الاثنين، 9 يناير 2012

علم الاجتماع
يدرس علم الاجتماع سلوك الناس الشائع والمتكرر سواءً كان ذا طابع اقتصادي أو قانوني أو ديني، ذلك لأنه يدرس التشابه بين الناس مهما اختلفوا، فلذلك لا يدرس ثورة أو حرباً معينة أو إضراباً معيناً أو أية ظاهرة اجتماعية بعينها في زمان ومكان معينين إلا كوسيلة لدراسة الظاهرة دراسة عامة كوسيلة لدراسة الثورات عامة والحروب عامة والإضرابات عامة كظواهر اجتماعية، وما يصاحب هذه الظواهر من أمور شائعة لا يمكن أن توصف بأنها فريدة، وعلم الاجتماع بذلك يهدف إلى المعرفة عن التشابه الذي يوجد بين الناس عامة على اختلاف أنواعهم أي يبحث عن القواعد أو القوانين التي توجه تصرفات الناس عدما يكونون معاً.
العلوم الطبيعية هدفها كشف القوانين التي تحكم الحركات في الطبيعة أما علم الاجتماع فيكشف القواعد التي تحكم سلوك الناس مع بعضهم البعض والناس تجمعهم وحدة المصالح التي تجعلهم يقسمون العمل فيما بينهم ويحددون الأدوار المتكاملة كي يحققوا مصالح مشتركة لهم جميعاً أم الاجتماع الذي يهدف إلى مصلحة عامة فهوحش، والمجتمع يعتمد على المعونة المتبادلة ، والمجتمع هدفه الاكتفاء الذاتي، فالمجتمع الذي يستطيع تزويد أفراده بكل احتياجاتهم دون استعانة بخارجه يعتبر مجتمعاً وإنما المجتمع يشبع حاجاته بوجود مؤسسات اجتماعية، تتخصص كل مؤسسة باتباع حاجة محددة.
المجتمع عبارة عن أناس عاشوا وعملوا فترة من الزمن بلغت من الطول مكنتهم من تنظيم أنفسهم بحيث يشبعون حاجاتهم جميعاً بتقسيم العمل فيما بينهم حتى يكتفوا ذاتياً بحسب إمكانياتهم ويتم ذلك بتبادل المنافع فيما بينهم كالتبادل التجاري والإنتاجي والخدماتي والمجتمع يجتهد في أن يكتفي ذاتياً بأفراده عن طريق تنظيمه الداخلي، والمجتمع لا يعتمد في إشباع حاجات أفراده على مجتمع آخر، وعلى هذا لا تعتبر مؤسسات المجتمع ومرافقه مجتمعاً لأنها جماعة لا تكتفي بذاتها حيث أنها تتبادل مع الجماعات الأخرى المنافع التي ليست موجودة عندها.
المجتمع يتكون من مجتمعات كلية والمجتمع المحلي أناس يسكنون منطقة كالمدن والقرى، والمجتمع المحلي يتكون من مؤسسات اجتماعية والمؤسسة أفراد يتعاون لأداء وظيفة أو عدة وظائف كالاتحاد التجاري أو النقابات والجمعيات والنوادي، فالمصالح هي التي تستدعي وجود مؤسسات اجتماعية.
المجتمع يحتاج أفراده إلى فهم مشترك (عُرْف) فيما يتعلق بمصالحهم المشتركة واهتمام الجماعة منصب على اتباع ما يحتاجوه جميعاً، والمجتمع الحديث تتبادل مرافقه باتباع حاجات الجميع، وتختلف الجماعات باختلاف النشاط الذي تكونت من أجله والنشاط هدفه تحقيق مصلحة عامة والمصلحة العامة هي مهمة يتولاها المجتمع والجماعة تحتاج إلى نظام يضبط سلوكها حتى تؤدي المصلحة على خير وجه وهدف الجماعات هو تحقيق الأمن والرخاء على أكمل وجه ممكن والتطور يكون في هذا المجال.
أنواع التجمع البشري:
1. الحشد ويقوم على قرب الأفراد بعضهم من بعض في مكان معين.
2. الجمع: وهم جماعة يختلف نشاطهم من أجل مصلحة عامة.
3. المجتمع: جماعات تتبادل المصالح من الاكتفاء الذاتي، والجماعة هي وحدة المجتمع وتسمى المصلحة العامة التي تتولاها جماعة بوظيفة الجماعة وبما أن الناس لديهم حاجات كثيرة فلا بد من تخصص المؤسسات في هذا الأمر حتى تتكامل المصالح فيتحقق رخاء المجتمع، وكل مؤسسة تحتاج إلى إدارة خاصة تخطط وتنسق وتتابع وتراجع وتقيم ولا بد لكل مؤسسة من قيادة وقانون يحكم سير نشاط المؤسسة ولا بد لهذه المؤسسات من حكومة تحفظ وتنسق لها.
إن هدف مؤسسات المجتمع هو اتباع حاجات المجتمع وهو ما يسمى بالرخاء.
التنظيم الاجتماعي:
إن تحقيق الرخاء الاجتماع يحتاج إلى وضع قواعد وهذه القواعد تتجسد فكرياً في العُرف وسلوكياً في العادات والتقاليد، والعادات هي أنماط سلوكية تهدف إلى تحقيق مصالح المجتمع والتقاليد عبارة عن نسق الأدوار، والأدوار هي تقسيم للعمل وهي الواجب الكفائي الذي يحقق الرخاء في المجتمع، والواجب الكفائي (فرض الكفاية) عبارة عن توزيع المهام داخل المؤسسات العامة والمهام هي عبارة عن نشاط يوكل إلى كل مسئول، كالمدراء والعمال والموظفين الإداريين والنشاط الفردي يسهم في تحقيق المصلحة العامة المسئولة عنها المؤسسة لشخصية اعتبارية.
اختلاف النشاطات يؤدي إلى تكاملها لتحقيق المصلحة العامة التي هي وظيفة المؤسسة العامة وترتيب المصالح وتنسيقها بحيث تتكامل وهي ما يسمى بالبناء الاجتماعي، والبناء الاجتماعي عبارة عن تكامل المؤسسات العامة لتحقيق الرخاء العام للمجتمع.
النظام الاقتصادي:
هو تسخير كل الوسائل الممكنة لاتباع حاجات الناس كالإنتاج الزراعي والصناعي والتجاري والخدماتي واحتياج الإنسان لشيء يقتضي وضع نظام لتملكه ليتاح له استعماله لقضاء وطرة، والنقد هو وسيلة تبادل الحاجات حديثاً.
السلوك الاجتماعي:
السلوك الاجتماعي أو السلوك العام هو التعاون من أجل المصلحة العامة وهو السلوك الاجتماعي الحسن أما ما دونه فهو كل عمل ضد المصلحة أو ترك العمل من أجل المصلحة العامة أو منعها وهو سبب المعارضة الاجتماعية.
التعاون: هو اشتراك الناس في عمل شيء واحد من أجل الجميع والمصالح العامة تتعدد وتتكامل من أجل رخاء الجميع، وذلك يعني أن الناس يؤدون وظيفة معينة تحقق مصلحة عامة وتخصص كل فئة بتحقيق مصلحة عامة وذلك يحتاج إلى التخصص العلمي والخبرة والمهارة وهو ما يسمى بالكفاءة.
أما المنافسة فتقوم على المصلحة الفردية أو الفئوية وتفضيل فرد أو فئة أو فئات على الجميع.
وإذا شعر المظلومين بظلم المنافسة تحول إلى صراع والصراع منافسة عدوانية تصل في أبشع صورها في الحرب، والصراع قد يأخذ صراع فرد مع فرد وهذا لا يسمى صراع اجتماعي.
وسبب الصراع هو عدم تكافؤ الفرص فقد يأخذ بشكل صراع سياسي دفعاً للطغيان السياسي وقد يأخذ شكل الصراع الفئوي، فالفئة المظلومة إذا شعرت بالظلم من ـ قبل الفئة الطاغية ـ تثور عليها إذا شعرت بإمكانية تقلبها وملكت وسائل الانتصار وسبب الصراع الاجتماعي هو التفضيل الذي لا يقوم على المساهمة في المصلحة العامة وعدم تكافؤ الفرص.
التراضي الاجتماعي ينتج من المساواة بين الناس في الكرامة والفرص المتساوية والإكراه يؤدي إلى سلم اجتماع مؤقت والاستلام ينتج من ضعف أحد طرفي الصراع وإذا ما امتلك الطرف المستضعف القوة عاد مرة أخرى للثورة، فلا حل إلا التراضي الذي يقوم على الشورى لا لاستبداد، وتحل الصراعات بالوساطة والتحكيم والتصالح والتسامح والإقناع والاقتناع لا القمع والإكراه، ولا حل الصراع إلا بتعميم الرخاء ورفع التمييز الاجتماعي بين الناس حيث الناس سواسية كأسنان المشط فلا فرق بين أحد على أحد إلا بالعمل الصالح ويجب أن يلغى التمييز القانوني بين الناس والقضاء على ثقافة التمييز الاجتماعي والفصل الاجتماعي ومساواة الناس أمام القانون في الدولة القانونية.
وعدم توفير الرخاء العام ناتج عن إعادة إنتاج عدم المساواة والتغيير ينتج من تعبئة الرأي العام الذي يحرض على المساواة ومقاومة حجج عدم المساواة وطرح حجج المساواة ودفع المستضعفين إلى المطالبة بكل الوسائل إلى المساواة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلم الاجتماع هو الذي يمد المستضعفين بالحجج ودفع الناس إلى التفكير في وسائل إيجاد المساواة بين البشر.
التغيير يحدثه فاعلي التغيير المتحدين بإيجاد أسباب التغيير الذي هو جعل حياة الناس أكثر رخاءً وهذا يتطلب إزالة كل العوائق التي تقف حجر عثرة في سبيل الرخاء وهنا يتطلب اكتشاف معوقات الرخاء والعمل على إزالتها والتركيز على الأزمات والصراعات من أجل علاجها حتى تفسح الطريق للرخاء العام والرخاء يتمثل في تحقيق طلبات السواد الأعظم من الناس وتقديم المصلحة العامة على الخاصة، والرخاء يتحقق بتطبيق مبدأ الشورى في القرارات العامة المتعلقة بالمصلحة العامة وترك الناس أحرار فيما لا ضرر فيه لأحد وتطبيق حقوق الإنسان وجعل الأخلاق هي سيدة الموقف في كل القرارات العامة المتعلقة بالمصلحة العامة.
الجماعة:
الجماعة تطلق على ثلاثة فأكثر ويجمعهم هدف أو أهداف ويقسمون الأدوار فيما بينهم، وأهم الجماعات بالنسبة للإنسان الجماعة المرجعية وهي الجماعة التي يتعلم منها ويقتدي بها، والإنسان ذو الخلق الحسن يبتعد عن الجماعة السيئة. والذي يجمع أفراد الجماعة الأهداف المشتركة التي يستفيدون منها جميعاً وهم لذلك يتعاونون يساعد بعضهم بعضاً، والفرد لا يدخل في الجماعة إلا إذا رضي بأهدافها والمصلحة التي يجنبها من دخوله فيها والفرد يدخل في الجماعة لما يجدوه فيها من احترام والتعاون على اتباع حاجاته والتشاور وسهولة التفاهم ورفع الحرج والإنس، وآفة الجماعة عدم اتباع حاجات الشخص وعدم الاحترام والصراع وصعوبة التفاهم ووجود الحرج وعدم حل للمشكلات فيما بين أفراد الجماعة والاستبداد وسوء الخلق والكراهية.
الإنسان بطبعه يميل إلى الدخول في الجماعة التي تشاركه نفس الأفكار والمشاعر والقيم.
لا بد لكل جماعة أهداف مشتركة يتفقون عليها وهذه الأهداف التعاون على إشباع حاجات الجماعة وإشباع حاجات الجماعة يحتاج إلى تقسيم العمل فيما بينهم فيسهم بعمله في خدمة الجماعة وهذا العمل يخدم مصلحة من مصالح الجماعة، والعضو كي ينجح في عمله لا بد أن يحب الجماعة والعمل معها وهو يحبها لأنها تشبع حاجاته فهو ينتمي إلى الجماعة لأن هدفه هدفها والإنسان يكره من يكرهه ويهدد أمنه.
والذي يدفع الفرد إلى الدخول في الجماعة حبه الخير لنفسه والجماعة فهو لا يدخل الجماعة إلا وقد اكتشف حقيقتها واكتشف النفع في دخوله فيها فهو مثلاً يدخل الجماعة الاقتصادية رغبة في المال ويدخل في جماعة الأصدقاء لأنه يحبهم ويحبونه ويأنس بهم ويدخل في الجماعة السياسية رغبة في مساعدة الجماهير وحل مشاكلهم ويدخل في الجماعة الدينية رغبة في عبادة الله تعالى واتباع تعاليم الدين.
الدخول في الجماعة يعد وسيلة لغاية وهو رخاء الجماعة والإنسان يدخل في الجماعة رغبة في إشباع حاجاته وهو في علاقاته مع أفراد الجماعة يراعي مسألة الحرام والحلال والواجب والأصل في الأمور الإباحة إلا إذا فيما يتعلق بالضرر والضرورة فالضرر محرم والضرورة واجب إذ من الضروري أن يقوموا بواجبهم الكفائي (فرض الكفاية) وهو الذي إذا قام به البعض سقط عن الباقي، كما أنه من الواجب حل مشاكل الجماعة قبل إشباع حاجات أفراد الجماعة والذي يوجه عقول أفراد الجماعة الحقيقة والذي يوجه سلوكهم الخير العام لهم جميعاً والذي يوجه مشاعرهم رغبتهم في الاستمتاع معاً، والإنسان إذا ترك واجبه أو ارتكب محرماً يشعر بالذنب مما يجعل سلوكه مطرباً. وللسلوك الأخلاقي ينشأ عليه الإنسان صغيراً مما يجعله عادة يأتي منه عفوياً والإنسان لا يدخل في جماعة إلا بعد أن يحكم على الجماعة إما بالخير أو السوء وحكم الفرد حكماً شخصياً وإذا أصبح حكمه يمثل الأكثر من الخمسين في المئة سمي رأياً عاماً والرأي العام هو الحكم على المواقف والأشخاص والأحداث سواءً كانت داخلية أو خارجية عالمياً أو محلياً وهو وجهة نظر الجمهور وقد يكون الرأي سرياً على المستوى الشخصي أو العام والرأي السري العام هو الذي يخاف أن يعلن لما سببه من ضرر لأصحابه ولا يعد رأي الأقلية رأي عام لأنه لم يتجاوز رأي الخمسين في المئة، والرأي العام الفعلي هو الذي يتحول إلى سلوك جماعي ويأخذ شكل العادات والتقاليد لأنه أصبح عرفاً اتفق الناس عليه والرأي العام الفعلي رأي عام صريح علني تقبله الناس بالإضافة إلى أنه ثابت وحلاله ثباته أن أصبح عُرفاً ينظم حياة الناس في شكل عادات وتقاليد.
والرأي العام إذا لم يسمح له يصبح رأي عام مستتر، وإذا امتلك القوة ظهر في شكل تمرد على الرأي الزائف الذي يغطي على الرأي العام المستتر كنوع من التمويه والرأي العام الثابت هو ما يسمى بالثقافة المعنوية والإعلام في المجتمعات الحديثة هو الذي يصنع الرأي العام.
الرأي العام نتاج التعايش بين الناس لموضوع أو مشكلة تتعلق بالمصلحة العامة وإذا أصبح الرأي العام يوجه سلوك الناس سمي اتجاهاً لأنه يوجه سلوكهم ويحثهم على فعل الخير.
الرأي يتعلق بالناحية الفكرية من الناس بينما الاتجاه يتعلق برغبات الناس فيما يتعلق بمصلحتهم العامة أما الرأي العام فهو يعبر عن القبول أو الرفض بعد الحكم، الرأي العام يقول للناس افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا، أما الاتجاه فهو يعبر عما يريد الناس تحقيقه لهم ، الاتجاه هو ما يتحمس له الجمهور.
الاتجاه هو الذي يدفع الجمهور إلى الإقدام أو الإحجام فالرأي العام يدرس والاتجاه ينفذ ، الرأي العام يمر بالمراحل التالية:
1. إدراك المشكلة.
2. جمع المعلومات عن المشكلة.
3. فرض الفروض.
4. مناقشة الفروض.
5. إثبات الفرض الصحيح.
6. التوصيات والمقترحات.
7. موافقة الأغلبية.
8. تحول الرأي العام إلى خطط.
9. تنفيذ الخطة.
10. تعديل الخطة ـ عند التنفيذ لأن الممارسة قد تكشف سلبيات في الخطة وإيجابياتها فيبقى على الإيجابي ونزيل السلبي وبناءً على ذلك تعدل الخطة.
الأحداث الهامة هي التي تستدعي الناس أن يناقشوها ليصلوا فيها إلى رأي ويصبح الرأي العام رأياً عاماً إذا تحول إلى قرار عام يتعلق بالمصلحة العامة، والرأي العام يعرف بالاستفتاء، والرأي العام لا ينفذ إلا إذا تحول إلى اتجاه أي عقد العزم على تنفيذه.
والرأي العام لا يصبح علنياً إلا إذا سمح بحرية التعبير ورفع العقوبات على الآراء ما عدا الآراء التي تضر بالمصلحة العامة والناس بالنسبة للرأي العام أما محايد أو مؤيد أو معارض فالمؤيد يعد من الموالاة والمعارض يعد من المعارض والمحايد لم يصل إلى اتجاه الموالاة أو المعارضة والرأي العام معياره المصلحة العامة من حيث السلب والإيجاب.
الرأي العام يحتاج إلى زعماء يعملون على إقناع الناس به ويحثونهم على تنفيذه لما فيه من فائدة لهم.
وتعد وسائل الإعلام هي وسائل الرأي العام الحديثة فنحن الآن قد دخلنا في عصر المعلوماتية منذ 1991م وما زلنا نقفز في هذا المجال قفزات رحبة حتى أصبحنا نعيش في غرفة إلكترونية أصبحت الدنيا فيها كبلد واحد قل الزمان وضاق المكان.
أصبحت المعلومات توحد الناس وتقودهم فأصبح العلم هو القائد وما الناس إلا ناقلة للمعلومات من خلال الشبكة العنكبوتية.
والمعلومات توجه أعضاء الجماعة بحيث كل واحد منهم له وظيفة محددة حتى القيادة ووظيفة يقوم بها واحد منهم ووظيفة القائد توجيه الأعمال داخل الجماعة والإشراف عليها والجماعة هي التي تختاره إذا كانت القيادة ديمقراطية والقائد الديمقراطي لا يصدر قراراته إلا بعد موافقة الأغلبية.
أما الرئاسة فهي قيادة تخضع للائحة الداخلية للجماعة و تحدد سلطاته التقديرية والقائد والرئيس كلاهما يقومان بوظيفة واحدة إدارة الأعمال لتحقيق الجماعة التي يقودها أو يرأسها، والقيادة تحتاج إلى علم وتدريب وخبرة وهي مهارة مكتسبة، فالقيادة مؤهلات ومواصفات تنمو عن طريق الإعداد والتدريب الدقيق الذي يتحرر بها من الفردية والأسرة ويتعود بها على ضبط النفس وعلى الإيثار، ويمتاز القائد بالحماس والذكاء والدراية بعمله علماً وخبرة وتدريباً كما يمتاز بالحلم والصبر والعز والحزم والثقة بالنفس والتعاون والمرح ومراعاة المشاعر والمشاركة والقيافة والمحافظة على الوقت ومعرفة العمل والإلمام به والأمانة وحسن السمعة وحسن الخلق والمبادرة والابتكار والمثابرة والمحاولة بالرقي بالجماعة إلى رخاء أكثر.
الجماعة تنتظر من القائد أن يكون أكثرهم مساهمة وحماساً ونشاطاً وإيجابية وأكثر وعياً وذكاء ووداً وضبطاً للنفس وأكثرهم احتراماً لأنه قدوتهم.
القائد هو للتحدث الرسمي عن الجماعة وعليه أن يبذل قصارى جهده في تماسك الجماعة.
يحدد القائد الأهداف قريبة المدى وبعيدة المدى، ووضع سياسة الجماعة وتنسيق الوظائف والأهداف والقائد يقوم بدور الوسيط في الجماعة والحكم وهو يملك سلطة الجزاء من ثواب وعقاب لضبط سلوك أفراد الجماعة.
وأكثر ما يضر تماسك الجماعة التعصب والتعصب بحكم مسبق ضد شيء أو فكرة أو شخص أو جماعة أو موضوع، والتعصب لا يقوم على سند منطقي أو حقيقة أو أخلاق والمتعصب لا يناقش تعصبه، والتعصب يؤدي إلى التدابر والتباغض والحقد والحسد، والتعصب قائم على الاحتقار، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه» المتعصب لا يؤمن بتساوي الناس في الكرامة والفرص المتكافئة والتعصب تكبر وهو عنصرية مقيتة لأنه يقوم على الكراهية والتعصب يتطبع عليه الإنسان منذ نعومة أظفاره، والتعصب يمنع الآخر من فرص متساوية معه وترجيح أحقيته في المصلحة العامة والتعصب موجود في الثقافة التي يؤمن بها المتعصب.
التغير الاجتماعي:
التغير مستمر في حياتنا الحديثة ، وهو يحدث أولاً في الرأي الاجتماعي الذي يطالب بالتغيير والتغيير يقوم على التخطيط الشامل بدءاً من تحويل الدولة من دولة تقليدية إلى دولة عصرية التي تستند إلى العلم والثقافة، وهذا يقتضي المواجهة العلمية المستمرة لما قد يتمخض عنه التعبير الاجتماعي من مشكلات ومتناقضات ومطالب واحتياجات.
أن العصر الحديث يتميز بالتغيرات الاجتماعية والإنتاجية والتقنية، وبإتباع الأسلوب العلمي في التحكم في التغير الاجتماعي المتكامل، ويتميز التغير الاجتماعي الحديث بالاستمرار والسرعة، وقد طال جميع النواحي وهو واسع النطاق مقصود ومخطط لم يقتصر على مجرد المكينة والتقنية وقوى الإنتاج بل يتناول المجتمع كله وشمل القيم والاتجاهات والمفاهيم وأساليب التفكير والاقتصاد والتخطيط والتربية والإعلام والتنمية الاجتماعية.
التغير ينال السلوك الاجتماعي المصحوب بتغير القيم والاتجاهات والأعراف والعادات والتقاليد وتقابل عملية التغير الاجتماعي عملية الضبط الاجتماعي والضبط الاجتماعي يمنع التعبير السيء الذي يخالف الأخلاق، والقيادة هي التي تقوم بعملية الضبط الاجتماعي وتقوم بعملية الضبط الاجتماعي قوى الأمن الداخلي (الشرطة) والضبط يتم عن طريق الإقناع والثواب والعقاب وينصب الضبط الاجتماعي على تغيير سلوك المنحرفين وهذا يرجع إلى اقتناع المنحرف بجدوى التغير.
التغير الاجتماعي يهتم بمتطلبات المجتمع وحاجاته المتجددة ومواكبة التطور على جميع المستويات والنواحي لا يوجد مجتمع لا يتغير حيث يتغير عدد الأفراد والإنجازات والعادات والتقاليد والقيم والاتجاهات والفنون والعقائد فالعادات والتقاليد لا بد أن تنسجم مع الأخلاق والعقائد لا بد أن تنسجم مع الإسلام عند المسلمين.
الذي يغير هم الجمهور فهم المغيرون والمتغيرون والتغير يبدأ في العقل والوجدان والنزوع.
التغير الحديث طال التخطيط العمراني القائم على علم التخطيط العمراني الحديث فتحولت الإدارة من عشيرة إلى عائلة صغيرة تتكون من الوالدين وأبناؤها، وشاركت المرأة في كل شؤون الحياة وتساوت مع الرجل في الحياة العامة، التغير الاجتماعي الحديث يعمل على البرامج الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والتحول من التسلط إلى الشورى والمشاركة.
التغير يبدأ بالأخذ بالعلوم الحديثة والاستفادة من التجربة والأخذ بأحدث الأساليب الحديثة في التغير الاجتماعي لأن التقدم تجربة عالمية يتعارف عليها الناس في تبادل خبراتهم وتجاربهم ووسائلهم والتقدم هو التدرج إلى الكمال في الأمن والرخاء.
التقدم تحول من حالة أفضل إلى حالة أفضل وأكمل وكل مجتمع يعتمد على إمكانياته في التقدم، والتقدم يعتمد على الاكتشافات العلمية والاختراعات التقنية والوسائل المادية والمعنوية والذي يقوم بالتغيير في المجتمع الحديث مؤسسات البحث والاكتشاف العلمي والتقني وتقوم مراكز البحوث المتخصصة بالتغيير.
والذي يقود التغيير هم المصلحون بدءاً بالأنبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم الذين خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم والذين ساروا على أثره في العمل على إسعاد البشرية وهذا يعد جهاد والتقدم البشري في هذا الشأن قائم على الاجتهاد في كل ما من شأنه رخاء البشرية.
ويعتمد الاجتهاد في التغيير على التعاون على المستوى العلمي والتقني والتطور وصل الآن إلى عصر المعلوماتية.
التغيير الذي يشمل الإنسان يتم عن طريق التنشئة بدءاً من الأسرة إلى المدرسة فالجامعة ويقوم الإعلام بدور رئيسي في تغيير العقول التي تقوم بعملية التغيير، والإعلام يقوم بدور تعليمي تربوي تثقيفي يعمل على إقناع الناس بضرورة التغيير الاجتماعي والإعلام يقوم على خطة مدروسة للقيام بوضع ثقافة للتغيير الاجتماعي والإعلام إعلامان إعلام الموالاة وإعلام المعارضة.
يهتم التغيير بالعلاقات العامة والعلاقات العامة هو علم المعاملة بين الناس من أجل تنمية الود بين الناس وتقوم المعاملة على إيجاد رأي عام أخلاقي ووضع برنامج يتعلق بتنمية السلوك الأخلاقي العام ويقوم بهذا الدور الإعلام وفتح باب الحوار على مصرعيه واحترام الرأي والرأي الآخر وتأسيس مركز للبحوث المتعلقة بالعلاقات الإنسانية ويهتم علم العلاقات الإنسانية بتنمية العلاقات القائمة على المودة والرحمة ونشر علم الأخلاق بين الناس بواسطة الإعلام والإعلان لجعل الأخلاق هي المتحكمة في معاملات الناس مع بعضهم البعض.
تقوم العلاقات الإنسانية على المبادئ التالية:
1. إيجاد تفاهم متبادل بين أفراد الجماعة.
2. مراعاة الصدق في الحديث والوعد ومطابقة القول للعمل.
3. جعل المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة وتقديم إزالة المضار على جلب المنافع.
4. المساهمة في رفاهية المجتمع في جميع المجالات.
5. تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص.
6. مساواة الناس في الكرامة.
7. تطبيق مبدأ العدل أمام القانون أي مساواتهم أمام القانون.
8. مساواة الناس في الخدمات العامة وأمام المرافق العامة.
9. إتباع المنهج العلمي في البحوث المتعلقة في توفير الخدمات العامة وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بالمصالح العامة.
10. تسخير الإعلام والإعلان للمصلحة العامة ونشر الحقائق وحرية التعبير ونشر الوعي الخلقي.
11. الدعوة إلى التغيير بوسائل الإعلام ووسائل الدعاية:
- الوسائل الصوتية كالإذاعة والأناشيد والأغاني والخطب والاجتماعات...إلخ.
- الوسائل الصوتية المرئية كالإعلام والتلفاز والمسرحيات.
- الوسائل المطبوعة وتشمل الصحف والمجلات والكتب والكتيبات والنشرات والمنشورات واللافتات والملصقات.
- المؤسسات: وتشمل المؤسسات الثقافية والرياضية والمستشفيات.
- البعثات: وتشمل البعثات للخارج في التخصصات غير الموجودة في البلد.
- الاجتماعات التي تعقد لدراسة التغير.
- المؤتمرات الصحفية المخصصة للدعاية للتغيير، والدعاية تعتمد على إقناع الرأي العام بالفكرة، والدعاية للتغيير تعتمد على الإعلان الإعلامي، والإعلان هو نشر المعلومات فيما يتعلق بالمعلن عنه ويعتمد الإعلان على الرسوم على الجدران واللوحات الإعلانية والملصقات والمطبوعات والسينما والإذاعة والتلفاز والمسابقات الإعلانية.
هدف الإعلان الإقناع بالمعلن عنه والترويج له والتحفيز ويعتمد الإعلان على التكرار والانطباع الجيد الأول والحداثة بشدة المثيرات وتداعي المعاني وجذب الانتباه والتشويق، ويعتمد على تكبير المساحة وطول الوقت وجاذبية الألوان وسهولة الرؤية وحسن طريقة الأداء والعرض ووضوح إلقائه لتسهيل الاستيعاب والفهم.

الانحراف الاجتماعي
السلوك الاجتماعي المنحرف:
السلوك المنحرف هو ضد السلوك السوي والسلوك السوي هو السلوك الأخلاقي وهذا يدعونا إلى أن نتحدث عن السلوك غير السوي والسلوك هو إدراك وجدان ونزوع وأعراض الانحراف.
إطراب الإدراك:
هو إطراب في التفكير يتمثل في إطراب سياق التفكير وإطراب محتوى التفكير والعجز عن التفكير المنطقي وإطراب الذاكرة والذهول.
إطراب الوجدان:
وهو القلق والاكتئاب والتوتر والفزع والبلادة العاطفية أو الخمول وعدم المبالاة والتناقض الوجداني وعدم الثبات في المشاعر والسيولة المشاعرية وانحراف المشاعر ويتبدى ذلك في الشعور غير الملائم وآخر هو والشعور بالذنب والاستثارة غير المناسبة للموقف.
إطراب النزوع:
التردد وضعف الدافعية وإطراب الكلام وردة الفعل غير المناسبة للموقف.
الانحراف الاجتماعي هو سلوك شرير، وسببه يرجع إلى تعرضه لعدم الاهتمام به المتمثل في الفقر والبطالة والكراهية المتمثلة في القسوة وموت الضمير الناشئة من تربية تعتمد على المعاملة القاسية والسيئة وعدم إشباع الحاجات والحرمان من المودة وهذه الأسباب تجعله يكره الناس فلا يفكر إلا في نفسه.
وبعد توفير الرخاء للناس هو الوقاية من الجريمة فالمجتمع الذي لا يكترث بأفراد لا يحبه أفراده.
أصحاب المصالح الفئوية يبذلون قصارى جهدهم ببث اليأس من تغيير الأوضاع التي تقضي على مصالحهم التي اكتسبوها على حساب الجمهور عن طريق المبالغة في وصف قوتهم وانتصاراتهم والمبالغة في وصف الهزائم حتى يفقدون الأمثل في التغيير لأنهم أمام قوة لا تقهر.
يقوم أعداء التغيير ببذل قصارى الجهد بإقناع الناس بأنه ليس في الإمكان خير مما كان واستخدام مبدأ فرق تسد وتحاول في سبيل ذلك استعمال كل السبل حتى الحيل والخداع وتزييف الحقائق والوقائع واستعمال الشتائم وإشاعة الهزيمة والتهديد والإرهاب والإغراء واستغلال الخلافات، ونشر التخاذل والهزوم الساحق على دعاة التغيير، وكسب ود المعارضين وشراء ذممهم واستعمال جميع الوسائل لجعل الرأي العام يعارض التغيير.
ويدافع دعاة التغيير بدحض أدلة أعداء التغيير وإقناع الناس بسوء الوضع الراهن والرد على الشائعات التي تشوه صورة الداعيين إلى التغيير، وإثبات كذب الأخبار التي تنشر ضد المحاربين للتغيير، وتعاون دعاة التغيير في أخبار الناس عن الشائعات الكاذبة وإثبات مصادقية قادة التغيير بالبحث عن مصادر الدعاية المغرضة ضد التغيير، وجعل قيادة التغيير في الصالحين من الناس أصحاب السمعة الطيبة عند الناس.
التغيير يبدأ بتشكيل رأي عام يدعو إلى التغيير، ويتم ذلك بإعادة تعليم الناس.
يقوم أعداء التغيير بتعذيب دعاة التغيير ثم الكف عن العذاب إذا رددوا الأفكار المضادة للتغيير ثم يقنعون بعدم جدوى التغيير.
يتبادل دعاة التغيير وأعداؤهم النكات ويلتقي دعاة التغيير بعضهم مع بعض بشكل سري من أجل التعلم وتوزيع الأدوار لهزيمة أعداء التغيير. يعتمد دعاة التغيير على العلم والبحوث العلمية الاجتماعية التي تتعلق بالوضع الراهن السيئ وإقناع الناس بالوضع البديل الأفضل.
أصحاب التغيير تلاحظ عليهم الشجاعة والحلم والصبر والإثارة وهم يتكونون من جميع فئات المجتمع، ويقود التغيير العلماء في جميع المجالات الذين يضعون خطة التغيير الشاملة في كل المجالات.
علماء الاجتماع المهتمين بالتغيير يهتمون بالقضايا العامة والقضايا العامة هي نتاج قضايا خاصة بينهم أصبحت محل اهتمام الجمهور، ويهتمون بالفرد كعضو في جماعة اجتماعية، ويهتمون بالحقائق الاجتماعية وأنماط السلوك الشائعة، ويهتمون بالسلوك الذي سببه الجماعة وما يتعلق بالمصلحة العامة، كما يهتمون بصراع المصالح الخاصة وتوجيه المصالح الخاصة إلى المصلحة العامة، ويوجهون الإعلام والدعاية لصالح المصالح العامة، وذلك بإزالة المصالح المتعارضة.
الإنتاج
في البداية لم يكن الإنسان ينتج أي شيء ثم بدأ يستعمل بعض الأدوات البسيطة الحجرية أو الخشبية، ثم أخذ الإنسان يدجن الحيوان، ثم اكتشف الزراعة، وفي المراحل الأولى من تاريخ الإنسان لا توجد مؤسسات بل كانت الأسرة هي الأساس بل هي المجتمع كله.
قبل أن يصنع الإنسان أداة حجرية لم يكن هناك تقسيم للعمل إنما جاء تقسيم العمل بعد تدجين الحيوان لأن تربية المواشي تتطلب إعلافها والحفاظ عليها وتأمين الحدود للحمى فهناك من يقدم الخدمة وهناك من يقدم الحماية والذي يقدم الحماية قد يغتر بقوته ويستبد بمن يحميهم فنجد عباد الله ++ ومال لله دولاً ومع ظهور الزراعة والصناعة اليدوية بالإضافة إلى حيوانات الأكل يظهر تبادل الفائض عن الحاجة فيظهر اقتصاد المقايضة ومع ظهور النقود تحول الاقتصاد من اقتصاد مقايضة إلى اقتصاد نقدي فتتحول القيمة إلى نقدية فيصبح قيمة المالك بما يملك وليس القيمة في الإنسان فيصبح الإنسان هو الوسيلة والنقود هي الغاية، رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مالوا. أصبح المستهلكين يحتاجون إلى منتجين ومبادلين (تجار) والمستهلكين يحتاجون إلى مزرعة للماشية وبناة للمساكن وصناع للأدوات ولأن الناس لا يستطيعون منفردين أن يشبعوا جميع حاجاتهم احتاجوا إلى التجمع في جماعات، كل جماعة تخصص ي إشباع حاجة من الحاجات فتبادل الجماعات إنتاجها إما مباشرة أو عن طريق وسطاء يسمون التجار والتجار يتقاضون مقابل المبادلة ربحاً، وحدثت المشكلة من أن بعض الأقوياء اتخذوا الضعفاء عبيداً فأصبحوا سلعة فعومل الإنسان كالحيوان يملك عليه حق الموت والحياة ويعلقه حى يصبح صالحاً للخدمة لا من أجل سواد عيونه. تحول الناس من تدجين الحيوان إلى تدجين الإنسان بعد ظهور العبودية فأصبح الإنسان الداجن قوة منتجة مجانية ثم تحول العبيد إلى إجراء إلى وسلعة تباع وتشترى في سوق العمل فظهر قطاع الخدمة الذي ينقسم إلى قطاع الخدمة المجاني بجانب قطاع الخدمة المأجور فأصبح لدى الإنسان قطاع الإنتاج والاستهلاك والتبادل، فأصبحت الملكية للأشياء إما مجاناً وأما بمقابل وأصبح الإنسان يملك كشيء مجاناً وبمقابل فأصبح هناك إنسان مالك لإنسان وإنسان مملوك وإنسان يملك ولا يملك وهو الإنسان الحر، فالحرية للسيد ولا حرية للعبد، فالحر له القرار والعبد لا قرار له والذي لا يملك القرار في نفسه عبد مجاني لمن له السيادة عليه بأي شكلٍ من الأشكال، فالفقير يشترى بحاجته فيصبح عبد لمن يملك حاجته ويساومه عليها فهي كي يشبع حاجته لا بد أن يكون خادماً عند الأسياد الذين بيدهم قرار المصلحة العامة.
لما ظهرت الزراعة ظهرت القرى حيث يوجد الحقل الزراعي فأصبح الفلاحون يقسمون العمل فيما بينهم وأصبح الفلاح يربي الغنم والبقر ليأكل لحمها ويشرب لبناها ويطبخ اللحم بالخضار ويركب البغال والحمير والجمال، ولما ملك القوي الأرض أصبح الفلاح عامل عند صاحب الأرض وأصبح مالك الأرض يحكم سكانها فتكونت القرية الحكومة وأصبح أقوى حكام القرى حاكم للدولة بعد أن يغزوها جميعاً فتصبح القرى ومن عليها ملكاً له ثم الحكم بالوراثة للولد الأكبر فالأكبر ثم الأقرب فالأقرب.
وبعد اكتشاف المعادن ظهرت الصناعة اليدوية فدخل قطاع الصناعة التاريخ.
في عصر الالتقاط يملك الملتقط بالالتقاط ما يلتقطه ثم أصبح يدجن الحيوان يملك الحيوان بعملية التدجين ويملك مدجن الإنسان من يدجنه، وفي العصر الزراعي أصبح من يزرع الأرض يملكها ويملك عبيد الأرض، وفي عصر المعادن يملك من يصنعها، وأصبح مالك الأرض هو حاكم من يعمل عنده فيملك فائض دخلها وفائض دخل العبد الفلاح والعبد الصانع، وأصبح الأسياد يحصلون على حاجاتهم المختلفة مجاناً ويبيع السيد ما حصل عليه مجاناً بالنقود فيصبح السيد متصرف بالعبيد وبالأشياء فيصبح هو الأمير بأمر وينهي ويملك بالقوة ما يشاء ويمنح من يشاء ويوزع العمل في أرضه.
الأسياد هم الإداريون والمالكون، فلكي يبقوا على سيادتهم أنشأوا حراساً لهم وقامعون لمن يعترض عليهم فأصبح شعارهم ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد فيستخف السيد قومه فيطيعوه فيملك أموالهم ورقابهم وحياتهم ويشرع لهم ويرسل الله تعالى الرسل حتى ينزع منهم سلطة القانون حق الله وليخرجوا الناس من عبادة الطغاة إلى عبادة الله وحده فيصبح الناس عبيداً لله فقط.
يصبح الطاغية رب الأسرة الكبيرة في الدولة وتصبح أسرته هي الأسرة الحاكمة ولما ظهرت الشورى أصبح الانتماء للوطن بدلاً من الانتماء للأسرة الحاكمة وأصبحت المشاركة في الحكم وفي الثروة العامة فبدلاً من احتكار القرار العام للحاكم أصبح الناس شركاء في القرار العام والمال العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق