هكذا اتفلسفت
منصور عطي
نظرية المعرفة
الإدراك:
يجب أن نعرف أولاً أن الإدراك ينقسم إلى قسمين : إدراك حسي وإدراك عقلي ، فالإدراك الحسي هو تصور لما هو خارج ذهننا وإذا تبعه حكم أي تصديق فيصبح إدراك عقلي لذا الحقيقة تطابق التصور للواقع الموضوعي أو الذاتي فالتصور الذاتي هو إدراك العقل لأفكاره أو إدراك المشاعر وهي أعراض الباطن أي أحوال الإنسان الداخلية إما بالألم أو اللذة أو الحب أو الكره أو الرضى أو السخط أو الخوف أو الرجاء.
العقل يتذكر الأفكار الفطرية كما في الوجود وأساس الأفكار الفطرية أن الروح كانت موجودة في عالم الدار ثم دخلت في الجسد كما أنها تبقى في عالم البرزخ ثم عالم الآخرة والذي يتغير هو ثوبها الجسدي الذي يتغير بتغير العالم.
الأفكار العقلية مصدرها العقل والأفكار الحسية مصدرها الحس إذ العقل يجرد المعاني المحسوسة عن الخصائص المميزة للأفراد واستيفاء المعنى المشترك، الأفكار العقلية أفكار يتذكرها العقل أي يستخرجها من شريحة الروح مثل (فكرة الله والروح والامتداد والحركة وما إليها من أفكار تتميز بالوضوح الكامل في العقل البشري) ، اكتشفت الفلسفة هذه الأفكار حين وجدتها غير حسية.
الإحساس
الإحساس: هو أخذ صورة عن طريق الحواس تم وضعها في الذاكرة فإذا مر بنا الشيء مرة أخرى تعرفنا عليه ولكي نعرف بعضنا بعضا به نطلق عليه مفهوم لغوي.
والمفهوم لا يتكون بتجريد الشيء من صفاته الخاصة ليصوغ منه معنى كلي (عام) والمعنى العام هو تصنيف الأشياء بحسب صفاتها المشتركة فالتجريد والتعميم عملية عقلية والانعكاس عملية حسية.
العقل توجد فيه أفكار فطرية كالعلة والمعلول والجوهر والعرض والإمكان والوجوب والوحدة والكثرة والوجود والعدم والنفي والإثبات والتشابه والاختلاف...إلخ.
التصورات
التصورات: تصورات حسية وتصورات عقلية التصورات الحسية مصدرها الحس والتصورات العقلية موجودة في شريحة العقل يتذكرها وذلك أن الحقيقة اكتشاف وليست اختراع والاختراع شيء لا يعكس إلا صورة نفسه.
والتصديق: ينتج من تطابق التصور للواقع أو تطابق فكره مع فكرة أي تشابها والتذكر تطابق ما يمر بنا مع ما قدم مر بنا أو وجد في ذاكرتنا الفطرية .
الاستنباط تطبيق قاعدة موجودة في العقل نتذكرها حين ما يجد ما يطابقها أما الاستقراء فهو استخراج القاعدة التي تنطبق على فئات من الأفراد والقانون هو مصادق القاعدة فالقانون موضوعي خارجي والقاعدة موجودة في الذهن.
إن فكرة التصور دليل على الوجود الذاتي والمصادق دليل على الوجود الموضوعي، القواعد الرياضية قواعد عقلية صرفة وبدل وجودها على الوجود العقلي الصرف.
وأضرب لهم مثل العلة إذا إثباتها تذكر من العقل دون وجود مصادق لها ، في العقل كما هي حقائق العقل الفطرية كما أوحي ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً كما هو البرنامج الفطري لصيرورة وسيرة الأشياء الحاسوب يبرمجه الإنسان ولله المثل الأعلى الله يبرمج الأشياء أي يهديها أو يوحي إليها بطريقة لا نعملها العالم الموضوعي يدرك حسياً والأفكار العقلية هي كرؤية الإنسان نفسه في المرأة فالعقل يرى أحوال نفسه على شاسة ستمائة (خيالته) وكما يرى الإنسان بالبصيرة أحواله الباطنية.
فالقول بأن العالم ذاتي فقط كما تقول المثالية فهذا خطأ وكذا قول المادية بأن العالم موضوعي فقط بل العالم موضوعي وذاتي والذاتي أفكار والأفكار أفكار عقلية وأفكار حسية والذات أيضاً تحوي المشار الإضافة إلى الأفكار المشاعر يعبر عنها الفن كما يعبر عن الأفكار الحسية العلوم ويعبر عن الأفكار العقلية الفلسفية.
الإدراك
نحن نرى التفاحة بالعين والعقل يلتقط صورة للتفاحة وبضعها في الذاكرة وإذا أعدنا صورتها من الذاكرة يسمى ذلك تصوراً، ويمكن إسقاط مدة الصورة الخصائص التي تمتاز بها عن التفاحات الأخرى ونستبقي المعنى العام منها، وهذا يسمى التعقل والتعقل هو تحرير خصائص الصورة والإبقاء على المشترك بين كل التفاحات. والتصور والتعقل عملية ذاتية تختلف عن الشيء الذي التقط العقل له صورة كما أن الخبرة في المرآة تدل على المرآة ولكننا لا نأكلها.
عملية التعقل تكشف لنا عن وجود عالم موضوعي وعالم عقلي يحتوي على صورة وحكم.
العقل مفطور على التعين من وجود عالم معروف خارج العقل العارف ووجود أفكار في العقل ومشاعر في الوجدان.
الحقيقة
الحقيقة : هي تطابق التصور للواقع فالشيء لا يصبح هو وليس هو وإن تغيرت أعراضه فلن تتغير ذاته فإن تغير ذاته يعني الانعدام من الوجود لأن الشيء لا يكون معدوم وموجودة في نفس الوقت أما تغير شكل الشيء تغير في الصفات وليس تغير في الذات فتغير شكل الصلصال لا يجعله غير الصلصال.
فنحن عندما نكشف إما نكتشف الحقيقة أو نكتشف الوهم ونحن عندما نكتشف أننا أخطأ الحقيقة إنما نكتشف إننا لم ندرك الحقيقة.
الحقيقة مطلقة لأنها إما أن تكون حقيقة أو وهم فالشيء لا يثبت وينفي في نفس الوقت حتى الصفة لا تثبت وتنفي في نفس الوقت بالشيء لا يكون معدوم وموجود في نفس الوقت والحقيقة لا تكون وهماً.
العلية
العلية مبدأ عقلي يتذكر العقل بالفطرة والعلية أعم قانون بعد فكرة الوجود والعدم.
قانون العلية قانون عقلي ليس من الضروري أن نخضع للتجربة لأنه ليس شيئاً مادياً ليس الفكر من عالم الروح عالم الباطن على اكتشاف الذات لنفسها عالم معرفة الجوهر لنفسه.
السؤال الذي يجب أن نطرح: هل مرد خضوع الشيء إلى ناحية ذاتية في الشيء نفسه لا يمكن التخلص منها مطلقاً، أو إلى سبب خارجي جعله بحاجة إلى العلة؟!
والسؤال الثاني : هل العلة قانون عام يعم كل موجود؟ العلة احتياج ذاتي في الشيء نفسه خلقه الله في صميم الشيء والذي على ذلك التجارب العلمية إذ أثبت التجارب أن العلة مغامرة للمعلول ولا ينفك منه ومبدأ العلة ينفي وجود الصدفة والذي لا ينطبق عليه قانون العلة هو الله جل في علاه لأن الله جل في علاه هو الذي خلق العلية في سائر أصناف الوجود فالله جل في علاه ليس هو السبب الأول بل هو حالف كل شيء ومن ضمنها السبب والحدوث بعد العدم هو الخالق والعدم لا يسبق الخلق والخالق واجب الوجود والحكم العقلي ينقسم إلى ثلاث أقسام واجب ومستحيل وجائز والواجب العقلي هو ما لا يتصور العقل عدمه العلم والقدرة والإرادة لله عز وجل وكالتحيز للجسم وأخذه قدراً من الفراغ.
والمستحيل هو ما لا يتصور العقل ثبوته كالشريك والنظير لله عز وجل وكخلق الجسم من الحركة والسكون معاً.
والجائز هو ما يتصور العقل ثبوته وعدمه على التناوب كالحركة والسكون للجسم وكتناوب الصفات على الموصوف الجوهر.
والحكم هو إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه بواسطة التجربة أو الملاحظة أو بقاعدة عقلية ضرورية فطرية والتناقض أن تثبت وتنفي لنفس الأمر في نفس الوقت في نفس الجهة، هذه الأحكام وضعها الله في الذاكرة الفطرية كما وضع العلة والحركة في الموجودات وكما وضع القوانين في الأشياء.
الارتباط
هناك ارتباط بعد وجود أصحاب العلاقة كارتباط الرسام باللوحة، وهناك ارتباط معاصر فلا يوجد صاحبي العلاقة إلا بوجود الآخر فلا يمكن لأحدهما أن يوجد بعد زوال الآخر فالعمارة تبقى بعد انتهاء عملية البناء ، والسيارة التي صنعت تبقى بعد انتهاء عملية التصنيع، والكتاب يبقى بعد انتهاء التأليف.
علة البناء هي عملية البناء.
العلة لا تستلزم علة قبلها وإنما تتطلب معلولاً ، والله هو الذي جعل للأشياء علة ومعلول.
الكرسي من خشب فالخشب مادة الكرسي والكرسي صنعه النجار.
الكرسي غير صانعه النجار، إذن الكرسي لم يصنع نفسه والنجار إنسان والكرسي جماد فليس النجار مثل الكرسي، الكرسي صنعه النجار من الخشب والوجود له بداية وله نهاية.
في البدء لم يكن عدماً تاماً بل لا بد من خالق لا يسبقه العدم لأنه هو الأول ولا يلحقه العدم لأنه إذا لحقه العدم فلا يجوز أن يسمى المعيد وهو الأول لأنه هو خالق أول موجود فلم يساعده أحد لأن الكامل لا يتعدد فيحتاج إلى أحد غيره فيساعده.
المادة
مادة الشيء الأصل الذي يتكون منه الشيء ، وتوصل العلم إلى أن أعمق مادة توصل إليها العلم هي الذرة بأجزائها من النوى والكهارب ، التي هي اكتشاف خاص للطاقة فمادة الكرسي هي الخشب ، ومادة الخشب هي العناصر البسيطة التي تتألف منها ، وهي الأوكسجين، والكربون، والهيدروجين، ومادة هذه العناصر هي الذرات ، ومادة الذرة هي أجزاؤها الخاصة من البروتونات والإلكترونات وغيرهما، وهذه المجموعة الذرية، أو الشحنات الكهربية المتكاتفة، هي المادة العلمية العميقة، التي أثبتها العلم بالوسائل التجريبية، الكرسي مركب من مادة وهي الخشب، وصورة هي شكله الخاص (هيئته الخاصة) ، والماء مركب من مادة وهي ذرات الأوكسجين والهيدروجين، وصورة هي خاصية السيلان، التي تحصل عند التركيب الكيماوي بين الغازين المادة الفلسفية أعمق من المادة العلمية لأنها مركبة من مادة أبسط منها وصورة، وتلك المادة الأبسط لا يمكن إثباتها بالتجربة وإنما يبرهن على وجودها بطريقة فلسفية.
الكرسي مركب من صورة ومادة خشبية نصلح لأن تكون منضدة ، كما صلحت لأن تكون كرسي ، وقلنا في كل مجال، وقد لوحظ أن الشيء قابل للإنصاف بتفيض صفته الخاصة والمادة تفعيل ذلك لما فيها من الاستعداد الفطري الذي أودى الله فيها.
الجسم ليس شيئاً واحداً بل هو مركب من وحدات أساسية والشيء القابل للاتصال والانفعال والتجزئة هو المادة التي هي أبسط شيء في الوجود والتي تسميها الفلسفة الجوهر.
الجزء
لو افترضنا أن هناك تتداخل في بعضها فقد تصل إلى دائرة لا تدخل فيها دائرة فالجوهر لا يدخل في غيره ولا يدخل غيره لأن الحلول والاتحاد مستحيل في الجواهر لأن دخله في غيره يجعله هو غيره شيء واحد أو يجعل غير مثله وهذا مستحيل لأن الشيء لا يكون وليس هو فالشيء يصغر إلى درجة ليس هناك أصغر منها لأن أصغر منها العدم والجوهر فارغ من كل شيء إلا القابلية والاستعداد والإمكان وهذا الإمكان في الشيء برمجة الله في الشيء فهو لا ينفك عنه.
الإدراك
الشيء الذي ندركه خارجنا تحتوي على الخصائص الهندسية من الطول والعرض والعمق، وتبدو بمختلف الأشكال والحجوم أما الصورة التي تلتقطها الذهن عن الشيء خارجنا فهي صورة مجردة عن المادة تماثل الواقع الموضوعي وتعكسه الصورة الذهنية نوع من الوجود اسميه الوجود العقلي لأن الصورة الذهنية ليست كالشيء الموضوعي لأنها ليس طول ولأعرض ولا عمق يمكن أن توجد في عضو مادي صغير في الجهاز العصبي.
الأشعة الضوئية تنعكس على الشبكة وتتصور في صورة خاصة ثم تنتقل في أعصاب الحس إلى المخ فتنشأ في موضع محدد منه، صورة مماثلة للصورة التي حدثت على الشبكة، ولكن هذه الصورة المادية المدركة من خصائص مادية فالشيء الذي أدركناه في نظرة واحدة لا يمكن أن تأخذ عنه صورة فتوغرافية، وموازية له في السعة والشكل والامتداد على ورقة مسطحة صغيرة، كذلك لا يمكن أن نأخذ عنه صورة عقلية، أو إدراكية ، مماثلة في سعيه وشكله، وخصائصه الهندسية على جزء ضئيل من المخ لأن انطباع الكبير في الصغير مستحيل الصورة العقلية المدركة ثابتة ولا تتغير طبقاً لتغيرات الصورة المنعكسة على الجهاز العصبي وهذا يبرهن بوضوح على أن العقل والإدراك روحي وليس مادي الأفكار ليست قائمة في المخ بل تجتمع في الروح، فالفكر والمفكر من عالم الروح وما المادة إلا الثوب الذي تلبسه ليوائم الحياة الدنيوية.
الإدراكات والصور ظواهر روحية تقوم في الروح فالروح هي التي تدرك وتفكر لا المخ وما للمخ إلا الوسيلة المادية الملائمة لإدراك الظواهر الدنيوية.
الإنسان
الإنسان له جانبان أحدهما مادي يتبدى في تركيبه العضوي، والآخر روحي ـ لا مادي ـ وهو مسرح النشاط الفكري والعقلي.
العلاقة بين جانبي الإنسان وثيقة إذ يؤثر كل واحد فيهما على الآخر والدليل على ذلك أن أحدنا لو رأى ما يخيفه اقشعر بدنه فالمنظر المخيف مادي أثر على الناحية النفسية والإنسان إذا تخيل ما يخيفه ظهرت عليه أعراض الخوف الجسدية فالخوف نفسي أظهر الأعراض المادية الجسدية.
الروح هي كالصلصال وصورته فالأعراض المادية هي الصورة الخارجية التي توائم العالم الدنيوي قبل أن يبدل الله الأرض قبل الأرض.
الروح قائد يوجه المادة بالفكر فالروح توجه الفكر والفكر يوجه الانفعالات والاستجابات العصبية التي تثيرها المنبهات.
الفكر نشاط إيجابي فعال للنفس وليس رهن ردود الفعل الفيزيولوجية، والروح توجه نفسها بالاختيار والمفاهيم هي التي توجه الإنسان فالإنسان يقتنع أولاً ثم تتحمس ثانياً ثم يقدم أو يكف ثالثاً والإنسان ينظم حياته بأفكاره فالأفكار إما حسية تكشف قوانين الواقع الخارجي فتسخرها لصالح الإنسان أوضده وإما أفكار عقلية تكشف قواعد عقلية يتذكرها العقل أو أفكار وجدانية تكشف مشاعرنا ويعبر عنها بالفن الأفكار الحسية المثبتة بالتجربة أفكار من اختصاص العلم والأفكار العقلية من اختصاص الفلسفة والأفكار الوجدانية اختصاص الفن والفنون تختلف بطريقة التعبير فهناك فن كلامي يعبر عنه بالكلام الشعر والقصة والمسرحية وفن حجمي وهو النحت وفن تشكيلي وفن سينمائي ... إلخ.
المنهج
موضوعات العلوم:
1. علم الفيزياء موضوعه الظاهرة الطبيعية.
2. علم الكيمياء موضوعه التفاعلات التي تتم بين مختلف العناصر الأولية.
3. علم الأحياء موضوعه الكائنات الحية.
4. موضوع العلوم الطبيعية بما فيها من ظواهر وعناصر وأحياء.
5. الفلسفة موضوعها الوجود وأحكامه فالفلسفية تبحث هل الأشياء لها مصاديف خارج الذهن ـ الحقائق ، أم لا.
العلم يرصد الظاهرة الطبيعية وأسبابها والعلاقات التي تربط مختلف أجزائها، وتربطها بالظواهر الأخرى، أما الفلسفة فتسأل هل الظاهرة الطبيعية لها وجود خارج الذهن أم لا؟
الفطرة تقول بأن الظاهرة الطبيعية لها وجود خارج الذهن.
المنهج العلمي:
خطواته:
أولاً: الفرضية وهي النظرية أو القانون قيد الإثبات.
ثانياً: جمع المعلومات لإثبات النظرية أو القانون بواسطة الملاحظة أو التجربة.
ثالثاً: إثبات الفرضية بإثباتها يتحول إلى قانون فإذا لم يثبت القانون بشكل يقيني فإنه يسمي نظرية فالعلم قائم على القوانين والقانون عبارة عن متغير تابع ومتغير مستقل.
أما الغرض الفلسفي فيثبت بتطبيق القوانين العقلية ، فالعلوم التطبيقية تطبق القوانين الموضوعية والأخلاق تسخر القوانين من أجل خير البشرية جمعاء والفنون التي مثلها الأعلى الجمال تسخر القوانين من اجل إمتاع البشرية جمعاء.
الفلسفة تقول اعرف الحقيقة كي تسخرها لخير البشرية وليستمتع بها جميع الناس.
المفهوم الفلسفي:
المفهوم الفلسفي مصطلح كلي عام لمجموعة من الأشياء يعد التمييز بين صفاتها المشتركة ثم تحدد الصفات المشتركة ليطلق عليها مفهوماً ذهنياً كلياً عاماً يصدق على جميع أفراد هذه المجموعة فالإنسانية مفهوم فتنزع من الصفات المشتركة التي تجمع بين أفراد البشر.
نوع الوجود
بعد أن حول العلم المادة إلى طاقة دل على أن المادية ليست صفة ذاتية في الوجود بل هي صفة عرضية يكتسب فيها الجسم صفة المادية وتحت ظرف خاص يمكن أن يفقدها فإن الصفة الذاتية للشيء هو لا تنفك عنه ولا تنتزع منه على الأخلاق، يبقى ببقائها ينعدم بانعدامها وهذا ما نسميه جوهر الأشياء والجوهر هو بصمة الشيء الوجودية والجوهر لا ينفصل عن نفسه ولا يدخل في غيره لا يوجد في محتواه الوجودي غير الإمكان والله يدمج الشيء بإمكانياته إذ قال لنار إبراهيم يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم بعد أن كانت تحرق حسب برنامجها القديم في شريحة الجوهر، الجوهر يتغير صورته حركته فالماء له صورة سائلية وغازية وجامدة.
الجوهر لديه القابلية لأن تتعاقب عليه الصور بالترتيب وما الجوهر إلا الإمكان والاستعداد والقابلية لتلقي صورة ما ولها كذلك القابلية لأن تتصف بصفة ما في المستقبل أي لها قابلية لأن تشكل بصورة أخرى، والجوهر ليس لديه القدرة لأن تتعاقب عليه الصور عليه الصور إلى ما لا نهاية فتناهي الصور يفني هذا العالم الدنيوي وعودته إلى الله جل في علاه.
إن الوجود خلقه الله من العدم والعالم عالمنا عالم الروح وعالم المادة وعالم الروح هو عالم الذر وعالم البرزخ والعالم الأخروي وهذا العالم يشبه عالم النوم الذي يثبته عالم الرؤيا الصادقة في النوم إذ نرى الأحداث قبل أن تحدث فإذا بها تحدث، وإذا ندرك بغير وسائل الحس ونرى الإمكانيات لا تخضع لقوانين المادة ونرى الصور لا تخضع للترتيب المادي للعلة والمعلول.
الجوهر (الروح) هو الحيولي وهي الإمكان المطلق الذي يقدره الله وتوجهه إرادة الإنسان بتسخير الإمكانيات المكتشفة.
الإحساس والواقع الموضوعي:
الذي يثبت الواقع الموضوعي الذي هو خارج الذهني الإيمان الفطري الذي وضعه الله في الخلد (ذاكرة الروح) ونحن نتعرف على هذه الحقيقة يتذكرها من الخلد الصورة العقلية ليست صورة مادية بل روحية كالصورة المنامية.
الصور المادية عارضة كالشيء مرة تطلبه بالأحمر ومرة بالأخضر ومرة بالأصفر وهكذا دواليك. فالأفكار صور العقل والمشاعر صور الوجدان والسلوك صور الإرادة وهذه كلها أبعاد للوجود الروحي للإنسان.
العلم يسمى الجوهر بالمادة والمادة في المفهوم الفلسفي هي الجوهر والجوهر هو الموصوف القابل للصفات والصفات هي الأعراض والأعراض هي إشكال حركة الجوهر والعلم يقول بأن العالم حركة تأخذ أشكال عدة فالشيء تختلف أشكالها بحسب ذبذباته.
الزمن
الثابت هو الجوهر المتغير أعراضه ، فكل شيء يتغير إلا الجوهر فإنه إذا تغير انعدم وهذا مستحيل.
الحركة تصدر من الجوهر وبحسب نوعية الحركة يكون شكل الحركة وشكل الحركة هو العرض أو الصفة أو الحال، وفاعل الحركة هو الجوهر والحركة تغيير في الشكل وليس تغير في الذات أو الجوهر فالجوهر يتحرك بحسب قابليته للحركة بحسب نوعية الصلة التي أحدثت الحركة والعلة هي البرنامج العلي الذي أوحى الله به إلى الشيء كما أوحى ربك إلى النحل، وللشروط خارج الجوهر هي التي تحفر نوع من القابلية الذي له صورته الخاصة تبعاً لنوعية الشرط الخارجي.
وجودنا بتجدد أحواله فنحن حين نتجدد بحسب الشروط الخارجة ونحن حين تجددنا لا نصبح غير أنفسنا بل يتسع أفق الإدراك فإما أن نسعد أو نشقى ونحن لا نسعد إلا بصنعنا للسعادة فنحن إذا أحببنا أصبحنا سعداء لأن لدينا الرغبة بأن نستمتع بصنع السعادة.
فنحن حين نسعد يسرع بنا الزمن وإذا تألمنا شعرنا بنقل الزمن من على وجودنا ، الزمن هو في شعورنا فنحن حين ننام بنقطع عنا الزمن وفي حياة البرزخ لا نشعر بالزمن إذا يقول الناس عندما يبعثون ﭽ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﭼ الكهف: ١٩.
فكأن الزمن مرتبط بالحياة المادية الدنيوية لا الحياة الروحية الصرفة، الروح لديها كل المعلومات المتعلقة بالكون بأكملة وكأنها أمام شاشة ترى وتسمع فيها ما يدور في هذا الكون حتى تتخذ وصفها المناسب وتتصرف بناءً على هذه المعلومات ، فالله يبرمج الأشياء بما تحتاجه ليدخل في النظام الذي يحتاجه ومعلومات الروح هي التي توجه الأعضاء وتجعلها تأخذ الأوضاع المناسبة وإلا كيف تكون حركة الروح السابقة تختلف عن اللاحقة وكيف تتحرك الأشياء لو تصورنا كآلات مبرمجة من قبل الله جل في علاه وهو ليس كمثل شيء لكن الله قال : (واضرب لهم الأمثال).
الإنسان مبرمج ببرنامج فطري فالبرنامج هو الذي يحرك الإنسان كما يتوجه الطفل إلى ثدي أمه دون سابق تعلم
الحتمية
الحتمية هو التميز الفطري من لكل نتيجة أو حادثة سبباً، والسبب يؤدي إلى نفس النتيجة إذا توفرت الشروط الموضوعية. ومبدأ السببية يعني أن لكل حادثة سبب أو أن كل نتيجة لا بد لها سببها الخاص الذي أوجدها.
والاحتمال هو وصف لعدم تأكدنا من علاقة السببية وذلك لأن التجربة قاصرة في إثبات ذلك.
الله جل في علاه
الله ليس هو المخلوقات لأن الخالق سابق على خلقه فقد كان الله وليس معه أ؛د من خلقه فأبدعهم من العدم.
الله متعال على خلقه وليس حال في خلقه وليس متحد في خلقه. الجوهر لا يحل في خيره ولا يتحد غيره فيه فالله خالق الجواهر فمن المستحيل حلول الأشياء بعضها في بعض والتحول في أجساد الأشياء وليس جواهرها، الله وصف نفسه بالمتعال في كتابه والمتعال يعني أن الله يختلف عن خلقه فليس الخالق كالمخلوق وليس الذي أصله العدم كمن لا يسبقه العدم سبحانه فالله ذات ولكن ليست ذات مخلوقه لأن الخالق والخالق لا يخلقه أحد لأنه الأول فليس قبله شيء.
لله الأسماء الحسنى وهي التي وصف بها في القرآن والسنة فهو سبحانه الأول والآخر والظاهر والباطن والقيوم والمتعالي والعلي والواسع والقادر والبديع والغني والصمد والعزيز والعظيم والقهار والجبار والمهيمن والمؤمن والسلام والمتكبر والقوي والمتين والعليم واللطيف والخبير والحكيم والسميع والبصير والملك والقدوس والبر والحق والملك.
وهذه الصفات تصور الله غنياً بنفسه وهو الأول والآخر على كل شيء قدير وهو بكل شيء عليم.
صفات الله كذاته ليس كمثلها شيء صفاته الله صفات ذاته الحي الذي لا يموت وهو الأول والآخر فعال لما يريد وهو على كل شيء قدير سميع بصير وهو بكل شيء عليم متعال.
فلا مجرم على السلم أن يصف الله بغير وما وصف به نفسه عن طريق الوحي لأنه هو وحده الذي يعلم عن نفسه ولا يجوز أن نوعد مسائل الذات والصفات وكل الذي نستطيع قوله ليس كمثله شيء والله أحد حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ، فقال لما يريد وهو على شيء قدير وهو بكل شيء عليم.
أدلة وجود الله
1. المخلوقات تدل على الخالق لأن الشيء لا يخلق نفسه وما دامت الأشياء لها بداية فلا بد لها من مبدي وما دامت لها نهاية فلا بد لا من معيد فالله سبحانه هو المبدئ والمعيد.
2. الكون له غاية تتجه إليها المخلوقات، ووجود الغاية دليل على وجود الله لأنه هو الحكيم والحكيم هو الذي جعل النظام في الكون كي يسير على سنن وقواني. ودليل وجود الغاية أن الله سخر المخلوقات للإنسان فلا يجوز للإنسان أن يسخرها ضده، المخلوقات خلقها الله ووضع فيها قانون السببية إذ جعل الأشياء تتوقف غيرها فالله خالق العلية فهي لا تحكمه.
3. الله كامل وما دام كامل فهو الأول والآخر وهو الغني عن غيره بكل شيء عليم وهو على شيء قدير.
4. الإجماع على وجود الله دليل على الإيمان بالله من الفطرة فليس هناك أحد قال أنا الله لا إله إلا الله وحتى الذين ينكرون وجود الله يجعلون، والطبيعة والصدفة إلاه إذا يقولون الطبيعة فقلت كذا وكذا فهم يهربون من الاسم ويقعون في المسمى نفسه.
الاعتقاد
يجب علينا أن نسلم أن العالم الخارجي يوجد حقاً وأنه لا يعتمد في وجوده على استمرار إدراكنا له وأنه إدراكنا له دليل يقيني على وجوده وأن ما ندركه بحواسنا هو حقيقة يقينية، فالصورة الحسية عن الواقع الموضوعي حقيقته وليست وهم وأن أفكار الفطرية هي أيضاً حقيقة وضعها الله في فطرتنا كما أوحى ربك إلى النحل وكل الخلائق ، الاعتقاد الصحيح هو الذي يطابق الواقع الخارجي أو يطابق أفكارنا الفطرية أو يطابق مشاعرنا والفن الجميل هو الذي يطابق اعتقادنا مشاعرنا.
الاعتقاد العلمي هو مطابقة الأفكار للواقع والاعتقاد الخلقي مطابقة العمل لقاعدة افعل ما ينفع تفسك وينفع غيرك وإياك الإضرار بالآخرين والاعتقاد الفني هو مطابقة العمل الفني للنموذج الكامل.
الاعتقاد: علم والعلم معرفة مؤكدة بدليل والدليل إما عاقدة عقلية أو خبر صحيح وأكد أنواع الخبر المتواثر فإذا برهن على المعرفة بقاعدة عقلية أو بالتواتر فهو علم اليقين وإن أكدت المعرفة بالملاحظة أو التجربة وإذا كانت المعرفة مما يتعلق بالسلوك وتحول إلى سلوك فهو حق اليقين وهذا النوع من الثقافة يسمى ثقافة والسلوك إما عمل مباشر من الإنسان فإن كان نافع فهو خير وإن كان ضار فهو شر.
فإن كانت المعرفة تمتع الحواس والعقل والوجدان فهي جمال.
فإن كانت المعرفة خبر فطابق الواسع سمي صدق وإن كان لا يطابق الواقع فهو كذب وفاعله كاذب.
إذا شابهت الفكرة الواقع فهي حقيقة مشابهة التصور لما يتصوره العقل فهو حقيقة سواء كان هنا الواقع ذاتاً أو أفراد العالم الموضوعي.
البعث والميعاد
البعث: هو الإيمان بالحياة الآخرة وهذا الاعتقاد موجود لدى مختلف الشعوب التي تؤمن باليوم الآخر وهذه العقيدة من بقايا الإسلام الذي جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام.
والبعث يعني الخروج من القبور والحشر والميعاد والعقاب بالنار والثواب بالجنة.
والبعث يعني إدخال الأرواح في أبدان خاصة بحياة الآخرة والمعاد ضرورة للثواب والعقاب ولتحقيق الأماني والإيمان بالميعاد يقوم الإمكان والجواز وأن الله على كل شيء قدير.
مفهوم البحث في القرآن الكريم:
1 – اتخذ معنى الميعاد والحشر في بعثتنا: قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا (يس: 52) : ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون (البقرة : 56) بعثناهم الكهف ، وبعثه : فأماته لله مئة عام ثم بعثه (البقرة : 259) ، يبعثهم : والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون (الأنعام : 36) ، والبعث لا يقع إلا يوم القيامة ، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون (المؤمنون : 16).
الإيمان والكفر
الإيمان هو الاقتناع التام واستعملت كلمة إيمان في الاعتقاد الجازم بوجود الله وحدانيته وأن له الأسماء الحسنى والصفات العلا والإيمان موضوعه الإيمان بتعاليم الإسلام التي بدأت مع آدم بالوحي حتى آخر الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم والإيمان يتعلق الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.
وأداء الصلاة والزكاة وصوم رمضان والحج والعمرة والذكر والدعاء ثم التعاون على البر والتقوى لبناء مجتمع الأمن : وقيل للدين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً .. وللذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير) (النحل: 38).
الحقيقة
كل معرفة صحيحة هي كشف للحقيقة، فإذا أعرفنا شيئاً من الأشياء، فإننا نعلم أن قولنا، هذا الشيء هو كذا وكذا قول للحقيقة.
فنحن عندما نقول أن شيئاً هذا حقيقة إذا كان مطابقاً للحقيقة والحقيقة هي مطابقة التصور الذهني للواقع أي مطابقة للشيء للفكر أي يطابق قولنا الواقع، والحقيقة حقيقة عند كل الناس في كل زمان وكل مكان.
الحقيقة ليست كون الشيء نافعاً فالحقيقة عندما تكون نافعة حكماً عليها بأن وسيلة لخدمة الإنسان والحكم على الحقيقة بأنها ممتعة فهذا حكم عليها بالجماع.
المعرفة
المعرفة ليست خلافه أي الذهن يخلف صور لأشياء غير موجودة خارجة بل المعرفة إدراك للموضوع وليس إبداعاً له.
المعرفة إدراك والإدراك تصور والتصور فكر فإذا قيل لي فيما نفكر قلت : أفكر في كذا وهذا يعني أن تظهر في وعي صور وذكريات أي صور يتبع بعضها بعضاً والتعريف الأعم للفكر هو : (حركة التصورات والمفاهيم ، وإذا قلنا ما الفكر العلمي ماذا نعني؟
إننا نعني الفكر المنظم.
إن الشيء الذي نريد أن نعرفه إما أن يكون موجوداً فعندئذ لا نحتاج إلى فكر كي نراه بل يكفي أن تفتح عينه أو يوجه اهتمامه وملاحظته نحوه، وإما أن يكون هذا الشيء غير موجود.
إذا الشيء موجود أمام الحواس يكفي فيه الإدراك وهذا يسمى عين اليقين (لترونها عين اليقين) في حالة عين اليقين يكفي الوصف.
فإذا كان الشيء غائباً عن الحس يقوم العقل بالاستنباط (الاستنتاج).
إذن المعرفة فعل عقلي يتم إما بالإدراك المباشر للشيء وإما استنتاج.
والاستنتاج يحدث عندما يتوفر لدينا شرطان:
الشرط الأول: هو مقدمات معينة أي أقوال أو قضايا معروفة يصدقها أو معترف بها بطريقة ما.
والشرط الثاني : هو وجود قاعدة معينة يتم الاستنتاج طبقاً لها وهذه القاعدة هي إذا وجد الأول يوجد الثاني والأول موجود إذن فالثاني موجود.
وهذا هو المنطق الصوري.
إن علم الطبيعة يسير على قانون الشرط المنطقي والشرط المنطقي هو أن هناك متغير تابع ومتغير مستقل.
وهناك قضية هذا الشيء موصوف بالخير وهذا الشيء لا بد أن يكون فعل الإنسان وفعل الإنسان فيه ، هدف أي فيه نية وفصل أي رغبة في فعل وعدم رغبة، في فعل وهذا الفصل الذي يجعله يوصف بأن خير كونه نافع للإنسان نفعاً لا تنتج عنه ضرراً لإنسان آخر لأن حق الناس في النفع واحد.
المعيار الذي يحكم به على أن الفعل ينبغي أن يفعل كونه نافعاً للإنسان وهذا هو المعيار الأخلاقي الذي يحكم به على أن هذا الفعل خيراً.
الفعل الأخلاقي فعل طلبي يطلب بصيغة الأمر أفعل الخير (النفع) و(لا تفعل الضرر) والفعل المحكوم عليه بالخير هو فعل المكلف والمكلف هو الإنسان التكليف هو الإرادة والإرادة لا تسمى إرادة إلا إذا صدرت عن وعي واختيار والاختيار هو القدرة فعل الشيء وعدمه أو الاختيار بين البديلات.
أما الحكم الجمالي فينصب على ما ينبغي أن يكون والذي ينبغي أن يكون هو الجمال والذي ينبغي ألا يكون هو القبيح.
الحكم القيمي أي الحكم بأن الشيء خير أو جميل موجود في عقولنا فقط بالفطرة نتذكره تذكراً مثل القوانين الرياضية إذ أن العالم الموضوعي موجود فيه أشياء فردية واقعية فقط.
ومعيار القيمة هو الحاكم على العلاقة بين الإنسان والأشياء فالخير هو تسخير الأشياء تسخيراً يفيد الإنسان.
فالحكم على ما هو كائن أي صفة بأن حقيقة ونحن لا الشيء أنه حقيقة إذا أثبت وجوده خارجنا وإن كان الإثبات لا يوجد الشيء إنما يوجد الشيء من العدم الله فقط.
والقوانين العقلية نتذكرها فقط لأن الله وضعها في فطرة الروح (الخلد).
ونحن بوساطة هذه القواني نبني أحكامنا ونحن في المعرفة نعتمد على قانون: التصور للشيء إذن هو حقيقة لا وهم.
أما الحكم على علاقة الوسيلة بالغاية فهو الحكم الأخلاقي كل ما سوى الإنسان وسيلة والغاية هو الإنسان فالشيء غايته أن يثبت وجوده فإذا ثبت وجوده وثبت نفعه فيجب أن يستعمل على وجه ينفع الإنسان فلا يضره فمن استعمل فعل الإنسان نفسه بأعضائه أو عقله لنفع الإنسان فالإنسان يعي على خلق عظيم وإن أساء إلى أخيه الإنسان فهو مجرم والشيء جميل إذا طابق صورة الكمال عنه فإن يبعث في النفسي البهجة فالنقص يبعث على الشعور بالقبح في فطرة الإنسان نداء: اعرف الحقيقة كي تسخرها لنفع الإنسان ونستمتع بها.
الإنسان لا يجوز أن يتحول إلى وسيلة فإذا تحول إلى وسيلة استعمل لشيء فإذا الإنسان جعل شيء وإسعاده هو الذي يقال له تعامل أخلاقي والمجتمع قائم على هذا الأساس فالإنس بالإنسان هو أجمل المشاعر.
القيم
القيم ترجع إلى فطرة الإنسان فالإنسان ينطلق إلى حب الخير يدافع من حب فطري لفعل الخير إلا من انحرفت فطرته ، والذي يقنعنا بفعل الخير القاعدة الفطرية أفعل الخير لأنك تسعد به ولا تفعل الشر فإنك تشقى وتتعس به وقيمة سلوك الإنسان بقدر ما يقدم للإنسانية من سعادة والقيم تظل مطلقة لأنها نابعة من الفطرة ومعرفتنا للقيم لا تتغير إنما يحرفها الهوى والجحود.
القيم تنتمي إلى مقولة الكيف لا مقولة الكم ولذلك هي غير قابلة للتغيير فإذا تغيرت أصبح الوهم حقيقة والشر خير والقبح جمال.
الخير حكم على حرية الاختيار الذي اختار الإنسان كمعيار لتفضيل الأشياء من حيث نفعها وحقيقتها ومدى ما تجلبه للإنسان من بهجة الحقيقة هو المثل أعلى للعقل والجمال هو المثل الأعلى للوجدان والخير هو المثل الأعلى للسلوك، الحقيقة مطلوب العلم والجمال مطلوب الفن والخير مطلوب الأخلاق.
الأخلاق تحكم على إرادة الإنسان والجمال حكم مدى قرب الشيء من كماله والأخلاق حكم بالنفع.
فالحكم على الأخلاق حكم عملي والحكم على الحقيقة حكم نظري والحكم على الجمال حكم شعوري.
الوجود الإنساني
يمتاز الإنسان بأنه ليس حيواناً وليس جماداً ولا نباتاً ولا حيواناً إنما هو إنسان وهو إنسان لأن لديه روح والروح تمتاز بأن لديها عقل والعقل يفكر في ذاته ويفكر في المشاعر والسلوك وإنما هو خارج الإنسان من العالم الموضوعي.
الروح مرتبطة بالجانب الحيواني الخالص أي الجانب الجسمي ويكفي أن يحدث أقل شيء من الاضطراب في المخ لكي يشكل فكر أعظم العباقرة وفي كثير من الأحيان في مقدور نصف لتر من الفول أن يحول أفحل الشعراء إلى حيوان متوحش، والجسم بإحداثه العضوية وغرائزه الحيوانية شيء يختلف عن الروح فالفكرة وما يماثلها من أحداث الروح شيئاً مختلفاً عن الحركات المادية وما العقل والوعي إلا وظيفة من وظائف الروح والروح ولا توجد في الإنس والجن لأنهما مكلفان ، فالروح كالسائق بالنسبة للمركبة.
الروح هي جوهر الإنسان لا يوجد في غيره من الحيوانات.
الروح هي الوجود الإنساني وهي التي تمنحه الكرامة وبفضلها سما الإنسان لا غيره من الكائنات. فالحيوانات أرقى الكائنات من دون الإنسان لا تحتاج أبداً إلى شيء أكثر من إشباع دافعها ولكن الإنسان يخلق لنفسه باستمرار حاجات جديدة ولا يشبع أبداً مثل حاجته إلى النقود التي لا يشبع منها أبداً فلا يرضيه إلا حياة الجنة مما يدل على أن طلب الجنة ندا فطري الإنسان لديه احتياجاً إلى المتناهي فهو يتطلع إلى حياة أرقى من الحياة الدنيا فهو يرى أن العدالة والكمال لم يتحقق في الحياة الدنيا فالله جميل يحب الجمال فهو في صنعه للفن يكمل النقص فما بالك برب الفنانين الله جل في علاه الله جل في علاه ما خلقنا عبثاً فيجب أن تكون هناك حياة لا عبث فيها الحياة الآخرة وهذا العالم الذي يتنافي مع العبث لا بد أن يخبرنا عنه الله جل في علاه بواسطة الوحي والوحي جاء عن الله بواسطة جبريل الذي ينزل على الرسل والرسول يبلغ رسالة ربه وهو الإسلام ولأن التراث البشري يدخله الناقض فإن الله تكفل بإعادته إلى أصله عن طريق الرسل حتى ختم بالرسالة الخاتمة.
الرسالة الإلاهية (الإسلام) تخاطب العقل والعقل هو مناط التكليف والرسالة في مضمونها العام اعتقاد في توحيد الله بأفعاله وصفاته وتوحيد الله بأفعال العباد وكل ما يحدث فهو في علم الله وقدرته والإنسان لا يفعل شيء لا يستطيع الله أن يمنعه والعبادات التي جاء بها الإسلام الصلاة والصيام والصدقات والعمرة والحج والدعاء والذكر ثم كل عمل خبري يريد به إرضاء فهو عبادة في ذلك يتفاضل الناس في صفة الصلاح.
خصائص الإنسان الفريدة
يتميز الإنسان بصفات فريدة تميزه عن غيره من الكائنات.
1 – التقنية:
تتمثل التقنية في استخدام الإنسان الآلات معينة من صفة فالفرد يستعمل العصا ولكن لا يصنعها أما تطور التقنية فهو عمل إنساني وصناعة التقنية عملية إنتاجية معقدة شاركت فيها البشرية جمعاء في تطورها وصناعة الآلة ناتج من النتاج العلمي المتراكم المتطور وصنع الآلات يقتضي فكرة أن ما سوى الإنسان من المخلوقات وسيلة سخرها الله للإنسان لإسعاد الإنسان وأمنه ورخاءه وهذا ما يسمى بالحضارة وإذا استعملت التقنية ضد الإنسانية فهو همجية.
الإنسان هو الهدف من التقنية فلا يجوز أخلاقياً أن يجعل البعض بعض الناس سخرياً وسائل كالتقنية أداة لرخائهم والسيطرة عليهم وهذا ما يسمى بالظلم الإنساني.
2 – التراث:
التقنية ليست هي الشيء الوحيد لدى الإنسان فإن التقنية نفسها لم تتطور ولن تتطور ولولا أن الإنسان يتعاون مع أخيه الإنسان داخل مؤسسة المجتمع، والإنسان لا يتطور منطلقاً من الصفر بل يستفيد من التراث الإنساني عملية اكتشافه للحقائق واختراعه للتقنية وإبداعه للفنون فالإنسان يتعلم ممن قبله فيفكر فيما يتعلمه يأخذ بما يقنعه وينتقد ما لا يقنعه يحذف ويضيف فهو في مراجعة دائمة لتراث من قبله فليس كل الناس يقومون بهذه المهمة بل هي مهمة الفلاسفة والعلماء والفنانين والعمال.
3 – التقدم والحضارة:
بفضل التراث يتقدم المجتمع فكل جيل يضيف على التراث بعد أن يغربل التراث فالجيل الجديد يجدد التراث وهذا التجديد هو التقدم والحضارة تسخير التراث الجديد ليصبح المجتمع أكثر أمناً ورخاء.
4 – التجريد:
التقنية والتراث والتقدم يعتمد على التفكير الإنساني والتفكير يعتمد على التجريد والتجريد يعتمد على التعميم والتصور العقلي مثل التصور الإعداد والقيم والفرض والكمال المعرفة تصور والتصور اكتشاف والوسيلة ترتبط بفكر الغرض والجمال ترتبط بفكرة الكمال التفكير الإنساني تفكير تجريدي فكلمة الوجود تجريد من الوجود ويجب أن نفرق بين الموجود الواقعي والموجود المثالي أو الصوري، فالعدم مسلمة فطرية كما الوجود مسلمة فطرية فالوجود ضد العدم والعدم غياب الوجود المطلق عندما كان الله ولم يكن شيء معه فخلق الخلق من العدم فالعدم قبل أن يصير شيئاً بمشيئة الله ثم يخلق بقدرة الله كان ممكناً عند الله والإمكانيات يبرمجها الله في الكائنات فتصبح استعدادات والأشياء استعدادات يخرجها العلل التي أراد الله.
5 – القدرة على التأمل:
خلق الله جل في علاه في الإنسان القدرة على التأمل في العالم خارج العقل وداخل العقل وداخل الوجدان وفي السلوك الإنساني.
فهو يدرك ما في داخله بواسطة تذكر أفكار الخلد ويدرك أفراد العالم الخارجي بالحواس ويدرك الوجدان بالبصيرة ويدرك سلوك غيره من الناس فيقارن سلوكياتهم ليضع قاعدة سلوكية من خلال المشترك وهذا المشترك أصلة في الفطرة.
الوجود
العالم يتكون من أشياء معينة تتميز بصفات ترتبط مع بعضها البعض عن طريق علاقات.
أنواع الوجود:
1. الجوهر : وهو الموصوف الذي يتميز بصفات تميزه عن غيره والجوهر جعل الله فيه استعداد للإتصاف بصفات محددة.
2. الصفة : وهي الأشكال التي يتبدي بها الجوهر ويتشكل وهي الصور التي يأخذها الجوهر عندما يتحرك بحسب نعرضه للعلة.
3. العلاقة أو النسبة أو الإضافة.
وفكرة الجوهر والصفة والعلاقة أفكار فطرية ضرورية لا بد منها في عملية التفكير، فنحن نعرف الجوهر بصفاته فالأشياء بلا صفات عدم فالعلاقات تقتضي وجود جواهر تؤثر وتتأثر.
الماهية
الماهية هي الصفة المميزة للجوهر عن غير كالروح تميز الإنسان غيره والعقل يميز بعضها عن بعض والاختيار يميز العقل بعضها عن بعض فالتميز العقلي يقدر اختيار الأنفع، تتميز الأخلاق ويقدر اختيار الأجمل يكون التمييز الفني.
الماهية تستكمل من خلال العلاقة النسبية فحاسة السمع تستكمل عن طريق العلاقات بالأصوات فالعلاقات بين العقل والأشياء حين يكتشفها يتم تسخيرها في الخير والاستمتاع هو هي التي تحدد ماهية الإنسان، فالإنسان كائن حي وحياته بسبب الروح وحركة الروح تتجلى في الأحداث العقلية والشعورية والسلوكية والعلاقات بين الناس التي تستهدف إسعاد الناس رغبة في إرضاء الله.
علاقة الوجود بالماهية
ينبغي أن يتصور الإنسان الموجود المثالي على أن صورة الموجود الواقعي والموجود الواقعي هو معنى الوجود المثالي والوجود المثالي هو الوجود العقلي هو الوجود في الأذهان والوجود الواقعي هو وجود العيان.
لا يوجد شيء يناقض مبدأ التناقض ولا علاقة تخرج عن علاقة السببية والأشياء تعرف بصفاتها وصفاتها تأتي علاتها.
القول بالصدفة إنكار لمبدأ السببية ، ولكل شيء جوهر وهو أن الشيء قد حدده الله لدرجة أن يستحيل أن يصير شيئاً آخر، والشيء لا يمكنه أن يتصف بالصفات غير الصفات التي حدد الله له في برنامج الفطرة لأن الله أعطى كل شيء برنامج يحدد هويته.
الهدف
العالم يتكون من جواهر والجواهر تدخل في علاقات سببية حتى تظهر صفات الجواهر ، فالجوهر الإنساني هو الروح والروح الإنسانية تتميز بامتلاك الإرادة والإرادة هي التي تسخر قوانين الأشياء فالعلاقة الإنسانية تقوم على اتفاق الإرادات على ما فيه صالح الجماعات وهو ما يسمى بالعدالة الاجتماعية فالعدالة الاجتماعية تحمي حقوق الإنسان التي تساوى فيها البشر دون تفريق.
الإرادة الإنسانية تسخر الإمكانيات لصالح أفراد المجتمع فالفرد وحده لا يستطيع أن يحقق الحرية ولا يشبع حاجاته الضرورية والكمالية والمجتمع يقوم على الالتزامات الاجتماعية تجاه الأفراد بعضهم تجاه بعض.
والمجتمع بذلك شيء واقعي ، والمجتمع عبارة عن علاقات الأفراد بعضهم ببعض حين يقسمون الأدوار حتى يوفروا لبعضهم ما يشبع حاجاته الضرورية على الأقل والذي يدير هذه العملية هي الدولة والمجتمع أفراد متعاونين تنظم الدولة الخدمات والثروات بينهم.
الفرد حقيقة داخل المجتمع وهو الهدف بشرط ألا يصبح فرد أو جماعة هم الهدف والآخرين وسائل له يسخرهم كيف يشاء دون شورى ودون يشاركهم في الرأي وإشباع الحاجات.
فلا يجوز أن يستغل الفرد من أجل الجماعة ولا الجماعة من أجل بل هم راكبي سفينة المجتمع فلا بد يعملون على إطعام أهل السفينة والعمل على راحتهم فلا يجوز للربان أن يسير بالسفينة دون يعلمهم بوجهته أو يموتهم من الجوع.
الحقوق لا بد أن تقرها الجماعة وتؤديها الجماعة ، رخاء الجماعة حلم يجب تحققه الجماعة للجماعة الفرد حقيقة واقعة والجماعة تحقق عندما تتعاون لتحقيق هدف واحد للجماعة بفعل مشترك ، الفرد موجود والمجتمع موجود بأفراده وعلاقته التي يشبع من خلالها حاجات الأفراد داخل المجتمع والاستبداد هو جعل الناس وسائل في يد فئة قليلة من الناس على حساب أمن ورخاء أفراد المجتمع . المجتمع المتحضر يرفض أن يكون الناس أدوات أو فرد من الأفراد أداة لأنه مساوي في الكرامة لأي إنسان الكل هم الغاية من التنظيم والوسائل لا يجوز لأحد أن يضحي في سبيل الآخر ، فلا يجوز لأحد أن يعذب مهما كان المبرر فلا فائدة من تعذيب أحد لأحد، فالحقوق لكل أفراد المجتمع لا لأحد دون أحد.
الفرد له حقوق خاصة وعليه التزامات (واجبات) تجاه المجتمع.
الجواهر حقائق والعلاقات حقائق والعلاقات ارتباط الجواهر بعضها ببعض والناس يجتمعون لتحقيق أهداف مشتركة للجميع وهو ما يسمى الخير العام الذي يشارك الجميع في تحقيقه كل بحسب علم وقدرته وإمكانياته والخير العام يتحقق بالمشاركة في الرأي والعمل والقول وفي الثروة فالخير العام يحدث بالمشاركة للحصول على الاشتراك في الرأي والقرار من أجل تحقيق الأمن والرخاء للجميع والمجتمع هو اشتراك أفراده في أعمال متكاملة من أجل توفير الخدمات والأموال للجميع. أنت تخدم الكل فيخدمك الكل.
الله
ليس هناك أحداً من المفكرين الكبار قد تشكك أبداً في وجود الله. فالله جل في علاه ذات لا تشبه أي ذات أخرى فإذا كانت كل ذات عبارة عن بصمة وجودية (جوهر) فما بالك بالله جل في علاه.
فالفلاسفة الذين يطلق عليهم فلاسفة لا ينكرون وجود الله إنما يختلفون في تصوره.
وذلك أن الفلسفة تثبت وجود الله بالإيمان الفطري الذي يستند على مبدأ لا بد للعالم من خالق يخلقه من العدم فما دام الكون له بداية فلا بد له من مبدي وما دام هناك نهاية فلا بد من وجود معيد والله هو الذي يبدي ويعبد فالكون خلقه الله لأنهم ليسوا هم الخالقون فحتى الطبيعيون يضيفون على الطبيعة صفات الله والبعض بدلاً من يقول الله الخالق يقول أو الصدفة أو الدهر فالخلاف هناك في الاسم وليس المسمى الموجود الواقعي لا يمكن أن يفسر إلا عن طريق الإيمان بالله وأن له الأسماء الحسنى والصفات العليا فالعقل إما أن يؤمن بالله أو يقع في العبثية وانعدام المعنى، فالإنسان تطمئن نفسه بالإيمان بالله والعقل يؤمن بفطرته أن الله يختلف اختلافاً قاما عن كل مخلوقاً وذلك أنه هو الوحيد الكامل والكامل لا يتعدد لأنه لا يحتاج إلى أحد في مساعدة أو علم فهو الأول والآخر استوى على عرشه فوق الكون كله فلا كل في مكان لأنه هو خالق المكان ولا يحده زمان لأنه خالقه الله أكثر تفرداً من خلوقاته فهو كامل غني وحي قيوم.
فالله كائن خالق غير مخلوق فنحن نقول عنه كائن لأننا لا نقول عنه أنه عدم والعدم لا يخلق للوجود.
لا يجوز أن نقول : إن الله هو العالم فالعالم خلقه الله وكان قبل الله وحده ثم خلق الخلق، فالله ليس العلة بل خالق العلة حتى الصيرورة التي يصير عليها الشيء هي استعدادات الجوهر في التشكل كما برمجه الله عليها.
كل شيء في العالم قد حدده الله وحتى الإرادة الإنسانية لم تكن لتحدث لو أراد الله منعها.
وجود الله تفسير عقلي للعالم.
الخير والشر
الخير هو أساس مبحث الأخلاق وهو غرض أفعال الإنسان جميعها، والخير يقال مقابل الشر، والحكم بالخير مطلق على الإرادة الإنسانية الواعية المختارة الصادرة عن بالغ ففعل الخير فعل تكليفي فلا يحكم أفعال الجماد والنبات والحيوان يحكم به فعل الإنسان المكلف إذا قصد به فعل الخير والعاطفة التي تدفع إلى الخير هي عاطفة الحب والتي تدفع إلى الشر هي عاطفة الكرة.
والخير مبدأ عام مطلق ثابت في كل مكان وزمان وهو مبدأ فطري يتذكره العقل تذكراً فطرياً، والخير عمل إنساني إرادي يكشف عما ينبغي أن يفعل وهو الإرادة التي تقصد إفادة الإنسان بالعمل الإنساني المباشر أو بتسخير الأدوات والإمكانيات والعلم لخدمة الإنسان كجنس بغض النظر عن أي مبرر إلا أن الإنسان هو الغاية من كل وسيلة وإذا أريد بعمل الخير رضى فيتحول العمل إلى عبادة.
فكرة الخير الفطرية هي أساس الرغبة في الأشياء ولا شيء مرغوب فيه سوى السعادة ونحن عندما نحب شخص نعمل على إسعاده ونسعد بإسعاده وهذا هو الأساس العاطفي للخير.
الخير هو علاقة بين الإنسان والإنسان فهو إذا أحب الإنسان كجنس ستخر الأشياء والأفكار والمشاعر لإسعاد الإنسان فالناس لا تتفاضل في حقها في الكرامة إنما تتفاضل الأشياء بقدر جلبها للإنسان للسعادة فالوسائل فيها إمكانيات النفع كالدواء يشفي بإذن الله وفيها إمكانيات الضرر (الشر) كالقتل بالسم لما فيه من إمكانيات الشر في طبيعته وما على الإنسان إلا قصد تسخير الأشياء للنفع أو الضر والحكم على أفعال الإنسان بحسب النيات فالأشياء محايدة لا نيات لها حيث الحفرة تفرق بين سقوط الطفل وسقوط الحجر فلا يحكم على غير الإنسان بالخير والشر إنما يحكم فقط الأعمال الإنسانية بالنيات لحديث : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) فكل فعل قصد به الأذى والفساد والضرر وتحققت نتيجة الفعل في الإنسان المعتدى عليه فهو جريمة فالخير يثاب صاحبه عليه بخير وفق قاعدة الثواب من الجنس العمل والعقاب وفق قاعدة العمل السيء المقصود يقابل بمثله.
وهذه قاعدة المساواة المشتقة منه مبدأ العدالة.
الغاية والوسيلة
الوسيلة: هي كل إمكانية يسخرها الإنسان بقصد الخير أو الشر والوسيلة هدفها إفادة أو ضرر الإنسان فالغاية هو الإنسان من حيث إفادته أو ضرر فتسخير الوسيلة غرضه نفع الإنسان أو الإضرار به فإن قصد الإضرار بالإنسان فهو جريمة ، فالحكم ليس على الوسيلة بل الحكم الإنسان البالغ العاقل المختار الذي يستعمل الوسيلة، والنتيجة هي التي يعرفها تمام الفعل أو عدمه والوسيلة تكتشف بمعرفة الإمكانية وتسخير الإمكانية هو الجانب العملي والهدف فيها تحقيق مصلحة أو مفسدة للإنسان كالبركان لا يعد شراً لأنه فعل طبيعي لا يحكم عليه بخير أو شر.
الذات والذاتية
الذات هي الجوهر والجوهر هو ما يقوم بنفسه وهو الشيء الثابت رغم تغير شكله وصورته وصفاته وأعراضه ، وهو الواحد وراء الكثرة ويقابله العرض والذات لها ماهية وهي الصفات التي تميزها غيرها والذات الإنسانية هي الروح وهي به نحي ونفكر ونحترك وشعر وهي مصدر الصور الذهنية وتتقبل الرغبات والاهتمامات، وتقابل الواقع الخارجي والعلاقة بينها (الذات والموضوع) وهي المسألة الأساسية في الفلسفة ، والذات مستقلة عن الموضوع.
الذات هي التي تميز بين الحقيقة والوهم والخير والشر والجمال والقبح فالخير إمكانياته موضوعي والحكم عليه ذاتي والجمال صفة في الشيء الموضوعي وهو بلوغ الشيء إلى كماله والإنسان مفطور بالاستمتاع بالشيء الجميل كما أنه مفطور على السعادة حيث يصنعها الناس ويجب من يصنعها له ويجب نفسه حيث يصنعها.
الذات هي التفرد والاختلاف المطلق عن الأعيار وهي تتبدى بصفاتها وتدخل علاقة حيث تؤثر وتتأثر فهي تؤثر الآخرين بالتبادل المعرفي وبالحب أو للكره أو بالعطاء والأخذ وبالكشف والاختراع والإبداع بالأقوال والأفعال بحسب تفسيره لها.
الفلسفة والعلم
هدف كل من العلم الفلسفة صياغة القوانين النظرية الكلية المجردة ولكن قوانين الفلسفة أعم وأوسع وأكثر شمولاً فلذا تسمى الفلسفة بالعلم الجامع أو علم العلوم بينما العلم موضوع العلم ضيق ومتخصص ، ويبقى التجريد والتعميم مما يتفق عليه العلم والفلسفة، والفلسفة تتوخى ملاحظة الجزئيات ثم استخلاص القانون الكلي والمبدأ العام الذي يعمها جميعاً معتمدة في ذلك الاستقصاء والاستنباط هدف الفلسفة إدراك الحقيقة الكلية ومواضيع الفلسفة الوجود والمعرفة والقيمة.
أولاً: الوجود:
الوجود معنى عام يشمل كل ما ليس بمعدوم والموجود هو الوجود القيمية المشخص الجوهر، فالموجودات تتشابه تشابه كلي وهو التشابه بأن الجواهر موجودة ومختلفة عن بعضها اختلاف مطلق والموجود لها صفات عامة تميز النوع وصفات خاصة تميز الشيء العيني (الجوهر) فالوجود أصله أنه الله خلقه من العدم ومصير الأشياء الفناء إلا الروح فإنها خلقت من العدم ولا تعود إلى العدم والجوهر ليس أزلي فلا أزلي إلا الله فالأشياء لها بداية في الزمن فهي مخلوقة فالله ليس له بداية لأنه خالق الزمن فالأشياء مخلوقة خلقها الله بإرادته وقدرته وهو بكل شيء قدير وبكل شيء عليم والأشياء ثابتة والنصر عرضي وهو تغير في الصفات وليس في الذات فالله خلق الأشياء وركز فيها قوانينه ولم يتركها بل هو قيوم عليها يوالي تدبيره لها وعنايته بها فالحوادث الكونية تسير وفق خطة وضعها الله تسمى القدر.
فالله خلق الخلق ليعبدوه وخلق الناس ليبلوهم أيمهم أحسن عملاً فكل ما يجري في الكون من أحداث ينتج بعضها عن بعض يحكم قوانين الحركة الذاتية للموجودات التي خلقها الله في الموجودات فليس في الكون صدفة بل الكون تحكمه العلية فالفكر يعتمد على مقدمات ونتائج وأعمال الإنسان توجهها النية والإرادة والإنسانية عندما تكشف القوانين تسخرها.
المعرفة
المعرفة ممكنة بالتدريج فالمعرفة إذا كانت حقيقية فهي يقينية والاحتمال عدم تأكد مما نعرفه فالحقيقة مطلقة فنحن قد نظن أننا اكتشفنا الحقيقة ولكننا لم نكتشفها بدليل أننا قد نكتشف أن ما كنا نظنه حقيقة أصبح وهم.
الحقيقة لا تختلف باختلاف الحال ولا باختلاف المكان والزمان ، المعرفة ممكنة وواقعة فعلاً لأن حقائق الأشياء ثابتة ومعرفتها جائزة.
مصدر المعرفة:
المعرفة العقلية مصدرها العقل الذي فيه مبادئ فطرية لم تشتق من تجربة كمبدأ الذاتية الذي مفاده أن (الشيء عين ذاته، ويستحيل أن يكون شيئاً آخر ومبدأ عدم التناقص الذي مفاده أن الشيء يستحيل أن يكون موجوداً ومعدوماً في آن واحد).
والأوليات الرياضية مثل : المتساويان لثالث متساويان والبديهيات المنطقية مثل: الكل أكبر من الجزء. والمعرفة الحسية مصدرها الحواس والملاحظة والتجربة وهي معرفة تجريبية بعدية تشتق من التجربة ولاحقة عليها فالمعارف الحسية معارف أصلها إدراكات وانطباعات حسية تنقلها الحواس من عالم الظواهر والوقائع المادية المتغيرة باستمرار إلى العقل.
إذن مصادر المعرفة هي الحس والعقل معاً فبعض المعارف أولية قبلية عقلية فطرية وبعضها انطباعات تنقلها الحواس إلى العقل فالمعارف العقلية صورية تتذكرها العقل من ذاكرته الفطرية (الخلد) وأما المعارف التي مصدرها الإدراك الحسي فهي صورة عن الواقع الخارجي وإدراك النفس لأعرافها الشعورية فيتم عن طريق البصيرة وهو ما يسمى بالذوق والتجربة الشعورية.
ومعيار الصدق العقلي هو اتساق الفكر وعدم التناقض وهو ما يسمى بالصواب أما الصدق في المعارف الحسية فهو مطابقة التصور للواقع والتحقق من الصدق في ذلك بالملاحظة والتجربة.
فالمعرفة إما يقينية أو وهمية أو ظنية.
ثالثاً: القيم:
وفي القيم ينصرف الفكر إلى دراسة القيمة الأخلاقية وهي الخير والقيم المعرفية وهي الحقيقة والقيمة الفنية وهي الجمال.
وما القيم إلا مبادئ ومثل مجردة عامة غير مشخصة تتجاوز الزمان والمكان ومن ثم فهي أزلية أبدية غير متغيرة ، مستقلة قائمة واضحة لذاتها وصادقة بالضرورة وتدارك بالبداهة المباشرة وبالحدس وتبدو في صورة أوامر مطلقة يفرحته الضمير علينا فهي غير مشروطة بمنفعة أو هدف مادي يستجاب له الإنسان ولا يحد تقليلاً إلا أنها فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله وجاء الوحي الا وهي منذ آدم إلى محمد خاتم الأنبياء والمرسلين تحت ما يسمى بالإسلام.
فالأخلاق أصلها فطري وإسلامي جاء بها الإسلام وأما يخالفها فهي الأعراف والتقاليد التي جاء الرسل لإبقاء ما يناسب القيم وإلغاء ما يعارفها. فالقيم معان تتبع إرادة الله فالحسن ما أمر الله به وإرادة في الفطرة وجاء به الوحي والقبح ما نهي الله تعالى عنه لأن العقل عاجز عن إدراك ذلك لنفسه وبنفسه فالله أعلمخ بمن خلق.
ويتعلق بالقيم الالتزامات الاجتماعية فالموجود الواقعي والحقيقي أفراد المجتمع يدخلون في علاقات مع بعضهم البعض ليوفروا الأمن والرخاء للجميع وهذا العلاقات هي التي توجب على الفرد أن يقوم بدوره المناط به كعضو في مؤسسة للمجتمع الكبرى بالدور الذي يقوم به الفرد في المجتمع فرض كفاية وذلك لأن المجتمع مسؤول مسؤولية تضامنية تجاه أفراده ممثلاً في الدولة.
الفلسفة والقيم
تستهدف الفلسفة تسخير قوانين الكون بعد اكتشافها لمصلحة الإنسان وتنمية الذات الإنسانية.
فالفلسفة تبحث في أصل الوجود فتقول أنه خلقه الله من العدم والله أحدج لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ليس كمثله شيء وهو الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء وهو المبدي والمعيد فالكون ما دام أشياء متباين فهو إذن جوهر وأعراض وجوهر الإنسان روحه والصفة العامة التي تشمل كل الكائنات هو الوجود والله كائن أزلي أبدي أي سرمدي فالروح ليست سرمدية لأنها مخلوقة فهي بذلك ليست أزلية ولكنها أبدية تختلف أعراضها في عالم الذر وفي عالم الرحم وفي العالم الدنيوي والعالم البرزخي والعالم الآخروي.
الله وحده الذي لا يتعدد لأنه كامل والكامل لا يتعدد لأنه غني وخلقه فقراء إلى الله ويحتاج بعضهم إلى بعض فعلاقة السببية تدل على الأشياء مترابطة مع بعضها البعض والله هو خالق علاقة السببية.
الفلسفة تدرس العالم الموضوعي والإنسان وجوداً وسلوكاً ومصيراً والسلوك تنظر إليه نظره ما ينبغي أن يفعله الإنسان تجاه أخيه الإنسان فيجب أن يعامله كما يعامل نفسه أي يجب أن يساوي أي إنسان بأي إنسان في الكرامة والاحترام والاهتمام أي يجعله غاية وما سواه من الجماد والبنات والحيوان وسيلة لإشباع حاجات الإنسان فلذا لا يجوز جعل إنسان أداة في يد أي إنسان قال صلى الله عليه وسلم (الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى) فالناس تفاضل فيما يقدمه للناس من خير والله وحده الذي يعرف المفاضلة الدقيقة لأنه يعلم السر وأخفى الإنسان غاية الأشياء والإنسان غايته عبادة الله أي عمل الخير من السعادة بإرضاء الله قال تعالى: ﭽ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﭼ الرعد: ٢٨ ، ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﭼ طه: ١٢٤.
الثبات والصيرورة:
المبادئ العقلية والحقائق الحسية والوجدانية والسلوكية وكل ما يصفه العقل ثابت فمن المستحيل وصف الشيء بصفة في نفس الجهة وفي نفس ثم ننفي هذا الوصف لأنه من المستحيل أن يكون الشيء هو وليس هو والصفة هي وليس هي والعلاقة السببية بين الأشياء هي التي تظهر الصفات المختلفة بحسب الارتباطات والأشياء فيها قابلية لإظهار صفاتها بحسب الارتباطات بالأشياء وهذا ما يسمى بالقانون والجواهر والقوانين التي تحكمها ثانية لأنها سنة الله في الأشياء ولن تجد لسنة الله تبديلاً إلا في حالة المعجزات وما المعجزات إلا تبديل في برنامج الشريحة الوجودية لأن الله إذا أراد قال للشيء كن فيكون والأشياء أوحى الله إليها برنامجها وهو ما يسمى بهداية الله الفطرية فنار إبراهيم قال لها كوني برداً وسلاماً فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم فالعقل أوحى الله إليه كما أوحى ربك إلى النحل حيث أوحى إليه المبادئ العقلية والقيمية، فالكفر هو ستر المبادئ الفطرية التي أكدها الوحي ووسيلة استخراج هذه المبادئ تعلم مبادئ الوحي الإسلام فالروح هبطت من روح الذر ومعها مبادئها الفطرية.
وهذه الأفكار الفطرية عامة ومشتركة للموجودات وهي الأفكار الأعم التي لا يوجد أعم منها.
الصيرورة في العالم المادي الذي تتبدى فيه أشكال الروح للتعبير عن حركتها الذاتية فالمادة هي الثوب الذي تلبسه الروح ليناسب العالم الدنيوي مثل لباس رائد الفضاء ليناسب ضعف الجاذبية والموت هو خلع الثوب المادي وليس ثوب برزخي ثم لبس ثوب أخروي حيث البعث.
الأفكار هي معاني عامة مشتركة وهذه تسمى فلسفياً بالمثل وهذه المعاني ليس لها محل إلا في الروح حتى وإن كانت مصدر الحس كانطباعات عدة الواقع الموضوعي الخارجي ، فالمعاني الحسية تعكس الواقع وتطبق على أفراد الواقع الموضوعي فكلمة إنسان نطبقها على أحمد وزيد وعمر وخالد .. إلى أخوه فإطلاق الفكرة (المعنى) على أحمد هو إنزال الفكرة .. من الذهن وإلصاقها بالمعين أو الشيء العيني فالمعنى في الأذهان ينزل إلى أحد أفراد العيان فهو يبدأ من العيان ثم الأذهان وهكذا فالتعميم صفة للمعنى والتخصيص للتشخيص للشخص للشيء المعين في العيان.
الأشياء عبارة أن استعداد مطلق للتشكل في صور بحسب العلاقات التي تدخل فيها الأشياء في ارتباطات فهذه الاختلافات تأتي للهيولي (المادة المحايدة) بسبب علاقة العلة بالمعلول.
الهيولي كالصلصال الذي يشكله كيف تشاء من الصور فهو حين التشكل لا يفقد جوهرة وهو كونه أنه صلصال فالصورة جاءت من مشيئة الذي شكلها والله خلق الإنسان والأشياء من عدم أمن الصانع البشري فقد صنع الشيء من شيء آخر.
والصانع يصنع الأشياء لأغراض وهي خدمة الصانع نفسه أما الله فهو غني عن العالماين إذن يريد للإنسان أن يسعده في الدنيا باتباع تعاليمه وبما أن السعادة في الدنيا ناقصة فهي الآخرة كاملة فما دام الكمال لم يخلقه الله في الحياة الدنيا فهو الآخرة وما دام الناس اختاروا أن يكونوا مختارين فلا بد من تحمل مسؤولية الإنسان عن إسعاد الإنسان تقصيره في ذلك كل بحسب قدرته فالذي يسعد الناس يثاب بسعادة كاملة لأن السعادة في الآخرة على مستوى قدرة الله والسعادة في الدنيا على حسب ما تستطيع.
المبادئ الفلسفية
المبادئ الفلسفية نتيجة التجريد المطلق والدقة المتناهية من حيث أنها تتعلق بدراسة أقل عدد ممكن من المبادئ والعلل وأصل المبادئ الفلسفة مبدأ عدم التناقض ومبدأ العلية.
أصنام العلوم
1. العلوم الرياضية والمنطقية: وتشمل دراسة العلوم الصورية كالرياضيات والمنطق والتي يكون مقياس الصدق والتثبت فيها هو اتساق الفكر بين المقدمات والنتائج وتصطنع مناهج استدلالية صورية مقدماتها فروض ومسلمات ومبادئ أولية واضحة بذاتها تدرك مباشرة بالحدس ومجالها المباحث الرياضية والمنطقية المجردة وغايتها صياغة قوانين الكم عدداً (الحساب) وشكلاً الهندسة وتتميز بالضرورة والدقة و اليقين ، وهذه العلوم تقوم على تصورات عقلية مفصلة معطيات الواقع.
2. العلوم الطبيعية: تدرس أفراد العالم الموضوعي عن طريق الملاحظة والتجربة والتحقيق يتم عن طريق المطالبة تبين نتائج الكاشف العلمي للواقع التجريبي ، وعرض هذه العلوم وضع قوانين نظرية وتفسيرات وصفية تكتشف عن العلاقات العلية الطردة بين الظواهر الطبيعة وتعتمد في دراستها الاستقرائية على مبدأ الحتمية والعلية والاطراد في الوقوع مما يجعلنا نتوقع مستقبلاً فموضوع العلوم الطبيعية الواقع الموضوعي وهدفها وصف الظاهرة الطبيعية ووصف مسارها والتعرف على علتها مما يجعلنا نستطيع أن نفسر ونتحكم ونتوقع ونعتمد هذه العلوم على الرياضيات.
3. العلوم الإنسانية ، العلوم الطبيعية تدرس ما هو مادي واقعي مشخص والعلوم الإنسانية تدرس سلوك الإنسان وسلوك الإنسان يوجهه الفكر يفسره النية والقصد فالعلوم الطبيعية نصف ماهو كائن أما العلوم الإنسانية تدرس الإرادة الإنسانية ودراسة الإرادة الإنسانية دراسة معيارية لأنها نصف ما ينبغي أن يفعل وتحويل ما ينبغي أن يفعل إلى ما ينبغي أن يكون فمنهج العلوم الإنسانية هو المقارنة لمعرفة المطرد في السلوك النمطي المشترك وهو دراسة التوافق والاتفاق والنمط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق