الاثنين، 9 يناير 2012

الفلسفة
الفلسفة:
هي الحكمة والفيلسوف هو الحكيم والفيلسوف يندهش فيبدأ يشك في معارفه النمطية حتى يثبتها إثباتا يقنعه فهو يستعمل حواسه استعمالا جيداً ويستعين بالمسلمات العقلية والحقائق العلمية كمنطلقات للاستنتاج وموضوعات تفكيره .
الحقيقة وهي البحث عن الحقيقة والبحث عن الحقيقة عمل العقل والحقيقة مطابقة التصور للوقع الخارجي بواسطة الملاحظة والتجربة ، ومطابقة التصور للواقع الذاتي وهو وصف أحوال النفس الوجدانية من اختصاص فلسفة الجمال لأفكاره من جهة أنه عدم تناقض إلى ما هو كائن من جهة وصفه فالبحث في الحقيقة من اختصاص نظرية المعرفة وهو ما يسمى بالعقل النظري .
والموضوع الثاني للفلسفة هو البحث في الناحية العملية من الإنسان ونظر العقل إلى ما ينبغي الإنسان والذي ينبغي أن يعمله الإنسان هو الخير وهو نفع الإنسان لأخيه الإنسان وهو تسخير الفكر والأشياء لمنفعة الإنسان وهذا ما يسمى العقل العملي والعقل العملي ينظر إلى كل شيء على أنه وسيلة لنفع الإنسان والإنسان هو الغاية من استعمال الأشياء .
والموضوع الثالث هو نظر العقل إلى ما ينبغي أن يكون وما ينبغي أن يكون هو بلوغ الشيء إلى كماله وبلوغ الشيء إلى كماله يجعل الإنسان يشعر بالجمال وهو الشعور بالبهجة فذلك شعور مفطور عليه الإنسان بطبعة .
فروع الفلسفة
الفلسفة موضوعها الإنسان فالإنسان فيه ناحية عقلية يختص بها المنطق وناحية عملية يختص بها الأخلاق وناحية وجدانية شعورية يختص بها الفن .
فالعلوم تختص بالوجود فكل علم يختص بجانب خاص من الوجود أما الفلسفة فتختص بالجانب العام من الوجود والوجود من اختصاص علم المنطق والوجود النفسي من اختصاص علم النفس وعلاقات الإنسان بأخيه الإنسان من اختصاص علم الاجتماع وعلاقة الإنسان بالكون من حيث تسخيره للخير وللشر من اختصاص علم الأخلاق وعلاقة الأشياء من حيث استماعه بها فهو من اختصاص علم الجمال .
أما الوجود الغيبي فهو من اختصاص الوحي ، العلوم الإنسانية هدفها سعادة الإنسان أينما كان .
نظرية الوجود
كل شيء من أجسام صغيرة غير قابلة للتجزئة والأجزاء هذه متشابهه من حيث مادتها ولكنها تختلف فيما بينها من حيث الشكل والوضع وهذه الأجزاء الصغيرة هي الجوهر وهو أصغر شيء في الوجود ولا يدخل في غيره فيه فوجوده كيفي وليس كمي فلا يزيد ولا ينقص ولا يضاف إلى غيره وهو المختلف الذي لا شبيه له ولا مثيل من حيث الفردانية والبصمية وقد خلقه الله ليؤدي وظيفة خاصة به .
ويتميز الجوهر بأنه ثابت وغير خاضع للتغير لأنه إذا تغير أصبح غير نفسه وإذا انفصل عن نفسه انعدم فالتغير لا يطرأ على مادته وإنما التغير يطرأ على صفاته (أعراضه) مثل الصلصال يتغير شكله وصورته ولا يصبح غير مادته التي هي الصلصال والحقيقة مطلقة لأنه يستحيل أن تتحول إلى وهم وهذا تناقض مرفوض عقلا بحسب فطرته .
أما حكم الأخلاق فهو تنفيذ الأمر الفطري فعل الخير للإنسان و عدم فعل الشر وذلك أن الإنسان مفطور على حب الخير لنفسه وإذا حسده فعل له الشر وكف عن فعل الخير له على الأقل .
كما أن الإنسان مفطور على حب الجمال لأنه يحب بفطرته الاستمتاع بالجمال .
الحقيقة هدف العقل والخير هدف العمل والجمال هدف الشعور .و العلم افتراض إما يثبته بالمطابقة بين التصور والوقع وإما عمل ينتظر منه أن يفيد الإنسان أو شيء يمتع الإنسان .
الوجود مادة وصورة
المادة هي الجوهر و هي الموصوف والصورة هي الصفة فصورة المادة تظهر صورة محل صورة بحسب حركة المادة الجوهرية .
وما المادة إلا محض إمكانية للتشكل على شكل صورة . المادة حركة والحركة تغير والتغير هو الصورة التي تأخذها عند تحركها والشيء يتحدد من خلال الصورة التي يكون عليها الشيء عند التحرك .
الأشياء من حيث هي تسخير خير للإنسان أو شر وقبل تسخير الإنسان لها محايدة
أنواع الموجودات
موجود خالق لا يسبقه العدم لأن العدم لا يخلق الموجود والخالق يخلق من العدم لأنه كان ولم يكن شيء معه وسيكون لا شيء معه و أشياء تنعدم وهي غير الأرواح تفنى صورتها الدنيوية لتدخل في الصورة البرزخية ثم الصورة الأخروية فالله يعطي الروح قدرة الخلق كما تحب فالله أزلي والروح ليست أزلية ولكنها أبدية والأشياء الأخرى تنعدم وقدرة الله على الخلق لا تتوقف أبداً
الفعل والعمل
الفعل حركة غير العاقل التي تربط بالنية إذا لا نية للجماد والحيوان والنبات يحكم بها على كون العمل خير أو شر حيث أن الفعل حركة محايدة يسيرها القانون الطبيعي أما العمل فهو حركة محايدة من عاقل بالغ مختار يتوجه بنية لخير الإنسان أو الأضرار به .
السلوك الإنساني يعتبر عملاً مسئولاً أمام الله إذا طابقت الإرادة الإنسانية أراد الله الشرعية والله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لأنه خالق القوانين والأفكار الفطرية في العقل و الوحي يؤكدها هذه الأفكار الفطرية التي يكفرها الإنسان أي يسترها حين يجحدها .
العقل
يعرف العقل الأشياء بواسطة المقارنة وعلى أساس المشابهات يمكنه أن يكون المفاهيم بحيث يقارن بين المعلوم والمجهول .
كل يشبه أي شيء بأنه موجود وكلما ازداد الشبه و اتسعت المعرفة.
والعلم والتقنية وسيلتا الحضارة لخلق الرفاهية الإنسانية أي تسخير العلم والتقنية لخير البشرية وذلك جعل الأخلاق هي الموجه للعلم والتقنية .
الفلسفة تنظر للإنسان كمواطن يسكن وطناً واحدا هو الكره الأرضية ويحمل جنسية واحدة وهي الإنسانية .
افتراض وجود العقل يستلزم وجود وعي الذات والذات كي تعي لا بد أ تكون موجودة وقد يكون الشيء ولا يعي وجوده ولا بد له من عقل يعي الذي خارجه والذي في داخله والوعي ينصب على ما نعيه والذي نعيه الأشياء خارجنا والمشاعر داخلنا ولا بد من نقل المعلومات باللغة فالاسم يدل على ذات عينية أو فكرة عن شيء أو قوانين تنظم الأشياء بعضها مع بعض.
يجب التعبير عن الأفكار باللغة والاسم بحد ذاته يشير إلى الجوهر والجوهر لا يخضع للامتداد وإلا كان خاضعا للتجزئة والجواهر عناصر الأشياء وهي ذرات الطبيعة الحقة وهي لا شكل لها وإلا كان ذلك مما يفترض القابلية للقسمة ولا يمكن للجواهر أن تخضع للتوالد ولا للفناء وهي فردية فلا تتماهى مع أخرى باعتبارها ماهية قائمة بذاتها .
الجوهر يتحرك حركة جوهرية مما يجعله بغير صورته (صفته) وهذه الصفات والحالات معلومات ( برامج وبرمجها الله في الجوهر) وهذه البرامج تشير إلى علاقة الجوهر الواحد بسائر الجواهر الأخرى في العالم تماما كالنقطة التي نجد فيها عدد لا حصر له من الزوايا فالله جعل الجواهر تعمل بالتوافق بعضها مع بعض فالله هو الذي برمج الجواهر فالله هو الذي خلق التناسق بين الجواهر . والله أوحي إلى الرسل بالإسلام كي يجعلوا غاية السياسة الرفاهية العامة .
العالم
يتكون العالم من أشياء ومن صور (هيئات) حالات الأشياء وصفاتها، تشكل الأشياء ( الجواهر) والتصور الذهني لهذه الأشياء وهو معناها في الذهن وحقيقتها في الأشياء خارج الإدراك سواء كان الإدراك الخارجي أو مشاعر . ويكون اللفظ حقيقي إذا تصور شيئاً موجودا فدلالة الكلمة تكون بإحالتها العينية .
مقدمة عامة
الفلسفة مرادفة في اللغة العربية لكلمة حكمة والذي يعمل في مجال الفلسفة يسمى فيلسوفا ويتميز الفيلسوف بجهده في البحث عن كل شكل من أشكال المعرفة وتراه يندهش للأشياء المألوفة فيجعل المألوف غريباً والغريب مألوفا .
المشكلات الفلسفية
العالم هل هو قديم أو حادث؟
الاتجاه المادي الصرف يرى أن العالم المادي أزلي أبدي بجواهره وأعراضه تسيره قوانين ذاتية آلية والعالم غير مخلوق ولا وجود للخالق أصلاً فلا شيء من العدم ويسمى الإتجاه المادي بالدهرية والزندقة وهذا الاتجاه يقول بالقدم الذاتي والزماني أما الاتجاه الثاني فيقول بالقدم الزماني والحدوث الذاتي أي أن الكون موجود مع الله تعالى وأما الاتجاه الثالث فيقول بالحدوث الذاتي والزماني أي أن الله خلق العالم من العدم فالله سابق للكون وخالقة وهو الذي أوجده بعد أن لم يكن شيئا مذكورا وهذا مذهب أهل الإبداع والاختراع والقائلين بالإيجاد المنفصل وبالخلق من العدم . والعالم هو ما سوى الله ذاته وصفاته والعالم حادث أي خلقه الله من العدم .
العالم حادث والحادث لا بد له من محدث ، وإنكار حدوث العالم يلزم عنه أنه لا صانع له .
إن الله خلق الكون من العدم والعدم ليس ذات فلو كان العدم ذات لأصبح نسخة من المادة القديمة والقديم لا يسبقه العدم والمعدوم ليس شيء ولا ذاتا ولا جوهرا ولا عرضا وفكرة العدم تفترض الزمان والزمان حادث والمحدث متقدم على الحادث وعلى الزمان والمكان وهما حادثان والله هو الأول ولم يكن معه شيء أي سبحانه كان ولا عالم معه ثم كان ومعه عالم .
العدم بالنسبة لإرادة الله ممكنا إذ لو كان ممتنعا لاستحال وجوده أصلا والعالم لم يزل ممكن الحدوث والله وحده هو واجب الوجود والعالم ممكن لا واجب ولا ممتع ومعنى ممكن أي أن الله على كل شيء قدير .

النفس الإنسانية
النفس هي الروح وهي الذات وهي مبدأ الحياة في الكائن الحي وهي الجوهر الفرد الكامل الذي ليس من شأنه إلا التذكر والتفكر والتميز .
والروح هي المبدأ الذي به نحيا وننمو والروح جوهر والمادة هي الأعراض . والأرواح خلقها الله من النور وهي الجوهر ولا تقبل التحلل والتبدل والتفرق .
الإنسان جوهر لأنه موصوف بالعلم والقدرة والتميز والتدبير والتصرف ومن كان كذلك كان جوهرا والجوهر لا يكون عرضا والجوهر هي الروح والروح منفصلة عن البدن ومتمايز عنه في وجودها
والروح مستقلة عن البدن ومرتبطة به والعقل والشعور وظيفتان للروح كما أن حركتها الجوهرية هي التي تسبب لها حالتها وصفتها .
أسبقية الروح على البدن
الروح جوهر وليس عرض فالجوهر هو ما خلقه الله ليبقى ولكنه لا يعود إلى العدم فالأعراض تعدم و هناك وجود لا يخلق وهو الله فهو الأول فلذا هو المبدي وهو الآخر فهو الآخر وليس بعده شيء ولا بد من وجوده لأنه قيوم الوجود بعد خلقه فالأرواح وجدت قبل الوجود المادي وتبقى بعد الفناء المادي للكون يوم القيامة .
ولما كان الروح جوهرا كاملا وكان اتصالها بالجسم اتصالا عرضيا وجب أن لا تموت يموت البدن لأن كل شيء يفسد بفساد شيء ينبغي أن يكون متعلقا نوعا من التعلق والروح منفصلة في وجودها عن النفس تماما الانفصال الروح جوهر والجوهر واحد وبسيط لا قسمة فيه ولا يعتريه فساد .
الروح تدرك أحوال نفسها وأفكارها المجردة وهي ليست من عالم الواقع المادي والموضوعي والروح لها ما يشبهها فلا تنسخ .
المعاد الأخروي
الخلاف في مسألة المعاد ليس في وجوده وإنما الخلاف في صفة المعاد الأخروي الذي يقتضيه تحقيق الإنصاف بين الناس في الحياة الآخرة الذي لا يتوفر في الحياة الدنيا .
الصفات
الصفات هي أعراض تطرأ على الذات لأن الصفة تقتضي الموصوف والصفة هي حالة من حالات الذات التي تبتدئ بها وفق فطرتها .
الصفات تختزل إلى صفتين رئيسيتين هي العلم والقدرة وهما صفتان ذاتيان وهي اعتبارات عقليه للذات القديمة والصفات لها وجود خارج الذهن والصفة عرض يعتري الموصوف فالعلم غير العالم وذلك أن الذات واحدة والصفات متعددة والذات لا تتعدد بتعدد الصفات .
الصفات إمكانيات تملكها الذات والصفات زائدة على الذات فإذا توقفت لا تعدم والصفات مغايرة للذات .
والصفات مختلفة عن بعضها البعض والصفات لا توجد منفصلة عن الذات . والصفة تقتضي موصوف لها فالذات قائمة بذاتها والصافات قائمة بها .
اختلاف الصفة عن الذات لا يعني اختلاف الذات لأن الذات إذا تغيرت أصبحت غير نفسها .
الذات غاية في البساطة مختلفة اختلافا مطلقا و غير منقسمة ليست مادة بل هي روح خالصة لها القدرة على اكتشاف ذاتها والأشياء من حولها.
واجب الوجود
هو الله الذي لا علة لوجوده وهو خالق الممكن والممكن ما لوجوده علة زائلة على ذاته كل ممكن زائدة على ذاته والكل ليس ممكن على معني أنه ليس له علة زائدة على وخارج عنه خارجة عنه الله و ذاته قبل المكان والزمان وهو سبحانه يعلم كل شيء في لحظة واحدة فالله لا يقاس بمخلوقاته والفرق بين صفات الله وصفات خلقه أن صفات الله ذاتية وصفات خلقه مخلوقه فلا يتشابه الخالق بلمخلوق لا تتقيد بمكان وزمان فهو يعلم كل شيء في لحظة واحدة دفعة واحدة فالله لا يقايس بمخلوقاته فهو متأخر عن المعلوم ومعلول عنه ، وعلم الله تام وعلم الإنسان ناقص وعلم الله شامل وعل الإنسان جزئي .
المذاهب الفلسفية
يقول المذهب المادي أن الروح صورة من صور المادة التي تتميز بالقوة والتنوع والحركة والحياة والتفكير و ليست المشاعر إلا وظائف الأعضاء والتفكير وظيفة المخ كما أن الذوق وظيفة اللسان فالمخ يفرز التفكير كما تفرز الكبد الصفراء وتهضم المعدة الغذاء والإنسان ليس إلا مجموعة أعصاب وما العقل إلا جسم منظور إليه من ناحية بعض وظائفه حيث كل شي في الوجود ويمكن تفسيره بالمادة والحركة فهما أوليتان أبديتان تتحكم فيهما قوانين ضرورية وليس للطبيعة غاية أو هدف تعمل على تحقيقه والدليل على ذلك أن التجربة لا تكشف عن وجود الجسم وأعضائه ووظائف أعضائه .
الإنسان يدرس دراسة معملية خاضعة للملاحظة والتجربة والإنسان مؤلف من جملة مواد جمعت وخلطت بعضها بالبعض الآخر بنسب صحيحة وطريقة دقيقة ويرى المذهب والروحي أن الإنسان روح لا توصف بشكل مادي وهو أكبر من حاصل مجموع أجزائه.
المذهب الروحي
المذهب الروحي يفسر الموجود بالروح وحدها وذلك المادة لا تفكر ولا تشعر والروح هي مصدر الظواهر المادية والبدنية ونحن ندرك طبيعة الأشياء بالحواس وإنما بالحواس وإنما تدركها بالتفكير المجرد وحده والإنسان يسلم فطريا بوجود شعوره وعقله والإنسان يسلم فطريا بوجود عالم معنوي سواء كان فكرا وشعور .
إن وحدة الظواهر النفسية تستلزم أن مصدرها الروح والروح مخلوقة كانت تتمتع بوجود سابق على وجودها في عالم الذر قال تعالى: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم : ألست بربكم . قالوا بلى شهدنا : أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) الأعراف 172 ( ولقد خلقناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا) الأعراف 11
الذات والصفات
الصفات الثبوتية معاني إضافية على الذات والصفات بعضها صفات ذاتية وهي الحياة وصفات علمية كالإدراك والسمع والبصر وصفات وجدانية كالحب والكره والغضب والحزن والفزع والخوف والصفات ليست عين الذات بل هي إمكانيات في الذات تتشكل بها الذات كالإرادة والكلام .
لا تكون الذات بغير صفات تتميز بها والذات جوهر والصفات هي الأعراض .
والذات كجوهر خلقها الله فألهمها فجورها وتقواها أي أعطاها الاستعداد للفجور والتقوى أي مخيرة وهي مخيرة لآن لديها عقل والعقل القدرة على الاختيار بين البديلات والذات من العالم والعالم ما سوى الله .
وذات الله أزلية كانت ولم يكن معها شيء لا يعني ثم ما زال يخلق وهو كل يوم في شأن فخلق خلق أبدي لا يفنى وهو الروح وما سواها يفنى وإذا فنيت الروح ثم أعادها فلم تكن نفسها فكل ما سوى الروح أعراض والأعراض تتبدل والروح لا تتبدل والله يوم القيامة يبدل الأشياء فتصبح في كون جديد .
الله خلق العالم من العدم فالله ليس سبب العالم بل خلقه لأنه خالق الأسباب ولا زال يخلقها ويبدلها ويغيرها بمشيئته والدليل على وجود الله مبدأ الحدوث والذي يقول أن العالم حادث لأن كل حادث له محدث والمحدث هو الله تعالى والله خلق الكون من العدم والعدم ليس ذاتاً والعدم معناه ليس شيئا ولا جوهرا ولا عرض والخلق اختراع المواد وصورها لأن القول بقدم العالم إنكار لمبدأ أن الله خالق كل شيء من العدم وهذا يقتضي نفي أزلية الكون كما تقتضي القول بأن العالم حادث خلقه الله من العدم خلقا مباشرا دون واسطة .
الزمان حادث والأسباب حوادث والحوادث خلقها الله ولا يمكنها أن تخلق شيئا إنما يرتبها أمور يرتبها الله على بعضها بعضا من أجل أن تتوقع الحوادث نتيجة بعضها بعضا .
خلق من خلق الله يمده ويقلصه لأنه خالقه والقوانين تختلف كما يريدها الله فكل شيء عند الله ممكن والإمكان ينافي الامتناع فالله لا يتصف بالعجز .
إن العالم لم يزل ممكن الحدوث وهذا يقتضي أن الحادث لم يكن قديما لأن القديم لا يحدثه شيء وهو الله وحده القديم الأزلي الأبدي وهو الذي خلق الزمان ويقف الزمان الدنيوي يوم القيامة .
الموضوع الفلسفي
تبحث الفلسفة في الموضوعات ذات الطابع الكلي والشمولي فموضوعها الأساس مطلق الوجود وأحكامه ويدور البحث الفلسفي في واقعية الوجود أي هل الأشياء لها حقيقة في الخارج – الحقائق – أم لا . أما العلم فيرصد الظواهر الطبيعية ويدرس أسبابها والعلاقات التي تربط مختلف أجزائها ، وتربطها بالظواهر الأخرى .
الفيلسوف يسأل هل للأشياء وجود واقعي ؟ في الخارج أم لا وهل وراء الأشياء وجود أعمق . الفلسفة تدرس الوجود الأعم : أعم من أن يكون ماديا هل هو وجود واجبا أم ممكنا أم قديما .
المنهج العلمي
يقوم المنهج العلمي على المنهج التجريبي ويقوم المنهج التجريبي على الخطوات التالية :- الملاحظة، الفرضية ، التجربة والقانون أو النظرية ويعتمد المنهج التجريبي على الاستقراء والاستقراء قائم على قاعدة عقلية : تشابه النتائج عند تشابه الأسباب ، أي النتائج المقدمات في صدقها أو كذبها لأن النتائج مستوعبة في المقدمات مثال المقدمة التي تقول ( كل إنسان عاقل تنطبق على كل الناس وذلك أن كل إنسان فرد يصدق عليه وصف العاقل .
هدف الفلسفة
هدف العلوم الطبيعية هو معرفة القوانين الطبيعية وتسخيرها لخدمة الإنسان ورفاهيته ، والهدف من الفلسفة الوصول للحقيقة الكلية للوجود . وذلك أن العلوم الطبيعية موضوعها البعد المادي من الإنسان فموضوعها البعد الروحي من الإنسان فلذلك تبحث في عالم الذر وعالم البرزخ والعالم الأخروي وليس في خلق الرحمن من تفاوت لأن خالقه الله وحده .
المسائل الفلسفية
تنتزع المسائل الفلسفية من مسائل العلوم أي يقوم العقل بتكوين مفهوم كلي لمجموعة من الأشياء بعد أن يميز بين صفاتها المشتركة ثم تنشي من هذه الصفات المشتركة مفهوما ذهنيا كليا يصدق على جميع هذه المجموعة فالإنسانية مفهوم منتزع من الصفات المشتركة التي تجمع بين أفراد البشر .
الفلسفة تحاول أن تنتقل من الأثر إلى المؤثر فالفلسفة تمثل البعد الأعمق للحقيقة العلمية وبالتالي تكون الفلسفة البعد المكمل للحقائق فالعلم والفلسفة يكونان صورة واحدة للعالم منسجمة متدرجة للحقيقة من المادي المحسوس إلى الباطن المجرد فالفلسفة تنتقل من الظاهر العلمي إلى الباطن الفلسفي .
الرؤية التكاملية بين العلم والفلسفة
الفلسفة تبدأ من حيث انتهى العلم فالفلسفة تكشف استقلالا تام عن الفكر فليس الفكر جزءاً من الواقعية المادية لهذا العالم والفكر ليس له تأثير في الواقع كما هو وقد يصعب التخلص من تأثيرات الواقع على المفكر والفكر مستقل عن الواقع وليس جزء منه ، والفكر ينطلق من المسلمات العقلية الضرورية للفكر .
المادة
يحول العلم المادة إلى طاقة مما جعل المادة لا تتصف بالصفة المادية كصفة جوهرية ذاتية بل هي صفة عرضية يكتسب فيها الجسم هذه الصفة في ظرف خاص ويمكن أن يفقدها في ظرف آخر .
المادية ليست صفة جوهرية للأشياء لا يمكن أن تنتزع من الشيء على الإطلاق يبقى ببقائها ويفنى بفنائها . وبناءا على ذلك فالمادية ليست صفة يتصف بها الموجود بل هي صفة عرضية .
أثبت العلم أن المركبات حالات عرضية للمادة لأنها تنحل إلى عناصر بسيطة وكذلك العناصر حالات عرضية للمادة لأنه يمكن تحويل العنصر إلى عنصر آخر وكذلك الطاقة حالة عرضية من حالات المادة العرضية وذلك لأن المادة تتحول من عنصر لآخر عندما تكون عنده على الأقل طاقة مساوية 02،1 ميقا الكترون فولت وهي تمثل كتلة الكترون والبوزيترون في حالة السكون.
الجزء
الأشياء مكونة من مادة وصورة فالمادة قابلة لأن تتعاقب عليها الصور بالتدريج والمادة محض الاستعداد والقابلية لتلقي الصورة التي تشكل .
تعريف المادة
المادة : جوهر قابل للصور والأعراض كالعجينة التي تقبل التشكل فالعجينة عند ما تشكل وتتغير أشكالها تظل عجينة فالعجينة لا ينقطع وجودها فيصبح وجودها السابق غير وجودها الحاضر والفترة التي تظل فيها الصورة تسمى حاضر وإذا تغيرت الصورة أو الحالة تسمى الحالة السابقة ماضي والصفة المنتظرة هي المستقبل .
المعرفة
ليست المعارف البشرية يتم الحصول عليها بالتعليم أو بأي طريق آخر حيث بعضها موجود بشكل غريزي في الذات البشرية فالطفل لدى ولادته يتوجه فطريا إلى ثدي أمه دون سابق علم والإنسان يولد مجهزا بقواعد معرفيه فطرية أولية والتي تشكل الأساس الفكري التي ينبني عليها مختلف نظرياته العلمية الأخرى فجميع المعارف تحتاج إليها .
الإنسان يحتاج إلى اللغة والرموز في تفكيره ، واللغة تسبق الفكر . إننا عندما نريد أن ندرس بالتجربة فإننا نتعرض سلفا أن هذا البرهان علة لتلك الحقيقة ، والذي يدفعنا إلى البحث العلمي إيماننا أن هناك أسبابا معينة لكل حادث ، وأن ما نبحث عنه لن يكون صوابا وخطأ في آن واحد وذلك أن التقسيمين لا يمكن أن يجتمعا في الموضوع الواحد ذاته وفي نفس الوقت .
إننا عندما ما نقوم بأي عملية فكرية نحاول أن نصل إلى الأسباب التي تعطينا النتائج .
إن مبدأ عدم التناقض : ( النقيدان لا يجتمعان وهو الأساس الأول والعام البديهي هو أساس كل المعارف والعلوم) .
السببية
إن الاقتران بين ظاهرتين يعني أن إحداهما علة وسبب خاص في وجود الأخرى وهذا السبب قانون كوني يعطي النتيجة في كل وقت إذا توفرت الشروط الموضوعية لذلك السبب يعطي دائما النتيجة نفسها في كل زمان إذا تحققت الشروط الموضوعية لذلك .



الأخلاق
الأخلاق علم يوضح معنى الخير والشر ويبين ما ينبغي أن تكون معاملة الناس بعضهم مع بعض وهي علم معياري ينظر إلى ما ينبغي أن يفعل .
والخلق : عادة الإرادة بمعنى أن الإرادة إذا اعتادت سلوكا سمي خلق ويأتيه عفوا دون تكلف ويبحث علم الأخلاق في السلوك الخير والشرير والدين هو الأخلاق نفسها لحديث :( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواه أبو داود وأحمد ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) رواه أبو داود والترمذي وأحمد ( قل آمنت بالله ثم استقم ) رواه مسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد .وما الإسلام إلا دعوة إلى كمال الإيمان المؤدي إلى حسن الخلق وحسن الخلق هدفه سعادة الدارين والنية هي الدافع إلى حسن الخلق والنية القصوى إرادة وجه الله وابتغاء مرضاة الله .
الأفعال التي تقع في نطاق علم الأخلاق : الأفعال الإرادية الصادرة عن قصد واختيار وعلم بما نقوم بفعله وغرض الأخلاق في الإسلام ضمان السعادة والله يثيب على فعل الخير ويعاقب على فعل الشر في الآخرة والإنسان خلق ليعبد الله ويعمل الخير فالأخلاق تكليف بالعمل بما من شأنه السعادة والطمأنينة وتأنيب الضمير بسبب اقتراف الشر والشر ظلم يدمر الحياة الإنسانية ﭧ ﭨ ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ يونس: ١٣ ولقد غرس الله تعالى فينا حب الخير فالنزعة إلى الخير فطرية ﭧ ﭨ ﭽ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﭼ طه: ٥٠ ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ الشورى: ٥٢
الشرع يهدي إلى الأخلاق والسلوك الأخلاقي فطري وقد أمر به الشرع والنبي صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن ، والأخلاق إلزام بالفطرة والضمير اليقظ والعقل الراجح المنضبط بالشرع والرأي العام السوي المؤمن بالشرع حيث الإيمان دافع للالتزام الأخلاقي . ومصدر الالتزام هو الشرع والشرع يؤمن به العقل الصحيح الذي لم تفسده الأهواء والعقل توجهه الفطرة السليمة التي لم يغيرها انحراف والأخلاق مسئولية وحساب ﭧ ﭨ ﭽ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﭼ النجم: ٤١
الأخلاق هي الفضيلة والفاضل من يفضل الوسائل التي تأتي به من خير للناس والقيام بالخير هو الواجب .
الأخلاق السيئة نزعة الأتر (الأنانية – التي هي تفضيل النفس على من سواها الغير على النفس) .
مفهوم القيمة مرادف لمفهوم الفضيلة وقيمة العقل الحقيقة وقيمة الوجدان الجمال وقيمة السلوك الخير والقيمة غاية الوسيلة وهي رغبة الإنسان في اكتشاف الحقيقة والخير .
غاية العقل اكتشاف الحقيقة وغاية الإنسان العملية الخير وهي جلب السعادة في الدارين وغاية المشاعر الجمال . والقيمة لا تختلف باختلاف الزمان والمكان .
مصدر القيم
مصدر القيم هو الشرع والإيمان بالشرع يجعلنا نحب الخير حبا جما ﭧ ﭨ ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ الحجرات: ٧.
الخير والشر :
الخير وهو المعروف والشر هو المنكر بالفطرة والشرع يدفع بالخير والإساءة الحسنى ﭧ ﭨ ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ فصلت: ٣٤
المسئولية :
هي صلاحية الإنسان بأن يكون مطالبا شرعا بالتزام المأمورات واجتناب المنهيات ومحاسبا عليها .
شروط المسئولية :
1-القدرة على أداء الفعل ( التمكين ) والقدرة تعني الاستطاعة والتمكين معناه أن يقوم الإنسان بما وهبه الله من قدرة بأن يقوم بأداء الأفعال بتلك القدرة التي خلقها الله وتهيئة كافة الأسباب المتاحة التي تعين الإنسان على أداء أفعاله على أكمل وجه إن أراد تلك أو أن يتقاعس في أدائها .
2-العلم بطبيعة الفعل ( التبين ) ﭧ ﭨ ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﭼ الإسراء: ١٥ 3-الإرادة إختيار الفعل (التبين) والإرادة النية القصد والإرادة تقتضي المراد ووسائل تنفيذه والإكراه والاطرار ما نعان للإرادة
المسئولية قبل كل شيء استعداد فطري على أن يلزم المرء نفسه أولا والقدرة على أن يفي بالتزامه والمسئولية تقتضي أن يحاسب الله عبده بنيته على الخير ويعاقبه على الشر وهذا يقتضي يوم الحساب وبما أن الدنيا ليست دار حساب ولا ثواب بل هي دار اختبار فالحساب ثم الجزاء لا يكون إلا يوم القيامة والمسئولية تكون عن القول والفعل يمر بالمراحل التالية :-
1- مرحلة الهم ( حديث النفس )|
2- مرحلة النية المؤكدة العزم
3- مرحلة أداء الفعل |( خروجه إلى حيز التنفيذ)
الجزاء
الإنسان مسؤول أي مطالب ( مكلف) ثم محاسب أي كلفه الله بقول الصدق والسكوت عن الكذب ومكلف بفعل الخير والكف عن فعل الشر ثم معرض للحساب وبعد الحساب يأتي الجزاء والجزاء هو نتيجة لازمة عن السلوك والذي قام به صاحبه بمحض اختياره خيرا كان أو شرا والجزاء مسألة منطقية ترتب الثواب علي الخير والعقاب على الشر فالجزاء العاجل في الدنيا والخير يجلب السعادة والشر يجلب الشقاوة والتعاسة فالإنسان إذا أدرك ذلك تاب والتوبة تأتي بعد الاعتراف بالذنب والندم يدفع إلى الإقلاع عن الذنب والإصلاح والتكفير عن الذنب .
والاعتداء على الآخرين يعطيهم الحق بالدفاع عن أنفسهم أمام القضاء الدنيوي والأخروي والعقوبة على فعل الشر والناس لهم الحق العفو أو المطالبة بالعقوبة .
السعادة
الإنسان بوصفه عاقلا يسعى إلى تحقيق السعادة لنفسه والسعادة إشباع الحاجات كما وكيفاً والعادة ضد الشقاوة والسعادة لا تتم إلا بالرضا التام بما نناله من الخير فاللذة جسدية والسعادة روحية والسعادة هي الخير ﭧ ﭨ ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ النحل: ٩٢
وما الحياة الطيبة إلا بالعمل الصالح وهي جزاء على الفعل الخير في الحياة الدنيا والبرزخ والآخرة والسعادة هي النعيم ﭧ ﭨ ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ الانفطار: ١٣ ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ هود: ١٠٥.
السعادة القناعة فإن غير القنوع لا يشبع قال صلى الله عليه وسلم : (من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيجت له الدنيا بحذافيرها) رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داود.
الإنسان لا يسعد إلا أن يكون آمناً ثم يكون معافاً وعنده حد الكفاية والإنسان لا يسعد إلا إذا آمن وعنده حد الكفاية والإنسان لا يسعد إلا إذا آمن بالله وأطمأن إلى قدره خيره وشره والإيمان باليوم الآخر.
السعادة حالة شعورية مصاحبة للنجاح في إنجاز عمل صالح ألزم الإنسان به نفسه أو التزم به من قبل غيره والسعادة ، تأتي من فعل الخير وترك الشر وهي تأتي من الإيمان بالله فلا تخاف رزق ولا سلطان أحد من الناس لحديث: (أزهد في الدنيا يحبك الله وأزهد فيما أيدي الناس يحبك الناس) فالذي لا يلتزم بالإسلام يشقى، والذي يلتزم بالإسلام يسعد فالذي يرضي الله يرضيه الله بكل شيء ويرضى عنه كل شيء ، والشقاء هو جزاء غضب الله تعالى عن بعض الناس فلا يشعرون بشيء فلا يقنعون بشيء ولذا كان دعاؤه صلى الله عليه وسلم (إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي).
السعادة شعور يعقب قيام الإنسان بما ألزمه الله به وهذا يقتضي الإيمان بالله والإيمان بالله يقتضي الوحي والوحي يقتضي الإيمان بالملائكة لأن جبريل أمين الوحي هو صاحب الوحي والوحي ينزل على الرسل والرسل وظيفتهم الدعوة إلى الإسلام والإسلام له كتب وآخر كتاب نزل على النبي صلى الله عليه وسلم والسنة حفظت في الكتب الصحاح والإسلام عقيدة وشريعة والإيمان بالإسلام يقتضي محاسبة الناس على تطبيقه يوم القيامة مما يستلزم الحساب يوم القيامة ثم الجزاء بالجنة أو النار بحسب العمل والمخلدون بالنار الكفار والمشركين والمنافقين أما العصاة فالله يعاقبهم بالنار ثم يخرجهم إلى الجنة.
والإسلام فرض علينا إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً والذكر والدعاء وهذه هي العبادات الشعائرية أما العبادات التعاملية فهي عمل الخير رغبة في رضا الله تعالى ، فالعبادة التعاملية هي عمل الصالحات والكف عن أذى الناس.
المصالح:
1 – حفظ الدين بنشره وتطبيعه عقلياً ووجداناً وعملاً وقولاً وتركاً ونشره بالدعوة بوسائل الإعلام الحديثة وعقلاً بتعليم الإسلام وتعلمه ووجداناً بحب الله ورسوله أكثر ممن سواهما.
وحب الناس كحب نفسك وإيثارهم على نفسك عندما تقوم بفرض الكفاية في المساهمة في صنع مجتمع الأمن والرخاء وقولاً الذكر والدعاء وقول الصدق وعدم الإيذاء بالقول بالقذف والافتراء والغيبة والنميمة ، وتركاً بترك الأذى والحفاظ على الدين بالدفاع عنه بعد تطبيقه بالقول والعمل والدفاع عنه بالسلاح إذا حرب بالسلاح.
2 – حفظ النفس:
تحفظ النفس بتعذيتها والحفاظ على سلامتها والدفاع الشرعي ضد من يهددها والتعاون على توفير الحاجات للجميع بأحدث الطرق العلمية والتقنية ومعاقبة قاتلها بالقصاص ومن أنقص منها عضواً أو اذهب منفعة من منافعها أو ضربها أو جرحها ويحافظ على النفس بالزواج وتسيير أمره نظاماً.
المنطق الصوري
المنطق الصوري لا يهتم بالواقع وإنما يهتم بتناسق الأفكار فيما بينها ذهنياً أما المنطق الحقيقي هو الذي يقيس صدق الفكر بمطابقته للواقع ويقاس صواب الأفكار بعدم تناقضها، والفكرة أساساً تصف الواقع أما الأخلاق تنشئ السلوك وتسخر الإمكانيات لخير الناس وهو ما يسميه القرآن عمل الصالحات فالأفكار في الذهن مجردة ولكنها تصف الواقع إذا كانت علمية أو تنشئ واقع لصالح الإنسان أكثر خير وأكثر جمالاً من ذي قبل فالأفكار إما تتعلق بالواقع فهي علمية أو لا تتعلق بالناحية العلمية فهي أفكار أخلاقية تتعلق بالواجب والواجب إلزام والإلزام يقتضي المسئولية عن فعل الخير و المسئولية تقتضي الجزاء على الخير خيراً وعلى الشر شراً ولما كان الجزاء لا يتحقق فيه العدالة في الحياة الدنيا فإن اتصاف الله بالكمال يقتضي اتصافه بالعدالة والعدالة تقتضي تشريع من قبل الله بواسطة الوحي والوحي يقتضي وجود رسول الله يمثل الوحي بسلوكه على أرض الواقع تتجسد فيه الأخلاق كمثل أعلى سيرة وأخلاقاً.
التطور الحديث
شهدت الساحة الثقافية والفكرية الحياتية في العالم الغربي طوال القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين النهضة ، وتحديد الحياة العلمية الثقافية وحركة الإصلاح الديني وحركة التنوير والثورة الفرنسية الكبرى والثورة الأمريكية وارتقاء النزعة الرومانسية، والثورة الصناعية وتصاعد المد الوطني وانفراط الأمة المسيحية الواحدة إلى دول مسيحية أوروبية متعددة ، والتطورات العظيمة في العلوم الطبيعية الحديثة والتقانة والطب الحديث والتطور العظيم في العلوم الإنسانية وعلم المعرفة والفلسفة والإدارة ونضج المؤسسات الديمقراطية والتقدم في البرامج الصحية وظهور نظام التربية والتعليم الحديث وظهور حقوق الإنسان.
وكان أهم أفكار العصر الحرية والمشاركة السياسية والمساواة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتسخير الطبيعة لرفاهية الإنسان وأصبحت الطبيعة والتقانة محل العبيد وهو ما يسمى بالثورة الصناعية والحداثة قامت على الثورة الصناعية وثورة الاتصالات التي ألفت الواصل بين البشر وجعلت البشر يناقشون كل الأفكار القديمة بكل جرأة حتى أصبح العالم قرية صغيرة عالمية وأصبح كل إنسان مسؤول عن نفسه (على نفسه بصيرة) يستفتي قلبه وإن أفتاه الناس أو أفتوه، ومن الأفكار التي تعرضت للشك في الفيزياء مبدأ العلية مما سمح لفكرة الاختيار وحرية الإرادة، وفي علم الإنسان ثبت بأن الثقافة الاجتماعية (المعروف ـ العرف) ترجع إلى ردود فعل اجتماعية للإنسان، والعرف والقانون أساسه تعاقدي والدين والسياسة مسؤولية شخصية ومسؤولية اجتماعية فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية المتمثلة في حقوق الإنسان.
علم الكلام
وموضوع علم الكلام هو ذات الله عز وجل وصفاته (الممكنات) علم الكلام هو العلم الذي يبحث فيه عن ذات الله تعالى وصفاته وعن أحوال الممكنات في المبدأ والمعاد.
وهو يعرض التصورات الإسلامية كالملائكة والنبوة والمعجزة والحياة البرزخية والحياة الآخرة.
ومنهجه:
1. القياس: الحركة من الكليات إلى الجزئيات.
2. الاستقراء: الحركة من الجزئيات إلى الكليات.
3. التمثيل: الحركة من جزئي إلى جزئي.
وتنقسم الأدلة إلى التالي:
1. أدلة نقلية : (الكتاب والسنة).
2. الأدلة العقلية.
النهضة
إن نهضات عالمنا أبان المئة والخمسين عاماً الأخيرة سياسية أكثر منها نهضات إحياء ديني إذ كانت الرغبة في حل مشكلة التخلف والهيمنة الاستعمارية.
وفي الغرب كان هناك تطور علمي على العكس من ذلك العالم الإسلامي. وفي الغرب تمت معالجة مشكلة الفقر إلى حد ما ولم يحصل مثل ذلك في العالم الإسلامي.
وفي الغرب قامت ثورة صناعية وفي العالم الإسلامي لم يحدث مثل ذلك.
وفي الغرب هناك نظام اجتماعي وسياسي متطور وليس في العالم الإسلامي مثل ذلك.
والنهضة العربية كانت تريد أن تحل مشكلة التخلف والهيمنة الاستعمارية وتريد تطور علمي وحل مشكلة الفقر وتطور صناعي وإيجاد نظام سياسي تقوم على الديمقراطية وتكافؤ الفرص ودولة القانون ودولة المؤسسات والمجتمع المدني وتريد نظام اجتماعي يحقق العدالة الاجتماعية ويحافظ على حقوق الإنسان.
نادى الفكر النهضوي بالوحدة واعتماد المنهج العلمي في التفكير والأخذ بالعلوم الحديثة ومحاربة الأمية.
كان الفكر النهضوي يركز على الإصلاح السياسي والاجتماعي ولو تأملنا تجربة الإسلام التي قام بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بدؤا في تغيير بمواطن الناس لتغيير الظواهر الاجتماعية فتغير الواقع الاجتماعي له حسابات ومقدماته وأسبابه الخاصة ،’ ولن يحصل بمجرد تغيير باطن الناس ، فالنبي صلى الله عليه وسلم دخل معترك العمل السياسي كرجل سياسة بكل معنى الكلمة فأقام مشاريع سياسية على أساس التوحيد والتغيير في الباطن إنما يتغير في الثقافة التي يجب أن تكون ثقافة تدعوا إلى وضع برامج علمية ودراسات دقيقة وتحولات في التوجهات السياسية والاجتماعية والأخذ بأحدث ما وصل إليه علم الإدارة والسياسة والعلوم الإنسانية التي تساعدنا على إيجاد الإمكانيات المادية والمعنوية التي تكرم الإنسان أكثر وتحترمه أكثر وتجد حل لمشاكله العاقلة ليكون أكثر سعادة ورفاهية ويجب أن يكون ذلك بنية القربى إلى الله وطلب رضوانه يجب أن نحاول إيجاد مجتمع ديمقراطي وصحة عامة وعلوم عصرية واقتصاد صناعي وأن تدخل في المجتمع المعلومي الحديث وأن أحوج ما يحتاج مجتمعنا إلى العلوم العصرية لتخلق تغييرات اجتماعية لصالح الإنسان، نحن بحاجة إلى العلم والإدارة العلمية لا بد والأخذ بالعلوم لمكتسبات إنسانية حسنة، واقتباس نتائج العلوم التجريبية، والتنمية العلمية والاقتصادية تستلزم اقتصاد معاصر وثقافة معاصرة وإدارة حديثة.
المدنية لا تصنع بتهديم وشطب المدنية السابقة ، فكل مدنية انطلقت من حيث انتهت إليه المدنة السابقة ، وأضافت إليها إنجازات جديدة.
أظن أن أهم أزمات العالم الغربي اليوم نزعته الدنيوية، وافتقاره إلى القيم الإنسانية والنهضة الأوروبية قيمياً قامت على مفهوم (الحرية) التي استلزمت رقابة الشعب.
الإيمان وحرية الفكر والإرادة
التصور الإسلامي يقوم على فكرة الإيمان وفكرة الإيمان تستلزم فكرة الفلاح في الدنيا والآخرة.
أكد القرآن الكريم على فكرة الإيمان الذي يؤدي إلى العلاج وأكد على أولوية إدارة المؤمنين للمجتمع وقيادته والإيمان هو التصديق بوجود الله وتوحيده.
الأنبياء والرسل وخاتمهم النبي صلى الله عليه وسلم وعليه نزل الوحي في شكل الكتاب وسنة.
والإيمان يقتضي تعليم تعاليم الإسلام والاقتناع بها وتحويلها إلى سلوك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي على الأرض.
وتعاليم الإسلام هو عبارة عن تكاليف (واجبات) يجب أن تحقق كمشاريع على أرض الواقع وليس عبارة عن ترانيم تردد فقط.
وهذه التعاليم جعلها الله تتواءم مع بديهيات العقل الفطري وكون تعاليم الإسلام تكاليف يقتضي أن يكون الإنسان حر حتى يكون مسؤول والمسؤولية تقتضي الجزاء الذي يتكون من فرعين الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، والإنسان لا بد لكي يكون حراً من أن يكون عالم بالتكليف قادر على تنفيذه.
والإنسان لا يكون حر إن لم يأمر بقناعاته وينكر ما لا يقتنع به فإذا وصلت الأغلبية إلى قناعات وتحول الأغلبية هذه القناعات إلى مشاريع توفر مشاريع الرخاء بقدر الإمكانيات الإجتماعية .
فالإنسان مأمور بفطرته بالحفاظ على المصلحة العامة التي يخطط لها في مؤسسات.
التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره هو التصديق المنطقي بحقيقة خارجية وهو جزء من المعرفة بعالم الوجود والعمل بالتكاليف ، فالتصديق يتعلق بمواضيع الفلسفة النظرية والعملية والجانب العملي هو الأخلاق والنظر إلى ما ينبغي أن يفعل والجزء النظري منطقي وهو ما ينبغي أن يعرف.
الإيمان حالة تكتسب معرفياً بأعمال العقل والله وحده هو الذي يحدد ما ينبغي أن نؤمن به بواسطة الوحي لأنه أعلم بمن خلق.
الإيمان بالله يقتضي الإقرار بوجود الله ونحن نعرف ما يريد منا الله بالكتاب والسنة والإيمان بالكتاب والسنة يقتضي الإيمان بأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة بواسطة الوحي والوحي نزل مع جبريل وجبريل ملاك وهذا يقتضي الإيمان بالملائكة وجبريل نزل بالكتب بصحف إبراهيم وموسى والتوراة والإنجيل وخاتم الكتب القرآن الكريم.
الإيمان بالكتاب والسنة يقتضي التكليف والتكليف يقتضي التصديق بالفرائض والتصديق بالفرائض يستلزم أداءها.
الإيمان بالرسالة معرفة تنطوي على تكاليف والتكليف يقتضي حرية الفكر والإرادة لأن الإيمان بالرسالة يعني الاقتناع بتعاليم الإسلام والتعاليم الإسلامية منها معرفة إقرارية مثل الإقرار بتوحيد الله وبالنبوة والنبوة تتضمن العبادات والشريعة (القانون)، والرسالة تعاليم والتعاليم قضايا معرفية والقضايا المعرفية لا تتأتى إلا بالتحرر الفكري (لا إكراه في الدين) والتحرر الفكري يعني نبذ الإمعية لحديث (لا يكن أحدكم أمعة وإنكار الله على المشركين قولهم ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ الزخرف: ٢٣ الاقتناع يتنافى مع التقليد.
والاقتناع بتكاليف الرسالة يقتضي حرية التفكير والإرادة.
والتفكير يتنافى مع التقليد والإمعية والجبر والإكراه ومرجعيات القوة والاضطراب والفوضى الفكرية ، والعقل طلب للحرية والحرية تقتضي الوصول إلى الاقتناع وإذا اقتنعنا بوجود الله ووجود الله يقتضي وجود رسالة تطلب منا ما يريده الله وتنفيذ الرسالة يقتضي إقرار وطلب والطلب في الرسالة أمر بخير ونهي عن الشر .
الإيمان : علم بالوحي والاستنباط منه ، والعلم يتحصل عليه بواسطة الحس والتجربة كالعلوم التجريبية أو العلوم التطبيقية والعلوم التجريبية والإنسانية كعلم الاجتماع والنفس والاقتصاد وغيرها .أو بواسطة العقل كالمنطق والرياضيات والفلسفة وبواسطة التاريخ كعلم التاريخ والجغرافية واللغة وهذه العملية تتم بواسطة النقل .
الأخلاق والدين
الدين من الناحية السلوكية يقتضي معرفة ما ينبغي أن يفعل أي معرفة تقتضي الإلزام والإلزام يقتضي المسؤولية والمسؤولية تقتضي وحرية الإرادة وحرية الإرادة تقتضي الاقتناع بالفكر الذي يطالبنا بالقول والفعل والسكوت أو الكف عن العمل ( الترك) وهذا يقتضي الحكم بكون هذا الفعل واجب الفعل والوجب ملزم أي واجب الفعل أو محرم الفعل أي واجب الترك ووجوب الفعل يقتضي أن الفعل مفيد لأن الفعل يقتضي الأمر بالمفيد والتحريم يقتضي أنهي عن المضر (الشر) لأن الله ليس بظلام للعبيد وهذا ناتج من أن الله حرم على نفسه الظلم وهذا ما تقتضيه صفة الحكيم وفكرة الخير تقتضي الثواب على فعل الخير وفكرة الخير تقتضي ضدها الشر وفكرة الشر تقتضي العقاب على فعل الشر .وهذا ما يسمى بالجزاء والجزاء تقتضيه فكرة العدالة والله سبحانه عادل والعدالة تقتضي وجود شريعة تنظم علاقات البشر وما دامت الدنيا لا تتحقق فيها العدالة كاملة فلا بد من يوم للجزاء والجزاء يقتضي الحساب والحساب على من عمل على إسعاد البشرية رغبة في إرضاء بدار السعادة فأنت اعمل ما تستطيع والله يجازيك الله على قدر إمكانيتة في الجنة والله على كل شي قدير .
الجزاء من جنس العمل تسعد بإسعاد الناس وتشقى بإشاء الناس ( قاعدة المساواة) التكليف يقتضي ثبات تعاليم الرسالة لأن عدم الثبات يعني التناقض والعقل يأبى التناقض .
وأصل الرسالة عمل على إزالة الآلام وحل مشاكل الإنسان والمشاكل التي يتعرض لها الإنسان بفعله عن قصد يسأل عنها والتي خارج عن إرادته فإن الله يعوضه عنها يوم القيامة والإنسان مطالب بأن يغير الأوضاع السيئة بواسطة العلم وإيجاد إمكانيات الحلول بواسطة الاجتهاد العلمي ، والرسالة تطالب ببذل الجهد في جعل حياة الإنسان أكثر أمناً ورفاهية والرسالة تطلب برفع الآلام والتوترات وحل المشاكل بعهدة العلم ، والتي لا تستطيع رفعها أو حلها نجتهد علميا بحلها وهذه أخلاقية والرسالة الإسلامية والرسالة مهمتها علاج الشرور والأضرار والآلام والأوجاع والأخلاق من مقتضيات الإيمان بالله الرحمن الرحيم لأن صلى الله عليه وسلم صرح قائلا ( أنا نبي المرحمة) وهذه تقتضي جوهر رسالة الإسلام . وإن الإسلام له غاية واحدة في الحياة الدنيا هي إيصال الناس إلى الطمأنينة والسرور ﭧ ﭨ ﭽ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﭼ الرعد: ٢٨ ولحديث ( أفضل الأعمال إدخال السرور إلى قلب المؤمن ) والسرور ينتج عن مشاريع يخطط لها لإشباع حاجات البشر لتصبح الحياة أفضل رفاهية وأمنا .
الحرية في الإسلام أساس التعامل بين الأفراد والمجتمع على التعاون على البر والتقوى والتعاون على البر يعني إيجاد الخيرات ومنع الإثم والعدوان وهذه هي أخلاقية السياسة الإسلامية التي تقوم على التشاور في توفير الخير وإزالة الشر .
الدين والعقل
العقل يقتضي الإيمان بأن الله واحد أحد فرد صمد ليس كمثله شيء منفصل عن العالم الذي خلقه والتوحيد يقتضي استحقاق الله للعبادة وهو سبحانه الذي يعرفنا كيف نعبده بواسطة الوحي والعقل يقر بأن الله على كل شيء قدير فعله وقدرته دائمين في العالم مطلق المشيئة قادر على القيام بأي فعل يريده عليم بكل شيء عليم حكيم خبير يوجهنا بوحيه إلى ما هو خير لنا لأنه لو تركنا لأهوائنا لتصارع البشر .
العقل حجة لأن الله فطره على الإيمان به وعلى بديهيات الأخلاق مما هو الحال في القضايا الرياضية والهندسية والعقل في أساسه حكم على المتماثل وما التجربة إلا حكم على المتشابهات على بعضها ( حكم الأمثال فيما يجوز فيما لا يجوز واحد)
والله جل شأنه له ذات لا تشبه ذات المخلوقين وما دام له ذات لا تشبه المخلوقين إذن صفاته لا تشبه المخلوقين وله أفعال لا تشبه أفعال المخلوقين وأفعاله سبحانه أما تكوينية أو تشريعية والأفعال التكوينية تتعلق بحكمة الله والغاية من الخلق .
والغاية من الخلق هو عبادته وما من شيء إلا يسبحه ويعبده على الطريقة التي اقتضاها لعباده والرسالة جاءت لتعلمنا كيف نعبده وأن نعمل الخير إرضاء له سبحانه حتى ننال الجزاء الأوفى .
الدين يتعلق بالإيمان والإيمان بالله يقتضي الشعور بالإلزام الأخلاقي إرضاء الله والإلزام الأخلاقي يقتضي العقل والاختبار والبلوغ ومعرفة التكليف والقدرة على تنفيذه وهذا يقتضي الجزاء الذي يقتضي الإثابة على بالخير وبالعقاب على الشر وهذا لا يتحقق بشكل كامل إلا يوم القيامة .
وتعد قضايا الإسلام قضايا قام العقل على إثباتها بالأفكار الفطرية في العقل لأنها صبغة الله فمن أحسن من الله صبغة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق