السبت، 7 يناير 2012

المرأة في الشريعة الإسلامية
مبادئ الإسلام في المرأة:
تتلخص مبادئ الإسلام في المرأة في المبادئ التالية:
أولاً: إن المرأة إنسان كالرجل سواء بسواء قال صلى الله عليه وسلم : (إنما النساء شقائق الرجال) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيره.
ثانياً: المعصية وقعت من آدم ولم تقع من حواء ، قال تعالى : ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ طه: ١٢١.
ثالثاً: فهي في العمل كالرجل سواء بسواء ، قال تعالى: ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ النحل: ٩٧.
رابعاً: حارب الإسلام احتقار المرأة ومعاملتها معاملة غير إنسانية ، قال تعالى: ﭽﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ النحل: ٥٩.
قال تعالى: ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ التكوير: ٨ – ٩
خامساً: المرأة نظر إليها الإسلام كإنسان فالإسلام عموماً لا يفرق بين إنسانية الرجل والمرأة لضرورات في طبيعة المرأة وهذا التكريم يقتضي إعطاءها نفس الحقوق المعطاة للرجل وإعطاء الأهلية الكاملة كما للرجل في جميع التصرفات.
والمرأة لا تختلف عن الرجل شرعاً إلا في التالي:
1. في الشهادة قال تعالى: ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﭼ البقرة: ٢٨٢.
2. في الميراث.
يكون نصيب المرأة كالرجل كما في الأخوات لأم، فإن الواحدة منهن إذا انفردت تأخذ السدس كما يأخذ الأخ لأم إذا انفرد وإذ كانوا رجالاً ونساءً اثنين فأكثر فإنهم يشتركون جميعاً في الثلث ، للذكر مثل حظ الأنثى وقد يكون نصيبها مثل الذكر أو أقل منه كما في الأم مع الأب إذا كان للمتوفي أولاده فإن ترك معها ذكوراً فقط أو ذكوراً نساءً فقط كان لكل من الأب والأم السدس ويأخذ الأب بعد ذلك ما زاد من التركة عن السهام ، فمن مات عن بنت وزوجة وأم وأب كان للبنت النصف وهو اثنا عشر من أربعة وعشرين ، وللزوجة الثمن وهو ثلاثة ، وللأم السدس وهو أربعة ، وللأب السدس والباقي فيكون له خمسه.
وقد تأخذ المرأة نصف ما يأخذه الرجل وهو الأعم الأغلب وهو القاعدة العامة إلا ما ذكرناه وذلك معلل أنه ينفق على المرأة والرجل ينفق عليها.
4 – رئاسة الدولة:
ورد في هذه المسألة الحديث : (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) وورد هذا الحديث لأن العزى ولوا الرئاسة عليهم إحدى بنات كسرى بعد موته وهذا تنبأ وليس حكم والقرآن الكريم يساوي بين المرأة والرجل في المسائل القانونية والتصرفات والالتزامات والعقود ، قال تعالى: ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ التوبة: ٧١، والمرأة تساوي المرأة بالرجل في كل شئون الحياة وكل ما يتعلق بالمصلحة العامة.
ليس في الإسلام ما يمنع المرأة من توليها لكمال أهليتها وأن تنال نفس حقوق الرجل وتلتزم بنفس الواجبات بصفتها إنسان مثل الرجل.
5 – للرجل حق التعدد دون المرأة قال تعالى: ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ النساء: ٣.
ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ النساء: ١٢٩.
يستفاد من هاتين الآيتين التاليتين:
أ – إباحة تعدد الزوجات حتى الأربع ألا قر في (إنكحوا) يفيد الإباحة.
ب – العدل الواجب هو المساواة في الاتفاق وفي السكن والمبيت والعدل المستحيل هو المساواة في الحب.
6 – الطلاق بيد الرجل دون المرأة وللمرأة الخلع وطلب التطليق للضرر بحكم من القاضي.
مبادئ الطلاق
سلك الإسلام في حل المشاكل الزوجية الطرق التالية:
1. مسئولية كل منهما تجاه الآخر في حل مشاكلهما لحديث (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيته).
2. إذا بدأ الخلاف بينهما عليهما بالصبر ومحاولة تهدئة الأمور ، قال تعالى: ﭽ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ النساء: ١٩.
3. إذا خاف الزوجان شقاق بينهما فليبعثا حكم من أهل الزوجة وحكم من أهل الزوج فإذا لم يستطيع الحكمان أن يصلحا بينهما فللزوج أن يطلقها طلقة واحدة فتعتد في بيت الزوج مدة ثلاث حيضات فإن لم تحض تعتد بثلاث أشهر وإذا كانت حامل فأجلها أن تضع حملها ويشترط ألا يطلقها وهي حائض ولا في ظهر ما فيه.
للزوج أن يراجع زوجته في العدة فإذا انتهت العدة له أن يردها بعقدة جديدة ومهد جديد وعلى الزوج أن يتبع نفس الخطوات إلى أن يطلقها الثالثة التي تسمى البينونة الكبرى ولا يجوز لها أن ترجع إليه حتى تتزوج زوج آخر فيطلقها طلقة بائنة بينونة صغرى أو كبرى ، الطلاق كله رجعي إلا في الحالات الآتية:
1. الطلاق الثالث فإنه يقع بائناً فوراً.
2. الطلاق قبل الدخول.
3. (الخلع) الطلاق على مال.
4. التفريق للعلل الجنسية.
5. التفريق للشقاق بين الزوجين.
القرآن صريح في جعل الطلقات ثلاثاً لفسح المجال لعودة الصفاء بين الزوجين بعد الطلقة الأولى والطلقة الثانية ، قال تعالى: ﭽ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﭼ البقرة: ٢٢٩ ، ثم يقول بعد ذلك (فإن طلقها ) أي للمرة الثالثة فلا تحل بعد حتى ينكح زوجاً غيره.
والذي نستنتجه من ذلك أن الله لم يشرع الطلاق لبث الحياة الزوجية بثاً نهائياً وإنما جعله على مراحل وترك بين كل مرحلة وأخرى فرصة للمراجعة والمصالحة ، وهذا لا يتأتى مع إنفاذ الثلاث بلفظة واحدة.
وطلاق فاقد الوعي كالسكران وفاقد الرضى كالكره ، والمدهوش لا يقع وذلك لأن الأصل في صحة التصرفات كلها اكتمال الأهلية وتكتمل الأهلية بالعقل والبلوغ والرضى والعقل بفقدانه للتمييز والإكراه يفقد الرضى والغضب وفقدان الوعي يفقد التمييز والتمييز والرضى مناط المسئولية لأن النية يشترط فيها التمييز والرضى والبلوغ على اكتمال التمييز عند الإنسان.
الطلاق للغيبة
قال تعالى: ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭼ البقرة: ٢٣١، فالغيبة لا بد لها من عذر مقبول لا يصل يشترط فيها في العنية أن لا تكون لعذر مقبول ، إذ يكون ذلك دليلاً على قصده الإضرار بها فإن كان لعذر مقبول، كالغياب في خدمة العلم لا يحق لها طلب التفريق لأنه لم يقصد بغيابه الإضرار لها.
الطلاق لعدم الإنفاق
إذا كان معسراً فلا يجوز الإضرار به بتطليق امرأته عليه أما إذا كان غنياً فيرد عن ظلمه بإجباره بالإنفاق عليها ، قال تعالى: ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ الطلاق: ٧.
الطلاق للمرض
جواز طلب التفريق من كل عيب مستحكم سواء كان في الزوج أو الزوجة لأن العقد قد تم على أساس السلامة من العيوب فإذا انتفت السلامة فقد ثبت الخيار وذلك لمنع الضرر عن الرجل والمرأة على السواء وهذا متفق مع قواعد الشريعة ومقاصدها وحكمة التشريع من الزواج.
الطلاق للفرار من التوريث
إذا طلق المريض مرض الموت زوجته فراراً من توريثها ما لم تتزوج رجلاً آخر قبل وفاته فإنها ترثه معاملة له بعكس قصده.
صوت المرأة
القرآن أجاز سؤال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجاب رغم التغليظ في أمرهن حتى حرم عليهن ما لم يحرم على غيرهن ومع هذا قال تعالى: ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﭼ الأحزاب: ٥٣.
السؤال يقتضي جواباً وهو ما كانت تفعله أمهات المؤمنين حيث كن يفتين من استفتاهن ، ويرون الحديث لمن يريد أن يتحملها عنهن.
وقد كانت المرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم في حضرة الرجال ولم تجد في ذلك حرجاً ولا منعها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ردت المرأة على عمر رأيه وهو يخطب على المنبر فلم ينكر عليها وقال: (كل الناس أفقه من عمر) والفتاة ابنة الشيخ الكبير في سورة القصص يقول لموسى: ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﭼ القصص: ٢٥.
كما تحدثت إليه هي وأختها من قبل حين سألها : ﭽ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ القصص: ٢٣.
وحكى لنا القرآن الكريم ما جرى من حديث بين سليمان عليه السلام وملكة سبأ وما جرى من حديث بين بلقيس وقومها من الرجال ، وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ما ينسخه من شرعنا.
إنما المحرم الخضوع بالقول لقوله تعالى: ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ الأحزاب: ٣٢.
نظري الرجل إلى المرأة ونظر المرأة إلى الرجل
قال تعالى: ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﭼ النور: ٣١، ما ظهر منها من الزينة هو الوجه والكفان وقدميها، النظر المحرم هو النظر بتلذذ وشهوة ، والنظر إلى غير الزينة الظاهرة كالشعر والنحر والظهر والساقين والذراعين ونحوها حرام لغير المحرم بإجماع.
والمحرم يباح عند الضرورة أو الحاجة مثل الحاجة إلى العلاج والولادة ونحوها، والمباح يحرم عند حدوث الضرر منه ثابت بالبينات ولذا لوى النبي صلى الله عليه وسلم عنق ابن عمه الفضل بن العباس وحول وجهه عن النظر إلى المرأة الخشعمية في الحج وهي حلال . حين رآه يطيل النظر إليها وسأل العباس لماذا لويت عنق ابن عمك؟ قال (رأيت شاباً وشابة لم آمن الشيطان عليهما) والنظر كالعورة حرام بشهوة وبغير شهوة إلا إذا وقع ذلك فجأة بغير قصد ، قال جرير بن عبد الله : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال : (أصرف بصرك) رواه مسلم.
السوعتان عورة مغلظة حرم كشفها أو النظر إليها إلا في حالة الضرورة كالعلاج ونحوه وحتى إذا كانت مغطاة ولبس ما يشق عنها والفخذ عورة مخففة بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم حسر عن فخذه في بعض المواضع وهذا أقوى من القول من حديث : (الفخذ عورة فنظر المرأة والرجل إلى السوءتان حرام والنظر إلى غير العورة حلال فلا يجوز النظر بلذة) إلا نظر الرجل إلى زوجته والعكس صحيح لذا أمر الله المؤمنات أن يغضضن من أبصارهن كما أمر المؤمنين أن يغضو من أبصارهم سواء ، قال تعالى: ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﭼ النور: ٣٠ – ٣١.
الغض من البصر : النظر بغير شهوة وغض البصر عدم النظر على الإطلاق، قد قص علينا القرآن الكريم قصة امرأة العزيز وهي تراوده عن نفسها حيث قالت له : ﭽ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭼ يوسف: ٢٣.
كما قص علينا قصة نسوة المدينة حينما رأين سوف عليه السلام لأول مرة: ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ يوسف: ٣١ – ٣٢، هذه الفتنة العظيمة لم تستدعي أن يعطي الرجل وجهه كما أن الخشعمية وقد كانت غير حاجة وفتنت الفضل بن العباس حيث دار النبي صلى الله عليه وسلم وجهه عنها ثلاث مرات ولم يأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تغطي وجهها.
إلقاء السلام على النساء
النصوص عامة تقال بالمذكر والمذكر يتصل المؤنث والمرأة لا تخرج عن كونها كالرجل إلا بدليل قطعي صحيح صريح كما هو شرط الاستدلال.
قال تعالى: ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﭼ النساء: ٨٦.
ففي صحيح البخاري : أن أم هانئ ابنة أبي طالب ـ ابنة عمه ـ قالت : ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عام الفتح فوجدته يغسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه قال : (من هذه؟) فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال : (مرحباً أم هانئ) الحديث وقد رواه مسلم أيضاً فهو حديث متفق عليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عائشة ، هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، قالت: وعليه السلام ورحمة الله ).
وتجوز عيادة المرأة للرجل فقد أعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد من الأنصار كما روى البخاري ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما دخلت عليهما عائشة رضي الله عنها فقال: يا أبت كيف تجدك ؟ ويا بلال كيف تجدك ) الحديث رواه البخاري.
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها : (لعلك أردت الحج ، قالت : والله لا أجدني إلا وجعة فقال لها : (حجي واشترطي) رواه الشيخان.
مصافحة الرجل للمرأة
هناك قاعدة تقول .. ترك النبي للشيء يدل على الإباحة ولا يدل على التحريم كما أن التحريم لا يثبت إلا بدليل قطعي لا شبهة فيه.
روى البخاري في كتاب الأدب من صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت وفي رواية أحمد عن أنس أيضاً قال : (إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجئ فتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت وأخرجه ابن ماجه أيضاً.
وجاء في الصحيحن والسنن عن أنس أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ـ من القيلولة ـ عند خالته خالة أنس أم حرام بنت ملحان زوج عبادة بن الصامت ونام عندها واضعاً رأسه في حجرها وجعلت تفلي رأسه ) إلخ ما جاء في الحديث أن خصائص النبي صلى الله عليه وسلم لا تثبت بالاحتمال وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم دليل على الخصوصية.
إن مجرد الملامسة ليس حراماً إلا إذا كانت ملامسة يقصد بها الاستمتاع الجنسي.
عمل المرأة
المرأة إنسان كالرجل هي منه وهو منها كما قال تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭼ آل عمران: ١٩٥، ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﭼ النحل: ٩٧، ويشترط في خروج المرأة للعمل الشروط التالية:
1. أن يكون العمل مباحاً.
2. أن تكون متحجبة لا يظهر منها إلا وجهها وكفيها وألا تحاول أن تثير جنسياً ، قال تعالى: ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﭼ النور: ٣١ ، ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﭼ النور: ٣١ ، ﭽ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ الأحزاب: ٣٢.
الذي يثار دون أن يعمل ضميره فإنه مريض.

النقاب
المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها وقدميها والدليل قوله تعالى: ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ النور: ٣١ ، قال عامة الصحابة : الكحل والخاتم والمراد مواضعهما ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المحرمة عن لبس القفازين والنقاب ) روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تلبس المحرمة النقاب ولا القفارين.
قال تعالى: ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﭼ النور: ٣١ ، الخمر جمع خمار ، وهو غطاء الرأس والجيوب جمع جيب وهو فتحة الصدر من القميص ونحوه ، فأمر المؤمنات أن يسدلن خمرهن على الصدور فلو كان ستر الوجه واجباً لصرحت به الآية فأمرت بضرب الخمر على الوجوه كما صرحت بضربها على الجيوب.
أمر الله تعالى بالضرب بالخمار على الجيوب وهذا نص على ستر العورة والعنق والصدر وفيه نص على إباحة كشف الوجه لا يمكن غير ذلك أصلاً. لو كانت الوجوه كلها مستورة وكان كل النساء منقبات فما الداعي إلى الغض من الإبصار؟ وماذا عسى أن تراه الأبصار إذا لم تكن الوجود سافرة يمكن أن تفتن.
قال تعالى: ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ الأحزاب: ٥٢.
من المستحيل أن يعجب الإنسان بالحسن من غير رؤية وتدل النصوص والوقائع الكثيرة على أن عامة النساء في عصر النبوة لم يكن منقبات إلا ما ندر بل كن سافرات الوجوه.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فأعجبته فأتى زينت ـ زوجه ـ وهي تمعس منيئة ـ أي تدبغ أديماً ـ فقضى حاجته وقال : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن ذلك يرد ما نفسه) رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
روى النسائي أن امرأة من خشعم استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والفضل بن العباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الفضل يلتفت وكانت امرأة حسناء ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحول وجه الفضل من الشق الآخر.
فلو كان الوجه عورة لما أقرها النبي صلى الله عليه وسلم على كشفه بحضرة الناس ولأمرها أن تغطي وجهها ولو كان وجهها مغطى ما عرف ابن عباس حسناء أم شوهاء.
وهذا الحديث يستدل به على اختصاص آية الحجاب ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﭼ الأحزاب: ٥٣ ، بأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن لأن قصة الفضل بن العباس في حجة الوداع وآية الحجاب في نكاح زينب في السنة الخامسة من الهجرة.
روى أبو داود إن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها أم خلاد وهي منتقبة تسأل عن ابنها وهو مقتول فقال لها بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة ؟ فقالت: إن أرزا ابني فلن أرزا حيائي.
تعجب الصحابة من أنها منتقبة يدل على النقاب أمر غير سائد في ثقافة الصحابة.
المرأة تزوج نفسها
الصغيرة لا يجوز أن يعقد عليها لأنها ليست مكلفة قال صلى الله عليه وسلم : (الأيم أحق بنفسها من وليها) يعم كل ولي.
قال صلى الله عليه وسلم : (البكر تستأذن)، الاستئثار والاستئذان يشيران إلى أن زوج المرأة بإرادتها لأنها إنسان والإنسان لا يرتب تصرفه أو عقدها أثراً شرعياً إلا بالأهلية والرضى.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة أحاديث توجب استئثار الفتاة أو استئذانها عند زواجها فلا تتزوج بغير رضاها ولو كان الذي يزوجها إياها، قال صلى الله عليه وسلم (لا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا: كيف إذنها ؟ قال (إن تسكت) . (البكر تستأذن في نفسها، وإذنها صمتها) . (الثيب أحق بنفسها ، والبكر يستأذنها أبوها).
وفي السنن أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم، (دخلت فتاة على عائشة فقالت : إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع لي ++ وأنا كارهة قالت عائشة : اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأرسل إلى أبيها فدعاه فجعل الأمر إليها، فقالت : يا رسول الله قد أجرت ما صبغ إلي ، ولكن أردت أن يعلم الناس أن ليس للآباء من الأمر شيء ) أرادت هذه الفتاة أن توعي النساء بما جعل الله لهن الشارع من الحق في أنفسهن ولا دخل لأحد في تزويجهن بغير رضاهن.
والبنت قد تزوجت بغير إذنها وأبطل النبي العقد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لم ير للمتحابين مثل النكاح) ذكره الألباني في الصحيح.
الضرب
لقد عرف من سيرته الثابتة صلى الله عليه وسلم أنه لم يضرب امرأة ولا خادماً ولا دابة في حياته ، قال صلى الله عليه وسلم : (لن يضرب خياراً) ومفهومه أن الذين يضربون هم الأشرار من الناس من ذا الذي يقبل أن يكون منهم).
وهذا الحديث ضد الذين يصرون على التربية بالضرب، حقاً أنهم قوم يجهلون والرسول صلى الله عليه وسلم خدمه أنس عشر سنين ولم ضربه ولم يقل له أف ولم يسأله عن شيء فعله لم فعله؟ ولا لشيء لم يفعله لم لم تفعله؟
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (الرفق لا يأتي إلا بخير لم يكن الرفق في شيء إلا زانه ولم يخلو من شيء إلا شانه؟
الإسلام دين السلام والمحبة والرفق وليس دين التخويف والإكراه.
قال تعالى: ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ النساء: ١٩.

المرأة والوظيفة العامة
الناظر في أدلة الكتاب والسنة أن الخطاب موجه فيهما عامة للجنسين إلا اقتضته الفطرة في التمييز بين الزوجين فللمرأة أحكامها الخاصة بالحيض والنفاس والاستحاضة والحمل والولادة والإرضاع والحضانة ونحوها.
قال تعالى: ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ التوبة: ٧١ ، والرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أنه قال : (الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم) لم يجعل ذلك مقصوراً على الرجال وحدهم.
ما دام من حق المرأة أن تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فلا يوجد دليل صحيح صريح يمنع من توليها الولاية العامة (الوظيفة العامة) والأصل في أمور العادات والمعاملات الإباحة إلا ما جاء في منعه نص صحيح صريح وما يقال من أن السوابق التاريخية لم تعرف دخول المرأة في الوظائف العامة فهذا ليس بدليل شرعي على المنع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق