الاثنين، 9 يناير 2012

الزمن
الثابت هو الجوهر المتغير أعراضه ، فكل شيء يتغير إلا الجوهر ،فإنه إذا تغير انعدم وهذا مستحيل.
الحركة تصدر من الجوهر،وبحسب نوعية الحركة يكون شكل الحركة ،وشكل الحركة هو العرض أو الصفة أو الحال، وفاعل الحركة هو الجوهر ،والحركة تغيير في الشكل وليس تغير في الذات أو الجوهر ،فالجوهر يتحرك بحسب قابليته للحركة بحسب نوعية الصلة التي أحدثت الحركة ،والعلة هي البرنامج العلي الذي أوحى الله به إلى الشيء كما أوحى ربك إلى النحل، وللشروط خارج الجوهر هي التي تحفر نوع من القابلية الذي له صورته الخاصة تبعاً لنوعية الشرط الخارجي.
وجودنا بتجدد أحواله ،فنحن حين نتجدد بحسب الشروط الخارجة ،ونحن حين تجددنا لا نصبح غير أنفسنا بل يتسع أفق الإدراك ،فإما أن نسعد أو نشقى ،ونحن لا نسعد إلا بصنعنا للسعادة ،فنحن إذا أحببنا أصبحنا سعداء لأن لدينا الرغبة بأن نستمتع بصنع السعادة.
فنحن حين نسعد يسرع بنا الزمن ،وإذا تألمنا شعرنا بنقل الزمن من على وجودنا ، الزمن هو في شعورنا، فنحن حين ننام بنقطع عنا الزمن ،وفي حياة البرزخ لا نشعر بالزمن إذا يقول الناس عندما يبعثون (كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) الكهف: ١٩.
فكأن الزمن مرتبط بالحياة المادية الدنيوية لا الحياة الروحية الصرفة، الروح لديها كل المعلومات المتعلقة بالكون بأكملة ،وكأنها أمام شاشة ترى، وتسمع فيها ما يدور في هذا الكون حتى تتخذ وصفها المناسب ،وتتصرف بناءً على هذه المعلومات ، فالله يبرمج الأشياء بما تحتاجه ليدخل في النظام الذي يحتاجه ،ومعلومات الروح هي التي توجه الأعضاء ،وتجعلها تأخذ الأوضاع المناسبة وإلا كيف تكون حركة الروح السابقة تختلف عن اللاحقة ،وكيف تتحرك الأشياء لو تصورنا كآلات مبرمجة من قبل الله جل في علاه ،وهو ليس كمثل شيء لكن الله قال : (واضرب لهم الأمثال).
الإنسان مبرمج ببرنامج فطري ،فالبرنامج هو الذي يحرك الإنسان كما يتوجه الطفل إلى ثدي أمه دون سابق تعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق