الاثنين، 9 يناير 2012

النفس

النفس والجسد
النفس والجسد وجهان لحقيقة واحدة فالخجول ينعقد لسانه وتلجلج في كلامه ويضرب في مشيه، والخائف يرتد إلى الخلف بصدره ويفعر فمه وينعقد لسانه وتجمد عيناه وتتدوران والفرج ينشط جسمه ويضحك.
الجسم يختلف عن النفس بدليل أننا ندرك الجسم بالحواس والشعور بالبصيرة فأشعر بالألم واللذة فأرى الجرح بعين وأشعر بألمه بالبصيرة.
الحوادث النفسية هي الشعور والشعور شخصي وباطني الشعور شخصي بمعنى يخص الشاعر فلا يطلع عليه غيره والشعور تجربة لا يعيشها أحد غيرك ولكن نتيجة التشابه تحكم على شعور غيرك بعد أن تمر بالتجربة الشعورية فتقول حتماً إنه يشعر مثلي قياساً على شعوري.
حوادث النفس باطنة لا في الجسد إنما تدرك بالبصيرة العقلية وهذا الإدراك هو الشعور.
الإدراك الخارجي للأشياء غير الأشياء ذاتها فالأشياء ذاتها مستقلة عن الصورة المأخوذة عنها بالإدراك، شعوري بحوادث النفس ليس هو النفس ذاتها لأن هذه الحوادث أعراض والنفس جوهر.
مجال الجسم يختلف عن مجال الجسم فالجسم يحتل المكان أما النفس فتجري في الزمان فالجسم له فوق وتحت ويسار ويمين وذلك لأن النفس كيف وليست كم فلا تقول أني أحبك حباً قدره كيلاً أو متراً، فالشعور ليس له وحدة قياس ثابتة لأنه هو بذاته لا يتكرر ولا يشبه غيره فالذكاء لا يقاس إنما الذي يقاس أسئلة الذكاء.
المشاعر لا تبقى على واحدة بل تتحول فلا حزن يبقى ولا فرح يدوم ولا ألم يبقى ولا لذة تدوم، وما الشعور إلا إدراك حوادث في النفس تختلف اختلافاً مطلقاً فقد نفرح بما كنا تحزن له مشاعرنا ذات ديمومة فهي رغم تحولها وتغيرها تبقى فينا وتظل معنا قد ننساها ولكنها لا تمحى من الذاكرة فكلنا يحمل ماضيه معه فالذكريات لا تعدم ولكنها تغيب عن الانتباه إليها ، فالانتباه يصطفى ما ينتبه إليه فالتلميذ في الامتحان لا ينتبه إلا إلى الأسئلة والإجابة عليها.
إن اختلاف الجسم عن النفس لا يمنع أن يكون بينهما علاقات تربطهما فتجعل بينهما تأثير متبادل.
والدليل على ذلك أن تصوراتنا تصنع سلوكنا وأفكارنا تدفعنا وتفيدنا والإيحاء يصنع الشعور والشعور يصنع حالته الجسمية كخفقان القلب وتدفق الدم إلى الوجه عند الغضب.
الجسم يؤثر في النفس عن طريق مركبات الدم ومفرزات الغدد الصماء في الدم تكيف المزاج وتبدل أسلوب التفكير والنظر إلى الأمور ، وتدفع أو تثبط الإنسان إلى العمل أو التقاعس والكسل وهذه الإفرازات تسمى الهرمونات والهرمونات تؤثر في أدمغتنا فتؤثر في طريقة رؤيتنا الأشياء وسلوكنا هذه الهرمونات تولد القوى الجسمية والنفسية والمعنوية في آن واحد، والغدة النخامية التي في قاعدة المخ هي سيدة الغدد المشرفة عليها وهذه الغدة لها تأثير على النمو.
العلم يثبت تأثير الجسم وهو مادي على النفس وهي غير مادية، كما أثبت تأثير بين التجانسات في الحقيقة الطبيعية، وتأثير غير المتجانسات.
الفرد والمجتمع
تسمى الحوادث بالاجتماعية إذا صدرت عن المجتمع فتوجد بوجوده وتزول بزواله كالتقاليد والعادات والأعراف والقوانين والرأي العام ... إلخ.
إن الفرد لديه استعدادات ينميها المجتمع فلقد أيد الله تعالى البشر بالقابليات العقلية فمكنهم من الانتقال إلى المجردات والفكر المنطقي فالتقليد فردي يصنع مع الأيام التفكير المنطقي فالأصل في الفطرة فيقوم المجتمع بإخراجها وتنميتها، فالعقل يتعلم من العقول الأخرى المحيطة به فحياة الإنسان شبكة من العلاقات تتداخل فيها الجسدي بالنفس بالاجتماعي.
فالعواطف الإنسانية استعدادات فطرية تبرز من خلال علاقات الناس بعضهم ببعض فالأخلاق والدين جذورها فطري نفسي.
الظواهر النفسية
الظاهرة: هي حادثة يمكن مشاهدتها والإطلاع عليها وتحليلها وتصنف الظواهر النفسية إلى ثلاثة ظواهر:
1. ظواهر الفعل.
2. ظواهر الانفعال.
3. ظواهر العقل.
1 - الأفعال النفسية:
يبدأ الفعل النفسي بالإحساس ثم يتحول إلى حركة مثال : لمح طفل تفاحة ثم اشتهاها ثم قطفها ثم أكلها، السلوك المنعكس الشرطي سلوك بسيط يقوم به عضو معين ويكون رداً على مؤثر خارجي غايته العضو وتنبيهه كثيراً ما يكون آلياً (بلا شعور) لذلك يصعب السيطرة عليه.
2 – الغريزة:
هي سلوك مركب تقوم به العضوية وله محرض خارجي وداخلي ، وتكون مصحوبة أحياناً بشعور وعاطفة وإرادة.
والإنسان لا يمتلك غرائز بل يمتلك دوافع وذلك أن الدافع يتطور ويتحول وهو واعي وشعوري، والغريزة تشاهد عند الحيوان فهي لا تتطور فالنحل اليوم يجمع العسل كما كان أجداده القدامى دون تغيير.
صفات الغريزة:
1. عمياء أولية فالحيوان يقوم بغريزة التفتيش عن الطعام وصنع العيش، والتقاء الذكر بالانثى دون أن يدري لماذا ، ويبدو وكأنه ملزم بأفعاله الغريزية.
2. نوعية وليست فردية وإنما هي تمثل النوع.
3. فطرية وليست مكتسبة.
4. ثابتة.
الغريزة: سلوك نوعي ثابت فطري وأعمى وتساعد الحيوان وأما الدافع فهو سلوك فردي ونوعي ينمو ويتطور وهو فطري أحياناً ومكتسب أحياناً أخرى وهو مبصر أي يدرك غايته وهي حفظ الإنسان أي نأكل لنعيش ولا نعيش لنأكل، البهائم ذات شهوة بلا عقل والملائكة عقل بلا شهوة والإنسان عقل وشهوة، والإنسان الذي يضبط شهوته بعقله أعلى درجة من الملائكة.
3 – العادة:
وهي استعداد مكتسب للقيام بنفس الأعمال أو تحمل نفس المؤثرات والعادة ذاكرة عضوية والذاكرة عادة عقلية والحب والكره عادتان وجدانية، والعادة العضوية مثل عادة المشي وعادة تحمل المؤثرات مثل عادة تحمل البرد في المناطق الباردة.
تكوين العادة:
يتم على مرحلتين:
1. مرحلة الاكتساب.
2. مرحلة الاستقرار.
قوانين تكوين العادة:
1 – قانون المحاولة والخطأ:
العادة تكتسب بعد المحاولة والخطأ فالمحاولات الخاطئة تحذف والصائبة تبعث إلى تحذف إلى الأخطاء.
2 – قانون تفريق التمارين:
العادة تتكون بالتمرين المريح لا التمرين المتعب فالراحة ترسخ العادة فالعادة تكتسب إبان الراحة لا التعب والمشقة والتعجل.
3 – قانون تقسيم الصعوبات:
العادة تتكون تقسيم الصعوبات فيدرب السابح على مد رجليه ثم مد يديه ثم التنفس الصحيح داخل الماء ثم يربط بين مد الرجلين واليدين والتنفس الصحيح داخل الماء.
آثار العادة:
العادة تتكون بعد الأداء السهل والسريع والذي يؤدي بطمأنينة وبعفوية والعادة تصبح لدى الإنسان حاجة.
4 – الإرادة:
مراحل الإرادة:
أولاً: تصور الهدف أو الغاية : مثل رجل أراد أن يترك الخمرة هدفه من ترك الخمرة إرضاء الله بتركه للخمرة.
ثانياً: مذاكرة شخصية: ناقش السكير نفسه فيما يتعلق بضرورة ترك الخمرة.
ثالثاً: العزم والتقدير (القرار ثم العزم) وهي مرحلة الاقتناع اليقيني.
رابعاً: التنفيذ: وهو في مثالنا ترك شرب الخمرة.
صفات الفعل الإرادي:
1. شخصي أي ذاتي فهو اقتناع عقلي يؤدي إلى تحمس عاطفي إلى الفعل يجعله مسؤول أمام نفسه لتنفيذ ما عزم عليه.
2. تأملي : أي الإرادة تبدأ بالتفكير والمحاكمة وتحول إلى سلوك عندما يتوصل إلى وسيلة تحقيق الهدف.
3 – جديد:
الفعل الإرادي جديد في عقلي وعاطفي وسلوكي شرب الخمرة يتحول إلى تركها بعد محبتها تكره.
الوجدان
الوجدان له جانبان : الهيجان والهوى والهيجان سلوك جسدي مصحوب باضطرابات جسدية ونفسية واجتماعية ويشير إلى الفشل وانعدام التكيف والهيجان إما غضب أو خوف أو حزن ، والهيجان يعبر عنه عضوياً في حركات القلب والرئتين والضغط الدموي.
مراحل الهيجان:
1. الإدراك كإدراك الوحش.
2. ظهور الشعور معبراً عنه جسدياً فحين يتقدم نمر مفترس تتجمع طاقات الإنسان وتتأهب للدفاع تتيبس عضلات الجسم فتؤثر شرايين الدم في الدين والرجلين والقلب ويرتفع ضغط الدم وتتجمع صفيحاته لوقف أي نزيف محتمل وتزداد نبضات القلب لتقديم دم أوفر وتزداد تهقات الرئتين لتقدم الأكسجين اللازم للمقاومة وحفظ.
الهيجان سببه الصدمات فالهيجان يسبب السموم كالكلسترول الذي يسبب التخثر والجلطة التي تسد شرايين القلب.
الهوى
هو ميل شديد نحو موضوع أو شخص أو مكان مصحوب باندفاع قوي باستعداد للتهيج ويختلف عن الهيجان في أن الهيجان : قصير الأمد متطرف يطلق قوى انفجارية وهو عفوي غالباً .
الهوى : طويل المدى قد يستمر العمر كله يجمع القوى ويعبئها وهو إرادي غالباً ، وعلاقة الهوى بالدفاع كعلاقة الجزء بالكل، والهوى في البدء كان دافعاً فأصبح هذا الدافع مسيطر على بقية الدوافع فهاوي العلم يستيقظ وينام ويقعد ويسير طول وقمته وفي كل الأماكن يفكر في العلم ، فالهوى نوعان هو الحقيقة وهوى الجمال والخبر وهوى الباطل والقبح والشر والهواية هوى.
صفات الهوى:
1. يحتوي الهوى على اندفاع قوي متطرف .
2. استعداد دائم للتهيج.
3. فكرة ثابتة.
ردة فعل الهوى إذا كبت هيجان الغضب والعقل في الهوى وظيفته التبرير، وسبب الهوى في الغالب الرفاق والتخيل يزين صورة من فهواه أو ما نهواه.
الإحساس والإدراك
1 – الإحساس:
الإحساس إطلاع على العالم الخارجي وليس معرفة والمعرفة هو تفسير من الذاكرة لما تحسه بالحواس فالإدراك إحساس + ذاكرة فالوهم = إحساس + تفسير خاطئ.
الإحساس الخالص من غير إدراك لا يوجد إلا :
1. عند المواليد الرضع في أول عهدهم بالحياة وهم ليس لديهم ذكريات (معارف).
2. عندما يكون الإنسان شارد الذهن مغيباً.
3. عندما نسمع لغة أجنبية لا نعرف معانيها ، فالإدراك فهم لمعنى ألفاظ ما ندركه فذاكرتنا هي الموكلة استحضار تفسيرات للإحساسات فالإدراك يتم عن طريق إطلاق اسم للذي لحس به.
أركان الإدراك:
1. المنبه الخارجي.
2. أجهزة الإحساس.
3. معلومات الفرد وخبراته السابقة.
4. الحالة الشعورية الحاضرة فنحن إذا كنا نشعر بالراحة هيأنا أنفسنا للفهم الصحيح للمدركات وأما إذا كنا نشعر بالتعب فإننا نمنع أنفسنا عن فهم ما يقال لنا بسبب تعبنا وقد نسيء فهم ما يقال إذا كان شعورنا شعوراً عدائي لمن يكلمنا وقد نبالغ في فهم ما يقال إذا كان شعورنا شعور إعجاب بمن يكلمنا الإدراك هو عبارة ترجمة عقلية للإحساس فنحن نقرأ الأشياء بخلفية عقلية فنحن إذا رأينا شيء أو سمعناه ترجمناه بالذاكرة فنفتش عنه في ذاكرتنا فكل شبيه يفسر بشبيهه وهو ما يسمى بالمقارنة فالحوش مخيف لأننا نعلم أنه مفترس فلذا الرضيع لا يخاف من الوحش.
فالشيء خارجنا نعرفه إذا أحسنا به مرة أخرى نطابقنا بين الصورة خارجنا وما يشبهها من اليوم الصور في الذاكرة.
فالصورة الوهم هي التي ليس لها مصادق خارجي أو عقلي ولا ترتبط بعلاقة سببية، الإدراك تصور فالطفل يستحضر صورة أمه البعيدة عنه في المنزل إذا كان في الروضة فهو في هذه الحالة يدرك أمه فالصورة تحل محل صاحبها إذا غاب ونطلق على هذه الصورة اسم إذا نطقناه تصور صاحبه.
الصورة العقلية ترسم الخصائص العامة التي تشاهد لدى رؤية شيء معين والتخيل قدرة على استحضار الصور المتكاملة بالذهن، وهو على نوعين التخيل التمثيلي والتخيل المبدع والتخيل ومثاله أن يمثل الطفل القوقازي الماغولي والزنجي أما التخيل المبدع فهو ابتكار صور جديدة مثل تصور سمكة لها جناحين تطير فوق السحاب، والتخيل المبدع تركيب مصور معروفة فالتخيل يحتاج إلى حساسية عصبية ويحتاج إلى تشجيع الآخرين والإبداع يشجع على إبداع آخر، والإبداع يولد فرج يجعل المبدع عن الاستمرار في الإبداع يستمر هذا الفرح العظيم فالاكتشاف والإبداع يولد لدينا لذة عظيمة.
والإبداع يلد فجأة في كثير من الأحيان ولكن هذه المفاجأة تأتي بعد محاولات فاشلة فمن هذه المحاولات إنما هي فرض فروض حتى نصل إلى فرض نستطيع إثباته فهي عملية طرح للأخطاء حتى نتعرف على الصواب والعقل كالمنخل ينخل غير الصحيح والإبقاء على الصحيح.
الانتباه
هو حضور الشيء خارجنا وصورته في نفس الوقت أو حضور الصورة من الذاكرة أو حضور الشعور وهذا الحضور إما إرادياً أو قسرياً والانتباه هو الذي يوجه الإحساس للخارج أو إلى الداخل.
الانتباه هو المشاهدة للحاضر ما حولنا ولما في داخلنا الانتباه أن يكون الحدث خارجك مشاهد أو الحدث الداخلي مشاهد أيضاً من قبل البصيرة أما الذاكرة فهو إعادة ما شاهدته خارجياً أو داخلياً فالصورة المشاهدة في الحاضر هي الانتباه والصورة التي تمت مشاهدتها ثم استحضرت ذهنياً هي التذكر ونحن نطابق ما نشاهده بما قد شاهدناه من قبل للتعرف فنحن ننتبه فنحس ونقارن بما أحسنا به ، مع ما قد أحسننا به من قبل فإن كنا ، قد شاهدنا ما نشاهده الآن فإننا ندركه فإذا كانت الصورة جديدة نسجلها في الذاكرة ونقارنها مع قد شاهدنا من قبل.
فالمشاهدة للخارج ترتبط بردة فعلها الداخلي فنحن عندما نتذكر إنما نتذكر الموقف الكلي.
التفكير
التفكير هو حل المشكلات بالرموز والكلمات والتفكير يشمل : المحاكمة ـ والحكم ـ والتعامل بالمفاهيم يكتسب الطفل منذ الولادة أبان الشهور الأولى خبرات ومعارف بوساطة المحسوسات أي بمعاينة مباشرة للأشياء وهو لا يفترق في تعلمه الحسي عن الحيوانات ثم ينتقل الطفل من المحسوسات إلى رموزها بالتعامل مع المعقولات حيث يقول الرمز مقام الأشياء والحوادث.
ولو ظل الإنسان يتعامل مع المحسوسات لأصبحت الأشياء لا رابط بينها. وانتقال الأطفال من استعمال الأشياء إلى استعمال رموزها ومن المحسوسات إلى المعقولات يسمى التفكير.
أنواع التفكير:
1. الاستنتاج : الانتقال من القوانين إلى الحالات الخاصة.
2. الاستقراء هو الانتقال من الحالات الخاصة إلى القوانين .
3. المماثلة : الانتقال من حالات خاصة إلى حالات خاصة مثال: شاهدنا أن فرقة تسقط فيها أمطار صافية واستخلصنا أن بلجيكا وسويسرا تسقط في كل منهما أمطار صيفية.
الانتقال من الكل إلى الجزء يعطي نتيجة مؤكدة وهذا هو الاستنتاج أو الاستنباط والانتقال من الجزئيات إلى القوانين يعطي نتيجة أقل تأكيداً من الاستنتاج وهذا هو الاستقراء والانتقال من الجزئيات إلى الجزئيات يعطي نتيجة أضعف أو مجرد احتمال وهذا هو المماثلة.
المفهوم:
المفهوم هو الصفة المشتركة تجمع بين أشياء معينة أي المعنى المجرد العام. الموجود لا يتضمن من الصفات المشتركة إلا صفة الوجود والفئات تتحدد بصفات مشتركة بين أفرادها مثل فئة الإنسان تتصف يشترك أفرادها بالعقل واستقامة القامة والشيء على قدمين ووجود الإبهام فالاختلاف يكون باختلاف الصفات إذن المفهوم فكرة عامة مجردة تنوب عن صنف من الأشياء أو مجموعة من الصفات فالإدراك العقلي يتم بالمفاهيم فالإدراك الحسي إدراك للشخص والإدراك العقلي إدراك للمفهوم.
التفكير هو افتراض فرضاً واتيانه والتفكير يتم بواسطة اللغة واللغة تحمل المعاني والمعاني عبارة عن صور ذهنية إما تشير إلى الذات أو العالم الموضوعي وعالم المعاني عالم متصل وعالم الألفاظ منفصل واللغة أداة نقل للمعاني (الأفكار) واللغة أداة اجتماعية وظيفتها نقل المعاني من شخص لآخر.
التعلم
التعلم يتم بطرق عدة:
1. التعلم من الاستجابة الناجحة.
2. تعلم السيطرة على الانفعالات والدوافع بواسطة العقل.
3. تعلم العلوم والآداب والأخلاق والفنون.
4. التعلم بالمحاولات العشوائية أولاً ثم تتضح له بعض الأمور ويتمسك بالطريقة التي تحقق غايته.
5. الإدراك ، الإدراك عند الإنسان كلياً ثم يحلل الكليات ويتعرف أو يستخلص الجزئيات فيضمها إلى بعضها في كل جديد وما التعلم إلا ارتقاء في الإدراك.
6. التعلم خارجي وذاتي في نفس الوقت.
7. حب التعلم يدفع إلى مزيد من التعليم فكل تعلم يساعد التعلم الذي يليه في ترابط كلي.
الفروق الفردية
أولاً: الذكاء:
لقد ثبت علمياً أن الذكاء أمر فطري غير مكتسب، وإن الناس يختلفون عن بعضهم بعضاً في مستوى الذكاء فالبعض ضعيف الذكاء (ضعيف العقل) منذ الولادة والبعض الآخر أقل ذكاء وغيرهم أكثر وتظهر هذه الصفات بعد الولادة والذكاء يتحكم عليه من مظاهر السلوك، والذكي سريع التعلم من الغير فالذكاء فإن كان فطري ولكنه ينمو والذكاء قدرة التعلم والقيام بالعمليات العملية ولا سيما التفكير المجرد والفهم والإبداع والتوجيه والنقد والتذكر والتخيل والقدرة على التآزر والربط بين الوظائف العقلية وهو مردود الجهاز العقلي في الإنسان، والذكاء يتضمن أمرين:
أحدهما شامل، وآخر جزئي متخصص.
الشخص الذكي يمتلك قدرة عامة على مواجهة أمور غير محدودة مثل الفصاحة والنظر اللماح واختيار ما هو وسرعة البديهة والذكي بجانب ذكائه العام يتفوق في جانب خاص مثل القدرة الحسابية أو الموسيقية ويقصد بالذكاء العام هو النشاط العقلي العام وهو التفكير.
2 – الشخصية:
الشخصية ليست فطرية بل هي تتكون يوماً بعد يوم مروراً بالحوادث حادثة بعد حادثة والشخصية هي عبارة عن عادات الشخص التي غيرت عن غيره والشخصية نتاج الجهود الشخص.
نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكر والإقداما
فالشخصية ترتقي بالتقوى لحديث: (كلكم لآدم وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم) (الناس سواسية كأسنان المشط) فالمجتمع الذي يؤمن بالمساواة لا يرفع بين الشخصيات إلا على أساس أخلاقي.
الشعور:
الشعور هو إطلاع الذات على حوادثها الداخلية إنه المعرفة المباشرة من قبل الشخص لنفسه فشعور الذات بذاتها حدس أو بصيرة أو ذوق ذاتي فبواسطة البصيرة نطلع على أفكارنا وانفعالاتنا وعواطفنا.
الشعور هو انتباه الذات إلى حوادثها الداخلية والإحساس انتباه للحوادث الخارجية فهو إما انتباه عفوي أو إرادي والانتباه الإرادي عندما نلاحظ حوادثنا الداخلية أو الخارجية فالفن رصد لحوادث الذات والعلم رصد لحوادث الخارج.
صفات الشعور:
الشعور معرفة النفس لنفسها مباشرة والحوادث النفسية شخصية داخلية كيفية لا كمية، ومتغيرة ، وذات ديمومة ومصطفاة.
الإنسان بفطرته يسعى في جميع مواقفه للظفر بكرامته ، فإذا أهين بأي شكل من الأشكال غضب وسخط فإذا ما تعرض للهدر أو القهر أو لم تشبع حاجاته شعر بالكآبة والحزن فالإنسان إذا أصين أصبح في موقف الدفاع عن نفسه وطموح الإنسان يعيش في كرامة واحترام.
إن الشعور بالكرامة هو أقوى شعور لدى الإنسان فلذا تجدنا نحرص كل الحرص على الحق والخير والجمال وحب الحق والخير والجمال هو الذي يدفع الإنسان السوي فالإنسان السوي يجد كرامته في إسعاد الإنسان لأن أجمل مشاعر الإنسان الإنس بالإنسان لدى كان لفظ إنسان (مثنى تغليبي) لأن الإنسان بحاجة إلى طرف آخر يؤنس فيشعر بأجمل شعور إنساني وهو الإنس بالإنسان.
الصحة النفسية
النفس المتعاقبة هي النفس المطمئنة.
شروط الصحية النفسية:
1. توافق الوظائف النفسية مثل وظيفة : (الفكر والإدراك) إذا كانت متوافقة مع (الانفعال) ولم يعق أحدهما الآخر عند إنسان معين، فإن هذا الإنسان يكون متمتعاً بالشرط الأول للصحة النفسية، أما إذا كان الخوف يعوق الفكر ويشبع الاضطراب في العقل ، فعندها لا توجد الصحة النفسية.
2. مقاومة الصعوبات ومعوقات النمو والنشاط : فالنفس السليمة أو السوية تقاوم دوافع العدوان والصراع مع الآخرين أو مع الذات ، أو دوافع الشهوة والأهواء التي تعمي وتضم.
3. الإحساس بالعافية يجعل المرء يحيا بهمة ورضا ونزاهة وتقبل واندفاع لخدمة الناس وطاعة وتعمير الأرض، الصحة النفسية مثل أعلى يتحقق بدرجات متفاوتة بين البشر ويقوم على الرضا بما قسم الله لحديث : (إن الله عز وجل يقسط جعل الفرح والروح في الرضا واليقين، وجعل الغم والحزن في السخط والشك) كما جعل الارتواء في شرب الماء والشبع في أكل الطعام جعل الفرح في الرضا وجعل الروح (أو الاستراحة) في اليقين وجعل الله عز وجل الغم في السخط (أي عدم الرضا) وجعل الحزن في الشك (أي اليقين).
إن الإنسان الراضي لا يعكره شيء فلذا هو فرح وأما اليقين موجود في الدعاء المأثور (اللهم إنا نسألك أن تقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن الطاعة ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما يعيننا على مصائب الدنيا) أما الغم فهو في السخط لأن الساخط لا يرضيه شيء فهو يضيف درعاً بكل شيء ولأي شيء فيجلب على نفسه الغم والهم والساخط يظن بالناس ظن السوء فلا يرضى بهم وسوء الظن يجعلك يعادي الآخرين فتحسدهم وتكرههم فلا سعادة بدون حب.
الصلاة تجلب السعادة لأنها تصرفك عن هموم الحياة وفي وقوفك بين يدي الله فهي تؤدي إلى:
1. انخفاض ضغط الدم إلى وضعه الطبيعي.
2. انخفاض معدل النبض انخفاضاً يؤدي إلى الشعور بالراحة.
3. انخفاض في قابليات التهيج والغضب (انبساط الخلايا بدلاً من توترها).
4. تغيرات في الأمواج الكهربية للدماغ وظهور أمواج الفا وأمواج الفاظ تظهر عند الأسوياء المرتاحين الراضين وفي حالة الاسترخاء (وتقع ذبذباتها بين 8-12).
5. زيادة عدد الخلايا البيضاء العاملة على تعزيز المتاعب ضد الأمراض.
6. تبادل تأثير واضح بين المناعة والتأمل العقلي (كلاهما يؤثر في الآخر ويتأثر به.
7. ارتفاع عتبة تحمل الألم بشكل ملحوظ.
8. ارتفاع مستوى الهرمونات في جهاز المناعة بنسبة 100%.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق