الاثنين، 9 يناير 2012

الوجود الإنساني
يمتاز الإنسان بأنه ليس حيواناً وليس جماداً ولا نباتاً ولا حيواناً إنما هو إنسان وهو إنسان لأن لديه روح ،والروح تمتاز بأن لديها عقل ،والعقل يفكر في ذاته ،ويفكر في المشاعر والسلوك وإنما هو خارج الإنسان من العالم الموضوعي.
الروح مرتبطة بالجانب الحيواني الخالص أي الجانب الجسمي ،ويكفي أن يحدث أقل شيء من الاضطراب في المخ لكي يشكل فكر أعظم العباقرة وفي كثير من الأحيان في مقدور نصف لتر من الفول أن يحول أفحل الشعراء إلى حيوان متوحش، والجسم بإحداثه العضوية وغرائزه الحيوانية شيء يختلف عن الروح ،فالفكرة وما يماثلها من أحداث الروح شيئاً مختلفاً عن الحركات المادية وما العقل والوعي إلا وظيفة من وظائف الروح والروح ،ولا توجد في الإنس والجن لأنهما مكلفان ، فالروح كالسائق بالنسبة للمركبة.
الروح هي جوهر الإنسان لا يوجد في غيره من الحيوانات.
الروح هي الوجود الإنساني وهي التي تمنحه الكرامة ،وبفضلها سما الإنسان لا غيره من الكائنات. فالحيوانات أرقى الكائنات من دون الإنسان لا تحتاج أبداً إلى شيء أكثر من إشباع دافعها ولكن الإنسان يخلق لنفسه باستمرار حاجات جديدة ،ولا يشبع أبداً مثل حاجته إلى النقود التي لا يشبع منها أبداً فلا يرضيه إلا حياة الجنة مما يدل على أن طلب الجنة ندا فطري الإنسان لديه احتياجاً إلى المتناهي فهو يتطلع إلى حياة أرقى من الحياة الدنيا فهو يرى أن العدالة والكمال لم يتحقق في الحياة الدنيا فالله جميل يحب الجمال ،فهو في صنعه للفن يكمل النقص فما بالك برب الفنانين الله جل في علاه الله جل في علاه ما خلقنا عبثاً فيجب أن تكون هناك حياة لا عبث فيها الحياة الآخرة ،وهذا العالم الذي يتنافي مع العبث لا بد أن يخبرنا عنه الله جل في علاه بواسطة الوحي ،والوحي جاء عن الله بواسطة جبريل الذي ينزل على الرسل ،والرسول يبلغ رسالة ربه ،وهو الإسلام ولأن التراث البشري يدخله الناقض، فإن الله تكفل بإعادته إلى أصله عن طريق الرسل حتى ختم بالرسالة الخاتمة.
الرسالة الإلاهية (الإسلام) تخاطب العقل ،والعقل هو مناط التكليف ،والرسالة في مضمونها العام اعتقاد في توحيد الله بأفعاله وصفاته وتوحيد الله بأفعال العباد ،وكل ما يحدث فهو في علم الله وقدرته ،والإنسان لا يفعل شيء لا يستطيع الله أن يمنعه ،والعبادات التي جاء بها الإسلام الصلاة والصيام والصدقات والعمرة والحج والدعاء والذكر ،ثم كل عمل خبري يريد به إرضاء ،فهو عبادة في ذلك يتفاضل الناس في صفة الصلاح.
خصائص الإنسان الفريدة
يتميز الإنسان بصفات فريدة تميزه عن غيره من الكائنات.
1 – التقنية:
تتمثل التقنية في استخدام الإنسان الآلات معينة من صفة ،فالفرد يستعمل العصا نولكن لا يصنعها أما تطور التقنية ،فهو عمل إنساني ،وصناعة التقنية عملية إنتاجية معقدة شاركت فيها البشرية جمعاء في تطورها ،وصناعة الآلة ناتج من النتاج العلمي المتراكم المتطور، وصنع الآلات يقتضي فكرة أن ما سوى الإنسان من المخلوقات ،وسيلة سخرها الله للإنسان لإسعاد الإنسان وأمنه ورخاءه وهذا ما يسمى بالحضارة ،وإذا استعملت التقنية ضد الإنسانية فهو همجية.
الإنسان هو الهدف من التقنية ،فلا يجوز أخلاقياً أن يجعل البعض بعض الناس سخرياً، وسائل كالتقنية أداة لرخائهم والسيطرة عليهم ،وهذا ما يسمى بالظلم الإنساني.
2 – التراث:
التقنية ليست هي الشيء الوحيد لدى الإنسان ،فإن التقنية نفسها لم تتطور ولن تتطور ،ولولا أن الإنسان يتعاون مع أخيه الإنسان داخل مؤسسة المجتمع، والإنسان لا يتطور منطلقاً من الصفر بل يستفيد من التراث الإنساني عملية اكتشافه للحقائق ،واختراعه للتقنية وإبداعه للفنون، فالإنسان يتعلم ممن قبله فيفكر فيما يتعلمه يأخذ بما يقنعه ،وينتقد ما لا يقنعه يحذف ويضيف، فهو في مراجعة دائمة لتراث من قبله ،فليس كل الناس يقومون بهذه المهمة بل هي مهمة الفلاسفةن والعلماء والفنانين والعمال.
3 – التقدم والحضارة:
بفضل التراث يتقدم المجتمع ،فكل جيل يضيف على التراث بعد أن يغربل التراث ،فالجيل الجديد يجدد التراث ،وهذا التجديد هو التقدم والحضارة تسخير التراث الجديد ليصبح المجتمع أكثر أمناً ورخاء.
4 – التجريد:
التقنية والتراث والتقدم يعتمد على التفكير الإنساني ،والتفكير يعتمد على التجريد ،والتجريد يعتمد على التعميم ،والتصور العقلي مثل التصور الإعداد ،والقيم والفرض والكمال المعرفة تصور ،والتصور اكتشاف والوسيلة ترتبط بفكر الغرض نوالجمال ترتبط بفكرة الكمال التفكير الإنساني تفكير تجريدي، فكلمة الوجود تجريد من الوجود ،ويجب أن نفرق بين الموجود الواقعي والموجود المثالي أو الصوري، فالعدم مسلمة فطرية كما الوجود مسلمة فطرية ،فالوجود ضد العدم والعدم غياب الوجود المطلق عندما كان الله ،ولم يكن شيء معه ،فخلق الخلق من العدم ،فالعدم قبل أن يصير شيئاً بمشيئة الله ثم يخلق بقدرة الله كان ممكناً عند الله ،والإمكانيات يبرمجها الله في الكائنات ،فتصبح استعدادات والأشياء استعدادات يخرجها العلل التي أراد الله.
5 – القدرة على التأمل:
خلق الله جل في علاه في الإنسان القدرة على التأمل في العالم خارج العقل ،وداخل العقل وداخل الوجدان ،وفي السلوك الإنساني.
فهو يدرك ما في داخله بواسطة تذكر أفكار الخلد ،ويدرك أفراد العالم الخارجي بالحواس ،ويدرك الوجدان بالبصيرة ويدرك سلوك غيره من الناس ،فيقارن سلوكياتهم ليضع قاعدة سلوكية من خلال المشترك ،وهذا المشترك أصلة في الفطرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق