السبت، 7 يناير 2012

القلب والدورة الدموية:
حركة الدم في دورة مستمرة في شبكة واسعة من الأوعية الشعرية التي تشكل الدورة الدموية المجهرية عند الإنسان والتي تبلغ مجوع طولها 1.500 كم (6000 ميل) ولا يوجد الأكسجين المتبادل بين الأوعية الشعرية والأنسجة.
يحتاج كل جسم حي إلى جهاز دوري ليغذي أجزاءه ويزيل النفايات منها ويؤمن التبادل الحيوي في جسم الإنسان ، الدم الذي تبلغ كميته عند الإنسان البالغ خمسة ليترات والدم الجاري في الأنسجة لنقل الأكسجين والمواد الغذائية إلى الخلايا لتظل حية ويطرد ثاني أكسيد الكربون والنفايات الأخرى من الجسم.
ويؤمن القلب المكون من عضل متخصص القوة المحركة للجهاز الدوري وهو مكون من تجويفين علويين يعرفان بالأذنين وتجويفين سفليين يعرفان بالبطين يضبطان الدم بين التجويفات وفي الشريان الأبهر والشريان الرئوي أربعة صمامات والقلب مضخة تؤمن القوة لدورتين اثنين ففي نبضه يدخل الدم المؤكسد منذ لحظة والواصل من الرئتين الجهة اليسرى من القلب ليتوزع على الأعضاء والأنسجة ويضع الدم الفاقد الأكسجين عن طريق الجهة اليمنى من القلب مباشرة إلى الرئتين حيث يتأكسد من جديد.
يعادل حجم القلب قبضة اليد ويباشر عمله في الأسبوع الرابع من نمو الجنين ويستمر فيه مدى الحياة وتتراوح نبضاته عند الإنسان البالغ بين 70 و80 نبضة في الدقيقة الواحدة وهذا هو المعدل إبان الراحة ويرتفع فجأة إلى ضعفين وضعف الضعف من هذا المعدل بسبب التعب وتبلغ قوة النبضة زخما يكون من الشدة بحيث إذا قطع أكبر شرايين الجسم وهو الأبهر أو الأورطي الذي يخرج من القلب بشكل قوس فإنه يقذف الدم إلى بعد مترين.
والشرايين هي التي تنقل الدم النقي المؤكسد من القلب وهي أوعية عضلية ذات جدران سميكة يفور أكثرها في الأنسجة حفظا لها من الأذى وحيث تكون قريبا من سطح الجسم مثل المعصم تختلج تبعا لنبضات القلب وتتفرع الشرايين إلى أصغر وهذه بدورها إلى شبكة معقدة من الأوعية الشعرية.
بعد أن يفقد الدم أكسجينه يعود تحت ضغط من منخفض بواسطة الأوعية الشعرية يمر عبر الأوردة الأكبر منها إلى الأوردة وينتهي إلى وعائيين كبيرين هما الوريد الأجوف السفلي والوريد الأجوف العلوي اللذان يلتقيان عند القلب ويصبان الدم في البطين الأيمن ليضخ في الرئيتين.
عندما ينزل الدم من الجسم يبدو سائلا كثيفا لزجا يتجمد بسرعة عند تعرضه للهواء أما عندما ينفصل في المختبر فإنه ينقسم إلى سائل صفراوي اللون يعرف بالبلازما التي تشكل 55% من حجم الدم وإلى تفل غامق اللون مكون من جزئيات دقيقة ويتكون التفل الغامق اللون من كمية كبيرة من الكريات الحمراء ومن كمية أقل منها من الكريات البيضاء الدفاعية ومن صفيحات مخثرة يقوم بدور حيوي في عملية تخثر الدم وتتكون الكريات الحمراء في المخ العظمي ويبلغ قطر الواحدة منها أقل من جزء من عشرة آلاف جزء من المليمتر وهي من أصغر كريات الجسم ثلثها من مادة اليحمور أو خضاب الدم وهي التي تتولى عملية نقل الأكسجين.
إن بلازما الدم هي محلول من الأملاح والبروتينات شبيه بالمادة السائلة الموجودة في الخلايا الحية أما المصل الذي لا لون له والذي يرشح من خدش في الجلد فهو بلازما خالية من اللفين الذي هو أحد البروتينات المهمة في تجميد الدم.
الكريات البيضاء شفافة لا لون لها تسرب من الأوعية الدموية مناه وإليها لتتجمع في الجرح أو الالتهاب دفاعا عن الجسم وتقوم الصفيحات بتجميد في الجرح والصفيحات هي أصغر جزئيات الدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق