نظرية القيمة:
القيمة:
القيم تبحث عن الحق والخير والجمال ، فالحق من اختصاص علم المنطق ، والخير من اختصاص علم الأخلاق ، والجمال من اختصاص علم الجمال والقيم هي مجرد معان فطرية يتذكرها العقل وهذه العلوم تدرس ما ينبغي أن يكون وليست علوما وضعية تقتصر دراستها على البحث فيما هو كائن.
المنطق يبحث فيما ينبغي أ، يكون عليه التفكير السليم، وعلم الأخلاق يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني، وعلم الجمال يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه الشيء مقاس بنموذج كامل للشيء ،والجميل ينعكس جماله بقدر بلوغه من نموذج كمال والتناسق معيار الكمال فنيا.
حقيقة الشيء لا تتغير مهما تغيرت أشكاله ،وهذه الحقيقة الجوهر وهو قابل للتشكل، وجوهر الإنسان هو روحه والروح هي التي بها حياة الإنسان وتعقله وشعوره. والعقل هو الذي يميز بفطرته بين الحق والباطل ،والخير والشر والجميل والقبيح إن الفضيلة فطرية في الروح لا تحتاج في سلوكنا الأخلاق إلا إلى استفتاء عقلنا.
القيمة معيار:
الحق مطابقة التصور للواقع وهذا معيار الصدق في العالم ، أما معيار الجمال في الفن، فهو صدق التعبير عن الذات وعن المشاعر الشخصية. أما معيار الأخلاق فهو الخير ، والخير هو الفائدة والمنفعة والمصلحة والسعادة بشرط ألا تكون المنفعة على حساب الغير ،وأما المصلحة العامة فهي تقتضي أن توزع الأدوار بحيث تشبع حاجات الناس الضرورية من أجل قيام مجتمع الرفاهية ، وأقل درجات الأخلاق أن تكف أذاك عن الناس على الأقل، ويجب أخلاقيا الدخول في دور تستطيعه لخدمة الجماعة من التعاون على الخير.
أما معيار الجمال من الناحية الموضوعية التناسق ،والنظام والانسجام والكمال. الجمال صفات الشيء الجميل ،وهو بلوغ الشيء إلى كماله والجميل مستقل وهو صفاته عن المتذوق فالشيء الجميل مستقل عن المتذوق والتذوق حكم على الشيء أنه جميل بناء على توفر صفات الجمال ،وتذوق الجمال يرجع إلى حكم العقل وقواعد الفكر ،والعاطفة الجمالية تنتج من هذا الحكم الجمالي من الناحية العقلية حكم بأن هذا الجميل متناسق في مكوناته.
كل شيء مكون من أجسام صغيرة غير قابلة للتجزئة ،والأجزاء هذه متشابهة من حيث مادتها ،ولكنها تختلف فيما بينها من حيث الشكل والوضع والترتيب ،وهذه الأجزاء الصغيرة هي الجوهر ،وهو أصغر شيء في الوجود ولا يدخل في غيره ولا يدخل غيره فيه، فوجوده كيفي وليس كمي فلا يزيد ولا ينقص ولا يضاف إلى غيره ،وهو المختلف الذي لا شبيه له ولا مثيل من حيث الفردانية والبصمية ،وقد خلقه الله ليؤدي وظيفة خاصة به.
ويتميز الجوهر بأنه ثابت غير خاضع للتغير لأنه إذا تغير أصبح غير نفسه، وإذا انفصل عن نفسه انعدم فالتغير لا يطرأ على مادته ،وإنما التغير يطرأ على صفاته (أعراضه) مثل الصلصال يتغير شكله وصورته ولا يصبح غير مادته التي هي الصلصال، والحقيقة مطلقة لأنه يستحل ان تتحول إلى ،وهم وهذا تناقض مرفوض عقلا بحسب فطرته. فالحقيقة اكتشاف للموجود وليس إنشاء له ،فالحكم على حقيقة حكم خبري وليس إنشائي ، أما الحكم الأخلاقي ، فهو تنفيذ الأمر الفطري افعل الخير للإنسان ،ولا تفعل له الشر وذلك أن الإنسان مفطور على حب الخير لنفسه فهو إذا أحب أخيه الإنسان فعل له الخير ،وإذا حسده فعل له الشر وكف عن فعل الخير له على الأقل.
كما أن الإنسان مفطور على حب الجمال لأنه يحب بفطرته الاستمتاع بالجمال. الحقيقة هدف العقل والخير هدف العمل، والجمال هدف الشعور. العلم افتراض إما أن يتبعه بالمطابقة بين التصور ،والواقع وإما عمل ينتظر منه أن يفيد الإنسان أو شيء يمتع الإنسان.
القيم تبحث عن الحق والخير والجمال ، فالحق من اختصاص علم المنطق ، والخير من اختصاص علم الأخلاق ، والجمال من اختصاص علم الجمال والقيم هي مجرد معان فطرية يتذكرها العقل وهذه العلوم تدرس ما ينبغي أن يكون ،وليست علوما وضعية تقتصر دراستها على البحث فيما هو كائن.
المنطق يبحث فيما ينبغي أ، يكون عليه التفكير السليم وعلم الأخلاق يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني، وعلم الجمال يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه الشيء مقاس بنموذج كامل للشيء، والجميل ينعكس جماله بقدر بلوغه من نموذج كمال ،والتناسق معيار الكمال فنيا.
حقيقة الشيء لا تتغير مهما تغيرت أشكاله ،وهذه الحقيقة الجوهر ،وهو قابل للتشكل، وجوهر الإنسان هو روحه ،والروح هي التي بها حياة الإنسان ،وتعقله وشعوره. ،والعقل هو الذي يميز بفطرته بين الحق، والباطل والخير والشر والجميل والقبيح إن الفضيلة فطرية في الروح لا تحتاج في سلوكنا الأخلاق إلا إلى استفتاء عقلنا.
الأخلاق:
الأفعال الإنسانية التي تقع في نطاق علم الأخلاق هي تلك الأفعال الإرادية الصادرة عن قصد واختيار ،وعلم ما يقوم به الإنسان بفعله ،وكذلك الأفعال التي وإن كانت وقت صدورها لا دخل للإنسان فيها إلا أنه يمكن الاحتياط لها تفكيرا وتدبرا لنتائج قبل حدوثها ، ومدار السلوك الأخلاقي هو النية ، ويشترط في الناوي أ، يكون مسؤولا، والمسؤولية لها ثلاث جوانب:
1- مسؤولية القول.
2- مسؤولية الفعل.
3- مسؤولية إقرار فعل الآخرين، والرضا به.
وتعد المسؤولية أساس الأخلاق ،والمسؤولية تعني التكليف ،والتكليف يقتضي المحاسبة والمحاسبة تقتضي الجزاء ،والجزاء نتيجة الاختيار خيرا كان أو شرا، ،والأخلاق فضيلة لأننا نفضل الوسائل على قدر فائدتها والفائدة العامة مقدمة على الفائدة الخاصة ،والخير قيمة أخلاقية لأنه حكم على ما ينبغي أن نفعله ، والفعل الأخلاقي واجب أي سلوك إلزامي وهذا الإلزام مصدره الشرع والفطرة وتعد فكرة الإلزام فكرة جوهرية في، فلسفة الأخلاق وذلك أن العلوم الطبيعية ذات أحكام ،وضعية وأحكام القيمة حكم على الفعل الإنساني الاختياري بأنه واجب أي ينبغي أن يفعل وهذا حكم أخلاقي أما الحكم الجمالي فهو على الشيء بالنسبة لدرجة كماله بالنسبة لنموذجه في الحكم الأخلاقي تقول في الحكم على الفعل الاختياري أن نتائجه على الإنسان خيرة أي مفيدة تشبع له حاجة تزيل عنده ضرر وتضيف إليه مصلحة ، وصفة الخير لا تطلق على شيء سوى الإرادة الخيرة وذلك يعني أن موضوع علم الأخلاق هو النية ، والنية تكون خيرة متى أدت إلى أفعال خيرة والعكس صحيح بيد أن ما ينطبق على النية ينطبق أيضا على الدافع ، والنية يشترط فيها أن تصدر من بالغ عاقل مختار قادر على تحقيق نيته عالم بأن ما يفعله واجب أو محرم أما ما دون ذلك فليس بواجب والنية المعتبرة يجب أن تكون صادرة من مكلف والمكلف هو الله ، التكليف هو خطاب الشرع بالأمر والنهي لأن الله هو الأكبر والإنسان مساو للناس الآخرين فهذه علة جعل التكليف من الله تعالى والإنسان مفطور على أن يحب الخير لنفسه ولغيره والحدس هو مصدر الأخلاق كالمنطق والرياضيات تعرف معرفة حدسية مباشرة ويثبت صحبتها بواسطة الخبرة الأخلاقية وعدم تناقضها. مع ما سبق إثبات صحته في ميدان علم الأخلاق. فالأخلاق علم معياري يعتمد على الاستنباط والاستنباط يعتمد على مبادئ مجردة تعرف بالحدس وأعظم مبدأ فطري مبدأ عدم التناقض والعقل يفكر بواسطة الاستقراء الذي ينطلق من إدراك الشبه بين الوقائع الفردية وإيجاد قانون طبيعي أو قاعدة سلوكية مثل ملاحظة أن الناس يموتون فنعم هذه الملاحظة ونصل إلى قاعدة (كل إنسان فان).
الحدس فهم مباشر لموضوع بدون توسط أي عملية استدلالية ،ومن ثم فالحدس الأخلاقي ،والأخلاق تفهم بدون التفكير على الإطلاق. القانون الطبيعي حقائق والقاعدة الأخلاقية أوامر ، فالقانون خبر والقاعدة طلب ، والقاعدة هي الأوامر التي أصدرها الله للناس عن طريق الوحي ، فالمواطن يؤمن بأن الله وحده الذي له سلطة أخلاقية للبشرية.
القانون الطبيعي يصف ما تكون عليه الأشياء ،والقاعدة الأخلاقية تتحدث عما يجب أن تكون عليه إرادة الناس المكلفين. القوانين الطبيعية تقرر علاقة الحلية ،والقاعدة الأخلاقية تقرر علاقة الصلاحية الأخلاقية ،فالقاعدة الأخلاقية قاعدة منطقية فطرية مثل قانون عدم التناقض وليس قانونا علميا مثل قانون الجاذبية.
والقاعدة الأخلاقية تصف الإرادة بالخير، ولا شيء في العالم يطلق على خير أو شر إلا الإرادة الإنسانية ، والإنسان هو غاية في نفسه ،وليس كمجرد وسيلة ، وهذا ملزم من داخل الإنسان فطريا ومن قبل الوحي ، والتعامل الأخلاقي يقوم على مبدأ أن نعامل الناس باعتبارهم غايات في أنفسهم، وليس مجرد ،وسائل وذلك واجب مفروض علينا من الداخل لا من الخارج بالقسر والإكرام لنحق الأمن ،والرخاء في المجتمع الإنساني.
الغاية الأخلاقية هي تفضيل السعادة الكلية للآخرين على السعادة الفردية البحتة التي لا تعبأ بالمجموع ،وعلى هذا الأساس يمكن لمبادئ الإحساس والعدالة والمساواة معانيها الأخلاقية ، فليس ثمة إحسان أو عدالة أو مساواة لإنسان يعتزل الناس ، وإنما تكون لتلك المبادئ معانيها بالنظر إلى الإنسانية ككل ، وليس من الأخلاق في شيء أن نحقق سعادتنا الفردية على أساس تعاسة الغير أو أن نشبع حاجاتنا على أساس حرمان الآخرين أو نستهدف تحقيق سعادتنا على حساب تعاسة الناس. الغاية الأساسية للأخلاق هو تنمية الذات أي كمال الذات الإنسانية وذلك يتم بجعلها ذات صالحة وصلاحها يؤدي إلى سعادتها، والإنسان وجوهره روحي كعقل وشعور. إن أعظم خير هو الشخصية الصالحة وكل ما سواها وسيلة لذلك سلبا ،وإيجابا والشخصية الصالحة هي الشخصية السعيدة المطمئنة.
إن خير الفرد سيكون تابعا لخير المجتمع إنه ،وسيلة لهذا الخير، وخير المجتمع خير أفراده الواقعي لا المجرد المعقول والمجتمع الصالح ينتج مواطنين صالحي وأشياء تسخر لرخاء مواطنيها ،والكلية تكون صالحة ما دامت أداة صالحة لتعليم الأفراد الصدق ،والصلاح والدولة الصالحة تنظيم يسخر لتحقيق خير الأفراد وذلك بإيجاد مواطنين صالحين وتسخير العلم والتقانة لرخاء المجتمع ،وتوزيع الإمكانيات لإسعاد الجميع وهذا يتم باتفاق إرادة المجتمع على إيجاد مجتمع الأمن ،والرخاء وأصحاب القرار مسؤولون عن إرادة تحقيق الأمن والرخاء ومسؤولية الدولة هي مسؤولية الأفراد إن من واجب الفرد البحث عن صالح مجتمعه ككل لأن صالح المجتمع من صالحه. والمجتمع يقوم على الإيثار ، إيثار المصلحة العامة على المصلحة الخاصة لأن المجتمع يقوم على فروض الكفاية وتقسيم العمل والأدوار حتى تشبع كل حاجات أفراد المجتمع . والمسؤولية هذه تقتضي معاقبة من يفرض في دوره أو يؤدي المجتمع بالإضافة إلى القيام بحل المشاكل وإصلاح المنحرفين وتعليم الجاهلين ،ولولا العقاب لاستمر الانحراف ،ولعاث المجرمين في الأرض فسادا.
والمجتمع ينشأ بسبب أن كل فرد يجد نفسه عاجزا عن أن يفي بمتطلباته بنفسه ،فيلزم أن يتعاون مع الآخرين من خلال تقسيم ،وتنظيم أسلوب التعاون بين الأفراد لقد بينت الدراسات الحديثة أن المجرمين أغبياء وأن دل ذلك على شيء ،فإنما يدل على الصلاح ويحتاج إلى ذكاء يسخر في بناء ثقافة عميقة واسعة تضم كل التخصصات.
لن نستمد قوانين الأخلاق من الطبيعة الإنسانية، ولا من عادات الناس بل من العقل ذاته مباشرة. والإرادة الخيرة هي الشيء الوحيد الذي يعد خيرا في ذاته وإن هذه الإرادة لا يحكم عليها من خلال نجاحها ونتائج أفعالها بل فقط من خلال مقصدها ومسعاها والذي يجعل الإرادة خيرة هو قصد فعل الخير، وفعل الخير هو غاية الأخلاق والقانون الأخلاقي هو افعل الخير واجتنب الشر.
الفعل والعمل:
الفعل حركة غير العاقل التي تربط بالنية إذ لا نية للجماد والحيوان ، يحكم بها على كون العمل خير أو شر حيث أن الفعل حركة محايدة يسيرها القانون الطبيعي أما العمل، فهو حركة من عاقل بالغ مختار يتوجه بنيته لخير الإنسان أو الإضرار به.
السلوك الإنساني يعتبر عملا مسؤولا أمام الله إذا طابقت الإرادة الإنسانية إرادة الله الشرعية ، والله يسأل عما يفعل وهم يسألون لأنه خالق القوانين والأفكار الفطرية في العقل ،ومنزل الوحي الذي تؤكده هذه الأفكار الفطرية التي يكفرها الإنسان أي يسترها حين يجحدها.
العدالة:
العدالة تعني المساواة من حيث أن كل إنسان مساو لكل إنسان آخر، وهذا يتطلب توزيعا متساويا للإشباعات بين كل الأفراد ، والعدالة في التعامل تقتضي المساواة في معاملة الأفراد كأفراد وهذا يقتضي التوزيع على حسب الاحتياجات ، فالمجتمع الصالح يقدم ساقا صناعية لرجل فقد هذه الساق بغض النظر عن أي شيء.
إن الفكرة القائلة بأن على الإنسان أن يحصل على احتياجاته هي فضيلة الإحسان والإحسان يعني إشباع حاجات الناس حتى لو كانوا لا يستحقوها لأن ذلك من تكريم الله لبني آدم. ،والإنسان الفاضل هو الذي يسعد بإسعاد الناس.
الشر:
الخير هو أساس مبحث الأخلاق، وهو غرض أفعال الإنسان جميعا، والخير يقابل الشر ويقصد به الفعل الذي يحقق الرضا والإشباع لما فيه نفع أو مصلحة أو ما يجلبه من لذة وسعادة بحيث لا يتعارض مع الشرع والخير هو هدف الفعل الإنساني ، والهدف هو ما ننوي تحقيقه من إشباع حاجة لدى الناس بحيث لا تكون حساب أحد. الخير في التصور الموضوعي مبدأ عام مطلق ثابت في كل مكان وزمان.
الإرادة الخيرة التي تتوجه إلى فعل الخير ، والإرادة الخيرة يلتزم صاحبها بفعل الخير لأن الخير هو ما ينبغي السعي إليه أي أهداف السلوك ،وغايته المثلى. والدافع الخير هو رغبتنا الفطرية للخير والإنسان بفطرته يرغب في السعادة. الخير مطلق كامنا في الأشياء ثابتا لا يتغير بتغير الزمان والمكان. والأشياء محايدة والحكم يكون على الإرادة التي تريد بها نفعا أو ضرا.
الغاية في الأخلاق هو إسعاد الإنسان والله أنزل الوحي كي يسعده في الدنيا والآخرة والغاية هي علة الإرادة الإنسانية والإرادة تقتضي العقل والعقل هو الاختيار بين البديلات ،وما دام الإنسان مختار فهو مسؤول عن اختياره . وما دام هو مسؤول، فهو ملتزم والمسؤولية تقتضي الجزاء ،والجزاء ثواب على فعل الخير وعقاب على فعل الشر، وما دام هذا الجزاء لم يتحقق تماما وبدقة فلا بد من يوم الحساب الذي تتحقق فيه عدالة الله المطلقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق