الاثنين، 9 يناير 2012

مقالات متفرقة

العرب
العرب هي الأمة الناطقة بالعربية والأدب العربي الذي بين أيدينا لا يتجاوز 500 قبل البعثة وأقدم نص وصلنا 500 قبل البعثة.
ملابس العرب:
الجلباب والعباءة والقلنسوة والرداء .
السكن: مكون من طابقين أو طابق مبنية من الحجارة أو الطين من قرميد أو جريد.
علوم العرب:
الفلسفة (الحكمة) (طب البيطرة والبشري، والرياضيات و الهندسة والفلك والعمارة والفنون الجميلة والعلوم الاجتماعية وقد طوروا علوم عصرهم.
أصل العرب:
العرب ساميون أي عرب موطنة من أيام آدم عليه السلام في أم القرى والدين جهلوا الدين الإسلامي يسمون الجاهليون.
ويعد المضطرب مسئولاً عن سلوكه وتحمل عواقب سلوكه.
4 – العلاج الجمعي وهو علاج مجموعة عندها نفس المرض بالطرق الآنفة.
العلاقات الإنسانية
والعلاقة الإنسانية تهدف إلى التعاون من أجل إشباع حاجات الجماعة المكتسبة وغير المكتسبة.
الأدب العربي
الأدب في اللغة الدعاء والأدب هو الدعوة ، وقال طرفة:
نحن في الشتاء ندعو الجفلي
لا ترى الأدب فينا ينتقر
والأدب في الاصطلاح : هو الكلام الإنشائي البليغ الذي يراد به التأثير في عواطف القراء ، سواء كان شعراً أو نثراً، والنثر هو الكلام الذي يتمثل في الخطابة فالعرب كان لكل قبيلة من قبائلهم شاعر وخطيب، وعرف العرب الأمثال والقصص والأخبار ، وقد عني الإسلام بالنثر وتأثير في النثر أعمق لأنه أداة الدعوة الأولى للتعليم وتوجه شؤون الحياة حين صار للعرب دولة ثم أصبح النثر أداة التأليف والتدوين العلمي وأصبحت الخطبة أداة للتأثير على الناس في العيدين والجمعة وغير ذلك وظهرت الرسالة في رسائل النبي صلى الله عليه وسلم ومعاهداته وظهر التفسير والحديث والسيرة والنحو وظهر في العصر العباسي الشعر التعليمي والشعر الفكاهي، وظهر شعر الزهد في العصر العباسي، كما ظهر شعر الشكوى من البؤس وتغير الأدب العربي بعد الطباعة والترجمة والبعثات إذ ظهر فن المسرح والقصة والرواية وطبع كتب التراث ، وحلت الصحف والتلفاز والنت محل الخطابة والرسالة المكتوبة إلى الرسالة الصوتية التي ظهرت أولاً على يد الإذاعة ودخلنا في عصر الصورة بعد ظهور التلفاز وعصر الفضاء والنت. وتطورت اللغة العربية بعد ظهور المجامع اللغوية وتغير شكل الشعر في عصرنا إذا تخلت العقيدة الحديثة عن الوزن والقافية ، وتطورت الرسالة إلى مقالة بعد ظهور الصحف إذا ظهرت البساطة في التعبير والتركيز على الفكرة والعمق في المعالجة والموضوعية والبعد عن الذاتية وأصبحت المقالة تميل إلى الاختصار وظهر في العصر الحديث الرواية والقصة والمسرحية والسينما (الخيالة).
العلم
العلم نقيض الجهل، وعلمت الشيء علماً أي عرفته ويأتي العلم بمعنى الفقه واليقين هو العلم والعلم الحديث يعتمد على الملاحظة والتجربة والاكتشافات ويتطور بتطور الاكتشافات.
علم النفس الاجتماعي
هو دراسة الأسس النفسية لعلاقات الناس بعضهم ببعض ، ويقوم علماء النفس الاجتماعي بدراسة عمليات الاتصال والتعاون والتنافس واتخاذ القرار والزعامة والتغير في المواقف ويعتمد السلوك على تفسير الناس للعالم الاجتماعي.
علم النفس الإكلينيكي
هو الدراسة العلمية لمن يعانون مشكلات نفسية في التكيف مع أنفسهم وبعضهم، ثم تشخيص حالاتهم وعلاجهم.

علم النفس الشواذ
هو علم الأمراض النفسية.
الغابية
هي بناء المجتمع وفق أسمى المبادئ الخلقية.
الفاشية
هي الحكومة التي يرأسها مستبد طاغية، وتسيطر الدولة الفاشية سيطرة تامة على النشاطات السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية.
الفاشية شبيهة بالشيوعية على أنها بخلاف الشيوعية التي تمتلك فيها الحكومة كل الصناعات ، وتبخ الفاشية للصناعة أن تبقى ملكية خاصة ولكن تحت سيطرة الحكومة، والفاشية متطرفة وطنياً وتشتهر الفاشية بالنزعة العسكرية والتوسع والغزو واضطهاد الأقليات.
4 – مكعبات البلاستيك.
5 – الدمى.
ألعاب الطفولة المبكرة (من سنتين إلى سن التمييز 7).
في هذه الفترة أفضل لعب هو الرياضة التي تنمي العضلات.
ألعاب الطفولة من المتأخرة (من 7 – البلوغ).
أفضل الألعاب هي الألعاب الإلكترونية والروبوت والألعاب الذهنية والألعاب الحسية.
لغات العرب
تختلف لغات العرب في الحركات والإمالة والإظهار والإدغام والتفخيم والترقيق وهو ما يعرف باختلاف اللهجات، وتوجد لغة فصحى بجانب اللهجات.
واللجهات الموجودة الآن هي امتداد للجهات قديمة واللغات تختلف في الحركات مثل نطق حروف بالكسرب وهو المعروف الآن عند البدو بهراء نكسر حرف المضارعة وفي اليمن تنطق الكاف شيناً وقلب (أل) التعريف (أم) وقضاعة تقلب الياء المشدودة جيماً فالعش تنطق : القشج واللهجات المعاصرة تنطبق الهمزة عيناً مثل سأل تنطق سعل.
وقضاعة تفخم أي تداخل الأصوات وهذيل تنطق حتى وطئ تقطع أواخر الكلمات في الوقت يقولون: يا أبا الحكا يردون : أبا أبا الحكم . واللحيانيون ينطقون أداة التعريف آل (هل) وهذيل تقلب العين نوناً بشرط مجاورتها للطاء : إنا اعطينك ، تنطبق انطبناك، واليمنيون يقلبون السين تاء مثل النات في الناس ، وربيعة وقضاعة ينطقون الهاء من الضمير (هم) مضمومة في جميع الأحوال نجود عليهم وإليهم خلافاً للفحصى التي تكسر فيها إذا سبقت بياء أو كسرة.
الليبرالية
فلسفة اقتصادية وسياسية تؤكد على الحرية والمساواة وإتاحة الفرص وتنفيذ مبدأ تكافؤ الفرص وإعالة الدولة للمستضعفين وإقامة حكم ديمقراطي دستوري مؤسساتي وإقامة المجتمع المدني وجعل الدولة عبارة عن مكاتب تقديم خدمات، وتوفير الحاجات للناس وإقرار حقوق الإنسان.
ما بعد الحداثة
ظهرت الحداثة كردة فعل على الحداثة. فالفناون الحداثيون أشكالهم الهندسية بسيطة وواضحة واتصفت رسومهم بالعملية والتهذيب والتجريد الهندسي وللتصميمات المصقولة المنسابة، أما فنانو ما بعد الحداثة ومضموها استعملوا الحركات الفنية القديمة وأدخلوا التعقيدات والزخارف الرمزية والأشكال الفوضوية أو المختلطة.
ركزت الحداثة على الأصالة والتجديد واقتصاد الخطوط والأشكال والألوان، ركزت ما بعد الحداثة استعملت التراكيب والأشكال والألوان والخطوط المكثفة.
ركزت الحداثة على التعبير الفردي وركزت ما بعد الحداثة على التعبير الجماعي أو المشترك.
ومباني ما بعد الحداثة تركز على زخرفة الواجهات الخارجية.
المادية
المادية مصطلح فلسفي يستخدم في مقابل مصطلح المثالية والمادية تقول: بأن الموجودات مادية لا وجود للروح أو العقل أو الشعور وتقول أن الوجود ينحل إلى ذرات وأن الوجود تحكمه القوانين وتقول أن مصدر المعرفة هو الحواس وحدها.
وتقول: أن الكون مؤلف من أجسام مادية فيه تجري أحداث الطبيعة وفقاً لقوانين موضوعية ضرورية والزمان والمكان والحركة ما هي إلا حالات من حالات المادة والوعي (الفكر) يتوقف على المركب الجسماني الإنساني ، وتقول بوجوب إزجاع الدولة إلى مؤسسات المجتمع المدني ، وترجع الأسباب إلى الأوضاع المادية الاجتماعية على العكس من المثالية ترجع الظواهر الاجتماعية إلى رغبات الناس.
المؤسسة
شخص أو جماعة من الناس يحصلون على براءة تخولهم حقوقاً وامتيازات قانونية معينة.
الماسونية
منظمة سرية محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وجل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم ، يوثقهم عهد يحفظ الأسرار ويجتمعون في محافلهم للتخطيط والتكليف بالمهام، قامت الماسونية منذ البداية على الغموض والتمويه حيث اختاروا رموزاً وأسماء وإشارات للإيهام والتخويف وسموا محفلهم (هيكل أوشليم) للإيهام بأنه هيكل سليمان عليه السلام، كانت تسمى في عهد التأسيس بالقوة الخفية ثم اختفت تحت اسم البنائين الأحوار ، وتخفت تحت مبدأ المساواة لاضعاف المشاعر الدينية.
الماسونية أقوى منظمة في التاريخ وأعضائها من الوجهاء والموسرين.
المافيا
تنظيم إجرامي سري لإدارة النشاطات غير القانونية مثل المقامرة والدعارة وبيع المخدرات والربا.
المجلة
صحيفة عامة أو متخصصة في فن من الفنون تتكون من عدة صفحات تصدر دورياً والمجلات تقدم معلومات وآراء وتسلية وتغطية للأحداث الجارية والأزياء وتناقش الشئون الداخلية والخارجية.
الصحف يومية ومواضعها سريعة التغير أما المجلات فتركز على الأحداث بطيئة التغير.
أنواع المجلات:
1. مجلات الأطفال.
2. مجلات الهوايات.
3. المجلات الفكرية.
4. المجلات الفنية.
5. المجلات الرياضية.
6. مجلات الخدمات.
7. مجلات الرجال.
8. مجلات النساء.
تمويل المجلة:
1. الإعلانات.
2. الاشتراكات.
3. بيع المجلة.
المحافظة
هي فلسفة تدعو إلى التمسك بحزم بالعادات والتقاليد السابقة سواء كانت اجتماعية أم سياسية أم ثقافية أم اقتصادية والإبقاء على المفاهيم والقيم والأفكار التقليدية.
وتقول الفلسفة المحافظة أن الحقوق ثمن للواجبات وأن التغير يعتمد على أخلاق الناس.
البحث
البحث هو اجتهاد لاكتشاف الحقائق الجديدة أو لتطوير عمليات أو منتجات جديدة ، وينقسم البحث إلى قسمين، قسم نظري وتطبيقي والبحث النظري هدفه اكتشاف حقيقة أو قانون أما التطبيقي فهو تسخير القانون لخدمة الإنسان في شكل منتج وهي العلوم التقنية، وفي العلوم الإنسانية التطبيقية تطبق ما توصل إليه في خدمة الفرد أو المجتمع.
والبحث يمر بالخطوات التالية:
أولاً: فرض الفروض.
ثانياً: إثبات الغرض أو نفيه بالمعلومات المأخوذة من الملاحظة أو التجربة والتجربة في العلوم الإنسانية يثبت الفرض بالعينة الضابطة.
التأليف
البحث يتحول إلى كتاب لطرح البحث كي يطلع غير كاتبه والتأليف تحرير والباحث يدرس موضوع البحث في الكتب التي تناولت بالبحث حتى يلم بالموضوع إلمام تام فيتعرف على ثغراته لكي يكملها أو يعدل في الموضوع أو يضيف إليه أو يلغيه وعادة ما يقوم الباحث بالإطلاع على آخر الأبحاث، فالباحث لا يبدأ من الصفر بل يستفيد ممن قبله أن العالم تراكمي والباحث لا بد أنه تدرب على إجراء البحوث والكتاب فيها ولا بد أن يكون متمكناً في تخصصه ولا بد أنه أتقن اللغة بكل ما فيها من من نحو وصرف وبلاغة ويكون قد قرأ كثيراً في مجاله ولا بد للكاتب أن يلم بالمنهج العلمي.
البحث لا بد له من خطة وبلورة الأفكار قبل أن يصبه في القالب الكتابي.
والكتابة لا تظهر إلا في مجتمعات قد تطورت تطوراً علمياً وتقنياً فالمجتمع المتخلف لا يشجع على التأليف والتأليف من الثقافة المعنوية أما التقنية فهي من العلوم المادية الطبيعية، أما العلوم الإنسانية فهي من الثقافة المعنوية، والتقدم العلمي والفني من شروط التقدم المدني فالمجتمعات المتخلفة هي التي لا تواكب التقدم العلمي العالمي، والعلوم والفنون هي الثقافة المعنوية والعلوم التطبيقية ومنتوجاتها هي الثقافة المادية.
والثقافة السلوكية هي العادات والتقاليد ، والأعراف هي القانون الذي ينظم تصرفات البشر ولضبطها والأعراف تتحول إلى قانون إذا كتبت.
الثقافة هي التراث ويدخل في الثقافة الأدب والفنون والقصص والمسرحات والسينما والأغاني والموسيقى والرقص.
الثقافة
الثقافة هي كل ما يصنعه الإنسان بإرادته هو، الثقافة تكتسب بالتنشئة والتدريب والتعود، والفرد يكتسب الثقافة بوصفه عضو في المجتمع.
الثقافة الآن أغلبها عالمي وخاصة فيما يتعلق بالعلوم والفنون والآداب.
وأصبحت الثقافة علمية إذ صارت من اختصاص علم الاجتماع وتدرسها كل العلوم فالناس يسيرون على هدي العلوم وقام النت بدور كبير في تقريب الثقافات.
والذي يساعد على تقارب الثقافات هو الحرية التي تعد المبدأ الأساسي في ثقافة العصر إذ الحرية تعني الحق في الاختيار دون إكراه فيما لا ضرر فيه والحرية إما اجتماعية أو سياسية واقتصادية.
الحرية الاجتماعية وتشمل حرية التعبير والإعلان والصحافة وحرية الاعتقاد وحرية الاجتماع وحرية التعليم والتقاضي العامة والحرية السياسية: هي حرية المشاركة في القرارات العامة المتعلقة بالمصلحة العامة وحق الانتخاب والاقتراح والتعديل والاستفتاء وتقوم الحرية السياسية على الانتخاب وحرية التعبير والمشاركة في القرار المتعلق المصلحة الجماعية ، والحق في النقد والحرية السياسية تقوم على مبدأ تكافؤ الفرص المتساوية.
الحرية الاقتصادية : هي حرية التملك ما لم يكن التملك ضاراً أو متعسفاً، حرية التملك هي مبدأ الرأسمالية والرأسمالية تعتمد على اقتصاد السوق، بينما النظام الاشتراكي يأخذ بالاقتصاد المخطط والملكية العامة للموارد الطبيعية والتحكم بالتجارة ووسائل الإنتاج ، وتقوم الرأسمالية على تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة على العكس من الاشتراكية.

الرادكالية
وتقول الرادكالية تقديم المصلحة العامة الخاصة لتحقيق الرخاء العام، والرادكالية كلمة لاتينية تعني الجذر والأصل ونرى أن التغيير لا بد أن يكون فورياً ولا تأخذ بالتدرج الذي هو آلية النظرية الإصلاحية، وتأخذ النظرية الرادكالية بمبدأ تكافؤ الفرص وحكم الأغلبية وتعتمد في التغيير على تغيير الرأي العام بالمناقشة في وسائل الإعلام وفتح الحوار على مصرعيه وهذا يقتضي الحريات والحريات لا يقيدها الأخلاق الحقيقة المبرهن عليها علمياً ويعرف الرأي العام بواسطة الاستبيان، والرأي العام يغير بمناقشة الرأي المراد تغييره، والرأي العام هو الذي يصنع الثقافة (العقل الجمعي).
والرادكالية تأخذ بالديمقراطية وهي حكم الشعب بالشعب وللشعب والديمقراطية إما صرفة (مباشرة) لا تأخذ بمبدأ النيابة والديمقراطية النيابية تشترط وجود دستور وسيادة القانون والأخذ بمبدأ الأغلبية مع إعطاء الأقلية حقوقها وتأخذ بمبدأ الانتخاب الحار وتفرض الديمقراطية وجود نقابات.
وتفرض الرادكالية مجانية التعليم والصحة وتوفير الخدمات الضرورية من خلال المرافق العامة ، وتفرض الرادكالية وجود معارضة تتمثل في الأحزاب المتنافسة، ببرامجها عند الانتخابات وتحرم الرادكالية التعصب لأنه رأي مبني على الباطل والهوى الذي لا يعتمد على حقيقة ولا أخلاق.
والتعصب يلجأ إلى الإكراه بشتى وسائله وهو جريمة ضد الإنسان. والتعصب يمنع التعددية الثقافة، والثقافة التعددية تنقل عن طريق الحوار القائم على المناقشة العلمية الأخلاقية والفضائيات والتواصل والشبكي يساعد على تجانس الثقافات ولا سبيل إلى التجانس الثقافة إلا بالإقناع بالعلم والأخلاق والتطوير العلمي الأخذ بالتعليم الذاتي والتعليم المستمر الذي يؤدي إلى التجانس الثقافي وكذا الإدارة الأخذة بالمحاسبة لا الإشراف واللامركزية والتخطيط للتنمية التي تتعلق بالتغيير الثقافي.
وبما أن الثقافة يربى عليها الإنسان فإن التطوير التربوي يؤدي إلى ثقافة متجانسة.
وتخطيط المدن المعاصر يساعد في التجانس الثقافي ، إذ المدن الحديثة تقوم على إزالة البيوت العشوائية وإحلال مناطق للإدارات وللأسواق ومناطق سكنية ومناطق صناعية ومناطق للترفيه وللخدمات بجميع أنواعها ومناطق للتعليم.
المدينة الحديثة شوارعها واسعة وتربط جميع مناطقها بسكة حديد متطورة جداً ومطارات داخلية حديثة جداً ترابط جميع المدن.
المدينة الحديثة تتوفر فيها جميع النوادي لإشغال وقت الناس كما تتوفر فيها مراكز علمية وثقافية.
وأي بلد متقدم لا بد أن تكون فيه مدن صناعية تصنع الموارد الطبيعية الموجودة في البلد مثل ينبع الصناعية والجبيل والصناعة تحتاج إلى رأسمال وسلع مساندة للصناعة كالمباني والمصانع والطاقة التي تحتاجها المصانع كالطاقة الكهربائية وتحتاج المصانع إلى عمال جامعيين مما تطلب كليات صناعية والإصلاح الاجتماعي يقوم على التخطيط العمراني المادي والمعنوي والتخطيط المعنوي يقوم بنشر التعلم بالتعليم المدرس وبواسطة وسائل الإعلام والتعليم مدى الحياة وعقد دورات في جميع المجالات الذي يتطلبها مواكبة العصر.
فالعقل يصلح بالعلم والسلوك يصلح بتغير عادات المجتمع السيئة والتعويد على العادات الأخلاقية ، والعادة يدرب عليها بالتكرار عن وعي حتى تصبح عفوية.
وأهم ما يبدأ به من الإصلاح المعنوي هو تغيير لغة الخطاب من اللغة غير الفصيحة إلى اللغة الفصحى ونحن لا نطالب بلغة فصحى صعبة بل نريد تفصيح اللغة غير الفصيحة حتى يصبح التواصل سهل مما يخلق بينهم تجانس ثقافي.
السياحة
في المقال السابق كنت قد تحدثت عن تخطيط المدن وما ينبغي لها أن تكون عليه واستكمالاً لما سبق يجب أن أتحدث عن المدينة السياحية وقبل أن أتحدث عن السياحة يجب أن نعرف السياحة كمدخل طبيعي للتعرف على السياحة.
السياحة هي السفر من بلد الإقامة إلى بلد آخر سواء كان داخل البلاد أو خارجها ليوم واحد على الأقل.
السائح إذ يسيح إنما يسيح للترويح عن النفس أو طلباً للعلاج أو التعلم أو للرياضة أو التجارة أو لحضور مؤتمر أو لقضاء العطلة أو لغرض الزيارة أو للحج أو للعمرة.
السائح عندما يسيح يذهب إلى مدينة سياحية والمدينة السياحية لا بد أن تتوفر فيها جميع السلع والخدمات والأماكن الترويحية والمنتوجات السياحية والتذكارية والخطوط الجوية والبرية والبحرية إن كانت على بحر أو تهوية إذا كانت على نهر وسيارات الأجرة ويجب أن يتوفر فيها مكاتب سياحة تنظم رحلات سياحية بحافلات فيها مرشد سياحي، يشرح السياح ما يمرون به من معالم سياحية ويعرفهم على ثقافة البلد.
ولراحة السائح لا بد من توفير خدمة فندقية خمسة نجوم ولا بد أن تتوفر في المدينة السياحية جميع أنواع المطاعم والأندية ومؤسسات الرعاية ومكاتب تنظيم الرحلات السياحية ووكالات السفر ودور السينما والمسارح والمعارض بأنواعها والمتاحف والحدائق الفناء وحدائق الحيوانات ومدن الألعاب وإن كانت المدينة مدينة آثار فلا بد تحقيق لهذا الغرض.
ولا بد أن يوجد في المدينة السياحية مراكز معلومات توفر النشرات والخرائط والكتب السياحية.
تساعد المدن السياحية على التعارف الثقافي وتكثيف العمل واستغلال البيئة الطبيعية وإدخال الأموال إلى البلد.
وبلدنا حباه الله مدينتين مقدستين تهوف إليها قلوب المسلمين من كل مكان فلا بد أن نستفيد من ذلك في كل المجالات ، وأن الأموال الطائلة التي تنفق على هاتين المدينتين سوف تدر علينا أموال طائلة تعود على البلد بالخير العميم ولا سيما ونحن في عصر العولمة ونحن نحتكر هاتين المدينتين المقدستين ونتملك بالإضافة إليها مدن أثرية تستقطب سياح كثر.
يجب ألا نفوت علينا هذه الفرص وهذا يتطلب منا بدوره تكثيف الجهود تلو الجهود حتى نكون محط أنظار العالم.

الأدب الشعبي
كل شعب في العالم له أدبه الخاص الذي يتميز به دون العالمين وأدبنا العربي بدأ منذ أن نشأ الشعب العربي فالأدب العربي الجاهلي يعد أدباً شعبياً لأنه من نتاج الشعب العربي،ولما كان العرب يتحدثون باللغة العربية الفصحى كان أدبهم العربي فصيحاً، ولما فسدت اللغة العربية بسبب انتشار اللغة العامية حتى أصبحت لغة الحدثين الأبين المثقفين رغم أنه كان من الواجب أن نحافظ على لغتنا الفصحى كلفة حديث على الأقل في المدارس والإعلام والإعلان.
والأدب لا يسمى أدباً شعبياً حتى يعم فيصبح في متناول الناس والأدب الشعبي فيه جميع ألوان الأدب من قصة وشعر وسير ونوادر ورقائق وأغاني وروايات والفكر وأمثال وحكم وأغاني مع الرقصات وهذه قد دونها المثقفون المختصون بالأدب الشعبي الفصيح الذي نجده مدوناً في كتب الأدب القديم والحديث، ولما ظهرت السينما العربية سجلت لنا الأغاني الرقصات.
المختصون في الفلكلور بمسح الأدب الشعبي العربي أما نحن في بلدنا مقصرين في ذلك إذ كان ينبغي لنا أن نقوم بتأليف موسوعة للأدب الشعبي مكتوبة ومسجلة تسجيلاً دقيقاً ، ويجب أن نعتبر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم جميعاً وأخبار التابعين.
الاتصالات
تعد الاتصالات الوسيلة الوحيدة لتبادل المعلومات بين الناس وهي وسيلة التخاطب بواسطة اللغة واللغة إما شفوية أو كتابية أو إشارية أو رمزية.
الاتصال خطاب موجه إلى مخاطب والخطاب كلام موجه من المتكلم إلى المخاطب والخطاب كلام يوجهه المتكلم إلى المخاطب ولكي يصل الخطاب إلى المخاطب لا بد أن يكون الخطاب فصيح يفصح عما في نفس المتكلم وبليغاً يبلغ به المتكلم ما يريد أن يوصله إلى المخاطب والخطاب الفصيح لا بد أن يكون صحيحاً نحوياً وصرفياً وإن كان الخطاب شفهياً لا بد أن يكون إلقاؤه سليماً وإن كان الخطاب على المسرح فلا بد أن يكون وفق قواعد المسرح وإن كان الخطاب سينمائياً لا بد أن يكون وفق قواعد السينما من إلغاء وتمثيل وإخراج وتصوير وهندسة صوتية ، ولا بد للمتكلم أن يراعي المعنى النبري والمعجمي السياقي والمقامي.
الاتصال يتم عن طريق النطق أوالكتابة الطباعية الورقية أو عن طريق التلفزة أو الإذاعة أو عن طريق الشبكة أو الهاتف أو عن طريق السينما أو المسرح أو عن طريق الفن فالخطاب العلمي يصل عن طرق الحجج والبراهين أو الفن والفن يصل عن طريق الإبداع الفني.
الصحافة
الصحافة تعد من أهم وأفضل وسائل الإعلام إذ أصبحت جزء من حياتنا اليومية التي نعيشها ولها الأثر الكبير في تشكيل الرأي العام والرأي العام هو العقل الذي يوجه سلوكنا في المجتمع.
الصحافة مهنة تنقل لنا الأخبار والأفكار والآداب والفنون والعلوم، والرياضة وتقدم لنا التسلية وقوة في البدن، أصبحت الصحافة اليوم تشارك في الإذاعة والتلفزة والنت والمجلات ، الصحافة تعد السلطة الرابعة وأصبحت علم قائم بذاته له كلياته ولا يسمى الصحفي صحفياً حتى ينال شهادة من كلية الصحافة ويحتاج الصحفي المتخرج من كلية الصحافة إلى مران طويل المدة حتى يكتسب الخبرة لما يضيفه إلى نفسه من خبرة تشكل عنده المهارة الصحفية ويعد الصحفي موظفاً في صحيفة معينة يمارس فيها خبرته التي تتطور مع الزمن. والصحف أنواع، صحف يومية تقدم الافتتاحيات والمقالات في مختلف المجالات وأعمدة الرأي والتسلية والرياضية ، وصحف أسبوعية تقدم الأخبار في مختلف المجالات وتسمى أسبوعية لأنها تصدر كل أسبوع مرة واحدة أو شهرية تصدر مرة كل شهر أو فصلية تصدر في فصلها المحدد والصحيفة لها هيئة عاملين يرأسها الناشر في الصحف الكبرى وتتكون هيئة العاملين من التالي:
1. قسم التحرير وهذا القسم مهمته كتابة الأخبار المراد كتابتها في الصحيفة وكتابة المقالات ويرأس هذا القسم رئيس التحرير بمساعدة مدير التحرير والذي بدوره يرأس مجموعة من المساعدين والمحررين.
2. قسم الأعمال التجارية ومهمته التأكد من أن الصحيفة تدر ربحاً وهذا القسم له مدير يساعده مدير الإعلان ، ومدير التسويق ومدير التوزيع، ومدير التوزيع يشرف على توزيع الصحف ونقل الصحف في السيارات والطائرات والبواخر وسكك الحديد والنشر في الصحافة الشبكية كما يشرف على توصيل الصحف إلى محلات بيع الصحف.
3. القسم الفني : ومهمته القيام بطبع الصحف ويرأسه مدير إنتاج العمليات، وفي هذا القسم عمال تصفيف حروف الطباعة وعمال ترتيب الصور وعمال الإعلانات وعمال تشغيل الطبعة الذين يقومون بتثبيت اللوحات على الطباعة.
التعاسة
التعيس يشعر بالخوف والإحباط بصورة متكررة أو دائمة وينكر أنه تعيس وتشكل التعاسة مشكلة إذا عاقت مسيرة حياته، التعاسة عدم الشعور بالسعادة والشعور بالتعاسة إذا تفاقم يمنع الإنسان من الإنجاز في الأعمال والتعاسة تجعل الإنسان بحد صعوبة في التعامل مع الآخرين فهو دائماً ما يلقي اللوم على الآخرين ويهرب من الواقع ولا يكترث بما حوله وبمن حوله وتزداد التعاسة خطورة إذ أضر بنفسه أو بغيره.
والشعور بالتعاسة أنواع:
أولاً: الكرب (الاكتئاب):
يشعر المكتئب بالحزن الشديد وهو يشعر بالحزن الشديد لظروف حياته السيئة التي لا يبعث على الأمل و لإدراكه بأن الناس لم يعطوه أي أهمية ولذا هو يشعر بالقنوط واليأس ويعبر عن شعور جسدياً بفقدان الشهية في أي شيء فلا يجد للحياة طعم وتظهر عليه آلام الظهر والصدر والصداع وبطء الحركة والتفكير وقلة الانتباه وجموح الأفكار وقد تؤدي به حالته إلى الغضب الشديد، واشتداد الحزن قد يدفع صاحبه إلى أن ينتحر هرباً من ألم الحزن الشديد.
الاكتئاب يؤدي بصاحبه إذا اشتد أن ينسى ماضيه التعيس حتى يريح نفسه منه والكرب الشديد يجعل صاحبه لا يتحكم بنفسه ويرى نفسه أن شخصيته قد تغيرت عما كانت عليه وقد يصل به الحد أن يشعر بمراقبة نفسه عن بعد.
فالحزين تجده يفقد شهيته في الطعام أو يقبل على المتع بإفراط هرباً من حزنه وقد يسبب له العنة أو البرود الجنسي فقد يؤدي الحزن بصاحبه إلى الأرق أو الهروب عن الحزن بكثرة النوم وإذا نام رأى أحلام قبيحة.
والحزن الشديد يؤدي بصاحبه إلى الارتباك وعند المصائب يصاب الهوس ينعكس عنده الشعور إذ الهوس عكس الشعور بالحزن.
الحزين تجده غير مهتم بالنظام ومهمل وكسلان، فهو يسرح حتى لا يعيش حالة حزنه وتجده غير فيصح في كلامه يتلعثم أو يتهته أو يغمغم.
ثانياً: القلق:
القلق خوف شديد غير مبرر ويصحبه توتر عضلي وغثيان تنمل وارتعاش وسرعة نبضات القلب (الخفقان) والشعور بالقشعريرة والتعرق والانعاش والحرارة ، وسرعة الغضب وصعوبة التعامل مع الناس وتشاؤم نتيجة سوء الظن بالناس وتوقع سوء العاقبة والقلق يرى الحياة الدنيا سيئة وتجده يخاف من الموت.
ثالثاً: الوسوسة والقسر:
الوسوسة أفكار تتسلط على الذهن لا يقنع بها صاحبها مثل أن يوسوس في ارتكاب جريمة أو أفكار شريرة وقبيحة تسبب له إزعاجاً شديداً أما القسر فهي عادات لا يقبلها صاحبها فإذا قام بها شعر بإنزعاج شديد لا يملك له فكاكاً مثل عادة غسل اليدين رغم نظافتهما وصاحبها وينزعج منها لأنها غير مقنعة وإذا لم يقم شعر بتوتر شديد والوسواس ينتج من عدم سيطرة الإنسان على نفسه والتحكم بأفكاره ومشاعره وسلوكه.
اضطراب الشخصية
علاقة اضطراب الشخصية عدم الاستقرار في عمل نتيجة التردد، والتردد ناتج عن الخوف من تحمل المسئولية.
أما انحراف الشخصية فينتج عن ضعف الضمير أو انعدامه وقد يصل بالشخصية المنحرفة إلى حد التلذذ بإيلام الآخرين، وقد تتمتع الشخصية بإيقاع الألم عليه وتقدير من يهينه والشخصية الإجرامية شخصية منحرفة ترتكب الجرم دون الإحساس بأدنى مسئولية تجاه الآخرين وقد يوجه الشخص نفسه إجرامه إلى نفسه.
والشخصية المتكبرة لا تثق بالآخرين ولا تحترمهم وتشك فيهم وتكرههم لذا نعاملهم معاملة سيئة على العكس منهم الشخصية المتواضعة والمتكبر شخص يحد الناس ما أتاهم الله من فضله.
الشخصية المنحرفة شخصية غير ودودة لا تحب للناس ما تحبه لنفسها لذا تحذر من الناس لأنها ترى بعين طبعها. والشخصية المتكبرة شخصية متسلطة تتخذ النظام ذريعة للتسلط على الناس على العكس من الشخصية الفوضوية لا تهتم بالنظام ولا نطالب الناس بالنظام حتى لا يسألوها عن النظام.
أسباب التعاسة
للتعاسة أسباب عضوية وأسباب نفسية:
الأسباب العضوية:
للشعور بالتعاسة أسباب عضوية وهي:
1. إصابات الدماغ.
2. عدم التوازن الكيماوي في الدماغ بكثرة إفرازات الناقلات وزيادة إفرازها يسبب الهوس وقلة إفرازها يسبب الاكتئاب واختلالها يسبب الفصام.
الأسباب النفسية:
الشعور بالتعاسة له أسباب نفسية وهي:
1. المعاناة ، القديمة تسبب الكرب والتعرض للأخطار الكثيرة بسبب القلق والقدوة السيئة تسبب الانحراف.
العلاج:
قبل العلاج لا بد من الكشف على المريض عند طبيب باطنة كشفاً عاماً فإذا لم يجد عنده مرض يوصيه بالذهاب إلى اختصاص نفسي فيسأله أسئلة يتعرف بها على أعراض المرض فإذا عرف المرض أخذ يسأله عنه الأسباب بالتعرف على سيرته الذاتية ويدعه حين الإجابة يسترسل بعفوية حتى يصل إلى معرفة الأسباب وإذا عرف السبب بطل العجب والطبيب النفسي يعطيه مضاد لحالته ثم يأخذ في علاجه المعرفي والنفسي فيعزز الحالة السليمة ويحاول مع المريض أن يكف عن السلوكيات المريضة وإذا كان هناك مرض من نفس المرض عالجه معاً لأنهم يعرفون حالات بعضهم البعض واسأل مجرب ولا تسأل طبيب، تبدأ المعالجة النفسية بنقاش المريض في جلسات حتى يقنعه بالثقة بالنفس والاعتزاز بها وتقبل نفسه والآخرين وعادة ما تكون الجلسة مرة أو مرتين في الأسبوع لعدة شهور وقد يجعل الفئة ذات المرض الواحد يعبر عن نفسه بالتمثيل وهو ما يسمى بالعلاج الدرامي وأن طفلاً أعطاه لعب كي يفصح الطفل عن أعراض مرضه فيحدد له المريض العلاج يبدأ بالتحليل جعل المريض يتكلم حتى يتبين نوع المرض وسببه.
المريض أدرى بنفسه من غيره والعلاج يكون بتحقيق مطالب الذات وتقديرها ومساعدته على فهم نفسه وقبولها وعلى المختص أن يتيح له الفرصة لينتقي حلول مشاكله المناسبة والتعرف الحسن والشيء في علاقته مع الناس وإرضاء ضميره.
وعلم النفس الحديث يأخذ بالعلاج المعرفي وهو العلاج الفكري وعلاج الذات إذ أن علم النفس الحديث لا ينظر إلى الإنسان كفعل ورد فعل والمدرسة الإنسانية تقول بأن ما يحدث للإنسان نفسياً نتيجة تفكيره واختياره لا نتيجة تأثير البيئة ولا العقل الباطن (السريرة) فوظيفة علم النفس هي مساعدة الإنسان على تحقيق إمكانياته.
الفصل الاجتماعي
الفصل الاجتماعي هو عزل جماعة من الناس بالقانون أو العرف على أساس الاختلاف في العنصر أو المعتقد أو الثروة أو الثقافة أو أي اختلاف آخر.
يلاحظ الفصل الاجتماعي في كل مجالات الحياة كالإسكان والتعليم والتوظيف والواسطة وفي إمكان اللقاء والمرافق العامة وفي الزواج ، الفصل يقوم على التمييز الاجتماعي ضد فئة أخرى من أجل سيطرة فئة على بقية الفئات والتمييز ضد مبدأ تكافؤ الفرص المتساوية ومبدأ المساواة في الكرامة.
الإسلام حارب الفصل الاجتماعي بقوة صارمة خازمة وحاسمة والكتاب والسنة شاهد على ذلك قال تعالى: ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﭼ الحجرات: ١٣، وقال صلى الله عليه وسلم : (الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى).
والإسلام حارب الفصل الاجتماعي لدرجة أنه جعله سبب للهلاك الاجتماعي قال صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس إنما أهلك من كان قبلكم كانوا إذ سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها).
الطبقية شكل من أشكال الفصل الاجتماعي والطبقية من الطبقة والطبقة جماعة لها مكانة اجتماعية بسبب الجاه والنسب والثروة والسلطة والوظيفة والعلم والاعتقاد.
وفي عصر المعلوماتية أصبح التمييز على أساس الشهادات والمراكز الوظيفية والمالية.
الفصل الاجتماعي يولد العنف لأنه يشكل اعتداء على المساواة في الكرامة والعدوان يتولد من الإحباط والعدوان بدوره يزيد في الإحباط مما يرفع درجة العدوان والعدوان نوع من العنف والعنف عنفان عنف مادي وعنف معنوي والفصل الاجتماعي عنف معنوي يسبب التحاسد والتباغض والتدابر مما يؤدي بالإخلال بالجبهة الوطنية الداخلية ويجعل الناس أعداء بعضهم لبعض إنما للصبر حدود ومن قرأ التاريخ بعمق يعرف صدق قولنا.
عصر التنوير
بدأ عصر التنوير في أوائل القرن السادس عشر الميلادي واستمر حتى أوائل القرن الثامن عشر الميلادي.
وتميز عصر التنوير يأخذه بالمنهج العلمي كمنهج للعلم وثورته على الطغيان لاعتقاد مفكريه بأن طغيان الدولة هو سبب التخلف إذ يعمل رجالها لمصلحتهم وتاركين مصلحة الآخرين إلا ما يرونه ضروري لمصلحتهم والذي دفعهم أن يقول بذلك نزعتهم الإنسانية والفلسفة الإنسانية ترى الإنسان هو الغاية من كل شيء حتى العلم إنما هو وسيلة لكشف القوانين من اجل تسخيرها لصالح الإنسان لا ضرار به.
والنزعة الإنسانية هي التي دفعت العلماء أن يجتهدوا في العلم لجعل حياة الإنسان في رخاء وأمن وجعلت الفنانين يخوضون في تجربتهم المجيدة من أجل التعبير عن العواطف الإنسانية النبيلة والنزعة الإنسانية هي دفعت رجال السياسة أن يجتهدوا في تطوير فكرة الديمقراطية والعمل على مخاربة للخرافة بكل أشكالها لأنها تتنافى مع المنهج العلمي والنزعة الإنسانية لا تحارب الدين إذا لم يتحول إلى مبرر للطغيان والفساد وقهر الإنسان وهدر كرامته ومحاربة التطور الذي جعل الحياة أفضل وأجمل.
نادي الفكر التنوير إلى أن تكون العلاقات علاقات إنسانية والعلاقات الإنسانية تقوم على الاجتهاد في إشباع حاجات أفراد المجتمع إذ المجتمع يقوم تكامل الأدوار من أجل يخدم الكل الكل وهي ضد أن يحارب الكل الكل.
والعلاقات الإنسانية عبارة عن توافق الإرادات على تعاونوا مع بعضهم البعض من أجل مجتمع أفضل وفق أسمى المبادئ الخلقية وهذا يقتضي أن تكون الدولة عبارة عن مكاتب لتنسيق الخدمات التي تتكامل من إسعاد شعبها.
والفلسفة الإنسانية تحارب النزعة الاستبدادية في جميع أشكالها ولذا هي تنادي بالديمقراطية وكآلية لإدارة شؤون الدولة والدولة وظيفتها اجتماعية وهي خدمة أفراد المجتمع لا الاستبداد وتوزيع الثروة فيما بينهم توزيع عادل، ويعد الفقر والجهل أعدى أعداء النزعة الإنسانية لأن هذه الثلاثة هو الثالوث المدمر.
لقد قامت النهضة العالمية على أساس من مبادئ عصر التنوير وجاء عصر التنوير ليحارب الأفكار الخرافية التي لا تعتمد على المنهج العلمي والعقل قبل عصر العلم كان تفكيراً خرافياً في عصر العلم ظهرت اللبرالية التي تنادي بإقامة دولة المؤسسات والمجتمع المدني وإدارة الدولة بالديمقراطية التي تقوم على الانتخاب والفصل بين السلطات وتكافؤ الفرص والتكافل الاجتماعي من أجل إقامة مجتمع الأمن والرخاء ووضع دستور وقانون للدولة.
اعتمد عصر النهضة على فكرة الحداثة التي تعني الاجتهاد في كل ما فيه صلاح الإنسانية ومناقشة الفكر القديم لأن التراث الإنساني غير مقدس لأنه صنع الإنسان وكل ما صنعه الإنسان ضمن ظروف سابقة جعلت الناس يعتقدون أنه صالح ثم جاء ظروف جديدة أصبحت أصلح للإنسان حيث تطور العلم ومنتوجاته وتطورت التقنية إذ أصبحت أكثر خدمة للإنسان من التقنية القديمة والفنون تتطور كما يتطور العلم فالإنسان يأخذ بالأنفع والأجمل والتطور له بعد فردي وجماعي وفيه جانب مادي ممثل في تطور آلات ووسائل الإنتاج والخدمات وأجل عصر النهضة فكرة الانتماء إلى الوطن بدلاً من الانتماء القبلي والطائفي والمذهبي لأن المجتمع يقوم على التعاون في مجالات أمن ورخاء المجتمع ورخاء المجتمع من وظيفة المرافق العامة التي هي أعمال وأنشطة وخدمات تقدم للمواطنين والمرافق إما مرافق خدمات أو مرافق إنتاج أو مرافق تجارية والمجتمع المدني تديره النقابات حيث لها إدارة خاصة تدير المهن كما أن الدولة عبارة عن سلطات ومرافق تنظيم شؤون المجتمع ، والناس يختلفون في الهواية قد تكون علمية أو فنية أو لعب.
الفلسفة
هي التفكير المنطقي الخالص والعلم هو التفكير الذي يفترض القوانين ثم يثبتها بالملاحظة أو التجربة، والتفكير الفلسفي يعتمد على الاستبدال وهو تطبيق القواعد الفطرية مستعيناً مسلمات العلم أما التفكير العلمي يعتمد على الاستقراء وهو التوصل إلى القوانين بالمقارنة بين الأمثلة للوصول إلى القوانين.
موضوع الفلسفة الوجود الكلي العام والوجود هو الشيء المستمر فإذا توقف الجوهر أصبح عدم والوجود هو الانفراد المطلق الذي يشبه في جوهره شيء أما أعراض الوجود فهي تختفي وتعود بحسب علاقة السببية التي يدخل فيها والموجودات تتميز بالصفات التي لا توجد في غيره وتشابه في الصفات المشتركة ويتميز الوجود المادي بأنه له ظرف مكان وظرف زمان والموجودات تتخذ من بعضها بعضاً مكاناً ومقارنة أحداثها بعضها ببعض ولكنه سيحدث هو زمن المستقبل ، والأحداث تسبب بعضها بعضاً وهذا هو العلة والأحداث هي الطارئ التي قد تحدث أو حدث أو ما زالت حادثة واختلاف الحوادث هون التغير، والحادث الأول لا بد له من محدث فمن المستحيل أن يحدث نفسه من العدم لأن العدم لا يحدث الوجود والوجود أنواع وجود لا يسبقه وجود وهو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الآخر وليس بعده شيء.
المنطق
المنطق هو منهج الفلسفة والمنطق هو قواعد التفكير السليم الفطرية وهي أن الأشياء تصنف في فئات بحسب الفئات المشتركة بين الفئات ، وأن الأشياء تتميز باختلافها في الصفات والأشياء تختلف عن بعضها وأن بعض الصفات تشترك في بعض الأشياء وأن بعض الصفات لا تشترك مع بعض الأشياء وبناء على التشابه في الصفات يستخرج الفيلسوف قواعده وهذا يسمى لاستقراء وإذا طبقت القاعدة يسمى الاستنباط.
الوجود هو الشيء المستمر فإذا توقف انعدم الشيء أما صفات الوجود فهي تتغير بحسب دخول الموجود في علاقة سببية مع غيره وهو ما يسمى بالقانون أو السنة.
الصفة الخاصة التي لا تتكرر في شيء آخر هي صفة وهناك وجود أزلي لا يسبقه زمان لأنه خالق الزمان وأبدى يبقى بعد فناء الزمان وإتيان زمن الخلود وهو الله جل في علاه.
وهناك موجود أبدي وليس أزلي لأن الله خلقه وهو الروح والروح وجود ثابت خارج الزمان والمكان وزمانه حاضر الماضي كان قبل وجوده.
ووجود مادي وهو وجود ليس بأزلي ولا أبدي هو تطرأ عليه الصيرورة والتغير.
والحقائق داخل العقل ثابتة فإذا ثبت العكس فهي وهم كنا نظنه حقيقة فإذا به وهم والحقائق من عالم العقل والعقل من عالم الروح فإذا تغير واقعها خارج الفكرة فهذا لا يعني أن الصورة لا تعكس الواقع بل أصبح هناك واقع جديد لا يطابق.
الصورة العقلية ليست صوربة مادية بل صورة روحية فالصورة في الحلم التي نراها لا ترى بعين ولا تسمع بإذن إنما تصبح كلها حاسة لكل المحسوسات.
المعقول إما يعكس الواقع المادي على مرآة الروح أو يعكس الصورة الذهنية نفسها أو يعكس الصور الوجدانية فالانعكاس الواقعي هو الحقيقة والانعكاس العقلي هو الصواب والانعكاس الوجداني هو الجمال.
الوجود وهي بصمة الوجود وهي ما يسمى بالهوية والجوهر وهي أن الشيء لا يكون غير نفسه والصفة العامة تشترك فيها أشياء كثيرة منفصلة والشيء إذا انفصل عن غيره صارت الأشياء مختلفة وإذا اختلفت تميزت والأشياء تقارن بالصفات المشتركة وتميز بالصفات المختلفة وعلى أساس التشابه تبنى القواعد والقواعد إما قواعد فكرية أو قواعد طبيعية وهي التي تسمى قانوناً أو سنة كونية.
الروح هي التي بها نحي وهي التي تمتلك ملكة التفكير والمادة ليست هي الروح بدليل أن تنفصل عن الروح بعملية الهدم والمادة هي صورة الروح التي تشكل بها.
المادة : تتصف بالصفات التالية:
1. المكان والمكان هو ترتيب مكونات الشيء وحيزه.
2. الزمان ترتيب الحوادث فالسابق ماضي والمستمر مؤقتاً هو الحاضر وبالمستقبل هو الحادث المتوقع هو المستقبل وإذا حدث فهو حاضر حتى يزول فإذا زال سمي ماضٍ وإذا انتظر سمي مستقبل.
والسلوك هو تسخير الإنسان للحقائق ، والرغبات توجه الحقائق لخير الإنسان والخير هو المثل الأعلى للأخلاق وهو كل تسخير ينفع الإنسان أما تسخير الحقائق لإمتاع الإنسان فهي جمال ، والمثل الأعلى للعلم هو اكتشاف الحقيقة والحقائق تحتاج إلى تعبير من أجل التواصل بين الناس والتواصل ينقل الحقائق بواسطة الكلمات إذا كانت الكلمات تعبر عن الواقع فمصداقها الواقع وإذا كانت تعبر عن الأفكار المجردة عن الواقع فهي أفكار منطقية يأخذها العقل من الذاكرة الفطرية.
الصورة الذهنية مجردة تنقل بواسطة كلمة أما الصورة الشعورية فتنقل إلى مرآة العقل مباشرة وهذه المرآة تسمى البصيرة كالصورة الوجدانية تنقل بالصور الخيالية لتجسد الجو النفسي بإيحاءاتها.
وظائف الروح هي الإدراك والوجدان والنزوع فالإنسان يقتنع عقلياً ويتحمس وجدانياً وإما أن يقدم أو يحجم إلى الخير ويحجم عن الشر يستمتع وجدانياً بالجمال ويتقزز من القبح فالخير جميل والشر قبيح فكل خير جميل وليس كل جميل خير وكل شر قبيح وليس كل قبيح شر فالصورة القبيحة تجعلنا ننفر منها والنفور من القبح جميل فالمرأة القبيحة ذات الخلق والذين خير من الجميلة الشريرة.
الوسيلة والغاية:
الوسيلة فاستعمالها من قبل الإنسان هو الذي يحكم عليه بالخير والشر فالسكينة إذا قطعنا بها بصلة فهي خير وإذا جرحنا بها إنسان فهي شر إذا كانت عن عمد وقصد بالإيذاء.
السلوك الإنساني يفسر بالنيات والطبيعة تفسر بالقوانين الحقيقة كشف والسلوك استعمال بنية والسلوك بالنيات فالإرادة هي التي تصنع الثقافة المادية والثقافة المادية فالثقافة هي التي توجه الثقافة المادية ألا وهي الآلات الثقافة بدأت مع آدم وآدم هو الإنسان الأول فليس له معلم غير الله يعلمه الثقافة والثقافة هنا الإسلام والإسلام هو الثقافة والثقافة هي التحدد لنا كيف نعبد الله وكيف نتعامل بعضنا بعضاً في القول والعمل والثقافة في أساسها الإسلام والإسلام قائمة على الأخلاق وهي أمر بالخير وهي عن الشر . وأينما تكون المصلحة فثم شرع الله، والرادع الأساسي عن فعل الشر هو الخوف من الله لأن البشر لا يعلمون الشر وأخفى بل يعلمون ظاهراً من السلوك فالمؤمن يقول لنفسه إني أخاف الله فكيف عن ارتكاب الجريمة فالجريمة فعل عمدي يراد به إيقاع الضرر على أو على الآخرين، والإنسان لا يكون عامداً إلا إذا مسئول المسئولية تتوفر .
بالعقل والوعي والاختيار الفعلي إقدام أو إحجام فالإنسان يثبه الله على فعل الخير وترك الشر وبما أن الجزاء لا يتم بدقة فالحياة الدنيا فإن وجود الحساب يوم القيامة أعدل لأن الله تعالى يضع الموازين القسط والحسنات يذهبن السيئات والله بكل شيء عليم وبكل شيء قدير.
الله جميل يحب الجمال لأنه كامل وهو قادر أن يخلق الخلق الكامل ولذا خلق الإنسان في أحسن تقويم فالإنسان أجمل المخلوقات وكلما اقتربنا من نموذج في تصورنا شعرنا ببهجة الجمال أكثر والفن آلية التعبير عن الإحسان بالجمال ووصف الجميل هو اللغة التي نتوصل بها إلى شعورنا بالجمال وكلما كان التعبير عن إحساسنا الجمال كلما شعرنا ببهجة الجمال ، والفن الجميل هو الذي يعبر عن الشعور الجمالي بدقة فيبلغ بذلك الكمال.
الكون:
الكون كما تقول الرياضيات أن عمره تقريباً ألفا مليون وما دام للكون عمر إذن له بداية والبداية لا بد لها من مبدأ والمبدي سبحانه لا بد أن يكون قبل البداية لأنه من المستحيل أن يكون معدوم مع الذي يخلقه والمخلوق يحتاج إلى خالقه والعاجز ناقص فالله هو الغني والخلق فقراء إليه.
الإنسان عندما يصنع الإنسان الآلي يملأ بالمعلومات التي تسير نظامه والله أوحى إلى النحل وأول إلى شيء كيف يكون نظامه فهو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى فكل خلية من الخلايا وكل ذرة كيف تكون هويتها النظامية وكيف تكون علاقتها السببية وكيف تكون قابليتها لهذه السببية.
الخلية قبل أن تغادر مكانها وتسلم الخلية الأخرى خارطتها حتى تكون مثلها في البنية والوظيفة.
كل ثانية تتبدل الخلايا وتصنع خلايا جديدة من غذاء جديد، إذن ماذا بقي من غير جوهره الذي انعدم به الإنسان إن هذا الجوهر هو الروح.
كل عشرة سنين لا من الإنسان شيء من ذراته وخلاياه فأنا أشعر أنني أنا أشعر بهويتي باختلاف في المطلق فلم أشعر أنني أقدم بانعدام خلاياي وذراتي.
الروح لا تمتلي ثم تفرغ بل الذي يفرغ هو المادة أما الروح تبقى ملأي بوجودها الجوهري.
لقد أثبت العلم أن جميع أفكارنا تحفظ في شكلها الكامل والإنسان يسجل بكل أبعاده الثلاثة نيته وقوله وعمله تسجيلاً كاملاً في الفضاء ويمكن عرضه في أي وقت من الأوقات بكل تفاصيل أثبتت البحوث العلمية أن كل حادث تصدر منه حرارة بصفة دائمة في كل مكان وفي كل حال وهذه الحرارة تعكس الأشكال بشكل أبعادها، والذاكرة تحفظ كل شيء فلو كانت الذاكرة تختزن في وعاء مادي لسقطت المعلومات من المادة التي تغادر الجسد إذن هناك روح باقية تحفظ في وعاء ذاكرتها المعلومات مما يدل على ثباتها رغم ذهاب المادة ومجئ أخرى، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الروح أزلية تغادر ما صورتها الدنيوية التي تتبدل فلو تبدلت مع تبدل المادة لسقطت في حفرة العدم، المادة هي الصورة التي تتبدى فيها الروح للتمكن من رؤيتها بحسب إمكانياتها قوانين الحياة الدنيا.
الأشياء تتواصل بطريقتها الخاصة كما أراد لها الله تعالى ، وهذا نشهده في تواصل الخلايا والأعضاء مع بعضها البعض ، أثبتت البحوث أن بعض الحيوانات لديها طريقة خاصة للتواصل فلو أنك وضعت حشرة العنة على نافذة مفتوحة تجدها تتواصل مع الذكر فيجيبها بطريقته التي علمه الله إياها، الجندب يحك رجليه وجناحيه فيتواصل عن طريق بتحريك ستة مئة طن من الهواء ليدعو أنثاه وتجيبه دون أن تتحرك ثم يلحق بها الذكر أينما كانت ، وأبو النطيط يسمع ويحس الحركة التي تحدث في نصف قطر من ذرة الهيدروجين، وكذا يتخاطر بعض مع بعضهم البعض بطريقة غير مادية إنها طريقة أودعها في خلقه كي يتواصل بعضهم بع البعض وكل شيء يسبح بحمده ولكن تعلم تسبيحه.
الأشياء يخاطب بعضها بعض بطريقة طبيعية وكيماوية كما تكون الرسائل العصبية الصادرة إلى المخ الواصلة إليه الكون حركة في متحرك ومعلومات فالأشياء يبرمجها بطريقة على مستوى قدرة الله لا تحدها حدود فالله أعطانا أمثلة نستنتج منها على صدق الوحي فالوحي إلى النحل دلالة حقيقية على أن الله قادر على أن يوحي إلى أنبيائه ورسله عليهم السلام كما يدل التسجيل الفضائي (الذاكرة الإنسانية) والذاكرة الإنسانية التي لا تبلى إن حاجتنا إلى الماء تدل على وجود الماء وحاجتنا إلى الله تدل على وجود الله تعالى.
إن التغيير في المادة يدل على أن جوهر الإنسان غير ماداي إنه روحي والروح هي الموصوفة بالتغيرات والموصوف لا يتبدل بتبدل الصورة المادية فالروح عالم الثابت والمادة عالم التغير والصيرورة والمتغير غير أبدي لأن الأبدي يبقى والأعراض لا تبقى والدائم هو الموجود والذاهب عن الوجود يتركه والموجود لا يترك نفسه وإذا نفسه سقط في العدم ، والجوهر لا يتغير ولا يتنوع ولا يكثر لأنه واحد وهو دلالة على المطلق يقدر أن يخلق مخلوق مطلق والمطلق ليس كالمطلق المخلوق لأنه ليس أزلي وإن كان أبدي ، لذا كانت المعرفة ممكنة وواقعة فعلاً لأن حقائق الأشياء ثابتة وجائزة وممكنة.
المبادئ الأساسية التي تقوم عليه المعرفة الشيء لا يكون هو وليس هو والنفي لا يكون لشيء واحد في نفس الوقت.
والمبدأ الثاني أي الأشياء ترتبط برابط السببية وبناءً عليه نتوقع ونسخر علاقة السببية كي نتحكم وهدف العلم الفهم والتفسير على أساس السببية (القانون) والتحكم بتسخير القانون والتوقع على أساس المتغير التابع يتبع المتغير المستقل.
العلم هدفه إثبات الفرض لتجربة والملاحظة والثقافة هدفها وضع القواعد لتنظيم سلوك الأفراد بعضهم مع بعض وضبط سلوكهم داخل المجتمع.
فالثقافة موضوعها السلوك داخل الجماعة والعلم موضوعه الطبيعة والكون فالإنسان من اختصاص الثقافة والطبيعة من اختصاص العلم ومنهج العلم افتراض الفرض وإثباته بالتجربة والملاحظة ومنهج الثقافة المقارنة ، فالعلم يجمع معلومات بالملاحظة والتجربة والثقافة تجمع معلوماته عن الأنماط السلوكية والقواعد التي تنظم هذه الأنماط ، فالثقافة ترصد السلوك المتكرر الذي ينكر الرأم تركه ويوجب فعله أما العلم فيرصد الحركات الطبيعية المتكررة والمطردة ، العلم يرصد الإطراد في الطبيعة والثقافة ترصد الإطراد في السلوك فالسلوك تفسرها النيات، النيات المطردة فالعرف ما تعارف الناس عليه من سلوك.
فأصبح سلوك معتاد لدى الناس ينكرون تركه فالثقافة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الثقافة هي المعروف والمنكر هو المرفوض في الرأي العام.
وهذه المعروف أن الناس تتوقع تصرفات بعضهم مع بعض فيقبلون ما تعارف عليه ويرفضون ينكرونه فالأصل أن الناس يتعارفوا على التعاون على فعل الخير ويتركون فعل الشر ويحاربون الأشرار ويحبون الأخيار فيتبنون على فعل الخير ويعاقبونهم على فعل الشر فلذا كانت ضرورة القوانين في المجتمع.
القيمة:
القيم مبادئ مجردة عامة غير مشخصة تتجاوز الزمان والمكان وهي فطرية فطر الله الناس عليها غير متغيرة مستقلة قائمة واضحة بذاتها وصادقة الضرورة وتدرك بالبداهة المباشرة وتبدو في صورة أوامر مطلقة يفرضها الضمير الفطري فهي غير مشروطة بمنفعة أو هدف يستجيب لها الإنسان ولا يجد لها تعليلاً لأن الله فطر الروح عليها فالخير ما أمر الله والشر ما نهى بالفطرة والوحي والفطرة أوجدها الله إلى الأرواح والشريعة أنزلها فالوحي ينزل من الله والفطرة أعطاها الله للروح ثم هداها على هديها بتعاون على الخير ولا يتعاونون على الشر فهم لذلك الناس يعملون رجاؤهم.
فالخير فعل الإرادة والإرادة لا بد أن تكون من مكلف والمكلف مسئول والمسئول ملتزم والمسئولية تقوم على النيات والإنسان يسأل عن نيته إذا نفذت بالإرادة وأصبحت حقيقة واقعة.
العلم اكتشاف الحقيقة والحقيقة هي مطابقة التصور للواقع الخارجي وإذا طابق التصور الواقع الذاتي الشعوري أما إذا لم تتعارض التصورات فهو صواب فإذا طبق الإنسان قاعدة الخير التي تقول أفعل الخير فإذا فعلت الخير طاعة لله فقد عبدته.
الحقيقة مطلقة فإذا اكتشف بطلانها فهي لم تكن حقيقة بل وهم والوهم نفي الحقيقة بيقين والحقيقة إثبات بيقين والتردد بين النفي والإثبات بحيث يتساويان صارت شك وإذا كان الإثبات أقوى من النفي صارت ظناً وإذا ترجح النفي على الإثبات فهو ظن سلبي.
وعدم النفي والإثبات لا ينفي أنه قد تكون هناك حقيقة ولم تكتشفها.
عالم الغيب والشهادة:
العلوم الطبيعية لا تكشف عالم الغيب بل تكشف عالم الشهادة فالطاقة والذرة لم ترى بأي يجهران هي إلا فريضات تثبت بالاستدلال بوساطة التقليل والتحليل.
فلا يتعجب أحد أنني أقول بأن وجود أصدق الحقائق وأقوها لأن كل ما في الكاون يدل عليه سبحانه دلالة الخالق على المخلوقات ما دمنا نقول بغيب العلم فإنه من الأخرى أن نقول بأن الإيجاد دليل على قدرة الله تعالى على أن يكون للإنسان عالم الذر لم الرحم ثم الحياة الدنيا ثم حياة البرزخ ثم الحياة الآخرة، فالله على كل شيء لا يعجزه شيء فالعجز لا يتصف به لأنه جل في علاه له الأسماء الحسنى والصفات العلا فالنقص لا يتصف به لأن نقص في كماله والنقص من صفات المخلوقات فلذا هي تتكامل في قدراتها لكي تتعاون وإن كان هذا التعاون فطري فإنه من الإنسان إرادة والإرادة ناتجة من أن الإنسان والعاقل تختار لأن العقل القدرة على الاختيار بين البديلات والإنسان مسئول عن اختياره وملتزم بما اختار إن لم يكن باطل أو فساد.
3. السببية وهي أن حدث السابق ينتج اللاحق والعلة ترابط الأحداث بحيث تتعاصر.
4. الهوية: وهي أن الشيء لا يكون غير نفسه وهو يختلف عن غيره اختلافاً تاماً بحيث لا يشبه غيره على الإطلاق.
5. الاحتمال والضرورة : علاقة السببية ضرورية فإذا اتعطلت السببية دخل الكون في فوضى وعبث أما الاحتمالية فهو كوننا لم نتأكد من علاقة السببية على مستوى العلم القائم على المنهج العلمي القائم على الملاحظة والتجربة وعلاقة السببية مطردة وإذا لم يطرد القانون فهو يحتمل في العلم الطبيعي.
6. المنفردات والعموميات : وهي أن الأشياء ليست شيء واحد لا تتعدد وصفات الأشياء متشابهة ومختلفة والمتشابهة هي العامة.
7. التغير: والتفسير هو أن الشيء تختلف صفاته وإن كانت له صفات محددة فهو متشكل يتبدى في مختلفة بحسب حركته التي برمجه الله عليها كما أوحى ربك إلى النحل.
8. أن في الكائن روح ومادة والروح هي الجانب المعنوي فيه الذي يفكر ويشعر.
أنواع الفلسفة:
1 – الفلسفة المادية:
تركز الفلسفة المادية على الوجود المادي والوجود المادي ينحل إلى ذرات والجسم المادي من أجسام مكونة من عناصر وما حالات الوجود إلا صفاته التي تحدث بسبب القوانين، والفلسفة المادية تغفل الإرادة كصانع للظواهر الاجتماعية إذ ترجعها إلى أسباب مادية بحتة دون أن ترجعها إلى توافق الإرادات فالناس يخضعون لمنظمات يصنعها الناس وفق قوانين يصنعونها والمجتمع المسلم يستنبطها من الوحي والاتجاه الإسلامي اتجاه محافظ بالنسبة للعقيد والعبادات أم المعاملات فالأصل فيها الإباحة والإباحة لا يقيدها إلى الإضرار لحديث : (لا ضرر ولا ضرار).
2 – الفلسفة الواقعية:
الفلسفة الواقعية تقول بأن الحقيقة هي مطابقة التصور للواقع الخارجي أو الواقع الذاتي والأفكار الصائبة هي التي لا يناقض بعضها بعضاً والفن الجميل هو الذي يطابق بين العمل الفني والمشاعر.

3 – الفلسفة الوجودية:
سميت هذه الفلسفة بالفلسفة الوجودية لأن موضوعها هو اختلاف الوجود الإنساني عن غيره من الموجودات والوجود البشري يتميز بالعقل والعقل هو القدرة على الاختيار بين البديلات والإنسان مسئول عن اختياره فلا يجوز أن يكون حراً فيما يضر فهو يعاقب على إضراره ويثاب على اختياره النافع والوجود الإنساني يمتاز بأن أعماله بالنيات ولكل امرئ ما نوى والإنسان يحاسب على حسب نيته وإن نوى الخير فهو على خلق حسن وإن نوى الشر فهو مجرم لذا يحرم على الإنسان الإضرار ويجب عليه أن يقوم بفروض الكفاية تجاه المجتمع.
4 – الفلسفة المثالية:
الفلسفة المثالية تركز على الجانب المعنوي والفكري من الإنسان إذ تراه الجانب الذي يميز الإنسان عن غيره من الموجودات وبواسطة الإدراك يدرك الإنسان الموجودات والإنسان يسخر الموجودات بحسب نواياه وفق القوانين المكتشفة وما المجتمع إلا الثقافة التي تصنع العادات والتقاليد والتنظيمات والمؤسسات والنقابات وتحدد أدوار أفراد المجتمع.
5 – الفلسفة الآلية:
والفلسفة الآلية تعتبر كل شيء سوى الإنسان مجرد آلة (وسيلة) يسخرها الإنسان لصالح الإنسان فإذا سخرها للإضرار بالإنسان فسخرها مجرم فالحكم على مسخر الآلة والتسخير يكون بإرادة الإنسان فنحن نحكم على القصد لأن الأمور بمقاصدها وللوسائل حكم الغايات والإنسان هو الغاية إذ المقصد الأساسي هو إسعاد الإنسان ونفعه لا ضرار فمعيار صلاحية الآلة مدى نفعها للإنسان صلاح الآلة بذاتها فهو مسئول عنه العلم.
بالإسلام يجعل التعبد بالعمل الصالح هو الغاية لقوله تعالى: (ما خلقت الجن والإنسان إلا ليعبدون) والعمل الصالح يحتاج إلى تربية الإنسان كي يصبح صالحاً وصلاح أمر الإنسان بإصلاح أخلاقه والفلسفة الآلية هي فلسفة القيم والشيء إذ أبلغ كماله فهو الجميل والفن يختص بآليات التعبير عن الجميل والفن الإنساني الجميل هو الذي يعبر عن المشاعر بدقة فيبلغ بذلك كماله.
نظرية المعرفة الفلسفية:
الفكر الإنساني تضبطه القواعد المنطقية الفطرية فالأفكار الصائبة هي التي لا تخالف قواعد المنطق والحقيقة هي المعرفة المطابقة للواقع الخارجي والباطني.
والعلم يبنى على استنتاج القواعد أو القوانين وهو ما يسمى بالعلم النظري أما العلم التطبيقي هو حقيقة تطبيق قواعد وقوانين العلم النظري.
والشريعة هي استنتاج القواعد من الوحي فالفقه هو العلم الشرعي النظري والتربية الإسلامية هي تطبيق هذه القواعد داخل وجدان المسلم وعلى سلوكه والأعمال يحكم عليها بحسب النيات وفق قواعد العقيدة والقاعدة الذهبية في الشريعة الإسلامية عامل الناس كما تحب أن يعاملوك وفق قواعد الشريعة.
الشريعة الإسلامية تأمر بالخير وتنهى عن الشر فهي لذلك أخلاق والإنسان مكلف بالعقل والوعي والاختيار والتعلم في العصر الحديث يتم عن طريق الدراسة في المدرسة والجامعة والدراسات العليا وتظل القراءة هي الأساس المستمر للتعلم سواء كانت قراءة في الكتاب أو النت والقراءة هدفها الدراسة والاستطلاع والتسلية واللعب يعد وسيلة ناجحة للتعلم ويسمى التعليم بالتسلي والمتعة بالتعلم ترسخ المعلومات في الذاكرة.
اللعب نشاط يروح عن النفس ويسليها ويمتعها والألعاب أنواع فهي إما ألعاب حركية ينمي العضلات وإما ألعاب ذهنية تنمي العقل وإما ألعاب حسية كمشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية والسينما والمسرح والمباريات وفي العصر الحديث ألعاب مصممة بحسب السن وهو ما يسمى بالتعليم المبكر بواسطة اللعب.
والإنسان في العصر الحديث يتعلم أيضاً بالنقد والنقد هو الكشف عن أفكار الكاتب إن كان كتاباً علمياً أو أدبياً وإن كان العمل فني فإنه يكتشف عن المشاعر والعواطف والنقد إما شكلي يحلل بنية الكتاب أو العمل الفني وإما نقد بلاغي يكشف عن تأثير الكتاب أو العمل في نفس الناقد، وإما نقد تعبيري يكشف عن الأفكار التي في الكتاب، ويكشف عن عاطفة الفنان وشاعر.
المدرسة:
المدرسة مؤسسة تعليمية وقد تكون مؤسسة حكومية أو مؤسسة خاصة.
المدرسة الحديثة قد تكون مدرسة ينتسب إليها التلاميذ أو ينتظمون فيها انتظاماً وقد تكون المدرسة مفتوحة يتعلم فيها عن طريق التلفاز أو بالمراسلة.
أصبحت التعليم في العصر الحديث تعليم مدى الحياة إذ ما احتاج أحدنا إلى تعلم موضوع معين التحقق في دورة تعليمية أو تدريبية وأصبحت المدارس تخصصية فهناك مدارس مهنية ومدارس ذوي الحاجات الخاصة ومدارس للموهوبين ومدارس فنية وتجارية ومدارس للتدريب على كل التخصصات.
وانتقل التعليم من التركيز على التلقين إلى التركيز على التعليم الذاتي الذي ينمي ذكاء التلميذ ويجعله يعتمد على نفسه في البحث عن المعلومات والقيام بالبحوث متى أصبح المدرس عبارة عن مشرف ومرشد يرشد الغالب إذا ما احتاج إلى المساعدة العلمية.
والطلاب المعاصر يعتمد على نفسه في البحث عن المعلومة عن طريق النت والمكتبات التي تجمع له المعلومات التي يريدها ومع على الطالب إلا بنسق بين المعلومات فالذكاء يحد ذاته فهم للمعلومات والربط بينها وتوظيفها في حل المشاكل التي تواجهنا في الحياة فنحن نختبر معلوماتنا من خلال تعريفها لتجربة الحياة.
والتعليم الحديث يركز على تنمية الذكاء أكثر من حرصه على تحصيل المعلومات لأن المعلومات نتاج الذكاء فإذا ضمن ذكاء قوى ضمن عقل يعطينا معلومات وضمنا شخص مبدع.
طريقة التدريس الحديثة هي الاستقراء والاستنباط والحوار ويعتمد التدريس الحديث على طريقة العصف الذهني والطلاقة الذهنية التي تجعل العقل يعمل بطاقته القصوى إذ صار التعليم يهتم بالتعلم بالاجتهاد في البحث حتى نخرج المدارس عباقرة وأصبح هناك مدارس لتخريج العباقرة إذا أصبحت العبقرية تنتج في مدارس خاصة ويعد العباقرة أعظم مخرجات العلم الحديث فلولا هؤلاء العباقرة ما تطورت البشرية قيد أنملة.
الإنسان في التعليم لا يبدأ من الصفر بل يجتاز مراحل دراسية تبدأ من الحضانة إلى الدكتوراه والتعليم المنظم أفضل من التعليم العشوائي لأن آفة المجتمعات الفوضى.
المدرسة الابتدائية تركز على محو الأمية الكتابية والإنسان يسمع صح ثم يكتب صح ثم يعيد ما قرأ إملائياً فإذا تعلم القراءة والكتابة يجب أن يقرأ ويتخذ من القراءة وسيلة للتعلم فعلى المدرس يجعله يقرأ ثم يعبر عما فهم وثم يقوم المدرس بتعديل فهمه وإضافة ما ينقصه ويجب على المدرس أن لا يتدخل إلا وقت الحاجة حتى يتعلم الطالب كيف يعلم نفقسه بنفسه وحبذا لو أن المدرس جعل الطلاب يعلم بعضهم بعضاً لأنهم بعقول بعضهم البعض.
التعليم الحديث يعتمد على التقييم لا الاختبارات لأن الغرض هو إتقان مهارات التعلم لئن تعلم الطلاب كيف يعلم نفسه خير من تعلمه فإنك إن علمته وأعطيته المعلومة جاهزة فإنك لم تستغل إلا الذاكرة فقط فأين منك قدرة الاستنباط والاستقراء والتخيل والتفكير.
التعليم الحديث يعتمد على المقررات فعلى الطالب أن يحضر الدرس في البيت ثم يشرح له المدرس الدرس وإذا ما عاد إلى المنزل قرأ الدرس مرة أخرى ثم يقوم بحل الأسئلة الموجودة في خلف المقالة فإذا حل الأسئلة جميعاً دل ذلك على قد فهم الدرس وفي نهاية الفصل الدراسي عليه القيام بمراجعة جميع الدروس وعليه عند المذاكرة أن يركز على فهم ما لم يفهمه وإذا ما فعل ذلك بإذن سوف ينجح أما الطالب الذي لا يذاكر حتماً سوف يخفق في التقويم أو الاختبار.
المشكلة في المعلومات إنما المشكلة كيف نتعلمها، فالذي نتعلمه بنفسك لا تنساه وأهم ما في الأمر ربط المعلومات في شكل قواعد وقوانين.
الذاكرة العميقة لا تحتفظ إلا بالمعلومات المتشابكة والمترابطة التي يدعو بعضها بعضاً كتداعي معاني .
نحن لا نريد موسوعات بشرية إنما المؤسسات في قرص مدمج إنما المهم نبحث كي نكون رؤية وتنتج معلومات وتقنيات حتى يمكننا مواكبة الركب العلمي المتقدم جداً، وسائل التعلم تقدمت جداً بحيث أصبحت المدرسة الإلكترونية هي السائدة للتعلم وحل القلم العلمي والأقراص المدمجة محل المدرس وحلت السبورة الإلكترونية بدلاً من السبورة العادية فلا عذر للناس اليوم بأن لا يتعلموا كل موضوع في حياة الناس تطرق إليه العلم بحيث تجد في كل مجال كتب متخصصة افتح النت وأسأل سوف تجد كثير من المعلومات عما تريد المهم أن تشغل عقلك حتى لا تعود الكل فإن أحرى وأنشطة هو عقلنا فإذا كسل عقلنا فلات حين نشاط.
في مقالي هذا لا أريد التحدث عن نظام التعليم إنما أردت أن ابنه على ما هو ضروري من وجهة نظري الخاصة.
العلم والثقافة
علينا أن نفرق أولاً بين نوعين من المعارف: النوع الذي يتعامل مع الطبيعية أو الذي موضوعه الكون أو الطبيعة . والنوع الذي يتعامل مع الإنسان أو الذي موضوعه الإنسان وهناك فرق بين الطبيعة والإنسان أو بين الطبيعة الخارجية (الكون) والطبيعة الذاتية (الإنسان) ، قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم) العلم موضوعه آيات الآفاق والثقافة موضوعها آيات الأنفس.
ويمكننا أن نصطلح على تسمية المعرفة التي تختص بالكون علماً والتي تختص بالأنفس ثقافة.
والنقطة التي ننطلق منها ـ بعد هذا التفريق ـ هي أن العلم التجريبي ينبغي ألا يقابل بالعلوم الإنسانية والاجتماعية أو الإنسانيات ، العلوم الإنسانية موضوعها السلوك وهي نظرية في السلوك وليست نظرية في المعرفة.
إن موضوع العلم ـ الكون أو الطبيعة الخارجية ـ في متناول الجميع وهو ملك لجميع الأمم وحقائقه واحدة لا يؤثر فيها الاختلافات بين الناس فالعلم جاء محصلة الجهد الإنساني كله فالعلم لا يعرف النكوص والتوقف والعلم يعتمد على كشف القوانين والسنن والاختراع فالاختراع إنما هو اختراع الثقافة ، كالعادات والتقاليد (العلوم الكونية والعلوم الإنسانية).
العلم واحد والثقافات متعددة:
العلم يدرس الأشياء والإنسان ليس شيء كالطبيعة العلم هدفه الوصول إلى الحقيقة والحقيقة العلمية فرض يثبت بالملاحظة أو بالتجربة، والغرض العلمي قانون يثبت بالملاحظة أو التجربة أو معاً والإنسان كالطبيعة تحكمه السنن والقوانين والإنسان منذ آدم تحكمه قوانين والوحي الذي يكشف هذه السنن والقواعد تحكم سلوك الإنسان ، والوحي يكشف أن الثقافة نظرية في السلوك الإنساني الثابت.
وموضوع الوحي هو الإنسان وليس الطبيعة التي هي من اختصاص العلم لا الثقافة وليس العلم التجريبي.
القرآن كشف للإنسان عن فطرة نفسه وطرق إصلاح النفس وغوايتها وضلالها وقص عليه في سبيل تحقيق الصلاح وتاريخ الرسالات وتاريخ الإنسان.
أزاح القرآن الكريم عن العقل معوقات سواء كان ذلك:
1. الثقافة ، قال تعالى: (قل إنما أعظم بواحدة أن تقوموا له مثنى وفرادى ثم تتفكروا) سبأ : 41 (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون).
2. صورة القرآن الكريم علاقة الإنسان بالطبيعة على أنها علاقة بين مسخر بمسخر ، قال تعالى: (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه).
3. بين القرآن أن الكون خاضع لسنن كونية ثابتة وأنه يتصف بالحركة والانتظام والكمية والتقدير والتصنيف.
الإنسان يكتشف السنن ثم يسخرها إما أن يسخرها للخير وهذا ما نسميه بالحضارة أما الجانب التقني من العلم فهو الجانب المدني الوسائلي وهذا الجانب محايد بحسب ما نسخره والإسلام يطالب الإنسان أن يجتهد ويجاهد لتعميم الخير للجميع.
إن صلة الإنسان بالطبيعة مزدوجة : صلة الاكتشاف والتسخير والانتفاع ، وصلة التأمل والتفكير والاعتبار والحضارة تركز على عدم استعمال العلوم في الشر بل يجب ن نستعمل في الخير على المستوى الخاص والعام الإنسان هو العنصر الفاعل الذي يكتشف ويخترع وينفع أو يضر وهو الذي ينحرف عن ثقافة الحضارة إلى ثقافة الهمجية والتخلف الحضاري ليس أمراً تاريخياً بل هو توجيه العلم والتقنية توجيهاً أخلاقياً والأخلاق أحكامها مطلقة وليست نسبية بحسب الهوى.
التقدم العلمي
لقد خطا العلم التجريبي اليوم خطوات واسعة ، وارتقى ارتقاءً لم يرتقيه من قبل، فكل عالم يبدأ من حيث انتهى إليه العلم من قبله فيواصل المسيرة فالعلم لا يبدأ من الصفر كما لا يعود إلى الوراء ويعود السبب في ذلك إلى أن موضوع العلم الطبيعي الخارجية وهي في متناول الجميع وهي ملك للإنسانية ، وحقائقها واحدة لا يؤثر فيها اختلاف اللغات والألوان وسائر ما هو من خصائص الشعوب والمجتمعات والنظرية أو القانون (السنة) التي يعرفها العلماء ملك لجميع القادرين في المستقبل فهكذا تفاعلت الحضارة اليونانية والرومانية والمصرية والعراقية ثم جاء علماء المسلمين فأخذوا عنهم ما توصل إليه علمهم ثم أخذ علماء الغرب عنهم والآن يشارك كل العالم في العلم الحديث.
العلم دائم الصعود ولا يعرف النكوص والتراجع فالعلماء في جميع العالم يأخذون عن بعضهم بعضاً ولا سيما بعد أن أصبح للعلم بنوك وموسوعات تجمع العلوم بشكل مرئي ومسموع.
وأصبحت الثقافة تدرس في الجامعات كالسياسة والاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع فالثقافة الآن تهندس من قبل العلوم الاجتماعية فالثقافة الحديثة يصنعها علماء العلوم الإنسانية.
الثقافة منبعها الإسلام الذي بدأ من آدم إلى خاتم الأنبياء والرسل واستمر في حياة الناس في شكله الأخلاقي وإن كان يتبدى الآن فيما يسمى حقوق الإنسان والمذهب الإنساني في شقه الفردي أو الاجتماعي فالثقافة في جانبها الخلقي فهي ثابتة وإنما متعدد الثقافات في خروجها من الأصل والشجرة واحدة وفروعها شتى.
الحقائق والقيم لا تتطور لأنها إذا تطورت تناقضت مع بعضها البعض، واكتشاف الحقائق لا يوجدها بل يظهرها ونفي الحقيقة يدل أننا اثبتنا الوهم والخير لا يصبح يوماً ما شراً والعكس صحيح وإنما التطور في اكتشاف فرص لاتساع الخير وقمع الشر.
التطور يسير في اتجاه البحث عن الحقيقة والصواب والتعامل الأخلاقي مع الناس والإنسان بطبعه يبحث عن الحقيقة والخير والجمل.
إن حقائق العقيدة والعبادة والتشريع والأخلاق من اختصاص الوحي وإنما حصل التعدد بالخروج عن ثقافة الوحي ولأن العلم والثقافة الصحيحتان تحكمها سنة الله ولن تجد لسنة الله تحويلاً ولا تبديلاً ولو تبدلت لدخل الإنسان الفوضى المناقضة مع النظام.
العلم والثقافة يتصفان بالثبات والعموم إذا كانا صحيحان ، فالعلم والثقافة إذا وجهتها الأخلاق فإن الثقافة تصبح عالمية إنما الاختلاف يحصل من تعدد الأهواء.
العلوم الإنسانية ليست تاريخية بل هي علوم تصف الوضع غير الأخلاقي لتنقله إلى الوضع الأخلاق الذي ينبغي أن يفعل والفنون تنظر إلى ما ينبغي أن يكون لأن الجمال هو بلوغ الشيء إلى كماله.
العلم الثقافي يجب أن يدرس السلوك البشري كإدارة فردية أو إرادات تتفاعل لتكون الواقع المعاش فالإرادات تقدم مقدمات تتبعها إرادات كنتائج قبلها.
الشعر
الشعر مشتق من الشعور والشعور هي الأحوال الذاتية تجاه الأفكار والأشياء والناس.
الإنسان يولد شاعر ويبدأ يقول شعراً عندما يبدأ في التعبير عن الشعور بالنثر الطفولي.
كانت القبائل تحتفل بظهور اشعر فيها كما يحتفل المسيحيين بتنصيب البابا أو تتويج إمبراطور أو انتخاب ملكة الكون، اختراع جديد.
العرب على حق في أن يحتفلوا بظهور شاعر بينهم ، وذلك أنها أمة تحترم الشعور والتعبير عنه.
الشعر هو الوجه الوجداني للإنسان ، وإذا كان الشعر قد أفلس فذلك دليل على إفلاس المشاعر والقدرة على التعبير عن المشاعر فهو يعلو وينخفض وانخفاض المشاعر والقدرة على التعبير المشاعري، وهذه هي المعادلة الصحيحة وهي تنطبق على الشعر في كل مكان وزمان.
الشعور حساس جداً كأفلام التصوير تطبع عليها تفاصيل حياتنا فإذا كنا سعداء كانت الصورة جميلة ، وإذا كنا أشقيا كانت الصورة قبيحة.
الشعر بدأ مع آدم عليه السلام حين كان يعبر عن خلجات نفسه.
نظرية الشعر هي نظرية في الشعور والتعبير عنه بالخيال وهذا قد وجد منذ أن عبر الإنسان عن نفسه بالخيال والصور المركبة والشعر هو التعبير عن الشعور بسينما الخيال تخرجت السينما من الذهن إلى الشريط السينمائي كما خرجت الخرافة من الذهن إلى فلم الكرتون وكما خرجت القصة من الرواية إلى التمثيلية والمسرحية.
الشعر رحلة نتجول فيها مراحلنا ، الشعر يخرج من الداخل إلى الخارج عبر لغة الخيال ، إن تفسير الشعر كتفسير الأحلام، الشعر حالة لا تستقر على حال والتعبير عن الحالة التي لا تتكرر في الوجود مرة أخرى ولذا يعبر عنها بخيال غير مألوف الشاعر يكتب شعراً لأنه لا يملك إلا يقول شعراً.
الشاعر حين يكتب إنما يكتب شعوره بخياله ، الشعر هو السفر داخل الإنسان والشارع هو المسافر داخل الإنسان الشاعر يكتب شعره لأنه يريد أن شاركه أحد حالته الوجدانية، التي يعيشها حالة كتابة شعرة والشاعر يكتب لكل من يستطيع أن يشاركه هذه الحالة النادرة.
مفردات الشعر هي الصور التي عن وجداننا، الشعر يتشكل وقت كتابة الشعر أو مع العمل ، والشعر الجميل هو الذي يدهش متلقية فيشعر بالدهشة الشديدة التي تنقله إلى عالم الروح الجميل والدهشة تأتي من الاختلاف لا التشابه فالتكرار من عالم العلم والاختلاف من الشعر والفن والفن شعر تختلف فيه أشكال التعبير بالخيال.
قصيدة النثر:
قصيدة النثر هي مصطلح جديد لمفهوم قديم أنها موجودة منذ أن أدرك الإنسان أن العبارة الواحدة يمكن أن تقال بعدة صيغ ولها عدة احتمالات واحتمالات الكلام لا نهائية ومن هذه الاحتمالات قصيدة النثر وهي التعبير عن المشاعر بالنثر لا بالوزن والقافية فهي أحد مخترعات الكلام الشعري ، وليس من المنطق ، لا يحد أن نفكر قصيدة النثر أن لا يوجد ما يشبهها في محاولات الإنسان القديمة فالتشابه صنع الآلات لا صنع الإنسان المبدع والمخترع ، الشعر إبداع كما أن الفن إبداع والإبداع هو الخروج عن التشابه والقصيدة لا يجب أن تكون طبق الأصل في الشكل والمضمون والاجتهاد ، بحث عن الجديد ولا يضير المجتهد أن يبقى على الشكل القديم فلا مبرر لتقيدنا بشكل قديم في التعبير والشعر في الأصل طريقة عرض المشاعر والانفعالات وكل شاعر حر أن يعرض انفعالاته بطريقته الخاصة.
إن الشعر أولاً وأخيراً (طريقة عرض) والشعراء ال++ هم الشعراء الذين عرضوا حالاتهم الباطنية بطريقة فريدة ، الوزن والقافية تعطلان الاسترسال لدى الشاعر وهذا بدوره يعطل الحالة الشعرية ويجعلها تنعطف عن مسارها الشعر متلقية جمهور الشعر فإذا وافق الجمهور على قصيدة النثر فقد أعطاها الشرعية في الوجود.
الصنعة في الشعر تعطل الإنسان الشعري فالشعر ليس برمجة بل هو إبداع فالإبداع يأتي من العفوية وليس من الصنعة الفنون شعر فالشعر رسم بالكلمات واللوحة رسم بالخطوط والألوان والنحت رسم بالحجوم والموسيقى رسم بالصوت والسينما رسم بالحوار والحركات فالمشرح قصته ممثلة في الحاضر والسينما قصة مسجلة على شروط أو قرص مدمج.
الشعر نوع من الاختيار للتعبير المناسب عن الانفعالات ، الشاعر ملتزم بالأخلاق لأن الخير جميل والشر قبيح والشاعر له لغته الخاصة وأسلوبه الخاص فهو يتطور من خلال التجربة.
مهمة الشاعر أن يكون جهاز رصد يلتقط الانفعالات ومعيار بلاغة القصيدة الصدق وقدرة اللغة الخيالية على التعبير عن خلجات النفس.
اختلاط المسلمة بالرجال
هناك ثلاث كلمات كثيراً ما تردد على ألسنة الناس : الاختلاط ـ الحجاب ـ الخلوة أما كلمة الاختلاط فهي كلمة حديثة عهد باللغة العربية وهي لم توجد في القرآن الكريم سواء بلفظها أو معناها ولم توجد في السنة الشريفة ولا في كتاب من كتب الفقه وفي التاريخ الإسلامي الأول لأنها لم تكن تعد مشكلة اجتماعية .. ولكنها بدأت عندما تختلف المسلمون في نهاية الحكم العباسي وبداية حكم المماليك والأتراك.
وكثير من الناس تلتبس عليهم كلمة اختلاط وخلوة فالاختلاط مباح والخلوة ، محرمة شرعاً إذا كانت بهدف الاستمتاع بالمرأة .
الخلوة:
الخلوة هي وجود المرأة والرجل وحدهما في مكان يغلق عليهما ولا ثالث معهما ، بحيث يأمنان إطلاع أحد عليهما بغير إذنهما ، أو يكونان في مكان منعزل بعيداً عن الرقباء والخلوة لا تحل إلا مع ذي محرم ، قال صلى الله عليه وسلم : (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) متفق عليه (ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) متفق عليه.
تنتفي الخلوة بثلاثة:
الاختلاط:
الاختلاط هو تواجد الرجال والنساء معاً في الأماكن العامة ويشترط في الاختلاط ستر العورة فالمرأة كلها عورة إلا وجهها وقدميها ونصف ذراعها.

التزام الآداب العامة
ويشترط أيضاً في الاختلاط الأخلاق في الأماكن والحديث قال تعالى: (وقلن قولاً معروفاً).
الحجاب:
الحجاب فيما اصطلح عليه الناس اليوم هو غطاء الوجه فيما يسمى الحجاب الكامل ورأي الجمهور أن الزي الإسلامي هو أن تلبس المرأة ثوباً فضفاضاً لا يصف ولا يشف.
ومن المعروف أنه لا يوجد في القرآن الكريم كله إلا آية واحدة تسمى آية الحجاب ، وقد نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: ﭽ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﭼ الأحزاب: ٥٣.
وسبب نزول هذه الآية : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر ، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فنزلت هذه الآية رواه البخاري ومسلم.
لو كان غطاء واجب لما حرمه الله تعالى في الإحرام لحديث (لا تتنقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين) رواه البخاري والنسائي والبيهقي إنما على المرأة والرجل أن يغضا أبصارهما والغض من البصر يختلف من غض البصر فغض البصر صرف البصر أما الغض من البصر فهو النظر من غير شهوة ، والغض إغماض العينين.
أما الإقرار في البيت فهو مرتبط بقوله تعالى: ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭼ الأحزاب: ٣٣، والدليل على ذلك خروج زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول آية الحجاب.
إن كلمة الحجاب تعني نهى نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يكلمن غير المحرم إلا من وراء ساتر وذلك لمنع الخلوة.
صوت المرأة:
صوت المرأة ليس بصورة بدليل أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يخطبن ويروين السنة المطهرة للناس.
زي المرأة المسلمة:
قال تعالى: ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ الأحزاب: ٥٩.
ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﭼ النور: ٣١ ، والخمار هو ما يغطى به الرأس ، والجيب فتحة الصدر ما بين النهدين أي تغطية الصدر.
قال أنس رضي الله عنه : (لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم .. ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم ، وأنهما المشمرتان أرى خدم سوقهما (أي خلاخليلهن) تنقران القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم).
ومضى ذلك أن المرأة كلها عورة إلا وجهها ونصف ذراعيها وقدميها ، قال صلى الله عليه وسلم : (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا ، وأشار إلى وجه ثم أمسك بين يديه وكفه مثل قبضة أو قبضتين) رواه أبو داود وحجة الألباني ويجوز للمرأة أن تتزين بالزينة الظاهرة في الوه ونصف الذراع والقدمين لقوله تعالى: (إلا ما ظهر منها) والزينة مستحبة حتى في المسجد لقوله تعالى: ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ الأعراف: ٣١، ولحديث : (إحسنوا رداءكم وحسنوا ركابكم حتى تكونوا شامة في الناس).
الاختلاط
الإسلام أباح للمرأة أن تختلط بالرجال في المسجد فمبالك باختلاطها في العمل لحديث : (لا تمنعوا إماء الله دور الله ) متفق عليه.
إن امرأة كانت تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فكان بعض القوم يستقدم في الصف الأول لئلا يراها ويستأجر بعضهم حتى يكون في الصف الآخر فأنزل الله فيهم قوله : ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ الحجر: ٢٤. رواه النسائي وابن ماجة وأحمد ويقاس على ذلك جلوس الطلاب والطالبات جنباً إلى جنب في المدارس والجلوس فلي مكان برئ.
وهذا لا يتنافى مع حديث : (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) رواه أحمد لأن العلة في ذلك تجنب التزاحم والاحتكاك أثناء الصلاة بحيث يعرف النساء مكانهن حتى يصلين فيها والدليل على ذلك أن النساء كن يحضرنا الدروس مع الرجال ، قال أبو هريرة : (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل علينا بوجهه ، وقال لجالسكم (هل منكم الرجل أتى أهله وأغلق بابه وأرخى ستره ثم يخرج فيحدث فيقول فعلت بأهلي كذا وكذا وفعلت بأهلي كذا؟ فسكتوا حياء فأقبل على النساء فقال : هل منكن من تحدث؟ فجثت فتاة كعاب على أحدى ركبتيها .، وتطاولت ليراها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع كلامها ، فقالت : أي والله إنهم يتحدثون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما مثل من فعل ذلك ؟ إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانه والناس ينظرون) رواه مسلم وأحمد وأبو داود.
قالت الشفاء بنت عبد الله : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي : ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة)، رواه مسلم وأبو داود ، رقية النملة تحسين الخط وتزينه.
كان الرجال على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمن من التخصصات في رواية الحديث يأتيهم من مختلف الأقطار وقد جاء في كتاب الطبقات الكبرى أن عدد من روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم من النساء ينيف و 700 امرأة وجاء في الطبقات الشافعية ، أن الحافظ بن عساكر كان له بضع وثمانون تلميذة.
كانت الصحابيات رضي الله عنهن ينزلن إلى الأسواق مع الرجال للتجارة وكانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يقضين حوائجهن بأنفسهم، خرجت أم المؤمنين سودة رضي الله عنها فرآها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لها : (والله ما تخفين علينا وقد كن يخرجن لحاجتكهن بعد أن نزلت عليه آية الحجاب.
كان بعض الصاحبيات يعملن في التجارة كأم المؤمنين رضي الله عنها (خديجة وكان منهن صناع تبيع صناعتها وتنفق على زوجها وأولادها وقد جاءت صاحبية رضي الله عنها تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن اتفاقها على زوجها من كسبها فأقرها عن ذلك وأخبرها أن ذلك صدقة، ويجوز للمرأة أن تتولى المناصب العامة وقد ولى عمر الشقاء رضي الله عنها وكان الصحابيات يختلطن في الزيارات العائلية وعلى مائدة الطعام جاء في صحيح مسلم أن جاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان فارسياً وكان طباخاً ماهراً فصنع طعاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء يدعوه في بيته وعائشة كانت بجواره فقال صلى الله عليه وسلم وهذه ؟ وأشار إلى عائشة رضي الله عنها فقال: لا فقال صلى الله عليه وسلم ، لا . فقال صلى الله عليه وسلم وهذه ؟ فقال : لا فقافل صلى الله عليه وسلم لا ، وذهب ثم عاد فقال صلى الله عليه وسلم وهذه فقال : نعم .. فقاما يتدافعان حتى أتيا منزل الفارسي) أخرجه مسلم والنسائي.
وشرح هذه القصة : أن الفارسي جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى طعام طبخة فأصر على اصطحاب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى الوليمة والفارسي رفض لأنه صنع طعاماً للنبي صلى الله عليه وسلم فقط فعاد إلى منزله فطبخ لهما ما يكفيهما.
كان الصحابيات رضي الله عنهن يأكلن مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى مسلم أن حذيفة رضي الله عنه قال : (كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده وإنا حضرنا مع طعاماً فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها وقال : (إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وأنه جاء بهذه الجارية فأخذت بيدها ثم ذكر اسم الله وأكل فأكل الآخرون)، يستفاد من هذا الحديث أن عائشة أكلت مع رجل غير ذي محرم مما يدل جواز الاختلاط.
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اشتهر بالغبرة الشديدة على النساء وشدتهن عليهن يدعو روجه أم كلثوم لتأكل مع الضيق غير ذي المحرم ولكنها رفضت إلا أن يكسوها كما كسا الزبير امرأته وكما كسا طلحة زوجة فقال لها إما يكفيك أن يقال أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وامرأة أمير المؤمنين. قالت ما يغنيني ذلك فقال للضيف: كل فلو كانت راضية لأطعمتنا أطيب من هذا روى هذه القصة الطبري في تاريخه.
عمر يدعو زوجة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب لتنحي الضيف وتأكل معه ولكنها رفضت لا لأن الاختلاط حرام ولكن لأنها ليس لديها ثوب جديد يليق بهذه المناسبة.
وفي عام الرمادة عام المجاعة أقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخيام لقبائل المسلمين الذين جفت أراضيهم وأقام مطابخ ضخمة يشرفني عليها نساء الصحابة وعلى رأسهن امرأة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين ، وكان النساء يطهين الطعام ويقدمنه إلى المسلمين، وكان عمر وزوجه لا يأكلان إلا مع الناس لكي لا يتحتصيان بطعام خاص كما جاء في كتاب عبقرية عمر رضي الله عنه لعباس محمود العقاد.
وجاء في الإصابة : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يوماً لأمر هام ومعه نفر من الصحابة رضي الله عنهم فعرضت له خولة بنت مالك بن ثعلبة فاستوقفته فطفق يتحاورون وأطالت معه الحوار والناس ينتظرون فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه المرأة ؟ ويحك أتدري من هي ؟ هذه التي سمع الله شكواها من فوق سبع سموات ، هذه خولة بنت مالك التي أنزل فيها قوله تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ المجادلة: ١، الآية يجوز للمرأة الاختلاط في المناسبات الاجتماعية واللهو البري قالت أم عطية : (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين) رواه مسلم وفي رواية أخرى قالت: (الحيض يخرجن فيكن خلف الناس يكبرن على الناس) ويستفاد من هذا الحديث أنه يجوز للمرأة أن تشارك إلى جوار الرجل في المسجد ما لم تكن حائضاً ولكن لا تصلي، روى مسلم أن الأحباش جاءوا يزفنون (أي يرقصون) في يوم عيد في المسجد فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها فوضعت رأسها على مكنبيه فجعلت تنظر إلى لعبهم حتى كانت هي التي تنصرف عن النظر إليهم) رواه مسلم وروى الشيخان رحمهما الله: (بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعهم يا عمر.
وروى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأحباش : (دونكم يا بني أرفدة حتى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة) ويستفاد من السنة أن المجتمع في عهد النبوة كان رجاله ونسائه يختلطون في المناسبات العامة وفي اللهو البرئ كان النبي صلى الله عليه وسلم يحضر في بيته حفلات الغناء واللهو البري، ويحضر معه أصحابه رضي الله عنهم جميعاً.
روى الشيخان رحمهما الله أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على ابنته عائشة وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيد ، وعندما جاريتان تغنيان بغناء بغات .. فقال أبو بكر : أمزمارة الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : (دعهما يا أبا بكر فلكل قوم عيد وهذا عيدنا ) روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بنى على الربيع بنت معوذ بن عفراء وجلس على الفراش فجعلت جويرات لها يضربن بالدفء وهو يسمع حتى قالت إحداهن (وفينا نبي يعلم ما في غد) فقال لها : (وعي هذا وعودي إلى الذي كنت تقولين) ، وروى مسلم : (أن عمر بن الخطاب أستأذن على رسول الله وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يتبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فقال الرسول : عجبت من هؤلاء لما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ، قال عمر: فأنت يا رسول أحق أن يهبن رسول الله ، قلن : نعم أنت أغلظ وأفظ من رسول الله).
كانت النساء يحضرون مجلس الرسول في حضور أصحابه ، روى مسلم أن امرأة جاءت وقالت يا رسول الله جئت أهبك نفسي ، فنظر إليها الرسول صلى الله عليه وسلم فصعد النظر فيها وصوبه ثم طأطأ رأسه ، فلما رأت المرأة أنه لم يقض شيئاً فيها جلست فقام رجل من أصحابه فقال (يا رسول الله .. إن لم يكن لك حاجة بها فزوجنيها فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم له يجوز للمرأة أن تجلس مع ضيوف زوجها وأن تخدمهم ) فقد روى الشيخان رحمهما الله : (لما أعرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فما صنع لهم طعاماً ولا قدم إليهم إلا امرأته أم أسيد).
وأصبحت هذه التقاليد تقاليد إسلامية في شتى عصور الإسلام، روى النسائي والحاكم رحمهما الله أن عامر بن سعد رضي الله عنه دخل على قرظة بن كعب وابن مسعود الأنصاري في عرس فإذا جواري يغنين ، فقال : أنتما صاحبا رسول الله ومن أهل بدر يفعل هذا عندكم ، فقال : (إن شئت فأسمع معنا وإن شئت فأذهب فقد رخص لنا في اللهو عند العرس).
روى البخاري وأحمد أن عائشة رضي الله عنها زفت إحدى قريباتها إلى رجل من الأنصار فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو) وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم (أهديتم الفتاة (أي حل زفيتموهما) قالت نعم ، قال : (أرسلتم معها من يغني؟ ، قالت: لا . قال : إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني، وقال صلى الله عليه وسلم (فصل الحلال من الحرام في ـ الزواج والصوت) رواه الخمسة.
الدف آل عزف (موسيقية) يقاس عليها أي آلة موسيقية أخرى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة أن يمر حفل الزفاف دون غناء وموسيقى ما دام الطرب لا ترتكب فيه المحرمات، بحل للمحتفلين الاستمتاع بشتى أنواع التسلية البريئة مثل المثلوجات والتمثيل والرقص المباح على نحو ما كانت الأحباش ترقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يستحب للرجل أن يبدأ المرأة بالسلام والفكر صحيح روى ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بنسوة فسلم عليهن ، يجوز للرجل والمرأة أن يتصافحا بدون شهوة أما قوله صلى الله عليه وسلم (إني لا أصافح النساء ) فكان ذلك عند البيعة حيث تطول المصافحة فأراد أحدكم أن يحدث امرأة ورأها أحد فليعرف باسمها ، روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معتكفاً فأتته صفية بنت حي تزوره ليلاً فحدثته ثم قامت لتنقلب فقام معها فمر بها رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فناداهما النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما (أنها صفية بنت حي) فقال سبحان الله يا رسول الله قال : (وإن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإن خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً).
يجوز للمرأة نرتكب المواصلات بجانب الرجل إذا أمنت على نفسها.
روى مسلم أن أسماء بنت أبي بكر قالت : (كنت أنقل النوى من أرض الزبير وهي ثلثي فرسخ فجئت يوماً والنوى على رأس فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعاني وقال (أخ .. أخ) ليحملني على راحلته خلفه .. فاستحيت).
روى مسلم أن أسماء بنت أبي بكر رضوان الله عليها قالت: جاني رجل فقال : يا أم عبد الله إلى رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك . قالت: إني إن رخصت لك أبي ذلك الزبير ، فقال فأطلب إلى الزبير شاهد ، فجاء فقال يا أم عبدالله .. إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك ، فقالت : مالك بالمدينة إلا داري؟
فقال لها الزبير ـ مالك أن تمنعني رجلاً فقيراً يبيع فكان يبيع إلى أن كسب وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على دور المرأة المسلمة في بناء مجتمع الخير والمرأة لها أن تقدم كل الخدمات التي تخدم المجتمع فقد كانت للطبيبة رفيدة رضي الله عنها عبادة سميت (عبادة رفيدة) وكانت هذه العيادة يتداوى فيها النساء والرجال وكان مقر هذه العيادة المسجد النبوي وكانت عبارة عن خيمة في المسجد النبوي وقد كانت رفيدة رضي الله تعجب النبي صلى الله عليه وسلم في كل غزواته كما قامت على تدريب بعض النساء على الإسعاف والتمريض في الحرب فكن يرافقن جيشه صلى الله عليه وسلم وكانت رفيدة قد تعلمت التطبيب على يد أبيها في الجاهلية وهناك كثير من الطبيبات والأطباء في الجاهلية والإسلام، وقد فرض النبي صلى الله عليه وسلم لها نصيباً من الغنائم مثل الرجل وقلدهن قلادات وكان صلى الله عليه وسلم يضع القلادة بيده المباركة في أعناقهن رضي الله عنهن وكانت الواحدة منهن توصي بأن تدفن هذه القلادة معها يا لها من قلادة مباركة يضعها خير الخلق في جيد الطبيبة إنها مباركة عظيمة من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
نقلت هند بنت عمرو بن حرام جثة زوجها عمرو بن الجموح وابنها خلاد بن عمرو وأخوها عبد الله وكانوا قد استشهدوا في غزوة أحد ، ولكن الناقة رفضت أن تتجه إلى المدينة حتى جاءهم الخبر بأن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بدفن الشهداء في أرض المعزلة فعادت بهم إلى أحد.
ولقد كانت المرأة تختلط في العمل السياسي والقيادي والعمل السياسي هو القيام بعمل فرض كفاية وهو القيام بعمل يكون الغرض تحقيق المصلحة العامة، قال تعالى في سورة التوبة : ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﭼ التوبة: ٧١، وقال صلى الله عليه وسلم : (من يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) رواه البيهقي.
كانت المرأة تشارك في القتال وهو أشد الأعمال صعوبة وحاربت المرأة وقامت بالإسعاف والعلاج والإشراف على إمداد السلاح وعدة الحرب ورعاية الخيل والدواب والمشورة والرأي العسكري والمشاركة في الإعداد النفسي والمعنوي وقامت النساء بالأعمال العسكرية طاعة لأمر الله بالجهاد العسكري والمالي والسلوك الخيري، وللمرأة الحق في الولاية العامة إذا تأهلت لها وتوفرت فيها شروطها للأدلة الآتية:
أولاً: قال تعالى: ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ التوبة: ٧١، تلك الآية الكريمة المحكمة تفيد أن النساء والرجال شركاء في سياسة المجتمع فللمرأة كالرجل في الولاية العامة (بعضهم أولياء بعض) تأمر بالمعروف كما يأمر، وتنهى عن المنكر كما ينهى، وأعمال السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ـ ليست إلا أوامر بالمعروف ، ونواه عن المنكر ، أحياناً بالتشريع والاجتهاد في معرفة الأحكام وبالتنفيذ والإلزام.
ثانياً: أجاز النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة أن تمثل جماعة المسلمين تتكلم وتعطي الأمان الملزم باسمهم ، حين قال لأم هاني قد أحزنا من أجرت يا أم هاني.
ثالثاً: بايعت المرأة النبي صلى الله عليه وسلم كما بايع الرجل وأمر الله تعالى قبول بيعتها النبي صلى الله عليه وسلم قال : ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭼ الممتحنة: ١٢.
وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعهد النساء بالبيعة في الأعياد).
رابعاً: شاركت المرأة ـ بمقدار ما لديها من علم ـ في الحياة العامة ومسئولياتها في عهد الصحابة رضي الله عنهم.
خامساً: لقد أوتمنت المرأة وحدها على النسخة الوحيدة من المصحف عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها وبقيت عندها مدة خلافة أبي بكر وعمر رضي عنهما والإيمان على الدين دلالة على أكبر ثقة في المرأة.
لقد أتمنن المرأة على السنة إذروتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما أتمنت على النسخة الوحيدة من المصحف وهذا دليل على ائتمان المرأة في الحكم.
سادساً: إن الله سمع شكوى المرأة من فوق سبع سموات ، قال تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ المجادلة: ١، ألا يسمع الشعب ويدلي برأيها في حكم أو مجلس شورى.
المرأة شاركت في الحرب وهي أصعب الأعمال في الحياة وأشدها خطورة ألا تشاركنا في الأوضاع المادية كالسياسة والحكم.
الحرب نوعان حرب دفاعية وحرب هجومية والحرب الدفاعية سببها تهديد أمن البلاد بغزو خارجي وهذه الحرب تجنباً الدفاع عن البلاد من قبل الرجل والمرأة من الطفل وأما الحرب الهجومية فهي أن البلاد تغزو من بلاد أخرى وهذه الحرب لا تجب على المرأة ولكن يجوز لها المشاركة فيها.
الحرب الحديثة تحتاج إلى دراسة في مدارس وكليات عسكرية لأن العسكرية أصبحت الآن علوماً تشارك فيها كل العلوم وتشارك فيها كل التخصصات.
مثال الحرب الدفاعية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الخندق عندما غزى المشركون المدينة وكان صلى الله عليه وسلم يوزع العمل على كل أسرة رجالاً ونساءً وأطفالاً.
أما في الحرب الهجومية فقد شاركت الصحابيات رضي الله عنهن وكن يرافقن الجيوش في كل غزوات النبي صلى الله عليه وسلم مثل أحد وخيبر وفي فتح مكة والطائف، وشاركت المرأة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في كل الحروب البرية والبحرية.
لا يوجد في التاريخ معركة كبيرة يخوضها جيش كله من النساء ضد يجش كله من الرجال كما حصل في معركة الرملة في فلسطين التي خاضتها المسلمات ضد جيش الرومان وانتصرن عليهم.
وقد شاركت المسلمات في الحرب النفسية وقد جاء في كتب السيرة أن بعض الصحابيات الأنصاريات أتين رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته منتصراً من إحدى المعارك وطلبن من النبي صلى الله عليه وسلم أن يغنين للمقاتلين ويضربن بالدف احتفالاً بالنصر وكان ذلك نذراً عليهن فأذن لهن الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك واستمع إليهن وهن يغنين ويضربن بالدفوف، وفي معركة اليرموك وضع خالد بن الوليد المسلمات على ربوة خلف الجيش .. وأمرهن بمنع الفارين من المعركة وحثهم على العودة إلى ساحة القتال وكن يضربن من يفر بالحصى والتراب وكن يخطبن في الجنود : (إلى أين تنهزمون يا أهل الإسلام عن الأمهات والأخوات والبنين والبنات ، أتريدون أن تسلمونا إلى أعلاج الروم) ، وكانت أسماء بنت أبي تصبيح في الفارين بقوله تعالى: ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ الأنفال: ١٦.
شاركت المسلمة في الحربق كمقاتلة وطبيبة ومسعفة وشاركت في الفقه ورواية الحديث .. وكانت تخطب في الرجال في المساجد تعلمهم شؤون إسلامهم فكانت تدرس وتشارك في مجلس الشورى وفي ميادين السياسة وتشارك في بيعة الخليفة وفي نقد سياسته وتوجيه النصح إليه.
ألست معي يا صح أنه يجوز للمرأة أن تختلط بالرجال في كل الميادين وتشاركه في كل الميادين التي لا ضرر فيها.
قال تعالى: ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ هود: ١١٨ – ١١٩.
تدل هذه الآية الكريمة على الاختلاف دائم إلا من رحم ربك وإذا تحول الخلاف إلى قتال فعلينا أن نصلح بين المتخلفين إلا إذا أبت أحد طائفة إلا أن تقلل فعلينا مقاتلتها حتى تفئ إلى أمر الله ، قال تعالى: ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﭼ الحجرات: ٩.
في المسائل الخلافية علمنا الرسول الإقرار بالخلاف دون الاعتراض ودليلنا الخلاف الذي وقع في قوله صلى الله عليه وسلم (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة) متفق عليه.
بعضهم لم يصل حتى وصل أرض بني قريظة وبعضهم صلى الصلاة قبل الوصول إلى أرض بني قريظة فأقر الرسول الخلاف ولم ينكر أحد منهم ، قال تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭼ هود: ١١٨ – ١١٩، ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭼ الشمس: ٧ – ٨.
قال صلى الله عليه وسلم : (أمتي هذه مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل ) رواه أحمد واللفظ له ، والحاكم وابن ماجه وأبو يعلى والقضاعي في مسند الشهاب عن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وهو حديث صحيح الإسناد.
والذي يفرض رأيه بغير الحجة إنما شعاره ﭽ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ غافر: ٢٩.
حتى قضية الإيمان بالله تعالى لا تفرض بل يقنع بها لقوله تعالى: ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭼ الكهف: ٢٩، يجب الاعتصام بالكتاب والسنة إذا حصل الخلاف لقوله تعالى : ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﭼ الشورى: ١٠.
ﭽ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐﭼ النساء: ٥٩.
ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ الإسراء: ٩.
القرآن يقدم على السنة وتفهم السنة على ضوئه قال تعالى: ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﭼ الأحزاب: ٢١.
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصف من يدخل الجنة من أمته صلى الله عليه وسلم.
الذي أخطأ في الاجتهاد له أجر والذي أصاب فله أجران والله يغفر لفسقة الأمة والمؤمن يستغفر لهم: ﭽ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ الحشر: ١٠.
إنما يعذب الله المعتدي عامداً متعمداً لقوله تعالى: ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﭼ النساء: ٣٠.
قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) رواه الطبراني والدارقطني والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
أسباب الاختلاف:
1. عدم وصول الدليل.
2. نسيان الدليل.
3. عدم ثبوت الدليل والاختلاف في ذلك.
4. عدم دلالة النص على المقصود والاختلاف في ذلك فالنص إما واضح وإما غير واضح.
5. وجود معارض راجح.
6. الهوى والتعصب.
7. التفاوت في العلم والذكاء.
8. اختلاف الظروف والأحوال.
المسائل الخلافية لا تلزم الجميع بل تلزمهم المسائل التي لا خلاف فيها والمسائل التي لا خلاف فيها هي مسائل الإجماع ، والإجماع إنما يكون في الأمور الواضحة في الدين ، قال تعالى: ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﭼ آل عمران: ١٠٥.
في البينات لا يجوز الاختلاف في البينات والاختلاف الآخر اختلاف تنوع.
الحب
الحب الذي يجمع بين الناس يبدأ بالشعور بالإنس بالعيش معاً ويقومون بالعمل معاً ويشبع كل منهم حاجة الآخر، الذي يقوي الحب بين الناس نسيان اختلافاتهم بحيث تصبح بينهم لغة مشتركة ويصفون إلى بعضهم إلى بعض باهتمام ولا يقدم أحدهم نصيحة إلى الآخر إلا بطلب لمن يريد النصيحة ولا يحاول أحدهم أن يغير الآخر يجب أن تشعر من تحب أن سعادته هو الأهم وليس الأشياء فالحب يعبر عنه بالتعاون والمساعدة والمسائدة بدون طلب.
الرجل يشعر بالفرح بحل المشكلات والمرأة تفرح بالحديث عنها الرجل يحتاج إلى أن يختلي بنفسه ليفكر في مشكلة ليجد لها حل عملي وهو يحتاج إلى ذلك كي يهدي من روعة . إنه يحتاج لفترة كي يجد حلاً والعواطف المفرطة تجعله يشعر بالملل فالبعد يجعله يزداد حباً والمرأة تؤثر الحديث لتعبر عن نفسها ولتجمع المعلومات وهي بالحديث تقوي حلتها من الناس.
عندما يعتزل الرجل لا يستطيع أن ينتبه بما فيه الكفاية فلذلك لا تطلب منه أي يحل لك مشكلتك فأنت أحرى بحلها ، وهو في حالة عزلته يكون لا مبالي وعلى الذين حول المعتزل أن يتركوه حتى يخرج من عزلته حتى يفرغ لهم الحب يولده الاهتمام والثقة والفهم والتقبل والاحترام والتقدير والإخلاص والإعجاب والاعتراف والاستحسان والطمأنينة والتشجيع والاستقلالية والمشاركة في المشاعر.
أسباب السعادة:
1. المفاجأة بما يفرح.
2. الانتباه إلى الآخرين.
3. افتقد من تحب.
4. حافظ على معاملتك الطيبة.
5. امتدح.
6. قل كلاماً طيباً.
7. خفف عن معاناة من تحب.
8. الإشعار بالأمان.
9. إسأله عن مشاعره.
10. انظر إلى العينين وأنت تتكلم.
11. انتقد عن الأوامر.
12. إظهار السعادة عن الرؤية.
13. إذا خاب أمله لا تعاقبه.
14. ترك الإلحاح.
15. الشكر على العمل الطيب.
16. إظهر السعادة بالعيش معه.
17. تقبل العيوب.
18. إظهار التقدير.
19. إظهار الإعجاب.
20. لا تطلب فوق الاستطاعة.
21. المشاركة في الضحك.
22. الاعتذار عند الخطأ.
23. إحسان الظن.
24. الإقلال من الكلام بحيث يكون الكلام واضحاً.

المرأة والرجل
عندما يتزوج يظن زوجته تظل كما هي بعد الزواج ولكن الأمر يختلف حيث المرأة والمشكلة تحدث فيما بينهما حين يفسر أحدهما سلوك الآخر خطأ.
لا بد أن يعطي كل منها للآخر كي يتقاربا أكثر وأكثر فكلما تقاربا تشابها والخطأ كل الخطأ أن يريدان يتطابقا وهذا مستحيل بحكم الطبيعة لأن الناس لديهم ما يختلفون ولديهم ما يتشابهون فيه والأمر يرجع أولاً وأخيراً إلى الخلفية التي يفكرون بها.
المهم إذا واجهتنا مشكلة فلنتكلم عنها على الأقل دون أن نتركها تتفاقم دون أن يدري أحد مما أنها تفاقمت حتى يشعر كل واحد منهما أن الآخر يهمه أمره فنحن عندما نحب نجتهد في أن نسعد الذي نحب ونحل له مشاكله لا أن نزيده شقاءً على شقاء.
إذا كنت في حالة سيئة فعلاج حالتك السيئة هو جزء من حل المشكلة لأنك إذا كنت في حالة سيئة فإنك لا تستطيع أن تفكر جيداً فالحالة السيئة تمنعك أن تحل الحل الأنسب لأن الحالة الوجدانية لا تنفصل عن التفكير فعلى الطرف الآخر في المشكلة أن يساعده على حل هذه المشكلة حتى يكون مؤهلاً لحل مشكلته فالفريق لا ينقذ غريقاً.
الحب يبدأ بعد شعور كل واحد منهما أنه يريد أن يشعر الآخر فلا تشعره أنك ضده لشخصه وإن كنت معه في أفكاره وتصرفاته فليقضي كل واحد منكما بوجهه نظرة فلا يفرض فكره فرضاً فلا إكراه في الإقناع والاقتناع.
إياك أن تفرض حلك للمشكلة بل اقنعه بحلك حتى تعتدي على حقه في المشورة فالأمر بينكما شورى لا استبداد فلا تقل أريك إلا ما أرى وما أهديك إلا سبيل الرشاد لأنك لست عليه بمسيطر ولست عليه بجبار.
إذا لم توجد بينكما لغة مشتركة تتفاهمان بهما فإنكما لن تتفاهما وليصغ كل واحد منكما إلى الآخر حتى يتفهمه جيداً فلا تفاهم دون أن يفهما كلاكما الآخر.
المهم أن تتقبله ولا تفرض عليه التغيير فرضاً فإن التغيير لا يأتي في يوم وليلة والإنسان لا يتغير إلا إذا قر أن يتغير ، وخير طريقة للتغيير هي التحاور والمناقشة حتى يصلان إلى اقتناع مشترك المهم أن تهتم بمشاعره فلا تجرح مشاعره وحافظ على كرامته فإن الاحتقار تصرف عدواني وآفة الحب العدوان وإنما ينبع الحب من الاهتمام والاحترام إنما يزداد الحب بالكلام الطيب والمعاملة الحسنة والصلة فيما بينهما ودع عنك لومه في أن اللوم إغراء بل ساعده أن يتجاوز محنتهم وحل مشاكله.
أعطي لنفسك فرصة كافية لتفكر ملياً في الموضوع قبل أن تتخذ قرارك فإن في العجلة الندامة وفي التأني السلامة ، والتفكير السليم يحتاج إلى ملاحظة دقيقة لجمع معلومات صحيحة واستفد من تجربتك من الشخص فإن التجربة خير برهان.
لا تتوقف عن الاهتمام بالشخص الذي تحبه وأشعره أنك ما زالت تحبه لأن الحب هو علة العلاقة وإذا أحببته تقبلته وإذا تقبلته قدرته والتقدير دليل الإخلاص وأنت تخلص له لأنك ما زلت تعجب به والإعجاب دليل الاستحسان والحب ينمو بالتشجيع وإنما عدو الحب الإحباط.
إياك والمطاردة فإنها تشعر الطرف الآخر والتحدي يشجع على التحدي والتحدي إلغاء لاختيار الآخر ، ولا تعاقبه على الابتعاد بل اعتذر إن كنت مخطئاً والإصرار على الخطأ يبعد الناس عنك لأنك تجبرهم على ما تحب دون النظر إلى ما يحبون فلا تعاقب من يبتعد عنك فإن ذلك يكشف أنك تحب التسلط والسيطرة والإجبار إذا عرفت خطأ فتوب واعترف بذنبك فالتائب من الذنب كمن لا ذنبه له فلا تخاطب الناس كأنهم أغبياء فإذن ذلك من أكبر الكبائر في الصداقة فإن الأخلاق هي أساس كل العلاقات الحسنة ولا تكن قاسياً فإن القسوة تقتل الصداقة فإن القسوة تفقد الاطمئنان إلى الشخص.
الصداقة تقوم على الرحمة فلا تسب ولا تغتاب ولا تؤذي بل قدم العون ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، فلا تكن متغلب المزاج فإن ذلك يجعل الناس يخافون منك ولا تصدر الأوامر بل استأذن، كن بشوشاً معه ولا تعبس في وجهه ومشاركاً له في مشاعره، فلا تسيء الظن والتمس القدر وكن متسحاماً عفواً رحيماً ولا تشمت.
إياك والهجوم والهروب من المشكلة وإياك والرياء فإنه يعلمك الكذب على النفس فآفة الإخلاص الرياء وإياك والخنوع ولكن عليك بالخضوع للحق.
إياك والتكبر فإنه أكبر إهانة توجها لكرامة الإنسان، إياك ومحادثة الناس وهم منصرون عنك فلا تدخل فيما لا يعنيك واحترم خصوصيات الآخرين. ولا تسدي النصيحة إلى من لا يطلبه فأسدي عليه النصيحة حيث يطلبها لانه حريص عليها.
إياك وتلقط عيوبه فالكاره هو الذي يفعل ذلك ، وإذا أردت أن تنصح فاختر الكلام المناسب في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة وإياك إياك أن تصدر الأوامر بل اقترح عليه اقتراحاً وشاوره في الأمر ولا توجه إليه الكلام مباشرة وليكن كلامك ليس قليل مخل ولا كثير ممل.
عليك أن تزهد في الناس ما استطعت واعتمد على نفسك إلا إذا اضطررت فالضرورة تقدر بقدرها.

الشخصية
المقدمة:
معرفة النفس علم راود الإنسان منذ وجد على الأرض وبدأ الإنسان يعرف النفس على أساس علمي مع دخول المنهج العلمي في العلوم فهو بذلك بدأ معها وأصبح هناك تخصيص اسمه علم النفس وله فروع عدة ومن فروعه (علم النفس الفارقي) وهو يدرس علم الفوارق بين سلوك البشر كأفراد وجماعات في شتى مناحي الحياة وهذا العلم علم الشخصية وهدف هذا العلم استنتاج القواعد التي من خلالها نعرف شخصياتنا فالعلم من فوائد ، يوفر لنا التساؤلات التفصيلية فعلم الشخصية يطرح لنا التساؤلات التفصيلية عن الشخصية والشخصية تحدد بالسمات فنحن نرى أن هناك الأناني أو المستبد والرحيم والعنيف والمتشائم والمتفائل والجبان ،والشجاع والمتردد والمتدين والفاجر ... إلخ.
العلوم الإنسانية هدفها جميعاً جعلنا سعداء . علم الشخصية يحدد الشخصية بالسمات الانفعالية والسلوكية المكتسبة والشخصيات ثلاثة عشر شخصية اتفق عليها العديد من علماء النفس.

الطبع
الطبع هو العادة التي يصعب على الإنسان تغيرها بسرعة والطبع يتمثل في الانفعال فالناس منهم الحليم والصبور والنزق الغضوب غير الحليم وغير الصبور.
الشخص العاطفي سريع الانفعال والتأثر بالنواحي العاطفية أما الشخص الحليم فتجده يتحكم في غضبه ويحكم عقله أكثر من عاطفته وهو شخص عقلاني يفكر أولاً ثم يرغب ثانياً على العكس من الانفعالي العاطفي فإنه يرغب أولاً ثم يفكر ثانياً على العكس من الحليم الحليم غير متردد وإنما يتخذ قراره بعد رؤية ، والحليم نشيط لأن الحليم لديه حماس على العكس من الحاصل الذي يفقد الحماس ولا يتدبر العواقب.
الحليم يحكم عقله فتجده قوي في عاطفته الإنسانية متسامح صبور شجاع غير متهور متفائل محسن الخلق يحب النظام ويكره الفوضى مرن متكيف مسؤول مرح واقعي متواضع يشارو الناس ولا يستبد بهم ولا تجد عنده الأنانية رحيم غير عنيف يخضع للحق ولا يخضع للباطل واثق بنفسه يعتز بها عرف في نفسه عيوبها ومحاسنها ويعرف نقطة ضعفه ونقطة القوة فيه ، يقتنع ثم يتصرف ويتعامل الناس بعد أن يتعرف عليهم ولا يغامر في التعامل بدون معرفة، يتعلم من أخطائه وأخطاء الآخرين ، وهو ليس حدي ينتقد الأفكار ولا ينتقد الأشخاص فلذلك هو وفي ، وهو منطقي في تصرفاته فلا يتصرف من غير حكم وهو اجتماعي ولا يجب الانطوائية لأنه يثق في نفسه ولا يخاف الناس ويلتمس لهم الأعذار إذا أخطأوا ويعطي لهم فرصة للتغير إلى الأحسن . وهو لعاطفته الإنسانية (حبه للناس) تجده على خلق حسن وهو لذلك يكره العنف ويحب الرفق في العمل كله ، وهو يتحكم بانفعاله وعاطفته لما لديه من قوة الإرادة، فهو يعمل من أجل القيم المطلقة الحق والخير والجمال وصدق من قال : (الحلم سيد الأخلاق).

الخلوة
الخلوة المحرمة هي التي يراد بها الزنا فالله تعالى يجازي من اختلى بامرأة ذات منصب وجمال ويقع بها رغم سلطانها السياسي وسلطانها الجمالي فالله يثيب هذا الشاب الذي يضبط نفسه عن الوقوع في الخطيئة بأن يظله تحت عرشه يوم لا ظل إلا طله فمن الذين ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الذين يظلهم تحت ظل عرشه رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال وقال إني أخاف الله فليس من المعقول يثيب المذنب بخير الجزاء وإن ذلك على شيء فإن الخلوة البريئة التي يقاوم فيها الشاب شهوته يجزيه الله جزاءاً عظيماً ونستفيد من هذا الحديث أنه يجب علينها أن نربي الشباب على مقاومة الدوافع السيئة بدلاً من أن نجعلهم يهربون من مواجهتها فالقوة كل القوة نضبط انفعالاتنا لحديث (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم اختلى بأنصاريه كما اختلى بأم حرام وقد نام على حجرة وهي تغليه ولقد رأى مرة امرأة فأعجبته فأتى سودة وهي تعجن فقدمتها وطراً ثم خطب الناس قائلاً : (أيها من رأى امرأة فاعجبته فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها).
أما ما يدعيه البعض من سد الذريعة فهذا يتناقض مع القاعدة التي تقول المصلحة اليقينية مقدمة على المصلحة الظنية فتعليم الناس ضبط نوازعهم من أن تقع في الذنب إنما يقوى عندهم قوة الإرادة وهي خير ما يكسبه الإنسان فليس هناك أفضل من يملك نفسه عند الانفعال وهذا يقوي بدوره النفس اللوامة التي تعد الكابح الذي يمنع الإنسان من يقع في الإثم.
من أنه من الخير للناس أن يربوا أبنائهم على قوة الإرادة خير من يدروهم ضعفاء أمام أهوائهم.

الفلسفة التضامنية
الدين والفلسفة:
إن الدين عند الله الإسلام والإسلام وحي نزل به جبريل من عند رب العزة والجلال، أما الفلسفة فهي اجتهاد فكري.
الدين كمال مطلق لأن الكمال المطلق مصدره من الله تعالى أما الفلسفة فهي فروض محتملة الصدقة.
الدين يسلم به المسلمون تسليماً مطلقاً لأنه غير تاريخي أما الفلسفة يجب عقلي صرف يعتمد على الاستدلال المنطقي الخالص والفلسفة في النهاية تؤكد صحة الإسلام منطقياً.
الفلسفة تفسير يستند إلى الحدس العقلي والفرض العلمي الذي يثبت بالتجربة والملاحظة.
غاية الفلسفة والعلم التوصل إلى صياغة القوانين النظرية الكلية المجردة التي تنظم أحداث الوجود والفلسفة تعتمد في استدلالاتها على قواعد عقلية مجردة والفلسفة هي العلم الجامع أول علم العلوم أما العلوم فهي متخصصة تخصص دقيق أما الفلسفة فجامعة لكل العلوم الفلسفة تبحث في الأعم أما العلوم فهي تبحث في العموميات والمطردة المتكررات.
الفلسفة هدفها البحث عن القانون الكلي والمبدأ العام الذي يعمها جميعاً معتمدة في ذلك على الاستنباط المستقصي.
العقل قادر على إدراك الحقيقة الكلية والفلسفة لها مباحث تقليدية هي:
أولاً: الوجود:
الفلسفة تدرس الوجود بما هو موجود باعتباره معنى مجرداً يطلق على موجود فهي لا تبحث عوارض الموجودات في عالم الحس مما يمكن إدراكه حسياً بل تدرس العالم العقلي والروحي والعقل والشعور وطيفتنا الروح ، والعالم الروحي مجرد ومفارق للوجود الحسي، وعالم الروح هو موضوع الفلسفة، العالم الحسي عالم المتغيرات والتنوع والكثرة أما عالم الروح عالم الوحدة والتجانس.
الفلسفة تبحث خلق الله للوجود ومصيرة ـ في عالم الذر وعالم الدنيا والبرزخ والعالم الآخر.
الفلسفة تبحث في الحقيقة الكلية العامة الكامنة وراء الأحداث والظواهر الجزئية المشخصة رغبة في التعرف على المبادئ العليا والغاية القصوى للوجود وهي العبادة لله.
الفلسفة: تبحث عن خلق الوجود أو عدم خلقه، وهل العالم واحد لا يتعدد (الاتحاد) أم العالم مكون من عنصرين حسي وروحي المذهب الثنائي أم العالم متعدد (مذهب التعدد) الفلسفة تبحث في طبيعة العنصر أو العنصران أو العناصر التي يتكون منها الأشياء هل هو مادي خالص فلا شيء في الوجود غير المادة المتحركة أو الجنة وما العقل إلا وظيفة المادة (المذهب المادي) أم العالم عقلي خالص (المذهب العقلي) . أم روحي خالص (المذهب الروحي).
المذهب الملحد يقول بأن المادة هي الجوهر وهي قديمة أزلية فلا شيء يكون من العدم ولا شيء مما هو موجود ينتهي إلى العدم فيمتنع القول بخلق الله للمخلوقات أما الإسلام فيقول أن الموجودات سواء كانت من طبيعة مادية أو عقلية أو وجدانية أو روحية لها بداية في الزمان فهي مخلوقة حادثة خلقها الله تعالى وهو على كل شيء قدير وهو بكل شيء عليم وهو فعال لما يريد ولا يسأل عمال يفعل وهم يسألون.
تبحث الفلسفة هل الموجودات في تغيير مستمر يستحيل معه الدوام المطلق والمؤقت أم أن الأشياء واحد كل ثابت وأن التغير عرضي فيها.
وإذا كانت الأشياء خلقها الله فما صلة الله تعالى بالمخلوقات ، وهي في نظر الفلسفة المؤمنين مفارق للمخلوقات أي الله علي متعالي مهيمن.
أم أن الله تعالى خلق المخلوقات وركز فيها قوانينها المنظمة لها، وهو الحي القيوم الذي لم تأخذه سنة ولا نوم وهو كل يوم في شأن .
العالم فيه قصد ونظام وغاية فالحوادث الكونية تسير وفق خطة كونية وهو ما يسمى بالقضاء والقدر والله يهدف من خلقه عبادته فما من شيء إلا أتى الرحمن عبداً أما الأشياء فهي خاضعة للقوانين أما الإنسان فيكشف القوانين فيسخرها له فالتأمل في الطبيعة يدلنا على أن أمرها ليس فوضى واضطراب وعبث، وأن ما يجري في الكون من أحداث وما يظهر فيه من ظواهر ينتج بعضه عن بعض بحكم القوانين الذاتية للأشياء ، وأمر الكون ليس صدفة وضرورة عمياء وعبث وآلية، كل شيء في الوجود يرد إلى الترابط القائم بين العلة والمعلوم أو المقدمات والنتائج أو البواعث والأفعال ، فالإنسان مختار يكتشف القوانين ثم يسخرها والدليل على ذلك اكتشاف العلم لبعض القوانين واختراع التقانة وإبداع الفنون.
ثانياً: المعرفة:
المعرفة ممكنة وواقعة فعلاً لأن حقائق الأشياء ثابتة ومعرفتها جائزة وممكنة، هناك معارف مصدرها العقل الذي فيه مبادئ فطرية لم تشتق من تجربة ولا ملاحظة كمبدأ الذاتية الذي مفاده أن الشيء غير ذاته ولا يمكن أن يكون شيئاً آخر.
وهناك معارف مصدرها الحس وهي تجريبية بعدية تشتق من التجربة والملاحظة وهي لاحقته عليهما.
العلم نتيجة عاملين أحدهما صوري يرجع إلى طبيعة العقل ذاته، والآخر مادي يتكون من الإحساسات التي تنقلها الحواس فإذا لم يوجد أحد هذين العاملين استحال وجود عالم حقيقي.
أما الشعور فيدرك بالبصيرة : الذوق الباطني والتجربة الروحية والبصيرة حاسة فطرية خلقها الله في الروح لتدرك أحوالها الباطنية مباشرة ودفعية وفجائية وتتميز بالوضوح والصدق والإطلاق.
ثالثاً: القيم:
القيم: مبادئ ومثل مجردة عامة غير مشخصة تتجاوز الزمن والمكان ومن ثم فهي أزلية أبدية غير متغيرة مستقلة قائمة واضحة لذاتها وصادقة بالضرورة وتدرك بالبداهة المباشرة وبالحدس وتبدوا في صورة أوامر مطلقة يعرضها الضمير علينا فهي غير مشروطة بمنفعة أو هدف مادي يستجيب له الإنسان ولا يجد له تقليلاً.
القيم ليست إلا معان تتبع إرادة الله تعالى فالخير ما أمر به الله وإراده والقبيح ما نهى الله عنه الله ولم يرده لأن العقل عاجز عن إدراكه لنفسه وبنفسه.
الأخلاق التزامات فطر الله الناس عليها وفرضها بالوحي .. فإذا قلنا الفرد هو الموجود الواقعي والحقيقي في المجتمع فهو جوهر مستقل قائم بذاته وأن ما يسمى بالمجتمع محض وهم ويخال إذ لا يوجد في الأمر إلا أفراد من البشر، وإذا كان ذلك كذلك ، فلا يمكن أن يكون للمجتمع حقوق فينتهي الأمر إلى اعتناق مذهب فردي متطرف في مجال الأخلاق والالتزامات الاجتماعية ينكر جملة الالتزامات الاجتماعية .. ذلك لأنه إذا كان الإنسان فرداً وهو الحقيقة الواقعة في المجتمع فلا وجود لمصلحة عامة.
فإذا قلنا أن المجتمع هو الوجود فلا وجود للأفراد فإننا ننكر حقوق الفرد الشخصية وهذا القول يؤدي إلى الاستبداد الذي يعتبر الفرد أداة والإنسان وسيلة لخدمة الإنسان يكتشف القوانين يسخرها لمصلحته ، العلم يدرس الطبيعة والفلسفة تدرس الثقافة التي تنظم سلوك الإنسان داخل المجتمع.
الأفكار المجردة العامة لا وجود لها إلا في الذهن ولكنها مشخصة في الأفراد.
الوجود وجودان وجود مادي في تغير مستمر وصيرورة دائمة وصوري في صورة أعراض صفات يتحول من حال إلى حال والوجود الجوهري الثابت هو الوجود الروحي يبقى كما هو ثابت لا تحول فيه ولا يزول والعلم بهذا المعنى ممكن.
الروح تملك حرية الإرادة وهي تسأل عما تفعل فيما تعلم وتستطيع، الفلسفة مرادفة للعلم معناه العام .

الفلسفة والعلوم
دراسة الظاهرة الإنسانية تختلف بطبيعتها من دراسة الظاهرة الطبيعية الجامدة من حيث أن سلوك الطبيعة نمطي مطرد يخضع خضوعاً تاماً لقانون العلية الثابت الذي لا تفاوت فيه في حين أن الإنسان كائن مفكر ليس من السهل دراسة سلوكه دراسة تجريبية لأنه مختار يسخر القوانين إذا اكتشفها . الدراسة الإنسانية تفسيرات ذاتية وانطباعات شخصية لا ينظمها منهج موحد أو قانون عام لأن ثقافة المجتمع هي صنع اتفاقات إرادات الناس الإنسان في حقيقته روح والروح جوهر روحاني خالص سابق في وجوده على البدن وهو متبع المعارف، والسلوك الفردي يعبر عن معاني في الروح والسلوك الاجتماعي هو اطراد السلوك الفردي بين الجماعة ويهدف علم الاجتماعي إلى وضع القواعد العامة لسلوك الفرد حتى يطرد في الجماعة ويتكرر فجاءت في صيغة علم معياري يضع الشروط التي ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني منفرداً أو مجتمعاً لتثبت (قواعد عامة مجردة) تتصف بالوجود الموضوعي المستقل بذاته عن الظروف الموضوعية ومعطياتها.

الرياضة والمنطق
الرياضة منطق رمزي والمنطق معياره الصواب والصواب هو عدم تناقض بين المسلمات والنتائج والمسلمات هي المقدمات وتأخذ الفروض ثم يحاول إثباتها بالملاحظة والتجربة ويسمى ذلك حقيقة المسلمات: مبادئ أولية واضحة بذاتها تدرك مباشرة بالحدس ومجال الرياضة والمنطق قوانين الكم العدد (الحساب) وشكلاً (الهندسة) وتتميز قوانين الرياضة بالضرورة والدقة واليقين وهذه القوانين فطرية منفصلة عن معطيات الواقع المادي وهذه القوانين فطرية منفصلة عن معطيات الواقع المادي المتغير ، والثابت هو الروح والروح قوانينها ثابتة وقوانين الروح قانون العلمية ومبدأ الذاتية والعلية هي الحتمية والحتمية تعني الاطراد في الوقوع وعلى أساس ذلك يمكننا أن نتوقع (تنبأ) ونتحكم في الشيء ونسخره للغاية التي نريد ، وعلى أساس العلية نفسر المسبب بالسيب ، والاحتمال يدل على أننا لم ندرك الحتمية.
الاحتمال ناتج في العلوم الطبيعية من عدم وصولنا إلى إثبات الفرض إثباتاً يقينياً لعدم توفر دقة الملاحظة والتجربة ولقصور العلم عن ذلك ، والصدفة ناتجة من عدم معرفتنا للقانون الذي يحكم الظاهرة الطبيعية وكلما زاد علمنا بالقوانين قل قولنا بالصدفة وإيماناً بالله ينفي فكرة الصدفة والعبث ، فالله لم يخلق العالم عبثاً والعالم لم يخلق نفسه حتى توجد صدفة في العالم.

القانون
ما هو القانون؟
إن العالم لم يتكون من أشياء كثيرة ومختلفة جداً والأشياء لها صفات معينة مشتركة ، والشيء كل ما يوجد في العالم بصفة عامة مثل البشر والحيوانات والنباتات والجمادات.
الأشياء كلها تكون في مكان ما ، والأشياء كلها تكون في زمان معين. نحن لا نعرف شيئاً من الأشياء ما لم يحدث في وقت ما ، وكل الأشياء صائرة إلى الفناء.
الأشياء كلها تتغير ولكن كل ما في العالم فرد له صفة الفردية كل الأشياء يمكن أن تكون غير ذلك ويمكن ألا توجد وكان من الممكن ألا تكون وبدون خسارة للعالم ألا تكون .
كل شيء في العالم له مكان زمان معينين وكل شيء حادث مخلوق وصائر إلى الفناء ومتغير وفردي وغير ضروري جائز لأشياء تتصف بالزمانية والمكانية والصيرورة إلى الفناء والمكون من أشياء كلها فردية مشخصة.
أما القانون فلا يتصف بهذه الصفات فالقانون يكون في كل مكان في نفس الوقت، فالقانون صورة في الذهن مجمردة ، والقانون مساوياً لهذه الصورة وهو خارج ذلك وهو يترفع فوق كل مكان وفوق الزمان ، وليس هناك أي معنى لأن نقول إن هناك قانون حدث بالأمس أو أنه صار إلى الفناء.
القانون يعرف في زمن معين أي يكتشف في زمن معين ، وقد يكتشف أنه كان خطأ أي لم يكن قانوناً ولكن القانون نفسه غير خاضع للزمان.
القانون لا يتغير أبداً، والقانون ليس شيئاً فردياً بل هو عام يوجد في كل زمان ومكان ، والقانون ضروري أي لا يمكن أن يصبح قانوناً آخر، ولا يتطرق إليه الاحتمال والاحتمالية تدل على أننا لم نكشف القانون لأنك لن تجد للقانون تبديلاً.
القانون موجود في العالم الموضوعي كما هو موجود في ذهننا والإنسان يختلف عن العالم أن فيه روح والعقل وظيفة الروح والشعور والروح تختلف عن كل شيء آخر في العالم.
كل شيء موصوف بالزمانية والمكانية والتغير وعدم الضرورة والفردية والروح فوق الزمان والزمان وهي مكانية وزمانية لأنها داخل الجسد وهي ليست ضرورية لأن الله خلقها والله لا يفرض عليه شيء فلا يمكن التحدث عن روح عامة فهي فرد إذ لا توجد روح في فردين ولا يمكن أن تكون في مكانين في وقت واحد القانون ليس في الروح والعقل إنما يكتشفها خارجه إنه نافذ وسارٍ خارج الروح والعقل والروح تعرفها ولا تخلقها فالله وحده هو الذي يخلق القانون كما خلق كل شيء والقانون موجود بجانب الأشياء، فهو مخلوق خلق الله على شكل غير الأشياء، وهي ذات وجود مثالي ، والمخلوقات نوعان واقعي ومثالي فالله ليس كمثله شيء وهو الأول والآخر والروح خلقها من العدم فلا تصير إلى العدم أما الأشياء الأخرى فهي صائرة إلى العدم (الفناء) فالعدم سابق على الوجود والفناء لاحق على الوجود إذن هناك موجودات موجود أصله العدم ولا يصير إلى العدم وهي الأرواح وغير الروح صائر إلى العدم والله سبحانه وتعالى ليس أصله العدم وهو الباقي الحي الذي لا يموت والله يقول ﭽ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ الفتح: ٢٣، الوجود المثالي (الروحي) مخلوق مستقل عن المخلوق الواقعي هو موجود مستقل عن الوجود الواقعي إنه يمثل عالماً خاصاً قبل وفوق عالم الأشياء . وفي عالم الأرواح لا يوجد بطبيعة الحال مكان ولا زمان ولا تغير وهو أبدي غير أزلي لأنه مخلوق فكل شيء مخلوق إلا الله سبحانه وتعالى.
المعرفة
إنه من المؤكد تماماً أن هناك شيئاً موجوداً ونحن نستطيع أن نعرف بعض هذه الموجودات ونستطيع أن ننقلها عن طريق اللغة للناس بعض الذي نعرفه.
إن ما ندركه بحواسنا حقيقة يقينه ، وإن كان ما لا نعرفه أكثر مما لا نعرفه. إن أكثر الأشياء يقيناً أن هناك وجود وليس الأشياء عدم ، وأن شعوري بذاتي يقيني تماماً وأن في رأسي أفكار وأن لدي عقل يفكر وأشياء أفكر فيها خارج فكري وأن هناك لغة أنقل بها أفكاري.
وأنا متقين أن ما أعرفه أقل بكثير مما لا أعرفه وليس الذي أعرفه كل وهم. الأشياء موجودة بصفة عامة ونستطيع أن نعرف بعضها وتوجد في العالم حقائق فكل معرفة صحيحة هي معرفة حقه فإذا عرفنا شيئاً من الأشياء فيعني إننا قد عرفناه حقاً ما الحقيقة؟
الحقيقة هي مطابقة تصورنا الذهني للواقع سواء كان هذا واقع موضوعي خارج الذهن أو كان هذا التصور عن الفكر نفسه فإن كان هذا التصور عن الذهن نفسه والأفكار يجب إلا تناقض مع بعضها البعض وعدم تناقض أفكارنا يعني أنا أفكارنا صائبة ، وإن كان التصور عن الوجدان فهو تصور جميل إذا كان يطابق مشاعرنا حقاً.
الحقيقة هي خبر صادق وليس كاذباً أي قولنا مطابق للواقع، والقضية خبر دقيق ومطابق للواقع أي ما تقوله مطابق للواقع، والحقيقة قول صادق على وجه الإطلاق بالنسبة لكل الناس في كل زمان ومكان، وإذا حدوث بزمان ومكان فإنها لا تنفك عن الزمان والمكان وهي الحقيقة غير تاريخية فلان ولد في يوم كذا ومكان كذا.
الحقيقة ليست هي المنفعة لأن الحقيقة خبر يصف ما هو كائن وما قد كان وما يتوقع أن يكون يصبح حقيقة إذا وقع أما الخير فهو ما ينبغي أن يفعله المكلف وهو أن يفعل الإنسان ما ينفع الإنسان فالخير قصد الإنسان لفعل الخير للناس وإذا أريد به رضا الله فهو عبادة لله ، فالخير وصف لسلوك الإنسان المكلف بأنه نافع للناس، فالخطاب الأخلاقي أمر بفعل الخير (المصلحة) ونهي عن فعل الشر (المضرة) فالأخلاق ما ينبغي أن يفعله الإنسان لأخيه الإنسان في كل مكان وزمان والأخلاق فعل للخير وترك للمضرة وإزالتها وإزالة المضار مقدم على جلب المنافع.
القضية العلمية قضية صادقة تطابق الواقع ولا تتناقض مع المسلمات العقلية أما القضية الأخلاقية فهي قضية نافعة أي السلوك الإنساني يحقق منفعة للإنسان في كل زمان ومكان لأن الحقيقة مطلقة كما أن الخير مطلق لأن عدم الإطلاق تناقض فالعمل الصالح أداة لتحقيق المصلحة للإنسان في كل زمان ومكان بحسب الإمكان.
الحقيقة تصف ما هو كائن أو ما قد كان أما الخير فهو وصف للسلوك الإنساني من حيث النفع للإنسان فالأدوات والقوانين مسخرات للإنسان فنحن نحكم على السلوك الإنساني هل هو فعل خير أم فعل شر بحسب النيات إنما الأعمال بالنيات الحقيقة كشف للواقع والخير عمل إنساني والجمال انفعال وجداني ينتج من كو الشيء بلغ إلى كماله فالجمال حكم على ما ينبغي أن يكون عليه الشيء من الكمال فكلما اقترب الشيء إلى ما ينبغي أن يكون في تصورنا كلما استمتعنا به فالجمال هو بلوغ الشيء إلى كماله فالحقيقة معرفة مطابقة للواقع والأخلاق والأخلاق عمل ما هو خير وترك ما هو شر وإزالة للشر أما الجمال فهو شعور يأتي استجابة وجدانية لمدى بلوغ الشيء إلى كماله.
الحقيقة في إدراك الشيء وكشفه لا خلقه من قبل الإدراك.
المعرفة تتم بطريقتين إما بإدراك مباشر للشيء أو عن طريق الاستنتاج وإما عن طريق الملاحظة أو عن طريق الاستنتاج أي إما عن طريق الإدراك الحسي أو الإدراك العقلي (استنتاج ـ استنباط) الاستنتاج عبارة عن أقوال صادقة عقلاً أو بالملاحظة، والأقوال (القضايا) عبارة عن قاعدة تطبق وهذه القاعدة إما عقلية أو ملاحظة والقاعدة تعني أنه إذا وجد الأول يوجد الثاني والأول موجود إذن الثاني موجود وهذه هي القاعدة المنطقية والأقوال العقلية مثبتة بالملاحظة.
المعرفة علاقة بين الإنسان العارف والشيء المعروف والتصور الذهني واللغة الناقلة لهذا التصور والمعيار هو التطابق بين التصور والواقع والأقوال تصبح وخبر عن المعروف فإما أن يطابقه فيصبح خبر صادق وإما لا يطابق فيصبح خبر كاذب ، وصدق الخبر المنقول عن قائل يكتسب المصادقية من الثقة في القائل وخطه الدقيق للقول.
الخير علاقة بين السلوك الإنسان والأثر النافع الذي ينتفع به الناس والأشياء أدوات يستعملها الإنسان فإن كان فيها فائدة للناس فهي خير وإن كان فيها مضرة فهي شر والذي يوجه السلوك والأدوات نية الإنسان والنية لا يحكم عليها إلا إذا تحولت إلى عمل أو استعمال نافع والجمال هو حكم على الأثر الذي يحدثه الجميل في وجدان الإنسان فإن كان ممتع فهو جمال الجميل معيار جماله مدى اكتمال الشيء من حيث نموذج الجمال في التصور.
وجمال التعبير هو مدى دقته في وصف الشيء أو الشعور الذي ينتجه الشيء الجميل.
الخير طلب من الإنسان أن ينفع أخيه الإنسان أما الجمال فهو ما ينبغي أن يكون فإذا رأينا شيئاً جميلاً فإننا نقول لأنفسنا هذا ما ينبغي أن يكون عليه الشيء الذي رأينا فنعجب به.
القيم تقوم في عقولنا مثل القوانين الرياضية ، والقيم تتأثر على العلاقة الفريدة بين الإنسان والإنسان فالأخلاق إرادة إنسان عمل الخير لأخيه الإنسان وهذه الرغبة فطرية والوحي يؤكد هذه الإرادة ويخص عليها في كل مكان وزمان مهما كانت المبررات والله هو الذي خلقها في فطرة الإنسان وخص عليها الوحي الذي أوحى به إلى الرسل وهو ما يسمى بالإسلام والإسلام دعوة على الأخلاق طاعة لله والله أعلم بما يسعدنا في الدنيا والآخرة.

الإنسان
يتميز الإنسان بالتالي:
1 – التقنية والتقنية هي تسخير الإنسان لآلات من صنعه ، والتقنية صناعة إنسانية تطورت على تراكم علمي يتطور والإنسان يتعلم ممن قبله ويتعلم عن طريق اللغة ويفضل التراث العلمي يتقدم الإنسان في التقنية فهو يتعلم أكثر فأكثر والذي يتعلم ليس فرداً واحداً فقط المجتمع والتقنية ابتكار واختراع إنساني فكل جيل يتعلم ممن قبله وكل جيل تحدث عنده مستجدات كثيرة جداً وهذه المستجدات تحدث في الوسائل أما الإنسان فيظل هو الهدف من هذه الوسائل أحدثها من أجل خدمته والإنسان يخترع من أجل أمن ورخاء البشرية وهذا ما يسمى بالحضارة.
الإنسان لديه فكر والفكر يختلف عن المادة والطاقة والحركة والوسائل، الروح كل وهذا الكل له وظائف متعددة وصفات متعددة ولكنه ليس متعدد بذاته والعقل هو الوظيفة التي تميز الإنسان عن الوظائف الحيوانية والنباتية والإنسان لديه وعي بأنه له بدايته بدأت يخلق الله له ويجب أن يعتقد بالله الذي يشرع له من أجل أن تجربة في الآخرة بعد حسابه لأن مسئول عن عمله أمام الله والله لم يخلقه عبثاً فالعقل السليم يرفض العبث ، فما دامت الحياة الدنيا عبث بغير أن يشرع الله لها وينظمها كما نظم الكون بالقوانين فلا بد أن يختبر الله الإنسان في الحياة الدنيا بمدى تطبيقه للقوانين فعلى قدر تطبيقه لها يكون صلاحه في الحياة الدنيا وجزاؤه في الآخرة والجزاء من جنس العمل إن كان خير فخير وإن جزاء سيئة سيئة مثلها والله يضاعف الحسنات سبع مئة ضعف فالله أعلم بما خلق وهو أعلم فيما يصلحه.

الوجود
الكلمات المجردة ترجع إلى الكلمات المحددة المعنية ، والعدم شيء ذهني وليس شيئاً كائناً، وهناك فرق بين الموجود والواقعي والموجود المثالي (الزمني) أو الصوري ، والعدم نقصان في الموجود الواقعي ، وما هو نقصان أو غياب يمكن أن يكون شيئاً واقعياً والعدم الغيابي لفي لوجود أما المعدوم المطلق فليس بموجود ثم غاب بل مستحيل أن يوجد قبل أن يخلقه الله فالغياب ، شيء كان موجوداً ثم اختفى فالغناء عدم لاحق على الوجود والعدم سابق على الوجود فالوجود لا يصبح وجود إلا إذا خلقه الله تعالى وهناك من لم يسبقه العدم على الإطلاق ولم يفنى أبداً وهو الله فلو لم يوجد لم يوجد خلق ولن يوجد وهناك خلق خلق الله للأبد وهو الروح وهناك شيء خلق للغناء وهي المادة، والخالق مستحيل أن يخلق ومستحيل أن يغني والروح لا تفنى لأنها لو فنيت فأعيدت فلن تصبح هي نفسها فالشيء لا يكون وهو وليس هو، الوجود مستحيل أن يكون موجود ومعدوم في نفس الوقت العدم كان ممكناً في قدرة الله وكل شيء جائز أن لا يوجد وجائز ألا يكون على هيئته التي هو عليها والله يجعله على هيئة الآخر يوم القيامة والأشياء في الجنة تصبح ممكنة على حسب رغبة ساكنة الجنة.
الأشياء لها صفات تشكله بها الذات بحسب الإمكانيات جعلها الله في الشيء فالإنسان وهو مخلوق يبرمج كالإنسان الآلي فيفعل كما يبرمج ولكن الله جعل الإنسان باستطاعته أن يبرمج نفسه بالإضافة إلى برمجة الله له بالفطرة ولدى الإنسان القدرة على اكتشاف قوانين الأشياء وتسخيرها للشر أو الخير.
الشيء تظهر صفاته إذا دخل في علاقة السببية فالسببية هي حفز الإمكانية في الشيء فالأشياء متبادلة التأثير في بعضها بعضاً والإمكانيات تعبر عنها الصفات والإمكانيات تعبر عن الاستعداد لدى الشيء إذا ما التقى بالسبب.
العالم يتكون من أشياء معينة تتميز بصفات مشتركة وصفات مختلفة وصفة الفردية هي التي تميز الشيء عن أي شيء آخر.
الأشياء ترتبط مع بعضها عن طريق علاقات والفردية هي الأشياء (الجوهر) والأشياء لها صفات ، والعلاقة هي علاقة العلية والصفات الأساسية للموجودات هي الجوهر والصفة وعلاقة السببية هي حدث سابق يجعل الوجود يتصف بصفة تنتج من هذه العلاقة.
كل شيء عبارة عن تجميع تنتظم أو متعادل لصفات وعلاقات وكل شيء له صفة ماهوية أو جوهرية لا توجد في غيره ولو وجدت لأصبحت مثل غيره عام فتصبح الأشياء شيء واحد وهذا وحده الوجود المستحيلة والاطراد هو القانون والاختلاف هو الانفعال والتعدد والتكثر والشيء يتعدد من جنسه ويختلف لأنه هو نفسه ولا شيء غير نفسه فإذا انفعل الشيء عن نفسه أصبح غير نفسه ، والأشياء تؤثر في بعضها البعض إذا دخلت في علاقات مع بعضها البعض فإذا اطرد التأثير في العلاقة سمي قانون فإذا دخل شيء مع آخر في علاقة فأثر فيه تأثيراً مطرداً فإن ذلك يسمى علاقة السببية (القانون).
الوجود الذهني الصوري المثالي هو نسخة عن الشيء ليتعرف بها على الشيء مما نتعرف على صورتنا في المرآة فصورتنا في المرآة تشير إلى أنفسنا وليست هي أنفسنا وتنقل اللغة هذه الصورة إلى الآخرين.
المجتمع:
لو نظرنا حولنا فإننا نجد بشراً فإذا كانوا معاً سموا مجتمعاً والالتزامات الاجتماعية إنما هي التزامات إزاء بشراً يتعاونون من أجل المصلحة العامة والفرد في المجتمع له حقوق وعليه واجبات تجاه المجتمع وأفراد المجتمع جواهر لها علاقات مع بعضها البعض وهذه العلاقات تبدو في شكل تعاون من أجل تحقيق غاية مشتركة الخير العام والخير العام يسعى إليه الناس سعياً مشتركاً للوصول إليه بالمشاركة والخير المشترك يناله الجميع.
الله جل في علاه
الموجود الواقعي لا يمكن أن يفسر إلا بالتسليم أن الله خالق كل شيء وهو على شيء قد يرد بكل شيء عليم ولا يعجزه شيء وأن مشيئة الإنسان منحة من الله تعالى والله ليس كمثله شيء وهو أزلي أبدي فوق الزمان والمكان.
فكرة وجود الله فكرة بديهية موجودة لدى الإنسان بالفطرة مثل الأفكار الرياضية بل هي أوضح منها فالله بالنسبة للعقل ضروري لتفسير وجود العالم وما دام هو سبحانه ضرورة عقلية فإن هو وحده المستحق للتعظيم لأنه الأكبر والأعلى فالإنسان مساوي لأخيه الإنسان فلا يشرع له والأكبر هو الذي يشرع لأنه أعلم بمن خلق قلا يترك سبحانه الناس حتى يثبت لهم التجربة ما يصلح لهم ورحمة الله يقتضي أن يعلمنا ما ينفعنا ويضرنا ولا أحد يعرف الله إلا الله فلا بد أن يوحي إلينا ما يمنعنا ويضرنا ويعلمنا ما ينبغي لنا أن نعرفه كالإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه والملائكة والجن وعالم البرزخ وعالم الآخرة والحساب ويعلمنا أن الله الحسنى وصفاته العلا ويعلمنا كيف نوحده ونصلي له والتصدق من أجله وهو الغني الحميد وكيف نصوم ونجح ونعتمر وندعوه ونذكره ، وأن نعبده كأننا نراه فإن لم يكن نراه فإنه يرانا ونفعل الخير رغبة في رضاه وإتقاء سخطه.

الجوهر
ينحل العالم إلى الأصغر وهو الذرة الروحية أو الجوهر أو الهيولي وهو كالصلصال تتغير صورة ولكن يبقى صلصال فالصور هي الصفات وجوهره هو أنه صلصال فالصلصال لديه استعداد للتشكل إلى حد معين وهذا الاستعداد جعله الله في الشيء حيث أوحاه إلى الشيء كما أوحى ربك النحل وكما يبرمج الإنسان الآلي ولله المثل الأعلى.
الجوهر هو المصوف الذي تحمل عليه الصفات والصفات أعراض فالصلصال إذا غيرت صورته تختفي فيه الصورة الأولى.
الجوهر بسيط أي غير مركب من أجزاء وهو لا يتجزأ لأنه إذا تجزأ انفصل عن نفسه وأصبح غير نفسه والجوهر واحد لا يتعدد وليس له شيء يشبهه فهو اختلاف تام . والجوهر مقابل التشابه والتعدد والانفصال عن نفسه ، وهو النقطة الرياضية في الرياضيات والنقطة المادية في الطبيعة وهو النقطة الروحية.
الجوهر يختلف من غيره تفرده التام وهو كيف وليس كم يتميز بالتفرد التام، فهو لا يزيد ولا ينقص ولا يضاف إلى غيره ولا يخرج من نفسه ولا يمتد إلى نفسه ولا إلى غيره.
الجوهر استعداد خاص لاتصافه بصفات خاصة به تميزه عن غيره، فطرة الله عليها فنار إبراهيم غير الله فطرتها فجعلها برداً وسلاماً على إبراهيم وضع الله فيها استعداد لتلقي أوامر التشكل من قبل الله تعالى.
الروح لها شكل في عالم الذر غيره في عالم الأرحام وعالم الدنيا وعالم البرزخ وعالم الآخرة كالشريحة بحسب ما تبرمجها عليها الجواهر منفصلة عن بعضها البعض ولكن بينها تأثير متبادل فالسابق يؤثر على اللاحق بقدر استعداده الذاتي للتشكل فالسبب يحفز الاستعداد ليأخذ شكله بسبب دخول اللاحقة في علاقة معه العلم عبارة عن خبر يصاع باللغة والخطاب العلمي خبراً يحتمل الصدق والكذب فهو صادق إذا أثبت بالملاحظة أو بالأفكار الفطرية ففكرة الجوهر فكرة توصل إليها، والمعنى هو ما يحكم عليه بالصدق والكذب ومعيار الصدق هو المطابقة بين التصور والوقائع، والكلمة الواحدة تشير إلى شيء أو صفاته أو علاقاته فالاسم يشير إلى شيء والفعل يشير إلى حدث والصفة تشير إلى أعراض الشيء والأدوات تشير إلى العلاقات فالمعنى يعني أن الكلمة لها وقائع خارجية، فالمعنى هو الفكرة المطابقة للوقائع أو الأحداث أو العلاقات أو جهة المكان أو الزمان المكان هو التخير والمتحرك فيه والزمان ترتيب الأحداث حدث مضى فهو ماضي ومستمر فهو الآن ويمكن أن يحدث فهو المستقبل فالماضي عبر والحاضر وجود وتجربة والمستقبل غاية.
الجواهر تدل على انفصال الأشياء بعضها وتعددها وتكثر الأجناس تتعدد وتتكثر والصفة المميزة هي التي تنوع الأشياء والصفات المتشابهة هي التي تقارنها وتقيسها.
الكلمة تشير إلى جوهر حيث أن العالم ينحل إلى جواهر واللغة معنى ألفاظها الأشياء وحوادثها وصفاتها وعلاقاتها .
فكرة الجوهرة قائمة على الفكرة الفطرية القائلة أن الموصف لا تتغير متغير صفاته (أعراضه) فإذا تغير أصبح غير نفسه ، فالتغير يلحق الأعراض (الصفات) ولا يلحق الجوهر ، والجوهر هو الوجود الذي يؤدي تغيره إلى العدم.
الجوهر يقوم بذاته والصفات تقوم بالجوهر وقابليته والسببية تحفز الاستعداد للتصور والتشكل الممكن بحسب برنامج الشريحة الوجودية التي أودعها الله في شريحة الوجود والصفات هي المعلومات التي يعبر بها الجوهر عن إمكانياته إذا ما دخل في علاقة سببية مع غيره.
العلية هي التي تربط الأشياء والغاية هي التي توجه السلوك والسلوك الجماعي تحركه الغاية العامة المصلحة العامة (الرخاء).
الجوهر ليس له حجم أو مقدار، وفكرة الجوهرة فكرة عقلية بحتة فالعقل يحتوي على المعاني العامة التي ليس لها وجود مستقل خارجه ولكنها شاملة لكل الموجود الفردي ومن بين المعاني العامة (الجوهر والزمن والعدد والترتيب والتشابه والاختلاف والعلة ومبدأ عدم التناقض، وهذه حقائق عقلية فطرية مشتركة في كل العقول، الجوهر هو الموصوف أو المحمول الذي يحمل الصفات، والجوهر مقتصر إلى أي مخلوق ولكنه مقتصر إلى الغني الحميد بأن يمده بالاستعداد والقابلية والإمكان وطريقة التأثر عندما يدخل في علاقات مع الأشياء فكل شيء له تأثير خاص على كل شيء إلا الله تعالى. فالله هو الذي يحفظ الأشياء من أن تزول وهو الذي يوجه بالاستعداد والإمكانيات وكيفية التأثرات الخاصة بسبب دخولها في علاقة مع أي شيء.
الجوهر ما لا يقصد على شيء إلا الله تعالى:
الجوهر لا يمتد ولا يشبهه شيء وهو لا يشبه الله أيضاً الذي ليس كفؤ أ؛د المادة تمتد والجوهر روح لا تمتد والروح تعي نفسه وتعي غيرها فالجماد ليس فيه إحساس ولا عقل والحيوان له إحساس وليس له عقل والنبات حي الإنسان والحيوان ولكن ليس حس ولا عقل . والعقل القدرة على الاختيار بين البديلات والاختيار يقتضي الحرية والحرية تقتضي الإرادة والإرادة تفسر النية والطبيعة تفسرها العلية والإنسان يميزه العقل والعقل يوجهه السلوك بالنية والنية توجه السلوك بالغاية والسلوك إما إقدام أو إحجام والغاية الخيرة تأمر السلوك بتحقيق الخير والفكر الصحيح والغاية يوجهها الإنسان الخير.
الروح مختلفة عن المادة فما دامت مختلفة فهي ليست مادة والروح كائن حي يمتاز بالتفكير والجواهر تحل في بعضها فتنعدم، فهي عندما تتحرك تتحرك في مكان مرن يسمح لها بالحركة فالمتحرك لا يتحرك في الفراغ والفراغ عدم والعدم لا يسند الوجود كالمطاط يمتد ويصبح نفسه فلا ينفصل عن نفسه فالمكان عندما يمتد إنما يعتمد مطاطيته الوجودية التي أقدره الله عليها . فالجوهر يحد بمحيطه المكاني وتتابع أحداثه زمنياً وهو في وجوده آن فلو أصبح ماضي انعدم وصار لا شيء، وصفه الجوهر إمكانياته على التشكل بسبب تدخل العلية التي برمج الله عليها الكون.
الجوهر لا يحل في غيره فينعدم ولا يحل شيء فيه فينعدم والروح جوهر جعله الله يدرك ذاته وغيره فبذلك ملك العقل ، ولقد جعل الله في العالم علية تنتج معلول ضروري وعلى العكس من ذلك إذا لم يعطه الله عليه حتمية فلن يكون في الكون عليه فعليه عالم الذرة غير علية عالم الأرحام غير علية العالم الدنيوي وعلية العالم الدنيوي غير علية عالم البرزخ وعلية البرزخ غير علية عالم الآخرة فكل شيء جائز أمام إرادة التي لا يعجزها شيء ولا يمنعه شيء فهو لا يحده مكان لأنه خالق المكان ولا يحده زمان لأنه خالق الزمان ولا يعد لأنه خالق العدد والعاد والمعدود فلا تحده حدود فهو خالق الحدود ولا تحده قدرة لأنه خالق القدرة لا تغلبه قوة لأنه يخالف الذوات والصفات ليس كمثله شيء وهو على كل شيء قدير وبكل شيء عليم والحي القيوم وهو لا يسأل عما يفعل وهم سائلون.
الوجود جوهر والجوهر تتبدى ذاته بصفاته وحركاته مجالات أفعاله الصفات يحكمها قانون الجوهر ونظامه والحالة يحكمها نية الفعل المقصد من الفعل.
الحقيقة كاملة فنحن نتعرف عليها بقدر معرفتنا للقانون الواحد يحكم الكون كله والحقيقة الكاملة لا يعلمها إلا الله تعالى فتنكشف لنا عندما نرى الله جهرة في الجنة إنشاء الله وبحوله . وصفات الروح الحياة والتفكير والمشاعر عالم، عالم عيان وعالم جنان وعالم وجدان عالم العيان حسي يدرك بالحواس وعالم الجنان يدرك بالحدس المباشر وعالم الوجدان تدرك أحواله بالاحتلام التام المميز عن غيره من الحالات تميز تام فعالم الحس من اختصاص العلوم الطبيعية وعالم الجنان عالم صوري يلتقط صور للأشياء والأحداث فالسينما تجسد الخيال والخيال المتحرك والمتواصل والمسرح يجسد العالم في الخارج بحيث كل يؤدي دوره فيختفي في عالم البرزخ وتكون النهاية في عالم الآخرة النهاية التي ليست لها نهاية والوهم يجسده فيلم الكرتون والسيناريو يجسده خطة الله الكونية (القضاء والقدر) والحرية في الحياة الدنيا كحرية الممثل داخل النص، الذهن تجسده شاشة الحاسوب.
والمرآة والكلام يجسده الكتاب والتلفاز التفاعلي والمعرفة داخل الذهن تجسده الحاسوب والتناسق والنظام يجسده المصنع الإلكتروني والكون له ذاكرة بحسد كل الأحداث والشعور يجسده القرص المدمج الذي يسجل أدق الأشياء مهما كانت مختلفة والفن تجسده الموسيقى التي تتحول إلى صور والموسيقى هي لغة المشاعر الخارجية إذ تعبر بالزمان دون المكان والأحداث تترابط في الإدراك كما تترابط الصور بحركة الفيلم . فالصور كلمات داخل الفلم تترابط بالحركة وتتواصل بالكلمات والسببية هي ردات الفعل على العقل والوجدان إما تدفع إلى الحركة أو السكون فالحركة توقفات في المكان فكلما قل التوقف في المكان أسرع الزمان والشعور يسرع بالفرح ويطول بانتظار الحبوب ويقصر بانتظار الخطر والتهديد.
الوجود حاضر لا ينقطع والماضي أعراض لم تعود مرة أخرى ، والمجهول قد يعرف وقد لا يعرف والذي لا يعرف أبداً هو المعدوم الذي لم يوجد ولكنه يعلمه إذا قدر أن يخلقه فكل شيء موجود بمشيئته سبحانه.
اللامتناهي شيء لا نعرف نهايته والأزل ما ليس له بداية والأبد ما ليس له نهاية.
الكون ما دام قد أثبت أنه له بداية فالله هو المبدي وما دام له نهاية فالله المعيد وهو سبحانه المبدي والمعيد.
الجوهر استعداد تام للاتصاف بما أراد الله أن يتصف به كالشريحة القابلة لما يبرمج فيها فالسبب يحرك الفلم فتظهر صورة فنحن لا نستطيع إذا حركنا القلم أن نضيف إليه ما ليس فيه، أما الذهن فيه فيلم صورة الله وأعطانا الله قدرة أن نضيف إلى الفلم صور جديدة نلتقطها من الطبيعة أما الفنان فهو الذي صور الفيلم وهو الذي ينتجه ويخرجه ويعرضه في عمله الفني.
الجوهر كلوحة الإعلانات واحدة ولكن تظهر عليها صور ثم تختفي فتظهر صور أخرى ثم تارة أخرى.
الصور مبرمجة على شريحة والشريحة هي الجوهر والصفات هي الصور، فالمادة هي الشاشة التي تظهر عليها الصور ولكن الروح تصنع صور رمزية في الفن.
الجوهر حامل الصور الحسية والروح تحمل الصور العقلية والصور الوجدانية، فالصفات بعضها مشترك وهو ما يكون الفئة وكل فئة تزداد عنها صفة فتصبح فئة أخرى فنحن نقارن بالصفات المشتركة ونميز بالصفات المختلفة والعلاقات تنتج من مقارنة فكرة بفكرة فيها صفة مشتركة والتكرار في الحوادث هو الذي يكون القانون والعمومية تأتي من الصفات المشتركة والمجتمع قواعده السلوك المشترك والخصوصية في عدم التكرار وعدم التشابه.
يتميز الجوهر بالصفات التي تنتج في الدخول في علاقة التأثر والتأثير.
الجوهر فكرة فطرية ، وأن المعرفة تتضافر فيها الإحساسات من جهة ومقولات العقل من جهة أخرى ، والجوهر هو حامل الصفات لأن الصفات لا يمكن أن تكون وحدها، والحامل شيء والصفات شيء آخر مثل البطرية عندما تخرج منها الكهرية فلو كانت الكهربة مفقودة ما استطعنا أن نضيء المصباح فالمصباح غير الكهربة ولكن المصباح المضيء كهربة ومصباح معاً فالضوء قد يشتد وقد يضعف فتغير درجة الكهربة وانطفاءها لا يعني أن المصباح انعدم ما دامت إمكانياته.
الجسم الإنساني عندما تتغير خلاياه كل عشرة سنين تبقى الصورة ثابتة فعندما تغادر الروح الجسد تبقى الروح كما يبقى الجسد بعد خلع الثوب فالثوب هو الصفات والروح هو الجسد فالمادة هي الصورة التي تأخذها الروح فالجسد الأخروي يختلف اختلافاً كلياً عن الجسد الدنيوي.
الصور تظهر مجردة في الحلم كما تظهر مجردة في الفيلم وكما تصور الصور على صفحة الكون فلا تختلط ولا الأصوات في الفضاء فالصور تظهر في كل مكان يوجد فيها اللاقط رغم أن صاحب الصور واحدة فتعدد الأبعاد لا يجزأ الجوهر فالصور هنا انفصلت عن صاحبها كما انفصلت صورة الشيء في الذهن عن الواقع وكما انفصلت الصورة عن المنظر فأصبحت في ورق فالصورة الذهنية ليست صورة هندسية فهي خارج المكان والمكان والزمان إنها صورة على شاشة الروح وإلا كيف نرى الأحداث المستقبلية في الرؤية الصادقة إنها صورة ملتقطة من اللوح المحفوظ سينما المستقبل فالروح تلتقط بغير واسطة حيث لا زمان ولا مكان .. في هذه الساحة الروحية تلتقي الأرواح بالأرواح وتلتقي الروح بالمعاني الخالدة الأبدية منها يوحي الله إلى رسله وإليها عرج النبي صلى الله عليه وسلم حيث وصل إلى سدرة المنتهى هناك النهاية حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم نور أي رآه وحيث نرى الله جهرة في الفردوس الأعلى اللهم بلغنا ذلك إنك مجيب الدعاء فلا حول ولا قوة إلا بك إنك على شيء قدير والروح من أمر ربه إنها نفخة الله في الإنسان فمنها نطلع على السر وهي السر الأعظم من خلقه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

القضايا
القضية هي الجملة الخبرية التامة والجملة الخبرية هي التي تحتمل الصدق والكذب والجملة الخبرية الصادقة هي المثبتة والكاذبة هي الجملة المنفية.
الحكم هو النفي أو الإثبات، والمحكوم عليه هو الاسم، والمحكوم به هو الصفة فإذا أثبت سميت القضية إيجابية وإذا نفيت الصفة سميت القضية سلبية مثل محمد ناجح قضية إيجابية.
محمد ليس ناجحاً قضية سلبية.
ونحن لكي نفهم الشيء نحدد صفاته ونحدد عناصره وهذا يسمى تحليلاً فإننا عندما نركب نحدد صفات الشيء التي يتميز بها عن غيره ونتعرف على العناصر المكونة لها.
الاستدلال:
الاستدلال نوعان:
1. استقراء : وهو استنتاج القاعدة من الأمثلة.
2. الاستنباط : تطبيق القاعدة على الأمثلة.
خطوات الاستقراء:
1. الغرض.
2. إثبات الغرض بالملاحظة أو التجربة.
3. القياس : وهو مقارنة شيئين أو أكثر بصفة مشتركة.
الأدلة:
1. البديهيات مثل كل حادث من محدث.
2. الملاحظة.
3. التجربة.
4. الوحي.
5. الخبر الصحيح عن الضابط الثقة.
الأحكام العقلية:
1. الجائز : وهو ممكن الوجود والعدم وهي المخلوقات بالنسبة لقدرة الله.
2. المستحيل : هو الذي لا يمكن وجوده هو أن يكون الشيء معدوم وموجود في نفس الوقت.
3. الواجب : وهو الله تعالى.
صفات الوجود:
1. أن يكون موصوف له صفات.
2. العدد.
3. المكان.
4. الزمان.
5. العلاقة.
6. التأثر والتأثير (العلية).
7. الحركة والسكون.
8. الاجتماع والافتراق.
9. الغاية.
10. الوسيلة.
الاشتراط:
هو أن شيء إذا وجد معه شيء آخر مثل الإشراق بطلوع الشمس: إذا طلعت الشمس ظهور النور.
التساؤل:
1. (هل) تسأل عن الإثبات هل الكتاب عندك؟
2. (ما) تسأل : تسأل عن الحقيقة : ما الذي معك؟
3. (لما) و(لماذا) تسألان عن علة الشيء أو غاية العمل.
4. أي تسأل عن التميز (أي شيء تريد؟).
الحوار
شروطه:
1. أن تكون على علم بموضوع الحوار.
2. إثبات ما تدعيه.
3. نفي أدلة محاورك قبل أن تثبت حجتك التي تخالف حجته.
4. التسليم بالحجة الصائبة.
5. التنازل عن الرأي الباطل.
6. الاستفادة من المحاور.
7. عدم الناقض.
8. نقاش الموضوع من جوانبه.
9. التوصل إلى نتائج بإثبات الفرض الصحيح.

الشعور الأخلاقي
الأخلاق : لغة الصفاء من الشوائب والإخلاص إرادة مرضاة الله واتقاء سخطه وضده الرياء والرياء إرضاء الآخرين على حساب مرضاة الله، والذي يخلص عمله لله يكتم عمله عن الخلق والإخلاص يبعث على الحماس والمبادرة إلى عمل الخير والصبر في سبيل تحقيقه والحرص على إخفاء العمل وكراهية الشهرة، وإتقان العمل الخيري في السر.
الإخلاص يدفع إليه الخوف من سخط الله، والخوف توقع حلول مكروه أو فوات محبوب والمكروه في الخوف من الله غضبه وفوات المحبوب في الخوف من الله مرضاة الله، ومرضاة الله تتحقق بفعل الخير وسخطه يتحقق بفعل الشر.
الذنب هو الذي جعلنا نخاف من الله وهو التقصير في الواجبات وارتكاب المحرمات فنحن نرجو مرضاة فعل الخير ونخاف من الله بسبب فعل الشر (الإضرار) والرجاء توقع ما هو محبوب بسبب فعل الخير رغبة في مرضاة الله.
الرجاء يكون للخير والخوف يكون للشر، الرجاء توسل بالخير لإرضاء الله وترك للشر أو إزالته أو منعه خوفاً من غضب الله والرجاء مقرون بالتوكل لأن المتوكل يطلب ما رجاه من منفعة ومن دفع للمضرة.
والرضا ضد السخط ورضا الله يتحقق بالرضا بقضائه وعمل الخير وترك الشر.
الرضا بالمقدور يقتضي الصبر عليه ، والرضا بالقضاء يعني أنك تعلم أن الله يفعل بك إلا ما فيه نفع لك حتى وإن كرهته والرضا يقتضي الصبر على المقدور والصبر عدم الجزع وذلك لاقتناعك أن ما يحدث لك هو من صلاح على المدى البعيد ، فالصبر ناتج من أنك ترى إحسان إليك فتؤمن أن الله لا يفعل بك إلا خيراً وإن بدى في صورة الألم والعذاب فالعذاب في الدنيا يمحو السيئات فلذلك تشكر الله على المكروه الذي تعبر عليه.
الشكر الاعتراف بإحسان الله إليك حتى بالمكروه الشكر اعتراف بحدوث ما يرضيك.
المشاعر تحدث من الإدراك ما أدراك النعم يجعلنا نعترف بالنعم فنشكره عليه وندرك المكروه فنصبر عليه لما فيه من الخير الذي يعلمه الله فلا نعلمه وإحساننا الظن بالله يجعلنا نتوكل عليه والتوكل هو الاعتماد والتفويض والتوكل على الله تعالى الاعتماد عليه في استجلاب المصالح ودفع المضار في الدنيا والآخرة أي الإيمان بأن الله هو الذي يجلب لنا المنافع ويدفع عنا المضار مع فعل الأسباب المودية إلى جلب المنافع ودفع المضار وإذا كان الله قد جعل لكل عمل جزاء من جنسه فقد جعل جزاء التوكل عليه الكفاية ومن يتوكل على الله فهو حسبه ولو كاده من في الأرض جميعاً.
الاعتراف بالله يقتضي محبته ومحبته تقتضي مرضاته بفعل ما يحب وما يحبه هو أن تفعل الخير وتكشف عن الشر وتمنعه إن استطعت وذلك يقتضي أن يحاسب نفسك فترضى بما يرضيه تكره من نفسك إذا فعلت ما يسخطه وذلك تقتضي أن يحاسب نفسك قبل العمل وبعده.
ومحبة الله تقتضي الورع والورع الكف عما لا ينبغي من ترك الواجبات وفعل المحرمات ومن فعل المحرم أو ترك الواجب عليه بالتوبة بدفع إليها الاعتراف بالذنب والندم على فعله والإصرار على الإقلاع عن الذنب والاستمرار على أداء الواجب المتروك وترك فعل المحرم . وذلك ناتج من محاسبة النفس.
سلوك المسلم
1 – الطهارة:
وهي النظافة من الأحداث والأنجاس والذنوب والآثام وإزالة الفضلات والأوساخ وقص الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة والختان والاستنجاء والاستجمار.
2 – العبادات المقيدة:
وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلاً وأداء العمرة وتلاوة القرآن وتديره والأذكار والدعوات.

3 – آداب الأكل:
يجب أن يكون الأكل حلالاً وغسل اليدين قبل الأكل وبعده والتسمية والأكل باليمين والحمد له في بعد الانتهاء من الأكل.
4 – آداب النوم والاستيقاظ:
النوم المبكر حتى نستطيع القيام لصلاة الفجر.
السلوك السيئ والطيب
1. العين يجب أن تدرب على الملاحظة العلمية والفنية ويحرم على العين النظر بشهوة إلى غير الزوجة والتجسس والنظر باحتقار.
2. الأذن: يجب أن تدرب على الملاحظة العلمية وسماع الأصوات الجميلة ويحرم عليها السماع بشهوة إلا الزوجة وسماع الباطل والكذب والفحش والجس والسب والغيبة والنميمة.
3. اللسان: يجب أن يدرب على النطق السليم للغة والتعود قول الصدق والتحدث بالعلم وتلاوة القرآن والذكر والدعاء المأثور ويحرم قول الكذب وخلف الوعد وعدم الالتزام بما تعامد عليه والغيبة والنميمة والجدال بالباطل وتزكية النفس والسب واللعن والدعاء على الحلق والسخرية.
4. البطن: يجب تناول الغذاء الكامل وشرب الماء ويحرم أكل الحرام والطعام الضار أو الناقص إذا توفر.
5. الفرج: يجب ممارسة الجنس مع الزوجة ممارسة تعفها ويحرم ممارسة الجنس مع غير الزوجة ويحرم ممارسة الجنس في غير القبل مع الزوجة وغيرها.
6. اليد: يجب تعويد اليد على العطاء والمساعدة في الخير ويحرم الضرب والجرح والقتل والسرقة والاختلاس وخيانة الأمانة والتخريب والإتلاف وكتابة السوء.
7. يجب التعود على الإقدام على فعل الخير والإحجام عن فعل الشر.
العقل
يجب على المسلم أن يقرأ في شكل ميسر في العقيدة والعبادات والمعاملات حتى إذا ما فهم فهماً جيداً استحب له التعمق كما يجب عليه أن يلم بأساسيات العلوم الطبيعية والإنسانية ويستحب له بعد ذلك أن يتعمق كما يجب الاستفادة منها في حياته.
المشاعر
يجب على المسلم أن يتعود الحب في الله والبعض ويحب الله أكثر حباً من غيره ثم حب الرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره من الخلق ثم حب الناس كما يحب نفسه ويستحب أن يؤثر الناس على نفسه ويحرم حب الباطل والشر ويجب حب الحق وحب الجمال وكراهية القبح ويحب الخير وكراهية الشر، ويحرم حب التكبر ويجب حب التواضع ويحرم الفخر والسخرية والاستهزاء، ويجب حب الكرم وكره البخل والشح والطمع وحب الصدق وكره الكذب وحب الإصلاح وكره الإفساد وحب كتمان السر وكره إفشائه، وحب ستر العيوب ونشر الحقائق والسكوت عن قول الباطل وما يوغر الصدور، وقول ما يساعد على الحب وحب الإضفاء إلى الحق والانصراف عن الباطل، وحب الدفاع عن الحق وكره الدفاع عن الباطل وحب كفاح الباطل، وحب العفو والتسامح وحب الدعاء بالخير وكره الدعاء بالشر، وحب إدخال السرور على الناس وكره قول (ما يحزنهم وحب الوفاء وكره الغدر، وحب السلام والتوديع وحب إحقاق الحق وإبطال الباطل، وحب تعويد الناس على قول الحق وإنكار الباطل وفعل الخير ومنع الشر، وحب العزم على فعل الخير وكره التردد فيه ، وحب البحث عن الحقيقة وكره نشر الباطل والفساد وحب محاربة الفساد.
وحب طلب الخير وترك الشر والأمر بالخير والنهي عن الشر وحب الإخبار بالحق ودحض الباطل وحب العمل على إسعاد الناس كره إتعاسهم، وحب المشاعر الحسنة وكره المشاعر السيئة ، وحب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وحب الجنة وكره النار ، وحب الحياء وكره الرياء وحب الإيمان وكره الكفر والشرك والنفاق ، وحب إخلاص العمل لله والتوكل على الله وحب إحسان الظن بالله ، وكره سوء الظن بالله وحب الكلام في الحق والخير والجمال وكره الخوض في الباطل وفيما لا يعني والمراء والمجادلة بالباطل وجحد الحق وكره الفحش والسب واللعن والمدح بالباطل، وحب الغضب من أجل الحق وكره الغضب من الباطل والحقد والحسد، وحب الغضب لله وكره الفخر والسخرية والغيبة والنميمة، وحب التوبة وهي الاعتراف بالذنب والندم عليه والإقلاع عنه والاستمرار في الإقلاع ، وكره الحاضر السيء وحب الخاطر الحسن، وحب الشهوة الحلال وكره الشهوة الحرام وحب الاعتقاد ببرهان وكره الاعتقاد من غير برهان ، وحب قوة الإرادة في الخير وكره إرادة الشر، حب التفكير في البحث عن وكره التفكير في تبرير الباطل، وحب اليسر وكره العسر.
النزوع
النزوع يبدأ بمعرفة ما نريد فعله ثم الرغبة في الفعل أو الترك يدفعنا إلى السلوك اقتناعنا به وتحمسنا له والإقدام على الفعل وإزاحة الموانع وتوفير الشروط فالأخذ بالأسباب.
النفس مفطورة على حسب من يحسن إليها وكره من يسيء إليها فالإحسان يجل للحب والإساءة مجلبة للكره، والإنسان السوي يحب الإحسان ومن يحسن إليه ويكره الإساءة ومن سيء إليه، والناس يحبون من يحسن تلقائياً.
النزوع ينتج من الاقتناع نتيجة الفعل والرغبة في تحقيقها والشعور بالفرح بتحقيقها والاقتناع بالنتيجة الحسنة وتحقيقها والرغبة المسئولة هي رغبة العاقل البالغ الرشيد المختار ، والنزوع أمر النفس بالفعل وهذا يسمى إقداماً ونهيه النفس عن الفعل يسمى إحجاماً والدافع الطبيعي للإقدام حب الخير، والدافع إلى الإحجام كره الشعر رغبة في مرضاة الله تعالى، والحب سببه الرغبة في مرضاة الله والكره سببه إتقاء سخط الله الجبن خوف من الباطل والشجاعة حب الحق.
الإيمان والإسلام
الإيمان لغة التصديق واصطلاحاً التصديق بما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التصديق يقتضي تطبيق الوحي وتحويله إلى سلوك وضد الإيمان الكفر وإخفاء الكفر والقيام بالسلوك الإسلامي نفاق والكفر إنكار الله والنبي صلى الله عليه وسلم وهذا يؤدي بدوره إلى عدم الالتزام بتعاليم الإسلام ويظهر الكفر بالقول المخالف للعقدية وعدم الالتزام بقواعد الإسلام التي تنظم السلوك ، والإيمان مصادقة السلوك المطبق للإسلام عن اقتناع ، والاقتناع مع مخالفة السلوك فشق.
الإيمان بالله يدفعنا إلى حبه أكثر من خلقه وإيماننا بنسوة محمد صلى الله عليه وسلم يدفعنا إلى حبه أكثر من غيره من الخلق ويدفعنا إلى فعل الخير مرضاة لله وكرهنا للشر دفعاً لغضب الله.
الله
هو اسم الله الأعظم الجامع لصفات الكمال النافي لكل نقص وذلك يقتضي عبادته وحده لأن ما سواه مخلوق المخلوق والمخلوق ناقص وهو لنقصه يحتاج إلى الكامل.
الله ما زال يخلق ألواناً كما دل على ذلك العلم، الله موجود لم يخلقه أحد والخلق مخلوق من العدم والمادة تفنى والروح لا تفنى ، ودعاء المطر دليل على أن الإنسان مفطور على الإيمان بالله خالقاً ورازقاً ومدبراً مهيمناً وعالم بكل شيء وقادر على كل شيء.
الله أحد لأنه لو وجد غيره معه لاختلفا في المشيئة فهو لا يحتاج من يعلمه أو يساعده وذلك نقص في العلم والقدرة.
توحيد الله يقتضي إفراده وحده بالعبادة والتوحيد ينافي الكفر والشرك والنفاق.
الله هو الأول وليس قبله شيء والآخر وليس بعده شيء ، وهو المبدي والمعيد وهو بكل شيء قدير وبكل شيء عليم ومادام هو الأول والآخر فهو الباقي.
القدرة ضد العجز والقدرة تقتضي كونه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم ، فالإرادة القصد والإرادة تدل على الاختيار والاختيار يقتضي العلم بكل شيء والرضى بما اختار، والإرادة تقتضي الحياة والحياة والعلم يقتضيان الكلام وعدم الكلام عجز عن الخطاب ، والعلم يقتضي السمع والبصر.
الله لا يتصور العقل إن كان معدوم لأنه لو كان مهدوم ما استطاع الخلق والخالق يستحيل على العقل تصور عدمه، فالله يستحيل أن يكون معدوم والمخلوق يستحيل أنه كان موجود عندما خلقه الله فقدرة الله جعلته ممكن الوجود بعد العدم والقدرة تصرف في الممكن والممكن ضد المستحيل والقسمة العقلية تقول بأن الله هو المبدي والمعيد فهو أول لا آخر له فهو موجود ولم يسبقه العدم لا يلحقه العدم فالله خلق خلق يسبقه العدم ولا يلحقه العدم وهو المادة ووجود يسبقه العدم ولا يحلقه العدم وهو الروح.
صفات الذات الحياة الباقية فالحياة التي لم يسبقها عدم حياة الله وحياة الروح يسبقها العدم ولا يلحقها العدم وحياة الملائكة والجن والإنس أرواح وحياة الحيوان يسبقها العدم ويلحقها العدم، وحياة الأرواح تقتضي العلم والقدرة فالقدرة والعلم لدى الأرواح لا علمها إلا ما علمها الله بالفطرة والاكتساب بالتجربة والملاحظة والوحي فالحيوانات أوحى الله إليها على الفطرة وهي هداية الفطرة.
صفات الله
1. الله اسم الله الأعظم يدل على الذات لاهية الجامعة لجميع صفات الكمال.
2. الرحمن المنعم بجلائل النعم على كل مخلوق ويشمل خيرها كل مخلوق.
3. الرحيم : هو المحسن.
4. الملك: المتصرف بالأمر والنهي في كل شيء.
5. القدوس: الذي لا نقص فيه.
6. السلام: الخالي من العيوب والفنا.
7. المؤمن : البالغ منتهى العلم اليقيني.
8. المهيمن : المراقب.
9. العزيز: الغالب الذي لا يغلب لكمال قدرته وقوته.
10. الجبار: القاهر حلقة على ما أراد.
11. المتكبر: الذي يعلم حقيقة ذاته فيثبت لنفسه وصفه الحقيقي.
12. الخالق : هو موجد الشيء على غير منال سابق له.
13. البارئ : هو الذي جعل المخلوقات كلها بريئة من التنافر المخل بالنظام.
14. المصور: المبدع للصور والمرتب لها.
15. الغفار: هو السائر لذنوب من يشاء من عباده.
16. القهار: هو النافذة مشيئته في خلقه.
17. الوهاب: المعطي من غير مقابل.
18. الرزاق : هو الذي خلق ما يشبع حاجات خلقه المادية والمعنوية.
19. الفتاح : هو الذي يوفر لخلقه كل نافع لهم.
20. العليم: ذو العلم الكامل.
21. القابض : المضيق لرزق لمن أراد.
22. الباسط: الموسع لرزق من يشاء من عباده.
23. الخافض : هو المهيمن لمن يشاء من عباده.
24. الرافع: هو المعلي مكانة من يشاء من عباده.
25. المعز: وهو المعلي لشأن من يشاء من عباده.
26. المذل: المهين.
27. السميع : الذي يسمع كل شيء.
28. البصير: الذي يرى كل شيء.
29. الحكيم : هو الذي يقدر كل شيء.
30. العدل: هو الذي لا يظلم أحداً.
31. اللطيف: هو الذي يرفق بعباده.
32. الخبير: هو العالم بكل خفي.
33. العظيم: هو الذي له صفات الكبر والعلو والجلال.
34. الغفور: هو المتجاوز لذنوب عباده بعد أن يستغفر العبد ويتوب.
35. الشكور: هو الكثير الثناء على فعل الخير.
36. العلي: أي فوق عباده.
37. الكبير: الكامل الكمال المطلق.
38. الحفيظ : هو الصائن للخلق من الزوال بحسب مشيئته سبحانه.
39. المقيت : خالق الأقوات.
40. الحسيب: هو المحاسب على كل صغيرة وكبيرة.
41. الجليل: وهو الكامل في صفاته وأفعاله.
42. الكريم: البادئ بالنوال قبل السؤال.
43. الرقيب: المراقب لخلقه وهو عليم به.
44. المجيب : الملبي لطلب من يدعوه.
45. الواسع : الواسع في علمه وعطائه.
46. الحكم : الحاكم الذي لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه.
47. الودود: المحب للمؤمنين.
48. المجيب: هو البالغ غاية الشرف.
49. الباعث: هو الباعث المرسل بالإسلام وباعث الموتى من قبورهم يوم القيامة.
50. الشهيد: هو الشاهد لخلقه شهادة كاملة.
51. الحلق: الثابت وجوده بعلم الفطرة.
52. الوكيل: هو الذي يشبع كل الحاجات التي خلقها.
53. القوي: وهو الذي لا يعجزه شيء على الإطلاق.
54. المتين: هو المتصف بالقوة الكاملة.
55. الولي: هو المتكفل بأمور الخلائق والناصر لأوليائه على أعدائه.
56. الحميد : هو الذي يثني على عباده بما عملوا من خير.
57. المحصي: هو الذي يعلم بأعداد خلقه.
58. المبدي: هو خالق كل شيء ابتداءً أي خالقها من العدم.
59. المعيد: هو الذي يرجع ما خلقه إلى ما كان عليه.
60. المحي: خالق الحياة من العدم.
61. المميت : خالق الموت بعد الحياة الدنيا وجاعل الإنس والجن في الحياة البرزخية والباعث من القبور.
62. الحي: الحياة صفة وجودية تقتضي العلم والإرادة والقدرة والمشيئة والخلق وكل صفات الأفعال.
63. القيوم: القائم بنفسه ولا يحتاج لغيره والمقيم لغيره.
64. الواحد: المنفرد الذي لا شبيه له ولا شريك له.
65. الماجد: البالغ غاية الشرف والكرم.
66. الواحد: المتصرف بكل شيء وفق إرادته.
67. الأحد: المنفرد الذي لا شريك له.
68. الصمد: السيد.
69. القادر: ذو القدرة الكاملة.
70. المقتدر: الأكثر قوة.
71. المقدم: هو مقدم الخلائق زمنياً ومكانياً.
72. المؤخر: هو مؤخر الخلائق زمنياً ومكانياً.
73. الأول: الذي لا بداية له.
74. الآخر: الذي لا نهاية له.
75. الظاهر: الظاهر وجوده كمال صفاته ، وما من شيء إلا ويحمل آيات وجوده سبحانه وتعالى.
76. الباطن: الخافية ذاته عن علم غيره.
77. الوالي: المتصرف بحسب مشيئته.
78. المتعال: يكونه فوق عباده .
79. البر: هو الذي يعطي خلقه ما ينفعهم.
80. التواب: القابل لتوبة عباده.
81. المنتقم : المعاقب على الذنوب الذي لم يتوبوا.
82. العفو: وهو التارك للعقوبة لمن استغفر وتاب.
83. الرؤوف : المنعم بحلائل النعم ودقائقها.
84. مالك الملك : الذي لا راد لقضائه.
85. ذو الجلال والإكرام : من له تمام الشرف والجلال والكمال والمجد.
86. المقسط : هو الذي يجازي الظالمين.
87. الجامع: هو جامع عباده يوم القيامة.
88. الغني : هو غير المحتاج إلى غيره.
89. المغني: الممد بالغنى لمن شاء.
90. المانع: مانع الضر عمن يشاء.
91. الضار : خالق أسباب الضرر.
92. النافع: خالق أسباب النفع.
93. النور: المعروف ببداهة الفطرة العقلية.
94. الهادي: المرشد لمخلوقاته إلى الأهداف التي أعدت لها.
95. البديع : الخالق للأشياء على غير مثال سابق.
96. الباقي : الدائم الوجود الذي لا يقبل الفناء ولا يلحقه العدم.
97. الوارث: الذي يرجع إلى محض ملكه كل شيء والذي تعود إليه الأشياء المملوكة هي مالكوها.
98. الرشيد: الموافق للحق والصواب في جميع الأفعال.
99. الصبور: الذي لا يستعجل في معاقبة المجرمين والمذنبين.
الملائكة
حواس الإنسان محدودة فهي لا ترى ضمن حد أدنى وحد أعلى فنحن لا نرى المكروبات ولا نرى الذرة والطاقة والمعقولات ولكن ندرك آثارها فالغيب المطلق الذي لا يدرك بالعلم ، دلنا الله عليه بالوحي كالملائكة والجن واليوم الآخر وأحواله من البعث والنشور والحساب والجزاء.
الله أوجد هذا العالم ليدل على طلاقة قدرته وسعة علمه.
الملائكة:
أجسام لطيفة نورانية فالروح مخلوقة من النور والروح قابلة للتشكل فهي تتشكل في الدنيا بصورة الجسد المادي وفي البرزخ فتشكل بشكل برزخي وفي الآخرة فتشكل بشكلها الآخروي الكامل والملائكة تتشكل لأنها أرواح ، والروح لا تأكل ولا تشرب ولا تتناسل ولا تنام ولا تتغوط ولا تتبول ولا تعصي الله فصفات النقص صفات المادة وليست صفات الروح ولا تخضع لقوانين المادة إلا إذا اشبكت بها.
فالروح طائعة لأوامر الله وتخاف الله ومقربة من الله والوحي ينزل على روح البني والعقل نشاط روحي وكذلك الشعور والوعي والتذكر والذكر والملائكة نشاطهم روحي والروح تنفخ في الجنين نفخاً روحياً بواسطة الملائكة فكل وظائف الملائكة روحية فلذا هم يسيطرون على عالم المادة بأمر من الله وكذلك التسجيل الملائكي تسجيل روحي.
الملائكة من عالم الروح وليسوا من عالم المادة.
الجن:
عالم غيبي له عالمه الخاص غير عالم الإنس وعالم المادة وإذا تشكل الجني بصورة مادية خضع لقانون المادة.
الجن خلقوا قبل آدم وحواء وهم يأكلون ويشربون بطريقة خاصة بعالمهم ،وهم يتناسلون فهو يرون الإنس ولا يراهم الإنسان ولهم عقول ولهم قدرة على الأعمال الشاقة ولهم قدرة على الشكل والقدرة على التشكل قدرة روحية وهم مختارون منهم المؤمن والكافر والصالح والفاسق.

كتب وصحف الوحي
ما دام الله قد خلقنا فلا بد أن يرسل للناس الرسل يعلموهم الثقافة التي تنظم سلوكهم الفردي والاجتماعي ولا بد أن يعرفنا نفسه لأنه أعرف بنفسه ومنا فهو يعلمنا حتى نصبح مسئولين عما علمنا فلا يكون لنا عذر عنده.
وهذا العلم كتب في كتب كصحف إبراهيم وموسى وزبور داود وإنجيل عيسى والقرآن الكريم آخر الكتب نزل على خاتم الأنبياء والرسل.
وتشتمل هذه الكتب على العقيدة والعبادات والأخلاق والشريعة والكتب التي قبل القرآن حرفت ولكن القرآن تضمن ما فيها. فكل ما تحرف كتاب آتي الكتاب الذي بعده ليعيد الإسلام من جديد والله يصطفي من كل أمة خير من فيها من حيث كمال الخلق حتى لا يكون محل انتقاد فيما بينهم.
النبي يوحي الله إليه ولم يأمره بتبليغه أما الرسول فيؤمر بتبليغه والمبلغ به هو الإسلام دين الرسل جميعاً ، ومثل الأنبياء مريم بنت عمران وسارة وأم موسى.
الرسل منهم أولي العزم وهم: نوح، إبراهيم ،موسى، عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.
والأنبياء الذين ذكروا في القرآن هم : آدم إدريس نوح هود يونس إلياس اليسع داود إسحاق لوط موسى ذو الكفل، يحيى، زكريا ، عيسى ، شعيب ، صالح ، أيوب ، هارون ، يوسف ، يعقوب ، سليمان ، إسماعيل ، محمد لخلفهم صلى الله عليه وسلم.
أدب الله أنبياءه ورسلهم حتى يصبحوا معصومين والعصمة تعني أنهم لا تتعمدوا سواء الخلق وهم أذكر الخلق على الإطلاق وأصدقهم على الإطلاق ويخرق الله على أيديهم القوانين ليثبت للناس أنه على كل شيء قدير والمعجزة لا تخالف العقل والإمكان لأن الله خالق القوانين فهو الذي خلقها يستطيع أن يعطلها.
المعجزات التي وقعت للأنبياء صلى الله عليه وسلم:
1. طوفان نوح صلى الله عليه وسلم.
2. عدم إحراق النار لإبراهيم صلى الله عليه وسلم.
3. ناقة صالح.
4. عصا موسى.
5. معجزات عيسى صلى الله عليه وسلم التكلم في المهد وكهلاً ، ويخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله فينفخ فيها فتكون طيراً بإذن الله وسيبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ، ويخرج الموتى بإذن الله ، وكفف بني إسرائيل عنه إذ جاءهم بالبينات.
معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
1. انشقاق.
2. نبع الماء من بين أصابعه.
3. تكثير الطعام.
4. إخباره بذهاب ملك كسرى وقيصر على يد المسلمين.
5. إخباره سراقة بن مالك بلبس سواري كسرى.
6. قال عن الحسن بن علي رضي الله عنهما عندما صعد المنبر (ابني هذا ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين) وقد تمر ذلك عندما تنازل لمعاوية عن الخلافة.
7. حنين الجذع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق