السبت، 7 يناير 2012

الإنسان
يتميز الإنسان بقدرته على التفكير في ذاته بينما الحيوانات الأخرى تعمل بفطرتها. والإنسان كائن فريد لما فيه من وعي يشاركه فيه إنسان آخر، إن قدرة الإنسان الفريدة على وعي ذاته ووعي علاقاته بالعالم المحيط به هي القدرة التي بها معرفة محيطه وتسخيره لمصلحته وهذه القدرة توجد عند الإنسان ولا توجد عند الحيوان.
الإنسان يدرك وجوده الفردي ويدرك العالم من حوله ويدل على ذلك كتابته لأحداث التاريخ وتسجيل ما اكتشفه والاستفادة ممن قبله معدلا ومضيفا ومبدعا ومخترعا.
والإنسان يملك ذاتا تختلف اختلافا مطلقا عما حوله وهذا الاختلاف لا يشاركه أحد من الناس وهذه هي فرديته وتصميمه وهويته التي تميزه عن غيره من الناس. وما يدركه عن نفسه لا يشاركه في أحد من الناس. وهذه الذات هي ما يسمى بالروح. وفي داخل الإنسان دوافع فطرية . والإنسان يتعلم ممن قبله من الكبار ثقافتهم الاجتماعية والثقافية والاجتماعية هي المعروف والعرف والتقاليد ، فالعرف هي التقانة التقليدية والتقاليد أنماط السلوك في المجتمع الذي ينشأ فيه الإنسان. فالإنسان توجهه دوافعه من الداخل وتوجهه ثقافة المجتمع من الخارج والإنسان مسير من الداخل بدافعه ومن خارجه بالثقافة . الإنسان يولد ومعه مطامح فطرية وهي الدوافع الفطرية ويولد الإنسان ومعه أفكار ومثل عليا فطرية وهذه المثل تحفزه إلى تحقيقها وهذه المثل هي الحق والخير والجمال والقيم الثلاثة قيم فطرية تتوق إليها الروح والإنسان يسعد بتحقيقها روحيا ويتلذذ الجسد بإشباع حاجات الجسد ، والإنسان له عاطفتان الحب والكره.
رغم أن كل إنسان فريد في ذاته لكنه يشبه أخيه الإنسان في الخصائص العامة كبنية الجسم والطبع والمزاج والحساسية والأمراض.
مظاهر الحياة الإنسانية:
الإنسان ينظر إليه من زاويتين زاويته الباطنية وزاويته الخارجية ، فالنظر إلى داخله يكشف لنا أن الإنسان مسيرا بدوافع تعمل من داخله أما النظر إلى الإنسان من خارجه يكشف لنا أن الإنسان تسيره ثقافة يطبع عليها.
الإنسان من الناحية الداخلية عنده دوافع فطرية وعنده أفكار فطرية ومثل عليا فطرية وهذه المثل العليا الفطرية حاضرة ، الأولى ومكافأته الكبرى في الحياة الدنيا هما تحقيق هذه المثل.
كما أن الإنسان يولد مع حاجات أو شهوات أو غرائز أو دوافع فطرية تتطلب إرضاءها وإشباعها فالإنسان مدفوع بفطرته إلى أن يبحث عن الحقيقة ويفعل الخير ويستمتع بالجمال. الإنسان بفطرته مندفع على تأمين بقائه واستمرار النوع الإنساني. إن لدى الإنسان روح تتوقف على تحقيق المثل العليا الحق والخير والجمال ويتوق الجسد إلى اللذة والروح إلى السعادة.
لدى الإنسان غريزة حفظ البقاء وهي التي تدفع الإنسان بأن يأكل ويشرب ويدفع عنه الخطر من أجل المحافظة على الحياة ، فالإنسان يرجو لنفسه الخير ويخاف من الشر ويرجو الحقيقة من أجل أن الحقيقة وسيلة لحفظ الحياة والجمال دافع يغرينا بحفظ البقاء والإنسان مفطور على حب الخير وكره الشر ، وحب الحق وكره الباطل وحب الجمال وكره القبح والإنسان مفطور على حفظ الجماعة أو حفظ النوع فلذا ترانا نندفع إلى إيواء جماعتنا التي ننتمي إليها أو حمايتها من هجوم يشن عليها حتى لو أدى ذلك إلى افتدائها بحياته.
الغرائز أو الدوافع إنما هي أنماط سلوكية فطرية وهناك أنماط سلوك يكتسبها الإنسان بالمجتمع وينشأ عليها أفراده لأن الثقافة تدعو إليها.
فالأنماط السلوكية الفطرية تفسر بالدوافع السلوكية باطنيا وأما الأنماط السلوكية المكتسبة تفسر بأن الثقافة تدعو إليها فالأنماط السلوكية المكتسبة يدرب عليها الإنسان منذ الطفولة.
الأنظمة الاجتماعية أنظمة ثقافية لا تخضع لقانون طبيعي إنما يجعلها الإنسان أنظمة لأن الثقافة تجعلها أنظمة.
يولد المولود الإنساني وهو لا يفرق بين نفسه والعالم ثم يعمله من حوله التمييز بينه وبين الناس الذين من حوله ، يولد المولود الإنساني ومعه دوافع فطرية فطره الله عليها كما أن الله هداه إلى المثل العليا فالتعليم يخرجها من الكون إلى الظهور والدليل على ذلك نضال الإنسان من أجل رفاهية وأمن المجتمع الإنساني، فالإنسان مدفوع باللذة إلى الحفاظ على الذات وبالسعادة للحفاظ على النوع والعمل على إسعاده بقدر الإمكان.
أنواع الشخصية:
رغم أن كل إنسان فريد في ذاته لكنه يشترك مع كل إنسان في الخصائص العامة كبنية الجسم والطبع والمزاج والحساسية والإنسان يتطور مع السن فالأسرة الجيدة تدرب أولادها على الاستقلال في اتخاذ القرار الحر الذي لا يتعارض مع الخير والإرادة تقوى بالتدرب على ضبط النفس والتربية تحض على المبادرة إلى فعل الخير والتعاون عليهم واجتناب فعل الشر. والاعتماد على النفس تدريب على تقوية العزم على فعل الخير والاستمتاع بالجمال والعمل على كشف الحقيقة والعزم ضد الاتكالية على الغير والأخلاق تدعو إلى المسؤولية تجاه الجماعة التي تنتمي إليها فالأنانية تتنافى مع الأخلاق والتعلم تعلم ثقافي ، وتعلم علوم طبيعية فالعلوم الإنسانية هدفها إسعاد الناس بتسخير الحقيقة لأمن الجماعة ورفاهيتها.
الأخلاق تدعونا إلى النشاط في فعل الخير والاهتمام بالناس الذين يشاركون الحياة الاجتماعية وهذا الاهتمام يعبر عنه بالكلام الذي يظهر الود والمساعدة والتعاون على الخير هو التعبير عن حب الجماعة.
والشخصية المسؤولة غير الشخصية الأنانية التي ينفعل بسرعة وترتاب في الآخر وتفرط في تقدير الذات والابتعاد عن الجماعة المباشرة والمرجعية. الإنسان له نظرة إلى ذاته تبدأ من النظر إلى الجسد فالإنسان ينظر إلى جسده كما لو كان ينظر إلى نفسه في مرآة وإنما يحدث الخطأ من خطأ النظرة ، فقد ننظر إلى أنفسنا نظرة خاطئة فقد نرى أنفسنا أكبر مما نحن عليه أو أصغر أو أقل أو أكثر جاذبية ، وهذه الأخطاء بدورها تؤثر في أجسادنا فالخجول مثلا يكف عن السير مرفوع الرأس وكما تؤثر في وظائف الجسم فتمرض.
ففكرة البدانة تدفعنا إلى الفهم في الأكل فالإفراط في الزينة ناتج عن اعتقادنا بأننا غير جميلين فكما تعتقد تكون فالثقافة الشرقية منذ القدم كانت تهتم على التركيز الذهني وحصره في موضوع واحد لتقوية الانتباه الذي يبدو والتشويش الذهني والتركيز الذهني يحتاج إلى استرخاء الجسم والتفكير في شيء واحد حتى تسود الراحة مع شيء واحد. والاسترخاء يتم بالجلوس على كرسي وجعل العينين مفتوحتين وناظرتين إلى الأمام. الإنسان يتدرب على العزم بالسيطرة على الجسم.
أثبت العلم أن هناك إدراك روحي خارج نطاق الحواس أي إدراك دون استعمال الحواس الجسدية وينقسم هذا الإدراك إلى ثلاث فئات:
1- التخاطر: وهو انتقال الأفكار والمشاعر بين الناس بطريق غير مادي.
2- الاستبصار: هو إدراك حدث أو أي شيء أو شخص لا يعرف أحد آخر كرسالة في درج سري.
3- تحريك الأشياء بالفكر.
العلم يعترف بوجود هذه الفئات ولكن لا يعرف كيف يفسرها ماديا لأنها ظاهرة روحية لا تخضع للعلوم الطبيعية. فالعلم يفسر لنا سقوط التفاحة بالجاذبية ولكن لا يفسر لنا لماذا سقطت التفاحة على زيد ولم تسقط على عمر. الفكر الخرافي لا يفسر الظواهر بالقوانين بل يفسرها بسيطرة كائنات خرافية.
ويوجد الإسلام مع الوثنية كالاعتقاد بالتوحيد والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره ووجود الصلاة والصيام والزكاة والحج والأماكن المقدسة والدعاء والذكر والضحية والإيمان بوجود جن وأرواح وقد اكتشف الكهنة قوة الإيحاء والإيحاء الذاتي.
والإسلام على يد الرسل جميعا كان يحارب الخرافة والأساطير والكهانة والرهبنة. خلال القرن العشرين أخذ العلماء في الشرق والغرب يهتمون بدراسة الظواهر الروحية بعد أن تركوا النظرة الأولية إلى الكون والنظر إلى الكون كفكرة عظيمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق