الاثنين، 9 يناير 2012

الأخلاق والدين
الدين من الناحية السلوكية يقتضي معرفة ما ينبغي أن يفعل أي معرفة تقتضي الإلزام والإلزام يقتضي المسؤولية والمسؤولية تقتضي وحرية الإرادة وحرية الإرادة تقتضي الاقتناع بالفكر الذي يطالبنا بالقول ،والفعل والسكوت أو الكف عن العمل ( الترك) وهذا يقتضي الحكم بكون هذا الفعل واجب الفعل والوجب ملزم أي واجب الفعل أو محرم الفعل أي واجب الترك ،ووجوب الفعل يقتضي أن الفعل مفيد لأن الفعل يقتضي الأمر بالمفيد والتحريم يقتضي أنهي عن المضر (الشر) لأن الله ليس بظلام للعبيد وهذا ناتج من أن الله حرم على نفسه الظلم ،وهذا ما تقتضيه صفة الحكيم وفكرة الخير تقتضي الثواب على فعل الخير ،وفكرة الخير تقتضي ضدها الشر وفكرة الشر تقتضي العقاب على فعل الشر .وهذا ما يسمى بالجزاء ،والجزاء تقتضيه فكرة العدالة والله سبحانه عادل والعدالة تقتضي وجود شريعة تنظم علاقات البشر وما دامت الدنيا لا تتحقق فيها العدالة كاملة فلا بد من يوم للجزاء ،والجزاء يقتضي الحساب ،والحساب على من عمل على إسعاد البشرية رغبة في إرضاء بدار السعادة فأنت اعمل ما تستطيع والله يجازيك الله على قدر إمكانيتة في الجنة والله على كل شي قدير .
الجزاء من جنس العمل تسعد بإسعاد الناس وتشقى بإشاء الناس ( قاعدة المساواة) التكليف يقتضي ثبات تعاليم الرسالة لأن عدم الثبات يعني التناقض ،والعقل يأبى التناقض .
،وأصل الرسالة عمل على إزالة الآلام وحل مشاكل الإنسان والمشاكل التي يتعرض لها الإنسان بفعله عن قصد يسأل عنها والتي خارج عن إرادته ،فإن الله يعوضه عنها يوم القيامة والإنسان مطالب بأن يغير الأوضاع السيئة بواسطة العلم وإيجاد إمكانيات الحلول بواسطة الاجتهاد العلمي ، والرسالة تطالب ببذل الجهد في جعل حياة الإنسان أكثر أمناً ورفاهية والرسالة تطلب برفع الآلام والتوترات وحل المشاكل بعهدة العلم ، والتي لا تستطيع رفعها أو حلها نجتهد علميا بحلها وهذه أخلاقية والرسالة الإسلامية ،والرسالة مهمتها علاج الشرور والأضرار والآلام والأوجاع والأخلاق من مقتضيات الإيمان بالله الرحمن الرحيم لأن صلى الله عليه وسلم صرح قائلا ( أنا نبي المرحمة) وهذه تقتضي جوهر رسالة الإسلام . وإن الإسلام له غاية واحدة في الحياة الدنيا هي إيصال الناس إلى الطمأنينة والسرور قال تعالى (الذين أمنوا وتطمئن قلوبكم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد: ٢٨ ولحديث ( أفضل الأعمال إدخال السرور إلى قلب المؤمن ) ،والسرور ينتج عن مشاريع يخطط لها لإشباع حاجات البشر لتصبح الحياة أفضل رفاهية وأمنا .
الحرية في الإسلام أساس التعامل بين الأفراد والمجتمع على التعاون على البر والتقوى ،والتعاون على البر يعني إيجاد الخيرات ومنع الإثم ،والعدوان وهذه هي أخلاقية السياسة الإسلامية التي تقوم على التشاور في توفير الخير ،وإزالة الشر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق