السبت، 7 يناير 2012

الفقدان:
منذ لحظة الولادة تكون صورة العالم في أذهاننا ثم نعد أو نضيف في هذه الصورة ما دمنا أحياء. فإذا كان التعديل في الصورة مفاجئا يحدث لدينا صدمة والصدمة تنتج من استنكارنا واستنكارنا ينتج من الخروج عن المعروف والخروج من المعروف المألوف ينتج من أننا لم نفهم الطارئ فلذلك لا نكاد نصدق ما حدث ثم نألف الوضع الجديد ونعيد تركيب صورة جديدة عن العالم.
وأقسى الحوادث التي تغير صورة العالم في أذهاننا أصابتنا بمرض عضال وكذا فقد عزيز لدينا وأخوف ما يخافه الإنسان الموت ولذا كان على الإنسان أن يتقبل أنه ميت والناس ميتون وأن الموت حياة أخرى يجل أن نجملها بالعمل الصالح الذي هو شجرة نغرسها في الدنيا ونقطف ثمرتها في الحياة الأخرى وهناك قيامتان قيامة صغرى وقيام الموت وقيام كبرى قيامة البعث والإسلام يصور لنا الموت كجزء طبيعي من طبيعة العالم كما أن الألم والمرض جزء طبيعي من طبيعة العالم.
المعاناة هي النار التي لا ينضج فوقها الإنسان. الإنسان بفطرته يسأل عما يجب أن يفعله وما يجب أن يفعله مع أفراد المجتمع لرفاهية المجتمع وما يجب أن يفعله الفرد للتعاون مع أفراد المجتمع لرفاهية المجتمع وبذلك يصبح الإنسان كائن خلقي لأن الاختيار جزء من طبيعته ككائن عاقل والعاقل عاقل لأنه يمتلك عقل والعقل القدرة على الاختيار بين البديلات والاختيار بين البديلات يقتضي المسؤولية والمسؤولية تقتضي الالتزام والالتزام يقتضي الدين والذي يقتضي وجود الله الذي يعلم السر والخفي كي يحاسب الإنسان في حياة أخرى تعوض عن حياة ناقصة.
والمبادئ كي تكون مطلقة فلابد أن تكون بوساطة الوحي فإذا كانت هذه المبادئ من الناس فإنها تتناقض بحسب تناقضات أهواء الناس.
المبادئ الخلقية مبادئ مطلقة يجب أن تطبق بصرف النظر عن الحالات الفردية المعينة ومهما كانت النتائج وإذا اختلفت المبادئ الخلقية بحسب الأحوال أصبحنا من المطففين الذين يكيلون بمكيالين.
الأخلاق لا تختلف في عصرنا عما قبله لكنها أكثر إلحاحا عما كانت عليه فيما مضى لأن العلم الحديث وسع نطاق نتائج قرارات الإنسان ومدها إذ تبرز المشكلة بوضوح في الحرب الحديثة فالمحاربون اليوم بعيدون عن بعضهم الآخر ، كما أنهم بمنأى عن نتائج أعمالهم كذلك لم تعد الحرب مجرد قتال بين جيشين فقد زال التمييز بين المقاتلين والمسالمين مما يجعل متفرجون أبرياء في الصراعات الحديثة فالحرب أصبحت شاملة لا يحدها إلا الخوف من دمار شامل ناتج من تطور الأسلحة الفتاكة التي تفوق قوتها التدميرية أي مبرر لاستعمالها ولا خير في علم يدمر الحياة إذ لا يجوز لأحد أن يسلب الحياة إلا خالق الحياة.
المفروض أن نسخر العلم لرفاهية الإنسان ويحرم أن يسخر العلم للقضاء على الحياة فذلك همجية إنما الحضارة استعمال كل الوسائل وعلى رأسها العلم في إسعاد البشرية ورفاهيتها. وذلك أن فكرة الحضارة قائمة على توجيه الأخلاق لخير البشرية والأخلاق قائمة على مبدأ كرامة الإنسان فلذا لا يجوز لأحد كائن من كان أن يسيء إلى الإنسان أو يلحق به الضرر والأخلاق قائمة على التعاون على الخير واجتناب التعاون على الإضرار بالناس لأن الناس مسؤولون عن بعضهم البعض في إيجاد مصلحة مشتركة. وهذا المبدأ مشتق من مبدأ تكريم الإنسان واحترامه وجعله الغاية . وغاية الإنسان هي عبادة الله.
الأساطير:
الأسطورة: هي التفكير غير العلمي، والأسطورة هي المضادة للعلم والأسطورة لا تفسر الكون تفسيرا قائما على قانون مثل أن تقول الأسطورة بما أن البيضة تولد الحياة فلابد أن العالم قد خرج من بيضة. الأسطورة ضد تفسير الطبيعة بالقوانين وتفسير التصرفات البشرية وفق الوحي.
وإن كانت الأساطير فيها بقية من الإسلام القديم إذ تعترف بالله وأن هناك ملائكة وجن وشياطين وأن الإنسان أصله من آدم وحواء وأن آدم خلق من الأرض ، والإيمان بالحياة الآخرة وأن هناك عالم برزخي وحياة أخرى.
الأسطورة تؤمن أن للعالم نهاية وعودة الخلق إلى الـ..... ، والإيمان بأن قبل نهاية العالم تنتهي الأخلاق (الحضارة) فيفني كل شيء. صاح ألست معي أن الأسطورة بقية من بقايا الإسلام القديم. واللغة الأسطورية لغة مجازية تصور لنا ما ينبغي أن يكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق