في الثامنة ، فيذكر الله ويحمد ويدعو ثم ينهض ولا سلم فيصلي التاسعة ، ثم يقعد فيحمده ويدعوه ثم يسلم ،ثم يصلي ركعتين بعدها يسلم قاعدا،رواه مسلم من حديث عائشة .
6- يصلي سبعا كالتسع ،ثم يصلي بعدها ركعتين جالسارواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
7- كان يصلي مثنى مثنى ، ثم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن رواه أحمد عن عائشة .
8- قال حذيفة رضي الله عنه : صليت مع رسول الله في رمضان فركع فقال في ركوعه :( سبحان ربي العظيم ) مثلما كان قائما ثم جلس يقول : (رب اغفرلي ،رب اغفرلي) فما صلى إلا أربع ركعات حتى جاء بلال يدعوه الى الغداة .
وكان أكثر صلاته قائما وكان يصلي قاعد وبركع قاعدا وكان يقرأ قاعدا فإذا بقي يسير من قراءته قام فركع قائما .
الوتر .
كان يوتر بخمس ولم يجلس في أخرها ،وكان يصلي ركعتين بعد الوتر ،وكان يصلي شفعا مأراد ولا ينقص وتره عملا بقوله : ( لا وتران في ليلة ،وكان يصلي ركعتين بعد الوتر )وكان يصلي وعائشة نائمة معترضة على فراش ،فإذا أراد أن يوتر أيقظها فتوتر .

صلاة الضحى
أخبرت أم هاني رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم الفتح مكة ،فاغتسل وصلى ثمان ركعات ،وقالت فلم أرى صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود وذلك ضحى ) متفق عليه. ولمسلم أنه صلى في بيتها عام الفتح ثماني ركعات في ثوب واحد ،وقد خالف بين طرفيه وللنسائي أنها ذهبت إليه عام الفتح فوجدته يغسل وفاطمة تستره بثوب ، فسلمت فقال: من هذه؟ فقالت : أم هاني ، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفافي ثوب واحد ،ولإنه صلى صلاة الضحى يوم الفتح ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ، وقالت أم سلمة أنه صلاها ثنتي عشرة ركعة ، رواه الحاكم ،وروى ابن جبير بن مطعم عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى في السفر صلاة الضحى ست ركعات ، رواه الحاكم ،وقال أنس رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الضحى ثمان ركعات ،رواه أحمد وصححه ابن خزيمه والحاكم ،وكان لايداوم على صلاة الضحى مخافة أن تفرض على أمته فتعجز عنها وقال : كتي علي النحر ولم يكتب عليكم ،وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها ) رواه الدارقطني .
الصلوات الرواتب
روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر وبعدها ركعتين ،وبعد المغرب ركعتين ،وبعدصلاة العشاء ركعتين ،وكان لا يصلي بعد الجمعه حتى ينصرف فيصلي في بيته ركعتين ،وروى أيضا أنه يصلي بعد أذان الفجر ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة،فهذه عشر ركعات ،وقالت عائشة رضي الله عنها : (لم يكن صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر )متفق عليه ،ولمسلم (لهما أحب إلي من الدنيا جميعا ) وكان يصلي بعد الأذان بعد شتير الفجر ويخفضهما ،متفق عليه ،وكان إذا صلى صلى راتبة الظهر في بيته صلى أربعا ، وإذا صلى في المسجد صلى ركعتين ، وروى أبوداوود أنه كان يصلي قبل العصر ركعتين ،وروى الترمذي : ( أنه صلى قبل العصر أربع ركعات ) وكان الصحابة يصلون ركعتين قبل المغرب وروى الشيخان أنه يصلي في البيت ركعتين ، وروى أبوداوود أربع أوست ،وكان يصلي ركعتين في البيت بعد الجمعه ،وقال صلى الله عليه وسلم : (مامن صلاة مفروضه إلا بين يديها ركعتين ) رواه ابن حبان في صحيحه
صلاة العيدين
صلاة العيدين ركعتان كان يكبرفيهمافي الأولى سبع تكبيرات ،وفي الثانية خمس تكبيرات ، سوى تكبيرة الإحرام ، والركوع ،وكان يصليها في المصلى ولم يصليهما في المسجد إلا مرة واحدة بسبب المطر ،كما روى أبو دوود وابن ماجه ، وكان يصليها بغير أذان ولا إقامة ،وكان يقدم الصلاة على الخطبة وكان يأكل قبل الخروج الى صلاة عيد الفطر وبعد صلاة عيد الأضحى ،ويخرج صدقة الفطر قبل صلاة العيد ، وكان يحضر النساء والحيض في العيدين ،فأما الحيض فيعتزلون المصلى وينصتن الى خطبة العيد ، وقد ضحى بكبشين أملحين أقرنين وذبحهما وسمى وكبر ،وأما أعياد أهل الجنة فهي أيام زيارة ربهم عزوجل .
النوافل ذات اأسباب
1- صلاة الكسوف :الكسوف لغة : التغير الى السواد صلى صلاة الكسوف قام قياما طويلا ،ثم ركوعا طويلا ثم رفع فقام طويلا وهودون القيام الأول ،ثم ركع ركوعا طويلا دون الركوع الأول ، ثم رفع ثم سجد ،ثم قام قياما طويلادون القيام الأول ،وركع ركوعا طويلا دون الركوع الأول،ثم سجد ثم انصرف ،وقد انجلت الشمس ،فقال : ( الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته ،فإذارأيتم ذلك فأذكروا الله ،فقالوا يارسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت ؟ قال : إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ،ولو أصبتم لأكلتم منه مابقيت الدنيا ،ورأيت النار فلم أر شطرا كاليوم قط أفظع ،ورأيت أكثر أهلها النساء ، قالوا :بم يارسول الله ؟قال :يكفرن العشير ،قيل : أكفرن العشير ؟،قال : يكفرن الإحسان لوأحسنت الى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا فقالت :مارأيت منك خيرا قط)متفق عليه .وقال (مامن شيء كنت لم لم أره إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ،ولقد أوحي أنكم تفتنون في قبوركم ،ورأى إمرأة ا ربطتها حتى مات جوعا، ورأى عمرو بن مالك يجر قصبه في النار ،ورأى ساق الحزيز.يعذب ،وكان عليه الصلاة والسلام يجهر بالقراءة في صلاة الكسوف والخسوف .
2- صلاة الإستسقاء: صلى عليه الصلاة والسلام صلاة الإستسقاء ركعتين ثم خطب خطبتين ،وليس لها وقت معين ،وصلاها في رمضان سنة ست من الهجرة وكان يدعو مستسقيا في خطبة الجمعه على منبر المدينة ،إستسقاؤه بالدعاء من غير صلاة .
3- صلاة المسافر : كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم في السفر ركعتين لقوله : (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة )،وكان يصلي ركعتين ركعتين حتى يرجع الى المدينة ،وكان يجمع جمع تقديم وتأخير ،ولم يتنفل في السفروكان يوتر على راحلته ، وكان يصلي سنة الفجر ،وكان يصلي النفل حيثما توجهته راحلته ،مطروا في سفر فأذن وهو على راحلته فصلى بهم يوميء إيماء،فجعل السجود أخفض من الركوع )رواه الترمذي.
4- صلاة الجنازة : السنة التكبير بأربع رتكبيرات ،الأولى بعدها قراءة الفاتحة ،ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبيرة الثانية ،ويدعو للميت بعد التكبيرة الثالثة والسلام على اليمين ،وكان يدعو : (اللهم اغفر له وارحمه وعافه وأعف عنه ،وأكرم نزله ،ووسع مدخله ،وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خير من داره ،وأعلا خيرل من أهله ،وزوجا خيرا من زوجه ،وأدخله الجنة ،وأعده من عذاب القبر،وأعذه من عذاب القبرومن العذاب النار )رواه مسلم، وقوله: (اللهم اغفر لحينا وميتنا ،وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا ،وذكرنا وأنثانا ،اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ،ومن توفيته فتوفه على الأيمان ، اللهم لا تحرمنا أجره ولاتفتنا بعده )رواه أحمد وأبو داوود والترمذي ، وقوله : (اللهم أنت ربها وأنت خالقها هديتها الى الإسلام ،قبضت روحها وأنت أعلم بسرها وعلانيتها جئناك شفعاء فاغفر لها ) رواه أبو داوود .
5- الصلاة على القبر : صلى النبي صلى الله عليه وسلم على أهل أحد صلاة الجنازة ،وقال صلى الله عليه وسلم : (إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها بصلاتي عليهم ) صلى على قتلى أحد بعد بعد ثمان سنين.
6- صلاة الغائب : (صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب على النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، وخرج بهم الى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات ) متفق عليه ، روى البخاري صلاته على الجنازة في المصلى والمسجد.
الزكــــــــاة
وقد فهم من شرعه صلى الله عليه وسلم أن الزكاة وجبت للمواساة ،وأن المواساة تكون في المال ويشترط فيه بلوغ النصاب .
الأول : النقود ،وكانت النقود الذهب والفضة ،والإنتاج كالإنتاج الزراعي والحيواني ، والمواد الخام فيها الخمس لعدم التعب ،وليس له حولا ،والإنتاج الطبيعي ففيه العشر ، والإنتاج بعمل نصف العشر ،والنقود ربع العشر ،لأنها دخل سنوي .
7- والنصاب هو متوسط جد الكفاية وبقدر بالنقد الذهبي عشرين مثقالا ،والمثقالا 5غرامات ذهب وكان يساوي في نصاب الفضة مئتا درهم ، وفي الزرع خمس أوسق ويساوي 612كيل جرام ، والدليل على أنه متوسط حد الكفاية قوله تعالى : ( من أوسط ما تطعمون) وفرض صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمرأو صاع من الشعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغيرمن المسلمين ،وأمر أن تؤدى قبل الخروج الى صلاة عيد الفطر )متفق عليه ،وقال صلى الله عليه وسلم : ( زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين )رواه أبوداوود ، وقال : ( إن الله لم يرضى بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء )رواه أبو داوود ، ويستفاد من هذا الحديث أن حكم القرآن مقدم على حكم النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الأجزاء الثمانية يجمعها صنفان :
أحدهما : من يأخذ بقدر حاجته : وهم الفقراء وفي الرقاب ابن السبيل .
والثاني : من يأخذ منفعة : وهم العاملون عليها والمؤلفة قلوبهم ، والغامون لإصلاح ذات البين والغزاة في سبيل الله.
الزكاة تخرج من كل مايطلق عليه مال ،والمال كل ماتميل إليه النفس لما فيه من إشباع الحاجة ،لقوله تعالى : ( خذمن أموالهم صدقة ) وما ذكر في الأحاديث مماورد فيه الصدقة كان يعد سلع نقدي في ذلك العصر والدليل على التقدير ،تقدير المئة من الأبل بألف دينار ،والنصاب تفسير قوله تعالى : ( يسألونك ماذا قل العفو ) والعفو مازاد عن حد الكفاية ،وماعنده حد الكفاية وهو المسكين ومانقص هو الفقير ،والأغنياء ماعندهم ما ينفقونه من الزكاة ويمكن أن تقدر الدولة متوسط حد الكفاية السنوي،وهونصاب زكاة من المال وحد زكاة الفطر ،ويحدد في العصر النبوي بصاع من غالب قوت أهل البلد والصاع كيلوان ونصف من الغرامات، وللدولة أن تقدر حد الكفاية اليومي .
وكان إذا أتاه قوم بزكاة (بصدقة) قال : (اللهم صل على آل فلان ) متفق عليه ،وفرضت الزكاة قبل التاسعة .
الهديــــــــة
كان يقبل الهديه عليه الصلاة والسلام ويثيب عليها ،رواه البخاري ،(وإذا أتي بطعام يسأل عنه أهديه أم صدقة ،فإذا قيل صدقة لأصحابه كلوا ولم يأكل ،وإذا قال هديه ضرب بيده فأكل معهم ) متفق عليه .
صيامه شهررمضان
(كان يصوم برؤية هلاله ،وإن غم عليه عد الثلاثين يوم ثم صام )رواه أبو داوود ،وقوله وكان يثبته بشهادة العدل الواحد ،وجا أعرابي اليه وقال : إني رأيت هلال رمضان فقال : أتشهد أن لا إله إلا الله ،قال :نعم ،قال : أتشهد أن محمد رسول الله ،قال :نعم ،قال : (يافلان أذن في الناس فليصوموا ،والفطر بشهادة رجلين. وكان صلى الله عليه وسلم يقبل أزواجه وهو صائم ،وكان يكتحل بالإثمد وهو صائم ،وكان لايجامع في رمضان ،ويأخر الغسل الى بعد طلوع الفجر ،ووقت الصيام من الفجر الى غروب الشمس ،لقوله تعالى : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) وتبين الأية أن الأكل والشرب هو الذي يمسك عنه الصائم ،والجماع لأنه صلى الله عليه وسلم فرض على من جامع أهله عليه كفارة الظهار ،وكان يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم يجد فتمرات ،فإن لم يجد حسى حسوات من ماء رواه أبوداوود ، روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الوصال قالوا : إنك تواصل ، قال : ألست نهيتكم ،إني أطعم وأسقى ،ودخل صحابي رضي الله عنه الله عنه وهويتسحر فقال : ( إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه ) رواه النسائي . قال زربن جيش : (قلنا لحذيفة : أي ساعة تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟قال : هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع )رواه النسائي ، قال زيد بن ثابت : (تسحرنا ثم قمنا الى الصلاة ، قال أنس بن مالك : قلت : كم كان قدر مابينهما ؟ قال : خمسين آية ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : (ليس من البر الصيام في السفر ) رواه أبو داوود والنسائي وابن ماجه والترمذي وأحمد والبيهقي والدرامي والحاكم ، ( أولئك هم العصاة ، هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ،ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه ) رواه مسلم والنسائي والبيهقي والدارقطني .
والصوم أفضل لمن هو أقوى طاقة بلا مشقة ولا ضرر ، فإن تضرر به فالفطر أ فضل والدليل صومه صلى الله عليه وسلم لأنه يجعل به براءة الذمة في الحال .



صوم غير رمضان
لم يصم السنة كلها ، ولا أقام اليل سنة كاملة ، وكانت قريش تصوم يوم عاشوراء ، وقريش تأخذ بشرع إلراهيم عليه السلام ، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ،وجد اليهود يصومون عاشوراء لأن في هذا اليوم أغرق الله تعالى فرعون ونجا الله تعالى موسى عليه السلام ، وقال صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع ) وتوفي صلى الله عليه وسلم العام المقبل ،وهذا آخر قوله في عاشوراء من يوم العاشر من محرم ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : يصوم التاسع قبل عاشوراء مخالفة لليهود ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام بعد رمضان صوم المحرم) ولم يصح إلا العاشر من محرم .
وكان يصوم يوم عرفة ويصوم يوم الأثنين ويوم الخميس ،والأيام البيض ، وكان صلى الله عليه وسلم يعكتف في العشر الأواخر ويجتهد في العبادة فيها ،ويتحرى فيها ليلة القدر .
• الحـــــــــج
فرض الحج في السنة التاسعة من الهجرة ورمضان الثانية من الهجرة ، وخرج لخمس بقين من ذي القعدة ، حتى إذا أتى ذو الحليفة ،وكان خروجه بين الظهر والعصر ،وكان نساؤه كلهن معه ،فطاف عليهن تلك الليلة ،ثم اغتسل غسلا ثانيا غير الغسل من الجنابه لإحرامه ،وتجرد لإهلاله واغتسل في الصحيحين ،وطيبته عائشة رضي الله عنها ببريرة، وحج النبي صلى الله عليه وسلم مفردا لم يعتمر معه ومنهم أهل الحج وعمرة ومنهم أهل بعمرة ،ومنهم أهل بحج ، كمافعل النبي صلى الله عليه وسلم كما روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها ، وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد بالحج ، والخلفاء واظبوا على الإفراد بالحج ، وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال في الصيد الذي صاده أبوقتادة ، وهو حلال ،وقال للمحرمين (ليس بحلال ) رواه مسلم في صحيحه ،ولما نزل صلى الله عليه وسلم بسرف خرج الى أصحابه فقال : من لم يكن معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ،ومن كان معه هدي فلا .
وحاضت عائشة رضي الله عنها فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال : مايبكيك يا منتهاه ؟ قالت : سمعت قولك لأصحابك فصنعت العمره ، قال : وما شأنك قالت : لا أصلي ، قال : فلا يضرك ، إنما أنت امرأة من بنات آدم ،كتب الله عليك ما كتب عليهن ، فكوني في حجك ،فعسى الله أن يرزقها ) متفق عليه .
وأهلت عائشة رضي الله عنها بالحج مفردة كما صنع غيرها من الصحابة ، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يفسخوا الحج الى العمرة ،ففعلت عائشة ماصنعوا ، ثم لما دخلت مكة وهي حائض ولم تقدر على الطواف لأجل الحيض أمرها أن تحرم بالحج ، وأهلت عائشة بالعمرة ، حتى إذا كانت بالسرف حاضت ،، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أهلي بالحج ، حتى إذا طهرت طافته بالكعبة وسعت فقال : قد حللت من حجك وعمرتك ، وإنما أعمرها من التنعيم تطيبا لقلبها لكونها ، لم تطف بالبيت لما دخلت معتمره ، ثم قال لأصحابه : ( من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمره ، ثم لا يحل حتى لا يحل منها جميعا ، وإنما قال لهم هذا القول بعد إحرامهم بالحج ، وفي منتهى سفرهم ودنوهم من مكة بسرف ، أو بعد طوافه بالبيت ،وتكرر ذلك في الموضعين ، وإن العزيمة كانت آخرا حين أمرهم بفسخ الحج الى العمرة ، ومنهم من أهل بالعمره ،ومنهم من أهل بحج حتى قدموا مكة ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( من أحرم بعمرة ومن لم يهد فليحلل ، ومن أحرم بعمرة وأهدى فلا يحل حتى يخرج هديه ، ومن أهل حج فليتم حجه ) رواه مسلم .
وقالت عائشة رضي الله عنها : ( خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع ، فأهلت بعمرة ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة ، ثم لا يحل حتى يحل منها جميعا ) رواه مسلم . وإذا طاف وسعى حلق وحل من عمرته ، وحل له كل شيء في الحال ، سواءا ساق هديا أم لا قياسا على من لم يسق هديا ،تحلل من نسكه فحل له كل شيء كما لوتحلل المحرم بالحج ، ولما بلغ ذا طوى بات بها بالثنية ثم صلى الفجر ثم اغتسل ) رواه البخاري .
وصلى على آلة خشنة غليظه ، ودخل من الثنية العليا أعلى مكة من كداء وهذه الثنية ينزل منها المعلاة مقبرة مكة ، وهي التي يقال لها الحجون دخل مكة ليلا ، أما في عمرة الجعرانه فدخلها نهارا وأحرم فيها من الجعرانه ، ودخل مكه ليلا فقضى أمر العمرة ،ثم رجع ليلا فأصبح بالجعرانه كبائت ، كما رواه أصحاب السنن الثلاثة ،وقال : إن شئتم فادخلوا ليلا إنكم لستم كرسول الله إنه كان إماما فأحب أن يدخلها نهارا ليراه الناس ) رواه النسائي . ودخل مكة لأربع خلون من ذي الحجة ، ودخل المسجد الحرام ضحى من باب عبد مناف ،وهوباب بنو شيبة والكعبة في جهته ، ولما رأى الكعبة : ( اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما ومهابة وبرا ) رواه مسلم ، ولم يصل تحية المسجد ،ثم استلم الحجر الأسود يومئ بمحجنه ، وطاف حول الكعبة على بعيره ،ولما استلم الحجر الأسود مضى عن يمينه ،فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا ،ولما فرغ من طوافه أتى المقام فقرأ ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) البقرة أية 125 ، فصلى ركعتين بينه وبين البيت قرأ فيها سورة الكافرون وفي الركعة الثانيه بسورة الإخلاص ،ثم رجع إلى الركن الحجر الأسود فاستلمه ،ثم خرج من الباب الى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) البقرة أية 158، أبدأ بما بدأ الله به ، فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت وإستقبل القبلة، فوحد الله وكبره وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ،وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) ثم دعا بين ذلك ، قال مثل ذلك ثلاث مرات ثم نزل الى المروة حتى إذا انصبت قدماه على بطن الوادي رمل ، حتى إذا صعدت مشى حتى أتى المروة ، ولما وصل إليها رقى عليها وأستقبل الكعبة وكبر الله وحده وفعل لمافعل على الصفا ، حتى كان آخر سعيه على المروة ، قال : ( لو أني إستقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ،وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة فقام سراقة فقال يارسول الله : ألعامنا هذا أم لأبد ، فشبك النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى ،وقال : دخلت العمرة في الحج لأبد الأبد ) وهذا معنى فسخ الحج الى العمرة وفي رواية النسائي أيضا : لا تصلح المتعتان إلا لنا خاصة ، يعني متعة النساء ومتعة الحج يعني فسخ العمرة ، ومتعة النساء : هي نكاح المرأ الى أجل ، وكان ذلك صباحا ، ثم نسخ يوم خيبر ،ثم أبيح يوم الفتح ثم نسخ في أيام الفتح ،واستمر تحريمه الى يوم القيامة وكان فيه خلاف العصر الأول ، ثم ارتفع وأجمعوا على تحريمه .
وكان مدة مقامه بمنزله الذي نزل فيه بالمسلمين بظاهر مكة ، يقصر الصلاة فيه ،وكانت مدة إقامته بمكة قبل الخروج الى منى أربع أيام ،وقدم الرابع وخرج في الثامن ، فصل بهل إحدى وعشرين صلاة ، من أول ظهر الرابع الى آخر ظهر الثامن من يوم دخوله مكة وخروجه يوم النفر الثاني من منى الى الأبطح عشرة أيام سواء ،وقدم علي رضي الله عنه من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :بما أهللت ؟ فقال : بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لو أن معي الهدي أحللت ) متفق عليه .
فلما كان يوم التروية ،وكان يوم الخميس ضحى ، ركب وتوجه بالمسلمين الى منى ،وقد أحرم بالحج من كان أحل منهم وصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ،وأمر بقبة من شعر فضربت له بنمرة ، فسار على طريق ضب،ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة ، كما كانت تصنع في الجاهلية ،وكان (الخمس ) وهم قريش من دان دينها يقفون بالمزدلفة ويقولون نحن قطين الله ، أي جيران بيته فلا تخرج من حرمه ،وكان الناس كلهم يبلغون عرفات ، وذلك قوله تعالى : ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) البقرة أية 199 .ولما بلغ عرفة وجد القبة قد ضربت له بنمرة ، فنزل بها حتى زاغت الشمس ، يأمر بالقصواء فراحت له ، فركب فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال : ( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا أن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة ،وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ، وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا العباس بن عبدالمطلب ، فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلنى ذلك فأضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ماإن لا تضلوابعده إن إعتصمتم به كتاب الله وسنتي ، وأنتم تسألون عني ، فما أنت قائلون . قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأدية الأمانة ونصحت ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها الى السماء وينكتها الى الأرض ويقول : ( اللهم اشهد ) ثلاث مرات .
ثم أذن بلال رضي الله عنه ، ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما ثيئا ،ولما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف ، فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات ، وجعل جبل المشاة أي ما طال من الرمل بين يديه ،واستقبل القبلة وكان أكثر دعائه يوم عرفة في الموقف " اللهم لك الحمد كالذي نقول وخير مما نقول ، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ، وإليك مآبي ولك ربي تراثي ،اللهم إنب أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر،ومن شر كل ذي شر ،وشتات الأمر ،اللهم أسألك من خير ماتجيء به الرياح ،وأعوذ بك من ما تجيء به الريح "رواه الترمذي ، وفي رواية ذكرها رزين : كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم يوم عرفه : لا إله إلا الله وحده لاشريك " اللهم لك الحمد كالذي نقول وخير مما نقول ، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ، وإليك مآبي ولك ربي تراثي ،اللهم إنب أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر،ومن شر كل ذي شر" . وأتاه من نجد وهوبعرفة فسألوه عن الحج ؟ فأمر مناديا الحج عرفة ، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر ، فقد أدرك الحج ، وأيام منى ثلاثة ،فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ،ومن تأخر فلا إثم عليه ، رواه الترمذي . وقال بعرفة : ( وقفت هناوعرفة كلها موقف ) رواه مسلم ، وهناك نزل قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ..) المائدة ، كما روى الشيخان في صحيحهما ، وهناك سقط رجل من المسلمين عن راحلته وهو محرم ،فمات (فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفن في ثوبيه ولا يمس بطيب، وأن يغسل بماء وسدر،ولا يغطى رأسه ولا وجهه ، وأخبر أن الله يبعثه يوم القيامة يلبي ) متفق عليه . ولما غربت الشمس بحيث ذهبت الصفرة قليلا حين غاب القرص ، وأفاض من عرفه وعليه السكينة ورديفه أسامة فقال : ( أيها الناس عليكم السكينة فإن البر ليس بإيحاف الخيل والإبل وسار حتى أتى جمعا مزدلفة ، ولما كان في أثناء الطريق نزل فبال ، وتوضأ وضوءا خفيفا ، فقال له أسامة : الصلاة ؟قال : الصلاة أمامك ) رواه مسلم .
وركب حتى أتى مزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء واحدة بإقامه ،ولا صلى بعدهما وترك قيام الليل ، وأقصر فيها على صلاة المغرب والعشاء قصرا وجمعا ،ونام حتى أصبح وقف في عرفة بعد الزوال حتى المغرب ، واستأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة جمع قبل خطبة الناس وكانت ثقيلة ثبطة بطيئة ، وأرسل بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ، ثم مضت فأفاضت ، وبعث أم حبيبة من جمع بليل ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام ، فلاقى عليه فأستقبل القبلة وحمد الله وكبر وهلل ووحده ، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا ، فرفع قبل أن تطلع الشمس ، وكان المشركون لا ينفرون حتى تطلع الشمس ، فكره ذلك فنفر قبل طلوع الشمس ، ولما أصبح بمزدلفة وقف على قزح وأردف الفضل بن العباس وكان رجل أبيض وسيما حسن الشعر ، فلما دفع النبي صلى الله عليه وسلم نمرت ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر اليهن فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه الفضل يده فحول الفضل وجهه الى الشق الأخر يمظر ، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الأخر على وجه الفضل ، فصرف وجهه من الشق الأخر ينظر ، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج الى الجمرة الكبرى ، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبرمع كل حصاة ، ورمى من بطن الوادي ، وجعا البيت عن يساره ومنى عن يمينه ، وإستقبل الجمرة ،وكان رميه يوم النحر ضحى ، وماسئل عن شيء قدم أو أخر إلا قال : إفعل ولا حرج ، رواه مسلم .
ثم ركب قبل الظهر فأفاض الى البيت فطاف طواف الإفاضة وهو طواف الزيارة ، وأتى زمزم وبنوعبدالمطلب يسقون عليها فقال : ( إنزعوا بني عبد المطلب دلولا أن يقلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ) فناولوه دليلا دلوا فشرب منه .
ثم رجع الى منى فمكث فيها ليالي التشريق ، يرمي الجمرات إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة ، ويقف عند الأولى والثانية ويطيل القيام ويتصدع ويرمي الثالثة فلا يقف عندها ) رواه أبو داوود .
واستأذنه العباس بن عبد المطلب أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل السقاية فأذن له ، متفق عليه .
(ثم أفاض بعد الظهر يوم الثلاثاء بعد أن أكمل رمي أيام التشريق ولم يتعجل في يومين ، وصلى الظهر والعصر يوم النفرب الأبطح ، وقد رخص للحائض بعدما طافت طواف الإفاضة ) متفق عليه،ثم ارتحل راجعا الى المدينة ،فخرج من كداوهو عند باب شبيكة .
• جواز النيابة في الحج لمن لا يستطيع من الأحياء
كان الفضل بن العباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته إمرأته خثعمية تستفيه ،فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل الأخر، وتنظر إليه وكلن عبد الله حاضرا وكان ذلك عند المنحر بعد الفراغ من الرمي وكان العباس شاهدا وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يارسول الله كما لويت عنق ابن عمك ،قال رأيت شابا وشابة فلم آمن عليهما من الشيطان ،قالت الخثعمية : يارسول الله ، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت الى أبي شيخا كبيرا ، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ فقال : نعم .
وكان أسامة رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة الى مزدلفة ،ثم أردف الفضل من المزدلفة الى منى ،ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة ، فلما أتى صلى الله عليه وسلم بطن سحر حرك ناقته وأسرع السير قليلا ثم أتى منزله منى ، ثم قال للحلاق : خذ وأشار بيده الى جانبه الأيمن ثم جعل يعطيه الناس فقسم شعره بين من يليه الشعرة والشعرتين بين الناس ،ورمى جمرة العقبة ثم إنصرف الى البدن فنحرها ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إغفر للمحلقين ، قالوا يارسول الله :وللمقصرين ، قال : اللهم اغفر للمحلقين ، وقالوا للمقصرين ،قال : وللمقصرين ) متفق عليه .
ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاء رجل فقال :يارسول الله لم أشعرفحلقت قبل أن أنحر ؟ فقال : (إذبح ولا حرج ) ،ثم جاء رجل أخر فقال : يارسول الله لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي فقال : ( إرم ولا حرج ) فماسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم أو أخر إلا قال : ( إفعل ولا حرج ) رواه مسلم .، وجاء رجل قال : حلقت قبل أن أرمي فقال : إرم ولا حرج ، وماسئل عن أمر مما ينسى أو يجهل من تقديم بعض الأمورقبل بعض وأشباهها إلا قال : ( إفعلوا ولا حرج )، وبينما هوقائم يخطب يوم النحر فقام إليه رجل فقال : ما كنت أحسب أن كذا وكذا قبل كذاوالترتيب أولى ،وذلك أن وظائف يوم النحر أربعة أشياء : رمي جمرة العقبة ،ثم نحرالهدي أوذبحه ، ثمث الحلق والتقصير ، ثم طواف الإفاضة مع السعي بعده ، فالنبي صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة ،ثم نحر ثم حلق ،وأجازللناس التقديم والتأخير فيها وعدم وجوب الدم لقوله للسائل : ( إفعل ولا حرج ) وهو ظاهر في رفع الإثم وذلك أن الفرض والتحريم يحتاج الى دليل صحيح صريح ،وإذا وجد الإحتمال بطل الإستدلال وما اختلف فيه العلماء راجع الى عدم صراحة الأدله والإجماع ينتج من الدليل الصريح ، وإيجاب الفدية يحتاج الى دليل ولوكان واجبا لبينه لأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي) ( خذوا عني مناسككم ) .
خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم النحر: (ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، ثم قال ألا أي يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر؟ قلنا بلى قال أي شهر هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا الحجة؟ قلنا بلى قال أي بلد هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليست البلدة ؟ قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم- وأحسبه قال وأعراضكم- عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع ) متفق عليه .
العمــــرة
روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم إعتمر أربع عمرات كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجة الوداع ، وهي : عمرة الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة ، وعمرة من العام المقبل في ذي القعده ، وعمرة الجعرانه حبث قسم غنائم حنين في ذي القعدة ،وعمرته في حجته ،ولم يكن في عمره عمرة واحدة خارجا من مكة ، وإنما كانت عمره كلها داخلا الى مكة ،وكان يخرج الى الحل ليعتمر ، ولم يفعل هذا على عهده أحد قط إلا عائشة وحدها بعد أن فعلته عائشة بأمره فدل على مشروعيته ،وقد وقت صلى الله عليه وسلم لأهل مكة التنعيم فقال : ( من أراد العمرة فمن هو من أهل مكة ، أو غيرها فليخرج إلى التنعيم أو إلى الجعرانه فليحرم منها فثبت بذلك أن ميقات العمرة الحل ، وأن التنعيم وغيره في ذلك سواء ) .
الدعــاء
تواتر الأحاديث في الترغيب فيه والحث عليه ، قال عمربن الخطاب رضي الله عنه : ( لا أحمل هم الإجابة ،ولكن هم الدعاء )فإذا أتممت الدعاء علمت الإجابة. وقال صلى الله عليه وسلم : (من لم يسأل الله يغضب عليه ) رواه ابن حبان والحاكم في صحيحه.
وإذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله ،والثناء عليه ، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم ليدع ماشاء ) رواه الترمذي ، وقال صلى الله عليه وسلم في رجل يدعو: ( أو حب إذا ختم بآمين ) رواه أبو داوود ، ولا يقل أحدكم اللهم اغفرلي أن شئت ، اللهم إرحمني إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، فإن الله لا مكره له ) رواه البخاري ، ( وكان يحب النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم ويدعو ماسو ذلك ) رواه أبوداوود من حديث عائشة والله تعالى استجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله حين قال : ( أنظرني الى يوم يبعثون ) الأعراف أية 14 . وقال صلى الله عليه وسلم : ( ستجاب لأحدكم مالم يستعجل ،يقول : دعوت فلم يستجب لي ) متفق عليه .
وكان يدعو صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمت أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ،واجعل الدنيا زيادة لي في كل خير ،وجعل الموت راحة لي من كل شر ) رواه مسلم . ( اللهم إنفعني بما علمتني ، وعلمني ماينفعني وزدني علما ، الحمدلله على كل حال ،وأعوذ بالله من أهل النار ) رواه الترمذي . ( اللهم متعني بسمعي وبصري ،واجعله الوارث مني وانصرني على من ظلمني ،واخذ منه ثأري ) رواه الترمذي ، زكان أكثر دعائه ( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار)متفق عليه ،وكان أكثر دعائه : يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )رواه الترمذي ،وكان يدعو : ( ربي أعني ولا تعن علي وأنصرني ولا تنصر علي ، وأمكر لي ولاتمكر علي ،وأهدني وانصرني على من بغى علي ،ربي أجعلني لك شاكر، ولك ذاكرا، ولك راهبا مطواعا ،مخبتا إليك ،أواه منيبا ،ربي تقبل توبتي ،واغسل حوبتي ،وأجب دعوتي ،وثبت حجتي، وسدد لساني ،واهد قلبي واسلل سخيمة صدري ) رواه الترمذي.
(اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، اللهم إني أعوذبك بعزتك ، لا إله إلا أنت ، أنت تضلني ، أنت الحي الذي لاتموت ، والجن والإنس يموتون ) متفق عليه .
( اللهم إني أسألك الهدى والتقى ،والعفاف والغنى ) رواه مسلم والترمذي.
( اللهم اغفر خطيئتي ،وجهلي ،وإسرافي في أمري ،وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطيئتي ،وعمدي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفرلي ماقدمت وماأخرت ، وما أسررت ، وماأعلنت ، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير ) متفق عليه .
( اللهم عافني في جسدي ، وعافني في سمعي وبصري ، واجعلهما الوارث مني ،لاإله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان ربي العرش العظيم ، والحمدلله رب العالمين ) رواه الترمذي .
( اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ، ونقي قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ) رواه النسائي .
( اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير فتون ) رواه مالك في الموطأ.
( اللهم فالق الإصباح ، وجعل الليل سكنا،والشمس والقمر حسبانا ، اقض عني الدين وأغنني من الفقر ،وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي ، وتوفني في سبيلك )رواه مالك في الموطأ

• تعوذه صلى الله عليه وسلم
( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والهرم والبخل ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ) متفق عليه .
( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وضلع الدي وغلبة الرجال ، اللهم إني أعوذ بك من الجذام والبرص والجنون ، ومن سيء الأسقام ) رواه أبو داوود والنسائي .
( اللهم إني أعوذ بك من شر ماعلمت ، ومن شر مالم تعلم ) رواه مسلم .
( اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ومن دعاء لا يسمع ،ومن نفس لا تشبع،ومن علم لا ينفع ، أعوذ بك من هذه الأربعة ) رواه الترمذي والنسائي .
( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجأة نقمتك ،وجميع سخطك ) رواه مسلم وأبو داوود .
( اللهم إني أعوذ بك من الفقر ، والقلة والذلة ، وأعوذبك من أن أظلم أوأظلم ) رواه أبو داوود .
( اللهم إني أعوذبك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق) رواه أبو داوود .
( اللهم أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ، وأعوذ بك من غلبة الدين والعدو وشماتت الأعداء ) رواه النسائي .
( اللهم إني أعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من التردي ، ومن الغرق والحرق والهدم ،وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا ، وأعوذ بك لذيغا ) رواه أبو داوود والنسائي .
وكان يتعوذ من عين الجن والإنس ،فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما ، وترك ماسوى ذلك ( رواه النسائي ). وكان إذا خاف قوم قال : ( اللهم إنا نجعلك في نحروهم ، ونعوذ بك من شرورهم ) رواه أبو داوود . وكان صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : ( إنا أباكما كانا يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: ( أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة) رواه البخاري والترمذي .
• دعاء الكرب
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب : ( لا إله إلا الله الحليم العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش العظيم ) رواه مسلم .
وكان يقول : ( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث ) رواه أبو داوود .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال : يامحمد قل :توكلت على الحي الذي لايموت ، والحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ،ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) رواه الطبراني .
• دعا رد الضاله
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في الضالة : ( اللهم رد الضالة ،وهادي الضالة أنت ، تهدي من الضلالة ، أردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك ،فإنها من عطاءك وفضلك ) رواه الطبراني في الصغير .
• طريقة الدعاء
(وكان يدعو بباطن كفيه وظاهرهما ) رواه أبوداوود ،وعند البخاري (دعا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه حت رأيت بياض إبطيه ) وكان يرفع يديه إذا دعا حذو منكبيه ، وبسطهما متفرقتين مبسوطتين لا كهيئة الإغتراف .
• من دعا النبي صلى الله عليه وسلم لهم
1- دعا لأنس : ( اللهم أكثر ماله وولده ، وبارك له فيما أعطيته ) رواه البخاري في الأدب المفرد . وكان أنس رصي الله عنه في الهجرة ابن تسعة سنين ، وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين ،وقال أنس رضي الله عنه : ( دعا لي النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفرله) وقد دعا له كما قالت أم سليم أم أنس للنبي صلى الله عليه وسلم : ( خويدمكم ألا تدعو له ) رواه مسلم ،قال أنس رضي الله عنه : ( فوالله إن مالي لكثير ، وإن ولدي وولد ولدي ليعادون على نحو المئة ) رواه مسلم .
2- دعا لمالك بن ربيعة السلولي : (أن يبارك له في ولده فولد له ثمانون ذكرا) رواه ابن عساكر .
3- دعا لعلي يوم خيبر، وكان أرمد فتفل في عينيه ، وقال: ( اللهم أذهب عنه الحر والبرد ، قال علي رضي الله عنه : (فما وجدت حرا ولا بردا منذ ذلك اليوم ،ولا رمدت عيناي ). وبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا الى اليمن قاضيا فقال : يارسول الله ، لا علم لي بالفضاء ،فقال : ( أدن مني ) فدنا منه فضرب يده على صدره ، وقال : ( اللهم اهد قلبه وثبت لسانه) قال علي رضي الله عنه : ( ماشككت في قضاء بين اثنين)رواه أبو داوود وغيره . ودعا عليا من مرض فقال : ( اللهم اشفه اللهم عافه ) ثم قال : (قم)قال علي : (فما عاد لي ذلك الوجع بعد) رواه البيهقي وأبونعيم في صحيحهما
4- دعا لابن عباس : ( اللهم فقه في الدين ، اللهم إعط بن العباس الحكمة وعلمه التأويل ) رواه مسلم . و ( اللهم علمه الكتاب ) رواه البخاري .
5- قال النابغة الجعدي :
لا خير في حلم إذا لم يكن له ...بوادر تحمس صفوة أن يكدر .
ولا خير في علم إذا لم يكن له ...حكيم إذا ما أورد الأمر أصدر .
(لا ففضض الله فاك)رواه البيهقي وقال فأتي عليه أكثر من مئة سنة ،وكان من أحسن الناس ثأري وما ذهب له سن .
6-وسقاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماءا في قدح من قوراير ،فرأى فيه شعرة بيضاء فأخذها فقال له : ( اللهم جمله ) فبلغ ثلاثا وتسعين سنة وما في لحيته ورأسه شعرا أبيض ، رواه ابن حبان والحاكم في صحيحهما .
7-أخذ يهودي من لحيته النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( اللهم جمله ) فأسودت لحيته بعد أن كانت بيضاء وعاش تسعين سنة فلم يشب رواه أبوشيبة .
8-سقى ابن الحق الجزامي وقال له صلى الله عليه وسلم : ( اللهم متعه بشبابه )فمرت عليه ثمانون سنة ولم ير شعرة بيضاء،رواه ابن نعيم .
9- جاء فاطمة رضي الله عنها أباه صلى الله عليه وسلم وقدعلاها الصفرة من الجوع فنظر إليها ووضع يده على صدرها وقال : ( اللهم شيع الجائعة لا تجع فاطمة بنت محمد ) ثم علا الدم وجههارضي الله عنها .
10-دعا لعروةبن الجعد البارقي فقال : ( اللهم بارك في صفقة يمينه ) فقال : فما اشتريت قط إلا ربحت فيه . أخرجه الطبري في المعجم الكبير .
11- قال لحرير وكان لا يثبت على الخيل،وضرب في صدره : ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) قال فما وقعت عن فرس بعد . رواه مسلم
12-وقال لسعدبن أبي الوقاص رضي الله عنه : ( اللهم أجب دعوته ) فكان مجاب الدعوه. رواه البيهقي والطبراني في الأوسط .
13- دعا لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بالبركة .متفق عليه ، وقال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه : ( فلورفعت حجرا لرجوت أن أصيب تحته ذهبا أو فضة ) قال القاضي عياض : فتح الله عليه ومات تحفر الذهب في تركته بالفؤوس حتى محلت الأيدي ،وأخذت كل زوجة ثمانين الفا،وكن أربعا، وذكر المحب الطبري،مما عزاه الزهدي : أنه تصدق بشطر ماله : أربعة آلاف ،ثم تصدق بأربعين ألف دينار ،ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ،ثم حمل على ألف وخمسمائة راحله في سبيل الله ،وكان عامة ماله من التجارة ،ودعا على مضر فأقحطوا حتى أكلوا العلهز وهو الدم بالوبرحتى استعطفته قريش .
14-لما تلى النبي صلى الله عليه وسلم (والنجم إذاهوى )سورة النجم ،قال عتيبة بن أبي لهب : كفرت برب النجم ،فدعا عليه صلى الله عليه وسلم : (اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ) فخرج عتيبة مع أصحابه في عير إلى الشام حتى إذا كانوا بالشام زأر أسد ،فجعلت فرائصه ترعد ،فقيل له : من أي شيء ترتعد ؟فوالله ما نحن وأنت في هذا إلاسواء ،فقال إن محمدا دعا علي ،ولا والله ما أظلت هذه السماء من ذي لهجة أصدق من محمد،ثم وضعوا العشاء ،فلم يدخل يديه فيه حتى جاء النوم ،فأحاطوا به وأحاطوا أنفسهم بمتاعهم ،ووسطوه بينهم ،وناموا فجاء الأسد يستنشق رؤوسهم رجلا رجلا حتى إنتهى إليه فقصفه ،وهويقول : ألم أقل لكم إن محمدا أصدق الناس ومات .ذكره يعقوب الأسفرايني .
15-قال مازن الطائي وكان بأرض عمان ،قلت: يارسول الله ،إني مرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر والنساء ،وألحت علينا السنون، فأذهبتن وأهزلن الذراري والرجال ،وليس لي ولد ،فأدع الله أن يذهب عني ما أجد ،ويأتيني بالحياء ، ويهب لي ولد ،فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال وانته بالحياء ،وهب له ولدا ) قال مازن :فأذهب الله عني كلما كنت أجد ،وأخصبت عمان وتزوجت أربع حرائر،ووهب الله لي حيان بن مازن )رواه البيهقي .
16-أكل رجل عنده بشماله فقال : (كل بيمينك) قال :لا أستطيع ،قال : ( لا أستطعت) فما رفعها الى فيه بعد.
• دعوة النبي صلى الله عليه وسلم مستجابه
قال صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي دعوة مستجابة يدعوبها ،وأريد أختبييء دعوتي شفاعة لأمتي في الأخرة )رواه البخاري .
• إستغفار النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن عمر رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: (استغفرالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ،في المجلس مئة مرة )رواه النسائي.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : إنا كنا لنعد ارسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس : (رب اغفر لي ،وتب علي إنك أنت التواب الغفور )مئة مرة .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأستغفرالله في اليوم مئة مرة ) (وإني لأستغفرالله وأتوب إليه كل يوم مئة مرة ).
جمع صلى الله عليه وسلم فقال : ( يأيها الناس توبوا إلى الله ،فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة ).

• قراءته صلى الله عليه وسلم
كانت مدا وكانت قراءته مفسرة حرفا حرفا ،وكان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها ،وكان صوته أحسن صوت ،وكان يقطع قراءته أية أية ،وكان يمد عند حروف المد ،وكان يتغنى بقراءته ،ويرجع بها صوته أحيانا كا رجع يوم الفتح في قراءة سورة الفتح وكان ترجيعه ثلاث مرات ،وقال صلى الله عليه وسلم : (زينوا القرآن بأصواتكم )رواه البخاري ،وقال صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من لم يتغنى بالقرآن) رواه أبوداوود والنسائي وابن ماجه وأحمد والبيهقي والحاكم ، (وما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن )متفق عليه .
وقد استمع ليلة لقراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ،فلما أخبره بذلك قال : (لوكنت أعلم أنك تسمعه لحبرته لك تحبيرا ) تحبيرا : تزينا .
وقال صلى الله عليه وسلم: ( تعلموا القرآن وتغنوا بهو أكتبوه )رواه أحمد برجال الصحيح ،وقدصح أنه صلى الله عليه وسلم سمع أبا موسى الأشعري يقرأ فقال : ( لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داوود)


• الغناء والعزف
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها : ( أنا أبا بكر دخل عليهما جاريتان في أيام منى ترقصان وتضربان ،ورسول الله صلى الله عليه وسلم متغشي،فأنهرهما أبو بكر رضي الله عنه، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه وقال : دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد )
أنكر صلى الله عليه وسلم إنكار أي للغناء والعزف على الدف،والغناء تحسين الصوت بالكلام والعزف الضرب على آلة من آلات المعازف .

• وفاته صلى الله عليه وسلم
وأول ما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم من إنقضاء عمره بإقتراب أجله بنزول سورة النصر ،وقد نزلت في أوسط أيام التشريق في حجة الوداع ،ولما نزلت دعا فاطمة رضي الله عنها وقال : ( نعيت إلى نفسي فبكت ،قال : لا تبكي فإنك أول أهلي لحوقا بي فضحكت )
وعرض عليه القرآن مرتين بعد أن كان يعرض عليه مرة واحدة حيث كان يعرضه عليه جبريل عليه السلام ،روى الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد بعدثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات ،ثم طلع المنبر فقال : ( إني بين أيديكم فرط ،وأنا عليكم شهيد،وإن موعدكم الحوض ،وإني لأنظر إليه وأنا في مقامي هذا ،وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ،ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها ،وتقتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم ).
وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده فاختارماعنده )فبكى أبوبكر رضي الله عنه وقال : يارسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا .
وقال صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر : ( إن آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ،فلو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لأتخذت أبا بكر خليلا ،ولمن أخوة الإسلام ،لايبقى في المسجد خوخة إلا سدت إلاخوخة أبي بكر رضي الله عنه ) متفق عليه .
فلمارجع الى المدينة من حجة الوداع جمع الناس بماء ضم في طريفه بين مكة والمدينة فخطبهم فقال : ( أيها الناس ،إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ،ثم حض على التمسك بكتاب الله ،وأوصى بأهل بيته )
وكان ابتداء مرضه في بيت ميمونة وذلك يوم الإثنين وكانت مدة مرضه عشرة أيام ،وأثبت البيهقي هذه المدة بسند صحيح .
ولما ثقل صلى الله عليه وسلم وإشتد وجعه إستأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها فأذن له ،فخرج بين عبيدالله وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ،ومرة خرج يبن أسامة والفضل ،ومرة بين بريرة ونوية ،ومرة بين الفضل وثوبان .
قالت عائشة رضي الله عنها ورأساه فقال صلى الله عليه وسلم : ( ذاك لوكان وأنا حي فأستغفر لك وأدعوا لك ) فقالت عائشة رضي الله عنها : واثكليا،والله إني لأظنك تحب موتي ،فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك ،فقال صلى الله عليه وسلم : ( بل ورأساه ،لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه ، فأعهد أن يقول القائلون أويتمنى المتمنون ،ثم قالت عائشة ويرفع المؤمنون .
ودخل بيت عائشة رضي الله عنها وإشتد وجعه قال : ( أمريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن ،لعلي أعهد إلى الناس ، فأجلسوه في مخضب لحفصة ،ثم طفقوا يصبون عليه من تلك القرب ،حتى طفق يشير إليهم بيده أن قد فعلتن ،وكانت عليه قطيفة ،وكانت الحمى تصيب من بضع يده عليه ،من فوقها ،فقيل له في ذلك ،فقال : (إنا كذلك يشدد علينا البلاء ،ويضاعف لنا الإجر )
دخل عبدالله رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وهويوعك ،فقلت :يارسول الله ،إنك توعك ،وعكا شديدا ، قال : (أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم )قال عبدالله : ذلك أن لك أجرين ،قال : ( أجل ذلك كذلك مامن مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفرالله بها سيئاته ،كما تحط الشجرة ورقها) رواه البخاري .
عاده النساء فإذا سقاه يقطر عليه من شدة الحمى فقال : ( إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم )
وكان بين يديه علبة أو ركوة فيها ماء ،فجعل يدخل يديه في الماء ،فيمسح بهما وجهه ويقول : (لا إله إلا الله إن للموت سكرات ) متفق عليه ،وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما أزال أجد الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم ) وفي رواية (مازالت أكلت خيبر تعادني ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا إشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ،ومسح بيده ،فلما إشتكى وجعه الذي توفى فيه ،طفقت عائشة رضي الله عنها تنفث عليه بالمعواذات التي كان ينفث ،وتمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم .
دخل عبدالرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم مسنده إلى صدرها ،ومع عبدالرحمن سواك رطب يستن به ،فأبره النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وبصره ،فأخذت السواك فقصمته ونظفته وطيبته ،ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،فأستن به أحسن إستنان .
وكان عنده في مرضه سبعة دنانير ،فكان يأمرهم بالصدقة بها ،ثم يغمى عليه ،فيشتغلون بوجعه ،فدعا بها فوضعها في كفه ،فقال : (ماظن محمد بربه لو لقي الله وعنده هذه ؟ )ثم تصدق بها كلها .
ولما إشتد وجعه قال :أمروا أبا بكر فليصل بالناس ،فقالت عائشة :يارسول الله إن أبا بكر رجل رقيق ، إذا قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء ،قال : أمروا أبا بكر فليصل بالناس ) متفق عليه .
روى البخاري أن أبا بكر والعباس يجلس من مجالس الأنصار ،وهم يبكون ،فقال : ما يبكيم ؟فقالوت :ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا،فدخل أحدهما على النبي صلى الله عليه وسلم ،فأخبره بذلك ،فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد،فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : ( أوصيكم بالأنصار،فإنهم كرشي وعيبتي ،وقد قضوا الذي عليهم ،وبقي الذي لهم ،فأقبلوا من محسنهم ،وتجاوزوا عن مسيئهم ) ومعنى كرشي وعيبتي : موضع سره وبطانته ،وموضع أمانته ، والذي يعتمد عليهم في أموره .
ولما احتضر صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها : ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على النبي صلى الله عليه وسلم ،وكان عنده قدح من ماء فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ويقول : (اللهم أعني على سكرات الموت فجعل يقول :لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ) ولما تغشاه الكرب قالت فاطمة رضي الله عنها : وكرب أبتاه فقال لها : لا كرب على أبيك بعد اليوم .
وفي البخاري أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجرمن يوم الإثنين ،وأبوبكر يصلي لهم لم يفجأهم إلا رسول صلى الله عليه وسلم قد كشف سترحجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك ،فنكص أبوبكرعلى عقبيه ليصل الصف ،وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة وكادوا أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر ،وروى البخاري أنه توفي من يومه وكانت وفاته يوم الإثنين وقت دخول المدينة في هجرته حين إشتد الضحاء ودفن يوم الثلاثاء .
وقال الحاكم تواترت الأخبار في تكفين النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث أثواب فيها ليس فيها قميص ولا عمامة أما القميص الذي غسل فيه النبي صلى الله عليه وسلم نزع عنه عند تكفينه ،واما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء ،وضع على سريره في بيته ثم دخل الناس عليه صلى الله عليه وسلم إرسالا يصلون عليه حتى إذا فرغوا دخل النساء ، حتى إذا فرغن دخل الصبيان ،ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد ،ثم قالوا : أين تدفنوه ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما هلك نبي قط إلا يدفن حيث تقبض روحه ) وقال علي رضي الله عنه : وأن أيضا سمعته،وحفر أبوطلحة لحد النبي صلى الله عليه وسلم في موضع فراشه حيث قبض ،ونزل في قبره عمه العباس وعلى قثم بن العباس والفضل بن العباس،وكان آخرالناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس ،وبني في قبره تسع لبنات ،وفرش تحته قطيفة نجرانية كان يتغطى بها ،فرشها شقران في القبر وقال : والله لايلبسها أحد بعدك .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه : ( لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) رواه مسلم .
وكان قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما أي مرتفعا،وكذلك قبر أبي بكر وعمر عليه بطحة حمراء .
قال أنس : ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم بمرابهم فرحا بقدومه رواه أبوداوود وقال أيضا في رواية الدرامي : ( وما رأيت يوما كان أحسن ولا أضوأمن يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
وفي رواية الترمذي : ( لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء،فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء،وما نفضنا أيدينا من التراب ،وإنا لفي دفنه ، حتى أنكرنا قلوبنا .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله إذا أراد بأمة خيرا قبض نبيها قبلها ،فجعله فرطا وسلفا بين يديها ،وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي ، فأهلكها وهو ينظر،فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه ،وعصوا أمره ) .
• النبي صلى الله عليه وسلم في الأخرة
1- تفضيله صلى الله عليه وسلم بأولية إنشقاق قبره قال صلى الله عليه وسلم : (أناالسيد ولد آدم يوم القيامة ،وأنا أول من ينشق عنه القبروأل شافع وأول مشفع ) رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر،وبيد لواء الحمد ،وما من نبي_آدم فمن سواه _إلا تحت لواء ،وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ...)رواه الترمذي .
2- المقام المحمود والشفاعة ،والشفاعة عامة في فصل القضاء ،والخاصة في إخراج المذنين من النار .وقد جاءت في الأحاديث المتواتره في هذه الشفاعة قال صلى الله عليه وسلم : (أريت ما تلقى أمتي من بعدي ، وسفك بعضهم دماء بعض ،وسبق لهم من الله ماسبق للأمم قبلهم سألت الله أن يؤتيني فيهم شفاعة يوم القيامة ففعل (رواه الحاكم والبيهقي في صحيحهما. (لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها،فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي )رواه مسلم . قال أبو هريرة: يارسول الله ماذا ورد عليك في الشفاعة فقال :( شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق لسانه قلبه ) رواه أحمد . ( إن لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما في الأرض من شجره ومدره )رواه أحمد .
3- الوسيلة قال صلى الله عليه وسلم : (الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة فسلوا الله لي الوسيلة )رواه أحمد .قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) النساء 96 هذه الأية نزلت في ثوبان مولى رسول الله وكان شديد الحب لرسول صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه ،فأتاه ذات يوم ، وقد تغير لونه ،يعرف الحزن في وجهه ،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:ماغير لونك ؟فقال :يارسول الله ،مابي وجع ولا مرض غير أني إذا لم أرك إستوحشتك وحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الأخرة فأخاف ألا أراك ،لأنك ترفع مع النبيين ، وإني إن دخلت الجنة في منزلة أدنى من منزلتك ،وإن لم أدخل لا أراك أبدا، فنزلت هذه الأية .
4- أول من يؤذن له بالسجود فيقول له الله جل في علاه : يامحمد إرفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع ،ويتكرر سجوده وشفاعته ويحمد الله ويثني عليه بما يفتح الله عليه،شفاعته تكون لأهل الموقف ولأهل الكبائر ولإخراج المسلمين ، ولرفع الدرجات التي لا تبلغها الأعمال .
5- قيامه عن يمين العرش ليس أحد غيره ذلك .
6- شهاته بين الأنبياء وأممهم .
7- أول من ينظر إلى الله تعالى .
8- أول نبي يقضي بين أمته .
9- أمته أول إجازه عاى الصراط .
10-أول داخل الجنة.
11-أمته أول دخولا إلى الجنة من الأمم.
12-اعطاؤه حوضا أكثر أوان من غيره من أحواض الأنبياء ،وكل المؤمنين يدخلون بشفاعته .







المراجــــع
1-المواهب اللدنية المحمدية تأليف : أحمد بن محمد الفسطلاني المتوفى 23 هجريةشرحه وعلق عليه محي الدين الجنان – دار الكتب العلمية – بيروت –لبنان .
2-صحيح السيرة النبوية تأليف إبراهيم العلي .
3-الرحيق المختوم للمباركفوري .






















الفهرس
الموضـــــــــــــــــوع رقم الصفحة
المقدمه. أ
مولده وإرضاعه وحضانته وبعثته . 1
هجرته . 2
الآذان - مغازيه وبعوثه وسراياه . 9
حجة أبي بكر رضي الله عنه . 34
أولاده صلى الله عليه وسلم . 36
أزواجه صلى الله عليه وسلم . 37
سراريه الطاهرات . 40
أعمامه صلى الله عليه وسلم . 40
عماته صلى الله عليه وسلم . 41
جداته صلى الله عليه وسل لأبيه . 41
جداته لأمه. 42
أخواته من الرضاعة . 42
خدمه صلى الله عليه وسلم . 42
مكاتبته للملوك والأمراء . 43
كتبه الشرعية . 44
مؤذنوه صلى الله عليه وسلم . 46
خطيبه صلى الله عليه وسلم . 46
حداته صلى الله عليه وسلم . 47
آلات حربه صلى الله عليه وسلم . 47
أدرعه صلى الله عليه وسلم . 47
أقواسه صلى الله عليه وسلم . 47
أتراسه صلى الله عليه وسلم . 47
أرماحه صلى الله عليه وسلم . 47
حربته صلى الله عليه وسلم . 47
فسطاطه صلى الله عليه وسلم . 47
قدحه صلى الله عليه وسلم . 48
مخصرته صلى الله عليه وسلم . 48
ركوته صلى الله عليه وسلم . 48
مدهنه وأدواته الخاصه . 48
خيله صلى الله عليه وسلم . 48
بغاله صلى الله عليه وسلم . 49
حميره صلى الله عليه وسلم . 49
الوفود التي وفدت عليه . 50
صفاته البدنية. 51
طعامه صلى الله عليه وسلم . 51
شرابه صلى الله عليه وسلم . 52
لباسه صلى الله عليه وسلم . 52
نومه صلى الله عليه وسلم . 52
دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم . 52
طبه الروحاني صلى الله عليه وسلم . 53
الرقية . 53
ذكر الوقاية . 53
الرؤياء. 53
الغيب . 54
وضوئه صلى الله عليه وسلم . 56
المسح على الخفين . 56
التيمم. 56
الغسل . 56
أوقات الصلاة . 57
صفة صلاته صلى الله عليه وسلم . 57
سجود السهو. 59
صلاة الجمعه. 60
تهجده صلى الله عليه وسلم . 61
الوتر . 62
صلاة الضحى . 62
الصلوات الرواتب . 63
صلاة العيدين . 63
النوافل ذوات اأسباب. 63
الزكاة . 65
الهديه . 66
شهر رمضان . 67
صوم غير رمضان . 67
الحج . 67
العمره . 73
الدعاء . 73
تعوذه صلى الله عليه وسلم . 74
دعاء الكرب . 75
دعاء رد الضاله. 75
طريقة الدعاء. 75
من دعاءه لأصحابه . 76
قراءته صلى الله عليه وسلم . 78
وفاته صلى الله عليه وسلم . 79
النبي صلى الله عليه وسلم في الأخرة . 82
المراجع . 84
الفهرس . 85

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق