السبت، 7 يناير 2012

بنية المجتمعات:
المجتمع يقوم على العلاقات بين أفراد المجتمع وهذه العلاقات تقوم بها أصغر جماعة وهي العائلة مرورا بالجماعة القروية أو الشركة الصناعية المساهمة وانتهاء بالدولة.
الدخول في الجماعة يتم من خلال إدراك الفرد أنه ينتمي إليها والجماعة تتنوع في المجتمع بحسب نظام تقسيم العمل في المجتمع وتقسيم العمل يقسم الأدوار داخل الجماعة ليخدم بعضهم بعضا بشكل تعاوني متكامل.
المجتمع يقوم على مؤسسات اجتماعية كل مؤسسة تتخصص في وظيفة فالمدرسة تخصص بالتربية والتعليم والعائلة بحضانة الطفل وإشباع الغريزة الجنسية من خلال الزواج بشكل منظم يتضمن العناية بالأطفال والمجتمع يتطور بتطور مؤسسات إنتاجية وخدماتية تقدم الأمن والرخاء للمجتمع والأمن والرخاء هو الحضارة.
الرخاء شرط الأمن والأمن يقتضي الرخاء كوقاية من الجريمة ووقوع الجريمة يقتضي وجود قانون يضبط المجتمع ويعاقب المجرم ويثيب المحسن.
والانحراف الاجتماعي يأتي من عدم توفر فرص متكافئة وفصل بين السلطات وإقامة دولة الكفاية والعدل والحرية والمساواة والمؤاخاة الاجتماعية والتفاوت بين الناس والتمييز بينهم يؤدي إلى الانقسامات والتضارب في المصالح الذي يولد بدوره الصراع الاجتماعي المقيت وهذا الصراع ينتج من أن فئة من الناس تستبد بالناس بوسائل الإكراه الجيش والشرطة والمباحث والاستخبارات وشراء الذمم الرخيصة والسيطرة على الموارد والمكافآت الاجتماعية.
ولا حل للاستبداد إلا بجعل السلطة مستمدة من الشعب ومن أجل الشعب وذلك بواسطة النظام البرلماني الدستوري.
الاستبداد ناتج من الحكم الذي هدفه خدمة الفئة الحاكمة لا الشعب والفئة المستبدة تسيطر بواسطة السيطرة على الموارد المادية ووسائل الإنتاج والسيطرة على جهاز الدولة البيروقراطي والعسكري والسلطة المستبدة تكون بيد نخبة حاكمة تعمل لمصلحتها وترمي فتات المائدة على الشعب من أجل إسكات الكلاب التي تنبح ولا يهم ما دامت الكلاب تنبح والقافلة تسير ولكن الكلاب إذا جاعت عضت صاحبها. النخبة الحاكمة المستبدة تخلق لها فئات مستفيدة تعمل على بقائها تعمل في الجهاز البيروقراطي والعسكري والاستخباراتي والمباحثي تتقاسم معها فائض الدخل رشوة لها.
ويحدث التغير من تكتل قوى مضادة للواقع الحالي تعمل على تقويضه وهذه الفئة تسمى بالمستضعفين استضعفهم الاستبداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. والمستضعفون يعملون على تحويل السلطة من سلطة تخدم النخبة الحاكمة إلى سلطة تعمل على تحقيق العدالة التوزيعية لفائض الدخل والتوزيع بين السلطة وأفراد الشعب.
النخبة المستبدة هدفها تأمين مصالحها الخاصة على حساب الشعب والإصلاحيون هدفهم إزالة هذه النخبة لتحل محلها نخبة منتخبة تقرر ما يريده الشعب لنفسه من رخاء وأمن.
الفرد والمجتمع:
علم الاجتماع كان نتاج تنظير تجريدي يهدف إلى وضع نماذج عامة تنطبق على جميع المجتمعات وهذا يقتضي جمع المعلومات على نطاق واسع فيما يتعلق بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية بواسطة مسوح اجتماعية واستفسارات وتقنيات للتحليل الإحصائي وتتميز هذه الدراسات الاستقصائية بطابع علمي تقني صارم ، والهدف من هذه الدراسات هو معرفة ما ينفع الناس لتنميته وتسخيره من أجل الإنسان وتجنيب الإنسان ما يضره وجلب ما ينفعه على العموم والخصوص.
أضر مشكلة اجتماعية تواجه المجتمعات البشرية ظاهرة التحيز والتعصب والتمييز بين البشر. والتعصب رأي أو موقف عدائي بسبب الانتماء إلى فئات اجتماعية والتعصب يولد الفخر بالفئة التي ينتمي إليها لا لشيء إلا أنه ينتمي إليها والفخر يجعلك تحتقر الآخرين قال صلى الله عليه وسلم : " حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه " يقصد أخاه الإنسان . التعصب تحيز ضد الفئات الأخرى وهو ناتج عن إيثار الذات وسوء الظن بالآخرين.
المتعصب يقول " أنا وفئة كرمنا الله والآخرين محتقرين ليسوا في مستوانا بل نحن خير منهم". إبليس لعنه الله قال عن آدم عليه السلام " أنا خير منه " والتعصب ديدن إبليس.
سبب التعصب رفض مبدأ تكافؤ الفرص وتريد فئة من الناس أن تحظى بحصة الأسد وتريد للآخرين أن يكونوا أدوات في أيديهم ومن يهون يسهل الهوان عليه فالتحيز استهانة بالآخر لأنه يختلف عنه حتى وإن كان هذا الاختلاف خارج عن الإرادة ومن الظلم يتميز الناس بشيء خارج عن الإرادة والتنافس أما على الإيثار أو التحيز تنافس على الأثرة الأنانية. والتعصب ناتج عن ثقافة لا أخلاقية تجعل الآخرين ليسوا في مستوى البشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق