الاثنين، 9 يناير 2012

الكتابة
كان لأهل اليمن لغتهم العربية المختلفة عن اللغة الحالية، وكانت تحوي عدداً من اللهجات ، وكانت لليمن كتابة المسند المأخوذ من الفينيقية ، وتتكون من (29) حرفاً ، وتكتب منفصلة عن بعضها البعض، ومعظمها له شكل الخطوط العمودية ، وظل هذا الخط معروفاً إلى ما بعد الإسلام بأربعة قرون ، وقد ظهر في القرن التاسع قبل الميلاد.
الدين
عرفت اليمن اليهودية والنصرانية ، ولقد اعتنق الملك الحميري ذو نواس اليهودية كيداً بالأحباش وأجبر المسيحيين على اعتناقها بالتقل والتحريق في الأخدود، وكان من نتائج ذلك حملة الأحباش بتحريض من الروم على اليمن واحتلالها، وبناء كنيسة القليس في نجران ، ولقد حاولوا احتلال مكة في حملة الفيل سنة (565).
وكانت أشهر المعبودات في اليمن الزهرة والشمس والقمر وإل وذي سماوي(إله السماء) وكانت طبقة الكهنوت هي التي تشرف على العبادة.
امتدت حضارة عرب الجنوب عبر البحر الأحمر ، وقامت عليه حضارة أكسوم ، وهاجرت من اليمن قبائل الأزد إلى عمان وعسير والغسانة ولحم المتاذرة وكندة وطي هاجرت إلى الشمال.
دول عرب الشمال
العلاقة بين جزيرة العرب والهلال الخصيب علاقة قديمة جداً عبر طرفية الشرقي(جنوب العراق) والغربي(جنوب الشام) فكانت في الألف قبل الميلاد عن علاقة الثمود واللحيانيين وعرب الجوف وتراجعت الجماعات العربية تتراجع في التجارة والقوة خلال العهد الهليني (في القرون الثلاثة السابقة للميلاد) وحلت محلهم شعوب عربية أخرى ، وتكون دولاً ومنها بنين الأبجر في الرها وشمس الكرام في حمص والبطوريون في عنجر على أن أهمها:
1- الأنباط:
والأنباط من عرب جنوب الجزيرة ، وقد استوطنوا الجزء الجنوبي من الأردن ، وقويت شوكتهم هناك بالتدريج منذ القرن الخامس قبل الميلاد إذ أصبحت بلادهم وعاصمتهم البتراء مركزاً هاماً لقوافل التجار بين الجنوب وشعور البحر المتوسط وبلغت مملكة الأنباط أوج غرها في القرن الذي سبق الميلاد والقرن الذي لحقه ووصلت سلطتها إلى دمشق ، وحافظوا على منعتهم ، واستقلالهم تجاه السلوقيين ثم أيام الرومان الذين احتلوا سوريا ، ثم مصر سنة(65) ، ثم سنة (31ق.م) وتعاونوا مع الطرفين لكنهم في النهاية ما لبثوا أن اصطدموا بالجشع الروماني أكثر من مرة حتى احتل تراجان عاصمتهم(106) ، ثم أضحت بلادهم مقاطعة رومانية سنة(160م) باسم الولاية العربية الصخرية ، وشملت بلدة بصرى التي جعلت عاصمة لها وربطت مع خليج إيله (العقبة) بطريق روماني مع أن سلطان الأنباط السياسي قد زال فإن نشاطهم التجاري استمر عدة قرون بعد ذلك، وكانت قوافل النبط في أوائل الدعوة الإسلامية تسير بين الجوف والشام ومكة.
2- تدمر:
تدمر واحة في بادية الشام فقد وجد فيها ناس منذ العصر الحجري القديم ، وقد عرفت الزراعة والحيوانات في العصر الحجري الحديث.
وأول إشارة إلى تدمر تاريخية تعود إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، وسكانها في ذلك العهد العموريون ، ثم صارت في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، للأراميينين الذين اختلطت بهم القبائل العربية بالتدريج ، وكانت تدمر تشارك في العمل التجاري في القرون التي سبقت اليملاد، فلما ضعفت البتراء بعد احتلال الرومان لها وتكاثفت الطرق التجارية القادمة من الخليج العربي عبر بادية الشام ازدهرت تدمر وبلغت أوج قوتها التجارية والسياسية في القرنين الثاني والثالث للميلاد معظم آثارها الرائعة الباقية تعود إلى هذه الفترة.
استفادت تدمر من موقعها في البادية على الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية ، وكان ارتباطها بها إسمياً وحظيت من الرومان بالكثير من التقدير بسبب مكانتها الحربية والاقتصادية ، ولكنها أخذت سمعتها السياسية الحسنة أيام أميرها أذينه(260-268م) الذي هزم شابور الأول ملك الساسانيين حين أراد غزو الشام سنة(265م) ، ولمارده إلى عاصمته المدائن ومنحته الإمبراطورية الرومانية لقب(دوق الشرق)، وصارت سيادته الأسمية تشمل مصر وسورية والأناضول وأرمينية ، ولكنه قتل سنة (268) وتولت الوصاية بعده على عرش تدمر زوجته زنوبيا(الزباء) وتسمت (بملكة الشرق) وقررت الاستقلال عن رومة فطرد جويشها إلى أنقرة ، وصارت سيدة الشرق كله من مصر إلى الأناضول ، ولكن الرومان حشدوا لها قواتهم في البحر والبر في الوقت الذي كانت تخشى هجوم الساسانيين من الشرق وهزمت جويشها في حمص وحاضرها الإمبراطور أورليان في تدمر سنة (273) تم فتح المدينة وسارت زنوبيا لتقضي أيامها الأخيرة في روما ، لما ثارت تدمر بعد ذلك عاد عليها أورليان فدمرها وخسرت مكانها التجاري بسرعة أثر ذلك.
3- مملكة عربايا(الحضر مدينة الشمس):
الحضر واحدة قديمة جنوب غرب الموصل أخذت في الإزدهار الواسع مثل تدمر منذ القرن الأول للميلاد ، كمركز عسكري على حدود الفرس والرومان ، وكمركز ديني لقبائل المنطقة وزادت قيمتها مع تكاتف التجارية عبرها، وحكمت فيها سلالة عربية أكثر من ثلاثة قرون، وبدأت بأمير عربي اسمه سنطروق(لدى العرب الساطرون) وكان يلقب بملك العرب، وعرفت المملكة باسم عربايا.
وكانت ضمن النفوذ الفارسي عديلة تدمر بالنسبة لروما واشتهرت بالقوة الحربية وصدت هجوم الإمبراطور تراجان عليها سنة (117م)، كما فشل الإمبراطور ستميوس سيفروس في اقتحامها سنة(198-199م) ، بعد أن قذفته بقذائف نارية عرفت بالنار الحضرية ، وبأقواس مبتكرة .
بعد هذه المعركة استعلت الحضر عن النفوذ الفارسي، ولكن ظهور الأسرة الساسانية واستيلاءها على العراق سنة(220) جعل أهل الحضر يواجهون الساسانيين ويحالفون الرومان ، ولم يستطيعوا المقاومة طويلاً لأن شابور الأول حاصرها سنة كاملة(240-241) فلما دخلها تركها بعد النهب والتخريب ، ولم تترد الحضر مكانتها بعد ذلك بسبب تغير الحدود الساسانية الرومانية ، وتحويلها الديني مع الساسانيين إلى الزرادشتية.


حضارة عرب الشمال
المدن الثلاثة البتراء وتدمر والحضر تمثل مرحلة واحدة من حضارة عرب الشمال في القرون الأولى بعد الميلاد ، وتمتد المدن الثلاثة في خط قو منحن واحد يخترق الصحراء بين العقبة وأعالي العراق، وسكان هذه المناطق قبل الميلاد وبعده كانوا جموعاً متكاثرة من أهل البادية العربية،وتوغل بعضها في أراضي الهلال الخصيب، وبقي بعضها الآخر على أطراف البادية، خلال العهد السلوقي ، ثم الروماني ليشكل الممالك، ولعب الموقع الجغرافي دوره العسكري والتجاري ليقفز إلى واجهة الأحداث السياسية ، ولكنه في الوقت نفسه سمح لها بالوصول جميعاً إلى المستوى الحضاري الجيد، وقد تأثرت بالإغريق والرومان في العمران والسياسية وتأثر بالأراميين في الثقافة واللغة والكتابة وتأثرت دينياً بالباليين بدوياً وعربياً ودينياً..
العمران
تتميز البتراء (أو الرقيم) بأنها المدينة الحجرية، ومنازلها منحوتة كلها في أعالي وادي من الصخر الأحمر يدعى وادي موسى ، ونشأت المدينة محطة تجارية، لكن مدت نفوذها إلى المناطق المجاورة فحصنت المدن، وحمت القوافل واستغلت المناجم وحفرت الآبار ونقت الخزانات وأجرت الأقنية تداخل الصخور لإرواء بطرا.
ويعتمد الاقتصاد على التجارة والرعي والحرف وصناعة الخزف الرقيق المزخرف ، وسك النقود الفضية، وكانت لغتهم قريبة من لغة قريش وأبجديتهم بنطية مشتقة من الآرامية وكانت مكاتباتهم الرسمية بالآرامية.
أم تدمر فتحمل طابع المدن الأغريقية والرومانية بأبنيتها العامة والخاصة ، وتوجد بالمدينة معبد ضخم وشارع كبير محفوف بالأعمدة والمسرح والميدان السوق والبوابة الكبرى والمنحوتات والتماثيل والمدائن ذات التماثيل النصفية الجنائزية والحمامات وسور المدينة البيضاوي الشكل ذو الأبراج ، ويتكون المجتمع التدمري من أحرار وعبيد وأجانب، والأحرار من العشائر المتحالفة.
وتوجد في تدمر زراعة في الواحات ذات القنية والسدود والآبار والأحواض وثروة تدمر تجارية ، وكانت مكاتبة التدمريين التجارية بالأرامية والرسمية باللاتينية أيام الرومان الأغريق ولهم لغتهم التدمرية وكتابتهم المشتقة من الآرامية.
أما الحضر فهي تدمر الثانية في طابعها العمراني ، لو لا أن جو الزراعة والري كان أوضح في تدمر منه في الحضر، سور الحضر المزدوج دائري وفي وسط المدينة كمعبد الكبير للشمس(438×323م) وله سبعة أبواب ، وثمة (11) معبداً آخر في المدينة على الطراز المعماري الهلمني ـ الروماني، والمدافن على هيئة الأبراج، وبركة المدينة والآبار الكثيرة ومئات التماثيل المتنوعة.
واستعمل في عمارة الحضر الحجر النحيت والجص والإيوان ، وكان عنصراً أساسياً في البناء ، وكذلك تزين واجهة الأواوين بالتماثيل والزخارف ، وأنصاف الأعمدة.
وكانت تجارة الحضر مثلها مثل تدمر والبتراء، وتقوم على نقل الحرير والعطور والزيت والتوابل والأخشاب والبخور والأحجار الكريمة والمعادن والأنسجة المختلفة والخمور على أن طابع الحضر التجاري كان أقل وضوحاً منه في المدينتين الأخرى لأن نظامها الاقتصادي كان يعتمد على المساحات الزراعية الواسعة حولها في السهول والسهوب الممتدة إلى سنجار وتلعفر ، ولغة الحضر الأرامية المعتمدة على الأنجدية الأرامية.
الدين
يتشابه الدين لهذه الجماعات العربية جميعها ، إذ تعبد الشمس بأسماء مختلفة (ذو الشرى ـ شمس شماش) ووجود تواليث مصورة يتمثل فيها الشمس والقمر والزهرة ، وبعل وسمين (السماء) واللات ، وكان لدى الأنباط كعبة لدى الشرى يمتله فيها حجر أسود مستطيل ، وفي الحضر لعبة ملأى بالأصنام (هي معبد شمس) يوامها الناس من الأقاصي بالنذور والحج والطواف، وكانت هذه الكعبة مركز النشاط الديني والاجتماعي ، وتقام فيها الأعياد وتجمع التبرعات ، ونيزل الزوار.
الهند
(من 300إلى 1200)
بعد قرون من التصدع السياسي والسيطرة الأجنبية توحدت الهند الشمالية ثانية في عهد أسرة جوبتا الملكية (325-550).
وهي الحقبة التقليدية في الهند وفي الهند الجنوبية أنشأت تدريجياً دولة عظيمة أخرى في ظل أسرة بالافا، وأسس ملوك جوبتا إمبراطورية عظيمة سيطرت على جميع أنحاء الهند الشمالية تقريباً، ومحافظين عليها أحياناً بالقوة وأحياناً بالحنكة، وأوجدت المواصلات الحسنة والأمن والرخاء، ثقافة جيدة ، وتجلت العبقرية الهندية في الفن والهندسة، وفي مطلع القرن السادس غزت شعوب الهون الهند من الشمال الغربي، وتغلغلت إلى أواسط الهند(وكانت قد غزت قبل ذلك أوربا إلى غربها) وأدى هذا الغزو إلى انهيار الجوبتا وطرد الهون من الهند بعد 30 سنة و تقاسمت الهند الشمالية دول متنافسة ، وتوحدت معظم الهند على يد هارتا الكارنجي(606-647) وبعد انتهاء حكم هارشا عانت الهند الشمالية من التجزئة السياسية ، إذ أخذت الدول الكبيرة تنقسم إلى وحدات صغرى وكانت تعلن ولاءها في البدء للسلطة المركزية ، ثم أصبحت مستقلة تدريجياً ، وفي غمرة هذه الإنقسامات غز الفاتح المسلم محمود القرنوي (من غزنة في أفغانستان) (971-1030) الهند الشمالية عدة مرات بين عامي (1000-1026) واستطاع محمود أن يحقق هدفه الأساسي وهو نشر الدين الإسلامي في أجزاء كثيرة من الهند، وتعرضت الهند إلى غزوات إسلامية جديدة ، ومع أواخر القرن الثاني عشر دخلت الهند الشمالية تحت سيطرة السلطنة الإسلامية في دلهي.
الصين
حوالي(1030ق.م) قدمت الغربية مجموعة من القبائل تدعى تشو وخلقت أسرة شانج (1600-1030ق.م) عن عرشها وهي الأسرة الحاكمة الأولى في تاريخ الصين للدون.
وعلى عهد أسرة تشو (1030-221ق.م) امتدت المملكة نحو البحر شرقاً، ونهر اليانجتسي جنوباً، وحدود شتوان إلى الجنوب الغربي، ومع استمرار التوسع قامت دولة نسبة مستقلة تهتم بالثقافة والدين أكثر من اهتمامها بالسلطة والسياسة، وكانت تدفع الجزية للإمبراطور وبلاطه ، ثم دخلت الدول الخاضعة للإمبراطور في تناحر(475-221ق.م) وأبان هذا التناحر ازدهرت الأفكار الفلسفية والأخلاقية ، ونشأت فئة مثقفة جديدة على رأسها كونوفوشيوس (551-479ق.م) الذي ألح في تعاليمه على الواجبات العائلية والاجتماعية وبتأثير من أفكاره إنهاء الإقطاع القديم ، ونشأ تقليد من التعاون الوثيق بين الفكر الفلسفي والعمل السياسي في الصين.
وفي هذا العهد حل الجديد محل البرونز لاسيما في صناعة الأسلحة ، واندمجت الدول الصغيرة في الدول القوية وأصبح في آخر الأمر أفرادا أسرة تشين حكاماً مطلقين موحدين للصين، فشهد عام (221ق.م) توحيد للصين للمرة الأولى في عهد أول إمبراطور يحكمها وهو شبه هوانج تي(259-210ق.م) فقد أعاد النظام الإقطاعي القديم وقسم البلاد إلى (26) مقاطعة وأقام عليها موظفين مسؤولين تجاهه مباشرة، وكذلك أكمل بناء السور العظيم وهو يمتد اليوم مسافة (2400)كلم من مقاطعة كانوا الجنوبية إلى ساحل بكين الشرقي.
وشبه هوانج تي إمبراطور مستبد أحرق جميع الكتب ما عدا الكتب الزراعية والطبية وكتب الصيدلة ، وبعد وفاة الإمبراطور الأول أنهار الكيان السياسي بسرعة وفي ظل حكم الإمبراطور الثاني الضعيف الذي قتل عام(207) انتهى عهد أسرة تشين.
وحاولت أسرة هان عام (206ق.م) أن تحكم على أسس نظام حكم تشين ، وبعد قرن تقلص الحكم المحلي الوراثي ، وأصبح المرشحين للحكومة المحلية ينتخبون على أساس امتحانات عامة ، وفي عام (124ق.م) أنشئت جامعة إمبراطورية لدراسة الكونغوسية ، وكان تلاميذ هذه الجامعة يتلقون ثقافة تهيؤهم للحكم وزاد عددهم بسرعة حتى بلغ في نهاية حكم تلك الأسرة (30000) تقريباً، وكذلك تأسست مدارس إقليمية ، وقد ساعد اختراع الورق على تطور الجهاز الإداري وتعزيز التربية ، كما حل الحبر والريشة محل أدوات الكتابة الحادة.
وأصبحت الصين دولة كبرى للمرة الأولى في عهد أسرتي تشين وهان ، وفي عام (581م) توحدت الصين على يد أسرة سوى، فأزداد الرخاء وخففت الضرائب إلا أن الإمبراطور الثاني كان مبذراً ، فرفع الضرائب ، وفي عام (618م) اغتاله أحد ضباطه وهو لي سيهم ين (الإمبراطور لي يوان) الذي أسس أسرة تانج.
اليابان
منذ بداية القرن الأول الميلادي هاجر إليها جمعات متتالية قادمة من البر الأسيوي عن طريق كوريا في معظم الأحيان جالبة معها عملية صب الحديد والبرونز ودولاب الخزف والأرز ، وقامت الحضارة اليايوية على قرى زراعية ، وفي القرن الثالث الميلادي ، وحدت المملكة بيمكو اليابان ، ومع حلول القرن السادس استطاعت أسرة ياماتو الإمبراطورية حل الخلافات الكورية الداخلية مما أدى إلى التعرف على الأفكار والمهارات الصينية التي كانت قد اجتاحت شبه الجزيرة الكورية.
ورافق ضعف سلطة الإمبراطور ظهور عائلات إقليمية ، وقد حاربوا سكان الشمال الأصليين وأصبحوا مستقلين عن الإمبراطور ، وكانت مزارعهم المستقلة تدفع مبالغ قليلة للعاصمة.
وفي القرن الحادي عشر أدركت بطانة الإمبراطور سطوة هذه الطبقة الجديدة فدعت أسر تايرا ومبناموتو القوية لمساعدتها على قمع الثورات الخطيرة ، وكانت أسرة فوجيوار تأمل في السيطرة على هؤلاء المحاربين الأشداء إلا أن أفراد أسرة تايرا لم يلبثوا أن حلوا محلها كأسياد نافذين في البلاط والعرش ، واستعمل تايرا كيو موري القوة والمكيدة للتغلب على منافسيه ، وفي عام (1180) نصب حفيده إمبراطوراً ، وبعد عشرين سنة من الحكم بدت أسرة تايرا ، وكأنها لا منازع لها في العاصمة إلا أن القوة العسكرية ، وكانت قد أصبحت آنذاك العامل الحاسم الوحيد في السياسة ، وهكذا ثارت جماعة ميناموتوا على الأسياد الجدد في هيان كيو.
وبين عامي(1180-1185) اشتبكت هاتان العائلتان وحلفاؤهما في حرب أهلية شاملة أدت في عام (1184) إلى تدمير قوات أسرة تايرا البريد ، وبعد ذلك بسنة واحدة على تدمير أسطولها، فاستتبت السيادة على اليابان آنذاك لعائلة ميناموتو.
غزوات الجرمانيين
في القرن الرابع تعرضت الحدود الممتدة من بحر الشمال إلى البحر الأسود مروراً بنهري الراين والدانوب لضغوط جديدة من قبل موجة أخرى من الجرمان، مت الفرنك والكون والبورجون والقوط الشرقيين والسواف والآلار والفاندال والحيبيديين ، وتدفقت هذه الشعوب غرباً في أواخر القرن الرابع نتيجة التكاثر السكاني ، ونقص الغذاء بالإضافة إلى وصول الهون المغول القادمين من آسيا الوسطى للنهب والسطو والاستطيان.
وفي عام (406) عبرت جيوش كبيرة من قبائل الغاندال والسواف والآلان نهر الراين نحو بلاد الفال التي كانت تعان من نزعات داخلية في الإدارة الإمبراطورية ، وكذلك أدت هجمات مماثلة مقرونة بالصراع الداخلي إلى انسحاب آخر فيلق روماني من بريطانيا.
وفي عام (416) أسس البور جونيون في بلاد الفال أول الممالك الرجمانية داخل حدود الإمبراطورية القديمة، وانتشر الفرنك في أنحاء فرنساء الشمالية فكانت النتيجة أن أخذ شكل أوربا الغربية الجديدة (أي بعد الحقبة الرومانية) ، وتفادت الإمبراطورية البيزنطية معظم أخطار الجرمان والهون بتحويل اتجاههم إلى الغرب في الشرق وحارب الإمبراطور جوستينيان(482-565) مدة 25 سنة ملك الفرس كسرى انوشروان حكم(531-579) وفي حوض البحر الأبيض المتوسط انقلب ميزان القوى مؤقتاً بعد احتلال جوستنيان لأفريقية ثانية(533-534) ولإيطاليا(536-554) إلا أن كل هذه الجهود ذهبت سدى في القرن التالي عندما سيطر المسلمون على جميع أراضي الإمبراطورية من الشرق الأوسط إلى أفريقيا الشمالية وراحوا يحاصرون القسطنطينية سنوياً.
أطراف الجزيرة العربية
قبل الإسلام
الفترة السابقة للإسلام من تاريخ العرب تسمى الجاهلية وترجع إلى مطالع القرن الثالث الميلادي ، وعهد سابور الأول (ذي الأكتاف) الذي سحق هجرة بدوية واسعة من العرب وردها إلى الصحراء ودمر مدينة الحضر وحاول احتلال تدمر.
ولما كان القرن الثالث للميلاد قد شهد زوال تدمر والحضر بعد أن زال الأنباط قبلهما بأكثر من قرن ، فقد وجد البدو الوافدين باستمرار على هذه المنطقة مهمة حربية جاهزة للعمل بجانب هذه القوة أو تلك ، كما دفع ذلك القوتين على استخدام الوافدين البدو لحماية المناطق الحضرية من الجماعات الجديدة اللاحقة بعدهم ولحراسة قوافل التجارة وسلامة طرقها ولدعم القوى العسكرية في فترات الحروب ، وهكذا بذات بين البادية العربية وكل من الساسانيين والرومان علاقات جديدة تمثلت في عدد من الممالك:
1- المناذرة:
دخلت تنوخ من الجنوب الفتوح على البادية واستغلت ضعف الأخمينيين فتوطنت غرب وادي الفرات متعاونة مع تدمر والحضر، ثم تحالفت مع الساسانيين أيام زعيمها جديمة الأبرس فلما قتل تزعمها ابن اخته عمرو بن عدي الذي يعتبر مؤسسة أسرة آل لحم التي تنحدر منها ملوك المناذرة ، وقد دخلت تنوخ مع ظهور الساسانيين في العراق في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي ، واستفاد عمرو من سقوط تدمر والحضر، فأصبح يسيطر على البادية وتجارتها إلى حدود الشام واتخذ مقراً له الحيرة التي صارت بسرعة مركزاً عسكرياً وتجارياً وزراعياً مما قرب طيفور(المدائن) عاصمة السانيين.
وامرؤ القيس بن عمرو المتوفي سنة (328م) سمي نفسه (ملك العرب كلهم) وأبرز الملوك المناذرة بعده النعمان الأعور(400-418) الذي اشتهر عسكرياً بكتيبة الشهباء والدوسر ، وابانه بني قصر الخورنق والسدير وفي النصف الثاني من القرن السادس دخل المناذرة النصرانية ونشروها في البحرين.
وسقطت الأسرة الخمية زمن النعمان الثالث رأبي قابوس (580-602) بمقتله على يد الساسانيين قبل الفتح الإسلامي بخمس وثلاثين سنة ، وكان لعرب الحيرة لهجة من اللسان العربي، ولهم كتابة مشتقة عن الارامنية، صارت فيما بعد أصل الكتابة الكوفية العربية.
2- الغساسنة:
والغساسنة فرع من قبائل الأرد التي هاجرت من اليمن نحو عمان والشام ، حوالي القرن الرابع ، وكان بنو سليم وبعض قبائل العرب الأخرى قد سبقوا الغساسنة وتعاملوا مع السلطة البيزنطية في أواخر القرن الخامس ،واستقر الغساسنة في أطراف البادية بزعامة آل زفنة ، ثم أثبتوا قوتهم الحربية ، وحلوا محل سليم في حماية الحدود والقوافل ، وأخذ المعونة السنوية على ذلك من البيزنطيين بعد أن دخلوا النصرانية على المذهب الشامي.
وكان العرب يسمون الغساسنة بالملوك وبيزنطة محتهم الأكليل ثم منحهم الإمبراطور البيزنطي التاج سنة (580) لكن حين هزم أمام الفرس نسب الهزيمة إلى المنذر الغساني ونفاه إلى صلية، ولما ثار أولاده على بيزنطة تصدعت أحوال العرب في الشام، وفقدت جبهة البادية استقرارها حين احتل الساسانيون الشام (613-164) تم جاء الفتح الإسلامي بعدة سنة(632) وضع هذا كله النهاية للملك الغساني.
بنو الجلندي (المعوليون)
هو زعماء موجة الهجرة العربية الثانية من الأزد إلى عمان في القرن الخامس الميلادي. وتوحدت المجموعات الأزدية السابقة واللاحقة (بنو هناءة وبنو المعلول) تحت زعامتهم، وكانت السلطة في الساحل المأهول من عمان للفرس، ومركزها الرستاق وعين الفرس زعيم المعلول جلندي على عرب عمان، وكان لهم في البحرين واليمن قائداً(اصبهبذ) وتحول بيت المعلول في القرن السابق للإسلام إلى بيت ملك وصار اللقب اسماً للأسرة.
وحين ظهر الإسلام وجد أهل عمان فيه بجانب الدين وسيلة للتخلص من سيطرة الفرس، فسرعان ما قبلوه بزعامة جيفر وعبد، ولدي الجلنري المستكبر.
عمان القديمة بدوية متأثرة بثقافة الهلال الخصيب، والحيرة كانت مدينة تسيرط على الخليج العربي عمرانياً وسياسياً.
أما الغساسنة فكان مقرهم في الجابية في الجولان ثم في جلق بالقرب منها ولهم النفوذ ما بين الرقه إلى شمال الحجاز وهي مناطق كانت تحوي أكثر من 300 قرية عامرة بنو فيها السدود والصهاريج للري ، وكانوا يفضلون التنقل فبنوا عدداً من الهون والقصور البدوية ، (منها قصر الضمير ودير قصر الحير الغربي) كما عنوا ببناء الكنائس والأديرة.
كان كل من المناذرة والغساسنة يمثلون التحضر العربي، يفد عليهم زعماء العرب في قصورهم ويستقبلون الشعراء ويجزلون لهم العطاء.
العرب قبل الإسلام
كانت أطراف الجزيرة العربية دوماً في اليمن وعمان والمناطق المتصلة بالشام وما بين النهرين ، أكثر تقدماً من وسطها النجدي والحجازي الذي تغلب فيه البداوة وحضارات الوحات.
ما بين النصف الأول من القرن السادس ومطالع السابع هي فترة العصر الجاهلي.
مملكة كندة
كندة قبيلة يمانية ، وكانت في شمال نجران حوالي سنة (60ق.م) ثم سكنت تهامة ، ثم كانت في أوائل القرن الرابع الميلادي واحدة من ثمانية تجمعات عسكرية تؤلف جيش حمير ، ثم كانت حوالي سنة (425) مع حملة الملك الحميري على أواسط الجزيرة ، وأخذ زعيمها منه حكم قبائل معد، أول الملوك حوالي سنة (450) هو حجر بن عمرو آكل المرار ، وقد استقر في عرب نجد وبلغت الأسرة أوجهاً في عهد حفيده الحارث بن عمرو الذي لكم أكثر من أربعين سنة ، وعين أولاده لحكم القبائل المختلفة ، وأنهى حرب البسوس بين بكر وتغلب ، وحاول أن يزاحم الغساسنة حين استقروا في الشام ففشل ثم صار صديق بيزنطة وحاول الحلول محل مناذرة الحيرة واعتنق المزركية ففتك هؤلاء بالأسرة الكندية سنة (519م) وكانت الضربة القاضية ومات الحارث بعدها ، وتوزعت المملكة بين أولاده، وكان كبيرهم حجر الذي حاول منع تقسيم المملكة بين أولاده، وكان كبيرهم حجر الذي حاول منع تقسيم المملكة ، وقتل في حربه مع بني أسد الثائرين عليه ، وحاول ابنه الأصغر امرؤ القيس (الشاعر العربي الأول) المولود حوالي سنة (500م) أن يتأثر لأبيه، واستنجد بالروم لاسترداد الملك لكنه توفى في أنقره ، وانسحب الكنديون في نجد إلى حضرموت في أواسط القرن السادس.
التنظيم السياسي في الحجاز
مكة المكرمة كانت محطة تجارية تميزت بوجود الكعبة فيها ، ولقد فشل الرومان والأحباش في السيطرة عليها ، واستفادت في القرن السادس أيام زعيمها قصي بن كلاب تنظيم نفسها فجعلت اللواء لبني عبدالدار والقيادة لبني أمية والحكومة (وهي أموال الأصنام) لبني سهم والأعنة لغيرهم، وقسمت الوظائف الدينية بين الأسر ، كالحجابة (فماتيح الكعبة) والسدانة والسقاية الرفادة (وهي أمور المال) والنسيء والعمارة.
وحرمت قريش الحرب في الأشهر الحرم وحدد الحرم الري يحرم فيه تحريم حمل السلاح وهذه مما بقي من الإسلام القديم.
وعرفت قريش رحلة الشتاء والصيف ، وعقد لذلك الأحلاف مع اليمن والشام والحيرة، وكان لقريش دار الندوة يجتمع فيها وجاءوها، وتسمى الملأ، وتتخذ القرارات السياسية(القرارات المتعلقة بالمصلحة العامة)
يثرب
سكنها الأوس والخزرج الذين جاءوا من اليمن، وسكنها اليهود وكانت بينهم منافسات ووقائع ثم اتفقوا قبيل الهجرة أن يكون عبدالله بن أبي بن سلول الخزرجي ملكاً عليهم وكانوا يرصعون له التاج حين تمت الهجرة ، فصار لذلك رأس المنافقين.
ومثل ذلك مجرى في بني حنيفة وفي بني سليم إذ لبس زعماء هما التيجان.
الاقتصاد
عرف العرب اقتصاد السوق الذي يتبدى في الأسواق الموسعة التي تطوف جزيرة العرب، وكانت مواقعها حرماً ما امتد السوق وكانت مواسم السوق مواسم دينية وأدبية واجتماعية اقتصادية ، وأشهر الأسواق عكاظ في مكة.
الفكر
يتبدى الفكر في جزيرة العرب في ناحيتين:
1- الشعر ذو البحور والقوافي.
2- اللغة العربية المتطورة جداً
الدين
كان الدين السائد الوثنية بالإضافة النصرانية واليهودية والزراد شبه في البحرين وعمان.
وتوجد الحنيفة التي هي دين إبراهيم ، ودين إبراهيم كدين الأنبياء والرسل جميعاً(الإسلام).
الإسلام ما قبل النبي ×
الأمة الإسلامية هي الجماعة التي تؤمن بالإسلام الذي نزل به جبريل عليه السلام على الأنبياء والرسل من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء والرسول محمد × .
وظهر آدم عليه السلام في مكة المكرمة وآدم علمه الله اللغة الأولى ، وخلق الله لآدم زوجته حواء ، وتكونت الأسرة الأولى بأن لا يتزوج الولد توأمته التي حملت معه، وكان قابيل قد أصر أن يتزوج أخته التي حملت معه وهذه الأخت قد كانت توأمة هابيل ، فقتل قابيل هابيل حتى لا يتزوجها، ثم رزق آدم شيئاً ، ثم رزقه البنين والبنات الذين تزوجوا وتكاثروا ، وكان آدم يعلمهم الدين الإسلامي حتى لحق بالرفيق الأعلى عليه السلام، ثم كمل المسيرة من بعده شيت بن آدم عليهما السلام ، وكان رسولاً يواصل دعوة أبيه إلى الإسلام ، ثم واصل الدعوة إلى الإسلام بعد شيت ، وكان شيت أول من خط بالقلم، والوحي كان يعلم الرسل ثقافة الإسلام ، كما علم آدم اللغة الأولى ، وكان الفرص من الوحي جعل الإسلام هو ثقافة المجتمع المسلم على مر التاريخ الإنساني ، وما الثقافات الأخرى إلا الانحراف عن ثقافة الإسلام.
وقد روى ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًاً ) ، قلت : يا رسول الله ، كم الرسل منهم ؟ قال : ( ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير) ، قلت : يا رسول الله ، من كان أولهم ؟ قال : ( آدم )[رواه ابن حبان
( 361 )] .
وكان عمر آدم عليه السلام ألف سنة كما جاء في قصص الأنبياء لابن كثير رحمة الله.
الهجرات البشرية الأولى
سكن آدم وذريته في مكة المكرمة أم القرى وكانت أولى الهجرات:
1- الهجرة إلى العراق ثم واصل بعضهم إلى آسيا وأمريكا ، وكان يرسل إلى كل جماعة مهاجرة رسل يعملوهم الإسلام.
2- الهجرة إلى الشام والبحر المتوسط وقد أرسل الله إليهم رسل يعلموهم الإسلام.
3- الهجرة إلى اليمن وأفريقيا والهند، وقد أرسل الله إليهم رسل يعلموهم الإسلام، وجاء ذكر ذلك في كتاب (التاريخي الإسلامي قبل البعثة لمحمود شاكر: ص30) وجاء في كتاب (تاريخ العالم / هـ ج ويلز ، ص62) أن أول الحضارات كانت الحضارة الفرعونية والحضارة السومرية.
العراق
بعد أن تكاثرت ذرية آدم في جزيرة العرب هاجر قسم منهم إلى العراق وعملوا بالزراعة وبعث الله إليهم نوح عليه السلام ، وقد بعث بعد آدم بألف سنة ، بعد أن أنحرفوا عن الإسلام بعبادة الأصنام ، وأخذ نوح عليه السلام يدعوهم إلى الإسلام طيلة (950) سنة ، فأمر الله بصناعة الفلك وحمل معه فيها من آمن بالإسلام ، وحمل معه من الحيونات من كل زوج اثنين ، فأغرق الله الذين كفروا بالإسلام ، ثم رست السفينة على جبل الجودي (جبل أرارات شرق تركيا اليوم) فخرج ركاب السفينة من السفينة هناك فهاجر أبناء سام إلى جزيرة العرب وأبناء حام هاجروا إلى العراق وما جاورها ، وهاجر أبناء يافت شرقاً وغرباً والبقية إلى بقاع العالم.
السومريون
استقر السومريون بسهل سنعار في العراق وعملوا بالزراعة وبنو السدود، وأقاموا بجانبهم الأكاديون وعاصمتهم أعاد وانتقل العيلاميون إلى المرتفعات الشرقية من هذه البقعة وبنوا مدينة(سوزا).
وكان السومريون أكبر قوة في العراق وبعث الله إلى العراق إبراهيم عليه السلام وهو من مدينة (أور) ومن ذرية سام بن نوح وكان إبراهيم كسائر الرسل يدعو إلى الإسلام ، وناقش إبراهيم عليه السلام (النمرود) الذي كان يدعي الإلوهية ، وقال له : ربي الذي يحي ويميت قال : أنا أحي وأميت
قال: إبراهيم فإن الله يأتي الشمس من المشرق فآت بها من المغرب فبهت الذي كفر.
وحطم إبراهيم عليه السلام الأصنام ، وجعل الفأس في رأس كبيرهم ليبين لهم عجزهم وقرر قوم إبراهيم عليه السلام حرفه.
ولم يؤمن مع إبراهيم إلا زوجته سارة ولوط ابن أخيه عليه السلام فاهجر بهم إلى بلاد الشام ، وأما قوم إبراهيم عليه السلام فهم السامريون ، فقد سلط الله عليهم الأكاديون في العراق ، ثم أتى البابليون من الجنوب الغربي للعراق وحكموها ، وجعلوا عاصمتهم (بابل) وقد اهتموا بالزراعة والعمران ، وقد سيطر الآشوريون على شمال العراق ، وكانت عاصمتهم (فينوي) ، ثم امتد نفوذهم إلى كل العراق وبلاد الشام وأجزاء من مصر.
وأرسل الله إلى أهل نينوي يونس عليه السلام ليعلمهم الإسلام ، فلم يؤمنوا بالإسلام فضاق بهم ذرعاً ، وسافر في سفينة في نهر دجلة ، وكادت السفينة أن تغرق فقرر ركاب السفينة أن يقترعوا على أحدهم ليرموه تخفيفاً لحمولة السفينة ، فوقعت القرعة على يونس عليه السلام فرموه ، وألتقمه الحوت بأمر الله ، فندم يونس عليه السلام، وتاب فغفر الله له وعاد إلى قومه فدعاهم ، فأسلموا.
وحكم الكلدانيون العراق، وكان أعظم ملوكهم (بختنصر) الذي استولى على بلاد الشام ودمر القدس واستباح اليهود وسلبهم ملكهم ، فأهلكهم وشردهم وأسرهم، وفرق بنو إسرائيل في أنحاء الأرض ، واستقر بعض في الحجاز ومصر وغيرها، واحتل بختنصر مصر، وأشهر أعماله بناء برج بابل المشهور ، واستمرت الدولة البابلية حتى قضى عليها الفرس ، واحتلوا العراق حوالي عام(1161ق.هـ -504ق.م).
الفرس
الفرس أصلاً عراقيون ، فهاجروا شرقاً وعمروا فارس ، فلما قووا غزوا الكلدان وسيطروا على مصر والعراق وظلوا في مصر حتى احتلها الاسكندر المقدوني الإغريقي ، وظلوا في العراق حتى الفتوحات الإسلامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق