الاثنين، 9 يناير 2012

بلاد الشام
وصل البشر إلى الشام وتوزعوا جماعات أكبرها في غوطة دمشق وعلى الساحل وبقية الشام.
وكان إبراهيم عليه السلام قد قدم من العراق إلى الشامل وسكن في الخليل وجاءت سنوات عجاف فارتحل إلى مصر وعاد إلى الخليل واستقر فيها وأهدته سارة أمتها هاجر وقالت عسى الله أن يرزقنا منها غلاماً وحملت منه ووضعت ولدها إسماعيل عليه السلام ، فسار بهاجر إلى مكة المكرمة فتركها هناك، ودعا الله:(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) [إبراهيم: ٣٧].
وعاد إبراهيم عليه السلام إلى الشام، وهاجر لوط عليه السلام ابن أخ إبراهيم عليه السلام ، وأقام بدوم جنوب البحر الميت، (كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير) ، فبعث إليهم وكانوا يأتون الذكران، وأرسل الله إلى لوط عليه السلام ملائكة في هيئة بشر فحاولوا أن يفعلوا الفاحشة بهم فمنعهم لوط عليه السلام قائلاً لهم:(قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولبا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد) [هود: ٧٨].
وطمأنته الملائكة ونصحته بمغادرة البلد مع أهله ليلاً ، وبشر الله إبراهيم عليه السلام بولد من سارة بعد إسماعيل عليه السلام بـ 13 سنة ، وكان إبراهيم عليه السلام قد بلغ عتياً (عاش175 عاماً) وزوجه عجوز عقيم ، وقد بشرته الملائكة وهم في طريقهم إلى قوم لوط ليهلكوهم ، وقد ولد له إسحاق ، وقد نشأ في الخليل ورزق بيعقوب (وهو إسرائيل)،وعاش إسحاق 180 عاماً وبعثه الله رسولاً ليدعو إلى الإسلام بعد موت أبيه.
ويعقوب عليه السلام هاجر إلى حران شمال بلاد الشمال وتزوج هناك ورزقه الله باثني عشر ولداً منهم يوسف عليه السلام وشقيقه بنيامين وبعثه الله ليدعو إلى الإسلام بعد أبيه إسحاق عليه السلام ، وعاش إسحاق(147) عاماً.
وكان يعقوب يعطف على يوسف وبنيامين لوفاة أمهما دراحيل، وحسد أخوة يوسف يوسف ، فرموه في غياهب البئر ، وعادوا إلى أبيهم بيكون ، وقالوا لأبيهم أكله الذئب، ومرت قافلة متجهة من الشام إلى مصر فأخرجوه من البئر ، وباعوه في مصر إلى العزيز، ورباه ، فلما كبر رادته امرأة العزيز عن نفسها فامتنع ، وادخل السجن وبقي فيه بضع سنين وأخرجه الحاكم بعدما فسر له الرؤيا التي رآها ، وبعد أن اعترفت امرأة العزيز وعينه العزيز على إدارة المالية والتصدير ، فكان يبيع القمح للبلاد المجاورة ، وجاءت قوافل الشام ، ومعهم أخوه يوسف فعرفهم ، ولم يعرفوه فباعهم ، وطلب منهم إحضار أخيهم المرة القادمة ، ثم عادوا وأخبروا أباهم فرفض ، وألحوا عليها فوافق وذهبوا إلى مصر واشتروا ، وعندما عادوا قبض عليهم متهمين بسرقة صواع الملك الذي وضعه معهم ففتشهوم فوجدوه في رحل بنيامين ، فأخذه يوسف وعادوا ، فأخبروا أباهم فحزن حزناً أعماه ، وأمرهم بالبحث عن يوسف وأخيه ، وذهبوا إلى مصر فعرفوا يوسف عليه السلام ، فعفا عنهم ، وطلب منهم أن يعودوا بأهلهم جميعاً ففعلوا ، فانتقل بني إسرائيل إلى مصر ، وكان عددهم مئة وبقوا في مصر (50) عاماً ، ثم غادروا مع موسى عليه السلام ، وهم أكثر من(1600) عدا الذراري، وقد هاجر كثير من الناس إلى الشام ، والعراق وجزيرة العرب ، فقامت الدولة العمورية في المناطق الشمالية ، وقامت الدولة الفينيقية على سواحل البحر المتوسط والدولة الكنعانية في فلسطين وما حولها وقد عبدوا جميعاً الأصنام ، فأرسل الله إليهم كثيراً من الرسل ، فلم يجدوا إلا التكذيب والتمادي في الكفر فمنهم:
أيوب عليه السلام
أرسله الله إلى بني إسرائيل ، وكان كثير المال والأهل فسلب منه ذلك وابتلى في جده (18) عاماً ثم شفاه الله ، واستمر يتنقل في شمال سوريا يدعو إلى الإسلام.
ومن أنبياء بني إسرائيل اليسع عليه السلام وإلباس عليه السلام بعث إلى بعلبك ولبنان ، وقاد يوشع بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام ، وهو فتى موسى ، وكان هارون عليه السلام توفى وبنو إسرائيل مازالوا في التبه في صحراء سيناء ، وتوفى موسى عليه السلام في هذه الفترة ، وقد استمرت (40) عاماً. ومن بقى منهم خرج مع يوشع ، فذهبوا إلى البيت المقدس ، ونظم يوشع جيشاً من بني إسرائيل ، وقسم إلى 12 قسم حسب الأسباط ، أبناء يعقوب (إسرائيل) واستطاع أن يفتح بهم أريحا بيت المقدس ثم لبث فيهم 27 عاماً يحكم بالتوراة ، وبعد موته انحرفوا عن الإسلام ، وفي هذه الفترة جاء الأراميون وأسسوا ممالك قوية في دمشق وحماة و غيرها، وقد عبدوا الأصنام؛ وأشهر أصنامهم عشتار وأدونيس.
وتولى أمر بن إسرائيل بعد يوشع بن نون ، ولم يطل عهده ، وتفرقت بعده بني إسرائيل ، وضعف أمرهم ، فكانوا يفسرون في الأرض ويقتلون أنبياؤهم ، فسلط عليهم الأعداء وبدل الأنبياء بملوكً جبارين طغاة فسفكوا دمائهم ظلماً وعدواناً، وعذبوهم وتغلب عليهم أهل غزة وعسقلان ، وسلبوا منهم التابوت الذي كان يحتوي على رفات يوسف عليه السلام ، ثم انقطعت النبوة في بني إسرائيل ، وانقسمت دولتهم ، واستمروا على ذلك(40)سنة تقريباً ، إلى أن بعث الله إليهم بعد ذلك شمويل رسولاً.
وشمويل عليه السلام ، وطالبه بنو إسرائيل بالقتال وأن يعين عليهم ملكاً ليقاتلوا معه فاختار لهم طالوت ، فماطلوا في البداية لفقر طالوت ، فلم تحققت تلك المعجزة انضموا تحت قيادته ، وحدث القتال بين بني إسرائيل وبين العمالقة بقيادة جالوت في مرج الصفر (جنوب دمشق) وقاتل داوود عليه السلام جالوت الجبار بحجارة ومقلاع فقط، وكان داوود غلاماً حدثاً في جيتس طالوت ، واشتهر داوود بين قومه ، وكان طالوت قد وعد أن من يقتل جالوت بعطية نصف ملك ويزوجه ابنته فتنازل عن الملك لداوود ويزوجه ابنته ، فأتاه النبوة والملك وأنزل عليه الزبور ، وكان يعمل حداداً وخلفه في الرسالة ابن سليمان عليه السلام واتاه الله ملكاً عظيما، وتابع جهاد والده ووصل إلى دمشق وأخضع اليمن من السبئيين وتزوج ملكتهم بلقيس وأبقاها على اليمن خاضعة له، وآمنت مع سليمان هي وقومها ، وقد جدد بناء المسجد الأقصى الذي شيده يعقوب عليه السلام بعد بناء الكعبة بأربعين عاماً.
واستمر سليمان عليه السلام في ملكه 20 عاماً يحكم بالإسلام ، وبعد أن لحق بالرفيق الأعلى خلفه ابنه رحبعام وضعف بنو إسرائيل من بعده وزاد فسادهم.
وقد حاول الكلدان دخول بيت المقدس بقيادة ملكهم سنحاريب فأهلكهم بدعاء هذا النبي عليه السلام ، فلم يزداد اليهود إلا شراً فقتلوا نبيهم شعياً ، كما ورد ابن كثير(ص447) ، وبعث الله بعده النبي أرميا بن حلقيا عليه السلام وغيره من الأنبياء ، فاستمر اليهود في تكذيب أنبيائهم وقتلهم.
ملاحظة ما كتبته عن الأنبياء إنما أخذته عن كتاب: (موجز التاريخ الإسلامي ـ تأليف أحمد معمور العسير) والأخ أحمد معمور عسيري أخذها من القرآن الكريم والحديث النبوي والإسرائيليات المدنونة في قصص الأنبياء ، وتفسير القرآن الكريم لابن كثير.
وقال الني × : (ما حدثكم به أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم)[رواه أبو داوود في سننه ج3، ص285].
ولقد سلط الله على اليهود الملك الكلداني البابلي بختنصر فهدم بيت المقدس وقتلهم وشردهم في الأرض ، وسكنوا الحجاز ومصر وغيرها، وقضى الفرس على الكلدانيين ، واستولوا على الشام ومصر.
وتنقل الناس من الشام باتجاه الأناضول وجنوب أوربا (المشرفة على البحر المتوسط) ثم امتدت الهجرات إلى أوربا الشمالية ، وكانت أكثر الجهات عمراناً منطقة البلقان وإيطاليا، وقد أسسوا حكومات قوية هناك وكان أبرزها مدينة الأغريق ثم الرومان.
ولما ضعف الكلدان بعد بختنصر عاد بنو إسرائيل إلى بيت المقدس وعمروه ، ولكن بقوا ضعفاء ، فخضعوا للفرس ثم للأغريق ثم للرومان.
وكان من أواخر أنبياء بني إسرائيل زكريا وابنه يحيى عليهم السلام واستمروا في الدعوة إلى الإسلام حتى قتلوهما ، وكان آخر بني إسرائيل عيسى عليه السلام ، وقد ولد في بيت لحم في فلسطين، وكانت والدته مريم العذراء عليه السلام ، وكانت أمه قد تربت في بيت النبي زكريا عليه السلام ، وكان زوج خالتها ، وأقام عيسى بن مريم عليه السلام في الناصرة في فلسطين وأخذ يدعو إلى الإسلام وأنزل الله عليه الإنجيل ، وكان عليه السلام يعظ كل من يلتقي به ، ومن معجزاته شفاء المرضى وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله تعالى، ولازمه الحواريون في الدعوة إلى الإسلام، وقد أرسل بعض منهم إلى باقي بلاد الشام للدعوة إلى الإسلام، وتآمر بنو إسرائيل على قتله فسلموه إلى حاكم فلسطين الروماني (بيلاطس) فأراد القضاء عليه صلباً، ولكن الله نجاه حين شبه لهم بغيره ورفعه الله إليه ، ونكل قياصرة الروم ومعهم بنو إسرائيل بإتباع عيسى بن مريم عليه السلام فضعف أمرهم كثيراً وزاد الأذى في عهد نيرون الذي اتهمهم بإحراق روما حوالي(558ق.م/800م) . وهاجر بعضهم إلى الحجاز وما حولها ، ثم أخذت النصرانية المحرفة عن الإسلام تنتشر حتى أصبحت ديانة الدولة الرومانية.
مصر
بعد الطوفان تفرق أبناء نوح عليه السلام فمنهم من ذهب إلى العراق ومنهم ذهب إلى جزيرة العرب واليمن وغيرها، أما حام وأبناؤه ذهبوا إلى الهند وبعضهم إلى أفريقية ، فاستقر البوشمن في جنوب غرب أفريقية وكانوا وثنين؛ فسلط الله عليهم الهنتوت ، ثم سيطر زنوج البانتو على الأوضاع ، ومنهم من ذهب إلى مجاهل وغابات إفريقية، وسكن البربر الشمال الغربي، وسكن المصريين القدماء شمالاً البربر الشمال الغربي وسكن المصريين القدماء شمالاً حول نهر النيل ، وكانوا جميعاً على عبادة الأوثان ، وكانت مصر أرض خصبة مما ساعد على قيام دولة الفراعنة التي أدعى حكامها الإلوهية ، من دون الله وسخروا شعب مصر لبناء الأهرامات ، ونحت تماثيل لهم وفي هذه الفترة قدم إبراهيم وزوجته سارة مصر داعياً إلى الإسلام وسلط الله على الفراعنة رعاة من الشامل عرفوا بالهكسوس، وأصبح الهكسوس ملوكاً وفي فترة الهكسوس أقام يوسف وأهله في مصر ولما كان الهكسوس ظلمة سلط الله عليهم الفراعنة على يد أحمس ، فسيطر على مصر وأمد نفوذ الفراعنة إلى حدود العراق في زمن تحمس الثالث ورمسيس الثاني اللذين حاربا الدولة الجشية في الشام ، وقضوا عليها ، وزادت الخبرات فزاد كفرهم.
وبدأ الفراعنة في هذه الفترة بقتل ذكور بني إسرائيل لأنهم شاعوا أنه سيأتي لهم ابن يقضي على فرعون وقومه ، وأرسل الله إلى هؤلاء جميعاً موسى عليه السلام، وكان موسى من بني إسرائيل ، وأنجاه الله من القتل ، حيث ألته أمه بعد ولادته في البحر داخل التابوت (الصندوق) إذا أوحى الله على أم موسى بذلك ، فوصل التابوت إلى قصر فرعون فرأته آسيا امرأة فرعون فأخذته واتخذته ولداً ، إذ كانت عاقراً فربته حتى صار شاباً، ولما كان رضيعاً حرم عليه المراضع ، حتى دلتهم أخته على أمه لترضعه دون أن تعلمهم أنه أمه الحقيقية.
ولما كبر رأى موسى قتال بين قبطي وإسرائيلي فاستغاث القبطي بموسى ، فاستغاث القبطي بموسى فوكز موسى القبطي فقضى عليه ، وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال: يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ، ففر موسى عليه السلام إلى مدين فوجد في الطريق إلى مدين بنتا النبي شعيب عليه السلام يوردن الماء فساعدهما ، فسار موسى خلفهما حتى أوصلهم إلى أبيهم فأخبرتا الفتاتان أباهما بمساعدته لهما ، فقالت إحداهما أستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ، فاقترح عليه شعيب عليه السلام أن يزوجه إحدى ابنتيه بمهر، وهو أن يعمل عنده (8-10) سنوات ، فتم ذلك وعاد موسى عليه السلام بأهله إلى مصر ولما وصل سيناء أوحى الله إليه ، وبعثه بالإسلام إلى فرعون وملئه، وطلب من الله تعالى أن يدعمه بأخيه هارون لأنه أفصح منه لساناً ، وأمدهم الله بالمعجزات ، فدعا موسى فرعون فكفر بالإسلام الذي جاء به، وقال للمصرين أنا ربكم الأعلى وما أريكم إلا ما أرى ولأهديكم إلى سبيل الرشاد، وأتهم موسى بالسحر ، وتحداه بسحرته ، فحدد له موعداً وفي اليوم الموعود تغلب موسى على السحرة ، فأسلم السحرة فصلبهم فرعون فعاقبه وقومه بالقحط والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين ، فأحوى الله إلى موسى عليه السلام أن يهاجر بقومه إلى الشام ، فلحقهم فرعون وجنوده ، فألجأهم إلى البحر ، فضرب موسى البحر بعصاه فأصبح له طريقاً سهلاً ، فساروا فيه ، ولما لحقهم فرعون جنوده أطبق الله عليهم البحر فغرقوا، وأما موسى وقومه فقد وصلوا إلى الضفة الأخرى ، ثم طلب قوم موسى من موسى عليه السلام طعاماً فأنزل الله لهم المن والسلوى ، وواصل المسير بهم حتى وصلوا إلى جبل الطور في سيناء ، فصعده وأقام عليه(40) يوماً ، حيث كلمه الله وأنزل الله عليه التوراة مكتوبة في ألواح حجر ، ثم عاد إلى قومه فوجدهم يعبدون صنعة السامري من حليهم الذهبية، فغضب غضباً شديداً، وتخلص منه وأمرهم أن يقتل بعضهم بعضاً بأمر من الله ، وأخبرهم أن كتب عليهم التيه في صحراء سيناء (40) عاماً ، وتوفى هارون ، ثم موسى عليهما السلام أبان هذه الفترة.
وبعد غرق فرعون وجنوده ضعفت دولة الفراعنة فاحتل الفرس مصر سنة(305ق.م) ثم أخضعها الإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني ، ثم حكمها البطالمة وبعدهم الرومان ، وانتشر فيها النصرانية وعرف سكانها بالأقباط ، واستمروا كذلك حتى جاءهم الفتح الإسلامي ، فدخلوا في دائرة الإسلام.
جزيرة العرب
العرب هم فرع من الساميين، وهم الذين يتحدثون اللغة العربية.
أقسام العرب:
أولاً: العرب البائدة
وهم عاد وثمود وطسم وجهيس وأصحاب الرس وأهل مدين وأنبياؤهم ، وقد أرسل الله إلى قوم عاد في الأحقاف (حضرموت) وهي أول قبيلة عبدت الأصنام بعد الطوفان ، وكانوا أغنياء وأولو قوة ، واشتهروا بالعمران والزراعة ، فأرسل الله إليهم هود فكذبوه ، وقد كثروا وانتشروا حتى أن قحطان بن عاد وذريته انتشروا في اليمن ، وعرفوا بعاد الثانية ، واستمروا في كفرهم ، فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوما، فلم يبقى منهم أحد.
وأرسل إلى قبيلة ثمود الذين سكنوا منطقة العلا بين (المدينة وتبوك) وقوم ثمود قوم كانوا بعد هلاك عاد، وقد عبدوا الأصنام , وأرسل الله إليهم صالح عليه السلام فدعاهم إلى الإسلام ، فكفروا به ، ثم طلبوا منه سخرية أن يخرج لهم ناقة من صخرة صماء ، فأعطاهم الله ما أرادوا، واستمروا في كفرهم بالإسلام، وابتعث أشقاهم فعقر الناقة ، وقعد ثلاثة أيام جاءتهم الصيحة من السماء مع رجفة من أسفلهم ، فأهلكتهم .
وأرسل الله إلى أهل مدين (أصحاب الأيكة) ، وقد سكنوا شمال جزيرة العرب(تبوك وجنوب الأردن) ، وقد اشتهروا بقطع الطريق وإنقاص الكيل والميزان ، وقد عبدوا شجرة ضخمة وسط الأيكة، فعرفوا بأصحاب الأيكة ، فاستمروا بالكفر بالإسلام ، فأباد الله بعضهم بالصيحة وبعضهم أبادهم الله بعذاب يوم الظلة ، وأهلك الله أهل حضور ، وكانوا يسكنون اليمامة وهم أصحاب الرس.
ثانياً: العرب البائدة
وهم العرب الباقون حتى الآن وهم بنو قحطان ، وبنو عدنان ، وبنو قحطان هم العرب العاربة، (العرب الأصليين) وموطنهم الأصلي جزيرة العرب، وهم اليمنيون والمناذرة والغساسنة وكندة والأزد الذين تفرع منهم الأوس والخزرج سكان يثرب.
أما بنو عدنان: فهم العرب المستعربة(الذين تعلموا اللغة العربية) وهم عرب الشمال ومواطنهم الأصلي مكة المكرمة ، وهم ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ومن أسماء جاء عدنان؛ ومنه انحدرت القبائل التالية معد ونزار، ومن نزار انحدر ربيع ومعز؛ ومن معز انحدر عبد قيس وبكر وتغلب وحنيفة، وانحدر منه أيضاً مضر ، وانحدر من مضر هوزان وغطفان ، وتميم وقريش.
وكان العرب إما بدواً أو حضر ، والبدو عبارة عن قبائل متفرقة في الصحراء يقوم اقتصادهم على رعي الإبل والأغنام يسكنون الصحراء والمجتمع البدوي مجتمع رعوي، والحضر عرفوا نظام الملك ، ومملكة كندة هي المملكة الوحيدة التي قامت في أواسط جزيرة العرب ، وكانت قصيرة العمر ، وأول ملوكها(حجراً كل المرار) وكان تابعاً لملوك حمير في اليمن ، واستطاع حفيده الحارث بن عمرو أن يمد نفوذه إلى الحيرة، ثم أنهارت مملكة كندة ، وعادت الحياة القبلية ، وكان امرؤ القيس أحد ملوك كندة ، وقد حاول إعادة مملكة كندة ففشل، وامرؤ القيس أحد شعراء المعلقات الجاهلية.
ممالك الحضر
تركز في ثلاث مناط: اليمن : اليمن ـ اليمن ـ الشمال ـ الحجاز
أولاً: ممالك اليمن
1- مملكة معين: مملكة قتبان(11200ق.م-700ق.م) وهما متعاصرتان، وهما أقدم ممالك اليمن.
2- مملكة سبأ (1955-115ق.م) : قامت سبأ على أنقاض معين وقتبان ، وانضمت لها حضرموت وكانت عاصمتها مأرب ، وترجع شهرة سبأ إلى سببين هامين هما:
‌أ. مملكة سبأ (بلقيس) وقد ضم سليمان عليه السلام اليمن إلى إمبراطورية الإسلامية.
‌ب. سد مأرب الذي ساعد على خصوبة اليمن ، وانهدم هذا السد بسيل العرم ، وأدى انهدام السد إلى هجرة كثير من اليمنيين إلى الشمال ، وسقطت مملكة سبأ وحلت محلها مملكة حمير.
3- مملكة حمير (115ق.م-500م): قامت بعد انهيار مملكة سبأ وكانت عاصمتها ظفار ويلقب ملوكها بالتبابعة ، وضعفت في أواخر عهدها عما أدى إلى احتلال اليمن من قبل الروم ثم الفرس.
سيطرة الروم على اليمن
أجبر ذو نواس ملك حمير اليمنيين على اعتناق اليهودية ، فحفر لمن يعتنق النصرانية أخدوداً ، وأخرقهم فيه، وفر بعضهم واستغاثوا بالنجاشي حاكم الحبشة الذي طلب مساعدة قيصر حامي المسيحية، فأرسل الفن والسلام فاخضع اليمن بقيادة أرياط صار حاكم اليمن ، وكان ذلك في زمن عبدالمطلب بن هاشم (جد الرسول ×).
سيطرة الفرس
ثم فر سيف بن ذي يزن إلى فارس وطلب نجدتهم لإخراج الأحباش من بلاده ، فأرسل قيصر جيشاً انتصر على الروم وتوج سيف ملكاً على اليمن ، ولما قتل أرسل كسرى وهرز حاكماً على اليمن ، وتوارث أبنائه الملك على اليمن حتى باذان الذي دعاه النبي× إلى الإسلام فأسلم.
ثانياً ممالك شمال جزيرة العرب:
1- مملكة الأنباط(400ق.م-105م): امتدت مملكة الأنباط من غزة شمالاً إلى العقبة جنوباً وعاصمتها مدينة البتراء ، وكانت تأخذ إتاوة على القوافل التجارية العابرة، بين الشمال والجنوب، وامتدت هذه المملكة إلى دمشق وجنوباً إلى مدائن صالح في القرن الأول الميلادي ، واستولى عليها الرومان سنة(105م).
والأنباط في الأصل قبائل بدوية استقرت جنوب سوريا.
2- مملكة تدمر: كانت هذه الدولة مرتبطة بالرومان وخاضت حروباً ضد الفرس وانتصرت فيها ، وذلك في عهد الملك أذينة الذي بسط نفوذه على سوريا كلها، ثم تولت بعد زنوبيا (الزباء) التي تحدث الروم ، وخاضت معهم صراعات إلى أن هزمت ودمرت ملكتها.
وقد عبد الأنباط والتدمريون الأوتان وقوى الطبيعة.
3- مملكة الحيرة: قامت مملكة الحيرة في شمال جزيرة العرب(جنوب العراق) وكانت تابعة للفرس وفي سنة(12هـ/633م) فتح خالد بن الوليد الحيرة، فصالحهم على الجزية ثم دخلوا في الإسلام بعد ذلك وأهلبة عرب من اليمن هاجروا بعد انهيار سد مأرب.
4- مملكة غسان: غسان عرب هاجروا بعد انهيار سد مأرب من اليمن استقروا ببادية الشام وصاروا تابعين للروم يحمونهم من هجمات العرب ، وكان الحكم لقبيلة الفجاعمة ، ثم حكمت قبيلة بني جفته ، واتخذوا دمشق عاصمة لهم ، آخر ملوكهم جبلة بن الأيهم ، وقد أسلم وارتد وهرب في عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ثالثاً: الحجاز:
قد إبراهيم عليه السلام ومعه زوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى مكة وبنى الكعبة، وبعث الله إسماعيل رسولاً إلى قبيلة جرهم ومن حول مكة، وبعد إسماعيل عليه السلام حكمت جرهم مكة ، ثم حكمها قبيلة جزاعة ودخلت عبادة الأصنام أيام خزاعة أدخلها زعيمها عمرو بن لحي ، حيث جلبت من الشام.
وطرد قصي بن كلاب خزاعة من مكة فأصبحت السيادة لقريش ، وحكمها بعده ابنه عبد مناف وتقاسم الزعامة من بعده أبناؤه هاشم و المطلب وعبدشمس ، ونوفل وعبدالمطلب سيد كان سيد مكة يوم حاول إبرهة غزو مكة عام الفيل (750م/52ق.هـ)، وسبب ذلك هدم الكعبة لا ألا تتنافس كنيسة القليس التي بناها إبرهة الأشرم حاكم اليمن الحبشي.
الثقافة
الثقافة العالمية قديماً هي الإسلام ، وهي ثقافة آدم عليه السلام والأنبياء من بعده، فكلما اندثرت الثقافة جاء رسول ليحيها ، فكان كل رسول يبعث في قومه إلا النبي × بعث للناس كافة وهو الإسلام، وهو مصدر العقيدة والشريعة والأخلاق ، والخروج عن ثقافة الإسلام هو الذي كان على يد المجرمين الذين لا يسمح لهم الإسلام بجرائمهم ضد الإنسانية، وبعد أن رفع عيسى عليه السلام حوالي عام (610ق هـ/33م)، وسميت المدة التي انقطع فيها الوحي إلى بعثة النبي زمن الفترة وزمن الفترة ضاعت فيها ثقافة الإسلام وحلت بدلاً منها الجاهلية والثقافة المخالفة للإسلام.
السيرة النبوية
نسبه×:
هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهرد قريش بن مالك بن النضر بن كنانة من ولد نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم. وأمه آمنة بنت وهب الزهرية القرشية.
مولده ×:
ولد في مكة عام الفيل(12) ربيع الأول عام الفيل(52ق.هـ) ، ولقد توفى أبوه وهو جنين ، ولما ولد سماه جده عبدالمطلب محمداً ، وأرضعته حليمة السعدية في بني سعد ، وتوفيت أمه قبل أن يكمل الست سنوات.
نشأته×:
تلوى جده رعايته منذ الثامنة من عمره إلى العاشرة من عمره ، وكان يرعى الغنم ، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره خرج إلى الشام في تجارة فرآه الراهب بحيرا ، وأمر عمه أن لا يقدم به إلى الشام خوفاً عليه من اليهود، حيث يكون له شأن عظيم ، فأعاده وأزداد حرصاً عليه ، واستمر في رعي الغنم ، ولما بلغ العشرين من عمره شارك في حرب الفجار، وكانت بين قريش وقيس في الأشهر الحرم، واشترك مع عمومته في حلف الفضول الذي تعاهدت فيه قريش بمكة مظلوما إلا نصروه ، ولما بلغ الخامسة والعشرين خرج إلى الشام في تجارة لخديجة رضي الله عنها ، وبعد عودته طلبته للزواج منها فتزوجها × ، فهي أول أمهات المؤمنين وأول المسلمين، وأم البنين الأولى ، ولم يتزوج عليها، ولقد أمره جبريل: (أن يقرأ عليها السلام من ربها ويبشرها ببيت في الجنة من قصب لا تعب فيه ولا نصب).
و قد حبب إليه التعبد في غار حراء حتى نزل عليه الوحي.
ولما بلغ الخامسة والثلاثين قامت قريش بتجديد بناء الكعبة لما تضعضعت فتجزأتها قريش بينها ، فبنوا حتى بلغوا موضع الحجر الأسود، فاختصموا أيهم يضعه، فحكموا أول قادم إلى المسجد الحرام ، فكان محمد× ، فأمر كل ممل لقبيلة أن يأخذ بطرف الثوب حتى يضعه × في مكانه ، فقد وضعه في مكانه، وبنى عليه ، وكان ينقل معهم الحجارة.
البعثة
أول ما بدأ الوحي برسول الله × : الرؤيا الصادقة فلا يرى رؤية إلا جاءت كفلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلوا بغار حراء يعبد فيه الله ، فجاءه جبريل عليه السلام ، فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارئ ، اقرأ قال: ما أنا بقارئ قال: اقرأ قال: ما أنا بقارئ ، فقرأ سورة الفلق ، فرجع إلى خديجة رضي الله عنها ، وكان يقول زملوني، وطمأنته وأخذته إلى ابن عمها ورقة وكان نصرانياً، وقصت عليه القصة ، فقال: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك وكان ذلك في رمضان(13ق.هـ).
وانقطع الوحي(40)يوماً، فحزن الرسول × ، ثم عاد إليه جبريل عليه السلام جالساً على كرسي بين السماء والأرض في هيئة الأصلة ، فارتعب وعاد إلى خديجة رضي الله عنها ، وهو يقول: دثروني دثروني ، فأنزل الله سورة المدثر فتتابع الوحي بعدها.
وكان الوحي يأتيه × على شكل رؤيا ، أو النفث في الروع أو يأتيه جبريل عليه على شكل رجل فيخاطبه ، أو يكون الوحي كصلصلة الجرس، وهو الأشد عليه × ، أو يأتي جبريل عليه السلام على صورته الأصلية ، وهذا مرتين عندما أوح الله إليه ليلة المعراج ، وقد أصبح × نبياً بإقرا ، وصار رسولاً بالمدثر ، فأمره أن ينذر أقاربه ثم قومه ، ثم العرب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق