السبت، 7 يناير 2012

نمو الإنسان
النمو الجسدي:
هو ازدياد حجم العظام والعضلات والدهن والأعضاء الداخلية وهذه التغيرات تغيرات كمية.
النمو النفسي:
النمو النفسي هو نمو الشخصية تغيير نوعي والنمو النفسي متعلم فالطفل الخواف تعلم الخوف من تعرضه للأخطار وتقمص شخصية أبيه الخائف وإقناع الطفل بمحاربة خوفه يزيل خوفه تدريجيا بقوة الإرادة. النمو النفسي موجه فطريا نحو هدف نهائي مثالي والوصول للهدف النهائي هو النضج.
فالإنسان ينمو عقليا من خلال إدراكه للعالم من حوله وربطه الأفكار من خلال عملية تداعي الأفكار والأفكار عبارة عن لغة والإنسان يولد ومعه قدرة طبيعية على النطق ونموذج مبرمج أو مثال مبرمج مسبقا والثقافة هي التي توجه سلوك الشخص.
الإنسان يحفظ في ذاكرته صورة مجردة لشيء قد رآه أو سمعه أو لمسه قبل أن يسميه أو الاستجابة لاسمه. والتفكير يدور حول أشياء والأفعال والأحداث واللغة والتفكير تعلم من قبل الكبار. وبين السنتين والخمس سنوات من عمر الطفل يتلقى دروسا مكثفة في تعليم ثقافة المجتمع وبعد دخول المدرسة يتولى أترابه تعليمه بالإضافة إلى المدرسة وهو يتعلم الثقافة بواسطة العلم والآن تتولى البرامج الفضائية المعدة للأطفال تعليمه الثقافة الحديثة العالمية ، والطفل يتعلم بالحس ثم بالقدوة ثم بالمفاهيم المجردة بعد البلوغ ويتعلم بالقدوة بعد سن التمييز السابعة، والطفل يتعلم عاطفة الحب أو الكره بواسطة تقمص عاطفة من يربيه والطفل يولد وهو مزود بعاطفة الحب والكره وانفعال الخوف والغضب والرضى ، فالطفل يتعلم العواطف والانفعالات ممن حوله وهي تنتقل إليه من الكبار حوله فالذي يحب يتعلم الكره يكرهه الناس ويكره الناس ، والذي يعتدى عليه يتعلم العدوانية.إن الأخلاق قواعد فطرية مطلقة تطبق على كل إنسان. فالإنسان إذا خالف الأخلاق شعر بألم الذنب، كل ذلك مبرمج في ذاكرة الروح.
مراحل نمو الإنسان:
نمو الإنسان له مراحل محددة بصرف النظر عن الظروف التي يمر بها الشخص ، يتكون الإنسان في الرحم وبعد الميلاد يتربى داخل العائلة في المحيط الاجتماعي الذي يعلمه ثقافة المجتمع ويدربه عليها على شكل عادات وتقاليد وأعراف وتعلمه المدرسة العلم.
تبدأ الحياة عند الحمل حين تتخذ بويضة الأم بمني الأب في البويضة الملحقة الناجمة عن هذا الاتحاد وضبط آلاف الموروثات المعقدة بشكل حبات العقد والمنقطعة 23 زوجا من الصبعيات نواحي عدة من النمو الفردي وإن أكثر هذه النواحي بروزا وانتشارا هي المميزات الجسدية كالجنس والهيئة والقامة ولون الشعر والجلد وبصمات الأصابع وفئة الدم وتنتقل جميعا بالوراثة وفي هذه الفترة ذاتها تنتقل كثيرا من الأمراض الوراثية كالمزاج النزفي حيث لا يتخثر الدم بشكل طبيعي والسكري وأنواع اليرقان المختلفة وتمكن تقنيات نقل الدم الحديثة من معالجة عدم التلاؤم بين فئتي دم الأم والطفل أما الميزات النفسية كالمزاج والذكاء والنزاعات فهي تتأثر بالوراثة.
يمكث الجنين في الرحم مدة 40 أسبوعا وفي هذا الوقت الحرج ولا سيما في الأسابيع التسعة الأولى الخطرة يتعرض لعوامل عدة تؤثر في نموه الطبيعي كحالة الأم الانفعالية إبان الحمل والضغط الشديد والمتواصل على نفسية الأم وأعصابها يؤثر في درجة نشاط الطفل وفي وزنه عند الولادة وارتكاساته الانفعالية وكذلك للغذاء ولتبادل الأوكسجين والنفايات تأثير فالغذاء المفتقر إلى الكالسيوم والفسفور والحديد والفيتامينات المختلفة يؤدي إلى نمو ضعيف ، وتؤثر الأدوية إبان الحمل، ويؤدي التدخين إلى ولادة أطفال صغار والحامل المدمنة تنجب طفلا عنده استعداد للإدمان، والأم المصابة الحصبة الألمانية خلال الأشهر الثلاثة إلى الخمسة الأولى فمن الممكن أن يولد الطفل وفيه خلل وظائف النظر والسمع والدماغ والقلب والقلب الذي لم يعالج قد يؤثر على الجنين.
وتؤثر البيئة الاجتماعية والثقافية التي يولد فيها الطفل ويتربى فيها تأثيرا قويا وحاسما في نمو شخصيته. والثقافة هي التي تقرر آراؤه ونزعاته وذكاء الطفل ينمو بالتشجيع واستعمال قدرات الطفل العقلية وتشغيلها والنمو الفكري عملية اكتشاف مستمرة فالإنسان ينمو فكره بهضم المعلومات ودمج المعلومات في النظرة الحالية إلى العالم ويضيف تفاصيل جدية إلى هذه النظرة وعملية الدمج هذه عبارة عن التوفيق بين المعلومات الجديدة والمعلومات القديمة بحيث لا تتناقص داخل العقل والتفكير يتعدل دائما بالمعلومات الإضافية فمنها ما يوافق المعلومات القديمة وتكون نظرة جديدة إلى العالم فالعقل يبدأ عقلا حسيا ثم حركيا أي التعلم بالتقليد والقدوة ثم التعلم بواسطة المعلومات المجردة فالعقل حسيا حتى السنة الثانية ثم يصبح حركيا عمليا من السنة الثانية حتى السنة السابعة ومن السابعة يبدأ الطفل يفكر تفكيرا مجردا أي يستقرئ القواعد ويستنبطها والتفكير المجرد يرتبط بتطوير اللغة لأن التفكير هو حديث مع النفس للتوصل إلى الحقيقة وتسخيرها كأداة لصالح الإنسان والإنسان يصبح إنسانا بالتثقيف الاجتماعي. والتثقيف هو الذي ينمي إنسانية الإنسان من المهد إلى اللحد والإنسان يصبح إنسانا حقيقيا بواسطة الود فالتودد إلى الطفل يعلمه الود والحرمان من الود يكسبه العدوانية تجاه الناس فالطفل المدلل الذي لم يعلم حب الآخرين يصبح عدوانيا كما أن معاداة الطفل تجعله عدوانيا فبالحب يتعلم الطفل الأخلاق وبالكره يتعلم سوء الخلق ، والإنسان بفطرته لديه نظاما خلقيا مطلقا على كل إنسان أن يتوقف إلى التقيد به والخلق يصور الخير والشر كقطبين متقابلين والإنسان ذو الخلق الحسن يميل إلى العمل باستمرار وفقا لمبادئ عليا في تصرفاته مع الناس والناس عندهم معايير أخلاقية بالفطرة، والإنسان يخرج هذه الفطرة من خلال خبرات التعلم التي يوفرها المربون للطفل ، فالمعاملة غير الودية القائمة على الرحمة هي التي تنمي الشخصية السليمة أما المعاملة السيئة القاسية هي التي تحرف الشخصية عن معيار السواء.
وتوقف النمو العقلي بتوقف متابعة البحث عن أي شيء جديد فالإنسان تدفعه دائما حاجته إلى حدة التوتر والوصول إلى الراحة والسعادة التي تتحقق عندما تشبع حاجاته ودوافعه، والإنسان يمل إذا لم تثيره حوافز جديدة مختلفة. فلو وضعت إنسانا في غرفة مظلمة حاجبة للصوت بحيث لا يزعجه شيء فإن يصاب بالهلوسات ويطلب إخراجه من تلك الغرفة.
إن المشكلات الجديدة هي جزء حيوي من الحياة وضروري فالإنسان تدفعه التحديات التي تتحدى الوضع السيئ الذي يجلب للناس التعاسة والسعادة تقوم على إزالة موانع السعادة وهي الأسباب التي تجلب التعاسة والسعادة شرطها إزالة المضار التي تمنع توفر المنافع.
العقل:
الجسم عبارة عن أجهزة متشابكة ومتداخلة تجري فيها ملايين الأحداث الحيوية ويعمل بآليات معقدة تعمل بفاعلية ودقة عجيبة رغم أن بنيته بسيطة وعمل آليات الجسم والعقل معروفة وكيفية تفاعلاتها لإنتاج الشخصية مجهولة والجسم والعقل متصلات ومرتبطان.
المخ أداة العقل أن وظيفته معالجة المعلومات التي ترد إليه من الحواس والعقل يأخذ صورة عن الأشياء خارجة ويصحح هذه الصورة باستمرار وفقا للمعلومات الجديدة الواردة إليه ويعمل العقل على ربط المعلومات وتحليلها وتفسيرها (والعقل وظيفة للروح) الروح تأخذ المعلومات من الجسم وتعالجها ويخرجها الجسم . الناس لهم إدراك .......... للعالم ولكل إنسان عالمه الوجداني الخاص . المادة شيء يمكن رؤيته ولمسه وله حجم ووزنه بينما الروح جوهرها قائم في شخص لا تشغل مكانا وليس لها وزن ولا حجم ولا ملمس ولا يمكن رؤيتها أو سمعها والمادة موجودة كما أن الروح موجودة وهما متفاعلان ومتناسقان . الروح تقوم بمعالجة المعلومات والعقل يصب المعلومات في الذاكرة ، والذاكرة تبدأ بحفظ المعلومات وإخراجها وقت الحاجة وهناك تذكر إبان التعلم وتذكر بعد التعلم، والعقل يحتاج إلى تمرين ويحتاج بعد التمرين إلى راحة وهذه الراحة تحسن من التذكر والمراجعة تقوي التذكر بعد التعلم، والقراءة السريعة تقوي الانتباه وحفظ المعلومات، والقراءة الإيقاعية تساعد على الحفظ والاختصار للمعلومات عند التدوين يساعد على حفظها وربط المعلومات يسهل تداعيها لبعضها البعض والانتباه والتكرار يسهل الحفظ.
إنه أصبح من اليقين العلمي أن الإنسان يولد وله جهاز فطري يميز به الطفل بين المثيرات المعقدة ألا وهو القلب (الفؤاد) وهو داخل الروح وليس داخل الجسم فالجسم متهدم خلاياه ويتغير الإنسان تغير كلي ماديا كل عشر سنوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق