الاثنين، 9 يناير 2012

نظرية القيمة
العلم يصف الواقع، والثقافة تنظر إلى ما ينبغي أن يفعل أي حكم على السلوك الإنساني هل هو خير هل هو نافع هو هل هو مفيد ، هل هو مجدي للإنسان ، سلوك إنسان موجه إلى إنسان.
الحقيقة معرفة مطابقة للوقائع ،وهي كشف وليس اختراع أو ابتكار، الخير خطاب يقول افعل الخير، ولا تفعل الشر أي لا تجعل عملك نافعاً خالصاً لوجه الله.
والعمل الصالح لا يكون عملاً صالحاً إلا بالنية الصالحة ،والنية معرفة الهدف والنافع ،والعمل الذي يؤدي إليه من قول أو فعل أو تسخيره أداة.
المعرفة تتعلق بالعقل أو الحقيقة معرفة مطابقة للواقع والخير حكم على سلوك المكلف بأنه نافع للإنسان ،والسلوك يبدأ بالنية والنية اختيار سلوك نافع معين والاختيار تخصيص فعل معين والفعل تحديد هدف معين وإمكانية لتحقيقه والفعل تحديد وسيلة لتحقيق هدف معين يستفيد منه الإنسان، الحقيقة حكم على فكرة بأنها تطابق الواقع ،والخير حكم على سلوك بأنه نافع والجمال حكم على شيء أنه ممتع وجدانياً.
الأخلاق علاقة الإرادة بالغاية ،والغاية النافعة هي النية الخيرة والغاية هي الإنسان وما سواه وسيلة تسخر لخدمة الإنسان والإنسان بالفطرة يرغب في الخير ويكره الشر.
الحقيقة حكم على الواقع، والخير حكم الفعل الإنساني المتعمد الواعي المختار والفعل الإنساني وسيلة مغضية إلى غاية والغاية إفادة الإنسان بالفعل ،والفعل بتحقيق الفائدة ،والإنسان غاية لا يجوز جعله وسيلة لشيء.
الحقيقة حكم على المعرفة ،والخير حكم على الإرادة والجمال حكم على الشيء من حيث كماله والجمال بلوغ الشيء إلى كمال والجمال حكم على الشيء يحسب درجة جماله بحسب نموذج الكمال المتصور ،فالحقيقة حكم على ما هو كائن والخير حكم على ما ينبغي على ما يفعل والجمال حكم على ما ينبغي أن يكون.
الخير حكم على الوسيلة بحسب غايتها هل هي خير أو شر للإنسان ،والخير حكم مطلق وليس نسبي لا يختلف من حيث المكان ،فالحكم واحد في كل زمان ومكان، فالروح مفطورة على حب الخير وكره الشر وحب الجمال وكره القبح والحكم لا يختلف من فرد إلى فرد.
الخير حكم على علاقة الإنسان بالناس والحقيقة حكم على علاقة الوعي بالأشياء، والجمال حكم على علاقة الوجدان بالإنسان والأشياء.
الخير حكم على الإنسان، وهو يسلك سلوك الخير أي يقصد من سلوكه الخير للإنسان أي يريد من سلوكه الخير الصدق حكم على الخير بأنه صادق أو كاذب الصدق إثبات الفكرة بقاعدة عقلية أو بالملاحظة أو التجربة ،والطبيعة تسري عليها قوانين واحدة وتدرس بطريقة واحدة وهي الإثبات بالملاحظة والتجربة والمعيار مطابقة الخبر للواقع.
والخبر هو التوسل لإشباع حاجات الإنسان المادية ،والنفسية والعقلية والروحية ،والوسيلة إذا أشبعت وتكون شر إذا لم تشبع ،فالخير غايته المصلحة، وأينما تكون المصلحة فثم شرع الله والخير العام يتحقق عن طريق التعاون ،وغايته المصلحة العامة.
والمصلحة العامة تتحقق باعتبار الناس غاية يجد ذاتهم ، وحب الناس هو الذي يدفعنا إلى فعل الخير لهم وتتحول الغاية إلى عبادة إذا أريد بها رضى الله تعالى طلباً لمرضاة ،واجتناباً لشخصه والأخلاق فعل الخير وفعل الخير يصبح عبادة إذا كان يراد به رضى الله واتقاء سخطه.
الخير هو ما ينبغي أن يفعل ،والشر هو ما ينبغي أن يترك الخير بديهته مثل بديهيات الرياضية ،والخير تابع من بديهية احترام الإنسان كغاية ،وهذه البديهية مبدأ يلزم الإنسان بفعله ،وهذا المبدأ يقول افعل الخير للإنسان كغاية بحد ذاته ،وفعل الخير قانون عام فطري مطلق الخير غاية بحد ذاته.
الحقيقة كشف والخير تسخير الإمكانيات لتحقيق الأمن والرخاء والخير هو الحضارة ،والحضارة تسخير العلم والثقافة لصالح الإنسان.
الحضارة هي ما ينبغي أن يفعله الناس لتحقيق الأمن ،والرخاء لهم جميعاً.
الإنسان يكتشف للإمكانيات بالعلم لتسخير لأمن الناس ورخائهم ،فالإنسان يكتشف القوانين ليسخرها فالمعرفة كشف والخير فعل يراد به صالح البشرية والجمال فرع بالخيرات.
والخير العام يتحقق بالإيثار وفعل الشر يدفع إليه الأثر وفعل الخير يدفع إليه الإيثار للناس ،والإنسان الذي على خلق عظيم يعتبر الحقائق ،والإمكانيات أدوات لإسعاد الناس.
الخير استعمال الحقائق ،والأعمال لإسعاد الإنسان الخير اختيار بين أمرين أو أكثر كأفضل وسيلة لمصلحة الناس والتفضيل بحسب الإمكانية التي يكتشفها العلم والخير يفترض حل مشكلة إنسانية أولاً حتى لا تشكل عائق يعيق فعل الخير ـواكتشاف أفضل إمكانية لتحقيق أكبر مصلحة ممكنة للناس.
العلل يدلنا على أسباب الخير ،وأسباب الشر فعلينا فعل الخير وترك الشر.
الحرية هي الإمكانية التي تحقق الخير والعبث والفوضى هما الإمكانية الضارة ،وذلك هو الخبث والخبائث محرمة والطيبات الضرورية واجبة تحقق بالواجب الكفائي إنه فرض كفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين، والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة وللمصلحة الأكثر مقدمة على المصلحة الأقل، وإزالة المضار مقدم على جلب المصالح.
الخير ليس في الوسيلة وهي الأشياء ،والغاية هي استعمال الوسيلة عن قصد لإسعاد الناس.
الوسيلة ليست غاية ،فالشيء لا يكون وليس هو كالبخيل يجعل المال هو الغاية وسعادته هي الوسيلة. الحقيقة وصف والخير معيار العمل الإنساني، الغاية والوسيلة تصوران متضايفان يفهم الواحد بمعزل عن الآخر الحقيقة والخير ،والجمال قيمتها مستمدة من الإجماع المستمد من الفطرة على أنها قيم مطلقة.
الخير نابع من أهمية الإنسان مما يدفعنا إلى اختيار أفضل الإمكانيات لتعميم الرخاء للإنسانية عامة والخير عام وعالمي.
الخير يطلب من الناس أن يسخر الطبيعة ،وكل الأشياء والأدوات والوسائل المعنوية ،والمادية لإيجاد أوسع رخاء ممكن للعالم ، فالسلوك الاجتماعي هو السلوك الجماعي الذي يتكامل من أجل رخاء يشملهم جميعاً وهذا العامل الأساسي الذي يبرر وجود المجتمع المدنية هي الوسائل والحضارة تسخير الوسائل لتحقيق الرخاء العام الشامل.
سلوك الإنسان هادفاً يطلب غاية ،فالغاية هي الباعثة على الفعل لأنه العقل يتصور غاية تدفعه إلى الفعل ،والعقل يختار أفضل الممتلكات تحقيق الغاية نفالعقل يتطلع إلى غاية ويسعى إليها فالغايات ثلاثة الحقيقة والخير والجمال ،فالغاية في الذهن وإذا أصبحت غاية عامة أصبحت موضوعية بالنسبة لكل واحد منا حيث أصبح تنفيذها التزام عام لأن الخير العام تحقيق الرخاء العام.
الخير مجاله السلوك ،والحقيقة مجالها العقل والجمال مجاله الوجدان، هدف العقل اكتشاف الحقيقة ،وهدف السلوك تحقيق الخير وهدف الوجدان أن الاستمتاع بالجمال.
الأفكار الصائبة هي الأفكار العقلية التي يبرهن بها لا يبرهن عليها لأن تصف شيء خارج الفكر ،فالأفكار الصحيحة هي الأفكار التي تعكس صورة الواقع على مرآة الذهن ،والأفكار الخيرة هي تتحول إلى وسيلة نافعة للناس ،والأفكار الجميلة هي التي تعكس المشاعر انعكاساً دقيقاً، فكلما اقتربت الأفكار التي عن حالات الوجدان من الكمال كلما ازدادت في الجمال.
الخير عبادة إذا أريد به إرضاء الله تعالى ،والجمال الديني هو الاستماع بفعل الخير رغبة في رضى الله واجتناب سخطه.
الإسلام يؤمرنا بفعل الخير والعلم يوفر لنا الممكنات التي نحقق بها الخير.
الحقيقة صورة ذهنية تعكس الأشياء خارجنا ،والأشياء في علاقاتها السببية، والخير هو تسخير السببية لصالح الإنسان أما الفن ،فهو بالصور الكاملة عن الأشياء في اللوحة والمنحوتات وبالقصة والمسرحية والسينما وبالموسيقى وبالرقص ،فالرقص يعكس بالحركات والسينما قصة مرئية ومسموعة ،والمسرحية قصة يعبر عنها بالتمثيل الحاضر أمام النظارة ،والشعر تعبير كامل عن مشاعر الشخص كمي يعيش المتلقي نفس المشاعر ،فالفن دليل على حاجة الإنسان أن يوجد في الجنة في حياة أفضل ،والحاجة تدل على وجود الشيء المحتاجين إليه ،فالطفل لديه حاجة إلى الماء قبل أن يعرف الماء، فكذلك حاجتنا إلى حياة أكمل دليل على وجود حياة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر.
افتقارنا إلى عون الله حين لا عون دليل على وجود الله الغني الحميد ،ونقصنا دليل على وجود الكامل الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلا.
الجمال هو بلوغ الشيء إلى كماله ،والله يخلق الكمال والكمال الخالق ليس كالكمال المخلوق ،فالمخلوق محتاجه إلى كمال الله وإلى مدده بالكمال ،فالفن سعي إلى الكمال بقدر الإمكان.
صفات الإنسان صفات ناقصة بالنسبة لصفات الله الكاملة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق