الاثنين، 9 يناير 2012

إمكانية المعرفة وحدودها:
المعرفة ممكنة بديهة ولكن لا نعرف كل شيء بل المعرفة تتطور، وتزداد ويظل هناك شيء لا نعلمه ألا، وهو عالم الغيب، وعالم الغيب مصدره الوحي وكذلك ما ينبغي أن يفعل ألا، وهو الأخلاق التي مثلها الأعلى الخير لقد أجاب اليقينيون على سؤال هل المعرفة ممكنة؟ بنعم وأجاب الشكاك بلا، وقد انقسم الاعتقاديون أو اليقينيون إلى قسمين قسم سطحي ساذج يمثله الرعاع، وهم أولئك الذين يعتقدون بعدم النقد ،والتمحيص ما يشاهدونه أو يسمعونه أو يقرأونه ....الخ. وأجاب اليقينيون على سؤال : ما حدود المعرفة ؟ أي إذا كان في إمكاننا أن نعرف هل نحن نعرف كل شيء أي أن هناك حدود نتوقف عندها في معرفتنا. إننا نجد اليقينيون ينقسمون بالنسبة لمسألة حدود المعرفة إلى:
1- يقينيين حسيين ويمثلهم لوك.
2- يقينيين ويمثلهم ديكارت.
3- يقينيين حدسيين ويمثلهم برجسون.
اليقينيون الحسيون:
ذهب اليقينيون إلى أن المعرفة ممكنة لكنها محدودة بحدود الحواس وحدها، ولا نستطيع أن نعرف ما وراء الحواس شيئا كالأفكار الفطرية والتصورات العامة ،والإنسان لا يولد مزود بمعارف فطرية ،وأدوات المعرفة هي الحواس التي تدرك العالم الحسي بما فيه من ،وقائع وجزئيات أما عالمنا الداخلي من عواطف ،واتجاهات ،وميول فنحن ندركه بقوة الاستبطان وهي قوة حدسية.
اليقينيون العقليون:
يرفض اليقينيون العقليون المعرفة الحسية، ويقولون بالمعرفة العقلية المحدودة بحدود العقل وإطار الفكر الواضح المميز. ويعترفون بأفكار الفطرة ، ويقيمون المعرفة كلها على أساس الفكر ، والعقل وحده أداة المعرفة ، وعن طريق الشك نتوصل إلى أننا نفكر وعن طريق الفكر نتوصل إلى أننا موجودون ، وعن طريق التفكير بأن الله تعالى كامل نتوصل إلى وجوده الواجب ثم نتوصل إلى وجود العالم ،والعالم امتداد هندسي.
ببداهة العقل نسلم بوجود الله والروح والعالم ، والخلاصة ممكنة في إطار حدود العقل،والحواس معا أي في حدود ما له جانب حسي يمكن وضعه في زمان، ومكان اليقينيون الحدسيون.
يقول اليقينيون الحدسيون أن مصدر المعرفة الحدس أو القدرة أو الوجدان ،والمعرفة ممكنة في حدود الحدس وفي غير الحدس لا نعرف شيئا والحدس مشاركة ،وجدانية تكشف الخصوصية الذاتية ،والمعرفة الحدسية تختلف عن المعرفة الحسية ،والعقلية معا.
مصادر المعرفة:
المعرفة هي تدرك بالحس أم بالعقل أم هما معا أم ليست بالحر، ولا بالعقل إنما تدرك المعرفة بالحدس.
العقليون يقولون أننا ندرك المعرفة بالعقل فقط، وأن لدى الإنسان معارف فطرية فطرنا الله عليها كدليل على أنه الخالق.
أما اليقينيون الحدسيون فيقولون بأننا ندرك مشاعرنا بالحدس ،وهذا مما يجعل العقل ،والحواس غير قادرين إدراكه بالمشاعر ، والمشاعر مختلفة من شعور إلى شعور ،ومن فرد إلى فرد والمشاعر (الحالات الذاتية) كيفية وليست كمية الحواس تدرك الأعراض، والعقل يدرك الثابت والمشاعر أعراض للذات.
طبيعة المعرفة:
ما طبيعة المعرفة هل هي ذات طبيعة، واقعية أم أنها ذات طبيعة مثالية ؟
يرى الواقعيون أن العالم الخارجي موجود كما يتبدى لحواسنا تماما، والحواس تنقله إلينا كما هو دون تحريف الواقعيون السذج يرون دور المعرفة كدور آلة التصوير تنقل الظواهر الخارجية كما هي دون دواعي أو تفكير.
أما الواقعية النقدية ،فتقول أن الإنسان يعي ما يعرفه وينقده ، محللا ومركبا لظواهر العالم الخارجي ولا يكتفي بالتسجيل.
أما المثالية الذاتية تقول بأن الحقائق والمعارف توجد في ذاتنا ،وفي داخل عقولنا وإننا ولدنا بها وهي فطرية فينا وأما المثالية الموضوعية ،فتقول بأن الحقائق والمعارف توجد في موضوع خارجي لكنها مثالية أي المثل في عالمنا مثالي غير العالم الذي نحياه، وأما المثالية المطلقة، فتقول أن المعرفة ذات طبيعة مثالية بحتة ،فالذات والموضوع معا أصبحا من طبيعة مثالية خاصة.

هل المعرفة ثابتة أم أنها متغيرة؟
الفلسفة العقلية ترى أن المعرفة ثابتة لا تتغير لأنها فطرية وليست مكتسبة ، وأننا لا نختلف من فرد لآخر، فكل إنسان حاصل على نفس القدر من المعارف الحاصل عليها غيره ، وهذا يعني أن هناك مساواة بين الناس جميعا سواء كانوا أطفالا أم شبابا أم كهولا أم شيوخا، سواء كانوا بدوا أم حضرا.
إن القول بأن الحقيقة تتغير يعني أنها تصبح غير حقيقة لأن الشيء يستحيل أن يكو هو ليس هو ،وأن الصفة لا تكون هي وليست هي في نفس الوقت ،وفي نفس المكان ،والإثبات، والنفي لا يجتمعان كما أن العدم والوجود لا يجتمعان.
نظرية المعرفة الفلسفية تتعلق بالحقيقة، والحقيقة هي مطابقة التصور للواقع والتصور يصاغ بالقول والقول الصادق هو الخير المطابق للواقع ،والحقيقة هي المثل الأعلى العقلي وهو وصف ما هو كائن والحقيقة قيمة عقلية ،والحقيقة ما يطابق التصور خارج الذهن، فهناك عارف وهو العقل ومعروف وهو الموجود أمام العقل، وصورة الشيء المأخوذة عن المعروف واللفظ الذي يطلق عليه من أجل التواصل ،والموجود له ذات وصفات عينية ، الحقيقة ليست نسبية بل مطلقة ،فمن المستحيل أن تكون هي وليست هي المعرفة لها علاقة بالخير لأننا لا ننوي فعل الخير قبل حكمنا على الإرادة الإنسانية ،ولا نستمتع بالجمال قبل معرفتنا عن الشيء أنه جميل لأن القيمة حكم ،فالحقيقة حكم على أن هذا التصور مطابق للواقع وعلى أ، الإرادة خيرة وعلى أن الشيء جميل إن بلغ كماله الخاص به.
الفلسفة تدرس نظرية الوجود ونظرية القيم والقيم ثلاثة: الحق والخير والجمال.
المعرفة تتعلق بالعقل النظري ،والأخلاق تتعلق بالعمل العملي والفن يتعلق بالعقل الوجداني. والعقل يستعين بالحواس لإدراك العالم الحسي. ويستعين بالبصيرة لإدراك الأفكار الفطرية والمكتسبة، ويدركه المشاعر بالحدس.

مراحل التفكير:
عملية التفكير.
1- مضمون الفكر والأفكار.
2- الموضوع الذي يتعلق به الفكر، ويقصد إليه دون التقيد بأي حكم سابق أو أية قضية مسبقة عن الحقيقة الموضوعة.
الاستبطان يكشف العقل من الداخل، وتقوم الملاحظة باكتشاف الخارج.
خصائص المعرفة العلمية:
1- الصياغة العلمية الدقيقة.
2- التنظيم : الإنسان يولد ولديه أفكار فطرية ،ومن بينها فكرة النظام بحيث يوجد في العقل نظام منطقي ،وأن الكون فيه نظام أي تحكمه قوانين.
3- التعميم : التعميم يعني التشابه والإطراد للقوانين والتعميم يتم بتجريد الأفراد من الصفات المميزة لهم ،والإبقاء على ما هو مشترك بينها.
4- إمكان اختبار الصدق للفرض.
5- الموضوعية : أي أن الفعل ينته إلى موضوع خارجه.
6- المعرفة تراكمية.
7- التفسير بالقانون للظواهر الطبيعية وتفسير الظواهر الإنسانية بالنية.

القضية:
تتألف القضية من جزئين الاسم والفعل ، الاسم كلمة مجردة عن الزمان والفعل كلمة تدل على الزمان. والقضية إما سالبة أو موجبة كلية أو جزئية مثال: كل إنسان فان: زبد أبيض.
القياس:
هو مجموعة قضايا ومقدمة ملزم عنها نتيجة بالضرورة ويتألف القياس من:
مقدمة كبرى ، ومقدمة صغرى ، ونتيجة وثلاثة حدود: حد أكبر ، وحد أوسط، وحد أصغر، والقضايا إما كلية أو جزئية أم مهملة.
مثال: ليست اللذة خيرا.
مثال كل إنسان فان مقدمة كبرى : م ك
سقراط إنسان مقدمة صغرى : م ص
سقراط فان : نتيجة.
وفي كل قياس يلغي الحد الأوسط فالحد الأكبر يلغي الحد الأوسط ، فالحد الأكبر (الفناء) والحد الأوسط ( إنسان ) والحد الأصغر (سقراط).
غاية الفلسفة:
غاية الفلسفة هي معرفة الكائن بما هو كائن بغض النظر عن صفاته.


ينقسم الإدراك البشري إلى قسمين التصور ، والآخر التصديق هو الذي يكشف عن وجود واقع موضوعي للتصور. والمعارف الأساسية يشعر بضرورتها العقل لأنه متقين بصحتها مثل مبدأ عدم التناقض ومبدأ العلية، والمبادئ الرياضية الأولية وعلى هذه المبادئ تقام سائر المعارف والتصنيفات، فالتجارب تعتمد عليها مثل القانون الذي يعتمد على مبدأ السببية.
إن الصورة الذهنية التي نكونها عن واقع موضوعي معين فيها ناحيتان ، فهي من ناحية صورة الشيء ووجوده الخاص في ذهننا ، فالفكرة موضوعية باعتبار تمثل الشيء فيها لدى الذهن. والشيء الذي يمثل لدى الذهن تلك الصورة يفقد كل فعالية ،ونشاط ما كان يتمتع به في المجال الخارجي ، بسبب التصرف الذاتي.
والفارق بين الفكرة والواقع هو في اللغة الفلسفية : الفارق بين الماهية والوجود. إن الحقيقة مطلقة ،وغير متطورة وإن كان الواقع الموضوعي للطبيعة متطورا ومتحركا على الدوام.
وإن الحقيقة تتعارض تعارضا مطلقا مع الخطأ ،فالقضية البسيطة الواحدة لا يمكن أن تكون حقيقة وخطأ.
هناك وجودان وجود ذاتي للإحساس أو الفكر، ووجود موضوعي للشيء المحسوس، إنه واقع وصورة منعكسة عنه ، إذن الفكرة نتيجة الشيء الموضوعي أي علاقة سببية.

الإدراك :
الإدراك ليس بذاته مادة ، ولا هو ظاهرة بعضو مادي كالدماغ ، أو منعكسة عليه لأنه يختلف في القوانين التي تسيطر عليه ، عن الصورة المادية المنعكسة على العضو المادي فهو يملك من الخصائص الهندسية ـ أولا ـ من الثبات ـ ثانيا ـ ما لا تملكه أي صورة مادية منعكسة على الدماغ ، إن الصورة والإدراكات تجتمع أو تتابع كلها على صعيد الإنسانية المفكرة، وليست هذه الإنسانية المفكرة شيئا من المادة كالدماغ أو المخ ، بل هي درجة من الوجود مجردة عن المادة (الروح).
إن الإدراكات والصور العقلية ، ليست مستقلة في وجودها عن الإنسان وليست حالة أو منعكسة في المخ ، وإنما هي ظواهر مجردة عن المادة بالجانب اللامادي من الإنسان (الروح) وهي التي تفكر وتدرك لا المخ ، وإن كان المخ يهيئ شروط الإدراك للصلة بين الجانب المادي والروحي من الإنسان ، المبادئ المنطقية والرياضية وغيرها من الأفكار التأملية تنبع من العقل ، ولا تتكيف بمقتضيات البيئة الاجتماعية وإلا كان مصير ذلك إلى الشك الفلسفي المطلق في كل حقيقة ، إذ لو كانت الأفكار التأملية جميعا ، تتكيف بعوامل المحيط ، وتتغير تبعا لها ، لم يؤمن على أي فكرة ، أو حقيقة من التغير والتبدل.
إن تكيف الأفكار العملية ، بمقتضيات البيئة وظروفها ، ليس آليا بل هو تكيف اختياري ينشأ من دوافع إرادية في الإنسان تسوقه إلى جعل النظام المنسجم محيطه وبيئته ، بذلك يزول التعارض ـ تماما ـ بين المدرسة الوظيفية والمدرسة الفرضية في علم النفس.
الحياة الاجتماعية والظروف المادية ـ لا تحدد أفكارنا ومشاعرنا آليا عن طريق المنبهات ، والإنسان يكيف أفكاره تكيف اختياريا بالبيئة والمحيط ، فالإدراك هو السبب في إثارة المنبه لشرطي الاستجابة المنعكسة.

المقولات الفلسفية:
1- الكم كالمقادير.
2- الكيف كالأبيض.
3- الوضع كجالس.
4- الفعل يقطع.
5- الجوهر كالروح في الإنسان.
6- الإضافة كالضعف.
7- الملك : ذو مال.
8- الانفعال: ينقطع.
9- المكان: في المدرسة.
10- الزمان: الأمن.

المشكلات الفلسفية
العالم هل هو قديم أو حديث

الاتجاه المادي الصرف يرى أن العالم المادي أزلي أبدي بجواهره وأعراضه تسيره قوانين ذاتية آلية ،والعالم غير مخلوق ولا وجود للخالق أصلا فلا شيء يكون من العدم ،ويسمى الاتجاه المادي بالدهرية ، الزندقة وهذا الاتجاه يقول بالقدم الذاتي والزماني ، أما الاتجاه الثاني فيقول بالقدم الزماني والحدوث الذاتي أي أن الكون موجود مع الله تعالى ، وأما الاتجاه الثالث فيقول بالحدوث الذاتي والزماني أي أن الله خلق العالم من العدم ، فالله سابق للكون وخالقه وهو الذي أوجده بعد أن لم يكن شيئا مذكورا ، وهذا مذهب أهل الإبداع والاختراع والقائلين بالإيجاد المنفصل وبالخلق من العدم ، والعالم هو ما سوى الله ذاته وصفاته حادث بقدرة الله بعد أن لم يكن ، أي : وجد بعد العدم.
العالم حادث والحادث لا بد له من محدث ، وإنكار حدوث العالم يلزم عنه أنه لا صانع له ، إن الله خلق الكون من العدم ، والعدم ليس ذات فلو كان القدم ذات لأصبح نسخة من المادة القديمة، والعدم هو الشيء قبل أن نخلق لم يكن شيئا، والمعدوم ليس شيء أي ليس ذاتا ولا جوهرا ولا عرضا . فكرة القدم تفترض الزمان ، والزمان حادث والمحدث متقدم على الحادث ، فالله متقدم على الزمان والمكان لأنهما حادثان ، والله هو الأول أي سبحانه كان ولا عالم معه ثم كان معه عالم.
العدم بالنسبة لإرادة الله ممكنا إذ لو كان ممتنعا لاستحال وجوده أصلا هو العالم لم يزل ممكن الحدوث ،والله وحده هو واجب الوجود والعالم ممكن لا واجب ولا ممتع، ومعنى ممكن أي أن الله على كل شيء قدير

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم بعض المعلومات الواردة في هذا المقال في بدايته كنت قد قرأتها في إحدى المطبوعات غير مذكور فيها اسم الكتاب وكنت في خضم البحث عن عنوانه ولازلت هل يمكن أن تقول لي عنوان الكتاب وشكرا.

    ردحذف